بِداية.
أوهايوقوزايماستا😳🎏!
عودة الرواية يلي قرن و أنتم تنتظرونها و فضحتوني بسببها🤡
____
-كوريا الجنوبية، سيول-
-مرحباً بِكُم في نشرةِ الأحوالِ الجوية!
سيكونُ اليومُ في طوكيو مُشمِساً مع رياحٍ قويةٍ لذا من الأفضل توخي الحذر و إرتداءِ ملابس ثقيلة حتى لا تطيروا من مكانِكُم!
أشجار الكرزِ ستنثُر الكثير من الأوراق بعد الظهيرة لِذا سيكون الجو مُناسِباً للإعتراف لأحبائِكُم تحتها و لِم لا تبادُل القُبَلِ أيضاً!
ستتشكّلُ بعضُ الغيوم التي قد تتسببُ في هطولِ بعض الأمطارِ بعد العصر لذا أريدُ من الفتياتِ أخد مِظلاّتهن معهن حتى لا يُفسَد شعرُهن الذي تعِبنَ في تصفيفه!
هذه كانت نشرتَنا الجوية لليوم باقي التوقعاتِ سنُقدّمها بعدَ العشاء، لا تنسوا الأخدَ بما ذكرتُه لكم و إلا ستندمون صدقوني!-
إبتسم بينما يضعُ كِلتا يداهُ على وجنتيْه و هو يستمِع للراديو الموضوعِ بجانِبه ليعتدِلَ بجلسته و يحدق بالأوراق التي أمامه باحِثاً عن أقلامِه في الدرج المُخصص لها!
"اللونُ الأخضَر! أين هو اللونُ الأخضر؟ كم مرة أخبرتُكم أن لا تلمِسوا أغراضي اللعينة لِمَاذا ترغبونَ في جعلي أُجن في كل مرة أبدأُ بِها في العمل؟"
صرخَ بصوتِه العالي و هو يدفع باب غُرفتِه بقدمِه حتى يخرُجَ أخيراً من كهفِه الذي ظلّ بِه لثلاثة أيام مُتواصلة،
فجأة تلقى ضربة على مُؤخّرتِه بصندل بلاسيكي! كيف علِم أنه بلاستيكي؟ بسبب درجة الألم بالطبع.
"أخيراً خرجت من غُرفتِك! جميعُ الجيران يشتكونَ من صوتِك و صُراخِك طوال النهار و الليل أيضاً،"
أردفت والِدته و هي تضربه على مُؤخّرته فبدأ بالصراخ بصوتٍ عالٍ و هو يركُض نحو الأسفل.
"أمي، أمي مُؤخرتي حساسة بسبب الجلوسِ على الكُرسي طوال اليومِ و أنتِ ستجعلينها تنتفخ هكذا توقفي!"
توقّفت مكانها و هي تضع كِلتا يديها على الأريكة و تحدقُ بِه بأعين متسعة بعدها قفزت من فوقِها و صرخت ترمي الصندل نحوه
"و لازِلتَ تتحدثُ بصوتٍ مرتفع مع والِدتك؟ لو أن صوتك كان نافِعاً في الغناء على الأقل و ليس دون فائدة، تعالَ إلى هنا!"
هرب مُجدداً منها ليختبئ أسفل طاولة المطبخ الكبيرة، الخادمة التي كانت تقومُ بغسلِ الصحون فزعت بسبب دخوله و إنزلاقِ قدميه على الأرضية الرخامية و كأنه يتزلج على الجليد!
لحقت والدته بِه لتسحب قدمهُ من أسفل الطاولة، لكنها بدل ذلك سحبت سِروالَه لترميه بعيداً و يظل بالشورت و حسب!
شورت باللون الأخضر عليه رسومات بوكيمون!
"إنه القلمُ الأخضر! مالذي أحضَره لهُنا؟"
توقّف عن الحركة عندما وجد قلمهُ أخيراً أسفلَ طاولة المطبخِ ليمسكه بسرعة، جسدهُ بعد ذلك سُحبَ نحو الخلف من طرفِ والِدته الغاضبة و التي كانت تنوي ضربَه لكن صوته المُزعج ذلك جعلها تتوقف حتى لا تسمعَ التذمراتِ من الجيران كالعادة!
