أحبّك لا تبكي - النهاية | Dieciocho
____________
ربما لم تحضر الحوار منذُ بدايته ، لكنها حضرت تلكَ الجمل الأخيرة التي تبادلاها
الإجابة التي سحقَ مارك بها لوكاس ، كانت قد أحيت فيها زهرةً ذابلة
برقت عينيها بشدّة ، هي فقط تؤذي أكثرَ الأشخاصِ خوفًا عليها من نسمةِ رياح تبكيها
كيفَ تمر كل تلكً الذكريات أمام عينيها الآن ؟ اللّه أعلم
لكن ذلكَ ما حدث ، ذلك ما استوعبته حين رؤيتها لتين الذي يشتعل شرارًا ، وينطلقُ كوحشٍ ضاري لتمزيق هذا الكائن الأليف هنا
"تين توقف !!"
صرخت به وقد نجحت بالفعل في ايقافه
لثواني معدودة فقط
حدّق تين بها ، قليلًا
ثم لم يكترث ، إن نوى فسيفعل
إن نوى فسيفعل!
ركضت بأقصى ما تملك تحيطُ جسدَ مارك كدرعٍ حامي ، حينها هي أجبرت تين على الوقوف عاجزًا أمام ما رآه
وبعدَ كلّ ذلك ، هي تحميه منه ؟
تساءل محتارًا ..
رفعت وجهها لتراه هذا الشامخ هنا
شامخٌ من الخارج لا غير
فداخله يتهاوى باستمرار
"توقف تين ، أرجوكَ لا تؤذيه "
"لكن نانسي ، أنظري ما يقول
يقول أنني أسبب لكِ الحزن
هل فعلت ؟ أجيبيني"
نبرته على شفا حافةٍ النحيب ، حتمًا كان يرجوها لتجيبَ بالعكس حتى يرتاح ولو قليلًا
"تين..لو فكرت فقط بأذيته مرةً ثانية
فسينتهي كل ما بيننا ، أنا قد أخبرتك بأمره
أخبرتك أنني أحبه حتى لو لم يكن معي
كيفَ تفعلُ ذلكَ بالشخص الذي أحبه تين؟
إذا كنتَ تحبني كما تقول ، فأنتَ لن تؤذي الأشخاص الذين أحبهم أليسَ كذلك ؟"
سألته ومازالت تحيطُ الآخر من خلفها ، لن تتركَ العالم يمسه بسوء كما فعلَ معها
هكذا أرادت حمايته عندما حاولت ابعاده عنها
أرادت حماية مشاعره ، ارادت حمايته من هذا السقوطِ الذي هو فيه الآن
وستحميه حتى آخر رمقٍ منها
أما عن الواقف فقد بدا شاحبًا جدًا ، يحدق بهما بغيظ شديد وعجز أشدّ ، لأنه أكثرَ الناس علمًا بحبها لهذا الفتى خلفها
فليتوقف عن ادعاء فقهه بما يجري هنا
أغلقَ جفنيه ثم جرجر أذياله مغادرًا
فلتفت هي لمارك تربت عليه كي ينهض من شروده عن العالم هكذا
"مارك...
مارك انظر لي "
كررت تحاول استقطابَ عينيه على الأقل لكنه لم يفعل ، حتى بدأت ترجوه كي يفعل
" لن أنظر إليكِ حتى تعديني "
"أعدك بماذا أخبرني ؟"
التفتَ يمقلُ وجهها
"لا تبعديني عنكِ بعد اليوم "
هذا كان صعبًا جدًا ، لكنه شرطٌ مفروض كي تصلح هذه الحال المقلوبة رأسًا على عقب
بفضلها هي !
أومأت له ليكمل
" وأن تبتسمي أكثرَ منذ الآن "
مدّت أناملها للجروحِ الذي خلفها تين على وجهه الوسيم
" سأبتسم لو ابتسمتَ أنتَ لي "
ففعل رغم صعوبةِ ذلكَ بفضلِ هذه الجروح ، بادلته تحبسُ دموعها بقوة
" وأن تقومي بالفحص في أسرع وقت ممكن"
"لكن.."
