las cuatro | مالذي جرى للقمر ؟


~~~~~~~~

تراخت حركةُ كفّه فوقَ مذكرته برتقالية اللّون ، يرفقُ بها وكأنها حيوانٌ أليف

وكأنها شيء يستطيع الشعور بلمسته فوقها ، والهدوء تبعًا لها ، والإبتسامَ نتجيةً عن ابتسامته التي يبديها

هناكَ الكثير مما يختلج قلبه..

لكن المقصودُ من هذا كله ، شيء آخر
المضمون في فحوى المذكرة

في الشّخصِ الذي كُتبَ إسمه بداخلها ، ربما في الحقيقةُ هو أرادَ أن يعامله كما عامل المذكرة قبلَ قليل

2009-2-5

'ذهبتُ للحديقةِ أبحثُ عن ماروكو
حزنتُ كثيرًا لأني لم أجدها مباشرةً
قمت بشراء علبتي عصير برتقال بالمال الذي بحوزتي ، وظللتُ أنتظرها على المقعد الخشبي
كان باردًا جدًا ، وكان الناسُ ينظرون لي أنا الفتى الصغير الذي يجلسُ وحيدًا هكذا ، واتتني رغبةٌ في البكاء ، حتى أصبحَ الكرسي أكثرَ دفئًا
هي اعتذرت عن تأخرها ، صحيح أنني بقيتُ حزينًا لفترة ، لكن لعبة الجري التي لعبناها كانت كافية لجعلي اشعر بالتحسن ، ماروكو تمتلك أفضل ابتسامة عالاطلاق ، ماروكو هي القمر
وانا هو الشمس 🌸'

هو قهقه عن طريقةِ تعبيره المبالغةِ في صغره ، أغلقَ المذكرة ونهضَ على إثر نداءاتِ والدته المتكررة له

فقد حان وقتُ العشاء~

~~~~~~~~~

-لنتحدث
عندما تكوني متفرغة ، مارك-

"هي مارك.."

دفعه أحدهم فجأة ليرتعشَ من كان يجلسُ بسكونٍ تام منذُ قليل ، أعاره نظرةً ساخطة فهو حتمًا لم يعد يتحمل سلوكيات لوكاس الغريبة

"ياه لمَ تنظر لي هكذا ؟"

"متى ستتوقف عن مضايقتي؟"

"أنا لا أضايقك يا صاحب الرأس الصغير..إسمع أصدقائي يودون التعرف عليك ، وغدًا سنجتمعُ لمشاهدة المباراة في منزل صديقنا جايمن ، حسنًا ؟"

"بـ..بهذه السرعة ؟"

"ماذا تقصد؟"

"أعني ..تود مني أن أشارككم أنشطتكم الخاصةَ بهذه السرعة ؟"

يدٌ تصفع ظهره من اللامكان ليتشنج لثواني معدودة

"مابالك يا ولد ؟!
أنت قد أصبحت صديقي بالفعل وأصدقائي لا يفوتون فرصة التعرف على لطيفٍ مثلك ، يا صاحب الرأس الصغير "

قال يلعبُ باذنيه وشعره وكأنه طفلٌ صغير بين يديه ، وأما الآخر فكان يتباكي كي يتوقف لوكاس عن ما يفعله به

في ذات اللحظة كانت قد دلفت نانسي لغرفة الصف وهي فقط قد ألقت نظرة سريعة على كليهما

من لم يغادرا الصف بالرغم من أنه بالكاد يوجد طالبٌ فيه

لاحظَ ذلك مارك ليبعدَ يدي لوكاس على الفور "أنتَ تحرجني "

تذمرّ هامسًا ليقهقه الآخر

"تشعر بالإحراج بسببها ؟
هل تعلمُ أنك غبي ؟"

طرح ذلكَ السؤال ثم حول عينيه صوبَ النافذةِ تاركًا مارك يغوصُ في بحر أفكاره بينما يبحلقُ في نانسي من الخلف

تراها قرأت رسالته أم لا ؟

هي بالفعل تمسكُ بورقته التي تركها على طاولتها ، إلتفّت إليه وأهدته نظرةً خالية التعابير

إلتفاتتها أسرعُ من الصوت ، من الصوت الذي كاد أن يخرج من فاهه وقتها

بل أسرع من تغيّر ملامح إنسان ، كاد أن يبتسمَ لها لكن الوقت الذي أمهلته إياه حتمًا قصير..

