Chapter 39.✔

بعد مُرورِ ستة أشهُر.

الشمسُ في كَبِد السماء وضَوُؤها يغشى البلاد مشارقاً ومغارباً، تلك الأشعة الذهبية التي تشرق كل يوم من جديد مُعلنةً بداية يوم جديد كُلُه أمل وتفاؤل، وإذا بسيارةٍ سوداء كبيرة تتوقف أمام ذلك المنزل.. تترجل منها الفتاة ببطئ.. فكانت الشّمس ترسل أشعّتها الذّهبيّة الهادئة على الأشجار فتزيدها جمالاً وفتنة مما جعلها تقف للحظات تبتسِم للطبيعة..

وسُرعان ما ترجلت السيدة خلفها لتُمسِك بالحقائب بدلاً من إبنتِها وتقودها لداخل المنزل، بينما تلك الفتاة لا تقوى إلا على تأمُل كل شئ من حولها وكأنها كانت ميتةً فإذا بها تعود للحياة..

"مرحبًا بعودتكِ للمنزل."

تركت والدتها الحقائب لتأتي وتقف أمام إبنتها الوحيدة، تُحيط وجهها بكفيّها لتحدق بملامحها التي لم تختلف كثيراً عن خاصتِها، سُرعان ما إبتسمت لها إبنتها لتعانقها وتبادلها الأخرى بإشتياق.. كلاهما لم يستوعب الأمر بعد.

لم تتوقف والدتها عن الإبتسام بفرحة حتى صدمتها إبنتها وجعلت تلك الإبتسامة تتلاشى بطريقةٍ مُوجِعَة، بقولها..

"آه إشتقتُ لأبي كثيراً، وأكثر مما تحمله كلمة كثيراً مِن كُثرٍ! أين هو بالمُناسبة؟" ختمت حديثها بإبتسامة بشوشة ولاحظت تبدُّل حال والدتها حيث وقفَت في ثبات وصمت.

نظرَت سيليـنا لوالدتها مع حاجبين معقودين لتذهب هي وتبحث في كُل رُكنٍ في المنزل بينما تصيح: "أبي!"

"هل خرج؟ ألم تخبريه بميعاد خروجي من المصحة؟" عادت لتقف أمام والدتها التي لا تنطِق، إبتسمت لها والدتها بهدوء قائلة.

"إسمعيني حبيبتي..."

"لا لن أسمعكِ!" قاطعتها.. وحينها جائت لسيليـنا أفكار سيئه جعلتها تقلق بشأن والدها كثيرًا..

"أبي هل أنت بالداخل؟" صرخت سيليـنا ولم يجيبها أحد، أتى الخدم ليقفوا وينظروا إليها بغرابة مما زاد قلقها وتعجبها مما يحدث حولها وهي غير مُدركة.

"سيليـنا هذا يكفي، هو ليس هُنا.." خرج لوالدتها صوتٌ اخيرًا، تعجّبت سيلينا وإستاءَت من الأنظار المُثبّتة عليها.

"أين هو إذاً؟" عقدت حاجبيها بضعف وكأنها تترجى والدتها بألا تخبرها بما أدّت أفكارها وإحتمالاتها إليه..

"لقد رحل." همسَت الأخرى بينما تمد يدها لتضعها على كتف سيلينا التي تراجعت للخلف لتسقط يد والدتها عن كتفها!

"ماذا تعني بأنه رحل؟" تسائلت بغضب والجميع ينظر لها بشفقة كونها لا تستطيع تصديق ما سمعت.

"لقد رحل، سيليـنا." كررت ما قالته لِتسقُط أول عبرة من عينيّ إبنتها..

"إرحلوا اليوم إجازة لكم." قالت والدتها موجهةً كلامها للخدم، ليستجيبوا لها سريعًا آخذين اغراضهم.

"سيليـنا!" تكلمت والدتها لتبتعد عنها سيليـنا وتركض نحو غرفتها لتغلق الباب خلفها جيداً، وترتمي على سريرها، وبين لحظات أصبحت غارِقة وسط دموعِها..

"أبي أنا آسفة علي أي شئ فعلتهُ أو تفوهت به وتسبب في غضبك.. أُقسِم بأنني لو علمتُ أن هذا سيحدث-.." كان صوتها يرتجف رغماً عنها ودموعها لا تتوقف أبداً وكأنها على يقينٍ تام بأنهُ سيتمكن من سماعِها..

"آسِفة." همست بنحيب.

كيف لهذا أن يحدُث؟ كيف إستطعت أن تفعل بي هذا؟ كيف إستطعت أن ترحل بكل سهولة وترتاح أنت وتتركني لأتعذب من بعدك؟ الأسئلة تطوف حول رأسها مما يجعلها تبكي بقوة أكثر إن كان هذا مُمكناً..

"أنت حتى لم تقُل وداعاً!"

تقطّعت الكلمات على شفتيها.. نهضت لتمسح دموعها ظنّاً منها بأنها ستمنعها من النزول ولكن ما إن مسحتها فتساقطت دموعٌ أُخرى تليها أُخرى...