"من دون ولكن ، ستفعلين حسنًا؟"
"أنتَ لا تتفهم خوفي هذا مارك ، الألم والجحيم الذي عشته صدقنـ.."
"لن تعيشيه ثانيةً ، ثقي به
أنا سأكون معكِ في كل الأحوال"
أحنت رأسها وشددت على تنورتها
" وماذا عن كوني ..
عن كوني لن أحقق لكَ الأحلام؟ لا لن أنتظر حتى نكبر زيادة ونتناقش بشأنها ، أخبرني عن رأيكَ الآن وبكل صدق ، هل سترضى بي ناقصة أم لا ؟"
انفرجت ابتسامته زيادة
" وكأنني أنا توأمٌ للكمال ، أنا أنقص بكثير مما تظنين
ولأني ناقص بشدة أنا أحتاجك حتى أكتمل
هل تكتمل السماء بالشمس دونَ القمر ؟"
أجبرها بدفء كلماته على الابتسام ، فعليًا كانت ابتسامة لا اراديةً منها
"هناك الكثير من اليتامى في هذا العالم
بحاجة لأبوين أليسَ كذلك ؟"
ارتعشت شفتيها فلم تتمكن من حبسِ المزيد ، بكت في النهاية وهنا كانت الجزئية الأكثرَ إيلامًا له
أسرع وأحاطها كي لا تذرفَ الدموع هباءً بل تمطرها على كتفه وصدره كي تنمو المروج الخضراء والزهور الملونة من بعدِ هذا الغيث
فظلّ يمسح على رأسها يكرر بـ
" أحبّك نانسي لا تبكي"
____________
كما لو أن هناكَ صفحة جديدة قد فُتحت ، وما خلفها قد اندثر
كما لو أن أشعة الشمس قد أضاءت هذه الصفحة الجديدة ، والتي بدأ الحبرُ يرسمُ تفاصيله فيها
ينقشُ حاضرًا مختلف ، حاضرًا لا يمدّ بالماضي بصلة
حاضر يحمل من الأمل ما يحمل
ومن الحياةِ شيءٌ بهيج ، عسى أن لا يضمره المستقبل بشؤم
"تعرفين ، إنه من الخاطئ أن لا تحاول التبرير لأحدهم ، أو التفكير في خلفية ما يقوم به
لأنه قد يكونُ مجبرًا على ذلك ، نفسه تحاول جبرَ كسوره عبرَ تلكَ الأفعال ، خصوصًا عندما يهمّك أمر ذلك الشخص ، لا تحاول تجاهل ما فيه
ربما هو بحق يحتاج إلى ذلكَ السؤال ، وتلكَ المحاولة ، ربما لن يجيبكَ من المرة الأولى ، أو الثانية ، وحتى الثالثة ، ربما سيوضّح لكَ الأمر فجأة
وتعي كلّ شيء...أحيانًا يخطئ الشخص بأحاسيسه وأحيانًا أخرى تكونُ تلكَ الأحاسيس هي المفتاح السري لكلّ قفلٍ .."
رفعت من تجاوره فوقَ درجات السلم رأسها عن كتفه ، حدقت به بصمت ليبتسمَ لها
" أشعر كما لو أن ثقلًا قد أزيح مني "
فبادلته الابتسامة
"أرى ذلك ، أنا سعيدة من أجلك مارك "
"حقًا ؟"
ضحكت ، وحاولت بشتى الطرق دثر الفيضان داخل عيونها اللامعة
"بكل تأكيد ، أعني أنتَ تحبّها بصدق
وهي كذلك أليسَ هناك أفضل من هذا ؟
أظنّها تحسد نفسها بشدّة عليك"
"علي أنا ؟ لمَ ؟"
" في هذا الزمن ، من قد يفعل مثلما فعلت ؟
لا أظن "
"ألم تكوني لتفعلي مثلما فعلت من أجل الشخص الذي تحبينه سورا ؟"
هزت رأسها بلا وأبقت عينيها على أصابع يدها
" إن تركني فلن أتعلق به ولن أعذره على تركي حتى ، بل سأغلق الباب في وجهه وسأبحث عن طريقٍ خالي من بقاياه ، سأناضل كي أعيش أفضل من دونه فهو لم يكن إلا تلكَ الصخرة التي يجدر بي إزاحتها عن طريقي .."
