SOFT HUG| 09

<حضن لطيف>

رضخت لأوامر الوزير كذلك فعل ابنه يونجون، لم أكن خائفة من عقابه بل لا أريد أي مشاكل معه فنحن عالقان معا لقرابة الأربع سنوات، لقد وقعت والدتي وثيقة رسمية تنصبه وصيا علي، حياتي تتجه من سيء إلى أسوأ.

انشغل ثلاثتنا بمطالعة قائمة الطعام قبل أن تأتي النادلة لأخذ طلباتنا، لم يدم انتظارنا لوصوله وقتا طويلا.

وبينما أنا أقطع شريحة اللحم خاصتي بصمت قفز في عقلي سؤال مهم، التفكير بوالدتي لفت انتباهي إليه، وجهته للوزير دون تردد.

«لا أرى زوجتك في أي مكان أيها الوزير».

كفّت يداه عن مراقصة الشوكة والسكين وتهافتت نظراته المظلمة على وجهي.

«أهي ميتة؟»

نسيت أن من أتحدث عنها تكون والدة يونجون الذي ضرب شوكته بالطاولة بعنف.

«ومن أنت لتسمحي لنفسك بالنبش في خصوصيات غيرك؟ هل صدقت أنك فرد من العائلة حقا لمجرد أننا نتناول الغداء معا؟»

رمقني يونجون بنظرات حادة فصرفت بصري عن والده وبادلته بمثلها.

«أين الخصوصية في الموضوع سيد يونجون؟ أي شخص في مكاني سيتساءل عن مكان والدتك؟ لماذا ليست موجودة معكما للترحيب بي؟»

تركت الفتى يغلي في مكانه والتقطت قطعة من اللحم بالشوكة، قربتها من فمي ببرود.

«آسفة على فتح جروحكما إن كانت متوفاة، لم أقصد إيذاء أحدكما بفضولي، كل ما في الأمر أنني استغربت غياب امرأة العائلة عن الطاولة، أتساءل ما إذا كان الوزير قد اتخذ قرار الوصاية دون استشارتها لذلك ترفض مقابلتي».

كنت على وشك تفحص ما أحدثته على ملامح الوزير لولا أن يونجون هتف بسخط.

«من الأفضل لك أن تكفي عن التحدث عن شؤون لا تعنيك مارينا، أكاد أفقد أعصابي وذلك لن يروقك».

مضغت اللقمة في فمي على مهل وعيناي مصوبتان على عينيه، برودة أعصابي تفجر براكين الغضب في صدره.

«لا أرى داعيا لهذا الغضب إلا إن كانت والدتك العزيزة قد تخلت عنك وأنت رضيع».

رفع الشوكة عن الطاولة ثم مال بجذعه إلى منتصفها وحاول مهاجمتي، لحسن الحظ أنني تراجعت في الوقت المناسب.

«أيتها الساقطة ألن تخرسي؟»

خزنت في رئتي شهيقا عميقا عجز عن شفاء صدمتي.

«هل فقدت صوابك؟»

صب تركيزه على والده وخاطبه بصوت عال.

«هل ستجلس في مكانك بسكون وتصغي إلى الهراء الذي تتفوه به إلى الأبد؟»

رأيت السيد جيون يضيق الخناق على أدوات الطعام بين يديه بغيظ لكنه حافظ على هدوئه.

«يكفي كلاكما».

عاد يونجون إلى مكانه وحدجني الوزير بنظرات مميتة.

«ليست ميتة ستقابلينها في وقت آخر».

كانت طريقته في الحديث عنها مظلمة وذلك أوقد الفضول بداخلي، حدقت بيونجون باستنكار.

«إن لم تكن ميتة فما الداعي لكل تلك الدراما؟ لوهلة اعتقدت أنها تخلت عنك في صغرك!»

كنت قد بسطت حافة السكين على شريحة اللحم حينما لفظ يونجون كلماته السامة في سمعي.

«على الأقل لم تقايضني بمبلغ من المال مثل والدتك العاهرة!»

نظرت إليه فإذا به يبتسم بشر، أردت غرس السكين في فمه، لكنني بارعة في التمثيل.