"لِمَ لم تُخبرني في آخر مرة عانقتني بها في المصحة بأنهُ آخر عناق؟ لم أكُن لأُفلِتك أبداً.." صرخت بقوة بينما تجهش بالبكاء ووالدتها تقف عند الجهة الأخرى من الباب، تتمزق داخلياً من حُزن إبنتها..

 "سيلينا، إفتحي الباب!" ترجتها والدتها بينما تحاول فتحه ولكنه مغلق بإحكام..

"أفتقدُك.. ماذا أفعل؟" همست بينما شريط اللحظات التي تجمعهما سوياً يمُرُ من أمامها مُسبباً لها المزيد من الألم..

"سيلينا أرجوكِ.." صاحت والدتها بقلق بينما تضرب الباب بعنف.

ذهبت سيلينا لتفتح الباب وترتمي بين أحضان والدتها التي إحتوتها وتقُل: "أُحبهُ.. تمنيت لو إستطعتُ قولها لهُ قبل أن يرحل.. تمنيتُ لو إستطاع أن يُسامحني.. لا أعلم ماذا أفعل من دونه..  فقط أريد الذهاب أينما ذهب!!" 

أنهت كلامها بتلك البحّة في صوتها، لتضمها والدتها بقوة أكبر وتمسح على شعرها، وتغمرها بالقبلات..

<<<<<<<<<<<<

إستيقظَت على مُداعبة رقيقة.. فتحت عينيها لتجد أن الهواء المُنبعث من نافذتها هو الفاعل، نهضت ببطئ بسبب الصداع الذي شعرت به وكأنهُ لا يُريد مُفارقتها حتى وإن تعافت! فتحت النافذة أكثر فإذا غروب الشمس الفاتن يدعوها في رقة ودلال للخروج، وإذا بالأشجار وبريق الندى على أوراقها توقِظ في نفسها حُب التجوال والتنزُّه..

أخذت شهيقاً لتُجمّع في رئتيها هذا الهواء النقيّ وتشعر بالهدوء.. حتى تسللت نغمة رنين هاتفها إلى أذنيها... إيفا..

"مرحباً." ردّت سيلينا مُبتسمة.

"مرحباً، سيلينا هل تودين الخروج معي؟" جعدّت إيفا جبينها بشكلٍ مُضحك مُنتظرة إجابتها.

"سؤالٌ غريب، ولكنني-.."

"أعلم بشأن ما حدث معكِ وبشأن والدكِ، والدتكِ من قالت لي أن أُهاتفكِ لنتسكع.. ماذا قُلتِ؟" تنهدت إيفا آملةً ألا ترفُض الأخرى.

"ماذا عساي أن أقول؟ حسناً."

"رائع، سنذهب للبار سيراً على الأقدام لأن لدي الكثير لأحدثكِ بشأنهُ.. كوني جاهزة عند التاسعة." قالت إيفا لتُدير سيلينا عينيها بتملل من فكرة ذهابهما إلى البار.

"حسناً إيفـا." إستسلمت لتبتسم إيفا بنصر.

"لكن إنتظري.. أتعلمين في أي يومٍ نحن؟" سألتها سيلينا.

"في يومٍ من أيام الربيع الجميلة، ونسيم الهواء يداعب أوراق الشجر والأغصان تتمايل، والعصافير تُغني وال-.." تحدثت بنبرة حالمة لتقاطعها سيلينا.

"إغلقي وإلا أغلقتُ أنا!"

"أراكِ بعد ساعات يا عزيزتي." قهقهت لتغلق المكالمة.

إرتدت سيلينا شيئاً مُريحاً عوضاً عن ملابسها التي أتت بها من المستشفى ونامت بها، نزلت للطابق السُفلي لتجد والدتها جالسة على الأريكة، فراحت تجلس بجانبها.

"أقُلتِ لإيفا أن تدعوني للتسكُع؟ لِم؟"

"لا يجب أن أترككِ هكذا... وحيدة في غرفتكِ والحزن يتملك منكِ! حينها لن تفعلي شيئًا سوي البُكاء، الإبتسامة عادت إليكِ فقط حين خرجتِ من المصحة ولم تدُم لدقائق.. ألم ترين وجهكِ كيف كان جميلاً حين إبتسمتِ؟ أردت فقط أن أُنسيكِ بعضاً من الألم أو أجعلكِ تشعرين بشعور أفضل عندما تخرجين مع صديقتكِ.."

"أنتِ لم تذهبي للعمل اليوم!؟" قالت سيلينا بشك لتومئ والدتها قائلة: "لم أذهب للعمل أصلاً، منذ أن تركنا والدك."

"ثم أين هو العمل؟" تسائلت والدتها ساخرة..

"ماذا تعني؟ هل أغلقوا جميع الشركات؟" أومأت والدتها لها في المقابل لترفع سيلينا حاجبيها بعدم تصديق بينما تهمس لنفسها: "جميعها؟"

"تباً، هذا لا يُصدَّق!" صرخت بضيقٍ، تنهيدة صغيرة خرجت من بين شفتيها لتنهض صاعدةً إلى غرفتها.

