[CHAPTER17]

-

'Revenge.'

حِينَ تدُّقُ سَاعةُ اليَقين وتُكَشفُ الأَكاذيبُ ثُمَّ تَسقُطُ الأَقنِعة وتَظهَرُ الأَوجُه بمُرِّهَا يُحَاوِل المُخادِع مدَارَاتِ أَلاَعيبِه والجَشِعُ إنقَاذَ ما تبَقَى مِن فُتَاتِ مَا إكتنَزَه لكنَّ الأوَانَ قد فَات و بثَوبِ الحَقِّ الحقيقَة قد ظَهرَت.

ثَوانٍ من الزَّمَن مَرَّت بهدُوءٍ قاتِل ليسَ قبل أن يُفلتَ بيكهيون قهقهة لم تكُن إلاَّ نتَاج ما تتُابعُه حدَقتَيه الآن من أخبَار ، رَجُل الأعمَال التايلَندي قد وقَع في مصيَدتِه وباتَت أسهُم شركتِه التِّي ما فتىءَ يتبجَّحُ بهَا في الحضِيض.

درسٌ قاسيّ هو ما لقنَّه له ولِمن تطاولت عليه كذلِك ، إذًا ليعايش فضِيحته وليحاول الخروج من مياهها الضَّحلة إن إستَطاع ، دثَر تعابير السُخرية من محياه ثُمَّ همَّ بالخرُوج من مكتبِه الخاص لم تَخفى عنه مينِّي من كانت لا تزَال رفقة مأتَمِ شخصها المتَصدّع ؛ كانت لا تزَال معتكِفة غرفتَها غير آبهة للعالم وما يدور خارجًا.

كَان في طريقه للطابق الأوّل أين تقع غرفتها لكن مظهرُ سونهي الهَلِع وملامحها المنتقبضة جعلت منه يتوقف منتصف السلالِم مُستقبلا ما ستطلقه الفتاة من سموم من بين شفتيها.

"لم أستطع الدخول والإطمئان عليها كونها تحبس نفسها بالدّاخل وتأبى الرد أخشى قد تكون أقدمت على فعلة سيئة بحقها."

لم يشعُر إلاّ بنفسه تثب على أعتاب السلالم بسُرعة خيالية يختزل ما تبقَى من المسافة كي يحط أمام باب حُجرتها ، والصبر بما فيه قد غادَره دون تذكرة رجوع إذ طَرق ضدَّ الخشب بعنف جلجل الأرجاء ، مُحتقنا صوته قد جهَرَ.

"مينّي إفتحي باب الحجرة."

لم يتحصّل على ردٍّ قد يُبعد شعور الهلع الذِّي راوده في تلك اللَّحظة ، تريث لهنية لكن ما كان يصل لمسامعه الهدوء المحيط بالروّاق،نبضات قلبه المتسارعة،صوتُ المياه المتدّفق من الحمّام المُرفق بغرفتها و إستنكار شديد هو ما راوده.

هي وبالجروح التّي تغطي مساحة ظهرها لن تستطيع الإستحمام إذا الغبيّة قد فعلت شيئا سيئا بذاتِها ، تنفسَ بعُمق قبل أن يعود أدراجه لمكتبِه أخذ النسخة الثَّانية من المفاتيح وبخطوات حثيثة هو قد عَاد حيث غرفتها ، بسبب الضّغط والقلق المفرط اللذّين يعايشهما الآن لم يعد يرى شيئًا أمامه.

باب غرفتها قد شُرع على مصرعيه ودون تفكير هو قد تقدَّم مُسرعًا حيث الحمَّام ، بابه لم يكن موصد وصوت تدفق المياه قد إزداد كُلَّما إِقتَربَت خطَاه نَحوَه دلف للدَّاخل لياقبله جسَدها المستريح قرب المغطَس وما أَثارَ جزعه هو دماؤها المختلطة بالمياه المتسربة من حواف المغطس.

