NO ESCAPE| 06

<لا مهرب>

نشبت بيني وبين يونجون حرب بصرية، وضعت حدا لها حينما ضيقت يده الخناق على كتفي، لم أرغب بأن يبصر الضعف في عيني، ما هي إلا ثوان حتى هسهس بغيظ.

«من الذي تقولين بأننا سنتشاركه؟ هل فقدت صوابك مارينا؟»

رفعت يدي إلى كتفي وفصلت يده عنه إصبعا بإصبع.

«لست صاحبة الاقتراح إن كان لديك اعتراض فلتتحدث بشأنه مع والدك!»

حالما صرت حرة من يده دفعته عني من صدره.

«لا أنوي الرضوخ لاقتراحه على أية حال، ليس وكأنني أتوق لأكون جزءا من حياتك، أعظم أمنياتي أن لا أراك مجددا».

فتح فمه لينفث سمومه لكنني قاطعته ببرود.

«أخبرتك عن سبب مجيئه إلى منزلي يمكنك سؤاله إن لم تصدقني، أما الصورة فلا أدري كيف وصلت إلى الصحافة، والدك مشهور ربما لحق به أحدهم إلى منزلي».

تناءيت عن الحائط دون أن أفسد التواصل البصري بيننا، رأيت يونجون يبعثر شعره بحيرة.

«ماذا عن الوضعية التي كنتما تظهران بها وكأنكما تتبادلان الأحضان أو ربما القبل».

لم أكن مجبرة على التبرير لكنني فعلت كي لا يسيء الظن بوالده.

«شعر بالدوار فجأة لذلك استند علي، ربما كان مريضا ما أدراني أنا؟»

هززت كتفي بلامبالاة في الأخير، ارتسمت علامات الاقتناع على وجه يونجون.

«ما هذه الفوضى بحق السماء!»

ساد السكون لبرهة قبل أن تتخلله نغمة الرسائل الصادرة عن هاتفي، أخرجته من جيب سروالي وقرأت ما بعثته لي جيسو بصمت.

-أحاول الاتصال بك منذ الصباح أين أنت؟ كيف تورطت في فضيحة مع وزير الخارجية؟ أخبريني أن ما يتداولونه غير صحيح!

تجاهلت وجود يونجون بجانبي ونقرت على الحروف بسرعة.

«فلنتقابل بمكاننا المعتاد، سأخبرك بكل شيء».

رفعت عيني عن الشاشة ونظرت إلى يونجون بسخرية.

«والآن فلتعذرني علي مغادرة المنزل لمقابلة صديقتي، لم أسر برؤيتك وداعا».

لعق طرق زاوية شفتيه على إثر شعوره بالاستفزاز وشق طريقه نحو الباب على مضض.

«لن ينتهي الأمر عند هذا الحد مارينا».

لكمت الهواء خلفه بانزعاج ثم أوصدت الباب بعنف.

«سافل».

غيرت المنامة الزهرية التي كنت ألبسها إلى بلوزة زرقاء وسروال أبيض، علقت حزام الحقيبة على كتفي واتجهت إلى المقهى الذي لطالما احتضن لقاءاتي مع جيسو.

لمحتها جالسة إلى الطاولة المطلة على الشارع، يداها تطوقان كأسا من مخفوق الفراولة والقشة عالقة بين شفتيها، جلست على الكرسي أمامها معلنة عن حضوري بصخب.

«كان يومي سيئا جدا».

حررت القشة من فمها وانهالت علي بالأسئلة.

«أخبريني ما الذي حدث معك؟ وكيف وصل الوزير إلى منزلك؟ أيعقل أنه قدم لتهديدك بسبب المنشور؟ ما كان عليك التمادي إلى ذلك الحد!»

التقطت كوب القهوة المثلجة الذي طلبته من أجلي قبل مجيئي وغمست القشة في فمي مرطبة حلقي ثم قلت باستياء:

«أتى بسبب المنشور بالفعل وخضنا محادثة جادة بشأن ابنه، عندما اعتقدت أن الأمور ستصير لصالحي أخيرا تفاجأت بالخبر صباحا!»

رمشت بانفعال بينما أناظر السقف، بعد ثوان جمعت ذراعي على الطاولة وملت نحو جيسو.

«هل من الواضح جدا أن المنزل في الصورة منزلي؟»

أومأت جيسو مؤكدة.

«واضح جدا للأشخاص الذين كانوا هناك من قبل، أعتقد أن الجيران سيكتشفون ذلك بسهولة».

أفرجت عن الإحباط الذي انتابني في تنهيدة.

«كان يونجون في منزلي منذ قليل، حتى هو اكتشف أنني الفتاة في الصورة».

قطبت جيسو حاجبيها لكنها لم تلفظ كلمة، أصغت إلى شكواي بتركيز.