"إسمعني جيداً جونغداي! لِم لا تتحدث بصوتٍ مُنخفضٍ قليلا بني آوه؟ ضحكك و رداتُ فِعلك تلك التي تستمر بتقليد الرسومِ المتحركة بِها مُبالغٌ بِها كثيراً!"
بدأ بإرتداء سرواله بينما تتحدث بهدوء و هي تحاول إقناعه بتغيير رأيِه لكنه لم يكن يستمع لها إطلاقاً، فعقله ليس معها دائِماً
"أيضاً بُني أنتَ لم تعُد صغيراً! أنتَ في الرابعة و العشرين من عُمرك و أشخاص في هذا السنّ يعملون بدل الجلوس و الرسم طوال الليل و النهار! أنتَ تخرّجت من جامعة العلوم التيكنولوجية دون فائدة!"
رفع رأسه ليحدق بِها و على وجهه علاماتُ الإنزعاج ليصرخ
"أنا في الثالثة و العشرين! أيضاً إقتربتُ من إيجادٍ عملٍ بعد أن أُكمِلَ سِلسلة الرُعب التي أقوم برسمِها لذا توقفي عن إزعاجي أمي، تِلك الجامعة دخلتها فقط حتى أجرّب شعورَ الدراسة بِها!"
حدّقت بِه بملامح خالية من التعابير لتجلس على كرسي المطبخ بفشلٍ ذريع و هي تمسك رأسها، الخادمة جرت بسُرعةٍ نحوَها لتمد لها كوبَ ماء.
نظر هو لها بإستغراب ليجلس القرفُصاء أمامها و يردف بإبتسامة هادئة جداً
"إسمعي أمي، لِم تستمرين بإزعاج نفسِك و التفكير بي طوال الوقت و بمُستقبلي؟ أخي الكبيرُ يعملُ مع أبي بالشركة أليس هذا كافياً؟ أنا أريدُ أن أتبعَ أحلامي و أُصبِح أفضلَ مُنتِجٍ للأنمي و المانغا في اليابان، لِذا إنسيْ إنضمامي لدائرة الروتين المُمّل الخاصة بِكم و التحدث عن السيارات طوال الوقت، إعتبريني مُجرّد شخصية كرتونية غير مسؤولة عن حياتِكم حسنا؟"
أمسك وجهها بين يداه ليطبع قُبلة بين حاجبيها ثم غادرَ مُسرعاً لغُرفته، هي بعدَ ذلك سمِعت صوتَ إغلاقه للباب بقوة و بعدها صوت الأغاني الصاخبة متبوعةً بضحكِتِه الغريبة!
هزّت رأسَها بحسرةٍ لتحدق نحو الخادمة و تُردف
"أظن أن علي التحدث مع والِده مُجدداً هذا الفتى سيقتُلني يوماً بتصرّفاتِه!"
___
-اليابان، طوكيو-
"إبتسامةٌ غامِضة!"
أردف صاحِبُ الكاميرا بينما يتمدد على الأرضِ ليأخُد صورةً و هو يُخرج لسانَه بتركيز ثُمّ تَدحرجَ بعدَ ذلك على الأرضِ ليجلِسَ على رُكبتيه و يقولَ مُغمِضاً إحدى عيناه بينما العينُ الأخرى على عدسةِ الكاميرا.
"و الآن نظرةٌ حادة"
نظَر نحو الجالسة على الأريكَة المُخملية ذاتِ اللونِ الأحمرِ القاتِم بحيثُ تضعُ يدها أسفل ذِقنها و تستندُ على يدِ الأريكة الذهبية.
"إرفعي ذِقنكِ نحو الأعلى قليلا جميلتي، هذا رائع!"
رفعتْ ذِقنَها بينما تنظُرُ ناحيةَ الكاميرا بنظرة واثِقة لتجريَ إحدى المُساعداتِ في مدّ فُستانِها على جوانِبِ الأريكة و همت بالعودة لمكانِها بِسُرعة.
