Chapter •36•
...
دخل لمنزله ليلا يحمل بعض المشروبات ثم توجه و بيده ذلك المنديل و القنينة، إتجه حيث يخبئها عن العالم ليبدأ بفتح الباب فرفعت رأسها بعدما كانت تضعه على ركبتيها اللتان تضمهما لصدرها.
هي لم تتوقع عودته، لأنه إختفى يومين آخرين و ظنت أنه رحل و تركها تموت هناك و لن يعود مرة أخرى.
نظرت له بصمتٍ دون أن تتكلم و بالفعل لم تكن تستطيع رؤية ما يفعله بشكل واضح بسبب الظلام الدامس غير أنه إقترب منها أكثر.
رائحة المخدر كانت قوية جداً و إزدادت قوة عندما أصبح المنديل المبلل يلامس أنفها لتغط في نومٍ عميق.
نزل ليقوم برفعها ثم خرج من ذلك المكان، وضعها على الأرض ثم رمى المخدر و المنديل به ليغلق الباب خلفه.
نظر لها ببرود ليضع يداه بجيوبه ثم توجه نحو المطبخ، فتح أحد الأدراج ليخرج حبلا و عاد ليقف أمامها.
"الممثلة و العارضة راين وُجدت مشنوقة بأحد البنايات، سبب الوفاة؟ إنتحرت لأنها لم تتحمل كل ما حصل معها... جميلٌ جداً، مُعجبيك بالتأكيد سيكونون في حالة من الصدمة و الحزن لأنهم سيكتشفون أنكِ توفيت و أنتِ مظلومة"
همس بخفة و هو يرتدي تلك القفازات السوداء الجلدية بينما يحدق بها بإبتسامة ثم نزل ليحملها على أحد كتفيه.
فتح الباب بيدٍ بينما يمسك قدميها المتدليتان بيدٍ أخرى لينظر يميناً و يسارا ثم فتح باب السيارة و وضعها في الداخل بعد أن رمى الحبل بجانبها.
ركب سيارته ثم تحركَ بعيداً بها إلي حيث يخطط للتخلص منها!
...
هاجيمي كان يجلس بغرفة أخته و يشاهد صورها، أيامٌ عديدة مرّت و لا خبر، يتصل الشرطة عندما يجدون جثة أحدهم و يهرعون لكنها لا تكون راين، و الهاتف يرن بأصواتٍ كاذبة طوال الوقت.
فتح حاسوبها حتى يرى صفحتها و آخر تحديثاها ليجد أنها منذ تلك الصور التي تخص كواليس الفلم الذي صورته لم تضع شيئاً آخر و هو بدأ بقراءة تعليقات الأشخاص المستاءين مما حصل معها.
رنّ هاتفه فجأة ليجد رقماً مجهولا لذا هو تجاهله حتى توقف عن الرنين ثم عاد ليرّن مجدداً فأغلق هاتفه.
وصلتهُ رسالة من نفس الرقم فعقد حاجبيه ليحمل الهاتف و يقرأ الرسالة
"هل يمكنك الخروج قليلا أو النظر من النافدة؟"
إتجه نحو النافدة الخاصة بأخته ليجدها فتاة الأرجوحة كما أطلق عليها، هي كانت تحدق بنافدة غرفته تنتظر ظهوره من هناك بينما تحمل كيسا بيدها.
هي كيف تملك رقمه، و تعلم بغرفته و حتى مكان تواجد منزله؟
لمحته يحدق بها لتقوم بتعديل غرّتها ثم لوحت له بإبتسامة متسعة مشيرة له بالخروج.
عاد للكرسي يحملق في الفراغ، هل ينزل أم يتركها هناك حتى تذهب و حسب؟
هو عاد لمشاهدة صور أخته و تركها هناك تنتظر مطولا و عندما عاد للنظر من النافدة وجدها قد جلست على عتبة الباب و لا تزال تنتظره.
زفر الهواء ليخرج من الغرفة و إلتقى بوالده في الطريق لكنه تجاهله ليفتح الباب و يتجه نحوها.
