Chapter 13.✔
"نايل!"
صَرختُ بصوتٍ مَكتوم بسبب يدي التي وضعتها علي فمي بصدمة.
ما إن رأيتهُ هكذا وبدأت رُكبتاي ترتعدان وأصبحت غير قادرة علي حملي.
يقفُ أمامي مُتكئاً علي الباب ويضع يدهُ علي معدته التي تذرف الدماء وظهره مُنحنٍ قليلاً، شعرهُ مُبعثر ومُبلّل ويأخُذ أنفاسه بصوتٍ مسموع، رفع عينيه لينظُر لي بضعفٍ وألمٍ مُمتزجَين، بينما يُحاوِل الوقوف بإتّزان.
"سيلينا" همس بخفوت أثناء محاولته للإعتدال، كاد يقع لكنني سارعتُ بمحاوطة خصره بيدي وسحبته للداخل، وضعت يده حول عنقي كي يستند عليّ وقُدتهُ إلي غُرفتي بخطواتٍ بطيئةٍ وحَذِرَة، جعلتهُ يتمدّد علي الفِراش بِحِرص.
"ل-لا أعرف ما الذي عليّ فعله ولكن أنا-..." إرتبكت ثُم إلتزمت الصمت حين لمحت وَميض الضعف في عينيه الزرقاوتين، رقّت ملامحي وأردفت "إنتظر!"
ركضتُ إلي غرفة والدتي حيثُ يوجد صندوق الإسعافات، أخذتُ القطن ومُطهِّر الجروح وضماضة وعُدت إليه مُسرِعة.
إقتربت منهُ لأجلس بجواره، أزلتُ سُترته بِبُطيء شديد حِرصاً لعدم جعله يتألّم، رؤيتي للجروح العنيفة التي تملأ ظهره والدماء التي تُلطّخها جعلتني أُحدّق بصمت لأبتلع غصّتي وأشعُر بتكوين طبقةٍ زُجاجيّة علي مُقلتاي.
يدورُ برأسي ألفُ سؤالٍ وسؤال، لكنني لا أُريد معرفة الأجوبة.
بدأت بتطهير الجروح فسمعته يتأوّه بخفّة، لأهمس بخفوت "آسِفة نايل!"
انتهيتُ من تطهيرهم بصعوبة، أعطيتهُ دواءً مُسكِّناً وقُمتُ بربط الضماضة علي معدته.
همّ بالإعتدال في جلسته، فسارعتُ بوضع يدي ضدّ صدره مانعةً إياه بينما أخبره "إسترِح! لا يمكنك أن تنهض بهذه الحالة!"
نفّذ ما قُلتهُ وتمدّد فوق فراشي بتعب بينما يُحاوِل تنظيم أنفاسه الباردة.
"هل أُعِدّ لك مشروباً ساخناً؟" عرضتُ عليه بتوتُّر بينما أُتابِع تحرُّكاته بحرص.
حرك رأسهُ نافياً فنهضت رغبةً في الخروج من الغرفة ليتصرّف علي سجيّته، شعرتُ بقبضةٍ تلتفُّ حول ذراعي.. فنظرتُ له لأجده قد تمسّك به، جلستُ مرّة أُخري وعلامات الإستفهام تكسو وَجهي.
"لا تترُكينني!" همس بنبرةٍ خافِتة، بينما يترُك ذراعي برفق ليردف "من فضلِك!"
اومأت لهُ وإعتدلت في جلستي، أخذتُ أُحدّق به فور أن أغلق عينيه مُحاوِلاً النَوم.
رغم أنّ فضولي يتغذّي علي عقلي حالياً.. والأسئلة لا تنفكّ عن الدوران حول رأسي، إلا وأنني أُفضِّل حيرتي عن إزعاجه.
وضعتُ الغطاء فوق جسده بهدوء وجلست بجانبه تائهة، تسلّلت يدي إلي شعره لأعبث به، أُداعبه برقّة.. يبدو جميلاً أثناء نومه!
تفاجأتُ بيده تُمسِكُ بخاصتي ليدفعها للأسفل مُبعِداً إياها عن شعره وعيناه لازالت مُغلقة، إبتسمتُ لا إرادياً وسيطرتُ علي رغبتي في العبث بخصلات شعره مجدداً.
