خضراءَ ذابلة | Catorce
.
.
________________
أصابته بذهول شديد ، وحيرة حقيقة قد جعلته يسكت عن نطق أي حرف
كل شيء يبدو متناقضًا ، حقيقة
لم يفهم سلوكها المغاير الآن
ولا ما تنطقت به في هذه اللحظة ، جعّد حاجبيه وجعل ينظر لها بحدّة
وكما لو أنه يسألها ' بجدية ؟'
هي رفعت رأسها عن صدره ثم بادلته النظرات ، نظراته لها كانت حادّة بحق حد جعلها تنفرُ بعينيها قليلًا
" لا تنظر لي هكذا
استجمعت الكثير من القوى لأقول لك ذلك"
"ما لذي تعنيه بأذيتي ؟"
"عنيتها حرفيًا ، وقتها كنتَ ترسم تلكَ الصورة المذهلة عني داخل ذهنك
لكن الآن أنت تعرف كم أنا سيئة ، ولكَ الخيار "
أومأ ، لم يبدو راضيًا عن أي حرف
هو وقف وهي قد أبصرته بقلق لأنه قد بدى ساخطًا بحق
" حسنًا لذا أريتني كل شيء سيء فيك دفعة واحدة ؟ ثم تقولين أن لي الخيار ؟ هل تهزأين بي الآن ؟"
"لا مارك ، أنا...."
ضاعت الحروف وظلّت تعبث بأصابعها متوترة ، على كل ، لم يبقى شيء ليسمعه أو ليقوله بالنسبة إليه
هو حثّ نفسه على الذهاب وهي نطقت بخفوت لتجعله يتسمّر قليلًا في مكانه
" أنت لم ترى أسوأ ما في بعد.."
التفت ، أعارها نظرة فارغة لكن هي فقط قد حاربت بكل قوتها كي تستطيع الابتسام مجددًا رغمَ سوء هذه الأجواء التي تحيق بهم
" آه تذكرت
لقد تغيبتِ ليومين وأنا ظللت أخفي زيك داخل حقيبتي واليوم لم أفعل ، لقد استسلمت !!
بما أن نهاية الأسبوع قد أقبلت يمكنني تسليمكِ إياها في غير المدرسة.."
هي تهللت فجأة وأثارت استغرابه
"جيد...لنتقابل "
"ماذا ؟"
قفزت فجأة وصولًا إليه ، رفعت رأسها تشابكُ يديها خلف ظهرها بأدبٍ ولطف تناقضا في عقله المسكين
"أجل لنتقابل ، لنخرج بالأصح
سأحادثك حسنًا ؟"
لم تنتظر ردّه بل فرّت سريعًا راكضة ، هذا كان أغرب ما رآه في طول هذه السنة
تراها كانت تمثّل دورًا جديدًا أم أنها تتجرد من أدوارها السابقة ؟ ما لحقيقة يا ترى ؟
_______________________
"هي ماركوس !!"
وسطَ انشغاله في حل بعض من فروضه حتى يخفف على نفسه في البيت ، هناك كائن شديد الازعاج قد صفق الباب ثم صاح بصوته حتى أرعش قلم المسكين مارك
احتضن الطاولة يتباكى على حظّه الجميل ، لن يتركه يحل فروضه حتى لو تلاحقا في ممرات المدرسة
لوكاس يبدو نشيطًا حقًا اليوم !
"إنها عطلة الاسبوع هييي "
فقط أصبح نشيطًا على آخر الدوام في آخر يوم من أيام الأسبوع ، أنظر كيف يرقص هو
ويجول حول الطاولات بجنون مع غناءه السيء ليحاول مارك كتم ضحكته لكن انتهى به الأمر يختنق ضاحكًا
انتهى لوكاس من جنونه فجلس قرب من استسلم وقام يلملم حاجياته لا غير
"سنخرج صحيح ؟"
علامات من الاستفهام تشكلت حول ذهنه ، ماذا يعني بسنخرج ؟
"ياه لمَ أنتَ صامتٌ هكذا ؟!!"
"أعني....أنا أشعر بكسلٍ شديد
حتمًا أود أن أنام جيدًا اليوم "
غمغم الآخر متذمرًا
"أنا جاد !"
"وأنا لوكاس !"
"..."