«أتصدقين أن والده اقترح أن يكون وصيا علي؟»

نبست بدهشة.

«حقا؟»

وجهت بصري نحو الحائط الزجاجي وراقبت المارة بشرود.

«باعتقاده ذلك أفضل حل لإبعاد الشبهات عنا بما أن إشاعة مواعدته لقاصر ستؤذي كلينا، ولكننا غريبان عن بعضنا كيف له أن يكون وصيا علي ويعرض علي العيش في منزله؟»

عندما التفت إلى جيسو رأيت محجريها متسعين بصدمة.

«وما الذي قررت فعله؟»

حدقت بالقهوة السوداء تحت الغطاء الشفاف بقلة حيلة.

«لا أدري ما الذي ينبغي علي فعله!»

صمت لوهلة ثم أضفت بنبرة يائسة.

«لو فكرت بمنطقية علي القبول بعرضه لأتفادى المشاكل، كوني تحت وصاية وزير الخارجية أفضل من كوني عشيقته».

انتشلني صوت جيسو المليء بالشفقة من غفلتي.

«حدثت المشكلة بسبب تهورك، لوما نشرت عن تنمر ابنه على الموقع لما جاء إلى منزلك ولما تفجرت شائعة مواعدتكما لكن ذلك يعني أنك ستكونين قريبة من يونجون أيضا».

رغم جميع مخاوفي تظاهرت بالثقة أمامها.

«لذلك لن أتصرف بمنطقية هذه المرة، بالنهاية لا أحد يعرف بأنني قاصر، سينسى الجميع الإشاعة بمرور الوقت».

بعد انتهائنا من تناول المشروب غادرت كل منا إلى منزلها.

كانت الليلة هادئة بدون أونجي، في اليوم الموالي استأنفت الدراسة بشكل عادي، لم يكتشف أحد أنني الفتاة في الخبر، آمنت أن كل شيء سيعود إلى سابق عهده.

حينما رجعت إلى المنزل على الساعة السابعة صدمت برؤية حقيبتي خلف الباب والأغطية البيضاء تغلف الأثاث.

«ما الذي يحدث هنا؟»

دخلت بحذائي بحثا عن أونجي.

«أونجي أين أنت؟»

انبلجت من غرفتها تجر حقيبتها الرمادية ونطقت بنبرة هادئة.

«أنا بانتظارك منذ الساعة السادسة، لماذا تتأخرين في اليوم الذي أكون فيه بحاجة إليك؟»

اعترضت طريقها في منتصف القاعة وأشرت بعيني إلى الأثاث بهلع.

«لماذا المنزل في هذه الحالة؟ وما سبب هذه الحقائب؟ هل سننتقل إلى مكان آخر؟»

ثبتت الحقيبة على الأرض وظلت يدها ملتفة حول مقبضها، الحماس الذي اعتلى وجهها أخافني.

«أنت محقة سننتقل من المنزل ولكننا لن نعيش معا».

لشدة الدهشة التي ضربت صدري ارتعش فكي السفلي، لم يمض وقت طويل حتى استرسلت أونجي بغيظ.

«قابلت وزير الخارجية مساء وأخبرني عن سوء التفاهم الذي حدث وعن العرض الذي قدمه لك، هل أنت في كامل قواك العقلية لترفضي كرمه؟»

ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيها.

«على أية حال عرض علي مبلغا من المال ومنزلا فاخرا في دايجو إضافة إلى وظيفة محترمة لو وافقت على موضوع الوصاية».

كنت متجمدة في مكاني، صوتها يبدو بعيدا جدا وسط ضجة مخاوفي.

«من الواضح أنني وافقت على عرضه، لا يمكنني تخيل المنزل محاطا بالصحفيين الذين يصدقون بأنك عشيقته».

ضحكت بسخرية قبل أن تضيف.

«كم كنت حمقاء لأصدق أن الوزير سينظر إليك».

انزلق حزام الحقيبة عن كتفي ببطء حتى استقرت على الأرض ورمقت الملقبة والدتي ببرود.

«هل تقولين أنك بعتني لوزير الخارجية مقابل مبلغ من المال ومنزل فاخر ووظيفة محترمة؟»

رفعت شفتها العليا بسخرية.

«وهل ظننت أنني سأدعك تحصلين على الجائزة الكبرى بمفردك؟»

فرقت بين شفتي لأشهق بتقطع، كنت مصدومة أكثر من أي وقت مضى.

«ما الجائزة التي تتحدثين عنها؟ هل تظنين أنني مسرورة بالخبر الذي انتشر عني؟ هل سألت نفسك للحظة عن السبب الذي قادني للتورط معه بالدرجة الأولى؟»

قلبت أونجي عينيها بضجر.