أخرجت دفتر صغير من خزانتها لتبدأ بتقليب الصفحات وهُنا إعتادت أن تكتب خواطرها.. لكنها لا تعرف لما توقفت عن فعل هذا!

إستلقَت على معدتها على السرير لتُمسك بالقلم والدفتر وتبدأ بالتفكير في شئ ما لتكتبهُ..

أنا أحبّك للحد الذي أعلم فيه جيداً أن شجرة ياسمينك في قلبي لن تذبل، ولن تموت، وأنها ستُثمر زهراً أبيضاً يحمل رائحتك ويتدلى من قلبي...

تنهدت لتترك القلم وتمسح تلك الدمعة التي سقطت من عينها دون إستئذان.

أتعلم حين تتحمل كثيرٍ من الصفعات مِن قِـبَل الحياة والقدَر حتى تأتي الصفعة الأخيرة لتُنهيك تماماً؟ كانت خسارتها لأبيها أشبه بتلك الصفعة الأخيرة التي جعلتها تقع وتشُك في قدرتها على الوقوف مجدداً وتلقين الحياة درساً..

أمسكت بقلمها مجدداً لتحاول الإفصاح عما بداخلها في دفترها...

لماذا أكتُب لمن لا يقرأ؟ وأبكي لمن لا يرى؟ وأحكي لمن لا يسمع؟

تشعر وكأنها تختنق لأنه لا يستطيع الإجابه عليها ولا رؤية حزنها الشديد عليه ولا حتى سماعها.. أطلقت تنهيدة لتغلق الدفتر وتحتفظ به في خزانتها كما كان.

شدّ إنتباهها ذلك البنطال الأسوَد والسُترة المُماثلة له... أخرجتهما لترتديهما الليلة..

تناولت العشاء ومرّت الساعات لتصبح في تمام التاسعة مساءً وسيلينا لم تنتهي بعد، تركت شعرها منسدلاً وإرتدت إحدي أحذيتها الرياضية وإمتنعت عن وضع مساحيق التجميل.

الهاتف لم يكُف عن الإرتجاج على سريرها بينما هي تتجاهلهُ تماماً كونها تعلم أن المُتصلة هي إيفا.. نظرت في المرآة لتُلاحظ بأنها تحسنت كثيراً.. لازال جسدها نحيفًا ولكن على الأقل وجهها عاد كما كان.. جميلًا.

فتحت الباب لتجد إيفا تقف امامه مباشرةً من الجهة الأخرى والغضب واضح عليها حيثُ كانت تنظُر لسيلينا بغيظٍ من أسفلها لأعلاها.

"هل أخبركِ بأننا سنذهب في السابعة كي تكوني جاهزة في تمام التاسعة أم ماذا؟!ّ" سخرت لتدير سيلينا عينيها وتغلق الباب خلفها وتمسك بيد إيفا متجاهلة مُعاتبتها لها.

ليسيرا سوياً ولم تتوقف إحداهما عن الثرثرة، فلديهما الكثير ليتحدثا بشأنه.. لكن أصرّت سيلينا أن تذهب في سيارتها وأخذت إيفا معها..

وكاد الوقت ينقضي مع أحاديثهما الشيقة، حتى أصبحتا أمام البار، دخلتا وإتجهتا نحو الكراسي التي أمام طاولة المشروبات ليجلسا.

"إذاً إخبريني.. كيف تشعُرين حيال نايل؟" أكملت إيفا حديثهما لتنظر لها سيلينا بتعجُب.

"لا أعلم، لا أعلم لم لم يزُرني أبداً طوال تلك الفترة! أنا منزعجة للغاية من أفعاله تلك، هل نسيني أم ماذا؟" تشكي لصديقتها ولم يسع الأخرى سوى التنهُد بحزن عليها.

"ما هو شرابكُما، يا جميلتان؟" سألهما الرجُل الذي يقف في البار لتنظُر إيفا إلى سيلينا، تنتظر اجابتها..

"لا، لا أريد شيئاً ماذا عنكِ أنتِ؟" قالت سيلينا ناظرةً لها.

"أي مشروب خفيف." 

"ماذا بكِ تلك الأيام؟" تسائلت إيفا بقلق.

"لا شئ." ردّت سيلينا لتبتسم لإيفا في المُقابل.

"أعلم هذا الـ لا شئ ، الـ 'لا شئ' مُوجِع يا سيليـنا، يا إلهي إنهُ مُوجِع جداً." قالت إيفا بينما تأخذ كأسها من هذا الرجل لتومئ سيلينا مُحدقةً في الأرضيه بشرود.

"إذاً ما هو الـ 'لا شئ' الخاص بكِ؟" تسائلت سيلينا لتبتسم الأُخرى وتُشير لها على إصبعها البنسر، الذي لم يعُد الخاتم يزينه..!

"لم أفهم! هل إنفصلتُما؟" قالت سيلينا ولم تُغلق فمها جرّاء صدمتها بينما تحدق بها بذهول لتومئ الاخرى بأسى.