نظرها كان شاخصًا بالأرضِ ويديها تستَريح وسط حظنها والدِّمَاء منها ثائِرة ، كان منظرًا غير متوقع إطلاقًا مينّي تؤذي نفسَها للمرَّة الثَّانية على التوالِي تقدَم نحوَها حثِيثًا ثُمَّ جثَى على ركبتيه غير آبهٍ لبلل الأرضيّة ولا للمياه التِّي ما توقفت عن التدَفُق.

رفَع وجههَا مكوِّبًا إيَّاه لتقابله ملامحهَا الساكنة ونظراتها الباردَة كانت كمَن فقد وعيه وهَاهي ما وراء قُضبان الظلامِ مُحتجزَة ، رغم الألم الذّي خلَّفتهُ الجروح الجديدَة نِتَاج فعلتها المتهورة إلاَّ أنَّها لم تبدي أي إنفعَال ولو كَانَ ضئِيلاً.

"أيروقكِ شعور الألم ؟ ألهذه الدرجة نفسكِ طمّاعة به ؟ تحدّثِي."

لم تُجب ولم تنبس ببنتِ شَفَة بل ظلَّت تناظِرُ حدَقتيه الداكنة بخاصَّتِها الدَّاهِمة ،ما حلَّ بينَ الإثنين في جزءٍ من الثَّانية كان عمِيقًا وما عجزَتِ الألسنَة عن عتقه هاهي ذي لُغة العيون توصِل شفرَاتِ الرِّسالة ، نَظرةٌ لخصَتِ الأسفَ ثُمَّ الندم ونقيضتُها لخصت الألمِ والخذلان.

نظراتٌ ما كانت ذات وقع عميق بينهُما رَأتِ ملامِحه تلين لحظَةً فلحظة حتَّى إستقرت هادئَة السّحنة ، حينما إمتنعت عن الحدِيث أدبرت بنظرها عنه بعيدًا وسوف لن تَترَاجَع عن موقفِها إطلاَقًا.

تنهـدَّ بيكهيون عميقًا محاولاً إستجماع َ فُتاتِ صبرهِ ثُمَّ وقع نظرَه بما تحمِله يدُها ، كانت تبدو كشفرة حادَّة أو مبرَد الأظافر وقد رجَّحَ أنَّها أذَت ذاتها بِه ، تَصاعدَ الغضَبُ بدواخله للحدِّ الذّي جعلَه يريد تحطيم وجهها مدَّ يده كي يأخُذ تلك الشفرة لكنَّها أبت ذلك.

"هاتها الآن! "

لم تجبه بل تجاهلته تمَامًا وذلك جعل الشياطين تتراقص أمامه ، شخص لاصبر لديه وهاهي ذي تختبرُه وتستفزّه ببرودها ولامبالاتهَا ؛ وكما تجاهلته هو أيضا قد ضرب لامبَالاتها وبرودها عرض الحائط وحاول أخذ تلك الشّفرة الحادّة من بين يدها التِّي ما توقفت عن النزِّيف بسبب ضغطها المستمر عليها.

كرد فعلٍ دفاعي لم تستقصد مينّي حدوثه قامت بالتلويح بتلك الأداة فقط كي تبتعد عنه لكنَّها خلَّفت جُرحًا أعلى خدِّه وذلك جعلها تجفل مكانها بحدقتين متوسِعتين وأنفَاس بدأت تضطرب شيئا فشيئًا.

مرر بنانه أعلى الجُرح ببطىء وملامح كستها البرودة والفراغ وبجمود هو قد بسط كفَّه عاتقا صوته أشبه بهمسٍ ممِيت.

"هاتِ تلك اللّعنة الآن."
بترددٍ ويدٍ مرتجفة قدَّمت له تلك الشفرة تحت نظراته الخامدة والمُظلمة ، إستقام بعدما وضعها بجيبه ثُمَّ رمق الفتاة التِّي ما تزال تُبحِر رفقة هواجِسها وما سيقدِم على فعله بها بعدما أَقامت شرخا بخدِّه.

بداخلِها شعرت بنَشوةِ الإنتصَار كونهَا خلَّفت بأديمهِ جرحًا كما فعلَ بهَا المِثل لكنَّ الهلَع أخذَ نصيبَه من زوايا خُلدِها كونهَا ظنَّت أنَّه سينتقِم منها ويرد لها الصَّاع بإِثنين ،كانت شاردة للحدِّ الذّي جعلهَا تغِيب عمَّا يدور حَولها.