رمشَ يحدق في الفراغ
" لكن الأمر مختلف معك أنتَ وهي ، فبالنسبة لك
أنتَ كنت ترى عدم الصدق في كلماتها
تشعر بدوافعها الوهمية ، بأسرارها تتشكل في ملامح وجهها ، بعدم واقعية تغيرها بهذا الشكل
فوضعت لها الأسباب ومنحتها الفرص ، هي محت الفرص لكن وبنفسها قد أخبرتك بكل شيء
قصتكما فريدة بالفعل !"
"لم أكن لأخبر أحدًا سواكِ سورا
لذا أرجوكِ احفظي سرّها فقد ائتمنتني عليه "
رفعت ابهامها تأكيدًا على ذلك ، ثمّ همّت واقفة لتودعه
هي رحلت في النهاية ، وهو ظلّ ينظر لكيانها المغادر حتى اختفى
نبرتها كانت مهزوزة بحق ، لكنها أقوى بكثير من أن تؤذيها مشاعرها هذه ، هي أقوى بكثير مما رآه الآن
على كلّ ، عليه الذهاب للمنزل
ثم وأخيرًا الخروج مع لوكاس ورفقته !!
___________________
قبل فتحها الباب هي قد تفقدت مظهرها على المرأة مرتبكة ، ثم شكلت الابتسامة وأرجعت خصلةً متمردةً من شعرها الوراء
فتحت له الباب فكان في عينيها بريقٌ يزيد جمالها ضعفين ، ذلكَ قد جعله يضيع في متاهات عديدة حتى يجد ما يقوله
أضحكها بلطافته ، ارتباكه
تعرقه المفاجئ كما يبدو عليه فهو قد طفق يفرك رقبته بينما يزدرد ريقه
" كـ..كيف حالك ؟"
سأل يحاول بجد أن يصنع ابتسامةً تكافح موجة الخجل لتشرق هي ضاحكة
" ياه ، أنا سأكون بخير ما دمت قد رأيت وجهك
لا تقلق من هذه الناحية "
قالت مقتربةً منه تهندم له ياقته ليتجعد حاجبيه ويتجمّد كجذع شجرة
" تفضل "
"إلى أين ؟"
"إلى...بيتي ؟!
والدتي خرجت منذ الصباح ولن تعود إلا بعد فترة وحينها..."
أحنت رأسها وجعلت تنظر لأصابعها المرتبكة ، حارب نفسه كي يبادر بإمساك تلكَ الأصابع و تهدئة صاحبتها
" وحينها ستقومين بالفحص "
ابتسمت له وهو لم يستطع كبتَ ابتسامته حينما راها تبدو مشعةً بالأمل هكذا ، بالرغم من الاحمرار الذي يباغت عينيها
حتى لا تستمر تلكَ المباغتات بتجاوز الحدود معها ، ثبت ذقنها ثم حرّك خصلها قليلًا عن وجهها
" يبدو أنكِ تشاجرتِ مع القمر ليلة البارحة حتى سرقتي منه هذا الجمال والنور فلم يعد بدرًا حتى الآن "
قهقهت تدفن وجهها خلف يديها التي سحبتها من قلبِ كفيه
" أنتَ جيدٌ جدًا بالغزل "
" ماذا أفعل ، لقد فُجعت بشعركِ الأسود القصير "
حركته متفاخرة ، هي قد قلما حوافه وجعلته يحيطُ بوجهها بطريقةٍ لطيفة ولا بد أن ذلكَ وحدة كان سببًا في إرباكِ ثباته
" تعال !"
جرته لكنه يرفض ، ما لذي يدخله لبيتٍ سيجعله في خلوةٍ معها !
" مما أنتَ خائف ؟!"