وضع يده حول معصمها حتى يجعلها تقف ثم إبتعد عن باب المنزل لأن والده كان ينظر من النافدة
"أخبريني من تكونين؟ كيف علمتِ بمنزلي و رقمي و حتى غرفتي، هل يعقل أنكِ مُلاحِقة؟"
إنفرجت شفتاي الفتاة لتهز رأسها و تجيب في حين أن غمازاتها بكلتا وجنتيها تظهران كلما حرّكت شفتيها.
"أردت إعادة هذا لك، لقد سقط منك المرة الماضية و لحقتُ بكَ حتى أعطيه لك لكنك دخلت للمنزل، رأيتك هناك لذا ظننتُ أنها غرفتك، لكنك لم تخرج و لم أستطع الدخول للمنزل لأن الوقت كان متأخر"
مدّت ذلك السّوار نحوه ليعقد حاجبيه و ينظر نحو يدها الممدودة نحوه، مدّ يده ثم أخده منها ليبلل شفتيه، هو شعر بالإحراج تحت نظراتها و عينيها اللتان تلاحقان كل حركة يقوم بها بأعين مبتسمة.
"هل تريد بعض العصير؟"
أردفت بينما تهز الكيس الذي بيدها مصدرة صوت خشخشةٍ ليرفع نظره و يبتسم بسخرية
"عصير؟ بنظرك هل العصير هو الأنسب بهذا الوقت؟ أختي مختفية منذ فترة و لا نعلم إن كانت ميتة أو على قيد الحياة و أنتِ تطلبين مني شرب العصير؟"
"هاجيمي؟ هل هذه صديقتك؟ دعها تدخل لا تقفا في الباب هكذا، تفضلي عزيزتي"
أردف والد هاجيمي و هو يفتح الباب لتنظر الأخرى من خلف هاجيمي لأنه كان يحجب الرؤية عنها، بعدها هي إبتسمت و إنحنت لتردف
"مرحبا، كيف حالك سيدي؟"
"آوه نارومي؟ تعالي أدخلي"
أردف والده بنبرة متفاجئة و كأنه يعرفها لذا هي توجهت بسرعة نحو الباب ليقلب الآخر عيناه و يستدير حتى يلحق بها.
دخلت للمنزل بعد أن نزعت حذائها لتجلس و يجلس والد هاجيمي قائلا
"كيف حالك؟ و كيف حال والدك؟"
"هل تعرفان بعضكما؟"
وقف هاجيمي بينما ينظر لهما عاقدا ذراعيه لصدره ليردف والده
"نارومي هي إبنة الصيدلاني، ذهبت لأخد بعض المسكنات و هي قامت بقياس الضغط لي، إنها فتاة جيدة حقا لأنها تساعد والدها في العطلة بالصيدلية"
إبتسمت بينما تفرك أصابعها و صوت الكيس البلاستيكي يصدر صوت خشخشة لأنها تحرك يديها فأكمل والده ناظراً نحوها
"لم أكن أعلم أن هاجيمي لديه صديقة مثلك"
"هي ليست صديقتي، إن أنهيت حديثك غادري"
إستدار ليذهب فحدق بها والده بإستغراب و أردف مشيراً نحو إبنه
"هل تشاجرتما أو شيئاً من هذا القبيل؟"
إبتسمت بينما تهز يديها، هي كثيرة الإبتسام!
"هو محق، نحن لسنا أصدقاء، إلتقيته
بالصدفة في الحديقة و أردتُ إعادة السوار الذي أسقطه له لذا أنا هنا"
"لكنكِ تدرسين في نفس مدرسته، و أعتقد أنكما في نفس الصف، من المستحيل أنه لا يعرفك و أنتما بنفس الفصل!"
"هو لديه أصدقاءه المقربون، و لا أعتقد أنه قد لاحظ وجودي يوماً لأنني لا أتحدث كثيراً و وجودي كعدمه تقريبا"
قهقهت بآخر كلامها لينظر لها بخيبة أمل، هو فكّر فيما على ما يبدو أنها تحاول أن تتقرب من هاجيمي و تكون صديقته لكن الآخر غير مهتم بالأمر.