«والدتي عاهرة بالفعل لا يمكنني الطعن في الحقائق، إن كنت تعتقد أنك قادر على جرحي بها فأنت مخطئ جدا! لا أمتلك أي مشاعر نحوها قد تجعلني أدافع عنها أمام أحد».

فجأة سحب الوزير صحني إليه وأشهر سبابته في وجه ابنه.

«كلمة أخرى وسوف أصادر بطاقتك الآن».

امتلأ جفناي بالدهشة حينما منحني صحنه مبتسما، كان قد قسم اللحم عليه إلى قطع صغيرة.

«الصحفي هنا، كونا مهذبين».

كدت أسحر بابتسامته لولا أن كلامه كشف لي زيفها.

«أنت ماهر في الادعاء حضرة الوزير، كنت على وشك أن أصدق نبلك».

ضغط على قدمي تحت الطاولة بقدمه.

«ابتسمي قليلا يا صغيرة، نريد صورة عائلية مثالية».

ابتسمت بتشنج وسحبت قدمي من تحت قدمه، حالما نظر إلى يونجون ابتسم هو الآخر بوداعة، وعم الهدوء مجلسنا أخيرا.

لم تدر بيني وبين يونجون المزيد من المشاجرات، كان الوزير راضيا على تمثيلنا بما أنه لم يتذمر، بعد انتهائنا من تناول الغداء قمنا استعدادا للمغادرة.

أرسل الوزير ابنه في السيارة التي قادها سائقه الخاص إلى هنا وقرر المجيء معي، كنت على وشك فتح الباب حينما بسط كفه على زجاج النافذة يمنعني من تحريكه.

«ليس بهذه السهولة يا صغيرة».

التفت إليه مقطبة حاجبي.

«يفترض أن هذه المسرحية قد انتهت، أم أنك تريدني أن أصفق لك على أدائك المبهر؟»

ترك يده اليمنى على النافذة وقلب الأخرى على ظهرها كأنه يريدني أن أضع فيها شيئا ما.

«هاتفك».

رفعت حاجبي بتعجب.

«وما الذي ستفعله بهاتفي؟»

أجاب بكل برود دون أن تهتز معالم وجهه.

«أصادره، أنت معاقبة».

انفجرت في صدري تنهيدة ساخرة كانت مسموعة قبل أن أكتف ذراعي بغيظ.

«أظن أنك انغمست في لعب دور الأب إلى درجة أنك تقمصته وربما كذبت الكذبة وصدقتها، أريدك أن تعطيني سببا وحيدا يجعلني أرضى بتسليمك هاتفي!»

شقت نظراته زمردتي إلى أعماق روحي، الهيمنة التي يحملها بين جفنيه تطوع الجبال.

«لأنني وصيك من حقي اتخاذ التدابير اللازمة لتقويم سلوكك».

اقترب مني بخطوة لكنني لم أتزحزح من مكاني.

«تتحدث معي وكأنني أزمة دولية، ماذا التدابير اللازمة؟»

رفع يده عن النافذة ومدها نحو حقيبتي الزهرية ثم عقدها حول يدي غير مبال بتلامسهما، شعرت بالكهرباء تسري في جسدي محدثة خرابا عظيما بي.

«أنا أكثر رجل مسؤول قد تقابلينه في حياتك وأنت شؤون خاصة علي الاعتناء بها، إن كنت تظنين أنني سأكون وصيا عليك على الورق فقط، عليك إعادة حساباتك مجددا».

جاهدت التوتر بداخلي لأصمد بين جفنيه الحارقين وخاطبته بنبرة متعجرفة.

«لم أطلب منك أن تكون وصيا علي ولست مجبرة على تقبل تسلطك».

سقط بصره على يدينا الملتحمتين بينما يتمايل إبهامه على بشرتي بخفة.

«عليك أن تفهمي بأنك لا تمتلكين خيارا صغيرتي».

راقبت يدينا بتوتر قبل أن أنظر إلى وجهه.

«لست الشخص الذي يخضع للظروف معالي الوزير، من الأفضل أن نتصرف كغريبين حتى أبلغ السن القانوني».

سلط عينيه الغامضتين على عيني، قطبت حاجبي لأبدو صارمة، لكنه هزمني بنظرة.

