[CHAPTER18]
أعتذر لأي خطأ إملائي الفصل لم يدقق بعد💔.
-
' Revolution love.'
«خَطيرٌ أَنتَ كَطلقٍ نَاري لَكنّنِي أُحبُّك.
أُحبُّك لآخِر نفسً تلفُظُه روحي.
أحـبّك حتَّى تُفارقَ الرُّوح جُثماني.»
-Minnie-
«حِينَما أَنظُر لعُمقِ حَدقَتيك أَرَى النَّعيم.
أَجدُ النُّور الذِّي مَا كَان مَوجُودًا بحَياتي.
أحبِّني عزيزتي.
ولأكُن نوركِ وسط ظلماتكِ.
وحاميكِ وقتَ إنكساراتك.
أغرقِينِي عزِيزتي.»
-Baekhyun-
-
وعلَى شفتيه نَمت بسمة رقصة الشَّياطين على مشارفهَا وببطىءٍ فَتك بما تبقى من ذرّات صبر أخيرة لدى الفتاة ، توقف حينما أقبل عليها وبنفس قد قطَعته داخل رئَتيها طالعته بحدقتيها الواسعتين.
توترت وشعرت كما لو أنّها بجوفِ هوَّة عميقة لا متنفسَ لها بسبب رجُلٍ تلحف الصَّمت لكن لمعان حدقتيه الذِّي ما فتىءَ يتجلَّى أمام ناظريها جعلها تقشَعرُّ لوقع حضوره المهيب ونظراته العميقة إتِّجاهها.
وقف مُقابلا لها ولم يكتفي بل تقدَّم للحدِّ الذِّي سمحَ له كي يحاصِر جسدها بفعل ذراعيه التِّي وضعها على جانبي جسدِها ، تلك الحركة جعلتها تناظرُه بحدقتين متوسعتين وهذا ما جعله يحبس إبتسامتَه لردِّ فعلها.
"لن أعيدكِ لغرفتك قبل أن تعديني الآن."
نظراتها الخجولة والمضطربة تحوّلت لأخرى متسائلة ، عن أي وعد هو يتحدّثُ الآن ما الذِّي يهذي به بللت شفتيها قبل أن تجيبه متسائلة.
"ما الذّي ترمي إليه؟"
"تعلمين جيّدًا ما أقصده ، عديني أنّك لن تلجئي لإيذاء نفسك مرّة أخرى."
زمّت شفتيها وبدت على ملامحها عدم الرضّى وقد كانت على وشك الرّد بما لا يرضيه لكنّه بيكهيون من يقابلها ومن يرمي بسهامه نحوها ، حاولت الثّبات وقد أفلحت بذلك ثمَّ أومأت دون الردّ لكنَّه لم يكن راضيا بل أراد سماع صوتها بدل الإيماء.
بجرأة تقدّم حتّى صار يقف بين قدميها المتدليّتين ،نبض قلبها وإبتعلت رضابها وتسائلت لما يستمر في إرهاقها وروحها بقربه القاتل إضطربت مشاعرُها وإرتجفت نظراتها لجزء من الثَّانية قبل أن تزيحها بعيدًا عن متأملِّه لكنَّ إصراره فتك به.
"ليست الإجابة التّي إنتظرتها ، أرغب بسماع صوتكِ الآن."
نظرت له بطرف عينها تعاين مدى قربهما من بعضهما ، تلك كانت المرّة الاولى التّي يبادر فيها في الإقتراب بهذا الشكل بعدما حصل لها في الآونة الأخيرة شعورها بالهلع إتّجاهه لم يبقى مسيطرا عليها كما كانت في اليومين السّابقين لكنّها لن تكون عند وعدها بعدم التطرّق لإيذاء النّفس مرّة ثانية هي فقط تجدُ راحتها النّفسية في ذلك.
"أنا أعدُك بذلك."
