تراجيدياتُ الفَلك | Diecisiete
الفصل الأطول حتّى الآن ..⭐
____________
أحدهم يتكأ عندَ الباب بانتظار أن يفتح له صاحب المنزل ، زفرَ بعمق يحملق بساعة يده حتى سمع الباب يصدر صريرًا
" آوه لوكاس "
تهلل وجه الشابة التي قابلته ، هو قد ابتسمَ يجاملها على مقدار هذا التفاؤل برؤيته
" تعال ..ادخل هيا "
دعته ليفعلَ بعدَ تنفسه الصعداء ، هناكَ شيء منه يقول بأنه غير راضي على تواجده
وهناك جزءٌ آخر مشتت بشدّة ، ويحتاج لأن يعي ما يشعرُ به حاليًا
" حتمًا أنا شاكرة لوجودك هنا ، أنا لن أستطيع البقاء جنبَ أختي اليوم ولم استطع التواصل مع بقية أصدقائها "
تجاهل ما تتفوه به يدور الأرجاء بعينيه
" لماذا كانت حالتها بهذا السوء آنسة كيم ؟ أعني ما لذي جرى لها لتفرطَ بنفسها هكذا ؟"
لعقت شفتيها لتقول شبه ممتعضة
" وكأنك لا تعلم أنها مضطربة دائمًا لوكاس ! ، هي تعيش وهمَ الطفولة التي فسدت حينما حصل النزاع بينَ والدينا ، والآن مازالت تتأثر بكل شيء يفعلونه بعيدًا عنا ، هم يعيشونَ حياتهم جيدًا ويعتنون بأسرهم الجديدة ويتركوننا وحدنا ، لكن ما لا أتفهمه هو عدم اعتيادها على الأمر "
"بربك ، كيف ستعتاد على ذلك أصلًا ؟"
هو أجابَ بنبرةٍ ساخطة ، انزعاجه من طريقة كلامِ أختها عنها كان في محلّه
هي تأففت ثم حملت حقيبتها ولوحت له بالوداع ، أغلقت الباب وتركته هو وأختها وحدهم بالمنزل
زفرَ بعمق ينفر شعره الكثيف ، حتمًا قد تفجرت البراكين داخله بفضلها
قادَ قدميه لغرفةِ أختها فطرقَ بخفةٍ ينتظر ردها
" أدخلي ميون"
تحمحم ليفتح الباب فتسرح هي من الطويل الذي دلفَ إلى هنا
" أهلًا ، هل تحسنتِ ؟"
سأل المستوية على فراشها تقرأ كتابًا ما ، ابتسمت له
" تحسنتُ الآن فقط .."
حدّق بها بصمتٍ ثم حوّل عينيه بعيدًا عنها ، ظلّ يجول في الغرفة في صمت متبادل معها
" توقف "
توقف ونظر لها رافعًا إحدى حاجبيه
" إذا كنت منزعجًا من وجودك معي فاذهب
أنا لستُ طفلة ولا احتاج رعاية أحدهم لي "
" كلا أنتِ طفلة ، طفلة مدللة بحاجةٍ إلى من يراقب أفعالكِ طوال الوقت ، تتحدثين كما لو أني لا أعرفك !"
بدأ وجهها يحمر شيئًا فشيئًا لتقول بصوتٍ مهزوز على وشكِ الانقطاع من حنجرتها
" إذا كنتَ تعلم ، لمَ انفصلتَ عنّي ؟"
سألت شيئًا لم يبدو معقولًا بالنسبة إليه ، لقد مضى من الزمن ما مضى وقد كانت غايته من تركها واضحة تمامًا
" ييري هذه ليست المعضلة الآن "
" كلا جميعكم أنانيون لا تكترثون إلا بأنفسكم
فقط اعترفوا بذلك ، حتى ميون هذه لا تحبني
مجرد كاذبة لعينة ، رأتك اليوم في المدرسة برفقتي لتستغل ذلك وتطلب منك الاعتناء بي ، بينما هي ستغادر برفقة حبيبها لرحلة رومنسية ..
