Chapter •21•

طاطاطاطاطا
-صوت ركض- -تدفع الباب بقوة ترمي التشابتر و تهرب لتطعم سيمبا لأنه يصرخ-


•••

مر الليل ببطئ شديد، راين طلبت من حراس والدها الذهاب للبحث عن هاجيمي، بالنهاية هو كان موجوداً بمقهى الألعاب، رفض التحدث معها و دخل لغرفته مباشرة ثم أغلق عليه الباب.

رغم أنه لم يسأل عن حالها لكن وجوده بالمنزل و أمام عينيها جعلها ترتاح قليلا، في الغد هي لن تذهب للمدرسة و بعد غد أيضاً حتى تتعود على إصابتها، لذا قررت أخده خارج المنزل في نزهة حتى تتحدث معه و تُصلح الأمور بينهما.

إستدارت عدة مرات في سريرها و بالنهاية غطت نائمة.

..

إستفاق بالصباح، قام بغسل شعره و جهز فطوره ثم إرتدى ملابسه و حمل حقيبته إستعداداً لأول يوم في العمل.

لكن قبل ذلك، ألقى نظرة من نافدته عليها، الستائر لا تزال تغطي الزجاج و هذا يعني أنها نائمة.

لكن فور خروجه من باب المنزل هو كان مُخطِئاً، لأنها كانت تتوجه نحو حاوية القمامة حتى ترمي الكيس بها.

ركض مُسرعاً نحوها و أخد منها الكيس جاعِلا منها تتفاجئ حتى رفعت نظرها لترى من، هي إبتسمت بهدوء و اردفت قائلة

"صباح الخير جونغداي"

قام برمي الكيس في الحاوية و نفض يديه ببعضهما البعض ثم أجابها يبادلها الإبتسامة

"صباح الخير، كيف حال قدمك؟ لا يجب عليك التحرك كثيرا"

زمت شفتيها و قد رفعت كتفيها لتردف

"تعلم، إنها المسؤولية، لابد لي من تجهيز الفطور لهاجيمي و الغداء أيضا"

كان جونغداي ينظر لها و هي تتحدث لكنه إنتقل بنظره للخلف عندما لمح هاجيمي يخرج من الباب و هو يحمل حقيبة ظهره على كتف واحد.

توقفت راين عن الكلام و إستدارت لتتسع عيناها بشدة و تردف محاولة اللحاق به

"مهلا هل أخدت علب الطعام؟"

"إحتفظي بها لنفسك"

أجاب بهدوء دون النظر لها لتتقدم نحوه أكثر لكنها كانت على وشك السقوط فمد جونغداي ذراعه حتى تستند عليه قائلا بهدوء

"على مهلِك"

"هاجيمي تعال إلى هنا!"

صاحت خلفه لكنه كان قد إبتعد و هذا جعلها تبتلع غصتها، أدارت وجهها للجعة الأخرى و مررت طرف كمّ القميص على عينيها حتى تمسحهما قبل أن تنزل أي دموعٍ تظهر رقة قلبِها تجاه أخيها.

"لا أعلم لِما يعاملني بهذه الطريقة"

إهتزت نبرة صوتِها قليلا فتنهد الآخر و ساعدها على العودة إلى الداخل

"قد يكون لديه أمر ما يقلقه، إمنحيه بعض الوقت هو بالتأكيد سيخبرك"

قامت بهز رأسها موافقة ثم أشارت له بالإنتظار مكانه و توجهت نحو المطبخ لتعود بعد ثوانٍ معدودة و هي تحمل علب الطعام بيدها.

"هذه لك"

مدتها نحوه قائلة فنظر لها بإستغراب، تلك كانت علب الطعام الخاصة بهاجيمي

"لكن.."

"لقد تعبت من أجل تحضيرها، هو لا يستحقها! أصبحت لك الآن"

نظر ليدها بتردد بينما هي تصر على إعطائها له، لذا لم يرفض البتة، الطعام الذي تعده هي لذيذ على أي حال.

