Chapter •14•

هاي💃✨🖤

°°°

كانت تمشي يميناً و يساراً بالمطبخ و هي تحمل عُلبة عسل بيدٍ و تضع يداً أُخرى على شفتيها بغير تصديق.

" راين هو مريض و لا يعلمُ ما يفعله!"

خاطبت نفسها و قد رفعت يدها لتضعها على جبينها لكنها كانت تتذكر القُبلة التي حصلت قبل قليل و تُغمض عينيها بقوة.

"أظن أنني من ستُصاب بالحُمى الليلة، إلهي سأُصابُ بالجنون"

تمتمت لتأخد نفساً عميقاً مراتٍ عدة إستعدادا للعودة إلى حيث يمكُث.

لكنها قبل ذلك صفعت وجنتيها و قامت بالضغط على أسنانها، هي تراجعت للخلف و أمسكت رأسها.

الأمر ليس سهلا حتى تتظاهر و كأن شيئاً لم يحصُل، ليست قُبلتها الأولى فقد فقدتها عندما قامت بتقبيل مُعلم الروضة الخاص بها و هي في الرابعة من عُمرها.

لكن الأمر ليس سهلا البتة.

من الجيد أنها لم تُبادله القُبلة، و هذا لأنها تعلم جيداً أنه مريض بالحمى و لا يعي ما يفعله، فقد غاب عن الوعي فور تقبيلها لخمس ثوانٍ.

أخدت نفساً عميقاً آخر ثم خرجت بعد أن أخدت معها الحساء أيضاً لأنه لم يتناول شيء كما يبدو عليه.

دخلت لغرفتها لتجده يُصدر أنيناً بصوتٍ خافت، و يبدو أن الحمى ستجعلها تسهر معه هذه الليلة.

جعلته يتناول ملعقة عسل لأنه كان يسعُل و لم تكن تمتلك أدوية للسعال، ثم أرغمته على بعض الحساء ليعود للنوم مُجدداً و تعود هي لتغيير المنشفة.

جفونها كانت تُحارب من أجل أن تُغلق وبدأت تشعر بصداع يُداهم رأسها، و لحسن الحظ أن اليوم التالي هو عُطلة نهاية الأسبوع.

بدأت تسمعُ صوت الطيور في الخارج بالفعل، و هذا لأن الشمس أوشكت على الشروق بالفعل، وقفت مكانها و مدت ذِراعيها معاً في الهواء لتتوجه نحو النافدة و نظرت نحو السماء التي بدأ يتلاشى ظلامُها كبداية يومٍ جديد.

"أنا لم أسهر لهذا الوقتِ في الدراسة حتى!"

إستدارت لتحدق به ثم توجهت بهدوء لتُزيل المنشفة و تضع يدها على جبينه

"جيد، الحُمى ذهبت"

همست براحةٍ و قد إبتسمت بخفة، أخدت الصحن بيدها ثم وضعت عليه الغطاء لتخرج من الغرفة و تُغلق الباب خلفها.

توجهت نحو غرفة أخرى بالأعلى كانت لوالدِها ثم دخلت لترتميَ على السرير و غطت في نومٍ عميق.

..

بدأ يفتحُ عيناهُ تدريجياً ثم أدار رأسهُ يميناً و يساراً بثُقل، حدق بالسقف و بدت له الغرفة مألوفة نوعاً ما لكن الرؤية لم تكُن واضحة له بعد لذا أغمض عيناه بقوة و أعاد فتحهُما.

"آه مالذي حصل لي"

همس بتعبٍ و هو يضع يده على جبينِه و يستند على كوعِه الآخر حتى يجلِس.

نظر نحو ساعة الحائط و وجدها تُشير للثانية ظُهراً

"إلهي كم نِمتُ من الوقت؟"

أردف و قد إتسعت عيناه ففُتِحَ الباب مُسبباً إياه في تغير وجهة تحديقه نحو الشخص الذي سيدخُل.

"هاجيمي"

أردف بإبتسامة، لكنها إختفت عندما دخلت راين أيضاً و هي تحملُ عُلب أدوية.

"أخي كُنتُ قلِقاً عليك بشدة"

توجه هاجيمي نحوه و قام يإحتضانه لُيبادلهُ جونغداي بسرعة، بعدها هو ألقى نظرة على راين و وجدها تتهرب من صُنع تواصُلٍ بصري.

"مالذي حصل لك البارحة؟"

سأل هاجيمي بفضول أمام وجهِ جونغداي لكن الآخر هزّ كتفيه دليلا على عدم وجود فكرة برأسه

"مالذي حصل لي؟ أنا لا أذكُر شيئاً"

كاذِب!