تبًا تظنني لا أسمعها وهي تهمس بخبث على هاتفها"
شهقت ثم فركت جفنيها بشدة ، حتمًا بكاءها ممزق لأعتى القلوب
اقترب بتؤدة ثم هبطَ ليجلسَ على الأرض ملاصقًا سريرها
" توقفي عن التفكير هكذا ، أنتِ لست بحاجةٍ لحب أحدهم لك ، لو شعرتي أن الجميع غير جدير بالثقة فأحبي نفسك وارفعي من شأنها ، لا تنتظري من أحدٍ أن يكوّن لكِ هذا الحب تجاه نفسك "
" أنت لا تعرف ما أشعر به
لقد تركوني ..من تركوني هُم والديّ
انهم لا يحبونني هل تفهم معنى ذلك ؟"
تنهد ، أخبرها مرارًا وتكرارًا أن هذا الأمر لا شأن لها به ، فقط لو كانوا هم بذلكَ السوء ليسَ عليها أن تبكي لأجلهم
تعاملَ مع كلّ حالاتها المضطربة هذه سابقًا ، وكان جيدًا في مداواتها من هذا الكره اتجاه نفسها
أدرك أخيرًا أنه كان ذلكَ الحبّ الذي يجعلها أفضل تجاه ذاتها ، هي كانت تقول له ذلك
أنتَ تحبني لذا أنا أحب نفسي..
لكن بنهاية قصتهما قد ساءت الأمور ، لربما هذا هو سبب مضيها في هذا الدرب المضطربِ ثانيةً
" آسف...ليسَ بيدي شيء لفعله "
مسحت دموعها من جديد كصغيرةٍ على وشكِ الانتهاء من البكاء لأن هناك من راضاها
"كلا يمكنك"
حدّق نحوها ففعلت المثل له
" ببقائك معي ..حتى لو لم تعد تحبني
فقط ابقى معي واجعلني اضحك كالسابق "
ارتفعَ طرف شفتيه مبتسمًا ، فلقد كانت عينيها تبرقُ بجمالٍ شديد حينما نطقت بذلك
على كل ، هو كان سيفعل وسيظل معها
لأنها مجنونة ، وهو ذلك المسكّن الخافضِ لآلام جنونها السقيم
___________________
" هل فهمتَ الآن ، لمَ حاولتُ ابعادك عنّي ؟"
سألت تبصر عينيه المغرورقة بالدموع ، حبسها بشدّة
وها قد استوقفه طرق باب غرفته
لمح نانسي بسرعة قبلَ أن يتوجه لفتح الباب ، لم تكن إلا جي يون والدته
هي كانت تبتسمُ بطريقة عجيبة !
" حضرتُ لكما شيئًا لذيذًا
ما رأيكما بالنزول وتناوله بالأسفل ؟"
زفر بفتور
" أمي ، هي لم تأتِ لشربَ الشاي وتتناول من حلوياتك اللطيفة وأما بالنسبة لي فأنتِ تعلمين أنني فقدتُ شهيتي بالفعل"
"بني...لا تقل ذلك"
هز رأسه عائدًا للغرفة لولا امساكها به واعادتها له ليواجها متفاجأ للمرة الثانية من نظراتها الغريبة
" ما لذي تفعلانه بالداخل ؟"
هي سألت بغتةً ليجفلَ هو ، استوعب مشكلة والدته الآن
"أمي هل تشكين بابنك؟!"
سأل بجدية لترد بارتباك واضح
" لا أعرف ..لا أعرف انتم المراهقون ترتكبون أشياء دون أخذ أي حذر لذا انا قلقة ، لا تنظر لي هكذا
لقد قرأت العديد من القصص التي تخصكم .."
ابتلعت ريقها ليغلقَ عينيه بوهن ، أمه غير معقولة وذلكَ ما استنتجه من فترة طويلة وهو يعاني منه حتى الآن
" لا تقلقِ ، فليسَ بيننا شيء حتى .."
أجاب ثم عاد لغرفته فتسمّر حينَ رؤيته لها تحاول استراق السمع خلفَ الباب
ارجعت خصلةً محرجة مما كانت تفعله
" سمعتني ؟"
" لم تقل إلا الحقيقة ، ليس بيننا شيء حتى "
"ألستِ أنتِ من أرادَ ذلك ؟"
ابتسمت تتحاشى النظر إليه
"أردته بشدّة ، وأنا راضية بالفعل عنه "
الآن فقط لاقت عينيه فتشعرُ بالرماحِ تضربُ صدرها ، كان يضغط على طواحنه حتى إحمر وجهه
"إذًا أخرجي.."