هي قد قالت ذلك فقط كي تتخلص من نظراته المُربكة وقربه الذّي جعلها تشتعل شيئا فشيئا ، إبتسم بجانبيّة قبل أن يعيد خصلاتها الدّهماء خلف أذنها وبنبر هادىء تحدّث.
"فتاتي مطيعة."
وكم كان وقع كلماته على خافقها عميقا مؤلما بشكل أحبّته روحها ، طالعها لبرهة قبل أن يتحرّك ويبادر بحملها لكنّها أوقفته لينظر إليها بإستفسار إنتظرها كي تتحدّث وقد فعلت بعدما كانت تلعب بأناملها.
"شعرتُ بالجوع ولم أستطع تناول نتفة بسبب إنكسـار الطبق وما فيه وأنا الآن..أنا جائعة."
ظلَّ يطالعها قبل أن يعتق ضحكة بعدما عجز عن كبتها جعلت من حدقتيها تتوسع ، تلك كانت المرّة الأولى واليتيمة مذ إرتبطت به تستمع لضحكته وتطالع إبتسامته التّي جعلتها تفكر بكم هي مميّزة وفاتنة.
"عندما قلت أنّك طفلة لم أخطىء في ذلك ثُمّ هل أنت غبيّة كي توقعي الطّبق."
زمّت شفتيها بغضب وقد نسيت تماما أنّ من يحدّثها الآن كانت تهاب ظلّه قبل يومين وبصوت عالٍ وإنفعال هي ردّت.
"هذا لأنّك ظهرت فجأة لم أتوقع حضورك بهذا الشّكل المُفاجىء."
تجاهلها ليتقدم نحو الثّلاجة ليعدّ لها شيئا تأكله ، في تلك اللّحظة شعر بأنّه تخطى إحدى العقبات التِّي وضعتها حول نفسها وشيئا فشيئا سيجعلها تنجذب له ثُمَ تقع له كما كانت سابقا.
بعد هنيَّة مرّت ناولها الشّطيرة التّي أعدَّها لها ثمّ راح يطالعها كيف تتناولها بحب ، شابك ذراعيه لصدره وراح يراقبها إلى أن نال من وعيه الشّرود بعد كلّ ما حدث وما كادت الفتاة قبالته فعله بذاتها تيقن من شيء واحد أن أمرها يهمـه ومنذ تلك اللّحظة التّي جعلته يشعر بالنّدم لما إفتعله بها من ألم تأكدّ أنها ليست مجرد صفقة وورقة رابحة لمصالحه كما كان يظنّ سابقًا إنّما هي شيء آخر أكثر أهمية ووقعها عميق على خافقه.
إستنكرت مينّي هدوءه ونظراته الشّاردة في الفراغ حتّى أنّه لم ينتبه أنّها أنهت شطيرتها وهاهي ذي تنتظره كي يعيدها لغرفتها لكن لا حياة لمن تنادي ، صفقت بيديها كي تُخرجه من غيبوبة اللاوعي لكنّه كان غارقا من رأسه لأخمص قدميه.
زفرت بإنزعاج ثُمّ نادته بصوتها العالي كي ينال إنتباهها وقد أفلحت في ذلك إذ جفل لمناداتها له وطالعها رافعا إحدى حاجبيه قبل أن ينهرها لصوتها العالي والمزعج.
"لما تصرخين صوتك العالي مزعج للغاية."
"هذا لأنّك كنت شارد في العدم ولم تنتبه لكوني أرغب في العودة لغرفتي."
إبتسم بتهكم بينما يقترب نحوها وهي قد حاولت بكل جهدها ألاّ تظهر له توترها.
"يعجبك كوني أشبه بخادمك أليس كذلك."
عبست وكم أراد تقبيل هلال عبوسها في تلك اللّحظة ليتنهدّ متجاهلا ما خالجه ثمّ إلتقط منديلا وراح يمسح ثغرها من بقايا الطّعام ، هي بالفعل طفلته ولن ينكر أن الوضع يعجبه كان على وشك حملها لكنها أوقفته حالما وضع يده خلف ظهرها بملامح متألمة هي قد خاطبته على حسابه من قلب جفنيه من كثرة ترددها وشروطها.
