MINISTER'S SON| 01
<ابن الوزير>
انتهى الدوام المدرسي منذ ساعة لذلك كان ملعب الرماية فارغا إلا مني ومن صديقتي الوحيدة في هذه الثانوية تشوي جيسو، رغم أنها ليست جزءا من الفريق قدمت لمشاهدتي أتدرب.
نحن في نفس العمر والطول لكنها صبية كورية أصيلة ذات عينين بنيتين وشعر بلون الخشب، أما أنا فهجينة تمتاز ملامحي بمسحة أجنبية، ورثت عن والدي الروسي عيناه الخضراوان الواسعتان وعن والدتي خصلاتها البندقية.
يختزن جسدي زي المدرسة الرسمي داكن الزرقة، متكون من تنورة قصيرة، سترة ذات أكمام طويلة وبلوزة بيضاء إضافة إلى ربطة عنق، لم أغير إلى لباسي الرياضي لأنني أنوي الرحيل قريبا.
إحدى يدي تعانق القوس الأسود العريض والأخرى تشد وتره إلى الخلف وبينهما سهم مصوب نحو الهدف المتربع على مسافة نسبية من مكان وقوفي.
بعد أن اخترق السهم الذي أطلقته مركز اللوح الدائري التفت نحو جيسو المستقرة بجانبي.
«منذ أن صرت أتخيل وجه حبيبك السابق الوغد مكان اللوح قلت نسبة ارتكابي للأخطاء، ليتني قادرة على زرع نصل السهم في قلبه، سحقا له من فتى بغيض» .
طوقت شعري المصفف على شاكلة ذيل حصان بكفي ومررتها على طوله بامتعاض.
«أقسم أنني سأنقض عليه إن رأيته خارج المدرسة اليوم أيضا، بقدر ما أكره قضاء الوقت في منزلي أعترف بأنني ارتحت من تنمره طوال شهريّ العطلة الصيفية».
كنت ألوح بيدي الحرة في الهواء بسوقية لأن غضبي قد بلغ أوجه بسبب يونجون المتنمر الوقح.
«لابد وأنه يمتلك الكثير من وقت الفراغ حتى يأتي خصيصا للتنمر علينا، كأن مدرسة الأغنياء التي ينتمي إليها لا تحتوي على طلاب أدنى منه ليخرج عليهم عقده النفسية!»
أطرقت ذات الخصلات المنسدلة رأسها وفركت أناملها وسطها.
«أنا السبب في كل ما يحدث لنا، لوما واعدت شخصا مستغلا مثله لما انتهى بك المطاف بالتدخل بيننا ولما وضعك ضمن قائمته السوداء أنت أيضا».
كان يونجون حبيب جيسو السابق، عندما أرادت الانفصال عنه بسبب سوء معاملته لها صار يتنمر عليها. لمحته مرة وهو يعنفها خارج مدرستنا، ولأن حس العدالة لدي عال أقحمت نفسي بينهما، وجعلت نفسي عدوته اللدودة.
«كونه ابن وزير لا يعطيه الحق لإذلالك!»
رست يد جيسو على ذراعي والقلق يتلألأ في عينيها.
«لا تستفزيه مارينا، لديه النفوذ الكافي ليمحوك من هذه الحياة دون أن يحاسبه أحد».
ركلت الأرض بقدمي غاضبة من عجزي ثم التقطت من الكنانة المعلقة على كتف جيسو سهما آخر.
«هو من عليه أن يخشاني فهو يعرف ما يمكن لمارينا ڤاسكيز القيام به».
قيدت السهم بين القوس والوتر ورمقت مركز الهدف بانتباه شديد.
«ليس وكأنه لا يعرف أنني خريجة سجن الأحداث متهمة بإخصاء حبيب والدتي السابق، إن أردت إخصاءه فلن يمنعني نفوذ والده من ذلك!»
غمرت الدهشة عيني صديقتي الواسعتين وصرخت في وجهي.
«هل جننت يا فتاة ماذا لو سمعك أحدهم تتفاخرين بإنجازك الإجرامي؟ يكفي أن المدرسة كلها تعرف حقيقتك المظلمة قبل أن يفضحك يونجون على مواقع التواصل الاجتماعي حتى! أنسيت كم عانيت للتأقلم في البداية؟»
كنت مشهورة بماضي الأسود في المدرسة منذ التحاقي بها وما كاد زملائي ينسونه حتى ذكرهم به يونجون على مواقع التواصل الاجتماعي.