"شُكراً لك، سأعيد العلب بالمساء"

"لا داعي للشكر كانت ستبقى على أي حال، أتمنى لك يوماً جيدا في العمل"

رفعت قبضة يدها حتى تشجعه ففعل المِثل و قهقه بخفة ثم غادر لتغلق هي الباب، وقف ينظر للعلب و لم يستطع منع نفسه من الإبتسام بشدة.

جلست على الأريكة و وضعت عكازها جانباً، لوهلة تذكرت أنها لم تتصل بساتو حتى تسأل عن حاله لذا أخدت هاتفها حتى تسأله.

..

لم تكن حصص الصباح صعبة على جونغداي فقد تأقلم بسرعة مع الطلاب لأنهم كانوا متشوقين لمعرفة الكثير عنه و عن موهبته كما أنهم أحبوه بشدة و هذا جعله يزداد ثقة بنفسه.

حان موعد الغداء و طلب من الصف الذي قد دخل عنده أن يذهبوا لتناول الغداء، لكنهم رفضوا لأنهم يريدون البقاء معه و الجميع أخرجوا علب طعامهم حتى يتناولوا الغداء معه.

"معلم جونغداي، ما الطعام الذي لديك على الغداء؟"

أردف أحد الطلاب بفضول جعل جونغداي يحملق في عُلبِه بشرود، هو حتى لا يعلم المكونات الموجودة بِه فكيف سيعلم؟

قهقه بخفة و قد إمتدت أصابعه نحو عيدان الطعام ليردف

"لا أعلم في الحقيقة، لقد حصلت على الغداء من شخص، هل يمكنك أن تخبرني بنفسك؟"

أمال رأسه قليلا ينتظر رداً فوقف البعض بفضول و إلتفوا حوله

"وآه، إنه معد بعناية"

"توجد براعم الخضار أيضا، هل أعددته فتاة؟"

رمش عدة مرات فنظر له الجميع بإنتظار الجواب لذا هو حك رقبته بإحراج و أردف

"كيف علمتِ ذلك؟"

"طعام معد كهذا، يدل على أن من قام بطبخه يحب الشخص الذي سيهديه له كثيراً يخاف عليه و يريد أن ينمو بشكل صحي، هذه لغة الطعام معلمي!"

أردف طالبٌ آخر فأعاد جونغداي النظر للعُلب بشرود، هو تذكر كلامها في الصباح عن هاجيمي و شعر بالأسف تجاهها.

"هل أعدته لك حبيبتك معلم جونغداي؟"

أيقظته الطالبة بكلامه و على شفتيها إبتسامة جانبية جعلت الجميع يبتسم أيضاً لكنه حمحم و ضرب على مكتبه قائلا

"ما هذا الكلام، تتحدثون بهذه الطريقة و أنتم بهذا السن هيا فليعد الجميع لتناول غدائه قبل أن نبدأ الدرس"

"حاضِر!"

أردفوا بصوت واحد محمل بالحماس و قد تفرّقوا و عادوا لأمكنتهم، أما هو، فجلس يتلذذ بذلك الطعام الذي لا يُقاوم.

..

Raiden pov:

لقد رُزِق ساتو بتوأمين، و أنا حقا سعيدة من أجله لأنه كان يتمنى ذلك بشدة، أخبرني أنه سيجلس مدة عن العمل لأن الإعتناء بالتوأم أمر صعب على زوجته لوحدِها و أنا أتفهم قراره.

طلبت من الوكالة إرسال سائق لي حتى يوصلني للمدرسة بالسيارة لأنني لا أملك رخصة سياقة بعد، و هم وافقوا و لم يتأخروا بالرد لأنني كنت بحاجة للذهاب و شراء هدايا لزوجة ساتو و طِفليها.