"مارك"
"أخرجي نانسي أخرجي من حياتي بأكملها "
صرخَ يشيرُ نحو الباب لترتعشَ هي ذعرًا من صوته المرتفع ، حتمًا قد أفقدته سجيته هذه الفتاة
لقد جعلته هذا الكائن الضائع والمتخبط في صراع مشاعره من الداخل ، كيفَ عساه أن يفكّ هذا النزاع الذي يدميه بشدة
أنكست رأسها وحثت قدميها نحو الباب ، لم تمضي الثواني حتى شعرت به يجرها بخشونةٍ ليحدجها بعينيه المحمرة
" ستذهبين لتين
وسيحتضنك هو كما يفعل دائمًا
ستبكين في حضنه ثم يواسيك
بعدها تعودين لنفس حالتكِ المزرية هذه
لا شيء سيتغير ، لا شيء ، أنتِ لن تصبحي شخصًا أفضل معه ، سيغرس فيكِ هذه الأفكار الانتحارية
لن يشعلَ فتيلًا من الأمل داخلك ، لن يتمكن أبدًا من اقناعك بشفاء هذا الجرح ، لن يستطيع حتى حثّك على الذهاب للمشفى واتمام فحصك ..
أجل هذا ما ستفعلينه ، تفضلين تلكَ الحياة الضائعة
على الاستماع إلي وجعلي استمع إليك ، كما لو أنني لا شيء بالنسبة لك...أليسَ كذلك ؟"
سألها بصوتٍ يهتز ويتمزّق مع كل كلمةٍ ينطقها ، ترى ما فائدة هذه الدموع التي تذرفها بينما هي مطبقة الشفتين هكذا و ضعيفة البينة عندَ يديه التي تهزها بخشونة ؟
"أجيبيني ..لمَ تتفوهين بشيء كالحب إذا كنتِ لا تستطيعين حتى القتال لأجله ؟ "
"مـ...
ما أفعله الآن
ما أفعله هو أشدّ أنواع القتـ.."
"لا ، أنتِ فقط تتجرعين السمّ
وتنتظرينه يفتك بك ..
هذا هو كلّ ما تفعلينه نانسي "
أنزلت يديه عنها بعجزٍ واضح ، ونهاية محتومة هي قد اختارتها وما زالت مصرّة عليها
بصعوبةٍ هي قد تواصلت بعينيها معه ، حتمًا كانَ يحمرّ كما لو أن عروقه قد تفجّرت داخلَ وجهه
يشهق ويزفر بعنفٍ مقلق على رئتيه
" أريد ذلك...أنا أريد.."
"وأنا ؟"
سألَ بصوتٍ خافتٍ غائر فاتر خذول
" أنتَ ستكون بخير دوني "
تلكَ كانت الجملة الأخيرة التي نطقت بها قبلَ أن تهرع لخارج غرفته ثم تهرول نحو باب المنزل مغادرة
لو ظلوا يسألوه حتى فجرِ اليوم التالي هو لن يجيب ، فقدَ صوته تمامًا في تلكَ اللحظات ..
هل سيعود ؟
_________________
"آه لمَ علي أن أتركَ وسادتي وآتي إلى هنا كي أنام فوقَ الطاولة الصلبة لمَ ، لمَ؟!"
صاح متذمرًا هذا الذي يدلف للفصلِ دافعًا الباب بقدمه ، حاله تبدلت تمامًا حينما رآى مارك يجلس في آخر الصف هناك
" واو ..تغيبنا وعدنا سويًا هذا رائع"
ركضَ هذا العملاق نحوه وجلسَ جنبه متحمسًا ، و ها قد غادره الحماس رويدًا رويدا على إثرِ ملامح الآخر الشريدة عنه
" مارك ما بك ؟ هل كنتَ مريضًا بالأمس ؟
ترى هل لعبت تحت المطر ؟!"
لا يوجد رد
" مارك أجبني رجاءً هل أنتَ بخير؟"
إشارة من رأسه كفيلةٌ بجعل لوكاس يتوقف عن إغداقه بالأسئلة ، أشار بلا وهذا كافي
مدّ كفه يربت على الآخر
" ستكون بخير لا تقلـ."