«قال شيئا عن المقال الذي نشرته عن ابنه المتنمر أو شيء من هذا القبيل، ولكن لماذا علي أن أكترث؟»

تشاحنت نظراتنا مجددا، برودها ضاعف غضبي فصرخت بصوت مرتفع.

«ابنتك كانت تتعرض للتنمر، هل ذلك كل ما لديك لقوله حقا؟»

ساد التجهم ملامحها بينما تعاينني من رأسي إلى أخمص قدمي.

«كان عليك التعرض للتنمر بصمت إذا، كيف أمكنك التطاول على ابن الوزير؟ ألم تخشي أن يجعل والده حياتنا كالجحيم؟»

أضافت باستنكار.

«فلتكوني ممتنة لأنه يطلب أن يكون وصيا عليك لطمس إشاعة مواعدتكما بدل قتلك لأنك كدت تفسدين مسيرته السياسية!»

تفشى الألم في صدري لكنني منعته من الوصول إلى وجهي، يستحيل أن أسمح لها برؤيتي مهزومة.

«يمكنك المغادرة إن أردت لكنني لن أتزحزح من هنا».

جرت حقيبتها خلفها وتجاوزتني بكل برود، شعرت بكتفها يصطدم بكتفي، كشخص غريب على الطريق لا أمي.

«افعلي ما يحلو لك مارينا».

تركتني واقفة في مكاني وعندما بلغت الباب قالت باستهزاء.

«نسيت إخبارك أنني فسخت عرض الإيجار، يمكنك البقاء حتى تعثر المالكة على مستأجر جديد، لكنني أشك في قدرتك على تحمل الفوضى التي ستعم المكان قريبا».

ألقت ما في جعبتها ثم غادرت المنزل، بقيت واقفة بمفردي بين جدرانه الخانقة أحدق بالفراغ، لوقت أخبرني الألم الذي شعرت به في ساقي أنه طويل.

حينما تحررت من صدمتي سرت باتجاه حقيبتي وجلست مستندة إلى الجدار أضم ساقي إلى صدري، أوهمت نفسي بأني قوية سأتخطى رحيلها بسهولة ليس وكأنني بحاجة إليها، لم يسبق وأن كانت أما لي.

سرعان ما خانتني دموعي وانهمرت من عيني بغزارة، دفنت رأسي بين ركبتي ولم أرفعه حتى صدر عن الباب صرير طفيف يوحي بأن أحدهم قد ولج المنزل.

نظرت إلى الباب بأمل ظنا أن والدتي غيرت رأيها فوقع بصري على هيئة الوزير الراقية، كان جفناي ذابلان من البكاء.

«الوزير!»

حدقت به للحظات قبل أن أنهض بانفعال.

«ما الذي جاء بك إلى منزلي؟»

أذن لخطواته بعبور المدخل مخبئا يديه في جيبي سرواله، تعانق جسده بذلة رمادية أنيقة.

«أعتقد أن والدتك أخبرتك عن اللقاء الصغير الذي جمعنا مساء».

اعتصرت قبضتي بغيظ حاولت الإبقاء عليه حبيس صدري.

«أخبرتك بوضوح أنني غير موافقة على موضوع الوصاية كان عليك القبول بالرفض كجواب، لماذا أقدمت على رشوة والدتي بحق الجحيم؟»

جاهدت غضبي بضراوة كي لا أصرخ بوجهه، توقف أمامي مباشرة بهدوء مستفز.

«وأنا أخبرتك بوضوح أنني لم أكن أسألك عن رأيك، لا خيار أمامنا سوى التعايش مع الوضع!»

دنا مني بخطوة أخرى ما جعل قدميه تلامسان قدمي، بسبب فرق الطول بيننا اضطررت لرفع عدستي لأحدق بوجهه.

«تذكري أنك السبب في كل ما يحدث يا صغيرة».

أمال رأسه نحو كتفه الأيمن ونظراته الحادة تخترق زمردتيّ.

«كانت والدتك أكثر من سعيدة بعرضي كأنها لم تصدق أن أوان التخلص منك قد حان».

اتسعت المسافة بين حاجبي غير مصدقة ما تفوه به.

«ماذا؟»

انفجر الغضب بداخلي فصار صوت تنفسي مسموعا.

«أنت رجل كبير في السن معالي الوزير آدابي لا تسمح لي بضربك لكنني غير قادرة على التحكم في أعصابي!»

رفع حاجبيه بتعجب وقبل أن يستوعب مقصدي أمسكت بقميصه من المنتصف لأنني عاجزة عن الوصول إلى ياقة قميصه وغمغمت بين أنفاسي الثائرة.