"توقف ظهري."
زفر بإنزعاج ثمّ حملها بعدما جعل قدميها تطوّق خصره لأنّها الطريقة الوحيدة التّي لا تشعرها بالألم وكم أرادت الموت من شدّة خجلها في تلك اللّحظة، بحكم وزنها الخفيف كالريشة لم يجد صعوبة في حملها وإسنادها بذراع واحدة صعد الدرَج حتّى بلغ بها غرفتها أجلسها فوق سريرها ثمَّ أزال قدميها عن خصره برفق نظر لحدقتيها التِّي ما توقفت عن اللّمعان كان على وشك التهور والإنصياع خلف وساوس شيطانه لكنّه كابر ذاته وإبتعد عنها بأعجوبة.
"نامي الآن."
حاول جعل نبرته باردة غير مكترثة لكن أفعاله تعكس ما يجول بخلده ، مينّي ليست تلك الغبية التّي لم تغب عنها ملامحه المُرهقة وتدهور حالتها في اليومين المنصرمين جعل من العبىء يزداد على كاهله لكن ما باليد حيلة وما مرّت به كان بسببه في المقام الاوّل وبسببها وإستفزازها وأفعالها الغير مسؤولة تابعته بحدقتيها كيف غادر غرفتها مغلقا الباب خلفه ثمّ تمددت على جانبها تحاول إستقطاب النّوم لكن دون جدوى وهاهي ذي تبحر في عرض محيطٍ من الأفكار والشرود.
-
ثلاثة أشهر قد مرَّت وأتَّمت صفحات كتابها التِّي ما توقفت عن نثر حبرها الأسود على ثناياها وما توقفت الكآبة عن مزاولة حياة الصبيّة ورجُلها ، ميناه كانت دائمة الزيارة لمينّي وقد ساعدتها قليلا في تخطّي عزلتها كما أنّها صارت تغادر أسوار غرفتها وتمضي معظم وقتها بحديقة المنزل الخلفية بالرّغم من أنّ فصل الشِّتاء على مشارف أبواب السّنة إلاّ أنّها لم تكترث لذلك إطلاقا.
إمتحان قبول الجامعة الأكادميّ لم تقبل على إجتيازه بحكم الظّروف القانطة التّي مرّت بها مؤخرا كما أنّها هجرت هوايتها والتّي كانت يومًا متنفسا لآلامها وأحزانها مع ذلك علاقتها ببيكهيون لازالت متوترة قليلا ، مؤخرا صار ينزوي مع ذاته إمّا بمكتبه في الشّركة أم سيختلي بذاته مع عزيزاته السجائر وأكواب النّبيذ.
ويا صبرًا إنتهجه خلده فقط لفتاة ظلّت تتخبط مع ذاتها العليلة وما زاده ذلك إلاّ علّة ، ويا حزنا شجيًّا طرق أبواب روحه بينما راح يناظر وردته الحمراء تذبل شيئا فشيئا لكنَّه جاحد بحق ذاته ومكنوناته للحدّ الذّي جعل فتاته تظنّ أنّ لاقلب له ولا مشاعر تضج بدواخله وما كان سكوته يوما من علامات رضاه بل كان ترجمة لبلوغه الحدّ الأعظم من الألم لدرجة نضوب الكلم.
درجةٌ داكنةٌ ممّا يسامر عُزلته وروحه وإنكساره الذّي لم يكن له شاهدًا إلاّ عتمة اللّيل ونور البدر المنير ، ظنَّ يوما أنّه القويّ وجه الشدائد لكنّه يعتذب صامتا قانطًا عن الحديث ، يواكب ألمه على حساب راحته وهدوء خافقه العليل.