" علي الذهاب !" تحدث بصوتٍ عالي فجأة من شدة ارتباكه وتنافض أطرافه
" إلى أين ؟ ألن تكونَ معي ؟"
" أجل لكن صديقي قد دعاني لأكثر من مرة وأنا قد فوت دعوته باستمرار ، سأكون معكِ عبرَ الهاتف
راسليني باستمرار "
أومأت ، بالرغم من أنها أرادت بحق أن يشاركها على الأقل بعضَ الوقت كي تشعر بالاطمئنان أكثر فأكثر
تنهيدته قد دخلت لاذنيها
" انتظري دقيقة.."
أمسكَ هاتفه وطرقَ عليه ثم أعاده لجيبه ، بعدها أعارها ابتسامةً لطيفة
" لوكاس سيغضب مني لكن لا بأس
سأتأخر عليه قليلًا ، حسنًا ؟"
~
كان كالمنحوتة في مكانه لا يحركُ ساكنًا ، يشاهدُ التلفاز وعينيه ترتعش لكنه يحرقها بعدم إغلاق جفنيه حتى
هذا كله لأنه يشاركها الأريكة ويشاهدُ فلمًا معها بالإضافةِ إلى يديها التي تحصر يده وأصابعه المتشابكة مع خاصتها
ماذا عن رأسها الباقي على كتفه ، حتى انتهاء الفلم
رفعت رأسها وكان هناكَ بعضُ الشهقاتِ التي أجبرته على أن يرمش أخيرًا ويستوعب أنه بشر !
أعارها انتباهه قلقًا فقد طفقت تمسح دموعها بالمناديل
" أكانت نهاية الفلم حزينة ؟ أم أنه أثر بك ؟"
سأل ، لأنه لم يكن منتبهًا حتى على أحداث الفلم ليخمّن ما أثر بها
هزت رأسها بلا
" إنتهاء الفلم بحدّ ذاته أمرٌ حزين "
فغرَ فاهه وظل يمقلها صامتًا
" النهاية ..تعني النهاية مارك
النهاية لكل شيء ، إما سعيدة أو حزينة
أو ...أو لا أعرف ، أنا فقط لا أعرف "
" لا توجد نهاية حزينة ما دمنا معًا "
ابتسمت
" بتأكيد ، لكن ...لو أصبحتَ وحيدًا من بعدي
أتفهمني ؟"
" لمَ تضعين ذلكَ الاحتمال الضعيف ؟ أنتِ أقوى بكثير ، ومعًا ستكونين أقوى أكثر مما يخيل لكِ الآن في هذه اللحظة ، ولن أكون وحيدًا لأنه لن يحدث
لمَ لا تصدقيني ؟"
لم تجب عليه بل أطالت النظرَ للجدار ، ثم أومأت له بعدَ ذلك وهو قد أعسر على نفسه التنفس من شدة القلق
ترى ما لذي تفكر به هذه الآن ؟ لن تفقد الآمل صحيح ؟ ليسَ بعدَ كل هذا الغيث الذي صبّ فوقهما في الأيام السابقة وحتى اليوم
قبلَ أن تفكر في خوضِ جولةٍ أخرى من البكاء هو قد شدد حاضنًا إياها من الخلف ، ولم يزدها ذلكَ إلا رهفه ورعشة لتبكي كما لم يخيل له أنها ستفعل
" لا بأس ابكي الآن ، وغدًا ستضحكين كثيرًا كطفلةٍ صغيرة مرحة كانت تسمى بماروكو "
هو بحدّ ذاته قد تحدث من بينِ دموعه المتدافعة ووجه المحمر ، لم تراه لكن شعرت به فوضعت يدها على ذراعه المشدودة عليها تبتسم
" أجل ، سأفعل !"
~ ~
" مارك ..."
كان ذلكَ لوكاس من صوبه بعينيه الكبيرتين ثم جره معه بعيدًا عن بقية الرفقة
" ما لذي جرى لعقلك ، أين أنت ؟ ولمَ تمسك هاتفك كل دقيقة ؟!"