«صرتُ الآن مشهورة بين المدارس الثانوية جميعها، الطالبة مارينا ڤاسكيز خريجة سجن الأحداث».
لطخت ابتسامة حزينة شفتي قبل أن يلفظ قوسي السهم نحو الهدف مباشرة.
«كان الفصل الثاني من سنتي الأولى هنا أشبه بكابوس، عجيب هو أمر البشر كيف يحولون الضحية إلى مجرمة حتى إن كانت تحاول الدفاع عن نفسها».
غلفت الشفقة ملامح جيسو التي ربتت على ظهري.
«على الأقل استطعت وضع كل من حاول التنمر عليك عند حده».
في ساحة الماضي تقاتلت ذكرياتي رغم أن الوقت غير مناسب للتحسر.
«كنتِ أنت الوحيدة التي حاولت الاقتراب مني».
رفعت جيسو رأسها بغرور.
«لست من الأشخاص الذي يسيرون مع التيار، لدي معتقداتي الخاصة ومن وجهة نظري ما فعلته بزوج والدتك عقاب مناسب لمتحرش، حكومتنا تحمي مغتصبي الأطفال حتى فما الذي تتوقعينه من شعبها؟»
نفخت وجنتي مستاءة من واقعنا المر في حين اتجهت جيسو نحو اللوح وانتزعت منه السهام التي أطلقتها.
«أظن أن وقت الرحيل قد حان، الألم ينخر قدمي من السير ذهابا وإيابا بحق السماء».
صرخت جيسو كي يصل صوتها إلى سمعي ودحرجت عدستي باستياء.
«تعالي وخلصيني».
حالما حطت جيسو رحالها بجواري أعلن رنين هاتفها عن تلقيها لرسالة ما، محتواها خطف الألوان من وجهها.
«هل أنت بخير جيسو؟»
انتشلت بصرها من الهاتف وبصعوبة نطقت.
«إنه والدي، علي الذهاب إلى المنزل الآن».
أيقنت أن ثمة خطبا ما حين همت بالمغادرة دون منحي عناق الوداع كالعادة، ركضت باتجاه المقاعد الخشبية على اليمين حيث التقطت حقيبتها واختفت عن أنظاري.
تركت معدات الرماية على الأرض ثم حملت حقيبتي ولحقت بها خلسة، كلما شعرت بأنها على وشك الالتفات خلفها لجأت إلى أحد الجدران، أشم رائحة العاهر يونجون.
بمجرد ما عبرت بوابة المدرسة رصدت دراجته النارية مركونة إلى الرصيف أمام الزقاق المحاذي لها، ضاعفت سرعتي خشية أن يؤذي صديقتي واقتحمت الزقاق بشجاعة فإذا به يحاصرها إلى الحائط ويداه ملتفتان حول عنقها.
قبل أن يلاحظا وجودي سحبت الهاتف من جيب سترتي والتقطت لهما صورة، عندما صار الدليل محفوظا لدي جأرت بصوت حانق.
«ابتعد عنها أيها الوغد وإلا قدمت بلاغا ضدك لدى الشرطة».
ارتخت قبضته حول عنقها ونقل بصره إلى محياي.
«كنت أتساءل متى ستظهر فارسة العدالة، ألا تعتقدين أنك تأخرت كثيرا هذه المرة؟»
التوى طرف فمه بخبث بينما يعاين هيئتي بعدستيه السوداوين من رأسي إلى أخمص قدمي.
«تفضلي وقدمي البلاغ للشرطة، لنرى إن كان سيعيرك أحدهم اهتماما ويأخذ الجانب المعادي لوزير الخارجية!»
هزت جيسو رأسها ذات اليمين فذات الشمال بأسارير منقبضة.
«لا تتدخلي مارينا، نحن نتحدث بحضارية فقط لم يقم بمد يده عليه».
لا أحد ينافس مكانتها لدي لكنني أكرهها عندما تتصرف بضعف هكذا وعنادي لا يسمح لي بالتخلي عنها.
«لمعلوماتك يونجون».
استرعيت انتباه صاحب الشعر الفحمي مجددا ثم دنوت من مكان وقوفه ملوحة بهاتفي.