"أُختي قالت أنك كُنت تهدي بكلامٍ غير مفهوم بلغة كورية، لكنها لم تستطع التعرف على ما تقولُه بالضبط"

أردف هاجيمي و هو ينظر نحو أخته لتقوم بهز رأسها و النظر لجونغداي، و عندما صنع معها تواصُلاً بصريا نظرت للدواء مُجدداً

مالذي يحصُل؟

"آه.. لكنني لا أذكُر، هل يُمكنك أن تُحضر لي كوبَ ماء من فضلك؟"

أومأ له هاجيمي و خرج لتُردف هي بينما تمد له الدواء متحاشية النظر له، لمَ هي تتصرف معه هكذا؟

"عليك شُرب هذا حتى تتحسن"

نظر ليدِها الممدوة نحوه، لكنه سحبها من مِعصمها حتى تجلس جاعِلاً مِنها تتفاجئ من ذلك

"هل حصل شيء الليلة الماضية؟ لِم تتهربين من النظر إلي؟"

لقد لمس الوتر الحساس في الموضوع الآن، لكنه خائف من أن يكون قد أظهر لها نفسهُ الأخرى أو جرحها أو ضربها أو أي شيء من هذا القبيل.

فهو يتذكر فقط اللحظة التي صرخ بِها أمام العامة و عندما إحتضنه راين، لأنه غاب عن الوعي بعد ذلك.

"راين هل آذيتُك أو فعلتُ شيئاً خاطِئاً؟"

أعاد سُؤالها بإصرار و قد بدا على ملامح وجهه علاماتُ الحيرة، فحدقت بيده التي إنتقلت للإمساك بيدها بدل مِعصمها.

لِم هو يبدو قلِقاً هكذا عليها؟ من الجيد أنه لا يتذكر شيئاً و هذا سيُساعدها كثيراً.

لكنها تعلم أنه لن يدوم و سيتذكره لا محالة!

"ها هو كوب المياه"

أبعدت يدها بسرعة لتُعيد خُصل شعرها خلف أُذنها ثم أخدت الكوب من هاجيمي بتوتر و سرعة حتى كادت تسكبه عليها لتمده نحو جونغداي و قد أخده منها أيضاً دون أن يُبعد عيناه عن ملامحِ وجهِها.

فتحت علبة الدواء و أخدت حبة منها ثم مدّتها له و أخدها منها أيضاً حتى يتناولها.

"لِمَ تتصرفانِ بغرابة؟"

قهقه هاجيمي بسُخرية و هو يعقد ذراعيه لصدره بينما يحدق بِهما مُستنداً على خزانة الملابس لترفع راين رأسها نحوه بسرعة و وقفت قائِلة

"توقف عن الثرثرة و تعال ساعدني في التنظيف بعد إنتهائِك"

خرجت من الغرفة بسرعة تحت أنظار جونغداي الذي كان لا يزالُ قلِقاً بشأنها، فهي لم تُخبره بعد بما يُقلقها و هو متأكد أنه قد فعل شيئا سيئاً

"أخي أنت لن تذهب لأي مكان و ستجلس معنا أليس كذلك؟"

قاطع شرودَه هاجيمي السعيد و الفضولي بشأن مكوثِه معهما ليبتسم جونغداي و أجابه

"لا أظن أن هذا لائق جيمي، أُختك تبدو غاضبة و علي العودة لمنزلي الآن"

قوس الأصغر شفتيه و تمسك بيد جونغداي يُحرّكها يمينا و يساراً

"أحببتُ لقبَ جيمي، لكن لا تهتم لراين هي فقط تُصبح متقلبة المزاج عندما تسهر"

رمش جونغداي مرتين ثم سأل بفضول واضح على نبرة صوتِه

"تسهر؟"

"همم، هي سهِرت طوال الليل معك حتى تنخفض الحُمى، و أخبرتني أنها ستعتني بِك تماماً كما تفعل معي، لهذا ذهبت للنوم و لم أستطع البقاء إلى جانبك"

هزّ رأسه مُستمِعاً لكلامه ثم مسح يداه بوجهه ليُردف مُبعداً الغطاء عنه و مستعداً للوقوف، لكن قبل ذلك أخد بلوزته حتى يقوم بإرتدائِها

"إلى أين أخي؟"

أوقفه هاجيمي ليحدق به لفترة، رغم أنه يشعر بأن رُكبتيه ترتعشان إلا أنه يظن بوجودِه هذا هنا سيُثقِلُ عليهما و أن هذا غير لائق، أيضاً راين تحتاج للحرية في منزلها و لا يمكنه البقاء هنا لإزعاجها رغم إصرارِ هاجيمي على بقائِه.