شَهقَت بذُعرٍ حالمَا اِرتَفع جسدها عن الأرضيَّة المُبتلَّة بسببِه من إختصر عنه الجُهد والوقت وإنتهزَ لحظة غفلتها وإلاَّ ستقامُ الحربُ وأيَّاها ، كَانت ترغب بالإبتعاد ليس هذا ما كانت تطمح إليه بالفعل لكنَّه توقف وزجرها بنظره حادّة جعلت حدقتيها تعانق أرضيَّة الحمَّام بحميميّة.

"توقفي عن الحراك الأرض زلقة إن كنت لا تعلمين."

توقفت عن المُقاومة بملامحَ غير راضية إطلاقا لكن بيكهيون تجاهل ذلك تمامًا ولتشكُر ذاتها كونَها مريضَة وإلاّ كانت أوصالها قد غادرت من زمان ، صبره كان ذو حبلٍ متين فبالرّغم من تصرفاتها المستفزّة إلاَّ أنَّه تمالك نفسه حتَّى هذه اللَّحظَة.

وضعها برفق حالما بلغ بها السَرير وبذات الصّمت المسيطر عليه هو قد عاد للحمّام ودون أدنى تأخرٍ منه هو قد راودها حاملا بيده علبة الإسعافات الأوَليّة ومنشفة.

"سأفعل ذلك بنفسي لا داع لتدخلك."

وقحة كانت نبرتها لكنَّها عُتقت بهمس لتخفي فقط شعور القلق الذّي ما فتىء يراودها بمحضره ، وكما إمتدَّت يدها كي تأخُذ المنشفة هي قد أعادتها حيث كانت من نظرةٍ فقط شأنها شأنَ نصلٍ حاد.

"أعيريني صمتك فقط."

هذا ما صرَّحته شفتيه بعدما جلس بالقرب من جسدها وباشر في تجفيف شعرها لكنَّه عكر ما بين حاجبيه وإستقام مسببا لها الفزع ، تابعته بحدقتيها حالما بلغ خزانة ملابسها وراح يقلب بين مقتنياتِها.

"أحقا أنت بشابّة تعدّت ثمرة البلوغ ؟ أهل برأيك ومن الطبيعي الجلوس وسط المياه بذاك الشَّكل."

رمقته مينّي بإنزعاج تام ثُمَّ أجابته بإندفاع.

"لستُ بحاجة لملاحظاتك الفذّة وتوقف عن البحث بين أشيائي."

نظر إليها بطرف عينه ببرود تام قبل أن يُخرج منها قميصا صوفيَّا واسعًا بلون النّبيذ و حمّالة صدر بالنِّسبة له كان الأمر عاديًّا نقيض من كَانت تتخبط خجلا حالما وقعت حدقتيها على ما تحمله يداه.

وبتذمر صارخ هي قد زجرت من وضع قطع الملابس أمامها كما لو كانت ملابسه الخاصّة.

"أنت بالفعل شيء ما ، لا أكاد أصدق أنت.."

لم تستطع الحديث أو بالأحرى الكلَم قد نضب من لسانها وماعادت لها القدرة على ذلك ، أخذت الملابِس ثمَّ خاطبته بعدوانيَّة لكن بسبب إحمرار وجنتيها ذاك جعل منظرَها مضحكا.

"أنا لن أغير قطعة واحدة ما دمت تسلط أنظارك نحوي هكذا بهذا الشكل."

كان بمقدُوره زرع الرعب بدواخلها وإرغامها على تغير ثيابِها وأمَام ناظرَيه أيضا كي توضع حلقة بأذنها لكنَّه قرر التَّجاهل أيضا هذه المرَّة على الأقلّ ثُمَّ وليكن بينهمَا حديث مختلفٌ تمامًا.