«لا أثق بك على الإطلاق، أعلم أنك ستثيرين المشاكل لو تركتك بمفردك وأنا سأكون الخاسر الوحيد في النهاية».

حاولت التراجع إلى الخلف فأمسك بكتفي بيده الطليقة.

«لا أريد أن أتلقى العقاب من رجل غريب، حتى وإن كنت وزير الخارجية».

حينما ارتخت أصابعي حول الحقيبة استطاع انتزاعها من يدي وحدق كلانا بالآخر بثبات.

«أريدك أن تعتبريني بمثابة والدك وتتصرفي على ذلك الأساس، لأنك مثل يونجون بالنسبة لي الآن».

صرامته في الحديث أجهضت تمردي، عجزت عن النطق بأي اعتراض أمامه، ربما لأنني أحتاج إلى بالغ في حياتي.

«هل كلامي مفهوم آنسة فاسكيز؟»

استفقت من شرودي وعدت لأتصنع اللامبالاة.

«أنا لا أمتلك الكثير من الأصدقاء لأحتاج إلى هاتفي، يمكنك القول بأن العقاب الذي اخترته لي لن يكون فعالا، لذلك سأتنازل هذه المرة دون مشاكل».

فتح الحقيبة وأخذ منها هاتفي ثم أعادها إلي.

«سآخذه منك لمدة يومين».

اختطفت الحقيبة منه بانزعاج.

«ذلك يعني أنني مجبرة على رؤية وجهك بعد يومين».

التفت نحو باب السيارة وما كدت أفتحه حتى لف الوزير ذراعيه حول كتفي واجتذبني إلى صدره فجأة، كانت الصدمة التي وقعت علي ثقيلة أفقدتني القدرة على الحركة، تمتمت بصوت متقطع.

«سيد جيون، ما الذي تفعله؟»

شدد ذراعيه حول كتفي مقيدا جسدي بصدره وأجاب علي بخمول.

«فلنبقى هكذا لفترة».

حاولت رفع رأسي عن صدره فسحب إحدى يديه إلى عنقي من الخلف ودفنه بين أضلعه مجددا، انتفضت بارتباك.

«هل فقدت صوابك أيها الوزير؟ كيف تجرؤ على احتضاني؟»

دفعته من صدره بقبضتي بينما أتخبط كسمكة رماها البحر على الشاطئ.

«من الأفضل لك أن تبعد عني سيد جيون، عمرك الكبير لن يمنعني من إيذائك لوقت طويل».

ضغط على كتفي بيده يبقيني حبيسة صدره وداعب عنقي بيده الأخرى، لمساته الدافئة سلبت مني قواي، والبحة في صوته أهلكت قلبي.

«اهدئي المصور خلفنا».

كانت شفتاه قريبتان من أذني، أشعر بأنفاسه الآثمة تلفحها.

«لا نريد أن يكتب عنا مقالا سلبيا، أوليس؟»

سكنت بين ذراعيه بخضوع وأنزلت يدي بجوار فخذي.

«كان عليك إخباري عن ذلك قبل أن تختطفني في حضنك، لن أفسد المسرحية التي بدأتها كي لا تضيع جهودنا فقط».

همهم بخفوت ثم نطق آمرا.

«ضميني».

بتردد مررت ذراعي حول خصره وعقدتهما خلفه، وضعت خدي على صدره، مصغية إلى دقاته الثائرة، اعتقدت أنني السبب في اهتياجها.

«لماذا قلبك ينبض بسرعة؟»

أجاب على سؤالي بسؤال.

«هل قلبك ينبض بانتظام؟»

رده ألجم لساني وما هي إلا ثوان حتى أضاف بسخرية.

«ذلك ما توقعته».

نقر قمة رأسي بأنفه مستنشقا رائحة شعري، لا أعرف ما إذا كان ذلك جزءا من المسرحية أيضا.

«نحن شخصان غريبان، رجل وامرأة يحتضنان بعضهما، من البديهي أن تتفاعل أجسادنا».

تبادلنا الأحضان في وضح النهار لوقت طويل، كان الدفء المنبعث من ملابسه شهيا، أصابني بالخدر لوهلة، لم أشعر بمرور الوقت بين ذراعيه.

«لقد غادر الصحفي، يمكنك الابتعاد عني الآن».