"نظرةُ أخرى أكثر إثارة، يداكِ إلى الأمام، فليُحضِر أحدكم مِروحة شعرُها يجب أن يرتفِع لِلأعلَى"
صرخَ المُصوّرُ و هُوَ يمد يدهُ ليُؤشّر للخلفِ حتى يُسرِعوا بإحضارِ المِروحة ثم قاموا بتشغيلها على الفورِ من بعيد حتى ترتفِع خُصلاتُ شعرِها السوداء و الطويلة في الهواء.
"مُذهل، والآن إبتسامة جانبية"
إبتسمَ المُصوّر بجانبية بينما يُحرّك رأسه مع الموسيقى التي تُلائِمُ تحرُّكاتِ الأخرى التي إبتسمت بجانبيةٍ مُستجيبةً لطلبِه.
"نظرةٌ لعوبة؟ رائع إبقي هكذا"
أخدَ يلتقطُ العديدَ من الصُورِ من جهاتٍ مُختلفة، الأسفلُ و الأعلى ثم اليمينَ و اليسار.
"الآن! الكثير من الأضواء، قوموا بتسليطِ الأضواء البنفسجية عليها ثم ضيفوا بعضاً من مساحيق التجميل، بسرعة هل سنقضي اليومَ كُلّه هنا!"
أردف بعصبية و هو يضعُ الكاميرا ليتوجه حتى يأخُد إستراحةً و يشرَب بعضَ المِياه.
جروا نحوها بسرعة، هناكَ من يُصلِح شعرها و هُناك من يضعُ لها مساحيقَ التجميل و آخرون يُسلّطونَ الأضواء عليها.
"أنا جائِعة"
أردفت بهدوء حتى لا تتوقفَ الفتاة التي تضعُ لها مرطّبَ الشّفاهِ عن عملِها ليردف الآخرُ من بعيد.
"تعلمينَ جيداً أنه ليسَ بإمكانِك تناول أي شيء الآن و نحنُ بجلسةِ التصوير!"
صمتت قليلا بعد أن أغمضت كِلتا عينيها حتى تنتهي إحداهُنّ من وضعِ ظِلالِ العيونِ لها لتُردف بعدَ إنتهائِها.
"متى ستنتهي إذن؟"
"هذا حسبَ مدى موهِبتك في إظهار أفضل الصور، عِندما أكونُ مُقتنعاً أنّ جميعَ الصُور جيدة حينها يُمكنك العودة للمنزِل!"
أجاب و هو يحمِلُ الكاميرا خاصّته و يقومُ بتفقُّدِها و هو يتقدّمَ نحوهُم و ينظر لها.
"هذا جيد، يكفي.. أحضِروا المزيدَ من الأزهار و ضعوها على الأرض هنا و لا تنسوا وسادة حتى تجلِسَ عليها"
"الأزهارُ التي طلبناها لم تصِل بعد أيها الرئيس!"
توقّف مكانَهُ بعدما كان يمسحُ عدسة الكاميرا بعِناية ليعقدَ حاجبيهِ و ينظر نحو مُساعِده
"أعِد ما قُلتَه؟"
رمشَ الآخرُ مرّتينِ متوتراً و قد لعقَ شفتيهِ ثم نبس و قد إرتفعت يده حتى يحكُّ رقبتَه
"إتصلتُ بِهم قبلَ قليل، لكنهم أخبروني أن أمراً ما قد حدث معهُم، و سيتأخرونَ قليلاً في إيصال الأزها-"
"أعطيني الهاتِفَ قبلَ أن أكسِرَ هذه الكاميرا على رأسِك!"
مدّ يده بنفاذِ صبرٍ و هو يغمض كِلتا عيناه ليسرع الآخر في إحضار الهاتِف ثم وضعهُ على يده.
حدّقت هي بتحرُّكاتِ المصور التي غلبت على ملامحِه الثلاثنية عالاماتُ الغضبِ لتُعيد النظر نحو مساعدِه الذي كان يفرِكُ أصابعه بتوتر.