تنفست بعُمق تربتُ على صدرِها بتتابع حالما غادر الغرفة كي يغير ثيابه المُبتلّة هو الآخر ، كانت تظنُّ أنَّ بعد فعلتِها الشَّنعَاء ستتذوق من أطبَاق غضبه ما لذَّ وطاب لكنَّه تصَرَّف بالعكسِ تمَامًا ردُّ فِعلِه كان غير متَوقعٍ منها إطلاَقًا أسرَعت في إرتداء ملابِسها ثُمَّ نظرت لعلبة الإسعافات التِّي سبق ووضعها بيكهيون فوق المنضدَة دون أخذِها.

بابُ غُرفتِها فُتح مرَّة أخرى ولم يكن سوى بيكهيون من عاد بعدما غير ثيَابه هو الآخر ، كانت تجلس على طرف السَّرير تناظِرُه بشرود لكنَّها بترته عندمَا أحادت برأسِها لجهة لا تتضمّنُه.

أخذ علبة الإسعافاتِ ثمَّ جَاورَها بالجلُوس مطالعًا جروح يدَيهَا القديمة والجديدَة بمَلَامِحَ غَاضِبة ، وقبل أن يشرع في تضميد جراحها رفعَ سبّابته مهددا غير آبهٍ إن فزعت منه أو لا.

"إن فكرتِ في الإقدام على إيذاء نفسك بهذا الشّكل مرّة أخرى سيكون لي معك حديث آخر."

قبضت على قميصها بشدّة حالما إستمعت لتهديده ونبرته التِّي غمّستها الجديّة ، عضّت شفتها لحظة تلامس القُطن المُعقم بجرحها وما عادت لها القُدرة على تحملِّ الألمِ أكثر.

أبعدت ذراعها من بين كفيه بسرعة والدّموع تنزل من مقلتيها بشدّة وضع الأشياء جانبًا ثُمَّ طالعها صامتا لكنَّه بث التوتر بدَوَاخلِها.

"ماذا الآن أتشعرين بالألم ؟ عندما قمت بتخليف تلك الجروح لم تفكري بذلك والآن أنت تأبين مُعالجتها."

ليس وكأنَّها لا تعلم ذلك لكنّها فقط شعرت بالألم الشّديد ولا تزال خائفة منه قد يغير رأيه ويستبدل هذا اللُّطف بوجهٍ آخر لن تُسرَّ به إطلاقًا ، نظراتُها المترددة قد جعلته يتنهد ماسحًا على وجهه بكلتا يديه بإرهَاق بان لناظريها.

جفلت تشعر بنفسها قد إنقطع عندما نظر إليها لتبَادله بدورهَا ، ملامحه كانت هادئة خرساء للحدِّ الذِّي جَعلَها تستبدِلُ قلقها لفضولٍ عَمَّا يدُور بين جنبات عقله.

"هذَا مؤلم أنا لا أريد ذلك."

"يؤسفني قول أنّه ليس على مزاجك لذا تحلي بالهدوء ولتدعي هذه الساعة تمّر بسلام."

ورطة! مينّي واقعة في مشكلة مع من بدأت معالم العصبيّة تتجلّى على ملامحه.

مجابتهته لم تكن بالفكرة السديدة ولن تُجدي معها غير حفنة دموع وألم مضاعف ، دون إضافة كلمة واحدة هي أعادت له ذراعها وهو باشر عمله بصمت.

كاد الصُدّاع يفلق رأسه لنصفين من شدّته ومع مرور الوقت يزداد ألما حتَّى بات يشعر بنبض خافقه يكمن هناك ، تركيزه قد تضائل وما عاد قادرًا على تحمُّل المزيد لكنَّه لم يبدي معالم الألم على ملامحه بل تفنن بإخفاء ما يكسرُه  فما عايشه اليومين المنصرمين ماكان جليًّا وما زال طريقه ضال وعرٌ مُشبَّع بالضّباب.

حاول الإنتهاء من ذراعيها بأسرع وقت قد ينتهجه فقط كي يأخذ ما يزيح عنه هذا الألم وما يريح كاهله ،  وتحت نظرات مينّي المسترقة هو تفنن بإخفاء إنكساره وكم كان بارعًا في إدّعاء القوّة بينما دواخله كانت خاوية فمندثرة كأطلال منكسرة باكية لم يتبقَى لها سوى الغربان تُسامر وحدتها.