"أتعلمين.. إنسِي أمري، ما هو الـ 'لا شئ' الخاص بكِ أنتِ؟" إبتسمَت لها لتعقب هذا بأخذ رشفة من كأسها.

تنهدَت سيلينا لتصمُت، وجدتها إيفا تنظُر للسقف بحزن، فأمالت بجسدها للأمام لتقترب منها.. مسحت على شعرها بهدوء لتنظُر لها سيلينا وسُرعان ما زيفت إبتسامة لتضمها إيفا إليها بقوة بينما تهمس: "لا بأس، حسناً لن نتحدث في الأمر ليس عليكِ إخباري، لا تضغطي على نفسك."

"الأمرُ ليس هكذا يا إيفا.. مسكينة صديقتُكِ ليس في الدُنيا كلها من هو أشد منها حزناً وغمّاً." تحدثت سيلينا بملل، ثم إبتعدَت عن إيفا لتعتدل بجلستها.

"علي أي حال كان من المفترض أن أذهب لأبي اليوم.. أعني أن أذهب لقبرهُ ولكن أمي رفضت هذا كوني لستُ مُستعدة للدخول في إكتئاب حاد مجدداً." أخبرتها سيلينا رافعةً حاجبيها.

"أنا حقاً آسفة." قالت إيفا في المُقابل بينما تُمسك بيد سيلينا وتصغط عليها.

"يا للمصيبة!" همست إيفا وكأنما تُحدث نفسها  ولا تنظُر تِجاه سيلينا بل خلفها، مما جعل سيلينا تلتفت كردّة فعل عفوية لترى ما الذي أدهش إيفا هكذا.

سُرعان ما إتسعت عينان سيلينا آثر ما رأتهُ من منظر جعلها تُريد أن تصرخ..

"إخبريني ما الذي يحدُث؟" إلتفتت سيلينا إلي إيفا بينما أنفاسها سريعة جداً وترتجف بقوّة واضحة كما أن نبرتها مهزوزة.

ما رأتهُ ليس سهلاً، أن ترى حبيبها مع صديقتها المُقربة يتبادلان القُبَل خلفهما.. أمرٌ جعلها مُشتتة الذهن.

"آشلي ونايل سيتزوجان بعد أيامٍ قليلة..."

"ماذا؟" كان هذا كُل ما خرج من فمها آثر صدمتها، كانت نبرتها ضعيفة للغاية مما جعل إيفا تواجه صعوبة في سماعها.

"كان من المفترض أن ينتهي بكِ الأمر في المصحة ولكنكِ نجَوتِ، وكان هذا الإتفاق منذ البداية أن يتزوج نايل بآشلي ليأخذ إحدى شركات والدها.. الذي هو الرجُل ذاتهُ الذي قام بتهديننا وقام بهذه الخُطة بأكملها ليخسر والديكِ كل شئ ويصبح هو أهم رجل أعمال في التاريخ.." قالت إيفا لتعقد سيلينا حاجبيها بعدم تصديق.

"أقسم لكِ بأننا لم نكن نعرف بأن هذا سيحدث! حتى أن آشلي كانت تُهَدد مثلنا تماماً ونايل لم يكُن يعلم أنها إبنتهُ.. حتى أُعجِبَت هي به وأخبرت والدها وأصّرت علي أن تتزوجه حتى عقد والدها هذا الإتفاق معه.. بشأن الشركة التي سيأخذها." قالت إيفا وسيلينا تشعر بأن الوقت توقف وإضطرابها باد على محياها..

اشتعل دمها ناراً موقدة، وضغطت على سمعها فأصبحَت لا تكاد تسمع شيئاً، وخضبت عينيّها فأصبحت ترى الدُّنيا شعلة حمراء.

"يا الهي!"

همسَت بنبرة خافتة لتسحب يدها من إيفا وتنهض من على كُرسيها ذاهبةً للخارج، وبتلك اللحظة كان نايل يفتحُ عينيه ليفصل القُبلة وعينيه لاحظت سيلينا التي مرّت من جانبه بخطوات سريعة متجهة خارجًا، فدفع آشلي التي إلتصقَت به ليركُض خلفها..

"سيلين إنتظري!" صاح خلفها مما جعلها تزيد من سرعتها لتدخل الى السيارة وتصفع الباب بقوة وتقود بسرعة جنونية، حتى أنها نسَت إيفا بهذا البار ورحلت من دونها.

توقفت سيلينا عند منزل جاك لتدخُلُه بواسطة نسخة المفتاح التي معها وتذهب نحو غرفتها لتُجمّع أشيائها..

ونزل نايل من سيارتهُ حيث كان يتبعها كل هذا الوقت، دخل خلفها ليجدها تأخذ ملابسها وتضعها في حقيبة كبيرة أشبه بحقائب السفر..

إقترب منها بينما هي تستمرُّ في فعل ما تفعلهُ غير مُكترثة لوجودهُ هنا..