"مرحباً أجل أنا المصوّرُ الخاص بوكالةِ هيرومي للموضة، طلبنا كمية من الورود الحمراء صباحاً لكنها لم تصِل بعد و نحن بحاجة لها ما هذه الخِدمةُ البطيئة؟ ماذا؟ مالذي تعنيه بأنكمُ إتصلتم لتُعلمونا بذلك؟"
أردف عاقِداً حاجبيه بينما يُحوّل نظرَه نحوَ مُساعِده الذي جفلَ مكانه ليزفر الهواءَ بسخطٍ و يُردف
"حسناً حسناً فهِمت لا أريد أن يستغرقَ وقتُ وصولها أكثر من عشرِ دقائِق و إلا سأُلغي عقدَ الشراكةِ الذي بيننا!"
أغلق الهاتف بوجههم بسرعة قبل أن يتلقى رداً مِنهم ليستدير نحو مُساعده بحركة سريعة و يصرخ بوجهه
"أينَ كُنتَ عِندما قاموا بالإتصالِ بِك أخبرني؟"
نظر له المساعد بتوتر و تردد في التحدث ثم أنزل رأسع يفرِكُ أصابعَ يده ليُردف بتمتمةٍ واضِحة
"سيدي.. أخدتُ إستراحةً و نسيتُ الهاتف بالسيارة"
"أنتَ مطرود!"
أجابهُ رئيسهُ مُقاطِعاً لِكلامه ليرفع الشابُ رأسَه بصدمة و أجابه بنبرة محملة بالذنب و التبرير
"أرجوكَ أيها الرئيس، أنا!"
"هيا لا أريدُ رُؤيَتكَ هـ-"
قامَ بدفعه عندما إقترب منه حتى يتوسّلهُ، المنظر الذي أمامها لم يكن يروقُها إطلاقاً و خاصة عندما فعل تلك الحركة و دفعه، الأمر الذي جعل عينيها تتوسع بشدة و تقف كحركة سريعة متمسكة بفستانها الطويل
"هذا يكفي و اللعنة!"
وقَفت لتصرخ بحدة جاعلة منهُما ينظرانِ نحوَها بأعيُن متسعة لتحدق نحو المُصور و تردف بعد أن وقفت أمام المُساعِد
"أنتَ لن تطرُدَه و ليس من حقّكَ التحدثُ معه بهذه الطريقة! الأزهارُ اللعينة ستصل خلال عشر دقائق و لن نخسِر شيئاً إن إنتظرنا قليلا! الفتى المسكين يجري طوال الصباح دون أخدِ قسطٍ من الراحة و لا عيبَ إن نسيَ أمراً بسيطاً كهذا!"
أنزل المساعد رأسه نحو الأرض بينما يمسحُ دموعه ليعقد الرئيسُ حاجبيه و يُردف بغير تصديق و هو يقترب منها..
"أنتِ كيف يُمكنك.."
"كلمةٌ أُخرى و لن تراني مُجدداً بوكالتِك!"
رفعت إصبعها بتهديد و هي تنظُر نحوه بحدة مُتسببة في خرِسِه على الفورِ، هذا جعلها تُكمِل كلامها قائلة.
"لا أريدُ رُؤيتكَ تتعاملُ مع الموظفين بتِلك الطريقة الحقيرة مُجدداً و إلا سأفضحُ وجهكَ الحقيقي أمامَ الجميع! و تعلَمُ جيداً أني أستطيعُ جعلَك تترُك هذا المجال بكل سهولة!"
"مالذي تقولينَه، أنا فقط أردتُ الإسراع و تماديتُ بغضبي.. أرجوكِ تمهلي قليلا"
"لا تتمادى بغضبِك في المرة القادمة فجميعُنا نعرف كيف نصرخ جيداً و لستَ الوحيدَ الماهِرَ بِه!"
أردفت و هي تحدق بِه بغضبٍ بنبرة مرتفعة جعلته يرمُش مرتينِ يُدحرج عيناه نحو الأسفل
"أعتذر تعلمينَ أنني أفعل هذا حتى ننتهيَ بسرعة و يعودَ الجميعُ لمنزِله باكِراً"
أجابَها بإبتسامة مُتوترة و هو يُحاول إمساك إصبعها الذي تشير به نحوه لكنها أبعدت يدها بسرعة قبل أن يفعل لتردف و هي تنظر نحو جميعِ العاملين.
"فليأخُد الجميعُ إستراحة لمدة خمسة عشرِ دقيقة البسكويت و القهوة على حِسابي!"