" لا أظن ذلك "
"مـ..ما هذا الهراء الذي تقوله ؟ اسمعني حياتك لن تتوقف على هذه العثرة التي أسقطتك فجأة الآن حسنًا ؟ لملم شتات نفسك وسترى أنك تتفوه بالترهات ليسَ إلا "
" لو فقدتها لن أكون بخير مدى عمري"
سكتَ الآخر يقلّب عينيه يفكر في ما يعنيه مارك ، ثم اقتربَ منه هامسًا
" تعني نانسي ؟"
أغلقَ مارك عينيه بشدّة عندما ذكرَ لوكاس اسمها
" أنا حتمًا لا أفهم ما يجري معك "
" ولا أنا لوكاس ، ولا أنا أفهم ما يجري معكَ أيضًا "
أجابه بحدّة لم يعتد عليها لوكاس أبدًا ، تحمحم ليجيب
" كانت بحاجتي ، وأنا لا أردّ محتاجًا
لا أكثر ولا أقل ، أما عن الماضي فهو في الماضي
لا أحب أن أربطه في واقعي الحالي
لا أريد أن أكونَ تعيسًا مارك"
"لكن لا بأس بأن تكونَ هي تعيسة صحيح؟"
سأل وقد حيّر السؤال لوكاس ، ما لذي يعنيه يا ترى؟
وفي الحقيقة هذا السؤال قد بدى كوضعِ مادة حمضية على جرحٍ مفتوح
ترى ، هل يجب أن يتعذبَ الطرفان حتى يكون الأمر عادلًا ؟ أم يتعذب أحدُ الطرفين بينما يريحُ الآخر رأسه من ثقلِ هذه العواطف بأكملها ؟
تغيرت تعابير لوكاس تمامًا وربما تبددت كذلك ، حينما رأى ييري التي تخلّا عنها في منتصف الطريق المؤدي للمدرسة
قائلًا بأنهم ' سيظنوننا قد عدنا سويًا ' ، وهي لم تعلًق على ذلك بل ابتسمت فحسب
كما ابتسمت الآن عندَ دخولها ورؤيته هناك ، سؤال مارك قد جعله يشعر بالذنب بشدّة ~
______________
كان شاردًا طوال الوقت ، يفكر في ما يفكر فيه عدا أمر الدراسةِ والكتب أمامه
يلقي بنظراته لظهر خضراء الشعر هناك ثم يعودُ لتصويبِ يده الماكثة بعجز على الطاولة
بينما قدمه اليمنى تهتز ، وإبهامه يُقضمُ بعنف
انتظرَ بشدة لحظة انتهاء الدرس
ليغادر بقصدِ شيء هو أعلم به
~
ظلّ يتبع ذلكَ الجسدَ بهدوء شديد ، يترصد مواقعه
ويعرف من يجاوره ومن يفارقه
حتى اختلا بنفسه وراحَ يصعدُ للسطح ، هنا حان الموعد
لحقه بعدَ دقائق معدودة ، فيجد المقصودَ في سكونٍ شديد مع سيجاره
" أهلًا تين.."
التفتَ الآخر ببطء حتى لاقى هذا الشخص النكرة بالنسبةِ إليه ، مرر عينيه عليه من الأعلى للأسفل
" ماذا تريد يا ولد ؟"
"أريد الانتقام منك "
"مني ؟"
أطلقَ ضحكة ساخرة
"على ماذا ؟"
استجمعَ انفاسه مع تكويره لقبضته ، ثم هو قد هاج منطلقًا نحو الآخر لاكمًا هو حتى ترنحه
استقامَ تين يمسحُ الدماء عن طرفِ شفته ، فيحدق بذلك المتهور بفعلته هذه
" حقًا ؟ .."
ضحك بشدة
"أنتَ لستَ بحجم الشيء الذي تنويه
لذا سأعفو لك عن هذا .."
دهسَ السيجار الساقطة منذ قليل يقهقه بشدة ، كان سيترك هذا الهائج لولا تقدمه مجددًا يمسك تين من ياقتيه
" ليتك مت قبلَ أن تلتقيك
لم تفعل شيئا سوى تدمير حياتها"
صرخ في وجهه وهو لم يتردد حتى بإسكاته بضربةٍ أسقطته على الأرض
تمتم مع نفسه ساخطًا من كلمات مارك
" ما لذي يتفوه به هذا ؟!"
ثواني حتى انقض عليه يطرح سؤالًا آخر
" ما لذي تتفوه به أيها اللعين الصغير ؟! أنتَ أيها المدلل لم تذق شيئًا مما ذقناه لذا اخرس وإلا قتـ.."
"أقتلني .. أقتلني كما ستقتلها "
تحدث بصعوبةٍ هذا الذي كادَ أن يفقدَ وعيه من ضربه الذي فوقه الآن ، دفعه على سطح الأرض
" أقتلها ؟!!"
"لأنكَ لا تفعل أي شيء لأجلها
ستتركها تموت في حزنها بعجزكَ البغيض هذا !"
