Chapter Three.
"إسمٌ لطيف!" علّق نايل فعادت تُقهقه بقوّة.
توقّفت عن الضحك لتتحدّث بجديّةٍ تامة "إسمع نايل.." رفع لها حاجبيه دلالةً علي إهتمامه، فإبتسمت بخفّة قائلة:
"ليكُن أول شرطٍ في صداقتنا.. ألا يقع أحدنا في حُب الآخر!"
أخذ قلبه يخفق بشدّة، نظر لها بهدوء حاوَل إكتسابَهُ.. وإنفكّت عُقدة لسانه قائلاً "بالطبع، يُمكنك إشتِراط ما تُريدين!" ثم إختتم حديثه بإبتسامة خفيفة.
"مُتّفقين إذاً." مدّت يدها أمامه، فصافحها لتتّسع إبتسامته مُردِفاً "مُتّفقين سيليـن!"
إرتبكت لسماع ذلك اللقب.. شعرت بالقلق يسري في عروقها كالتّيّار الكهربائي، وأخفت توتُّرها بإبتسامةٍ طَفيفة.. ودّعته لترحل بينما الخوف يُسيطر علي تصرُّفاتِها وجعل عقلها يتناثر هارِباً من التفكير المُنهِك.
"أرِني قوانينكِ حَبيبَتي.. وسأُريكِ كيف أكسرها!" تحدّث بغرور ليحشر يديه في جيبه، وتتسلّل إبتسامته اللعوبة لشفتيه.
<<<<<<<<<<
"أخبريني.. مَن هي أفضل كارا في العالم؟" قال لها عبر الهاتِف، فقهقهت قائلة "أخبِرني أنت.. ماذا تُريد منّي؟"
"خِدمة بسيطة للغاية." رفع كتفيه ببراءة، فعقدت حاجبيها مُتسائلة "ما هي؟"
"أعرِفُ أنّكِ صديقة سيلينا المُقرّبة، لذلك أُريد منكِ.."
"نايل! أنا لن أخون صديقتي.." تكلّمت بحدّة فقاطعها "أنتِ لم تسمعِ طلبي أصلاً!"
"آسِفة.. أكمل!"
"هي بالتأكيد ستُخبركِ بما حدث بيننا مؤخراً.. أُريد منكِ أن تسأليها عنّي في أغلب الأوقات وتنقلي لي كل ما تقوله، لذلك من الأفضل لكِ أن تُسجّلي كلامها كي لا تنسي أي حرف!" إبتسم بخفّة، فأدركت كارا الموضوع قائلة "يبدو أنك تُدبّر لشيء ما سيّد هورآن."
"سأُهاتِفُكِ فيما بَعد.." أنهي المُكالمة لينهض مارّاً بمكتب السيد لوجان لمُتابعة روتين العمل.
>>>>>>>>>>>
طرق الباب بهدوء.. عكس ما بداخله من حماسٍ وتحفُّز.
قد راقَب المنزل جيّداً وعلم أن مارتن قد غادر برفقة زين، يعرف أنها وحدها بالداخل.. وهذه هي الفُرصة المناسبة ليتحدّث معها نظراً لأنها حظرت رقمه من هاتفها وجميع حساباته علي وسائل التواصل الإجتماعي.
فُتِح الباب لتظهر من خلفه مالِكةُ قلبِه، إنطفأت اللمعة في عينيها حين رأته.. وحلّت محلّها علامات الضجر قائلة بنبرةٍ بارِدة "المعذرة، لكنني وحدي في المنزل!"
"لا بأس، لقد جئت لرؤية زين ويُمكنني إنتظاره حتي يعود!" أخبرها بإصرار، تنهّدت لِتُفسح له المجال ليدخُل.. وأغلقت الباب.
"ثُم أنني لستُ شخصاً غريباً!" أضاف ناظِراً إليها.
"ماذا تُريد أن تشرب؟" سألته بينما تقوده لغرفة المَعيشة، إنه منزل زين وأماندا، لكن إيفا ومارتن يمكُثان هنا لبعض الوقت لمساعدتهما في شئون المنزل بتلك الفترة العصيبة.
"الشاي من فضلك." تحدّث بأدب، وقبل أن تتوجّه للمطبخ عادت لتُحدّثه بدهشة "مُنذُ متي وأنت تشرب الشاي؟ أنت تكرهه!"
نظر لها وبدأ وميض الإعجاب يظهرُ في عينيه، أدركت ما قالته فتحمحمت بتوتُّر لتذهب للمطبخ وتلعن نفسها لعدّة مرّات، فإستطاع سماعها لتستكين الإبتسامة علي شفتيه.
"أتُريدين مني أن أُساعدكِ؟ فأنتِ لا تعرفين كيف تقومين بإعدادِه!" نهض خلفها ليدخُل المطبخ، فإستدارت لهُ قائلة بثبات "لقد تغيّرت."