وقبل أن يرغمها على تعقيم جرزح ظهرها سبقته لتستلقي وتدثر نفسها بين أغطيتها السميكة ، تدعو الإلّه ألاّ ينتهج العنف إتجاهها ، فعلتها الطفوليّة تلك جعلته بيتسم متهكما ثمَّ منزعجا حدّ الجحيم لقد إكتفى من غبائها لهذا اليوم وما رصّته له من غضب بفعل إستفزازها وردودها الوقحة جعلته يفكر مليا لما لم يهديها صفعة تعيد عقلها لمكانه.

إنكماشها حول ذاتها  تحت الأغطية كان جليّا له لذا إستقام آخذا مع عدّة الإسعافات وغادر الغرفة مسببا لها الفزع بسبب الباب الذّي ضرب بعنف لم يكن ينقصه غير طفلة تفتعل المصائب بنفسها ثمَّ تحرق حطب غضبه وثورانه بنيران إستفزازها.


--

في وقت آخر من النّهار غادر بيكهيون لقصر العائلة بعدما تأكد من مينّي وأنّها لن تؤذي ذاتها أو تفتعل الحماقات وكم كان ذلك سهلا بتهديد منه فقط هي قد إنصاعت خوفا فقط من أن ينفذ ما هدده بها.

كان السبب خلف إستدعائه بهذا الشكل ظاهرًا له لذا لم يمانع الذّهاب فقط ليرى أين ستصل بهم الأمور ،  منزل العائلة كان هادىء ولم يلمح طيفا لأي منهم حتى زوجة والده من إعتادت على إستقباله كلّما زارهم متوارية عن الأنظار.

وافى والده وشقيقه المكتب وإبتسامته السّاخرة شعّت محياه حالما وقعت أنظاره على شقيقه الأكبر جلس مُقابلا له ثمَّ نظر لوالده دون  أن يمسح تلك الإبتسامة الجانبيّة عن مبسمه كما لم يسلم شقيقه من لسانه اللَّاذع  حالما صرّح بسخرية.

"إن كنت هنا بغية إسترجاع أسهمك فالتنسى ذلك بشكل قاطع."

تنهـدّ الوالد للحال التّي آلت إليها العلاقة بين الشقيقن وذلك لم يكن فقط بسبب من دمّرت عماد الأسرة بسبب أفعالها التّي ما توقفت عن زرع براثن الكره ، رمق جي سانغ الذّي بدى كما لو أنه يحاول إبتلاع إهانة الأصغر له ثُمَّ تحدث مجيبا.

"لست هنا لبث المزيد من النزاعات لذا فاليتحفظ كلّ منّا أحقاده لنفسه."

بيكهيون كان على شفى الردّ وتحطيم وجه من سولت له نفسه الحديث لكن الوالد تدّخل عند آخر لحظة يضع حدًا للهراء الذّي يحصل بين الشقيقين وتحدَّث مسترعيا إنتباههما.

"صباحا قصدني شقيقك هو قد إعتذر عما بدر منه وأراد فرصة أخيرة لتكفير خطاياه."

الخطاب التمهيدي لم يرق لبيكهيون إطلاقا بل ركز نظراته إتجّاه من يقابله بشكٍ صريح.
ألم يعانده و والده كثيرا بسبب والدته ؟ هل بسبب سحب أسمه ومعظم صلاحيّاته أراد اللّجوء للخطّة البديلة.

السيّد بيون لاحظ صمت بيكهيون ونظراته التّي ما توقفت عن إفتراس وجه شقيقه بكل شك إمتلكه يومًا ، إذا هو قد راودته نفس الهواجس بسبب تصرف إبنه البكر.

"هل سحبي لأسهمك جعل الوعي يعود لرأسك أخيرا؟" 

خاطبَه بسخرية بحتّة وكم كان مستفزًا  بإبتسامته الملتوية ، حدقتيه الدّاكنة كانت كهوّة دهماء  ورغم زخّات الإنهاك الجليّة على ملامحه إلاَّ أنَّه لازال شامخ عوده متين صلبه وباله لن يهنىء حتَّى يَلوي الذرّاع التِّي إمتدَّت له.

