Chapter 14.✔

"أخبريني إذاً، لِما لم تأتِ معنا؟" سألتني آشلي بينما تُكتِّف ذراعيها أسفل صدرها، لتقف أمامي وتنظُر إليّ بغضبٍ جم.

"نايل كان مُتعباً، لم أستطع تركهُ هكذا!" أجبتُ ببساطة بينما أخُذ خطواتي إلي الثلاجة باحثةً عن شيءٍ يؤكَل.

"وما علاقة هذا بكِ؟" أعلنت عن غضبها بتلك النظرات الحادة التي كادت تطلق الشرار نحوي، تعجّبت قليلاً من ردّة فعلها ثم أخبرتها "لقد أتي إلي منزلي!"

إبتسامة جانبية إعتلت ثغر آشلي بينما تتبعني لمغادرة المطبخ، علمتُ حينها ما يدور برأسها فدحرجتُ عيناي بنفاذ صبر.

"سيلينا إبتعدي عن هذا الشاب!" حذّرتني بهدوء بينما تجلس علي فراشي مُقابلةً لي.. مما جعلني أنظُر لها لثوانٍ لأستوعب ما تفوّهت به.

"ماذا؟" غمغمت بدهشة، فقالت ببطيء "إبتعدي عنه!"

"أجل سمعتك!" أخبرتها بسخرية، ثم إنفعلت قائلة "قُلتِ لي مُنذُ إسبوع أن أقترب منه.. أن نُصبِح أصدقاء، ما خطبكِ الآن؟"

إبتسمت آشلي بتهكُّم، ثم أردفَت "لا أتذكر أنني قُلت هذا." فنظرتُ إليها بعدم تصديق.

"أنا اتذكر." أخبرتها بينما أرسم إبتسامة مُتكلّفة علي شفتاي، وأمسكت بالصحف لأقرأها بملل.

"حسناً، والآن قُلت ابتعدي عنه!" قالت آشلي بعد صمتٍ ساد لدقائق.

"لما؟" سألتها مما جعلها تغلق عينيها بغضب لتزفر الهواء وتُجيب "سيلينا! أنا فقط.. خائفة عليكِ، منه!" بينما تضع يدها علي خاصتي وتنظر الي عَينَيّ بدفئ..

سحبتُ يدي من أسفل يدها بسرعة لأنهض وأصرُخ "آشلي ماذا أصابكِ؟ هو لن يأكلني!" وخرجتُ من الغرفة بعد أن تنهّدت آشلي بقلة حيلة.

جلستُ علي الأريكة في غرفة المعيشة لأشاهد التلفاز، يدور برأسي الكثير من الاسئلة والأفكار المُتشابِكة كالمُعتاد... لما لم أري نايل طوال الخمسةِ أيام السابقة؟ لما قالت آشلي تلك الأشياء التي جعلتني تائهة؟ تُري ما الذي تعرفه وتُخبئه عنّي؟

>>>>>>>>>>>>

"أعددتُ الطعام.."

"سيلينا!" شعرتُ بهمساتٍ في اذني، وأخذ يُكرِّر إسمي هامساً.. لا أقوي علي فتح عيناي.

"سيلينا!" صُراخٌ ما قد إخترق مسامعي لأستيقظ هالِعة، نظرتُ للفاعل بفزع وقد كان چيمس الأحمق.

"تباً لك، سأُردّها لك لاحقاً!" تمتمت بينما أحُك رأسي وأشعُر ببعض الدوار، لقد غفيتُ علي الأريكة! كثرة التفكير أرهقتني.

"ننتظركِ في غُرفة الطعام!" مدّ يده لي مُساعِداً إياي علي النهوض، فتجاهلتها ونهضتُ ببطيءٍ وعلامات الإستفهام تكسو وجهي قائلة "ماذا تعني بـ 'ننتظركِ'؟ هل إقتحم منزلي أحدٌ غيرك؟"

"زين وأماندا و-.." أردف فقاطعتهُ ساخِرة: "سيصبحُ منزلي كمنزل چاك إذاً؟ رائع.. لكن لا تعتادوا علي هذا" وأومأ لي بخفّة ضاحِكاً.