شاهده لوكاس بصمتٍ تام ، كيف قد تبدل حاله لمجرد خائبٍ حزين ، فربّت على كتفه

وهبّ بمجرد أن تصدّر رنينُ الجرسِ الأرجاء

"هيا....أصدقائي متشوقون حدّ الجنون للتعرف عليك ماركوس "

وقف متنهدًا "ماركوس؟"

أشار الآخر على نفسه ثم عليه "لوكاس..ماركوس سنكوّن ثنائي جميل أليسَ كذلك ؟"

"ثـ..ثنائي "

لم يكمل سؤاله حتى أصبح محاطًا الرقبة بفضل يد الطويل قربه من جره معه بسرعةٍ نحو الخارج ..

___________

في الحقيقة ، رفقته يشبهونه في كل شيء
هم جميعًا يضحكون في وقت واحد على أشياء لم يدركها عقله بعد

يصفعون ظهور بعضهم البعض فجأة ، يقومون بالغناء كذلك فجأة

كل شيء يحدثُ بطريقةٍ عفوية جذابة ، حيثُ أنه لم يشعر بكونه غريبٌ معهم

لكنّه إعتذر متنحيًا عنهم ، هو إتجه لذات المكان الذي أخذته نانسي إليه بالأمس

لم يكن متأملًا في التحدث معها بقدر رغبته في الإختلاء بنفسه ، هو شعرَ بجسدٍ ما يقفُ قبالَ بنيته

رفعَ عينيه ببطء عن الأرضِ لتلاقي عينيها ، هي ابتسمت على الفور

"طلبتَ محادثتي أليسَ كذلك ؟"

إستبشرَ خيرًا من ابتسامتها ، من نبرتها اللطيفةُ على مسامعه ، شعرَ بوجيب قلبه يصدحُ داخله

"أجل..أ آه..كيف حالك؟"

سأل عابثًا بفروة رأسه لتضحكَ الأخرى بخفّة

"بخير ماذا عنك ؟"

هل ضحكت له منذُ قليل أم أن عيناه قد سردت له قصةً خياليةً يعشقُ الغوصَ في تفاصيلها ؟

"بخير..سأكون بخير مادمتِ كذلك"

هنا قد تبدلت معالم وجهها ، بدأ لسانها يلعبُ داخل ثغرها مع نظرات منخفضة ، كذلك هي بدأت تعبثُ بأظافرها دون أن تصنعَ إتصالاً مع عينيه

"هل أنتَ متفرغٌ بالغد ؟"

إحتار من سبب سؤالها ، واحتار من غايته أكثر..

"أجل !"

نسي تمامًا موعده مع رفقة لوكاس المتحمسين لإنضمامه إليهم

"جيد ...جونغسوك طلبَ مني دعوتك ، هو قد إستظرفكَ كثيرًا بالأمس "

"دعوتي إلى ماذا ؟"

"حفلُ ميلاده !..هاتِ هاتفك "

هو أخرجه مباشرةً من جيب سترته لتسجل رقمًا ما وتعيده إليه

"هذا هو رقم جونغسوك ..حدثه بشأن موقع منزله وإلى ما شابه ، إرتدي شيئًا جميلًا حسنًا ؟ وداعًا.."

إختفت من مرأى عينيه بلمح البصر ، تغلغل الإحباطُ في دواخله ببطء

كان بإمكانها أن تسجل رقمها هي بدلًا عنه ..

من جونغسوك هذا ؟ هو حتى لا يعرف أسمائهم ، هز رأسه بفتور لينطلقَ عائدًا للوكاس والذي لم يعد موجودًا في مكانه

"أين لوكاس هيونغ ؟"