في يومٍ باردِ الجوّ هادىء الأرجاء وثقيل السّاعات كانت مينّي تجلس بغرفة الجلوس بعدما إستيقظت ولم تجد أحدًا غير الخادمة اللّطيفة التّي ما توقفت عن جعلها تنسى عزلتها وتنسيها بجزءٍ من ألمها المتفاقم ، كانت تشاهد التّلفاز بينما تحتسي كوبا من المخفوق الكاكاو السّاخن.
أما سونهي فقد كانت تقوم بأعمالها المنزليّة كعادتها مع تبادلها لأطراف الحديث الخفيفة مع مينّي من كانت ترد فقط بإختصار ، بينما كانت تقوم بتبديل القنوات حطّت على إحداهنّ وما كان يعرض بها قد إستقطب إنتباه الصبيّة حدّ تعديلها لوضعية جلوسها ، كانت القناة تعرض مؤتمرًا صحفيًّا لزوجها.
لكنّها لم تتذكر أنّه أعلمها بشأنه أم تستطيع قول هي من كانت كالغبيّة تتهرب من محضره ، ظلّت تتابع المؤتمر وما يسير به بتمعن للحدّ الذّي جعلها تشرد بملامحه الواثقة وتعابيره الصّارمة ، فبقدر قسوة نظراته إلاّ أنّ حديثه كان موزونا لا تشوبه شائبة فكرت في تلك اللّحظة كم أنّها غبيّة وذات رأس متيبس فمؤخرًا فضّلت التّجاهل وما زادها مقتا هو مقابلته لا بالمثل وأكثر متناسية أنّ له كبرياء يفوق النّجوم وعزّة نفس لن تتخيل محلّها بخلده.
المؤتمر أقيم ليُسكت أفواه السفهاء ويضع حدًّا للشّائعات التّي ما فتأت تنهش لحمها هي بالذّات ، آخر مستجدّات أهلها قد سمعتها من ميناه عندما كانت تداوم على زيارتها وجديّا هي لم تتأثر أو تشعر بنتفة مشاعر إتّجاه من دمّر حياتها بنظرها وكم تمنت أن يصيبهم الأكثر والأبشع خاصة والدها وخالتها ، فالوالد خسِر شركته وأملاكه وبات تحت الرقابة الجبرية حالما ظهرت قضايا أخرى للفساد قد كان أحد إطرافها ، ووالدتها لطالما أعتبرتها شيئا زائدا بحياتها وهاهي ذي ترمي كلّ شيء خلف ظهرها وتسافر للصين دون رجعة.
وخالتها تلك غابت عن الأنظار كما لو إنشقّت الأرض وإبتعتها هي ووالدة بيكهيون تلك المرأة الخبيثة وهذا ما جعلها تزداد حقدا إتّجاههما لأنهما السّبب في إكتشاف بيكهيون لأمر تنمرها على يوجين وتعرضها للتعنيف من قبله ، جفلت حينما حدّثتها سونهي بودٍ.
"إن كنت تشعرين بالبرد سأحضر لك غطاءًا."
رفضت مينّي بأدب ثُمّ حدّثتها بقليل من الشّرود.
"سونهي أنا حمقاء أليس كذلك ، أشعر كما لو أنّني السبب في كلّ هذا."
قطبت الفتاة حاحبيها بعدم فهم لكنّها تفاجأت حالما ساحت مآقي الصبيّة بغزارة دون سابق إنذار ، إقتربت حيث كانت مينّي تجلس ثُمّ ربتت على كتفها بلطف تحاول مواساتها.
"اُنظري جيّدا سونهي ، بالرّغم من البرود الذّي أنتهجه وإيّاه إلاّ أنّه لازال يدافع عن سمعتي بضراوة أشعر بالخزي من ذاتي بالفعل."
