TROUBLES| 04

<مشاكل>

حدقت بالوزير لبعض الوقت أسبر أغواره، بإمكانه أن يحاول خداعي لكن يستحيل لملامحه أن تطاوعه، كان وجهه شاحبا للغاية وجفناه منسدلان كأن الإرهاق متعلق بأهدابه.

قد أكون شخصية قاسية وصبية قامت بإخصاء حبيب والدتها، لكنني لست من النوع الذي يدير ظهره لشخص بحاجة إليه، لذلك سألت بتوتر.

«هل تعاني من السكري؟ أو انخفاض في ضغط الدم؟»

تناءى الوزير إلى الوراء ما جعلني ألفظ زفرة مرتاحة، قربه كان يربكني بشدة.

«أسرار الدولة يا صغيرة».

قطبت خاطبني باستنكار، كنت على وشك مواجهته لولا أنه قاطعني بصرامة.

«حاجتي إلى بعض المساعدة لا تعني أنني مجبر على مشاركتك علتي، بالنهاية لست أحد أفراد عائلتي».

نفخت وجنتي باستياء ثم تنحيت عن الباب مكرهة.

«تفضل إلى الداخل، لكن إياك وأن تستغل وجودي بمفردي في المنزل وتقدم على فعلة متهورة معي، كنت بمفردي مع حبيب والدتي حينما قطعت أغلى ما يملكه».

رفعت أحد حاجبي بغرور، أخبرتني جيسو أن لا أتفاخر بما أقدمت عليه لكني لا أجد ضيرا من ذلك، ليس وكأنه لا يعلم.

«لست ضعيفة كما أبدو».

تجاوز عتبة المنزل بخطوات وئيدة بينما يدعك صدغه بإبهامه.

«سأموت وأنت ما تزالين تتفوهين بالهراء».

رفعت الإصبع الأوسط من وراء ظهره لكن ما خرج من فمي كان مؤدبا.

«علمتني الحياة أن لا أثق بالذكور معالي الوزير، لا تلمني على تحفظي كثيرا».

كان الباب مطلا على المطبخ مباشرة، دعوته إلى الجلوس على الطاولة التي تتوسطه بأدب.

«اجلس، سأسكب لك بعض العصير».

اتجهت نحو الثلاجة وأخرجت منها عصير البرتقال، ملأت الكأس تحت نظراته العميقة التي وقعت فيها شجاعتي بلا هوادة ثم قدمته له ببرود زائف.

«عليك أن تغادر بعد استعادة طاقتك، ستعود تلك المرأة من العمل قريبا ولا أريدها أن تراك هنا».

«يفترض أنك تعيشين مع والدتك».

نعتها بتلك المرأة بعفوية، عندما لمحت في عينيه علامة استفهام واريت انكساري بابتسامة ساخرة.

«سأذهب لتفقد التعليقات على المنشور الأسطوري الذي حملته قبل نومي، أتحرق شوقا لاكتشاف مدى خطورة الوضع إلى درجة أن الوزير بشحمه ولحمه أتى لزيارتي».

لم أمنحه الفرصة للرد علي بل اتجهت نحو غرفتي، حالما أغلقت الباب خلفي تنهدت.

«له هيبة ثخينة وجوده في نفس المكان معي يربكني».

التقطت الهاتف من سريري ودخلت إلى الموقع فإذا بالموضوع الذي نشرته قد أصبح ساخنا مع أكثر من 50 ألف مشاهدة.

«اللعنة كوريا بأسرها قد رأت المنشور!»

خرجت والهاتف في يدي وقلت ساخرة.

«حتى وإن رضخت لك وحذفت المنشور وهو أمر يستحيل حدوثه في الواقع فلن يتوقف العامة عن البحث خلف هوية الشخص المذكور فيه».

وجه لي الوزير نظرات قاتلة، كان قد انتهى من شرب العصير.

«قومي بحذفه وما سيحدث بعد ذلك ليس من شأنك».

أطلقت ضحكة مستهزئة.

«لا أنوي حذفه أيها الوزير، إن كنت غير قادر على تحقيق العادلة لنا فالرأي العام سيقف معنا».

ملت نحوه مستندة على الطاولة بكفي، صوبت بصري على شاشة الهاتف وتلوت على مسامعه بعض التعليقات المثيرة للاهتمام.