ذهبتُ إلي غرفة الطعام مع چيمس بخطواتٍ سريعة بينما معدتي تُصِدرُ أصواتاً تُعلِنُ عن جوعي.
"أهلاً!" إبتسمتُ بإتساع بعدما رأيت الجميع يلتفّ بالكراسي حول الطاولة منتظرين الطعام.

"مساء الخير سيلينا!" قال چاك ساخراً لأنظُر لهُ بسخط، ليصمت وينظر إلي صحنه الذي بدأ چيمس بوضع الطعام به.

"اوه تمهّل، هل چيمس مَن طهي الطعام؟" سألتهم بينما أتنهّد كاتمةً لغضبي.

أومأ الجميع.. لأتنهّد مجدداً، يبدو أن چيمس ينوي إصابتنا بالتوعُّك.

"سأطلُب البيتزا." أخبرتهم بينما أنهض من علي كُرسيَّ لأتناول هاتفي وأبحث عن رقم المطعم.
"إطلُبي لنا معكِ سيل!" قال الجميع ودحرج چيمس عينيه بغضبٍ مُصتنع ليردف "هذا أفضل طعامٍ تذوّقتهُ في حياتي!" بينما يأكُل، ونظرنا جميعاً لهُ بشفقة.

رفع نايل نظره إليّ حين مررتُ بجانبه ليتسلل عطري إلي أنفه جاعلاً إياه يغلق عينيه بإستمتاع.

"أتُريد أن تأكُل معنا؟" سألته بنبرةٍ جادة بينما أنقُر علي رقم المطعم.

"لا" أجاب ببساطة بينما يبتسم بتكلُّف.

"أتعرف چيمس جيداً؟" سألت رافعةً إحدي حاجباي ووجّهت نظري له لأترُك الهاتف لبُرهة.

"لا" قال مجدداً بينما ينظر لي بِشَك.

"إذاً تُريد أن تأكُل معنا دون شك." أخبرته لأذهب لغرفتي وأطلُب الطعام بينما يقهقه هو بصوتٍ مسموع.

<<<<<<<<<<<<

تناول الجميع طعامهم وإنصرفوا، عدا ذلك النايل الذي توقّعت إنصرافه بعد قليل، توجّهتُ لغرفتي ولكن يده التي وُضِعَت علي الباب أوقفتني لأنظُر لهُ ببرود.. سألته بتعجُّب "ماذا؟"

"قررتُ أن نخرُج سويّاً، ربما؟" سأل بينما يبتسم لي بتلاعًُب، تنهّدت قائلة "أنت تُقرِّر كثيراً، أتعلم هذا؟"

"أتعلم أيضاً أنّها الحادية عشر مساءً أيُّها المحترم؟" تثائبتُ ودفعتهُ بعيداً لأدخُل الغرفة، لم أكُن أعلم أنّهُ سيسقُطُ أرضاً!

"أنتَ بخير؟" سألته ضاحكة بصخب، فعقد حاجبيه قائلاً "تعالِ وساعديني!"

"يمكنك الإعتماد علي نفسك." أخبرته وإستدرت لأتناول خُطوة تُقرِّبني إلي غرفتي، لكن ذلك الأحمق سحب قدمي اليُسرَي لأقع وأتكّيء علي يداي مُحاولةً النهوض، لكنّه أكمل سحب قدمي ليحتكّ جسدي بالأرض حتّي أصبحت بجواره تماماً.

"آه يا رأسي!" تأوّهت بينما أضع يدي علي مؤخرة رأسي وأحُكّها، ليعتدل نايل وينظُر لي قائلاً "آسِف، لم أجد طريقةً أسرَع تجعلني أوقفكِ عن دخول الغرفة.."

نظرت لهُ بحدّةٍ ممزوجة بغضب وقُلت "يا إلهي، أنتَ مُستفز! لا أريد الخروج يا هذا!" حاولت أن أنهض فسُرعان ما دفع كتفاي للوراء فتمدّدتُ علي الأرض مجدداً ليعتليني، نوعاً ما.