"أمزح ياولد - يشخر ضاحكًا - أتفهمك كنت تأكل الكتب في الأيام السابقة ، عليك تجربة النوم الهنيء ليوم واحد على الأقل ..حظًا موفقًا "
قال ثم صفع ظهر الآخر بقصد التربيت عليه
"في ماذا ؟" تحدث متألمًا يفرك ظهره المسكين مثله
" في تجربة النوم !! هيا سأخرج لألحق برفاقي
حتمًا سنحتل العالم اليوم !"
قال ثم طار كصاروخ عملاق لخارج غرفة الصف أما مارك فقد تنفس بخمول شديد ..
في الحقيقة هو حتمًا متحمس للخروج مع لوكاس ورفقته لكن وفي الوقت نفسه ، عليه أن يعيد ملابس نانسي لها ، وهو حتمًا لا يعرف متى سيحدث ذلك بالتحديد
فقط عليه أن يكون مستعدًا لتلقي رسالتها ، ماذا عن خطة الخروج التي تحدثت عنها ؟
________________
4:12 pm
كان واقفًا في مكانه يفركُ عينيه الناعسة ، هو حتمًا لم يذق طعم النوم بل بقي جاحظًا العينين يفكر ولا يفكر في الوقت نفسه
كان يتساءل عن حاله ، لمَ هي تثير فيه هذا التوتر فقط بمجرد رسالة منها ؟
"بو"
لم يكن ينقصه إلا أن يحاول أحدهم المزاح معه هكذا ، تكهرب ثم التفتَ ذعرًا بشكلٍ مبالغٍ فيه
هذا قد جعلها تضحك لفترة من الزمن ..
خلال تلك الفترة هو كان ينظر لها نظرة سفلية ، ثم ظل يفسّر ارتداءها لهذه الملابس الأنيقة واللطيفة في الوقت ذاته
صفعَ وجنته فجأة ، لمَ يبدو الأمر كموعد ؟
" هي....لنذهب للسينما"
كلا إنه بالفعل يبدو كموعد ، قام يرفع كفيه رافضًا للفكرة بأكملها
"جئت أسلمك ملابسك لا غير"
هي قلبت عينيها بتململ ثم شددت بذراعها على خاصته ، كانت قوية !!
"لا ، أريد الذهاب وتغيير مظهر شعري
ستأتي معي حسنًا ؟"
هي تستشيره ثم تفرض الأمر عليه ، تلكَ السيطرة الطفولية المزعجة واضحة في كل تصرفاتها
هنا ، كانت تشبه ذاتها القديمة جدًا~
___________
هذا الشخص نعس كفاية على أن يجادلها ، لذا كان يتبعها بعينين ضبابية الرؤية وهو فقط يظل صامتًا كما هو
أدخلته معها للصالون المتواجد داخل مركز تسوق كبير ، وهي كانت قد حجزت موعدًا مسبقًا داخله
"هي...أنظر ما لذي يناسبني ؟"
هي استشارته وهو كان بذات العينين الناعسة ، أشار لها بكتفيه أنه لا يدري عن هذه الأمور أي شيء
"ياه....لمَ لا تتفاعل معي ؟"
"أريد أن أنام "
أغلقت المصففة فمها لأن ضحكة صاخبة كادت أن تخرج
" أوه هذا واضح ، إذًا إنتظرني في الخارج
سيكون شكلي مثيرًا للسخرية مع رغوة الصبغة"
"آه أظن ذلك.."
هو تحدث لأنه بالفعل يريد الخروج من هنا ، لكن من الواضح أن رده قد أثار شيطانها
"ياااه.."
"أهدأي صغيرتي دعيه يخرج
لا تتشاجرا كثيرًا أنتما تبدوان لطيفين جدًا ، تتواعدان صحيح ؟"
قبل أن يرد هي قد فعلت ليدور بعينيه الأرجاء ثم يتخذ من المخرج طريقًا له
" نعم !!"
هي قالت تساير المصففة وتساير ذاتها أيضًا لكن رؤيتها له يدبر بظهره قد أحبطت كل ما ارتفع داخلها
_________
" يالهي..."
هذا الذي قد أخذ غفوةً على الطاولة ثم ذرف الباقي من الوقت أمام هاتفه يعبث لاغير
تلك كانت ردة فعله حينما ترأست أنظاره الأخرى ، ذات الشعر المخضب !