تنهدَ الآخر بثقلٍ شديد
" أنا حقًا أعتذر عن ذلك ..هل ضايقتهم بتصرفي هذا ؟"
" إذهب واسألهم !! ياه لا تتغابى معي !"
" لوكاس إهدأ رجاءً"
تحدث بتململ ثم جلسَ على أقربِ كرسي يمسكُ برأسه ثم يعاود مراقبة هاتفه كالأم القلقة على فلذة كبدها
" لا أصدق ، هل زوجتك ستلد أو ما شابه ؟"
وجه مارك قد جعله يسقط بطوله ضاحكًا ، عينيه كالبيض وفاهه فاغر بذهول مما قاله الطويل هذا
" على كل سأتركك أنتَ وهاتفك وسأذهب للعب معهم ، بعدما تكلم زوجتك تعال إلينا "
"إنتظر.."
أوقفه عن الذهاب فلتفتَ له يعيره إهتمامه ، هو وللحقيقة كان ينتظر منه النطق بأي شيء
التفوه وإخباره بما يثير قلقه هكذا
" الأمر يخص نانسي .."
" هذا واضح "
" لكن لا يمكنني اخبارك الآن ، أنا أثق بك لكن السر ليسَ سري ، هل تفهمني ؟"
" هل هي بخير ؟"
هز مارك رأسه بلا فأومأ لوكاس بتفهم ، هو يفهم هذه التعقيدات دون حتى الخوض في تفاصيلها
تعايش مع الكثير منها سابقًا حتى أصبح بهذه الخبرةِ الآن
فوقفَ مارك بعدها يراقبُ وجه من شردَ بعينيه
" وأنت ؟"
" أنا ماذا ؟"
" أنتَ وييري .."
ابتسامة لوكاس في تلكَ اللحظة كانت كمن يحملُ رمحًا في وسطِ صدره فيدفع به زيادةً للداخل مدعيًا أنه لا شيء مؤلمٍ فيه
كانت إجابة وافية كي لا يكمل مارك طرحَ المزيد
ترى من أفضل مِن مَن في هذه الحالة ؟
~~~~~~~~~~~~
- هل أجريتي الفحص ؟ -
نانسي يكتب ...
- أجل -
مارك يكتب...
- وإذًا ؟-
نانسي يكتب ...
- إذا سأخبرك بالغد -
تبدو مدةً طويلة جدًا بالنسبة إليه ، بجدية نانسي حتى الغد ؟
تأمل الرسالة بقلبٍ يرتجف خوفًا ، أغلق هاتفه وتركه جنبه على السرير
سهب عينيه في الفراغ ، ثم احتشدت الدموع مجددًا في عينيه
كان يحاول بشدّة أن يكونَ هو الطرف الداعم القوي لأجلها ، ذلكَ الجدار الذي تستند عليه دون أن تخاف من كونه سينهار يومًا ويتركها
لكنه ينهار وحده الآن ، ينهار كلما يستوعب مدى تغلّب الغسقِ على نور الفجر في الأعلى....
............................
" ماذا ؟ نانسي تحدثي كفي عن إثارة ذعري هكذا !"
بعدما التقيا في سطح المدرسة هو تحدث ، تحدث لأنها كانت صامتة ومتكتفة تبصر السماء الهادئة أعلاهما
عكسهما ، من تضج سمائهما بالصواعق والبرق
جعلت تمشي بهدوء وقد تشنج هو على إثر برودها هذا
" أتعرف لمَ قد تغيب تين لأكثر من يومين ؟"
لا ، ولمَ قد يعرف بشأن هذا الشخص أصلًا؟
صمته كان كإجابة وافية ، لتكمل هي بعدها
" جرعة زائدة أردته في مكانه كجثة هامدة ، من الجيد أنهم قد لحقوه "
دُهش مارك مما تقول ، لكن لم يؤثر ذلكَ فيه فعليا
مازال يحاول فهم ما ترمي إليه هي عبرَ تحدثها المتقطع هذا
" تين متعلق بي جدًا مارك
بالرغم من أنني أخبرته بكل شيء يخصك سابقًا والآن .."