«أعلم أنك بحثت عن تفاصيل حياتي، كنت تعرف أن العلاقة بيني وبين والدتي متوترة، كيف سمحت لك نفسك باستغلال نقطة ضعفي لإخضاعي؟ هل تشعر بالرضا الآن وقد هجرتني والدتي أخيرا بفضلك؟»

لم أتعمد لفظ كلماتي مغلفة بالمرارة لكن الحزن عثر على طريقه إليها، ظل الوزير ساكنا يرمقني باستنكار.

«هل يروقك أن تدوس من هم أدنى منك مكانة؟»

حينما ضاق ذرعا بيديّ اللتين تشدان قميصه بوقاحة قبض على معصمي وأبعدهما عنه بخشونة.

«لقد صبرت عليك بما فيه الكفاية يا صغيرة، أحذرك من مد يديك علي مجددا، بالمرة القادمة لن تستعيديها قطعة واحدة».

حاولت تحرير يدي منه بلا فائدة.

«دعني وشأني».

رفض إفلات يدي ما جعلني أهز جسدي إلى الأمام والخلف باهتياج.

«إن كنت لا ترغب بالتعرض للإهانة من قبلي مجددا فلتخرج من حياتي، ألا تفهم أنني لا أريدك أن تكون وصيا علي؟»

صرخ بدوره ملجما لساني.

«هل تعتقدين أنني راغب بالاعتناء بمراهقة ذات سوابق مثلك؟»

دفعني نحو الحائط حتى ارتطم ظهري به وثبت يدي بجوار رأسي معدما المسافة بين جسدينا، كلما ملأ صدره بالهواء لامس صدري.

«لا تنسي أنك قضيت سنة في الإصلاحية، لا يشرفني أن أكون وصيا عليك أيضا، لولا حاجتي لنفي إشاعة المواعدة قبل أن يكتشف الجميع أنك قاصر لما اقترحت ذلك».

أظلمت عيناه وسحقت يداه معصمي.

«حتى والدتك تخجل بك ولم تهدر الفرصة للتخلي عنك!»

قفزت عليه وضربت صدره برأسي دون تفكير.

«كيف تجرؤ؟»

أردت أن أعيد الكرة لولا أنه انحنى إلى مستواي وقيد جبيني بجبينه، صرت عاجزة عن تحريك رأسي.

«لا تعلني الحرب علي يا صغيرة، لن يروقك أن أكون عدوك».

رغم حرارة الغضب في عينيه واصلت التحديق به بجرأة، لم أكف عن تحريك يديّ بين قبضتيه بضيق كأنني عالقة بين الأشواك.

«ليس علينا التمادي إلى ذلك الحد، بعد وقت قصير سينسى الجميع الخبر، هم لا يعلمون أنني قاصر حتى!»

كانت أنفاسه المهزوزة تلفح وجهي وقبضتاه تشتدان حول يدي، عجزت عن إخراج كلامه القاسي من عقلي أشعر بالدموع تغرق عيني.

«كيف استطعت أن تقول لي أن والدتي تخجل بي؟ أنا الوحيدة التي يحق لي أن أخجل بتصرفاتها!»

تدحرجت دمعة على خدي، مسحتها بعنف ثم رفعت رأسي إلى السقف كي لا أبكي.

«لماذا هناك الكثير من الغبار؟»

لابد وأن دموعي أضعفته لذلك ارتخت يداه حول معصمي، سرعان ما سقطت ذراعاي بجوار فخذي، رأيته يمسح على جبينه بندم.

«اكتشف الصحفيون مكان المنزل وكل المعلومات عنك وعن والدتك، كان الخبر سيصدر اليوم بفضل علاقاتي تمكنت من تأجيله لأكسب لنا بعض الوقت».

انقبض حاجباي بدهشة، أخيرا فهمت ما كانت ترمي إليه والدتي، بعد برهة رماني بنظرات حادة.

«ما تزالين تريدين البقاء هنا؟»

تأملت ملامحه الباردة بشرود محتارة في ما علي أن أفعله، حينما طال انتظاره لردي استدار بنية الرحيل قبل أن يفقد صبره، لكنني منعته من ذلك ممسكة بحافة سترته.

«انتظرني، سآتي معك».

مرحبا بالخفافيش الحلوين كامي إيز هير

فرحت لما شفت انو في كتير مستنيين الرواية ان شاء الله يستمر شغفي 😭😭😭

دائما لقاءات الوزير ومارينا مشحونة 😎 علاقتهم رح تكون هوت ترقبو الأحداث الجاية

شو رأيكم بالفصل!

أكثر جزء عجبكم وما عجبكم!

مارينا!

جونغكوك!

يونجون!

جيسو!

أونجي!

هل جونغكوك رح يعيش مع مارينا بنفس البيت!

كيف بتكون لقاءاتهم الجاية وكيف تتطور علاقتهم!

هل يونجون رح يعرف أنها وافقت على الوصاية!

توقعاتكم للفصل الجاي!

دمتم في رعاية الله وحفظه 🍃

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top