"هل يُمكنك إيصالي لمنزلي؟ أرجوك لا تقُل شيئاً لا أريد أن أُحرج أحداً"

أجاب بهدوء و قد شعر أن هاجيمي تفهّم أمره لِذا جعله يستند على كتِفه و فتح الباب يخرُجانِ من الغُرفة بهدوء.

مرّا من جانب المطبخ بهدوء دون أن تشعر بهما لكنها بالفعل إستدارت عاقدة حاجبيها.

"إلى أين أنتُما ذاهِبان؟"

أردفت بنبرة جدية تضع يديها حول خصرها ليتجمد كِلاهما دون أي حركة أخرى

"قُل شيئاً"

همس جونغداي بتوترٍ حانق تسبب في بلع هاجيمي لريقه أيضاً قائِلاً

"التلفاز، كُنا نريد مشاهدة التلفاز و حسب، برنامجي المُفضل سيبدأ بعد قليل"

"لكن برنامجك لا يبدأ بعُطلة الأسبوع"

"هل قُلت برنامجي؟ أقصدُ برنامج أخي جونغداي المفضل، أليس كذلك؟"

هزّ الآخر رأسه بقوة كردّ فِعلٍ سريع ثم أكملا طريقهُما لغرفة الجلوس أمام التلفاز.

"مالذي فعلتهُ يا رجُل؟"

"ألا ترى أنها تُعد الغداء؟ يجب أن تعلم أن راين تُصبح عاصفة هوجاء بمجرد أن تطبخ لأحدهم و يرفض تناول طعامها، يجب أن نحمد الرب أن طعامها لذيذ و إلا لن أكون موجوداً إلى جانبك اليوم"

بدأ جونغداي بالضحك ليُقهقه الآخر أيضاً لكنهما قفزا معا. بنفس الوقت بسبب نداءها

"هاجيمي تعالَ إلى هُنا!"

°°°











وقف بتردد يمشي بخطواتٍ بطيئة أرغمتها على النظر خارج المطبخ لترى ما إن كان قادِماً أم لا.

"هيا تحرك"

همست تحدق به بعصبية ليركُض و يدخل المطبخ بملل قائِلاً

"ماذا هُناك؟"

"إسئل جونغداي إن كانت لديه حساسية من شيء ما كالجوز أو شيء من هذا القبيل، أحتاج لإعداد الغداء و أنا مُرتاحة البال حتى لا أتسبب في كارثة"

أردفت بحيرة و نبرة هامسة حتى لا يسمعها أحد و هذا جعل هاجيمي يبتسم بإتساع و كان سيفتح شفتيه للتحدث بصوتٍ مرتفع لكنها سبقته و وضعت يدها على فمه

"أخفِض صوتك، و أجل سأسمحُ له بالبقاء معنا حتى المساء و حسب حتى نتأكد أنه بخير"

بدأ هاجيمي بالضحكِ لأنه أصبح سعيداً جداً فأكملت راين و هي تُبعد يدها عن شفتيه

"هل علمت شيئاً عن حالتِه تِلك؟"

هز كتفيه و هو ينفي برأسه ليهمس بحذر

"لم يُخبرني بشيء، أظن أنه مريض لكنني لا أعلمُ مرضه"

"هل يُعقل أن يكون مرضاً نفسيا؟ فهو كان بحالة سيئة، يصرُخ و يضرب رأسه"

أجابت تنظر نحوَ باب المطبخ حتى تُلقيَ نظرة سريعة ثم أعادت نظرها لهاجيمي تنتظر رده

"سأحاول معرفة ما لديه، لكن ليس الآن لا أريده أن يشعُر بعدم الراحة"

أومأت له و هي تمسح على رأسه بخفة ثم توجهت نحو الثلاجة و أخرجت علبتي مُثلجاث

"تناولا هذا ريتما يجهز الغداء، و لا تنسى إخباري إن كان لديه حساسية"

أخدهم منها بحماس ثم ركض خارج المطبخ..

..


جلسوا ثلاثهم على مائدة الطعام المُعدة بشكل يفتحُ الشهية بعد أن وضعت راين آخر طبقٍ عليها.

مدّت يدها نحو هاجيمي الذي مد يدهُ أيضاً نحو جونغداي المُستغرب من فِعلهما.

"نحنُ نقوم بتحية شكر على الطعام قبل تناوُلِه"

همس هاجيمي و قد فتح عين واحدة ليسرع جونغداي في إمساك راين من يد و الأصغر من يد، رغم أنه لم يكن يعلم ما عليه قوله، إلا أنه بدأ بمحاولة تذكر ما يراه في المسلسلات اليابانية.