"عزيزتي مينّي إنّه لمن الطبيعي شعورك بالتردد بإستمرار فما عايشته مؤخرا ليس بالهيّن لكن ألا تظنين أنّك قد أطلتِ الشّفاء ، كلاكما يكابر على حساب هناء روحه ودواخله لاضير في التقدّم خطوة صدّقيني."
مسحت عبراتها بينما تناظر الفتاة وبهدوء تحدّثت.
"أحقا ما تقولينه ؟ ألن يدفعني بعيدا عنه أخشى ذلك."
إبتسمت سونهي بوسع قبل أن تدلي برأيها بكل صراحة مطلقة حتّى لا ترفع سقف توقعاتها وتتحطم في النّهاية فشخص مثل بيكهيون غير متوقع إطلاقا.
"أنت بادري بالمحاولة ولنرى معا النّتيجة ثُمّ إلى متّى ستظلّين تنكرين حبّك الظّاهر له أنت أغبى ممثلة رأيتها بحياتي كلّها."
ما كان على مينّي غير توسيع حدقيتها بتفاجىء قبل أن تقترب قليلا منها وتهمس كما لو كان بيكهيون بالأرجاء وسيستمع لحديثها.
"هل أبدو حقّا بلهاء؟ أحبي له ظاهر بهذه السّهولة."
ضحكت الفتاة بإستمتاع لشكلها اللّطيف وتقطيبة حاجبيها الظّريفة ثُمّ أومأت تؤكد لها ذلك ، صرخت مينّي بإحراج لكميّة الغباء التّي وضعت ذاتها بها ولجعل نفسها بموقف محرج كهذا.
"الحبُّ ياعزيزتي كالنّشوة في أوّج درجاتها لن تستطيعي التحكم ببريق حدقتيك أمام من تحبين لذا الأمر خارج نطاق تحكمك بذاتك مينّي."
ظلّت الفتاة تناظرها بشرود دون إختفاء تورد وجنتيها ، نظرت سونهي للساعة الحائطية ثُمّ خاطبت مينّي بهدوء.
"عملي لليوم قد إنتهى أراك غدًا عزيزتي وإعتني بنفسك جيّدًا وأيضا."
ضحكت قبل أن تتحدّث مرة أخرى.
"لا تتصرفي بغباء أنت ستفضحين نفسك ، تصرفي على سجيّتكِ."
تجب على حديثها إنّما دفنت رأسها بالوسادة الصّغيرة التّي كانت موضوعة فوق الأريكة غادرت سونهي لتترك مينّي وحيدة تسامر خجلها ، بحق الإله عن أي سجيّة تتحدّث مؤخرا غدت كشخص فاقدٍ لعقله لا لسجيّته فقط ، إن كانت مشاعرها فاضحة فظاهرة لفتاة كسونهي إذًا هي ظاهرة لبيكهيون أيضا هذا فقط محرج كاللّعنة وهي تمثل كصعبة منال.
باقي يومها أمضته بملل في المنزل خاصة بعدما حادثت يوكي لبعض من الوقت لكنّ إنتهى بها الأمر تغفو فوق الأريكة بعقل مغيب إلى أن حلّ المساء رفقة حلّته الدّهماء ، رفرفت أهدابها تناظر المكان من حولها وبحكم الهدوء المخيّم رجّحت أنّه لم يعد بعد ، وقتٌ مناسب للهروب بالفعل.
مالم تكن تعلمه هو أنّ من تستمر في التهرب منه كان بالمنزل بالفعل يطالعها من بار المطبخ المفتوح على غرفة الجلوس بصمت للحدّ الذّي جعلها لا تلاحظ جسده ، راقبها رافعا إحدى حاجبيه بينما تمشي على رؤوس أصابعها بنعومة ونظراتها المتفحة تجوب المكان بدت غبيّة بظرافة في تلك اللّحظة.