«الوزير الذي لا يمكنه التحكم في ابنه كيف يمكنه المشاركة في تسيير بلاد بأكملها».

كانت ملامحه هادئة كأن الغضب بأسره محتشد في سوداويته، ظلامهما يحاكي هاوية سحيقة.

«لقد تعرضت للإساءة من طرف حبيبي السابق ولم أكن قادرة على تقديم بلاغ ضده، التحدث عن الموضوع لهو شجاعة منك».

لويت شدقي بتعاطف ثم قرأت التعليق الموالي.

«من الواضح أنه واثق بقدرة والده على التغطية على أفعاله».

زيفت الندم حيث قرنت حاجبي سويا وواجهت ملامحه المميتة.

«الجميع ينتقدون الأب رغم أن الابن هو الظالم في القصة، لماذا ذلك يا ترى؟»

وضع الكأس الزجاجي على الطاولة، كان سكونه مربكا أكثر من ثورانه لأنني عاجزة عن التنبؤ به.

«هل انتهيت؟»

ازدردت ريقي بخوف لكنني حافظت على ملامح جامدة، ذلك قبل أن يختطف الهاتف من يدي بكل سلاسة.

«إن كنت ترفضين مسح المنشور فسوف أتطوع لفعلها نيابة عنك».

هرعت لأستعيد الهاتف من يده بانفعال.

«من تظن نفسك أيها الوزير؟»

أبعد الهاتف عن متناولي بسهولة ونطق بنبرة محصورة بين السخرية والتعجب.

«الوزير ربما».

تلمس شاشة الهاتف بأنامله، كان مفتوحا لسوء حظي، بقيت متجمدة في مكاني لوهلة.

«هل تعتقدين أنني قد أخاف من طفلة ولدت بالأمس؟ سكوتي لك لا يعني عجزي!»

همهما حاولت التظاهر بأن مكانته لا تعنيني أجد نفسي أفكر في كل خطوة أقوم بها.

«أعطني هاتفي ما دمت أتحدث بلطف، أنت لا تعرف ما يمكنني القيام به».

كان مسترخيا جدا وهو يعبث بهاتفي حتى هاجمته بذراعي وأخذت أتناوش معه.

«لا أكترث حتى وإن قتلتني لأنك ستفسدين قضيتك بيديك، وذلك سيكون لمصلحة ابني بما أن المجتمع بأسره سيكون مشغولا بالتحدث عن جريمتك».

ما قاله مقنع للغاية، لقد أغلق جميع الأبواب في وجهي لكنني لم أكف عن محاولة استعادة الهاتف.

«سأمهلك ثلاث ثوان إن لم تعده إلي فسوف أصرخ».

عجزت عن أخذ الهاتف منه لكنني استطعت منعه من حذف المنشور، كان مشغولا بتفادي يدي.

«تهورك سيدر الأذى على جميع الأطراف».

ألقيت بكلامه عرض الحائط وارتميت على حجره محاصرة خصره بساقي، كان المكان المثالي لاقتناص الهاتف.

«لن تذهب جميع جهودي سدى، يستحيل أن أسمح لك بمحو المنشور ولن أسلمك الأدلة قطعا».

كدت أستعيد الهاتف منه عندما جمدته الدهشة، فسارع لإخفائه وراء الكرسي.

«أعد إلي هاتفي وإلا صرخت بأعلى صوتي، سأستقطب جميع الجيران وتخيل مدى صدمتهم عندما يرون وزير الخارجية في منزلي».

ما تزال ذات النظرة الباردة راسخة بين جفنيه، فشلت جميع تهديداتي في اقتلاع ثباته.

«اصرخي، ليس وكأنني أكمم فمك بيدي».

ملت على صدره حتى دفنت نهدي بين ترائبه، ولاحقت يديه المختبئتين خلف الكرسي.

«انهضي عن حجري أيتها الصغيرة، أهذا ما كنت تفعلينه لحبيب والدتك السابق؟ بالطبع لن يتحرش بك إن كنت مجرد فتاة بريئة!»

جحظت عيناي بدهشة، لا أصدق كيف قلب الموازين بهذه الطريقة.

«لا شأن لك بماضي، يكفي أنك انتهكت خصوصياتي حينما فتشت عن خلفيتي».