أمسكت هاتِفها لتنقرَ على رقمِ مُدير أعمالِها ثم أردفت و هي تتجه بعيداً عنهم حتى تتحدث معه بعد أن أبعدت خُصلاتِ شعرِها عن كتفيها.
"آوه مرحباً، لا لم أنتهِ بعد أينَ أنتَ الآن؟ بالمتجر القريب من هُنا؟ حسناً أحضر ما طلبته معك و لا تنسى عصير المِشمش من أجلي، فلتشتري شيئاً من أجلِك أيضاً إن أردت! سأنتظرك أنا جائعة جدا!"
إبتسمت بهدوء لتُغلِقَ الخطّ و عندما إستدارت هي وجدت مساعد الرئيس خلفها، نظرت نحوه بإستغراب منتظرة منه التحدث لكنه إنحنى عدة مراتٍ لها و أذنيه كانت مُحمرّة بشدة بالإضافة إلى وجنتيه
"شُكراً لكِ على إهتمامِك آنسة رايْن، أعتذِر إن كنت قد سببت لك الإزعاج لكنني أردتُ شُكركِ على تدخُّلِك!"
رفعت يدها حتى تضعهما على كتفيه و جعلته يعود للوقوفِ و قد إرتسمت إبتسامة هادئة على شفتيها
"لا داعيَ لشُكري أنا قُمتُ بواجِبي و حسب، في المرة القادمة لا تدعه يُهينك بِتلك الطريقة و دافع عن نفسِك!"
قالت بحِنقٍ طفيف تسبب في تلاشي إبتسامته الخجولة ثم هز كتفيه و أردف
"عن أي دفاع بالنفس تتحدثين آنسة رايْن، إن تفوهتُ بأمرٍ سأفقِدُ عملي"
"لن يستطيعَ أي شخصٍ طردكَ من هنا ما دُمتُ موجودة، و حتى لو غادرتُ يوماً هذه الوكالة فأنا لن أتخلى عنكم يا رِفاق، نحن سنُغادر جميعاً و سنتسببُ بالإفلاس لهم أليس كذلك؟"
أردفت و هي تُقهقه بخفة ليكتم الآخر إبتسامته بخجل، المصور ناداهُ بعد ذلك لذا هو إستأذنَ منها و ذهبَ لتمسك هي هاتفها و تبدأ بأخد بعض الصور حتى تضعها على حِسابِها!
دخل مُديرُ أعمالِها و هو يحمل تِلك الأكياس لتقوم بنزع كعبِ حذائها و توجهت نحوه لتُساعده في حمل تِلك الأكياس ثم بدأت بتوزيعِ الوجباتِ الخفيفة على العاملين.
عادت للجلوس و قد باشرت بتناول وجبتها و هي تحملق بوجه مدير أعمالها لتُردف بينما تمضعُ قطعة البسكويت
"كيفَ حالُ زوجتِك؟ ألم يحِن الموعد بعد على وضعِ طِفلها؟"
هز رأسه بهدوء ليرتشف من عصيره و يردف و هو يحدق بصورة زوجته على شاشة خلفية الهاتِف، ملامح وجهه كانت تحملُ هما كبيراً و حُزناً طفيفاً
"هي تستمر بإخباري أنها ستلد في أي لحظة! آخدُها للمشفى بمنتصف الليل و عندما نصِلُ تعودُ لطبيعتها"
"و ماذا يقول الطبيب بشأنِ هذا الأمر؟"
أجاب بإبتسامة على كلامها فوجهه كان يبدو مُتعباً و مُحبطاً بعض الشيء
"يقول أنه لم يحِن الوقتُ بعد على الولادة، لكنها تستمر بجعلي آخدها للمشفى و تبدأُ بالبكاء، لدرجة أنني أشعُر أن الطفل سيولد بالسيارة أو المنزل!"
بدأت هيَ بالضحِك بينما تضعُ يديها على شفتيها لينظر لها بإنزعاج و يردف
"توقفي عن الضحك رايْن هذا ليس مُضحك البثة! أنا أُعاني بالفعل"
"ليس بيدِك حيلة عليكَ بالصبر، هي من تشعُر بالألم و تخاف من أن تلِد بمكانٍ غير مناسب!"