جهزت نفسي و صعدت السيارة ثم توجهت حتى أقتني بعض الهدايا و قد أخد ذلك مني وقتاً لأنني وجدت صعوبة في الإختيار لذا هاتفتُ كينجي حتى يقترح علي بعض الهدايا و قد ساعدني كثيرا.

لا أملك رقم جونغداي لذا أظن أن علي طلبه منه لأننا أصدقاء و قد أحتاج رقمه.

لاحظت عند تسوقي أن بعضاً من حراسِ أبي يُراقبونني لذا تظاهرت بعدم رؤيتهم و أكملت تسوقي بعد أن إشتريت بعض الفساتين الجميلة التي كانت قد أصدرت للتو.

عدت للمنزل و أحضرت معي كعكة الكريمة و بعض العصير حتى أخرج للتنزه أنا و هاجيمي عند الساعة الرابعة لأنني سأمر لأخده من مدرسته.

أردت أن أتحدث معه فيما يزعجه أو أعتذر له إن كنت قد إرتكبتُ أي خطأ في حقه دون قصد مني، و قد جهزت مكانا جميلا أعتقد أنه سيعجبه.

بعد أن عدت من منزل ساتو و تعرضي للتوبيخ لأنني أتيت بقدمي المصابة، أسرعت في تجهيز ما يخص النزهة أنا و السائق ثم ذهبنا لأخد هاجيمي من المدرسة.

إنتظرت خروجه مطولاً لكنه لم يظهر لأن الجميع كان قد خرج، ترجلتُ من السيارة و ذهبت لحارس البوابة حتى أسئله عن هاجيمي.

و كان جوابه كالصاعقة التي نزلت علي، أخبرني أنه تشاجر في الصباح مع مجموعة من الطلاب و خرج لكنه لم يعد.

لم أستطع منع نفسي من الصراخ عليه و على إدارة المدرسة، لم يكن عليهم تركه يذهب ماذا إن حدث مكروه له، هو بالتأكيد قد تأذى من قبلهم و غادر هكذا.

أمسكت هاتفي و يدي ترتجف بشدة لأحاول الإتصال به، كنت على وشكِ البكاء لأنهم لم يفعلوا شيئا و إستمروا في النظر لي بخيبة أمل.

"هاجيمي أين أنت؟"

عادت إلىّ الحياة عندما أجاب على هاتفه، كنت خائفة بل متأكدة من أنه لن يرد بسبب أنه غاضب مني لكنه أجابني بردّ لم أتوقعه.

"إلى متى ستستمرين في اللحاقِ بي و السؤال عني، هاجيمي أين أنت هاجيمي إفعل هذا، هاجيمي لا تفعل ذلك، توقفي عن أخد دور الأم لأنك فاشلة في ذلك"

أغلق الخط بوجهي بعد إنفجارِه ذلك.

لم أتجرأ على قول كلمة أخرى لأن لساني إنعقد بالفعل!

و بين مشاعر الحزن و الدهشة و محاولتي في إستعادة أنفاسي، بدأ هاتفي في الرنين بين يدي و أنا رفعته لأُجيب دون أن أرى الرقم أو المتصل.

"راين كيف حالك؟"

أطلقت تنهيدة مطولة بسبب أني كنت أحبس أنفاسي، كان الصوتُ مألوفاً جدا بالنسبة لي، إنه هو.

الذي يتحدث و تشعر من صوته أنه يبتسم حتى دون أن تراه، جونغداي!

"جونغداي.."

أردفت بهدوء فهمهم لي كإجابة رددتُ عليها بسؤال واحِد

"هل أنهيت جميع حصصك؟"

End pov.



Jongdae pov:

بعد إنهائي لحصص اليوم، جلست لأشرب بعض القهوة مع مدير المدرسة السيد تشوي.