"عن من تبحثين ؟"
توقفت لتحيد نظرها اِتّجاه إنبثاق صوته لتتورد وجنتيها بشكل تلقائيّ وذلك لم يخفى على ناظريه إطلاقا إنّما إستغرب سبب تصرفها الغريب هذا ، لعبت بأصابعها قبل أن تلفق كذبة تخفي بها غباءها المطلق.
"سمعت صوتا غريبا بينما كنت نائمة وظننته سارق ما هذا فقط ما في الأمر."
تنهّد لذكائها الفذّ الذّي سيجعله يبكي بسببه يوما ما ثُمَّ حمل نفسه وغادر المطبخ قاصدا بار مشروباته المنزوي بالقرب من الواجهة الزّجاجيّة للغرفة ، من تعابيره الخامدة يبدو متعبا باهتا حدّ الذّبول لذا فكرت في شُكره ربّما تزيح شعور الذنب الذّي راودها.
حالما تخطاها إستجمعت قواها وبنبر مرتفع خاطبته.
"شكرا لك."
توقف عن المشي ثُمّ صمت لبرهة قبل أن يستدير حيث تقف وبريبة تحدّث.
"تشكرينني على ماذا بالضّبط حددّي."
إستدارت لتغدو مقابلة له وجها لوجه ثُمَّ قالت.
"لأنّك لم تتخلّى عنّي ربما ، تعلم والداي قد إنتهى أمرهما بالفعل ألا تعتبر فرصة ذهبية كي تزيحني عن طريقك وتكمل حياتك بحريّة."
إن لم تتفوّه مينّي بالهراء لن يكتمل يومها ، آخر مقطع من حديثها لم يرق له إطلاقا بل إستفزّ اللّعنة منه بالتأكيد جُنّت أم إشتاقت للسعات سوطه على أديمها ، تنفسها قد توقف حالما لاحظت تغير تعابيره وتجلّي الغضب على محياه وبريق حدقتيه قد إختفى بالكامل ، إقترب نحوها للحدّ الذّي سمح لها بالشّعور بأنفاسه تلفح تعابيرها المرتبكة ونبرٍ خفيض صرّح.
"منذ متّى أتخلى عن ما هو ملك لي أنت بالتأكيد جننتِ لتتفوهي بالهراء مينّي."
صمت يطالع حُسنها أو بالأحرى يرمي بغاراته على أرضها ،رفع كفّه ليمسك بحفنة من خصلاتها الدّاكنة بعدما أسهب نظره هناك ثُمّ تحدّث شاردًا كما لو أنَّ الوعي قد هجره تلك اللّحظة.
"أنت جزءٌ لا يتجزأ منّي كيف لي بذلك."
وضعت كفّها فوق خاصّته بنظر شاخص بحدقتيه ، رؤيتها غدت متوشوشة بسبب عبراتها التّي راحت ترتقي شيئا فشيئا إلى أن فاض سيلها حاميا ثُمَّ تحدّثت بصوت غلب عليه الضياع.
"لكنّك تستمر في إرهاقي وروحي بيكهيون ، ما أنت بفاعل أجبني."
لم يتحدّث إنّما صام عن الحديث كما إعتاد فعل ذلك لكنّها لم ترغب بإغلاق الموضوع عند هذه النقطة ليس بعدما تحلّت بنتفة شجاعة هي ستتراجع وجيوشها عن أراضيه.
"تحدّث لا تعتنق الصمّت ديانةً تلقي بك للجحيم ، من أنا بالنّسبة لك بيكهيون."
نظراته الفارغة لانت كما الحال مع دفاعاته لم يتوقع أنّ يوما كهذا سيأتي على الأقلّ ليس بهذه الفترة ، في نقطة ما سيصل للحدّ الذّي يتحمّل فيه ثُمّ سيرخي دفاعاته ما بعد الذروة كما الحال معه الآن لم يتحدّث إنّما قرب وجهه من خاصتّها شفتيهما كانت على وشك التلامس لكنّ رجفتها الظّاهرة وبرودة أطرافها ضدّ خاصّته جعلت من فتيله يخمد ويبتعد عند آخر لحظة بإبتسامة ساخرة تزيّن محياه.