>>>>>>>>>>>>
إستيقظتُ لأشعُر بعظامي تؤلمني بشدّة.. رفعتُ جُزئي العلوي عن السرير فإكتشفت بأن نومي كان خاطِئاً، تسلّلت عيناي للملاك النائِم بجواري.. لأبتسِم بتوسُّع.
نهضتُ لأستحِم، بدلت ملابسي في الحمام ثُم خرجت بينما قطرات المياه تتساقط من أطراف شعري المُبلَّل، توجّهتُ للغرفة تاركةً خلفي رائحة طيبة.. إسترقت النظر لساعة الحائط ووجدتُ أنني إستيقظتُ مُبكّراً، لقد نمت لأربع ساعات فقط.
فتحت الستائر قليلاً وجلستُ أمام النافذة أتأمّل تِلك السماء الصافية المُريحة للأعصاب، عبّأني الهواء النقيّ بالطاقة الإجابيّة وجعل إبتسامتي ترتسم علي شفتاي دون مُقدِّمات بينما أُشاهد المارة مُتّجهين لأشغالهم.
سمعت سُعالاً بصوتٍ مُنخفض، نظرت خلفي لأجد نايل ينهض بخمول.. وينظر حوله ليجد نفسه في غرفتي، نظر علي يساره فإلتقت أعيُننا لأبتسِم بخفّة.. إرتطمت الشمس علي ملامحي لأُجعّدها بإنزعاج، فقهقه نايل ونهض ليقترب منّي.
"صباح الخير!" أخبرتهُ مع إبتسامةٍ عَذبة مُصاحِبة لكلامي.
"صباح الخير! أشكُرُكِ كثيراً علي الإعتناء بي" إبتسم بخفّة ليقف علي مقربةٍ مِنّي.
"علي الرحب والسع-.." قاطعني حينما تأوّه مُغلِقاً عينيه بتألُّم، هرعت إليه لأُسنِدهُ سريعاً "هل أنت بخير؟"
"أجل.. لا بأس!" شعرت بأنفاسه الثقيلة تلفحُ وجهي، فتح عينيه ليُقابِل خاصتي، فلاحظتُ مدي إقترابي منه.. سمعت رنين هاتفي فتوجّهت نحوهُ مُسرِعة.
أجبتُ سريعاً بينما أُحاوِل أن أُخمِّن سبب مهاتفة زين لي في هذة الساعة المُبكِّرة!
"سيل! ألم تجهزي بعد؟" سألني بحماس وإلتزمتُ الصمت لثوانٍ.
"في الحقيقة زين.. أنا لن آتي" أخبرته بأسف بينما أسترِق النظر إلي نايل الذي إتسعتا عيناه بدهشة.
"ماذا تقصدين؟" سألني بنبرةٍ غاضِبة، فأردفت "آسِفة زين، حقاً لن أستطيع!"
"حسناً، هل يُمكنكِ إخباري بالسبب؟" أخبرني بهدوء، فأغلقتُ عيناي مُتنهِّدة "أنا.. مُرهَقَة؟ لم أنَم جيداً ليلة أمس."
"حضِّري نفسكِ لِلَكمةٍ مِني حين أراكِ." أخبرني بغضبٍ جمّ ثم أنهَي المكالمة.
قهقهتُ لِأنظُر إلي نايل الذي لازال يُطالعني بتعجُّب.
"ماذا بِك؟" سألته لأتّجه نحوه، حدّق بي قائلاً "لِما فعلتِ هذا؟"
"لا يمكنني تركك هكذا!" رفعتُ كتفاي ببساطة، نظر لي بإمتنان.. ولم يقطع تواصُلنا البصري سوي صوتُ كلاوديا وهي تطرُق باب غرفتي.
إبتسمتُ لنايل ثم توجّهت نحو الباب لأفتحه، فأخبرتني كلاوديا "أوه لقد إستيقظتِ؟ هه، لقد حضّرتُ الفطور." إبتسمتُ لها بخفّة وقُلت "سأنزل لأتناوله معكِ."
عقدت حاجبيها بعدم تصديق، ثُم رمَت بصرها لداخل الغُرفة تحاول رؤية ما أُخفيه، فتوقّفت أمامها حاجِبة رؤيتها وإبتسمتُ بتكلُّف، فنزلت.