ابتعدت عن حضنه مصدومة من نفسي وهرعت إلى داخل السيارة كأنني قادرة على الهرب مني، بقيت صامتة طوال الطريق لأن وجوده بجانبي أربكني.

أوصلني الوزير إلى المنزل ثم غادر مع سائقي، قضيت النهار بمفردي أشاهد المسلسلات على نتفليكس، لحسن الحظ أنني أمتلك حاسوبا محمولا.

في اليوم الموالي ارتديت زيي المدرسي وذهبت إلى الثانوية في سيارة سوداء فاخرة، رأيت الصدمة تعتلي وجوه زملائي حينما نزلت منها بكل غرور، دفعت شعري المصفف على هيئة ذيل حصان إلى الخلف بينما أشق طريقي وسطهم.

«أشعر بأنني مهيبة اليوم، احترقوا بغيظكم أيها الأوغاد، خريجة الإصلاحية ابنة لوزير الخارجية الآن».

وجدت جيسو بانتظاري أمام المدخل، حالما لمحتني قادمة هرولت بعجلة، واستقرت أمامي جاحظة العينين.

«مارينا ما الذي حدث معك مؤخرا لم أستطع الوصول إليك منذ الأمس؟»

لم تفسح لي المجال لمنحها الجواب على سؤالها حيث لفظت كل ما في جعبتها دفعة واحدة.

«لقد رأيت المقال الذي نشر بالأمس عن وزير الخارجية وابنته بالوصاية، رأيتك للتو تنزلين من سيارة فاخرة مثل جميع زملائنا، أخبريني أنك لم توافقي على عرضه».

رفعت كتفي بلامبالاة.

«ليس وكأنني كنت أمتلك خيارا آخر».

قبل أن تلفظ كلمة أخرى تنهدت بإحباط.

«في الواقع والدتي من باعتني للوزير مقابل مبلغ كبير من المال ومنزل فاخر ووظيفة محترمة».

نظرت إلى الفراغ بشرود أتذكر كل ما حدث بيني وبين الوزير في منزلي.

«حتى وإن لم تفعل ذلك بي فالصحفيون اكتشفوا هويتي، كنت سأقع في مشكلة أكبر لو تمسكت بعنادي».

سقط حاجباها إلى مكانهما ونابت الشفقة عن الصدمة على ملامحها.

«آسفة مارينا لم أكن أعلم أنها ستتمادى إلى ذلك الحد، أشعر بالذنب لأنك وقعت في هذه المشكلة بينما تحاولين تخليصي من يونجون».

أخفضت بصرها على الأرض فألقيت ذراعي على كتفها.

«انظري إلى الجانب المشرق فقد انتقلت للعيش في قصر فاخر، حتى أنني حظيت بوجبة مع الوزير!»

رمقني جيسو باستنكار بينما نسير معا إلى البوابة.

«أنت مجنونة، ألا تعلمين أن الإشاعات بدأت تنتشر عنك في المدرسة؟»

انقبض جبيني باستغراب فيما نقلت جيسو عدستيها في الأرجاء.

«سمعت بعض الطلاب يتهامسون عن هوية الفتاة التي ظهرت مع الوزير، رغم أن وجهك كان محجوبا كوجه يونجون، هم يشكون في أمرك بسبب المنزل ربما».

لاحظت للتو أن بعض الطلاب يختلسون النظر إلي لكنني لم أعرهم أي اهتمام.

«دعيهم يتناقلون الإشاعات عني فالكلام مجاني، لن يكونوا قادرين على إثبات شكوكهم حولي».

عدلت حزام الحقيبة الذي كاد ينزلق عن كتفي وابتسمت بسخرية.

«على الأقل ما يزال الوزير يحاول حماية هويتي».

ما قالته جيسو مسح البسمة عن شفتي.

«بالطبع عليه حماية هويتك لأنها ستؤذي سمعته، هل نسيت أنك سجنت في الإصلاحية؟»

نفثت أنفاسي بين أسناني باستفزاز ثم رميت جيسو بنظرات مميتة.

«حطمت جميع توقعاتي شكرا لك».

