Chapter 17.✔
لكن لم تكُن به أيّةِ أدوية، بل..
بل أسلحة!
"نايل م-ما هذا؟" شهقتُ بنبرةٍ مهزوزة واضعةً يداي علي فمي، ركض نحو الدرج سريعاً ليغلقه، ثُم شعرتُ بيده تسحبُ خاصتي وتضغط عليها بقوّة قائلاً "سيلين، أنتِ مُرهقَة.. نامي قليلاً!"
"لا تلمسني!" صِحتُ بخوف مُبعدةً يده عنّي، ضممتُ يدي -التي كان يُمسِك بها- إلي صدري بينما ألتقِطُ أنفاسي، أخذتُ بضع خطواتٍ للوراء حين أخذ يقترب منّي قائلاً "سيلينا، أنا لن أؤذيكِ أبداً!"
"أنتِ فقط.. لستِ بخير، و-.."
"أوصِلني لمنزلي!" أخبرتهُ مُقاطعةً حديثه، فنظر لي بصدمة.
"لا يمكنني ذلك، أنا ثَمِل!"
وضعتُ يدي في جيبي لأسحب هاتفي.. لكنني تحسّست مكانهُ فلم أجده، لأنظُر إلي نايل وأصيح "أين هاتفي؟"
"قد يكون في حقيبتكِ داخل السيارة، ماذا تُريدين منه؟" كاد يأخُذ خطوةً إضافيّة لِتُقرّبه مني، لكنني أشرتُ إليه بأن يبقي مكانه فتنهّد وإبتعد عنّي.
"إتّصل بجاك ليأخُذني مِن هُنا!" همست بخفوت بينما أُطالِعهُ بخوف.
"سيلين.. إن جاك ثمل، ثُم أنّكِ تُهوّلين الأمور.. نامي بِغُرفتكِ التي هنا حتي يحلّ الصباح!" أخبرني ليُحاوِل تهدِأتي، تخطّيتهُ لِأخرُج مِن الغُرفة وأتّجِه نحو خاصتي ثم أغلقت الباب خلفي، ولم أطمإن سوي بعد أن سمعت صوت المُفتاح الذي حرّكتهُ بداخل ثقب الباب للتوّ، أخذت المُفتاح تحت وسادتي.. ثم تمددت علي سريري دون أن أخلع ملابسي.
وضعتُ اللحاف فوق جسدي وإنكمشت بداخل الفِراش بصورةٍ مُضحِكة، أخذت أرتعِش رغم شعوري بالدِفء.. حاولت تنظيم أنفاسي بصعوبة، ثم أرخيت أعصابي، وأغلقت جفنَيّ رغماً عني لشعوري بالنعاس.
>>>>>>>>>>>>
إستيقظتُ بفعل ضوء الشمس الذي إرتطم بوجهي، نهضتُ ببطئ بسبب الألم الذي أشعُر به في عظامي لنومي الخاطئ، والصُداع لم يُفارقني للحظة مُنذُ ليلة أمس.
نظرتُ في أنحاء الغُرفة وتأكّدت مِن كونها غرفتي، خرجت منها ومرّرتُ بغرفة المعيشة ولم أجد أحداً.. لم أسمع أيّة أصوات لأيٍّ مِن الرفاق هُنا.
قادتني قدماي نحو غُرفة نايل، وضعتُ يدي علي المقبض وأدرته.. ما فاجئني هو أنّهُ فُتِح!
توجّهت نحو الدرج بخطواتٍ حَذِرَة حين رأيتهُ لازال نائِماً، قمت بفتحه بعد أن أخذت نفساً عميقاً، و.. وكان فارِغاً.
فارِغاً تماماً، لا يحتوي علي أيّ شيء!
ألقيتُ نظرةً علي نايل بصدمة، ثم خرجت من الغرفة وأغلقت الباب، توجّهت نحو غرفتي مجدداً، لم أعُد أملك ثياباً هُنا.. لقد أخذتهم معي لمنزلي، إضطررتُ للبقاء بملابسي ومشّطت شعري بينما الأفكار تتشابكُ بطريقةٍ مُزعِجة داخل رأسي.