"أظُن أنّهًُ يجب أن أرحل!" أخبرني نايل لألتفت وأراه يرتدي قميصه.
"هل تشعُر بتحسًّنٍ الآن؟" عقدتُ حاجباي بقلق بينما أُراقِب حركاته البطيئة، توقّف وإلتفت إليّ قائلاً "نعم، كثيراً! شُكراً لكِ للمرّة الثانية."
"لكنّك لن تتمكّن من قيادة سيارتك وأنت بهذه الحالة، دعني أقلك!" إقتربت منهُ مُترجية، فإتسعت إبتسامته ليقترب أكثر، وأعاد خُصيلات شعري خلف أذني قائلاً "لا أُريد تعذيبكِ معي!"
"توقّف عن قول هذا! لا أريد سماع تلك الجملة، ولا أريد سماع كلمة شكراً كذلك.. إنتظرني فقط لِأحضر حقيبتي." سحبتُ حقيبتي من فوق الفراش ثُم سحبت معطفي الطويل من الخزانة لأرتديه فوق ملابسي وأُغلِق أزراره.
"إذاً هل يمكنني أن أقول شُكراً عذّبتكِ معي؟" أخبرني ضاحكاً فشاركته، غادرنا الغرفة ونزلنا علي السلالم حيثُ وجدنا كلاوديا أمامنا، ونوعاً ما رَمَت (كلاوديا) نايل بإبتسامةٍ جانبيّة ونظرة إحتقار.
تجاهلناها تماماً، وصعدنا إلي سيارتي بهدوء، لأتمتم "أين منزِلُك؟"
"حقيقةً لا أملِكُ مَنزِلاً في نيويورك." أجاب بهدوء، فطالعتهُ بحاجبين معقودين، ثم قال مقاطعاً للصمت "قليني إلي منزل جاك."
"أبواه هناك." أخبرتهُ بينما أخُذ مُنعطفاً لِأُغيِّر مسار السيارة.
"لا تقلقي!" أردَف بعدم إكتراث، فأومأت لهُ وبدأت بالقيادة نحو منزل چاك.
"شكراً لكِ" قال فور أن توقّفت السيارة، فرمقتهُ بغضب، أدرَك الأمر سريعاً ليقهقه قائلاً "كان هذا لُطفٌ مِنكِ سيلين!"
"أهلاً بِك ناي." رفعتُ كتفاي مُبتسِمة بينما أنتظِر منهُ أن يترجّل من السيارة لأعُد إلي المنزل وأتناول فطوري ثم أنام.
"أحببتُ ذلك اللقب!" قال بإعجاب، فإبتسمت، ثُم ترجّل من السيارة ليلتفّ حتي وصل إلي النافذة بجواري وإستوقفته قائلة "سأطمإن عليك في المساء؟!" مالَت نبرتي للسؤال، فأومأ لي بسرور، ورحل.
عُدتُ إلي المنزل بعد أن إشتريت الطعام الجاهز، وإشتريتُ الصحيفة لمتابعة الأخبار، لعلّهم كتبوا شيئاً عن والدَيّ، لعلّ الصحافة تَعرِفُ ما أجهله.
ما إن سمعت كلاوديا صوت الباب يُغلَق بعد دخولي فتوجهت نحوي لتسألني بنظرة خبيثة: "مَن كان هذا؟"
إشتممتُ رائحة سيئة.. فأخبرتها "كلاوديا الطعام يحترق."
"اوه نعم!" هرعَت ناحية الموقد.
"لا بأس، إشتريتُ هذا" أفرغتُ الحقيبة التي بحوذتي لتظهر شطائر اسكالوب الدجاج.
"حسناً، اخبريني لِما كان نايل في غرفتكِ؟" سألتني بينما تجلس علي مقعدٍ حول الطاولة لتبدأ بالاكل، كما فعلت أنا.
"اوه كلاوديا، لن أتخلّص مِنكِ صحيح؟" تنهّدتُ لأتناول قضمة من شطيرتي، وأومأت لي كلاوديا بفضول.
"رغم أن هذا ليس من شأنك ولا يحق لكِ بأن تسألي.." نظرتُ لها بحقد، ثم تابَعت "لكنني كُنتُ أختبِر مهاراتي الطِبيّة عليه!"