إستولَى عليه الندم، وعجز عن تفسير لها ما حدث، وجد نفسهُ وجهاً لوجه أمامها، فزعزعت المفاجأة كيانهُ تُرى هو في حُلم من الأحلام؟ ولكنّهُ يعرف حقّ المعرفة أنّ هذا حقيقة، فهو لم يحسب حساب هذا اللّقاء، ولم يآخُذ أهبتهُ لهُ، ولم يرسم خطّة من خططهُ المثالية، فأطرق قليلاً وهو يُفكر.. ثم رفع رأسه وقال..

"أُمي كان لديها إنسداد شُريان في القلب، كان عليّ أن أُعالجها وهذا الرجل ساعدني في بعضٍ من المال ولكنه أخبرني لو أردتُ مال العملية كلهُ فعليّ التقرُب منكِ كي أجعل الخادمة تعطيكِ المخدرات وأنا أُشرف على الأمر.. عندها وافقت." 

تتجمع الدموع في عينيه، ولم ينتهِ بعد، فقد قرر إخبارها بكل شئ، توقفت هي عن أخذ ثيابها من الخزانة لتلتفت لهُ حيث أردف:

"وافقت لأنني لم أكُن أعرفكِ، وظننتكِ مثل أي فتاة والديها رجال أعمال، مُتنمرة ومغرورة ووقحة.. فظننت أنكِ تستحقين هذا.. ولكن حين عرفتُكِ جيداً قررت التراجُع وأخبرته بهذا لعدة مرات وكان يجعل رجاله تتبعني ليضربونني، وليتأكدوا من انني لن أعصى أوامرهُ مجدداً.. وحين أصبحتِ في المصحة وظننت أن كل شئ إنتهى أخبرني بأن المصحة ستعطيكِ المزيد من المخدرات وحبوب الهلوسة كي تموتي هُناك وأنهُ لم يحن وقت إنسحابي بَعد... وحين أخذت مال العملية...." صمت لتغرق جفونه في الدموع دون شعور.

"أُمي أجرت العملية وماتت بعدها." 

"حينها شعرت بالذنب الشديد نحوكِ وأنني أنا من فعل بها هذا! أنا من تسبب في موتها بسبب ما فعلتهُ! أتيت لوالدتكِ كي تنقلكِ لمصحة أخرى كي تتعافي ولا ينتهي بكِ الأمر تحتضرين في المصحة، وقررت أن أبتعد عنكِ وأردت أن تنسيني كي لا أُسبب لكِ المزيد من الأذى.." أنهى كلامه بتطبيقه لشفتيه، وكأنهُ يترجى دموعه أن تتوقف وألا تخرُج من عينيه..

"كي لا تُسبب لي المزيد من الأذى؟" قالت سيلينا بإستهزاء لتقترب منه وتردف: "أنت سببت لي كُل الأذى! هل هناك أذىً لم تُسببه لي بعد؟"

ضحكت بسخرية ليتحدث هو صارخاً: "لم أستطِع تحمُل معاناة أمي للألم!"

"ولكن أنا مُمكن أن أُعاني، لا توجد مشكلة في ذلك، أليس كذلك؟" صرخَت في المُقابل بينما تحاول ألا تبكي، كي لا تظهر ضعيفة أمامهُ.

"أتعلم أن الجميع حذرني منك؟" قالت مُبتسمة بسخرية.

"كنت الشئ الوحيد الذي أتمسك به في هذه الحياة، كنتُ أحبُك لدرجة ألا أرى كم أنت شخص خاطئ بالنسبة إليّ!" صرخت حتى ظهرت عروق رقبتها وعندها لم يتحمل كلماتها، وإعتراهُ أسفٌ شديد ووقف أمامها صامتاً، على وجهه كل علامات الخيبَة.

"لماذا أحببتك كثيراً لهذه الدرجة؟ كيف لم أتمكن من رؤيتك على حقيقتك الخبيثة! لقد ظننتُ أنني أعرفُك وأعرف من أنت جيداً ولا أحد يعرفُك بقدري أنا! حتى حين أخبروني بكل شئ ظننتُ بأنني أُهلوس..! كيف كانت ثقتي بك عمياء لتلك الدرجة؟ قُل لي كيف!" تسائلت بذهول وصرخت في آخر حديثها لتقترب منه.

ترقرقت الدموع في عينيه.. دموع لوضع حدٍ للومِها لهُ..

"ربما كان عليّ الإبتعاد، لكنني لم أستطع!" تساقطت دموعه التي لم تؤثر بها مُطلقاً.. ليس تلك المرة!

"أتعلمُ ما هي الخيبة؟ الخيبة أن أُدير ظهري للعالم كلهُ لأجلك.. ولا أجدك!" إبتسمَت بسخرية لتنظر لهُ وهو يتجنب النظر إلي عينيها.

"لو رأيت كيف أحكي للغريب عنك لأحببت نفسك من حديثي... ليتني لم أقترب منك أكثر، ليتك ابتعدت، كم كنت أجمل من بَعيد!" أضافَت تنظر لهُ بإشمئزاز، وشعرت بعينيها تُحرقها فإلتفتت سريعًا لتمسحها..