لا أدري لِمَ توتّرت، وشعرت بحُبيبات العرق تأخُذ جولةً علي جبهتي، وتحشرجت نبرة صوتي قائلة "أيمكنك أن تتركني أنهض؟"

"عِديني بأننا سنخرُج الآن، وسأترككِ بالطبع." رفع لي كتفيه ببساطة، نظرتُ الي يديه المُثبّتتَين علي كتفاي وتجرّعتُ ريقي قائلة "حسناً، أعِدُك"

إبتعد عني بالفعل ونهض، ساعدني علي النهوض كذلك ووقفت أنظُر لهُ بينما أسترِق النظر إلي باب غرفتي، سُرعان ما ركضت للغرفة وأغلقت الباب خلفي كطفلةٍ تختبيءُ من والدها بعد أن أحدثَت مُصيبة خوفاً من عقابه لها، أخذت أضحك بقوّة بينما أتخيّل وجهه.

"يا لكِ مِن ماكِرة!" طرق الباب بغيظ فأخذت أضحك أكثر.

"حقاً أُريد النوم، أيمكنك أن تذهب الآن؟" سألته بسخرية بينما أتسطّح علي سريري وأُعانِق وسادتي.

"إن ذهبتِ معي؟ أجل بالطبع." ردّ بإصرار لأبتسِم.

"لا أفهم ما مشكلتكِ!" طرق الباب بقوّة، وسُرعان ما سمعته يتأوّه ويسب ويلعن، هل أُصيب؟

نهضت من الفراش بعجلة، وتوجّهت نحو الباب لأفتحه وأجده يُمسِك بيده بألم.

"هل أنت بخير؟" نظرت لهُ بقلق، فإبتسم قائلاً "أجل.."

ثم إحتدّت نظراته قائلاً "لكنّكِ ستخرُجين معي."

أبعدني عن طريقة ليدخل غرفتي ويجلس علي الأرض أمام فراشي، نظرت له بعدم تصديق، فأردف بجديّة "لن أخرُج، سوي في حالة إن نهضتِ وبدّلتِ ملابسكِ لنذهب."

"إبقَي هُنا طوال الليل إذاً!" أخبرته بعناد لأطفيء الضوء وأتمدّد علي فراشي وأدفِن رأسي في الوسادة.

شعرت بحركةٍ بجواري.. كخطوات أقدام أو ما شابه، لم أكترث وأغلقتُ عيناي أكثر، أتمنّي أن يملّ ويخرُج من غرفتي في أسرع ما يمكن.

"يا إلهي، ما كل هذه الملابس؟" سمعت صوت نايل مندهشاً.

فتحتُ عيناي بصدمة لأنهض مُسرِعة وأُغلِق الخزانة، نظرت لهُ بحدّة مُميتة، فعاد للوراء موفِّراً لنفسه مساحةً كافية تحميه منّي.

"إنتظرني خارجاً." تمتمت بغضب لأنقُر بأظافري علي الخزانة بإنزعاج.

"ستبرحينني ضرباً؟" سألني هالِعاً، ولم أستطع منع نفسي من الضحك.. نفيتُ برأسي قائلة "سأخرُج معك، فقط لأنّك.. لأنّك.. لأنّك-.."

تاهَت الكلمات من رأسي، فأكمل بتساؤلٍ "عَنيد؟" فأومأت لهُ بِسُرعة.

"ومستفز." أضفتُ إلي حديثه، فأخبرني ببعض الدراما "أنا مستفز؟ إن قُلتِها مجدداً ستحسبين نفسكِ في عدّاد الموتي!"

"مُستفِز؟" سألته عابثةً معه، بينما أبحث في خزانتي عن طقمٍ مُناسِب.

"لا تقوليها.. مجدداً!" قال محذراً لأبتسِم بخُبث.

"ألا تريدني ان أقول أنك مستفز مُجدداً، نايل؟"

"أتُريدين وجهكِ ثانيةً؟" سألني بهدوء فإستدرت لأُقابله قائلة "وهل سأخرُج معك بدونه؟"

"إخرُج مِن الغرفة هيا أُريد تبديل ملابسي، وإلا سأنام!" دفعته للخارج وأغلقت الباب قبل أن يتفوّه بشيء آخَر.

إرتديتُ ما وجدته أمامي، وأسدلتُ شعري الأسود علي كتفاي، وإبتسمتُ بخفّة بعد أن وضعت أحمر الشفاه وتكحّلت، عيناي العسليّتان اللتان حُدِّدا بالخطّ الأسود كانتا قاتلتَين، وأٌعجبت بتناغُم ملابسي مع بشرتي عن دونِ قصد، لقد بدوتُ خلّابة.. بكُلِّ تواضُع.