"ما المطلوب منّي لما قمت بإستدعائي؟"

الملل كان ظاهرًا من نبرته ومن شبَّ على شيء شاب عليه ؛ بيكهيون لن يتخلّى عن وقاحته حتّى وإن  انتهت به الحياة وإضمحلّت الروح من صلبه.

"حتّى نختار ما إن نقيم  مؤتمرا صحفيًا نخرس به أفواه المتذمرين أم نكتفي بلقاء صحفي يقام هنا بالقصر."

وقف مستنكرا حديث والده وبتجهم ظاهر خاطبه غير مكترث للأخلاق إطلاقا.

"لا تقحموا لعنتي بهراء كهذا ،ولا دخل لي بما إفتعلته طليقتك سيّد بيون."

دون أن يستمع لحديث من والده هو قد إستدار ليعطي شقيقه نظرة حادّة  ساخرة  ثُمَّ غادر تاركًا الوالد وشقيقه ملجمي اللّسان ،حينما مرَّ على غرفة الجلوس إلتقطت حدقتيه جسد زوجة والده  تجلس بمفردها شاردة الذّهن باهتة الملامح.

ولسبب جهله قدميه قد ثُبتتا مكانها كما لو أن للأرض أيدٍ تتشبث به ، حالما رأته واقف يناظرها بهدوء إبتسامة زهيّة تلك ما زيّنت ثغراها وبسعادة هي قد إستقامت مقتربة منه حثيثا قبل أن يغيّر مساره ويتجاهلها خارجً.

عكرت مابين حاجبيها عندما لمحت تلك الضمادة أعلى مدّه وبفتات شجاعة إستجمعته هي قد أنامت كفّها تريحه هناك وبنبرة لينة  محببة هي قد خاطبته.

"هل أنت بخير ؟ملامحك واهنة بقدر ماهي هادئة بني."

لمعان حدقتيها ونبرتها العطوفة جعلته يطالعها بمشاعر لم يعايشها إطلاقًا كما لو كان ضمئان وإرتوى حدّ الإكتفاء ، ببطىء ورفق هو أزال كفّها وبذات هدوءه هو خاطبها.

"أنا بخير."

تنهدّت تومىء له بقلة حيلة ليس وكأنّه سيعلمها بالسبب خلف إنهاكه مثلا، هي فقط ظلّت تشكر الرّب كونه لم يتجاهلها كما إعتاد سابقًا.

"إعتني بنفسك جيّدا ولتتحلّى بالقوة هي فترة من الزًمن وستمرّ."

لم يجب بأي حديث كان غير أنّه إبتسم بتكلّف فقط كي لا يحرجها ثمّ غادر المنزل يكاد ينفجر غضبا ، نظر لساعة يده وقد وجدها الـسادسة مساءًا.

العمل والشركة قد أهملهما هذه الفترة بل جعل سوهو بتكفل بالأعمال خلال هذه المدّة ، والدته هادئة بشكل جلب له الشكّ هي قد ذهبت للشركة مرّة يتيمة ولم تعد كونها تعرضّت للطرد.

وهاهي ذي أخبارها تنقطع لكنّها لن تطيل الغياب وتعود للسّاحة رفقة لعبة جديدة من ألاعيبها ، والد مينّي وخالتها هما الآن لازالا تحت وقع صدمة الفضيحة وإنخفاض أسهم وعلامة شركتهم التجارية بالأسواق وكم كان ذلك ممتعا له بينما يراقبهم يتدمرون أمام ناظريه الواحد تلو الآخر.

مينّي النقطة الأهم التّي تشغل باله حاليًا تلك الفتاة وبعدما حدث لها هي قد أنهكته بالفعل ، بسببها ماعاد النوم يراوده وما صار الصدّاع يفارقه حتّى هذه اللّحظة لازال يفكر بها وهواجس عدّة قد تزاحمت خلده بسببها وتهورها مؤخرا.

لم يشعر بالوقت ولا حتّى المسافة التّي أدبر في قيادتها حتّى وجد نفسه قد وصل لوجهته ، ترجل من السيّارة بعدما ركنها بالمرآب وبهدوء هو حثّ خطاه نحو المنزل وإختزالا للمسافة هو سلك الطريق المؤدي الي الباب الذي يوصل للمطبخ.