"ماذا لديك هناك؟ هل هذا عصير، لن تمانعي إن تشاركناه معا؟"
رمشت عدة مراتٍ لتحدق بالعصير و تهز رأسها ثم مدت له إحدى العلبتين لتتسع عيناه
"آوه، إنه بنكهة الثوث و العنب، عصير هاجيمي المفضل"
نظر لها نظرة خاطفة ليجدها تحدق بعلبة العصير الخاصة بها، رفعت رأسها فجأة لتردف
"أتمنى أن تجدوا راين بأقرب وقتٍ ممكن، و أن تكون بخير، أنا سأذهب الآن عِمتَ مساءً"
وقفت دون أن تسمع منه لأنه تذكر إبنته و أن الشرطة أخبرته أنهم قريبون جداً من إيجادها، هي إرتدت حذاءها فتحت الباب و خرجت عائدة للصيدلية لتجد والدها يقف في الباب بقلق
"أبي، أنا هنا"
أردفت و هي تتقدم نحوه ليتنفس الصعداء و يحتضنها ثم أردف
"أين تذهبين نارومي، هيا تعالي لتناول أدويتِك هل أكلتِ شيئاً"
هزت رأسها نافية لتحيط خصره بيديها ثم دخلت معه نحو الداخل.
...
وصل لذلك المبنى المهجور الذي توقف به البناء و الذي لا أحد يعيش هناك بسبب الشعاع الذي أصاب سكان تلك المنطقة لينظر حوله.
هي بدأت بالإستيقاظ لكنها كانت شبه غائبة عن الوعي، تفتح عينيها لثانية ثم تعود لإغلاقهما بسبب الثِقل الذي تشعر به بكل أنحاء جسدها.
كانت تشعر أن رأسها ثقيل بشدة لدرجة أنها لم تكن تستطيع رفعه قليلا حتى!
"ها قد وصلنا، لا أعتقد أن أحدهم سيتمكن من إيجادك بهذا المكان إلا بعد أن تتحلل جثتك، هذا مشوّقٌ جداً،"
فتح باب السيارة ليسحبها من قدميها، هي كانت ترتدي ملابسه التي وجدتها بذلك القبو، العديد من الملابس التي تخلص منها لأن شكلها و ألوانها مزعج بعض الشيء، و هي كانت تغير ملابسها بتلك الملابس.
لحسن الحظ أن هناك حماما صغيراً بذلك القبو كانت يتركها تذهب له عندما تحتاج لذلك، لكن الآن، هو سيتخلص منها و من وجهها المزعج بالنسبة له.
بدأت تهمهم عندما رفعها ليبدأ بالصعود نحو السلالم التي تؤدي نحو الأعلى بينما يضع سيجارته بين شفتيه
"سُحقاً لك عليّ صعود كل تلك السلالم اللعينة"
توقف بينما يستجمع أنفاسه ليرمي آخر قطعة من سيجارته بعيداً بإنزعاج ثم أكمل طريقه إلى أن وصل للسطح الغير مكتملٍ بناءه.
وضعها على الأرض حيث أغراض البناء و الأتربة ليحدق بالعمود الذي يوجد على حافة السطح، أخد الحبل الذي بيده ثم بدأ يلفّه حول ذلك العمود حتى تدلى نحو الأسفل.
إبتسم بجانبية ليتجه نحوها و يمد قبضته قائلاً
"هل لديك أيُّ كلماتٍ أخيرة قبل وفاتك أيتها الضحية؟"
نظرت له لفترة و قد أغرورقت عيناها بالدموع لتردف
"هل حقا لم تعُد تتذكرني؟ نسيتَ بهذه السرعة ما مررنا به سوية؟"
أردفت بهدوء ليقلب عيناه و يجيب بملل
"آه أنا أكره الثرثارين كثيراً، لم عليكِ أن تكوني-"
"أنت؟ و من تكون حتى يكون لكَ وجود حتى، شخصية غير حقيقة؟ مجرد نكرة، هل صدقت نفسك كونك شخصا؟ هيا دعه و شأنه اللعنة عليك"
قامت بدفعه بعد أن إستجمعت قواها ليسقط أرضاً وقد إلتفّ حول نفسه و أغلق أذنيه
"أصمتي، قلتُ أصمتي!"
"جونغداي ليس شخصاً ضعيفا، هو تحملك طوال هذه الفترة و متأكدة أنه يسمعني و سيعود كما كان سابقاً و أنت سيهزمك للأبد"
رفع رأسه لينظر لها بحدة فصنعت معه تواصلا بصريا، هو كان على وشكِ البكاء قبل قليل و الآن الشخص الذي إختطفها ظهر مجدداً و يبدو أنه أكثر شخصية مسيطرة مقارنة بالأخرى.