وضعت يدها على كتِفه محاولة مُواساتَهُ لينزل رأسَه بحيرةٍ و هو يشربُ من عصيرِه.
"هيا لنعُد للعمل!"
أردف المصور بِصُراخ من الجهة الأخرى بنبرة تُظهر مدى نفاد صبرِه لتقف و تعودَ للتصوير.
..
جلس على طاولة الطعام الكبيرة بعبوسٍ و هو يعقدُ حاجبيهِ و ذِراعيه لصدره بينما هُم يتناولون الطعامَ بهدوء لتُردف والدته و هي تقرصه على ذراعه
"لِم لا تتناول طعامك آوه؟"
"آه أبي تحدث مع زوجتِك!"
صرخ بينما يمسح ذراعه بألمٍ ليرفع الآن رأسهُ عن صحنه و يردف بهدوء
"دعيه عزيزتي، هو طلب طعاماً من الخارج و ينتظر وصولَه"
حدقت هي بإبنها بأعين متسعة ليُخرج الآخر لسانه و يعيد نظرهُ للأمام بإنزعاج
"هل طبخي لا يُعجبك؟ أيضاً كيف تُلقبني بهذه الطريقة، زوجتُك! ما هذا؟"
أردفت والدته بإنزعاج و هي تمدُّ الشوكة نحوه ليردفَ الأخُ الأكبرُ الذي كان يتفقد هاتفه بيدٍ و يتناول الطعامَ بيدٍ أخرى.
"فلتُظهر بعض الإحترامِ لوالِدتك جونغداي، نحنُ لسنا في سلسلة للرسوم المتحركة حتى تتصرف بهذه الطريقة و كأنّك من عالمٍ آخر!"
إتسعت أعيُن المدعو بجونغداي ليقف بعد أن وضعَ كِلتا يداه على الطاولة بإنزعاج مَشيراً نحو أخيهِ الأكبر
"إنها ليست رسوماً مُتحركة مينسوك! هذه إهانة بالنسبة لي و أنتُم لا تحترمونَ هواياتي و لا ترونَ ما تُنتِجه أصابِعي من إبداع! أنا لا أريدُ البقاء بهذا المنزِل بعدَ الآن، سأذهبُ إلى اليابان فهو البلد الوحيدُ الذي أنتمي له!"
ركض نحو غُرفته ليحدقوا بِبعضهم البعض بصدمة لذا والدته صرخت حتى يتمكن من سماعِها
"تحرك خُطوةً واحدة خارج المنزل و سأريكَ اليابان أين يكمُن!"
"دعيه يفعلُ ما يريدُه!"
أردف زوجُها بهدوء لترمش مرتين و تردف بعصبية و هي تكاد تسحبُ خُصلاتِ شعرِها
"هل أنتَ ثمِل؟ هو حتى لا يُتقِن اللغة اليابانية بشكلٍ جيد و سيُصبح محضَ للسخرية عندما يذهبُ لهناك؟"
"أريدُ منه أن يتعلم من دروسِ الحياة، دعيه يخوضُ تجربته رُبّما يجد نفسهُ هناك! هو رجُل بالنهاية و يعلم جيداً ما يفعله و إن تعرض للسخرية فهذا سيجعله يعيدَ النظر في أمورِه و رُبما يعود لأنه يعلم جيداً أن ما هو بِه لن ينفعه بشيء!"
هدأت ملامِح زوجته لتتنهد بنفادِ صبر و تعود لتناول طعامِها دون أن تقولَ شيئاً.
"أبي مُحق، لا داعي لكل هذا القلق أمي"
أردف الأخ الأكبر بينما يقومُ بتقطيع السمك بالسكين ليضعه أمام والدته و يردف بإبتسامة و هو يسحب وجنتها بلُطف!
"تناولي الطعام فبشرتُكِ تبدو شاحبة مُؤخراً!"
..
"مرحباً؟ أريدُ حجز تذكِرة إلى طوكيو من أجلِ الغدِ من فضلِك!"
يُتبِع....✨
أ ن ا م ت ح م س ة ل ل ر ا ح ي ص ي ر😭🎏🍭
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top