"ماذا ؟ جميل صحيح؟"
قالت تنفر خصلاتها بتفاخر
"تبدين كشخصية كرتونية "
"ألا يمكنك مجاملتي حتى ؟"
قالت تمسك بعلبة عصيره وتكاد ترشه به
هو قام يضحك على ردة فعلها مما قال
" أنا أجده جميلًا ، ليسَ مهم "
أومأ ثم أردف
"أجل ، الأهم هو أن تجديه أنتِ جميلًا
وأن تحبّي ما تبدين عليه .."
"حقًا ؟ لكني لا أحب ما أبدو عليه "
"كيف ؟"
"ما فائدة أن تمتلك مظهرًا جيدًا
وبداخلك ثعلبٌ ماكر وقبيح ؟"
إذًا هي تعترف بسوء أفعالها مرةً أخرى له ، هو تجاهل ما نطقت به يعيد بصره للهاتف أمامه
" أليسَ لديك شيء لقوله ؟"
سألت بعدَ فترةٍ من الصمت دامت لعدة دقائق ، هو أخيرًا صوب بصره نحوها
"لمَ أصبحتِ هكذا منذ الأساس ؟"
أحنت رأسها وأرجعت خصلةً مهزوزة مثلها خلفَ أذنها
" فقط...لأنني كرهت كل الناس فجأة "
"إذًا هذا يسمح لك أن تتنمري عليهم
أخبريني كيف تختلفين عن من كانوا يؤذونكِ سابقًا؟"
"الفرق أنني لا أفعل هذا احتقارًا لهم
لا أعرف عن بقية رفقتي ، لكني أكره الكل
أشعر أنهم يمتلكون ما لا أملك وأنني أُخترت من بين الجميع كي أعاني وحدي "
"لا ، جميعنا نعاني بطرقنا المختلفة
جميعنا نطرح السؤال ذاته ، لمَ قد اختارتنا الحياة نحنُ خاصتًا لنواجه هذا النوع من المعضلات ؟"
"كنتُ وحيدة حينها ، ولم يخبرني أحدٌ بذلك.."
سكتَ وقتها وظل يشردُ بعينيه
"لو كنتُ موجودًا لربما كنتُ أفضـ.."
"حسنًا لم أكن موجود هل ستتوقف حياتك علي ؟"
سأل بنبرٍ مختلف وربما ضجر وأقرب للامتعاض
هي تتحجج بأشياء لا تبدو معقولة بالنسبة إليه وفجأة تلومه على عدم وجوده سابقًا بمحاذتها بالرغم من معرفتها أن رحيله لم يكن بيديه
ذلكَ المشهد داخل السيارة لم يكن لينسى من ذهنِ كليهما ، حينما كان يودّعها من النافذة الخلفية ويخبرها أن لا تبكي لأنه سيعود مستقبلًا
ها هو قد عاد وقد رأى كيف أن الحال قد تغيرت تمامًا ، وكيف أن شوقَ الرؤية قد زال ..
"ماذا إن قلت لك أنها نعم ، تتوقف عليك.."
دقق بعينيه ، ما لذي تهذي به هذه ؟
هو وقفَ دون أن ينبس بحرف ، فقط إيماءه توضح بأنه ذاهب وأن هذا الحوار لا يجدي لشيء
-حسنًا لا تنظري له باستغراب فأنتِ من جعلتيه يتصرف معكِ هكذا ، كان من الممكن أن يظل وأن يحاول دفعك للتحدث بأريحية أكثر-
لكن هذه نتائج محاولاتها الجادة في تغيير تعامله معها ، تبدو كما لو أنها تشعر بالخسارة والندم
أو أن عيشَ الفقد أصعب من تخيله حتى ، ظنت أن الأمر سيكونُ سهلًا جدًا لها ، لربما ؟
لحقته ثم سورت رغسه
" هل تعرف لمَ ؟ لمَ كانت حياتي تتوقف عليك ؟ ولمَ مازالت بشكلٌ غريب تتوقف عليك أيضًا الآن ؟ هل تعرف ؟ هناك من أخلص لي زاعمًا أنه سيظل معي على طول حياتي ، أو على قصرها بالتحديد
الفرق أن ذلك الشخص الآخر يعلم وأنا أعلم
وأنتَ أيضًا تعلم..."