«لقد جمعت الكثير من الأدلة التي تدينك بالتنمر، لدي ما يكفي لأحجز لك زنزانة فاخرة في سجن الأحداث لمدة لا بأس بها، لم تكن تعتقد أنني مجرد لسان ناطق أليس كذلك؟»
لم تختف ابتسامته، كان واثقا بنفوذ والده الذي يجعله يخرج من المشاكل كالشعرة من العجين.
«لا أطيق صبرا لأراك تحاولين».
عندما تناءى بجسده عن جيسو خذلتها قدماها وافترشت الأرضية الإسمنتية بقلة حيلة.
«لكنني لا أستطيع أن أضمن لك سلامتك ولا سلامة حبيبتي السابقة».
هرعت إلى صديقتي بقلق متجاوزة يونجون الذي كان يعترض طريقي وجلست بجانبها.
«انهضي جيسو، فلنغادر هذا المكان».
أومأت جيسو والوهن يسكن جفنيها فنطق يونجون محتجا.
«لم أسمح لها بالرحيل، لقد كنا نتحدث في موضوع هام قبل أن تقاطعينا».
نظر إلى جيسو بينما يهز يده الملتفة حول هاتفه مضمرا نواياه خلف ابتسامة مظلمة، لم أستطع رؤية ما تعرضه شاشته.
«أليس كذلك سو؟»
وقفت أمامه ولفرق الطول العظيم بيننا عجز رأسي عن بلوغ ذقنه، رفعت نفسي على رؤوس أصابعي وحدقت عميقا في عينيه.
«لماذا لا تتقاوى على من هم بحجمك؟ لماذا تصب غضبك المكبوت على الضعفاء؟ إن كنت تعاني من مشاكل نفسية لماذا لا تحتجز موعدا لدى طبيب نفسي؟»
انتهكت مساحته الشخصية متسلحة بنظرات حادة، لا أظن أنها السبب في ارتجاج معالم وجهه.
«إن كنت تعتقد أننا سنلتزم الصمت إلى الأبد فأنت مخطئ؟»
أشاح بصره عن زمردتي مزدردا ريقه ثم دس هاتفه في جيبه ببرود.
«كل ما تفعلينه منذ سنة هو الحديث والتهديد».
ثبت عدستي على هاتفه الذي كان يطل من جيبه، لقد ألهمني فكرة خطيرة.
«أنت محق يونجون».
دون سابق إنذار اختطفت الهاتف من جيبه ودفعته من صدره بقوة، حاول السيطرة على توازنه لكن جاذبية السقوط كانت أشد بطشا منه.
«أيتها...»
أطلق آهة صاخبة حينما اصطدمت مؤخرته بالأرض، في تلك الأثناء قيدت يد جيسو وهتفت بأعلى صوتي.
«فلنهرب على الفور، سنصير لحما مفروما إن أمسك بنا».
كانت جيسو تحدق بتقاسيمه المتصدعة لشدة الوقعة، سكونها أرغمني على جرها خلفي عنوة.
«إلى أين تظنين أنك ذاهبة بهاتفي أيتها العاهرة؟»
استعادت جيسو رشدها وجارتني بخطوات متعثرة، عندما خرجنا إلى الرصيف لمحته بطرف جفني وهو يقوم عن الأرض على أهبة لملاحقتنا.
أعتقت كف صديقتي ودخلت إلى قائمة اتصالاته الحديثة، لم أكن بحاجة لإدخال كلمة المرور فقد أخذت منه الهاتف مفتوحا وواصلت لمسه كي يبقى كذلك.
«لم يكن عليك أخذ هاتفه منه، هو من النوع الذي يزيد حقدا إذا تحديته، ما الذي تريدين فعله؟»
ما انفكت جيسو تلومني على تهوري، لكنني كنت مشغولة بمحاولة حفظ الرقم المدون باسم «والدي»
«اصمتي قليلا جيسو، سوف أضعه عند حده لمرة واحدة وإلى الأبد، لا يدري مع من يعبث».
أتاني صوته الحانق من دبر بينما يتخلل المارة بأقصى سرعة.
«مارينا توقفي على الفور، إن أمسكت بك فسوف تكون نهايتك على يدي».
أغمضت عيني ورددت الأرقام بصوت مرتفع، كنت ألهث بشدة كذلك جيسو.