" وإذًا ؟"
" أنتَ أفضل منه في مداواة جرحك
هو يحتاج لأن يداويه أحدهم "
" وهل ستكونين أنتِ الممرضة الخاصة به ؟"
سأل بنبرٍ ساخر قد جعلها تضحك فجأة
" ليس تمامًا...لكن على الأقل هذه الفترة
علي أن أبتعد عنك ، وعليكَ أن تبتعد عني
سيكون ذلك جيد من أجل كلينا .."
كانت بانتظار ردّه الذي ضاع من فاهه ، عدم نطقه لشيء كان مقلقًا فاقتربت منه
وكردة فعل معاكسة هو ابتعد
" أظنكِ محقة..
لم أكن بخير أبدًا طوال الأيام الفائتة
كنتُ قلقًا وخائفًا طوال الوقت
لكن عندما ابتعد عنكِ وأحاول نسيانك كما كنتُ سابقًا ، سأكون بخير
تين مثير للشفقة ، عليكِ تحمل عبءه للأسف
لكنني لن أتحمل عبئ نفسي أكثر من ذلك
وأتمنى بحق أن تكونَ هذه هي النهاية ، لأنني ضقتُ ذرعًا منك
أنتِ حتى لم تخبريني بنتائج فحصك !"
كان يرص كلماته بهدوء شديد ثم إرتجفً هذا الهدوء صاعدًا للأعلى
يغرس سكاكين كلماته ببطء داخلها ثم بقوة حتى ترنحت مكانها
عندما غادر في الأفق ..هي قد استلمت الأرض منهارة
ليست درامية ، بل إنها بالفعل منهارة
لأن الجدار الذي خلفها قد انهار ، ولها الفضل بذلك !
.....................................
" لا تذهبي .."
كان صوته راحلًا يومها ، لكنه قد عادَ توًا على متن القطار فزعًا لأن هناكَ غيره من سيرحل
تحدث والحشرجةُ تملأ صوته الأجش والباهت
شدد على كتفها تلك الباقية قربَ سريره الأبيض عكسه ، هو القاتم عديمُ الألوان والحياة
هزت رأسها بلا فقد اتخذت القرار وستخوض فيه بلا رجعة
" أودّ ذلك بشدة تين
سأتواصل معك ومع الرفقة ، لا تقلق
أنا فقط أحاول أن أحب ما تبقى من نفسي وأعيشها
لا يمكنك تخيل كمّ السعادة في وجه أمي عندما اقترحتُ عليها الأمر ، كانت فرحة للغاية بأن ابنتها الوحيدة تودّ أن تعيش ..
لذا تين ، أنتَ أيضًا جد ذاك السبيل
وانطلق فيه ، وعش ! "
التحمَ حاجبيه وعجز عن النطق لفترة ، ربما صوته قد فكّر مليًا بأمر هذه العودة المفاجئة
ثم ها هو يصدمُ الواقع ويتحدث
" لكن ماذا إن كنتِ أنتِ ذلكَ السبيل !"
ابتسمت له
" تعلمت أن لا أعلق نفسي بغيري تين
تعلمت ذلكَ جيدًا ، وأنا أقول لك هذا بكل صدق
لا تبحث عن السعادة في أحدهم .."
"هل تقولين ذلك ، بسبب الأرعن مارك ؟"
لم تجبه بل احتدت نظراتها التي تصوب عيناه ، حينها تحمحم وأدرك فداحة ما نطقه
" لا شأن لك بمارك تين
عندما أغادر لا تقترب منه حتى
لا هو ولا لوكاس ولا أي أحدٍ من رفقته
لوكاس قد اكتفى منكَ سابقًا
ومصادقته لمارك هي محض صدفة
ويفضل ..أن لا تؤذي أي أحد بعد هذا اليوم "
لأنها لن تفعل ..
ولأنها لا تريد أن تفعل ..
ولأنها لم تجد أي قدر من السعادة في هذا الفعل..