تُرَي هل كُنتُ أتوهّم؟ أتخيّل؟ أُهلوِس؟
أم أنّ الدرج حقاً كان يحتوي علي الأسلحة، ونايل قد بدّل مكانها؟
سمعت أصوات الملاعِق والأشواك التي ترتطم في الصحون الزجاجيّة في الخارج، فعلمت أنّهم إستيقظوا وبدأوا في إعداد الفطور.
خرجت وسحبت آشلي خلسةً مِن بينهم وإصطحبتها -دون إرادتها- خارج المنزل مُتجاهلةً زفرها للهواء بغضب كل ثانية.
"ماذا؟ أسرِعي عليّ العودة للمطبخ، فالبيض المقليّ سيُصبح بيضاً محروقاً!" قالت بغلاظة بعد أن أبعدت يداي عن ذراعها.
"إحذري ماذا رأيت!" ضغطتُ علي شفّتي السُفلية بتوتُّر.
همهمت وقلبت عينيها بضجر، أعلم أنّها غاضبة مني وقد تكون سائَت الظنّ بي لوجودي أمام غرفة نايل.. أو أيّاً يكُن، هل ساخبرها حقاً بأنني رأيتُ أسلحة بغرفة نايل؟ لكن.. ما الذي أتي بي إلي غرفته؟ بجديّة لا أعلم ما الذي عليّ قوله أو فعله حالياً!
"سيلينا هل جِئتِ بي لتُسمعيني صمتكِ؟" تذمّرت لتجعلني أنظُر إليها مُستطرِدة "لقد رأيتُ أسلحةً بغرفة نايل!"
سادَ الصمت لدقائقٍ طويلة، ملامح وجهها لم تُبدِ أيّة تعابير منذ أن أخبرتها بذلك، صحتُ بها بجنون "ماذا بكِ؟ قولي شيئاً!"
"أقول شيئاً؟ حسناً.. سيلينا، أتحتاجين إلي طبيب؟" رفعت حاجبيها ثُم تركتني ودلفت للمنزل، تلك الحقيرة!
"لا بأس.." همست لنفسي لأملأ رئتاي بالهواء النقي قبل أن أدخُل المنزل وألحَق بها.
<<<<<<<<<<
"عليكِ فعل هذا!"
"أعلم، ولكن هذا سيُكلِّفني الكثير!"
"نفِّذي وحسب، نتحدّثُ لاحِقاً."
"لِمَ؟"
"ماذا تعنين بـ لِمَ؟ ألم نتّفِق قبلاً؟"
"ل-لا شئ."
>>>>>>>>>>>
"غدائكِ." أخبرتني كلاوديا بينما تبتسِم بتهكُّم -نوعاً ما- وتضع الصحن أمامي، إبتسمت إليها وتركت هاتفي لأجلس علي المقعد لأنظر وأنظُر إلي الطعام بشهوة.. وتناولته بشراهة.
"كلاوديا، ما سرّ تلك الإبتسامة؟" رمقتها بمكر فأخفََت إبتسامتها سريعاً وقالت "لا شيء، أيُمكنني الذهاب إلي عائلتي الآن؟"
مسحتُ بقايا الطعام من علي فمي بواسطة منديلٍ ورقيّ، ثُم أخبرتها "بالتأكيد، لكن ألم تكوني هُناك مُنذ ثلاثة أيام؟"
"أنا مُضطرّة لذلك." طأطأت رأسها وتنهّدت، أومأت لها فذهبت لِتُبدِّل ملابسها وترحل، يبدو أنها فعلاً تذهب للطبيب.. ما دامت مُضطرّة.
فور خروجها شعرتُ بالألم الشديد يجتاحُ أعضاء جسدي أجمعين، حتي لم تعُد قدماي قادِرة علي حملي.. ولم أتمكّن مِن النهوض من مقعدي.