كان الدوام عاديا كالأيام الماضية، رغم الإشاعات التي تحوم حولي، لم أحاول التدخل لأن ذلك يصب لصالحي، إن صدقوا بأن الوزير وصي علي فسوف يكفون عن مضايقتي.

في المساء استدعيت إلى الملعب مع فريق الرماية، علمت أن هناك مسابقة في نهاية الأسبوع في بوسان، علينا التدرب لوقت إضافي بعد الدوام كالعادة، خرجت من المدرسة وأخبرت السائق بأن ينتظرني ثم التحقت ببقية أعضاء الفريق.

عدت إلى المنزل متعبة، غفوت مباشرة بعد أن تناولت العشاء، لم يكن اليوم الموالي مختلفا عن سابقه، باستثناء أن الخادمة لورين اعترضت طريقي في الرواق حال رجوعي مساء.

«آنسة مارينا الوزير يريد رؤيتك في مكتبه».

انقبض قلبي بمزيج من التوتر والحماس، لم أره منذ يومين.

«ألم يطلعك على السبب الذي يجعله راغبا في رؤيتي؟»

هزت رأسها يمينا وشمالا بنفي.

«لم يطلعني على التفاصيل، هو بانتظارك في المنزل منذ ساعة، طلب مني إعلامك عن رغبته بالتحدث معك فور عودتك».

قلبت عيني بضجر ثم استأنفت السير.

«حسنا سأصعد إليه».

انصرفت الخادمة إلى المطبخ فيما اتجهت إلى الطابق الثاني، وقفت أمام باب مكتبه حائرة ما إذا كان علي طرقه أم لا، ثم قررت اقتحامه دون استئذان.

«أخبرتني لورين أنك تريد رؤيتي، ذلك يعني أنك أتيت خصيصا من أجلي، متشوقة لأعرف السبب خلف هذه الزيارة...»

انقطع صوتي حينما رأيته جالسا على الأريكة الجلدية، قميصه الأبيض مفتوح وصدره مكشوف، أطلت عيناي على تضاريسه الفاحشة فخطفت عضلاته المنمقة أنفاسي.

«ألم يعلمك أحد كيف تطرقين الباب قبل الدخول على أحدهم؟»

خاطبني بنبرة مستاءة أفسدت تأملي لفتنته، غمغمت بين شفتي بخفوت.

«ليس وكأنك تضاجع نفسك».

امتنعت عن الرد عليه إذ لاحظت يده تعانق حقنة زرقاء غرز إبرتها في بطنه، استحوذت على كامل تركيزي وفي عقلي تخمين وحيد، جاهرت به بصدمة.

«هل تتعاطى المخدرات معالي الوزير؟»

ضغط على مكبس الحقنة يدفع سائلها في جسده، لم يلق أي اعتبار لوجودي أمامه.

«أنت لا تصدق حضرة الوزير، كيف يمكنك حقن المخدرات أمامي، دون أن يرف لك جفن؟»

ظل يحدق بمنسوب الحقنة بتركيز.

«هل رأيت من قبل مدمنا يحقن المخدرات في بطنه؟»

قطبت حاجبي بتفكير لكنني لم أتوصل إلى تخمين مقنع، بعد انتهاء الوزير من حقن نفسه سلط بصره على وجهي.

«إنها إبرة الأنسولين أيتها الحمقاء».

بحثت عن الكلمة في قاموسي بملامح منقبضة، استرخت عندما اهتديت إلى علته.

«أنت مريض بالسكري؟»

أمال رأسه جانبا يهنئني على اكتشافي العظيم.

«عليك أن تفكري قبل أن تطلقي سراح ذلك اللسان، التشهير جريمة خطيرة يا صغيرة».

حمحمت بندم لأنني أسأت الظن به ثم دنوت من مكان جلوسه، في تلك الأثناء سحب الإبرة من بطنه، وضغط عليه بإبهامه.

«لذلك السبب شعرت بالدوار حينما أتيت لتهديدي في منزلي وطلبت مني شيئا حلوا».

ظل يتبعني بعينيه الداكنتين حتى سكنت أمام الأريكة.

«كنت أعاني من انخفاض في مستوى السكري يومها».

صرف الوزير انتباهه عني وأخفى الحقنة في علبة سوداء كانت موضوعة على الأريكة تحت نظراتي الشاردة.