سكتت سيلينـا، كفّت عن إيذائهُ بالكلام الجارح، فإحترم سكوتها، ولم ينبس بحرف، بقَى مُنكّس الرّأس، يكاد الندم يقتلهُ، وكلامها لا يبارح فكرهُ.

تشجع ليجمع قواهُ وينطِق: "ولكنني أحببتكِ بصدق."

"أحببتني؟ رائع، أتفعل هذا بي وأنت تحبني؟ أقسم لك إن كُنت تكرهني لن تفعل ما فعلت." شعرَ بقلبهُ يدقّ بعنف، وأحس برجليّه قد انفصلتا عنّهُ كما لو أنّ قنبلة مزّقتهُ إلى أجزاء صغيرة متناثرة، ولاحظت سيلينا حالهُ، فتقدمت نحوه، لتصفعهُ صفعة قوية.

وضع يده على وجنته لينظر إليها قائلاً: "لن ألومكِ، فلديكِ كُل الحق."

"هل تعرف ما هو أكثر ما يُغضبني؟" سألته لتردف: "في كل مرة أصدقك..من دون ملل.. أخدع بك من دون أن أمَل أو أشتكي! ولو تدفق الكذب من شفاهك يمرُّ عليّ وكأنهُ عين العقل!" صرخت بشئٍ من القهر حتى بُحّ صوتِها.

ذهبت لتغلق حقيبتها، وهو شعر بأن الوقت ينفد منهُ ويشعر بأنها تضيع من يدهُ ولا يمكنهُ فعل شئ سوى مُشاهدتها تبتعد عنهُ..

"سيلينا، لم لا ننسى الماضي رجاءً؟ سامحيني أرجوكِ!" قال بإندفاع حين شعر بأنهُ يخسرها وإتجه نحوها لتترك الحقيبة وتنظر له بتعجب.

"أُسامِحُك وانت السبب في موت أبي؟" سألته ليغلق عينيه بتألُم سامحاً للمزيد من الدموع بالتساقُط.

"أنتَ إنسَى الماضي." أمرتهُ لتُكمل بينما تُشير عليه بإصبعها: "أما أنا فسأنساك."

  أمسكت بحقيبتها لتأخذها من على السرير فوضع يدهُ على يدها ليقُل: "أنا أتعذب بسبب ما فعلتهُ كل يوم، إغفري لي!"

دفعتهُ بعيداً عنها، كرهت قُربهُ منها الذي يُضعِفُها.. تدعو الله أن يستُر وجعها فعيناها تبوحُ بكل شيء..

أمسكت بيده لتضعها على صدرها..تماماً فوق قلبِها.. "سيبقَى هذا الألم هُنا مهما فعلت." صرخت به، ثمّ غطّت وجهها بيديها وصرخت إجهاش يمزّق الأكباد.

تكرهُ حين تصمُت فتخرج الكلمات من عينيها.. حاولت جاهدة ألا تبكي ولكن الدموع كانت أقوى من جمودها المزيف، جعلتها تحتقر نفسها الضعيفة التي خذلت قوتها أمامهُ.

لم يشعر بنفسه سوى وهو يقترب منها ليحيطها بذراعيه لرؤيتها بتلك الحالة، فإبتعدت عنهُ وأخذت حقيبتها، تسحبها خلفها وهي في طريقها للخروج من الغرفة، لكنه أوقفها بقوله حيثُ أمسك بمعصمها لتلتفت لهُ وعينيها تحمل نظرة بارِدة.

"ماذا تريد مني بَعد؟ ماذا؟"

"إفعلي ما شئتِ، لا تُسامحيني.. إنسيني.. لكن أرجوكِ لا تكرهينني، أرجوكِ." قال مُتوسلاً إياها وإستغل صمتها هذا ليُكمل..

"إن حُزني على ما فعلتهُ عظيم، وألمي أشد وأعظم، أنا آسف على ما سببتهُ لكِ من ألمٍ وحُزن، ونادمٌ على كذبي وعلى كل شئ فعلتهُ في حياتي.. ولكنني لن أندمُ ابداً على عِشقي لكِ." أفلت معصمها بعد أن تحدث بنبرة صادقة.

وقعَت هي بين مشاعر شتّى تجذبها تارة إلى صفعِه على إستغفالها طوال هذا الوقت وإخبارها بالمزيد من الأكاذيب الآن... وتشدّها تارة أخرى إلى أن تقتلهُ بما تحملهُ داخلها من كلماتٍ قاسية لعلها تجد في ذلك راحة.

ولكنها قررت المُغادرة دون أن تفعل شيئًا..

فتحت الباب وخرجت بخطوات مُتثاقلة، تتجه نحو باب المنزل ومازال يتبعها، وكأنهُ سيُنقذ شيئاً إن ظل يتبعها، يُشاهد سيناريو الهَجر بحذافيره..