«اللعنة هو غاضب جدا، نحن هالكتان لا محالة».
لم أستطع التركيز مع الطريق حتى أنني اصطدمت بكتف أحدهم، تخطيته بلا مبالاة ما جعله يطلق وابلا من الشتائم.
«مارينا يونجون على وشك الإمساك بنا».
لم يكن يفصل بيننا وبين يونجون الكثير بالفعل، لحسن الحظ لمحت حافلة على وشك الانطلاق، وخاطبت صديقتي بأنفاس مضطربة.
«جيسو الحافلة، لا يهم حتى وإن لم تكن ستتوقف في محطة قريبة من منزلينا، يمكننا تغييرها لاحقا».
صعدنا الحافلة أخيرا، جلست بجوار النافذة وجلست جيسو بجواري مائلة بجسدها نحو ركبتيها تحاول التقاط أنفاسها، رغم شوشرة الركاب لم أكن أسمع سوى سيمفونية لهاثنا المهتاج، حالما أقلعت الحافلة رميت الهاتف من النافذة.
رأيت يونجون من الزجاج الخلفي وهو ينحني لينتشل هاتفه من الأرض، استقام بسرعة وقصفني بنظرات مميتة، كانت الحافلة قد ابتعدت لن يستطيع اللحاق بها مهما ركض.
قبل أن أنسى رقم والده نقلته على هاتفي.
«ما الذي يدور في ذلك العقل؟ لا أدري لماذا أشعر بالخوف مما تخططين له!»
التحفت شفتاي ابتسامة شريرة.
«سأخبر والده عنه».
جحظت عيناها وحاولت أخذ الهاتف مني.
«هل فقدت صوابك؟ أخبريني أنك لست جادة! أنسيت أن والده هو وزير الخارجية؟ ماذا لو كان رجلا فاسدا من النوع الذي يقتلع الأعشاب الضارة إن نمت في طريقه!»
احتدت نظراتي بينما أنقر على لوحه المفاتيح بإصرار.
«سأجعل أرضه غير صالحة للزراعة».
عندما انتهيت من الكاتبة ضغطت زر الإرسال بلا تردد.
<أخذت رقمك من هاتف ابنك، هو يتنمر علي وعلى صديقتي منذ سنة وقد ضقت ذرعا به، إن لم تبادر بتأديبه فسأنشر جميع الأدلة التي جمعتها على مواقع التواصل وأشك في أنه سيكون المتضرر الوحيد>.
أضفيت الصورة التي التقطتها منذ قليل حتى يصدقني ثم طرحت يداي على فخذي متنهدة بارتياح.
«أشعر أنني استعدت كرامتي أخيرا».
أسدلت جفني لأنعم ببعض السكينة فسرقت جيسو الهاتف من يدي وقرأت رسالتي المتهورة.
«أنت مجنونة مارينا، أنصحك بالمبيت في منزلي الليلة، أخشى أن أستيقظ صباحا لأكتشف أنك صرت من المفقودين».
لفظت زفرة متهكمة، حياتي ليست ثمينة لأخشى أن أفقدها.
«لن يفعل لي شيئا».
فجأة شهقت جيسو بدهشة وراحت تهزني من كتفي.
«يا إلـهي لقد أجاب».
فتحت عيني على وسعهما واستعدت الهاتف من حوزتها، أخفيت توتري خلف ملامحي الجامدة، اعتقدت أنه سيرد بتهديد ما خطه لي صدمني.
<قابليني غدا في مكتبي بوزارة الشؤون الخارجية>.
هلاوز خفافيش 💋
زمان ما حدثت هون حاسة بغرابة ومو عارفة شو المفروض قول 😂😂😂
المهم دي البداية أتمنى يكون كلشي بالفصل مفهوم وما في تعقيدات بالأحداث أو السرد
قدموا الحب للرواية حتى أستمر فالتنزيل
الفصل الجاي بيكون بعد 200 فوت
شو رأيكم بالفصل؟
أكثر جزء عجبكم وما عجبكم؟
مارينا؟
يونجون؟
جيسو؟
كيف تتوقعو يمر اللقاء بين جونغكوك ومارينا؟
تتوقعوا يحاول يعالج مشكلتها مع ابنو أو يهددها؟
يونجون
جيسو هو اسم ليا الحقيقي
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top