"يا إلهي!" صرخت فور شعوري بأمعائي تتآكَل، حاربتُ ألمي ونهضت.. توجّهت نحو المرحاض باحثةً عن أي شيء في خزانة الأدوية، وفور إمساكي بالدواء المُناسِب لقرحة المعدة.. زال الألم!
<<<<<<<<<<<<
إهتزّ هاتفي مُعلِناً عن صدور مُكالمة هاتفيّة مِن أبي، حملتهُ بيدي المُرتعِشة بينما أعتدِل وآخُذ وضعيّة الجلوس.. أجبته سريعاً ووضعت الهاتف علي اذني بصمت.
"مرحباً سيلينا!" صاح أبي ليجعلني أغلق عيناي وأُبعِد الهاتف عن أذني بضع إنشات نتيجةً لغضبه الجمّ، عبثتُ بشعري وأجبتُ بنبرةٍ إحتلّها النُعاس الشديد "ماذا هُناك ابي؟"
"هاتفتكِ سبعة عشر مرّة ولم تُجيبي، أين كُنتِ؟" صاح بي مُجدداً، ثم رقّت نبرتهُ في النهاية لِتُفصِح عن قلقه وخوفه عليّ.
"أبي إهدأ رجاءً، لقد كُنتُ نائِمة"
"أنسيتِ موعِد طائرتنا؟!" سخر بغضبٍ جلي، جعلني أفتح عيناي علي مصرعيها وأنهض سريعاً بينما أصفع جبهتي لعدة مرات وأدورُ حول نفسي كالفأر المحبوس في زُجاجة.
"آ-آسفه حقاً، أنا قادِمة.." قُلت بتوتُّر بينما أُخرِج ثياباً مِن الخزانة.
"علي اي حال، لم نأتِ." أخبرني بصوتٍ خافِت وتنهد، توقّفت عن الحرك لثوانٍ وإبتسمت بإستهزاءٍ ممزوجٍ بغضب "ماذا تعني بلم نأتِ؟ هل تنويان علي تركي طوال فترة إجازتي؟!" جلست مجدداً علي الفراش لِأرمي بثيابي علي الأرض.
"حدث الكثير من المشاكل عزيزتي، سامحينا.. وإعتني بنفسكِ لأجلي!" جعل جسدي يرتجِف فور سماعي للجانِب الحنون والليِّن مِن نبرتهُ.. شعرتُ بأنه يحمِلُ همّاً ثقيلاً، فلم أشأ أن أزيد من أوجاعه وقلت "أُحِبُك!"
إبتهجت نبرته قائلاً "أُحِبُكِ يا عزيزتي!"
تنهّدت فور ان إنتهت المُكالمة.. وأخذت كوب القهوة الفارغ من علي المِنضضة الصغيرة ونزلتُ للطابق السُفلي مُتجهةً الي المطبخ.
"اوه، سيلينا!"
وقع نظري علي نايل الجالِس علي الأريكة يُشاهِد التلفاز، إنزلق كوب القهوة من بين يداي وأصبح أشلاءً مُتناثِرة علي الأرضية، لكنني لم أُكلِّف نفسي بالنظر إليه بينما عيناي مُثبّتة علي نايل.. وصحت به بدهشة "كيف جِئت إلي منزلي؟ كيف دخلت؟"
"أنتِ مَن فتح لي الباب!" أجاب بنبرةٍ تميلُ إلي سؤال، وإستأنف حديثهُ مُشيراً إلي قطع الزجاج علي الأرض "عِندما كُنتِ تحتسين كوب القهوة ذاك!"
شعرتُ بأن أفكاري مُبعثَرَة.. حاولت لملمتها وصحت بإستهزاء "هراء!" بينما أنحني وأتناول القطع الزجاجيّة الصغيرة علي يدي وأضعها في سلّة النفايات.