"ماذا؟ أعيدي ما قلتيه أنا لم أسمعك جيدا!"
"جونغداي... جونغداي أرجوك لا تدعه يسيطر عليك أكثر من الازم"
بدأت تعود للخلف و هي تنظر له دون أن تنتبه أنها تقترب من الحافة أكثر فأكثر بينما يتقدم نحوها.
"مع من تتحدثين أنتِ؟ مع ذلك الضعيف المثير للشفقة؟"
"أنت الشخص المثير للشفقة هنا! جونغداي هل تسمعني، هيا ما الذي تنتظره يمكنك فعلها!"
صرخت بأعلى صوتها فتوقف الآخر مكانه ليبدأ بالضحك بصوتٍ مرتفع و هو لا يزال يتقدم نحوها و هو مصمم على دفعها للخلف...
"لا تحاولي عزيزتي، و كأنك تُشعلين ناراً في قاع البحر"
ضمت قبضة يدها و دقات قلبها كانت ترتطم ببعضها البعض بقوة كبيرة، يكاد تنفسها الغير منتظم على التوقف، إستجمعت ما لديها من قوة و جرأة لتردف
"أنا أحبك جونغداي، هل تسمعني؟ لقد قلت أنني أحبك و لن أكرهك مهما حاولت، لن ألومكَ على مرضِك و لن أنساك، أنا أريد مساعدتك أعدك بذلك، أرجوك عُد إلى رُشدك"
صرخت بصوتٍ عالٍ فتوقف الآخر مكانه مجددا و أنزل رأسه لتختفيَ إبتسامته، هو بدأ يرفع يده بتردد حتى يضعها على رأسه بينما إحدى عيناه ترمش، و عندما تقدمت نحوه و هي ترتجف بشدة رفع رأسه و بدأ يضحك لأنه قام بخداعها.
"غبية!"
إتسعت عيناها بشدة لأنه مدّ ذراعيه حتى يدفعها من ذلك المكان لكنه سقط على ركبتيه و أمسك رأسه بقوة بعد أن أغمض عيناه.
"جونغداي"
أردفت بخوفٍ و نبرة باكية لينزل رأسه أكثر بألمٍ و كأنه يقاوم نفسه أكثر
"أ... أهربي"
أردف بصعوبة ثم صرخ دون أن يرفع رأسه لتقترب أكثر لكنه صاح بوجهها بصوتٍ مرتفع
"قلتُ أهربي الآن، هيا إرحلي راين"
"لكنني-"
"أرجوك... خدي السيارة و إذهبي"
همس بصعوبة لتهز رأسها بغير تصديق بينما تبكي بشدة، هو طلب منها الذهاب، أخبرها أن تهرب، لكنها لا تريد و إن بقيت هنا من الممكن أن تموت لأنها فرصتها الوحيدة.
عادت للخلف بتردد لتذهب و هي لا تزال تعلّق نظرها به، تشعر و كأنها تترك قطعة منها و تذهب بعيداً عنها، و كأن جسدها يطالبها بالعودة.
هي وعدت نفسها أنها ستساعده على التحسن و العلاج، تريد الوقوف بجانبه حتى يصبح أفضل و أفضل، توقفت مكانها تحدق به بحزنٍ و ذعرٍ لكنها حاولت التخلص من خوفها..
عادت له راكضة لتجلس أرضاً و قامت بإحتضانه بقوة، هي شعرت بجسده يهتز بشدة فقام بدفعها ليصرخ
"إذهبي و اللعنة!"
وضعت يدها على شفتيها لتقف و تنزل بسرعة من ذلك المكان ترتدي الجوارب و حسب دون أي حذاء، توقفت لتنظر نحو الأعلى لفترة قصيرة ثم ركبت السيارة لترحل و هي تبكي بشدة...
منذ ذلك اليوم، و الأسبوع، و الشهر، و حتى السنة، لم ترى جونغداي مرة أخرى...
يُتبع...💓
عااااااا 😭😭😭💓💓💓 قلبي يرفرف من البارت الجاي
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top