فتح الباب ثمَّ إستدار بنيّة غلقه وكلُّ ما وصل مسامعه شهقة ثمَّ صوت تحطم الزّجاج على الأرضية ،إستدار ليجد فتاته الغبيّة متجمدة قرب بار المطبخ والزّجاج  مع الطعام متناثر على طول الأرضية والأهم هي كانت حافية القدمين.

"إيّاك أن تتحرّكي الأرض مغطاة بالزّجاج."

من شدّة هلعها من نبرته التّي عتقها فعلت العكس لتدوس على قطع الزجاج وتتأوه بألم ، فعلته جعلته يوسع جفنيه من شدّة غبائها لذا تقدم نحوها حثيثا ثُمَّ حملها ليجلسها فوق البار  ونزل لحيث قدميها كي ينزع قطع الزجاج التّي داست عليها.

"هل أنت غبيّة ؟ أم صمّاء ما الذّي قلته لك قبل قليل."
كان ينزع القطع العالقة ويوبخها بغضب  أما هي فقد إستمرت في البكاء وحشر وجهها بين ثنايا قميصها الصوفي تمنع صوتها من الخروج.

إستقام ليرمي تلك القطع بالقمامة ثمّ نظر إليها ليجدها تمسح دموعها العالقة برموشها ، زفر بإنزعاج ليقترب حيث تجلس مخاطبًا إيّاها بجديّة.

"توقفي عن البكاء  ، أنت الأن لا تختلفين عن الأطفال بشيء."

طالعت ملامحه بإنزعاج لتتحدّث  متذمرة متناسية خوفها منه للحظة.

"ذلك كان مؤلم لذا دموعي تتمرّد بتلقائية."

"كصاحبتها تماما."

حديثه الهامس وصل لمسامعها مسببا لها جحوض في حدقتيها ، لكنّها تجاهلت ذلك كي لاتبدو خرقاء أمامه إذ أنّه كان منهمكا في تنظيف الزجاج  والطعام من الارضية.

هذا ليس عادل دوما ما توقع ذاتها في مواقف خرقاء  ودوما ما تكون بمحضره ، فكرت كيف ستهرب لغرفتها قدميها قد غرستا بهما الزجاج رائع مينّي أنت بارعة في إيقاع ذاتك بالغباء.

"كيف سأصعد لغرفتي الآن اللعنة."

همسها المتذمر وصل لمسامعه وقد قمع إبتسامته من الظّهور ، إستدار لحيث تجلس مربعة يديها بحجرها ونظرها شاخص بقدميها ، بالرّغم من ذبولها والإعياء الذّي تفشى بملامحها إلاّ أنَّها لا تزال بذات الهالة اللطيفة  مسح يديه بمنشفة موضوعة بالقرب من الحوض ثُمَّ تقدم نحوها بروية جعلت من أنظارها ترتفع نحوه بتوّجس.

لكنَّها وسعت جفنيها حالما غير وجهته وكان على وشك مغادرة المطبخ وتركها هناك دون اكتراث ، إستدارت نحوه ثمَّ خاطبته بصوت مرتفع.

"توقف!"

إبتسامة لعينة زيّنت ثغره قبل أن يستدير نحوها وما كان يجول بخاطره تلك اللّحظة لخصته لمعة حدقتيه.

.
.
.
.

إنتهـــى.

بدون شتم رجاءًا بالكاد أنهيت كتابة هذا الفصل 😂
الفصل عبارة عن أطفالي وبس لذا الهدايا
توضع كلّ واحد دوره.😎

نرجع الآن للأسئلة ، رأيكنّ:

- بالفصل بصفة عامّة.

-بيكهيون ، تصرفاته إتّجاه ميني؟ إنتقامه ؟
هل سيظل بنفس موقفه؟

-مينّي؟ تصرفاتها ؟ إستمرارها في إذاء نفسها
مشاعرها المتذبذبة  اتجاه بيكهيون؟

-توقعاتكنّ.

دمتنّ سالمات عزيزاتي ولنلتقي في فصل جديد بإذن الله❤.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top