بيده الأخرى قيد معصميّ سويا.

«أصغي إلي».

تخبطت على حجره بلا هوادة بينما أقاوم قبضته باستماتة.

«دعني وشأني، اترك معصمي».

صرخ لأول مرة منذ لقائي به.

«أصغي إلي بحق الجحيم».

وثب كتفاي بفزع قبل أن تسكن حركتي، حينما انقشع الانفعال عن مقلتي أدركت أن وضعيتنا غير لائقة!

«كان بوسعي إرسال رجل خلفك، وأنت تسيرين في الشارع تتعرضين لحادث مؤسف وسط تلك المعمعة يضيع هاتفك وينتهي به المطاف بين يدي».

انحاز طرف فمه إلى الأعلى واستأنف لسانه ضخ الذعر في صدري.

«قد يتعرض منزلك للسطو في حضورك حيث سيطعنك السارق في مكان حيوي ولن تتمكني من النجاة».

قرأت الجدية بين سطور محياه الخاوية، اعتقدت أن الحياة لن تنجح في زعزعتي لكنني كنت مخطئة، أنا خائفة.

«لماذا تعتقدين أنني لجأت إلى الحوار معك يا ترى؟»

سأل بلهجة ساخرة، تمنيت لو أستطيع قذفه بكلمات مهينة، كنت عاجزة أمام جبروته.

«لماذا أتيت إلى منزلي إن كنت قادرا على إرسال أحدهم للقيام بأعمالك القذرة وإبقاء يديك نظيفتين؟»

أخذ إجازة من وجهي على ساقي العاريتين، خاطب جسدي بنظرات فاحشة جعلتني أنهض عنه بارتباك، في تلك الأثناء مسح المنشور.

«ما الذي تريده مني تحديدا؟»

استقام الوزير عن الكرسي وعلق سترته على ذراعه بوقار.

«لست من يؤذي الأطفال الصغار، قررت منحك فرصة أخرى للوثوق بي، ألغي نشر المقال وسوف تكونين في أمان».

عندما مد الهاتف باتجاهي اختطفته منه بغيظ. قبل أن أنطق بحرف ثبت سبابته على شفتي فارتجفت أنفاسي.

«خالفيني ولن تكوني المتضررة الوحيدة، تخيلي أن تتحول صديقتك من الضحية إلى العاشقة المهووسة التي تلاحق ابني».

لشدة دهشتي لم أتكبد أي عناء لفصل إصبعه عن شفتي، تحدثت وهو ما يزال راسيا هناك.

«لا أصدق أي نوع من الأشخاص يقودون البلاد، لطالما شعرت بخيبة الأمل من قوانين دولتنا المتهاونة بحق المجرمين لكن رؤيتك أعطتني خيبة مضاعفة».

ظلت نظراته متشبثة بزمردتي.

«لم أزرك بصفتي الوزير، أنا هنا بصفتي والد يونجون».

حينما أخفض إصبعه عن شفتي أطلقت الزفير الذي كنت أكبحه منذ أن لمسني.

«لا تعرفين إلى أي مدى يمكن لأب الوصول من أجل ابنه».

تظاهرت بالقوة أمامه رغم صلابة ملامحه التي توحي بأنه رجل لا يكسر.

«ما تزال الأدلة معي يا والد يونجون، حذفت منشورا لكن يمكنني نشر ألف».

تنهد يائسا من محاولة إقناعي ثم قال بجدية.

«أنت لم تحسبي حسابا لغضب يونجون يا صغيرتي».

عندما لاحظ ارتجاف معالم وجهي اقترب من مقر وقوفي بخطوة اختزنت بجوفها ألف مغزى.

«إن لم أقف في طريقه فسيكون الغد يوم هلاكك أنت وصديقتك».

ذلك ما لم أفكر فيه قبل أن أتهور، اضطررت لعقد صفقة مع الشيطان.

«إن لم يظهر في طريقي غدا فسوف أصدق وعدك وأقابلك لتوقيع تعهد بعدم إخبار الإعلام».

أومأ الوزير برضا ثم التفت بصدد الانصراف، رافقته إلى الباب غارقة في أفكاري الخاصة، لقد خسرت جولة لكنني لن أخسر الحرب.