"هل إنتهى كُل شئ الآن؟" سألها بضعف وعينيه تحمل المزيد من الدموع التي ترغب بالفرار، لتنظر لهُ بجمود.

تسارع نسق تنفُسها وتدفق الدم في عروقها، لتترك الحقيبة وتعود إليه:

 "لا، ليس بعد!" صفعتهُ مرةً أخري لتقُل بينما الدموع تملأ عينيها: "الآن إنتهي كُل شئ."

غادرت المنزل والدموع تمنعها من الرؤية حتي أنها كانت تقود السيارة بهمجية، لا تكترث لـ سّب السائقين لها كُل ما تريد فعله هو العودة للمنزل والإرتماء في أحضان والدتها لتبكي حتى تنام...

عندما تركت سيلينا صديقتها في البار.

نظرت إيفا نحو آشلي التي بدَت غاضبه مما فعلهُ نايل، إتجهت نحوها لتجلس على الكُرسي المُقابل لها وتحديداً في مكان نايل.

"مرحباً آشلي." قالت إيفا مُبتسمة.

"إيفا كيف حالكِ؟" إبتسمَت لها في المُقابل.

تبادلا أطراف الحديث حتي إقترحت عليها إيفا بأن يذهبا إلي منزل آشلي كي يسهرا سوياً لشدة إشتياقهما لبعضهما البعض، وافقَت الأُخرى حين ملّت من إنتظار نايل وتيقنت من عدم عودته.

>>>>>>>>>>

تجلس سيلينا على الأريكة بجانب والدتها بينما زين وجاك على الأريكة المُقابلة لهما..

هاتفاها اليوم حين علما بأنها قد عادت، وطلبا من والدتها بأن يأتيا ليتحدثا معها وجهاً لوجه نظراً لأنها لم ترُد علي أيٍ مُكالماتهما.

"إذاً، هل أحضر لكما شيئاً لتشربانه؟" قالت والدتها تُلطف الجو وتكسر الصمت الذي كان مُسيطراً على الأجواء، رُغم أن سيلينا أخبرتها بكُل ما حدث معها وبشأن نايل وأخبرتها عما فعلوه أصدقائها مازالت والدتها لطيفة معهما، كعادتها، وأجبرت سيلينا على الإستماع لهُما..

" شكراً لكِ." قالا الشابان في نفس الوقت لتبتسم هي وتقول بأنها ذاهبة للحمام، تاركةً ثلاثتهم على راحتهم في الحديث.

إنتظرت سيلينا حتي إبتعدت والدتها عن نظرها لتقُل موجهةً كلامها لهما بينما ترفع حاجبيها: "كنتُما تعرفان بشأن كل شئ!"

"أجل وجئنا ل-.." قال زين لتقاطعه سيلينا صارخة: "اللعنة أيُ أصدِقاءٍ أنتُم؟"

"لقد جئنا لنُصلح ما أفسدناهُ حسناً؟" قال جاك لتتنهد وتطلق الهواء بغضب ثم تعود لتنظر إليهما.. في إنتظار سماع ما بجعبتهما.

"سننتقِم لنا ولكِ من آشلي." قال زين لتعقد سيلينا حاجبيها وتُضيّق عينيها، تُريد سؤاله عن مقصده ولكنها تشعر وكأنها لا تقوى على الكلام.

تابع زين، يشرحُ لها المزيد ليزيل علامات الاستفهام من عينيها:

"لقد إتفقنا مع تاجر مُخدرات وأعطانا كمية جيدة منها.. جاك هو من سيتدبر أمر المخدرات وهو من سيتعامل مع التاجر، وإيفا أيضاً معنا، هي تتقربُ من آشلي أو لأكُن أكثر وضوحاً هي قريبة منها بالفعل، فسنستغل كونهما قريبتان من بعضهما البعض وسنجعل إيفا تُغطي علينا، نحن نسيرُ أينما نشاء وهي تمسحُ آثار الأقدام... هل فهمتِ؟" 

"ولِمَ ستفعلون ذلك؟"

"لأنها خدعتنا جميعاً كما خدعتكِ، بالإضافة إلى اننا نشعر بالندم الشديد، وهذا أقل شئ نُقدمهُ لكِ." قال جاك.

"أتعني أنكما ستفعلان كل شئ وإيفا ستتأكد من عدم وصول آشلي لشئ تتهمكُم به وهي من ستجعلها تتعاطي؟" تسائلت سيلينا بشك ليُصفق جاك قائلاً: "سيلينا العبقرية قد عادت!" نهض من مكانه ليجلس بجانبها بدلاً من والدتها ويُقبّل جبينها وكأنهُ يُقبّل ذكائها.

"هل تشعرين بالتعاطف مع آشلي ولا تريدين منا أن نفعل هذا.. أو شئ من هذا القبيل؟" تسائل زين.

"لماذا قد أشعر بالتعاطف نحوها؟" سألتهُ سيلينا ساخرة.

"لأنها صديقت-.." أجاب زين فقاطعتهُ سيلينا..