سأل مارك رفقته بحيرةٍ ليهز الجميع أكتافه معلنين عن عدم درايتهم بمكانه

~~~~~~~~~

الجمعة~

تجهز مارك قبال مرآة غرفته ، ابتسمَ لذاته بعد أن رشّ العطرَ الثقيل فوق ملابسه

مشط خصلاته للخلف كي يظهر جبينه فهو يحبّ تسريحة الشعرِ هذه عليه ، يظنّها تجعله أكثرَ وسامه

هي قالت له بأن يبدو جميلًا

هو كان سيحاول أن يبدو جميلًا ، لأنه ذاهبٌ لمقابلتها

(هو أصلا جميل - الكاتبة-)

بغضَ النّظر عن كون الحفلةِ تخص أحد أصدقائها ، هي من دعته وهو ذاهبٌ لرؤيتها فحسب

كان متحمسًا حدّ شعوره بجسده أخفّ من الريشة ، وياليتَ حماسه كان حليفًا له

ودّعَ أمه وأخته الصغيرةِ التي لحقته حتّى الباب

"أريد شوكولاه.."

عبست بينما يربطُ حبالَ حذاءه عندَ باب المنزل ، ابتسمَ لها بهدوء يربّت على كتفها

"آسف بيني لا يمكنني التأخر .."

هو لاحظ أن وجهها بدأ بالإحمرار شيئًا فشيئًا لتغشاه نوبةٌ من الشعور بالذنب ، لعبَ بالنافورةِ الصغيرةِ أعلى رأسها

"مارك أوبا سيأخذكِ  للمركز التجاري غدًا ،  وسيشتري لكِ كل ما تحبينه حسنًا؟"

أومأت له بخفةٍ ليطبعَ قبلةً على وجنتها وينطلق سريعًا بغيةً في الوصولِ إلى مكان الحفل

هو أخرجَ هاتفه ليتفقد الموقعَ الذي أرسله جونغسوك له ، جونغسوك عالأغلب شخصٌ إجتماعي وأرادَ حصر أكبر عدد ممكن لحفلته وذلكَ ما فكّر به مارك

لم يكن ينوي مصادقته عالإطلاق ، مارك لم يرتحْ لأي فردٍ من مجموعةِ نانسي التي تهابها المدرسةُ بأكملها

مارك يريد التحدّث مع نانسي فقط

فقط نانسي~

~~~~~~~~~~~

أجواء الحفلِ لم تكن مريحة ، هو تمنّى لو أنه لم يحضر إلى هنا

تمنى لو أنه أخذَ بيد شقيقته الصغرى وذهبَ معها للبقالةِ واشترى لها لوحًا لذيذًا من الشوكولاه

كادت عينيه أن تصرخَ ألمًا من إضاءات الليزر العشوائية في كل مكان ، الموسيقى تكادُ تخرم طبلة أذنه ، وأزيائهم كاشفةَ جدًا وكأنهم ليسوا بمراهقين حتّى

إضافةً إلى رؤيته لأنواعِ الخمر على الطاولاتِ في كل مكان ، تنهدَ بفتور

هو لم يرى نانسي حتّى الآن ، شعرَ بيد أحدهم تُتركُ على كتفه ليلتفتَ على الفور

لم تكن غيرها من ترتدي الأرجواني كفستان مع سدلِ شعرها المتعرجِ على كتفيها العاريين ، ودّ لو ينزعُ معطفه كي يستر جلدها المكشوف

وجهه قد شحب ، ذلكَ لم يكن جمالًا في عينيه..

"أوه لقد أتيت .."

أومأ لها بهدوء ، هي كانت مبتسمة بملأ شدقيها مما جعله يشعرُ بالبهجةِ قليلًا

إرتبكَ حينما أمسكت بذراعه وأحاطته بواسطة يدها تجره معها ، هي تبدو غيرَ مكترثةَ لأي شيء سوى أجواء الاحتفال حولها

ذلكَ كان محبطًا ، لكن لا بأس

الأهم أنها بقربه الآن ..

"أوه الصغيرُ مارك هنا !!"

صاح جونغسوك بعدَ دخول مارك ونانسي لغرفةٍ تعزل المجموعةَ عن الإحتفال الصاخبِ في الخارج

"إنه وقت اللعب !!"

تحدثت صاحبةُ الشّعرِ القصير بحماس لتجلسهم على الكراسي حول الطاولة المستديرة ، نانسي إتخذت مكانًا بعيدًا عنه مما جعله يفرغُ من المشاعر الجيدةِ مجددًا

أغلق الذي لقبه لوكاس بـ'الوحش' الباب ، يرمي بنظراتٍ سفلية للمسكين مارك والذي يشعرُ بالتورط معهم

تحمحمت قصيرةُ الشعر بينما تتكئ بمرفقيها على الطاولة

"مارك لي صحيح؟"

أومأ بهدوء

"هل تودّ الإنضمام لنا ؟"

"نحن لم نتفق على ذلك"

أردفت نانسي على الفور تقاطعُ سؤال ييري التي تقبع بجانبها

"نحنُ لن نجعله يشاركنا أمورنا الخاصةَ إن لم ينضم لنا "

فعقّب أخرٌ منهم على كلمات ييري

"مارك ..لن تندم عالإطلاق !"