توقف كلانا عند العتبة حيث رمقني ببرود.

«يبدو وأننا محكومان باللقاء مرة أخرى».

رفعت شفتي العليا باستنكار.

«مع الأسف أيها الوزير».

سرعان ما أطر جفناي مرأى ظهره بينما ينزل المنحدر الذي يقع عليه منزلي إلى الأسفل.

«من الرجل الذي رأيته يخرج من المنزل؟»

سمعت صوتا أنثويا مترنحا، لم أكن بحاجة للتفكير لأعرف هوية صاحبته، والدتي.

«هل صرت تستغلين غيابي الآن لإدخال الرجال إلى المنزل ثم تتظاهرين بالعفة بعد ذلك؟»

نظرت إليها بعينين مكتحلتين بالمقت فإذا بجسدها يتمايل يمينا ويسارا وفستانها بالكاد يغطي فخذيها.

«يبدو وأنك تتخيلين بسبب الكحول الذي يغمر جسدك سيدة أونجي، لقد خرجت لاستنشاق الهواء فحسب ما من رجل خرج من المنزل».

ضيقت جفنيها وأمعنت النظر إلى الطريق الذي سلكه الوزير.

«متأكدة من أنني رأيته يخرج من منزلنا، حتى الظلام لم يستطع حجب هيئته الفاخرة عن عيني، كأنه رجل راق».

قلبت عيني بضجر، لم أكن خائفة منها على الإطلاق.

«حتى وإن خرج من منزلنا فذلك ليس من شأنك».

تجاهلت ثرثرتها الثملة واتجهت إلى غرفتي.

«أيتها العاهرة الصغيرة يمكنك مضاجعة من تريدين ولكن ليس في منزلنا الخاص، ما الذي سيقوله الجيران عنا».

أصدرت تنهيدة ساخرة.

«الجميع يعرفون من العاهرة بيننا، وحدك من يشوه سمعتنا في هذا الحي، حتى الجيران ينظرون إلينا وكأننا قمامة».

عندما وصلت إلى غرفتي ارتميت على السرير وبقيت سارحة في أفكاري المتشابكة.

نمت كثيرا عند عودتي من المدرسة لذلك جافى النعاس عيني حتى وقت متأخر من الفجر.

«استيقظي أيتها العاهرة».

قصفت والدتي ظهري بضربة قوية فانتصبت جالسة على السرير في كامل وعيي وصرخت بغضب.

«كيف توقظين شخصا نائما بهذه الطريقة الهمجية؟ حتى الحيوانات تنال الاحترام الذي تستحقه!»

تفقدت الساعة الحائطية، كانت تشير إلى السادسة.

«ما يزال الوقت مبكرا على الذهاب إلى المدرسة، ثم من سمح لك بالدخول إلى غرفتي على أية حال؟»

سقطت يدها على خدي بقوة قبل أن تلقي بهاتفها في حجري، لقد صفعتني العاهرة!

«أنت على علاقة مع وزير؟»

بقي وجهي مائلا نحو الجدار واستغلت والدتي صمتي لتنفث سمومها علي.

«أيتها الفاجرة لم أكن أهلوس حينما رأيت رجلا يخرج من المنزل منتصف الليل ولكن الوزير؟ كيف استطعت التودد إلى وزير الخارجية بحق الجحيم؟»

بيدين مرتعشتين تناولت هاتفها ورأيت على شاشته مقالة تحتوي صورة لي وللوزير أمام منزلي مسطرة تحت عنوان بالخط العريض «عشيقة وزير الخارجية».

هلاوز خفافيش 👀

كامي ما تأخر عليكم بالفصل 😎 ان شاء الله أظل منتظمة هيك وما أفقد شغفي

طبيعي أكون غارقة بالحب مع شخصية الوزير 😭😭 مو قادرة أتخطى أسرار الدولة 😂

حبيتو الرواية وفكرتها؟

شو رأيكم بالفصل؟

أكثر جزء عجبكم وما عجبكم؟

جونغكوك؟

مارينا؟

أونجي؟

كيف بتكون ردة فعل مارينا على الفضيحة؟

جونغكوك عندو دخل أو ضحية كمان؟

كيف رح يتعاملوا مع الوضع؟

الفصل بعد 200 فوت

دمتم في رعاية الله وحفظه

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top