>>>>>>>>>>>>>>
"أخبرتُك!"
"هذا ليس الوقت المناسب لتفاهاتك!"
"أنظُر إلي نفسك يا صاح!"
"انا لن أفعل هذا، حسناً؟ إترُكني الآن."
<<<<<<<<<<<<
"هل تستمتعون؟" سألتُ آشلي عبر الهاتف.
"نعم كثيراً! كُنّا لنستمتع أكثر إن كُنتِ معنا.. ولكنّكِ حمقاء للغاية يا سيلينا." صاحَت آشلي بسبب الضوضاء حولها، فإستنتجتُ أنهما في بار أو حفلةٍ ما.
بدأتُ أشعُر بالندم لعدم ذهابي.
"مِن الأرض إلي سيلينا، أتسمعينني؟" صاحت مجدداً لتيقظني من نوبة شرودي، "نعم!" همستُ لأتنهّد بعدها.
"متي ستعودون؟" سألتها بملل بينما أرتشِف من قدح القهوة الذي بيدي.
"لن نتأخر، ربما خمسة ايام ونعود!" أخبرتني ساخِرة، الشيء الذي جعلني أنهي المكالمة.
بدأتُ أتفحّص هاتفي، وضغطتُ إعجاب علي الكثير من الصور لهُم في هاواي.. حتي وقعت عيناي علي إسم نايل في سجلّ مكالماتي.
تذكرت أن عليّ الإتصال بِه.
وضعتُ الهاتف علي اذني مُنتظرةً مِنهُ أن يُجيب.
"مرحباً سيلينا!" قال نايل.
"أأنت بخير؟" سألته بينما أعتدِل في جلستي.
"أشعُر بالضجر فقط." أجاب مُتنهِّداً.
"أين انتِ؟"
"في المنزل، لما تسألني؟"
"أُريد رؤيتكِ." توسّعت عيناي فور سماعي لهذا.
"الآن؟" سألته بينما انظر الي الساعة، جيد أنها الثامنة مساءً.
"هل أنتِ مشغولة؟"
"لا!" أخبرته بينما أنهض بحماس..
"قابليني أمام 'سنترال بارك' حسناً؟" أمرني بينما أستطيع سماع الكثير من الضجّة حوله، يبدو أنه في الطريق إلي هناك..
"حسناً، ولكنها.." كِدتُ أن أُكمِل حتي قاطعني "أراكِ هُناك!" وعقب هذا بإنهائه للمكالمة.
أهو مُعتادٌ علي مقاطعتي، وإتخاذ القرار بإسمي، وإنهائه للمكالمة أثناء حديثي؟
هذا الشاب فقط.. يُثير جنوني!
بدّلت ملابسي، ووضعت القليل من مُستحضرات التجميل، صعدت إلي غرفة كلاوديا فوجدتها نائمة.. أخذت بضع خطوات لأصبح خارج المنزل.. وإنطلقت بسيارتي بينما أستمع وأُغنّي الاغاني الرائجة.
توقّفتُ أمام تلك الحديقة المُسمّاة بـ سنترال، هي تُعتبر مِن أكبر الحدائق وأحد المعالم السياحية المشهورة في نيويورك..
لم أذهب اليها قط، جيد، هل نايل يُعرفُني علي مدينتي؟
بحثتُ عيناي عنه لأمسح المكان بأكمله، ووجدته أخيراً جالساً علي أحد المقاعد ويعبث بهاتفه.
"أهلاً نايل؟" قُلت بينما أُحمحِم وأقف مُقابلةً له.
"اوه" همس ونهض بينما عيناه تمسحُ جسدي من الأسفل صعوداً إلي عيناي حتي صنع تواصُلاً بصرياً معي.
"هلّا.. هلا توقفت عن فحصي!؟" أردفت بخجل بينما أشُد أطراف سترتي للأسفل قليلاً، وأخذ نظري ينطلق الي أسفل للتأكُّد من أن نايل لم يثقُب ملابسي.
إبتسم بإحراج ليتحمحم ويضع هاتفه في جيبه، ويسير وأتبعه.
تلك الحديقة مزدحمة جداً، لكن الطقس جيد للغاية..