تحدثنا كثيرا بحديقة منزله بعدها أخبرته أنني سأذهب، لكن قبل ذلك أخدت منه رقم راين من سجل المدرسة حتى أتصل بها إن كان بحاجة لشيء ما من السوق لأنني أمر منه.

بعد أن أجابتني لم تعجبني نبرتها حقا خاصة عندما إستقبلت مكالمتي بتنهيدة و كأنها تعاني من مشكلة ما.

تفاجأتُ عندما أخبرتني أنها ستمر لأخدي إلى مكانٍ ما و بدأت العديد من الأسئلة تدور في رأسي.

لمَ أنا؟ أعني، هي من طلبت أن نكون أصدقاء و تبدو لي و كأنها تحاول جاهدة أن تكون صديقة جيدة لي، لكنني لا أريدها أن تجبر نفسها على ذلك، لا أريد أن تبدو و كأنها مرغمة على التصرف معي كصديقة.

هي أغلقت الخط بوجهي عندما علِمت مكان وجودي و أنا حقا لم أعلم ما علي فعله، المدير أخبرني أن أذهب و أسمع ما تريده ربما هي تعاني من شيء ما حقاً و تحتاج المساعدة لذا بالتأكيد لن أرفض.

سمعت صوت السيارة في الخارج فوقفتُ لأقوم بتوديع المدير تشوي ثم خرجت لأجد الباب مفتوحا.

صعدت و وجدتها تحدق بشرود في النافدة و إلى جانبها سلة كالتي يأخدونها بالنزهة، هي كانت ترتدي فستانا بلون الكرز و حذاء أبيض و صففت شعرها بكلا الجهتين على شكل ظفائر، واحدة على اليمين و الأخرى على اليسار و لا ننسى الغرة التي تغطي جبينها.

"راين؟"

إستدارت بتفاجؤ ثم رمشت أكثر من مرة و عدلت غرّتها تلك لتصطنع إبتسامة ظهرت لي أنها شاحبة.

"هل أتيت، كيف كان يومُك؟"

دخلت لأجلس مقابلاً لها و أغلقت الباب فطلبت هي من السائق أن يتحرك.

"أنتِ بخير؟"

سألت بعد أن أمعنتُ النظر بوجهها، هل كانت تبكي؟ بادلتني التواصل البصري و هزّت رأسها لتُجيب

"بخير، أنا بخير لِماذا لا أبدو لك كذلك؟"

"ماذا عن قدمِك؟"

أشرتُ لها بعيناي على رُكبتها فحرّكتها قليلا و أجابت

"بخير أيضاً، ماذا عنك لم تُجبني"

أشارت لي و قد تهربت من النظر لي لأنها شعرت و كأنني أشك بكلامها و أعتقد أنني على حق.

"لقد كان يومي رائعاً، طلاب السنة الأولى و الثانية كانوا متحمسين للدروس حتى أنهم رفضوا الذهاب للكافيتريا من أجل تناول الغداء"

إبتسمت على كلامي و أكملت التحدث رغم أن عقلها لم يكن معي، لكنني كنت أريد و لو لمرة واحدة، الشعور بأن هناك شخصاً ما ينصت لي دون أن يأمرني بالصمت.

End pov.

توقفت السيارة في مكان أخضر بالكامل، كانت هناك تِلال و أراض شاسعة مُزهرة بأنواع كثيرة و ملونة.

نزل جونغداي و أول شيء فعله هو إخراج هاتفه و إلتقاط الصور لنفسه و للمكان، بعدها هو ركض بينما يقهقه و يصرخ.

لم يسبق له و أن رأى مكاناً بهذا الجمال، نظرت له بإستغراب و بدأت بالضحك بسبب ردة فعله التي تبدو كالأطفال.

"نحن سنصعد للأعلى!"