"تبًا لك أيها اللعين "
لكمةٌ أخرى قد لوّنت وجه مارك جيدًا ، السؤال هو
لمَ هاج تين بهذا الشكل بفضلِ كلمات من شخصٍ تافه بنظره كمارك ؟
أم أنها الحقيقة ؟ أنه لا يقدم أي شيء قد يساعدها على النهوضِ بالفعل من انتكاستها هذه ؟
ظل الآخر يسترجع أنفاسه شهيقًا وزفيرًا حتى تمكن من نطقِ المزيد
" فيما كنتَ تفكر بينما أنتَ تجعلها تصبح سيئة مثلك ؟ ، ظننتها ستصبح أقوى هكذا ؟ لا
هي الآن تحتقر نفسها بفضلك ، أنتَ لم تزد حالتها إلا سوءً تين "
"أسكت .. أسكت أيها الفاسق
على الأقل أنا كنتُ برفقتها
كنتُ معها ، ساندتها و حميتها
ما لذي فعلته أنتَ هاه ؟ كنتَ في الهناء تعيش
لم ترسل حتى رسالة واحدة لها ، والآن أنتَ تتحدث هكذا معي ؟! هل تظن نفسك أفضل مني ؟!!"
"إعترف ..هي من ساندتك لا أنت
هي من أوقفتك عن قتل نفسك
لكن أنتَ لا توقفها حتى عن كرهها لنفسها
بل جعلتها تكرهها أكثر وأكثر بأذيتها لغيرها
أجل أعرف ، أنا لستُ أفضل منك
لم أكن بجانبها حينما احتاجتني
لأنني لو كنـ.."
حينها هو لم يستطع النطق بحرفٍ آخر ، سدت الغصة حنجرته وها قد بدأ يبكي
ظلّ تين متفجرًا في مكانه يحدّق بذاك الذي انزوى مع نفسه باكيًا ، لم يكن في الحقيقة أفضلَ حالٍ منه
من الداخل هو كان يتمزق ، يتمزق بشدة حتى بدأ بلكمِ صدره
منِ الذي يجدر به لومِ نفسه أكثر الآن ؟ من يا ترى ؟
" لكنني أحبها ..وسأحبها للأبد
لن يأتي يومٌ ما أعايرها بنفسي
أنتقصها و أفكر ، كيفَ علي العيش مع أنثى لا تنجب ؟ لن أكترث بما يقوله لي الناس وسأخلص لها للأبد ، هل ستفعل أنت ؟ فيما تختلف أنتَ عن أشباه الرجال في كل مكان هاه ؟ أخبرني ؟!"
صاح فيه يهدده بسبابته المشهرة هذه ، يصوبه بالطلقات المتلاحقة
التفتَ مارك ببطء إليه ، يحدق به دون أن ينبس بحرف حتى
فقط نظرات مملوءة بالحقدِ يتبادلانها
" ولو قصدها الموت فسأموتُ معها !"
أكمل تين
ابتسامةٌ ساخرة اعتلت شفتي مارك
" هذا لأنك لا تعرفها ، لأنك لم ترى إلا هذا الجانب التعيس منها والذي يشبهك
لو رأيتها في صغرها ، كيف كانت مبهجة ومشرقة
ستعلم أنكَ قد ارتكبتَ خطأ فادحًا بحقها
هل تعرف ما هو الفرق بيني وبينك في هذه اللحظة ؟
أنا حتى لا أفكر في موتها ، لأني لا أريدها أن تموت
ولن أتركها تموت .. سأعيدها حية كما كانت من قبل
كما كانت مشرقة وسعيدة ، تلكَ هي نانسي التي لم تسنح لك الفرصة بمقابلتها حتى.."
كلماتُ مارك قد أثبطت كل الاوتادِ داخلَ تين ، ليتحول وجهه لفراغٍ شديد مع ضنى الضعف الذي انتشر في جسده
ثم هو قد استوعب موقفه ، سواءً أن كانت تلك الحقيقة أو لا
لن يضعف بفضلِ هذا الصغير أمامه ، فهمّ مرةً أخرى بقصدِ الفتكِ به تمامًا !
هو بالفعل كان ينوي اخراسه للأبد..
لولا تلكَ التي صرخت توقفه عن الجنون الذي كاد أن يفعله
"تين توقف !!!"
_______________
.
.
شاكرة لكل من قدّر هذه القصة
الفصل القادم = الأخير
❤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top