«هل ذلك يعني أنك ستموت قريبا؟»

نظر إلي السيد جيون والدهشة متربعة على وجهه.

«من قال أنني سأموت قريبا؟»

اعتصرت حزام حقيبتي وأجلت بصري في المكتب متفادية الاصطدام بعينيه.

«أليس السكري مرضا مزمنا؟»

استقام صاحب الجوهرتين السوداوين متجها إلى مكتبه وصار يعطيني بظهره.

«السكري مرض مزمن بالفعل ولكن الأمراض المزمنة ليست قاتلة، يستطيع الإنسان التعايش معها بفضل الأدوية».

انحنى بجذعه وراء المكتب حيث وضع العلبة في الدرج الأول ثم استدار نحوي بوقار.

«أصبت به منذ عشرين عاما».

ألقى ظهره على الكرسي الجلدي فصدر عنه صرير طفيف.

«لن أموت ما دمت أعتني بنفسي جيدا يا صغيرة».

تمسكت بالصمت لوقت طويل قبل أن أبادر بالحديث.

«لماذا استدعيتني على أية حال؟»

أخرج من جيبه شيئا ما أدركت أنه هاتفي حينما حطه على المكتب.

«أنا مصدوم لأنني قابلت مراهقا في القرن الحادي والعشرين قادرا على العيش من دون الهاتف، يبدو وأنني اخترت العقاب الخاطئ بالفعل».

رفعت حاجبي بغرور.

«قلت لك أن الهاتف لا يهمني».

اقتربت من المكتب والتقطت الهاتف بيدي اليمنى، ما كدت أسحبها حتى حبسها الوزير بين أنامله.

«أليس هناك ما تريدين إخباري به؟»

نظر إلي بعمق فاهتزت أنفاسي لشدة التوتر الذي انتابني.

«أخبرك بماذا؟»

حينما تملكه اليأس من الحصول على جواب مني زفر بضيق.

«هل تنوين السفر إلى بوسان من أجل المنافسة دون علمي؟»

اتسع جفناي بدهشة وتقطع صوتي.

«كيف علمت عن ذلك؟»

سرعان ما انتزعت يدي من قبضته بانزعاج.

«بالطبع أنت الوزير لا يخفى عنك أي شي، لا أصدق أنك تراقبني حتى في المدرسة!»

شبك أصابعه فوق المكتب وبصره معلق علي.

«أفضل أن تخبريني بكل ما يحدث معك بنفسك من الآن فصاعدا».

فكرت لوهلة في دعوته لحضور المنافسة لكنني تراجعت عن ذلك.

«إن كنت قد انتهيت مما أردت قوله، هل يمكنني الانصراف الآن؟»

أجاب علي بصوت رزين.

«سأكون خارج البلد طوال الأسبوع، يمكنك الاتصال بي إن احتجت إلي».

أومأت برأسي رغم أنني لا أنوي القيام بذلك، تأملني الوزير بشك لبرهة ثم التقط بطاقة سوداء كانت مستقرة على مكتبه، مدها نحوي بوجه جاد.

«وهذه بطاقة ائتمان أريدك أن تستخدميها ما دمت تحت وصايتي».

هلاوز خفافيش كامي ايز هير 😈

أتمنى حافظ على الوتيرة دي بالنشر حماسي للرواية عالي وبالطريق مومنت نار للكوبل حقنا 😭🔥🔥

طبعا كلكم توقعتوا انو الوزير عندو سكري 😂😂 ترا كامي مش كامي إذا ما خلت البطل مريض وعندو ندوب وماضي تعيس 😂😂

I love man in pain
يطلعو هوت جدا 🔥🔥

شو رأيكم بالفصل!

أكثر جزء عجبكم وما عجبكم!

جونغكوك!

مارينا!

يونجون!

جيسو!

ليش عصب يونجون لما تكلمت مارينا عن أمو!

ليش ما ظهرت بالغداء وهل في مشكلة بينها وبين جونغكوك!

تتوقعوا مارينا تقبل بطاقة الائتمان من جونغكوك!

جونغكوك يروح يحضر المنافسة تبعها!

توقعاتكم للجاي!

دمتم في رعاية الله وحفظه 🍃

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top