"ما الذّي تريدينه بالضّبط ، لايزال الخوف يكبلّك بحضرتي وتبادرين بقربي توقفي عن دفع نفسك مادمتي لست مستعدّة.''
عضّت شفتيها لغبائها وبشيء من التهور هي صرخت كما لو كانت تشكي ألمها بقهر.
" ما تجرعته من ألم وخذلان منك لم يكن بالهيّن تخطيه لا تلقي اللّوم فقط علي أنت أيضا مدان هنا."
سئم بيكهيون تكرر نفس الاسطوانة كلّما ضاق بها الحال هي سترمي باللّوم عليه فقط متناسية أنّه لوما تصرفاتها الخبيثة لما تعرضّت للتعنيف ، زفر الهواء بشدّة وقد كان على وشك الإنفجار وتلقينها درسا آخر يعيدهما لنقطة الصّفر بعدا تجاوزى المجال السّالب نحو الموجب ، نظر إليها كيف تشدّ على طرف قميصها الصّوفي الواسع الذّي ترتديه ثُمّ راح يتجرّد من قميصه هو الآخر تحت نظراتها التّي ما توقفت عن التوسع.
أزال حزام سراوله وقد ظّنت أنّه سيقدم على ضربها ربما لذا خسف لون وجهها وبهتت تعابيرها بهلع لكنّه فاجأها حالما ناولها الحزام ثمّ تراجع خطوتين ليستدير مقابلا إيّاها بظهره ، لم تفهم ما السبب خلف تصرفه لكن عبوسها قد تجلّى حالما تحدّث بإنفعال مطلق.
"هيا فالتأخذي بثأرك الآن وإفعلي بي المثل علّ وعسى بغضك هذا يزول."
لقد تغير بيكهيون منذّ أوّل مرّة إلتقتها به لو كان كالأول للقنها درسا لن تنساه وسيكافؤها من الألم والتعنيف مالا يحتمله جسدها ، ظلّ بيكهيون واقفا هناك ينتظر ردّ فعلها لكن ما حلّ بالمكان غير الهدوء بعد ثوان من الصّمت وصله صوت إرتطام الحزام ضد الأرضية ثمَّ جسدها الذّي إرتطم به من الخلف بعدما أحاطت خصره بذراعيها.
تنفسّ عميقًا مغمضا حدقتيه حالما شعر بدموعها ضدّ بشرته وبذراعيها تشتّد حول وسطه وما حرّك عاطفته أكثر تلك القُبل التّي راحت تنثرها على طول ظهره بنعومة بفعلتها هذه جعلته مغيبا عن الوعي منجرفا خلف مشاعره التّي ظلّ يتحدّها لكن مينّي كانت أقوى من أن يستطيع تجاهل ما يكنّه إتّجاهها.
إستدار محتفظا بعقدة ذراعيها حول خصره لتقع حدقتيه على تعابيرها الباكية وخدّيها الملتهبين ، ثمَّ راح يمسح غالياتها واحدة تلو الأخرى برفق.
"لما البكاء الآن ألم يكن هذا ما ترغبين به ؟ تحدّثي."
إزداد عبوسها ظهورا وذلك أرهق دواخله بالفعل وجعلت منها دائخة غير مواكبة للوعي ، رفضت الحديث لكنّها إرتحلت تضع رأسها على صدره غير آبهة لعرائه إنّما تبحث عن الدفىء ليس إلاّ.
"أنا آسفة ، أنا حقّا آسفة."
هل فاتنته تشعر بالذّنب أم تريد الدخول لقلبه بالفعل على كلّ هو سعيد كونها تريده كما يرغب بها بدوره على الأقل لن يشعر كما لو كان عبئا مثلما في السّابق الآن هي بادرت بخطوة إتّجاه هو سيجعلها سجينة حُبّه وتملّكه دون منفذٍ للخروج هذه المرّة.