"لا.. لا أعلم شيًا عن ما تقولين "
كان أكثر هدوءً لأنه يود فهم ما تحاول إيصاله إليه ، بالرغم من هواجسه التي تقول أنها تعبث معه لاغير
"أنني أحبك .."
نزع يده ..
أرعشته بحق
"ما لذي تقولينه ؟!!"
"أجل أنا أحبك ألا تعرف ذلك ؟!"
"أي أنواع الحب هذا الذي سيجبرك على جعلي أكرهك رغمًا عني ؟"
"هل أصبحت تكرهني الآن ؟"
"لا أعرف ، أنتِ أخبريني
هل سخريتك من مشاعري ستجعلني أعظمك مثلًا؟
وما أدراني إن كنتِ تصدقين الآن أم لا "
فعليًا هو كان غاضبًا ، وهي لم تستطع حتى الرد عليه
لقد انفتل ، وهي ظلت في بقعتها ذاتها تشدد بأظفارها على باطن كفها
هي أيضًا لم تعد تفهم نفسها ، فكيفكَ سيفهمها غيرها يا ترى ؟
______________
مارك وسورا قد التقيا في وقت الاستراحة بغرض الذهاب والعزف سويًا
استوقفتهما تلكَ التي تقف أمام باب مكتب المدير تدفع بقدمها صخرًا وهميًا بينما تزفر بمتململ شديد
"شعرها.."
همست سورا لمارك ومارك كان مدركًا أن لون شعرها الأخضر يعتبر مخالفة ستحاسب عليها ، حقيقة هو أراد أخبارها بذلك في اليوم الذي صبغته فيه لكن إنتهى حوارهما بطريقة سيئة جدًا
جعلت الغضب يتوشج فيه بطريقة لم يعدها ، أخفضَ رأسه حينما استذكر أنه قام بنزع كل ورقةٍ تتحدث عن ماضيه معها
"مرحبًا مارك ..مرحبًا سورا
أعرف يبدو مظهري غبيًا وأنا أقف هكذا هنا
إلى أين أنتما ذاهبان ؟"
سورا قد تعجبت حتى ملأ العجب كل شبرٍ من وجهها ، أبصرت مارك الذي نظر لنانسي بصمتٍ فحسب
لمَ تتصرف بهذا اللطف ياترى ؟
"ألن تخبراني ؟ أنا أشعر بالملل هنا
آسفة لإزعاجكما .."
" سأذهب إلى غرفة النادي.."
تحدثت سورا بحدة ثم سحبت أقدامها بعيدًا عن كلاهما
هو لم يكترث كثيرًا بكون سورا لم تختفي من المحيط بعد ، بل تقدم نحو نانسي ثم مدّ أصابعه يلمسُ أطراف خصلها الخضراء
"كنتُ سأخبرك أنكِ ستستدعين للإدارة بفضل هذا اللون ، كان ينبغي علي تحذيرك "
"لا أبدًا..أنا أعرف بالفعل "
"وبالرغم من هذا ، ما أظن أن هذا اللون كان ليناسبَ غيرك"
قال ليفغر فاهها وتنظر له بذهول ، أما عنه فقد كان يبدو شاردًا في عالمٍ آخر بينما مازال يمرر أصابعها
ربما كان يشعر بالأسف على سوء ما فعل ، على رفع صوته ذاك اليوم ، على شكوكه الكثيرة
وأخيرًا على تمزيقه للمذكرة..
ربما هذه النهاية ، النهاية التي كانت تطمح هي إليها
وكان يتجنبها لكنها باتت محتومة
جعلَ يرنو إليها كمرةٍ أخيرة..
"كنتُ أحبك بكل خافقي هذا
أنا شاكر ومتأسف على مآلت إليه الأمور
بسببك أو بسببي هاقد إنتهى كل شيء
لا تحدثيني ثانية ، حسنًا ؟"
إرتدّ بخطواته وعينيه تبدو ذابلة جدًا
أما عنها فقد اختزنت الدموع حتى فاضت من محاجرها
إبتعد...ثم غادر
ولم يمضي الكثير حتى فتح المدير باب غرفته ليجد الطالبة غارقة في دموعها ، كان ذلكَ سببًا كفيلًا بتجاوزه عن عقابها رأفةً بها
_______________________
.
.
🎀
ماعندي كثير اقوله صراحة انا نفسي مضيعة
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top