عُدت إليه، ووقفت أمامه مُباشرةً لأصرُخ بقوّةٍ وغضبٍ شديد "هل تلعب معي؟ هل تُحاوِل جعلي أُصدِّق بأنني أتوهّم حتي أتجاهل أنني رأيت أسلحةً في غرفتك؟"
تجاهل ما قلته تماماً.. وقابل غضبي وصياحي ببروده المُميت، وضع يده علي جبهتي ثُم قال بإهتمام "سيلين، أنتِ مُصابة بالحُمّي!"
عُدت إلي الوراء متملّصةً مِن يدهُ التي توقد النيران في جسدي، وحذّرته بإصبعي قائلة "إرحل مِن هُنا!"
"سأفعل، لكنّكِ حقاً مُصابة بالحُمّي!" أخبرني ليذهب من أمامي متوجِّهاً نحو باب المنزل، صعدت إلي غرفتي وأخذت أُفكِّر..
إن لم أكُن أنا مَن فتح له الباب، إذاً كيف دخل وكلاوديا ليست هُنا لتفتح له؟
أنا أخسرُ عقلي تدريجياً.
<<<<<<<<<<<<
شعرتُ بوزنٍ ثقيلٍ علي جبهتي بينما أُحاوِل النهوض، نهضت وسقطت قِطعةُ قماشٍ مُبلَّلَة علي الأرض، عقدت حاجباي وتناولت تلك القماشة لأنزل للطابق السُفلي وأشتَم رائحة طعام مُغرية لأبعد الحدود، تتبّعتها وقادتني للمطبخ.
وجدت كلاوديا تطهو الطعام هُناك، أسندتُ رأسي علي الجِدار بينما أشرَب مِن قنينة الماء..
"كلاوديا، هل أنتِ من وضع هذه علي رأسي؟" ألقيتُ تلك القماشة إليها، فإلتقطتها ونفَت برأسها.
"مَن فعل إذاً؟ نايل كان هُنا حين وصلتِ؟" سألتها وإتسعت عيناي بصدمة.
"نعم سيل، لقد رحل مُنذُ دقائق." أخبرتني رافعةً كتفيها، إرتسمت إبتسامة علي شفتاي رغم شعوري بالضياع..
كيف كان هنا وكيف أخبرني بأنه سيرحل ورأيته بنفسي يتوجّه نحو الباب ويفتحه؟
كُل الأدلّة قادتني إلي نتيجة واحِدة: نايل يتسلّق المواسير ويدخُل مِن النوافذ والشبابيك، لا محالة.
أو.. لحظة! لقد نسيت، رأيته يفتح الباب، لكنني لم أرَهُ يخرج منه! لقد صعدت لغرفتي لرغبتي الشديدة في النعاس، يبدو أنّه خدعني وبقي بجواري.
"حسناً كلاوديا.. أُريدكِ أن تنتهي من إعداد الطعام سريعاً فأنتِ تُثيرين شهيّتي، وأُريد كوباً مِن عصير الفراولة، أنا بغرفةِ المعيشة!" صحت بصوتٍ عالٍ بينما أتجه الي الغرفة، وآخُذ مكاني علي الأريكة أمام التلفاز.
أخذتُ روايةً ما مِن علي الطاولة الزُجاجية المُستديرة.. جذبت إنتباهي صحيفةٌ ما، فأخذتها وكان كُل شيءٍ طبيعياً للغاية.. حتي رأيت تلك الصورة بهذا العُنوان المُريع.
"سيلينا جوميز تتواجد بإحدي الحانات مع كثيرٍ من الشباب."
>>>>>>>>>>>
عارفه ان بقالي اكتر من اسبوع منزلتش شابتر بس كنت كاتبه الشابتر 2000 كلمه وبدل ما اعمل بابليش مسحته بالغلط وكتبته تاني اهو
اللي عايز الترايلر بتاع الستوري يقولي انبوكس عشان مش راضي يتحط هنا😂💫.
اللينك اهو https://youtu.be/QqpJjrsjtNA
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top