"فلنستمتع بالطعام!"

أردف هاجيمي بصوتٍ مرتفع بعد إنتهائِه ليُباشر في أخد عيدان طعامه، الجو الذي هو به أشعره بالسعادة.

فعادة ما يكون هو و راين و حسب، لكن الآن بوجود جونغداي، يشعر و كأنهم.. عائلة واحِدة!

أبعدت راين يدها و بدأت تتناول الطعام أيضاً و قد شعرت بجونغداي يسرق بعض النظراتِ نحوها.

"أنا.."

أردف بتردد فجأة مُتسببا في توقفهما ليردف و هو يحك رقبته بخجل بينما يحدق بِها

"شُكراً لك، على كل شيء"

"آوه يا رجُل لا داعي للشُكر، أنت أصبحت واحِداً منا الآن، أليس كذلك راين؟"

بدأت بالسُعال فجأة ليمد لها جونغداي الماء لأنه الأقرب له، لكنها لم تأخده منه بل إرتشفت من عصيرها

أكمل هاجيمي التحديق بِها بتوتر لأنها لم تقُل شيئاً لذا إلتزم الصمت و عاد الجو الُمكهرب ليظهر من جديد!

..


وقفت و بدأت بحمل الصحون لكن جونغداي سبقها بالفعل و أخد منها أول صحن حملته ليُردف بإبتسامة.

"دعيه، سأنظف أنا الصحون"

لِم الوضعُ يبدو غريباً هكذا و اللعنة؟ تهربت من النظر له مُجددا و قامت بالنفي كإجابة و هي تأخد الصحن منه

"سأفعلُ أنا، أنتُما إذهبا لأنني سأبدأ بالتنظيف"

حملقَ هاجيمي بِهما لأنهما يتصرفان بغرابة مُجدداً و خاصة راين التي تغيرت منذ الليلة الماضية.. أعني منذ تِلك القُبلة التي لا يعلم بِها سواها!

"مالذي تُريده بغسل الصحون أخي؟ دع ما بيدك و تعال معي هيا، أنتَ لم ترسمني كشخصية أنمي كما وعدتني المرة الماضية بعد!"

إتجهت راين بأنظارِها نحو جونغداي، هل يعرف الرسم أو شيء من هذا القبيل؟

"آه راين نسيتُ إخبارك أن السيد كيم الواقف أمامك أفضل رسام أنمي على الإطلاق، و سيُصبح أشهر رسام في اليابان!"

صرخ يرفعُ يداه نحو الأعلى، تلاشت إبتسامةُ جونغداي فجأة و أنزل نظره للأسفل بينما يده تعبثُ بمسند الكُرسي.

هو تحرك خارج المطبخِ دون أن يقول شيئاً مما جعل الأخوين يحدقان ببعضهما البعض بإستغراب.

"مالذي حصل، أنا لم أقُل شيئاً خاطِئاً"

"تعلّم إغلاق فمِك في المرة القادمة هاجيمي، غبي!"

ضربت جبينه بإصبعيها السبابة و الوُسطى ثم خرجت من المطبخ تلحقُ الآخر لتجده يجلس أمام التلفاز الغير مُشغل و ينظر له بشرود.

قامت بتشغيل التلفاز لكنه لم يُحرّك ساكِناً.

أغلقتهُ و لم يتحرك أيضاً، ثم أعادت تشغيله مُجدداً، و هنا تأكدت أن عقلهُ مشغول بشيء ما.

شيء متعلق بالبارحة، الأنمي، حُلمه، و ما حصل بالشارع.

جلست أمامه على الطاولة الزُجاجية بينما تعقد ذِراعيها لصدرِها لتحدق به، كلامُ هاجيمي بدأ يؤثر عليها بشكل كبير.

كل ما يتعلق بهذا الشاب هنا يُظهر لها مدى صحة كلام أخيها الأصغر، الكلام الذي يتعلق بأن جونغداي يفتقد رُبما للحُب؟ لشخص يسمعه، أو لشخص يقف إلى جانبه و يُسانده حتى يصلَ لمُرادِه!

"أنتَ بخير؟"

أردفت بتردد تميل برأسِها قليلا حتى تستطيع صُنع تواصل بصري معه، هي داست بقدمها على ما حصل بينهما من مشاكل و كُرهٍ لوهلة.

داست على ما تجرّأ على فِعله الليلة الماضية، و قامت بتفعيل زر الإنسانية الذي لديها.

ليس لأنها بدأت تعتادُ على وجودِه، لكنها فقط فضولية.. فضولية حول الكثير!

يُتبع ...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top