"كانت! كان لدي صديقة." قالت سيلينا لتردف: "أيُ صديقةٍ تلك التي كنت ألجأ إليها حين أشعُر بالسهام تُمزق ظهري وأكتشفُ في نهاية المطاف أن القوس كان بحوزتها؟ ان الدماء كلّها بين يديها؟"

إبتسم الشباب بإطمئنان ثم نهض زين ليضع يديه في جيبهِ قائلاً بمكر: "سأذهب إلى مطعم البيتزا، إنها أول خطوة في الخطة."

"مهلاً، ماذا تعني بأنها أول خطوة، ماذا ستفعل هناك؟" قالت سيلينا بصوت مرتفع ليتمكن من سماعها حيثُ أنهُ توجه نحو الباب.

خرج قبل أن يُجيب عليها فقال جاك بينما يُدير وجهها إليه بواسطة يدهُ: "سأخبركِ.."

>>>>>>>>>>>>

"أنا أحضرتُ الفيلم، إذهبي أنتِ لتُحضري المُقرمشات والمشروبات." صاحت إيفا على آشلي كي تتمكن من سماعها بسبب تلك الأغاني التي وضعتها أشلي على أعلى صوتٍ مُمكِن!

ذهبت آشلي للمطبخ، وإستغلت إيفا تلك الفرصة، لتُمسك بهاتفها وتبحث عن رقم زين.

"سأطلُب البيتزا." صاحت إيفا ولم يأتِها رد أشلي، فنقرت على إسم زين لتضع الهاتف على أذنيها وتستمع لهذا الجرس الخفيف...

أغلقت باب الغرفة تحسُباً لأي شئ قد يحدُث، وعادت مكانها وأجاب زين مما جعلها تهدأ.

"بيتزا بالنقانق وبيتزا بقطع الدجاج من فضلِك." قالت إيفا بطريقةٍ عادية بينما تبتسم بسُخريه رغم أنهُ لن يراها.

"أي واحدةٍ منهُما لها؟" سأل زين هامساً.

"أجل الحجم الكبير، أنا سآخذ بيتزا النقانق." ردّت إيفا بينما تقف أمام النافذة.

"حسناً، جيد يا إيفا." قال زين وشعرَت بإبتسامتهُ فردّت: "لا تتأخر رجاءً."

تبعت هذا بإغلاقها للمكالمة وذهبت للطابق السُفلي لتساعد آشلي..

إتجه زين نحو صديقهُ الذي يعمل طباخ في المطعم، لم يمنعهُ أحد من الدخول لمكان الطبّاخين لأنهم إعتادوا على زيارة زين لهم لرؤية صديقهُ.

"إشتقتُ لك يا صاح." قال زين حين إستقرت عينيه عليه أخيرا وإتجه نحوه ليعانقه، وبعد أحاديث قصرة أخذه زين الى أحد أركان ذلك المكان وهمس في أذنيه:

"أريد بيتزا بالنقانق وأُخرى بقطع الدجاج."

"حسناً، ما الذي يستدعي الهمس يا زين؟" تسائل صديقه وقهقه.

"لأنك ستضع هذا بداخل بيتزا قطع الدجاج." قال زين مُبتسماً ليضع إحدى أكياس المُخدرات في مريلة صديقه الذي فتح فمهُ على مصرعيه.

"ولكن يا زين أ-..."

"أرجوك.. سأشرح لك لاحقاً." قال زين وذهب ليتركه حائر من أمرهُ! وفي النهاية إستسلم وفعل له ما طلب، ترك لهُ زين العنوان في ورقة لخدمة التوصيل..

بعد ساعة.. تلقا كُلاً من زين وجاك رسالة من إيفا مُحتواها "كل شئ تم بخير."

إبتسم جاك بإطمئنان ليُطمئِن سيلينا أيضاً ويعانقها عناقاً ودياً ويرحل.. بينما سيلينا شعرت بأن رأسها يكاد ينفجر وشعرت بأنها ليست على ما يُرام بسبب كل ما حدث اليوم فبدلت ملابسها لتذهب إلى أقرب حانة..

حانة من جديد!

>>>>>>>>

6830 كلمة! *بسقفلي*

القصة مخلصتش دونت وري ..

الشابتر اللي جاي هيبقا الأخير أي كانت بليف

المهم كلكوا توقعتوا انهم كانوا بيتكلموا عن أماندا في الشابتر اللي فات لكن كانوا بيتكلموا عن آشلي -ايموشن لابس نضارة

إيه رأيكوا في الشابتر ؟

قيموه من عشرة ؟

إيه رأيكوا في اللي عملته سيلينا مع نايل ولو كنتوا مكانها كنتوا هتعملوا إيه ؟

أكتر جُمله عجبتكوا في الشابتر ؟

نايل صِعِب عليكوا ؟

رأيكوا في إيفا ؟

جاك ؟

زين ؟

آشلي ؟

نايل ؟

سيلينا ؟

تتوقعوا إيه للشابتر اللي جاي؟ وتتوقعوا إيه للنهاية؟

See you in the next chapter, vote and comment a lot please! love yaa♥

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top