خاطبته و هي تشير للتلة نحو الأعلى لكنه تقدم و نظر لها بغير تصديق

"المكان جميل من كل الجهات، أيضا قدمك مصابة"

تقدم السائق حتى يقف إلى جانبها بينما يحمل سلة الطعام فأردف نحو راين

"إصعدي آنستي سأقوم بحملك"

نزل قليلا و أدار ظهره نحوها و عندما أرادت هي التقدم أصدر جونغداء تأتأة مدموجة بكلامٍ غير مكتمل و كأنه يمنع ما على وشكِ الحصول.

"فلتقم أنت بحمل السلة، و أنا سأحملها"

..

"كيف سمحتِ لذلك الرجل الغريب بحملك بيومه الأول من العمل، هل تثقين بالناس بهذه السهولة؟"

أردف بتذمر و هو يصعد التل بينما ينظر للسائق الذي سبقهما نحو الأعلى، هو كان يحمل راين على ظهره و قد إبتسمت قائلة.

"كيف لا أثق به و قد أرسلته الوكالة لي شخصياً، أيضاً لا أثق بالناس بسهولة، تذكر أنني واجهت صعوبة في الثقة بِك"

"أجل أجل! هيا تمسكي بي جيدا حتى لا تسقطي"

أردف بملل فهي كانت تضع يديها على كتفيه و تمسك بعضاً من قميصه بإصبعيها السبابة و الإبهام حتى لا يحدث أي تماسٍّ ما.

"أنا مرتاحة هكذا"

"آوه حقا؟ هل أذكرك باليوم الذي أخدت به المفتاح من-"

"يا توقف الآن!"

ضربت رأسه و قد شعرت بالخجل و الإحراج فبدأ بالضحك و أعاد حملها جيدا بهزة بسيطة لتردف بتذمر و صوتٍ هامس

"تذكر أنك قمت بتقبيلي أيضا"

توقف مكانه و وضعت إحدى يديها على شفتيها حتى تحبس أنفاسها، هو إستدار بنصف نظرة و صرخ

"هذا المكان رائع راين، لم أكن أعلم أنه سيبدو أفضل من هنا!"

وقعت على الأرض لأنها أفلتت يديها من الصدمة، هي ظنت أنه سمِعَ ما قالته للتو و كانت ستُفضح!

إستدار و قد هرع السائق إليها حتى يتأكدا أنها بخير، لكن بفضل العشب الكثيف لم يحصل لها شيء.

"أنا بخير، شكراً لأنك جهزت الغطاء على الأرض"

شكرت السائق لأنه قام بتجهيز كل شيء ثم إنحنى كإجابة و ذهب عائِداً للسيارة.

جلس جونغداي و جلست إلى جانبه بهدوء لتأخد نفساً عميقاً تشتنشق به رائحة العُشب و الأزهار، الساعة كانت تشير للخامسة مساء، و الجو كان بارداً قليلاً لكنه كان جميلا جدا و منعش أيضاً

"إذا هذا هو رقمُك صحيح؟"

سألته و هي تُريه رقمه على هاتفها فقام بهز رأسه كإجابة و أكمل

"حصلت عليه من المدير تشوي، لا بأس بذلك صحيح؟"

قهقهت بسخرية و هي ترتب غرتها التي تبعثرت بسبب الرياح ثم قالت

"بالتأكيد، لابد من أن يملك الأصدقاء أرقام بعضهم البعض"

"وآه، لا أصدق أنني أصبحتُ صديقاً للعارضة المشهورة و حصلت على رقمها أيضاً، أظن أن الجميع يسعى للحصول على رقمك!"

نظرت له بينما يتحدث بعدم تصديق و هو يبدو سعيدا و فخوراً بنفسه، تذكرت هاجيمي و أنه من يجب أن يكون معها الآن، لو وافق على الذهاب معها كانت بالتأكيد ستُصلح الأمور بينهما.

نظرت نحو الأراضي البعيدة و شردت مجدداً بتفكيرها بينما هو ظل يتحدث و يخبرها بما حصل معه في اليوم الأول من العمل.