أبعد رأسها المختبأة بين ثنايا صدره يدنو نحو نعيمها بهدوءٍ وما إن إلتقت الشِّفاه في قبلة الأحبّاء إشتعلت الرّغبة وحلّ محلّها الدفىء ، إمتزجت المشاعر وراحت العقول في سطوة الأناة مدٌ وجزرٌ ما كان يشدّهما وحُبّ وقور ما كان يغمرهما.
تراقصت الألسنة تحت أنغام الهيام وتفجرّت الأفئدة تحت أنوار العتمة والغيام ، لُقمة بلقمة وأخذ ما من حسنها ما إستصاغ محبوبته بين يديه والفرح يغمره حدّ ساعديه ، فتاته وأنثاه التّي ما توقفت عن فرض محضرها بنعومتها ورقّتها وبأنوثتها الطاغية ناجته وروحه ليرتقي بها لأسمى درجات الحب والنّشوة.
وماكانت القُبُل لغةً للشّفاه وماكان الحب إلاّ أخرسا بحضرتها وماكان العناقُ تشابك للأذرع أو أرتطام للصدّور إنّما إمتزاج روحين هائمتين محبوبتين طافيتين بين نسائم العشق وفراشاته.
وفي مُهجة النّشوة طارحها الحُبَّ بعنفوان كان السيّد وهي له الخاضع بأمان ، قبلٌ نُثرت وأنفاس تبعثرت ورغبة دفينة تفجرّت وبين هدوءِ اللّيل الشجيّ ونور البدر البهي تعانقت روحيهما قبل أجسادهما وفي رقصة الحبّ تشاركا كما لم يتشاركاها قط.
بئس لأيام مخضتهم وجعا وبئسا لآلام طرحتهم أرضا ولساعات إندثرت فيها المآقي وصاحت فيها الأنفس بثغر باكي ،أفلم يعاني الحبيبين من الفراق؟ أفلم يعاني العاشقين من وخزات العتاب ونظرات الذنب وأسطر اللّوم على عتب الكلام.
وياروحًا ذبُلتي وتساقط أوارقكِ كأوراقِ الخريف هاقد هلَّ ربيعك البهيّ ونورك الجليّ ولتبتسم لك الحياة أخيرا بمحلاها وزهوها وفحواها ، ولتكن لك بدايةٌ جديدة وليقبل زمنُ الحبِّ بعدما غادر الحزن بثوبه الأدهم وولّى.
.
.
.
إنتــهى.
دون ضرب أو سب رجاءًا 😂 اللّحظة المنتظرة أخيرا كيما نقولها حنا قوم شكوبيلاند وأخيرا نور الملح.
منيش مصدقة أني أخيرا خليت حاجة تحدث بيناتهم أني واي برود بيكهيون يعبر عن الكاتبة قلبا وقالبا😂😂😂 آسفة لكمبة العذاب والتعذيب الي تلقيتوها.
الفصل كان مليان مومنتس مش تجي وحدة تقولي مشبعناش ، الفصول الحاية وتزيدو تتدللوا ، رابطة الي كرهت بيكهيون منحبش نشوفكم هنا😂 يا ظالمين وناقمين نعمة ولدي.😂👌
إذا أحم نرجع للأسئلة :
كيف كان الفصل ؟
أفضل جزء.
أسوء جزء.
بيكهيوووون.😿 واخيرا نبوسو على لي تحرك .
ميني؟ وغبائها المطلق.
مش رح نسأل أكثر الا توقعاتكن للأحداث القادمة 🙄.
[لمتابعي رواية بيرلا أنا أعتذر بحق كان من النفترض أن أحدث بها لكن الأفكار قد نضبت وجام تركيزي قد شفطته لوليتا 😭😭 سأحاول التحديث بها قريبا أعدكنّ.]
دمتنّ صغيراتي❤.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top