هو كان مرتبكًا بجنون ، أرادَ التفلّت والهرب لكن أعينهم التي تخرقه قد كبّلته في مكانه كأخرقٍ  ضعيف

"لنلعب وسنرى إن كان يستحق البقاء معنا أم لا "

"أي لعبة ؟" سألت نانسي بفضول لتجيبها لورين

"الحقيقة أم الجرئة ؟ "

"لا..إلا هذه اللعبة " تذمر جونغسوك ليرد عليه وونبين

"لقد توقفنا عن لعبها منذُ فترةِ طويلة
منذُ أن كان لو.."

صوت صفعةٍ قد دوى في الأرجاء ، وتلكَ كانت يدُ ييري من بترت جملة وونبين على الفور

الأجواء كانت متوترة ، حتّى لحظة إدارة تين لقنينة الخمرِ الخضراء التي تمركزت في الطاولة

وقعت الفوهةُ على نانسي ، والقاعُ بإتجاه لورين

هتفَ الجميع بحماس لترفعَ لورين حاجبها بثقة

"جرئة أم تحدّي ؟"

"تحدّي.."

قالتها بثقةِ متبادلة لتلعقَ لورين شفتيها قبلَ أن تدلي بالتحدّي الذي فكّرت به

"قبّلي تين.."

هنا تعالت أصواتُ الجميع بحماس عدا مارك الذي لم يفهم الغرضَ من هذه اللعبةِ والتحدي حتى الآن

إستاء حينما شاهد الوجهَ الشجاعَ في نانسي من وقفت على الفور بإبتسامةٍ تحركُ قدميها صوبَ تين

تين الهادئ حتّى شعوركَ أنه مجردُ منحوتةٍ ماكثةِ بلا حراك وغرضها هو نشرُ الذّعر على من حولها عبرَ وجهها فحسب

هو هز رأسه بلا ...

هو أراد ردع نانسي عن ذلك مع ابتسامةٍ وأعينٍ توصل لها كلماتٍ مشفّرة

هي فقط تجاهلت ذلكَ تمسكُ بيقاته وتُغلقُ على شفتيه بشفتيها

حوّل مارك عينيه على الفور ، حتمًا الجلوسُ هنا لم يعد ممكنًا أكثرَ من ذلك

عادت لمكانها بعدَ إكمالها للتحدي ليصفّقَ الجميعُ على جرئتها وبراعتها فيما فعلت منذُ قليل ، لو لاحظَ فقط فهي كانت تلقي نظراتًا سريعةً إليه

وهو بالفعلِ بدا مكفهرًا الوجه بعد الذي جرى قبل قليل

أدارت ييري القنينةَ هذه المرة لتقابل الفوهةَ مارك والقاعَ وونبين

"أوه مارك ..جرئة أم تحدي ؟"

"جرئة لربما ؟"

"أخبرنا عن علاقتكَ بنانسي .."

"ماهذا السؤال بربك ؟" امتعضت نانسي على الفور ليتخلل مارك السّوادَ شيئًا فشيئًا

"كنا أصدقاءًا في الطفولة "

"هل أنتَ مستعد لأن تنضدم لفريقنا من أجلها ؟"

"أليسَ من المفترضِ أن تسأل سؤالًا واحدًا فقط ؟" قاطعت نانسي مجددًا ليمسكَ تين يدها كي لا تقاطع أسألة وونبين

إنتفخَ صدره بشدّة ، فركَ وجهه بعدَ أن راحت معالم الحياةِ عنه

"لا...
لن أنضدم ولستُ مستعدًا لذلك
أعتذر.."

هو وقفَ ليقاطع طريقَ ذهابه صوتُ أحدهم

"تحبّها ؟.."

سأل تين مما جعلَ الجميعَ ينظر نحوه بذهول ، إلتفتَ مارك للذي سألَ منذُ قليل

ابتسمَ بخفوت

"ربما نعم
وربما لا.."

لم يلقي نظرةً لنانسي حتّى ، غادر على الفور محبطًا حدّ شعوره بظلامِ الليل يختلجُ داخله

وبينما يمشي هو يراقبُ خطواته على الأرض

مستذكرًا شيئًا من الماضي الجميل

"أين ذهبت ماروكو يا ترى ؟"

سأل ووجّه بصره للقمرِ أعلاه ، فلم يجدِ القمر أي إجابة ..

~~~~~~~~~~~~

.

.

🌹

عزيزاتي مارأيكم بالغلاف الجديد؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top