إلى أن وجد أنها غائبة عن الواقع بتفكيرها، تصرفاتها أعطته شعور أنها مرغمة على الجلوس معه بهذه النزهة.

"راين؟"

قام بمُناداتِها بتردد فنظرت له، هي كانت تجلس و تمد قدميها للأمام بينما كِلتا يديها تعيدنهما للخلف مستندة عليهما، أما هو فكان يضم ركبتيه لصدره بيديه.

"لمَ نحن هنا؟"

سألها يترقب تغيّر ملامح وجهها لكنها ظلت هادئة و لم تُصدر أي ردّ فعل يشبع فضوله

"لِماذا؟ هل تريدُ الذهاب؟"

سألته و هي تمد إحدى يديها ناحية سلة الطعام ثم أخرجت علبة الكعكة و العصير، هي تحاول التهرب من نظراته المُتفحصة و التي تجعلها تشعر أن مشاعرها مفضوحة.

"لا، لكنني أشعر و كأنني غير مرغوب به، إسمعي أنا لا أريد إجباركِ على أن تكوني صديقتي أو ترغمي نفسكِ على الخروج معي"

وضع يده على صدره يشرح لها موقفه لربما تشعر به، لكنها تعلم جيدا أنه شعر هكذا منذ البداية، و أنها لا تبدو بمزاج النزهة الذي كانت به قبل ساعة من الوقت، رغم ذلك تحاول عدم إظهار ذلك لكن جونغداي لا يجد صعوبة في فضح ما يجول في بالها.

مدّت له كوب العصير و صحن بلاستيكي به قطعة الكعك بصمتٍ ثم بدأت تبحث عن الملعقة بينما هو يمسك الكوب بيدٍ و الصحن بيد و ينظر لها بعدم فهمٍ ينتظر ما ستقوله.

"كان من المفترض أن يكون هاجيمي مكانك، أردت التحدث معه و إصلاح الأمور بيننا لكنه قام بجرحي بكلامه القاسي و هرب بعيداً، لكن أتعلم جونغداي، أظن أنك تستحق هذه الحلوى و العصير أكثر مما يفعل!"



..

عاد كل منهما لمنزله بعد تلك الأحاديث القصيرة التي كانت تبدأ و تتوقف إلى أن غربت الشمس.

هي قررت أن تصبح أكثر صلابة مع أخيها و جونغداي قرر أن يقف إلى جانبها أكثر و مساعدتها.

أتاه إتصالٌ مُفاجئ في الساعة الحادية عشر ليلاً و هو عقد حاجبيه ينظر للرقم المجهول الذي يتصل، كان يرسم لكن ذلك الأتصال أوقفه و هذا جعله ينزعج قليلا.

"مرحبا؟"

سأل بلغة كورية لكن الطرف الآخر تحدث باللغة اليابانية و كان رجُلاً ما

"هل أنتَ كيم جونغداي؟"

"أجل أنا هو، من معي؟"

وقف مكانه و قد عقد حاحبيه، هل يعرف إسمه أيضا؟

"إن كنت تريد جني الكثير من الأموال من خلال موهبتك إلتحق بالعنوان الذي سأرسله لك بعد قليل"

أُغلق الخط تاركا جونغداي منفرج الشفتين لا يعلم ما الذي حصل للتو و لا هوية الشخص الذي تحدث معه قبل قليل!

"يبدو هذا مشوقاً دعنا نجرب"

أردف صوتٌ بداخله فشعر بالإنزعاج كونه لا يصدق هذه التفاهات و قد يخدعونه و حسب، لكن الصوت الذي بداخله بدأ يسيطر عليه شيئاً فشيئاً إلى أن ظهر بهيئته و ذهب لتجهيز نفسه إستعدادا للذهاب دون رغبة منه حتى!







يُتبع...💜




هممم تتوقعون انو المكان ييلي راح يروح له جونغداي حلو و لا خطير؟🤺🍕

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top