أحببتُ إتّساعها.. وكونها مثالية جداً للتنزُّه وجولات المشي.
"إذاً..تُمارسين رياضة الجري؟" قال بينما يسير وأسير بجانبه.
أكتفيت بالايماء لهُ كإجابه.
"لنرَ!" إبتسم بخُبثٍ ومِن ثُم إختفي من أمامي، بالفعل هو يُثير جنوني.
"نايل بربك!" تذمرت وبدأت بالركض خلفه، ودخلت في العديد من الممرّات الغريبة وحولي الأطفال يركضون ومنهم من يركب العجلات.
دقائق واختفي ظلُّه الذي كُنت أتبعهُ، "نايل لا تحاول إخافتي وإلا ستبكِ ندماً ها!" تمتمت بينما أتنفّس الصعداء، أخذت ألهث وأجولُ بعيناي في المكان بأكمله باحثةً عنه.
"نايل!" صحت بنبرةٍ مبحوحه بينما تزيد قبضتي قوّةً علي يدي الاخري، شعرت بشيء يتحرّك علي كتفي، إنتفضت بهلع لألتفت لهُ وأجد ذلك الأحمق-نايل.
"إهدأي!" قال من بين ضحكاته وأنا أركُلهُ بقدمي بِكُل ما أُتيت مِن قوة.
إشترينا المُثلّجات وجلسنا أمام بُحيرةٍ ليست بصغيرة، تُحيطها الأشجار لتعطيها مظهراً خرافياً، خصيصاً مع إنعكاس ضوء القمر علي مياهها الراكِدة.
هذا حتماً أفضل من الذهاب إلي هاواي!
قد أدفع كل ما أملك من مال لرؤية القمر والنجوم مُنعكسين علي تلك البُحيرة الزرقاء يومياً.
"مكاني المُفضّل." أخبرني نايل وفمه ملئ بالطعام لأقهقه بخفه.
تمدد علي الحشائش واضعاً كلتا يديه خلف رأسه، لم أفعل مثله وأخذت أحدّق في البحيرة، وفاجئني بسحبه لذراعي لأستلقي بجانبه.
"هل أنت بخير حقاً؟" سألته عندما لاحظت سُعاله.
"نعم، لا تبالي!" خرج صوتُه متحشرجاً بينما يحاول أن يبتسم.
"دعني أري!" إقترحت بينما أنظُر لهُ بعدم إرتياح.
"لا" إحتدّت نبرتُه مما جعلني أصمُت.
قمت بالعض علي لساني كي لا اتفوّه بأيةِ أسئلة اخري.
"سيلينا" ناداني بهدوء، فهمهمت.
"لِما تهتمين؟" سأل بينما يحملق بي.
نظرتُ إليه مطوّلة محاولةً البحث عن اجابه، حتي أخبرته "لا أعلم.. أعني لقد اصبحنا اصدقاء، أنت أصبحت لطيفاً معي! لِما لا أهتم؟" إبتسمت بِلُطف فبادلني بتوسُّع.
اظن أن عليّ إضافة 'حتي الآن' الي ما قلته للتو، فقد يتغيّر نايل في أي لحظة..
"الحشائش تُضايقني!" قال لأقهقه بصوتٍ مسموع، أخذ بيدي ليساعدني علي النهوض، قُمنا بالعديد من الجولات بالعربة التي تجُرّها الخيول.. سِرنا في كُل بقعةٍ في هذة الحديقة حتي تعبنا، تناولت العشاء معه في أحد المطعام ومن ثُم ذهبنا إلي سياراتِنا، كُلُّ واحدٍ مِنّا يقود سيارته، ولن أنسَ محاولاته العديدة في قطع الطريق وتضييقه عليّ.
صعدتُ إلي غرفتي مباشرةً فور دخولي للمنزل، أشعُر بسعادةٍ بالِغة.. لم أشعُر بمثيلٍ لها منذُ زمن.
مما يزيد مِن شعوري بالسعادة هو أن كلاوديا لازالت نائمة، ولليلةٍ واحِدة لن تجعلني أكره حياتي بِمَن فيها بسبب أسئلتها الفضوليّة.
إرتميتُ علي سريري بعد أن بدّلت ملابسي، دفنت رأسي في الوسادة، ثُم إنعزلت عن العالم.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top