________________
شمسٌ قد أبلجت
ونسيم البحر الخافت
والوهجُ في عيوننا
كانت الرياح تحرّك خصله بوداعة ، في تلكَ اللحظات التي كان ينظر لمن تشاركه البقعة ذاتها
ممسكًا بيدها
" ما ظننتُ أن لقائنا سيكون ممكنا
وسريعًا هكذا !"
" أمي لم تمانع بفكرة هذه الزيارة المتكررة ..
فهي أيضًا تمتلك أناس هنا تعرفهم ، الانتقال من مدينة إلى مدينة أخرى لا يجعلك تهجرها !"
قالت فأحنى رأسه يبتسم محرجًا
" هل تعنينني يا ترى ؟"
" لا أعني أحدًا في كلامي ، هي لنلعب الغميضة "
" بجدية ؟"
" سأختبأ خلف أي شيء
أو تحت أي شيء كذلك ، حتى لو كان الرمال !"
هو يظن أنها تمزح بشأن اللعب لكن هي جادة ، والدليل أنها خطفت منه هاتفه ثم انطلقت راكضة تضحك بصخب
ظلا يلعبان كما لو أن الزمن قد عاد إلى حيث يلتقي القمر بالشمس
كانت لحظات متخمة بالسعادة المنتظرة ! فلقد كلفتهما العديد للحصول عليها
سقطاَ على الرملِ ضاحكين مشكلين نجمتا بحر بأطرافهما المتباعدة
" أشعر أنني صغرت عشر سنين "
" أنتِ لم تكبري لتصغري !"
سكتت قليلًا وعيناها لا تكفان عن تفحص الغيوم
" تخوفت من لا شيء
تخوفت من أيامي الثمينة معك لا غير"
" لم أفهم !"
التفتت إليه ، ثم قالت ما قد جمع الدموع في عينيه تلقائيًا
احتشدت و تدافعت حتى سقطت من جفونه كنهرٍ جاري
نتائج الفحص
كانت تقول أنني
سليمة
لذا
أنا بخير مارك ! "
.
.
~ The End ~
~~~~~~~~~~~~~~~~
.
.
من كان يتخيل ؟
بجد ذي القصة ابدا ما تخيلت اني اخذ فيها كل ذا الوقت ، لكن لشجاعتي وقتها انطلقت وانا عندي اصلا كم قصة قاعدة انزلها وحايسة فيها
تبت من بعدها ، كم شهر ؟
اذكر من قبل الرمضان
اني واي أنا عن نفسي حبيتها
حبيت كيف احس بدفء ورياح وورق شجر وانا أمر عليها
وانو كان لكل شي غاية ، انو لازم تعطي فرص
ولازم ما تكون أناني بأفكارك لنفسك
ما تعرف اذا الشي اللي قاعد تسويه بحجة انو صحيح يكون هو فعلا صحيح
لا للإستسلام
نعم للتفاني في الحياة
الكل يعاني بطريقته الخاصة ، لكن وبالرغم من ذلك عليه أن يعيش ، أن يجد طريقة صحيحة للعيش
صحيحة أي لا تتسبب في أذية غيره أو من حوله ممن يحبونه
كويس انو - نانسي - شغلت مخها و فكرت فأمر الانتقال !
♥
رأيكم ؟♥
بليز يعني أنا شايفة فوتات لكن التعليقات من أدنى البضع فقط ، البضع اللي هو من ثلاث لحد تسعة 👤
اذا كنت شبحًا فتلبس جسدًا ما واكتب رأيك الآن 👻
ذي أول قصة اكتبها كاملة لأحد اعضاء انسيتي ، صحيح هو البايس بس اشوفه كصديقي المفضل جدا
كان في قصة ثانية لتايونغ بشخصية خادم في قصر ، هي نزلتها قبل ذي لكن شلتها عشان ما كنت مستعدة
دوره كان مصاص دماء فار من مملكته لـ..
خلاص يعتبر الباقي حرق
جيني × تايونغ
كذا كان الكوبل
اوه طولت عليكم
سلام ❤
بشتاق لكم يا حلوين
وبشتاق لك انتي بالذات ..عارفة نفسك أكيد💕
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
+----😭----+
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top