فتحت الباب لأكشِف عن هيأتي بعد إنتهائي، فنظر لي طويلاً، ومسح جسدي كعادته -التي توتّرني، فسحبت شفتاي أسفل أسناني.

"لديكِ عيون كالخنجر." همس مُقترِباً منّي.. إرتسمت إبتسامة خجولة علي شفتاي.

"تطعنُ في قلبي طعناً.." همس مجدّداً، فتحتُ عيناي علي مصرعيهما.. وراقبته بينما يأخُذ يدي ليرفعها ويُقبّلها برقّة بينما يحدّق بعيناي مباشرةً، كان ملمس شفتاه الرطبة علي جلدي كافٍ بجعلي أرتعِش.. ونظراته كذلك، ناهيك عن كلامه العذب!

أعترف بأنني ضائِعة وسط كلماته، ككُلِّ مرّة يُلقي عليّ فيها بعض الكلمات التي توتّرني لساعات وتأخُذ جزءاً كبيراً من تفكيري، ككُلِّ مرّة يتمكّن مني فيها، ككُلِّ مرة.. جعل نبضات قلبي تتسارع وكأنها في سباقٍ ما.

"إلي أين؟" إختصرتُ سؤالي فور خروجنا من المنزل، وبدأ الهواء يعبثُ بشعري ليعطيني شعوراً لطيفاً.

"يُمكننا أن نتمشّي قليلاً، هل أحضرتِ معطفكِ؟" سألني بينما يملأ رئتيه بهذا الهواء النقي، ولاحظت سعادته.

"أجل فعلت.." رفعتهُ ليراه فإبتسم، كدت أن أتحدّث، فقاطعني "المعذرة!" بينما يأخُذ هاتفه الذي أصدر رنيناً مُزعِجاً ويقوم بالردّ علي المُتّصِل.

توقّفتُ عن السير بجانبه وتركته يُكمِل المشوار وحده.. مُحدِّقةً بثلّاجة المثلّجات، وإبتسمت.

"أتُريدين واحِدة؟" سألني بينما يُعيد هاتفه إلي جيبه، أومأت لهُ بشدّة بينما أضحَك.

أحضر لي واحدة بنكهة الشوكولاتة، وأخري له بنكهة الڤانيليا وتابعنا السَير، الأمر يستحقّ العناء بالفعل ما دام هُناك مثلّجات وهواء نقيّ كالذي يعبث بشعري..

"أنت وآشلي أصدقاء؟" سألته بلا وعي بينما أتناول المُثلّجات وتوقّف نايل لينظر لي بحاجبين معقودين، وكأنّه تعجّب من سؤالي.. أو رُبما يُفكِّر.

"لا.. رُبما، لسنا مُقرّبين.. في الحقيقة لا أستلطفها!" وقف بجانب أحد الجُدران ليسند عليه بواسطة قدمه ويُلصِق ظهرَهُ به، وقفتُ أمامه مُتمتِمة "هذا سخيف.."

"ما هو السخيف؟" سألني بعد أن نظّف فمهُ بواسطة منديلٍ ورقيّ ووضع إصبعهُ علي المُثلّجات خاصته ليُلطِّخ أنفي بِها.

"هذا.. أن تقول هذا الهراء عن آش!" تذمّرت لأضغط بكعبي العالي علي قدمه ليتوقّف عن إفساد وجهي.

"هذا مؤلم للغاية! كعبكِ رفيع جداً.. يا إلهي!" صاح بينما يرسم لوحه بالڤانيليا علي وجهي، بادلتهُ بتلطيخ وجهه بمُثلّجاتي، وقهقهنا كثيراً، حتي أمسك بإصبعي السبابة المُلطّخ بالشوكولاتة بينما كنت أُحاوِل وضعه علي وجنته، ليتوقف صوت ضحكاتنا في الشوارع الذي كان كالموسيقي لدقائق.

تعَثّرتُ بعينيه... فسقط قلبي.

>>>>>>>>>>>

هاي😂❤❤

كل سنه وانتوا طيبين❤ ويارب يبقا عيد سعيد عليكوا كلكوا❤

شابتر عشان عيد ميلاد نايل، مش طويل سوري تتعوض😂🏃

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top