حدّق بها طويلاً، وقال بالنبرة نفسها "أنا أيضاً تغيّرت، لا شيء يبقي علي حاله!"
"كم ملعقة مِن السُكّر؟" أشاحت بنظرها عنه لِتُحضر كوباً فارغاً وتبدأ في إعداد الشاي، سحب السُكّر من بين يديها ليضع ملعقتَين بداخل الكوب، ونظر لها مُبتسِماً وقال "يُمكنني إعداده بنفسي، وأنتِ إذهبي لِتُشاهدي برنامجكِ المُفضّل فهو يبدأ الآن"
رفعت حاجبيها بدهشة، وإبتسامتها الخجولة تسللت لشفتيها، عقدت ذراعيها أسفل صدرها قائلة "أنت لازلت تتذكّر؟ لم يعُد برنامجي المُفضّل علي أي حال."
لاحظت أنهُ تجاهلها ليُكمل صُنع الشاي، فرفعت كتفيها قائلة "برنامج مارتِن المُفضّل أصبح برنامجي المُفضّل!" وتركته لتذهب لغرفة المَعيشة، إلتفت لها مصعوقاً.. ثم تمالك نفسه ليُنهي كوب الشاي ويلحق بها.
ترك الكوب علي الطاولة، ثم سحب ذراع إيفا قبل أن تهرُب مجدداً وقال "نحتاج لأن نتحدّث بشأننا إيفا!"
"إترُك ذراعي سام!" حاولت سحبه من قبضته، لكنه أحكم الإمساك بها، فقالت بغضب "لقد تحدّثنا بما يكفي ولم يعُد هُناك شيء لقوله!"
كاد أن يتحدّث فقاطعتهُ بنبرةٍ مُبهَمَة "يبدو أن هُناك شيء لم تُلاحظه!"
"بالطبع لاحظت.." إبتسم وإقترب منها أكثر.. وإسترسل حديثهُ "لاحظت أنّكِ قُمتِ بقصّ شعركِ، لكن طوله إزداد بعض الشيء، وقُمتِ بصبغه فَزادكِ جمالاً، وبالطبع لاحظت أنّكِ جميلة جداً.." تمعّن بملامحها، وحدّقت به دون إنقطاع..
"لا.. كان عليك أن تُلاحظ بأنني مخطوبة!" رفعت يدها أمامه، وسحبت ذراعها من قبضته لِتُشير علي الخاتم بإصبعها وتبتسِم بإستفزاز.
"جيّد، مُباركٌ لكُما، لكن هل هو أفضل من خطيبكِ السابق؟" نظر لها بتحدٍّ، فتنهّدت قائلة "إسمع سام أنا لستُ فتاة في السابعة عشر مِن عُمرها تركُضُ خلف أي فتي لتغيظ حبيبها السابق فيعود إليها، أنا ناضِجة! ولم أختَر مارتن عبثاً، بل أحببتهُ لأنني وجدتُ فيه ما لم أجدهُ فيك!"
مالَت برأسها للأمام مُقتربةً مِنهُ، وهمست "الرجولة!"
كتم غضبه وسحب ذراعها مرّة أخري بعد أن كانَت علي وشك الرحيل.
"إيفا.. أعطِني فُرصة أُخري! لنقضي ليلة سويّاً.. بعدها تُقرّرين مَع مَن تُريدين البقاء، إختاري بيني وبين مارتِن، ثُم سأترككِ بعدها إن كان خياركِ هو مارتن.. رغم أنني أِشُكُ في ذلك!" صنع تواصُلاً بصريّاًَ معها يُرسِلُ إليها نظرات مليئة بالترجّي، فهربت من عينيه سريعاً وعقلها توقّف عن العمل.
"رجاءً! فُرصة واحِدة وحسب.." رفع ذقنها إليه لتنظُر له، ولاحظت التوسُّل يتلألأ في مُقلتيه.
تغلّبت علي ضعفها، وسيطرت القوّة علي حواسها فقالت بنبرةٍ عاديّة بينما تبتعد عنه "سأُهاتف زين ليأتي ويري ماذا تُريد."
صفع الحائط بعد رحيلها، وبدأت شُعلة الامل بداخل قلبه تفقِدُ ضوئها شيئاً فَـشيئاً.
<<<<<<<<<<<
"تحيّة من صديق يُخلِصُ لكِ الوِدّ و يرجو لكِ الخير.
كيف حالكِ اليوم يا صديقتي؟"
إنتهت من قراءة الرسالة الورقيّة التي وجدتها بحقيبتها الليلة كسابقتها تماماً، رفعت حاجبيها بدهشة.. قبل أن تأخُذ قرارها وتُلقي بالورقة في سلّة النفايات الصغيرة بجوارها.
"كيف حالكِ اليوم يا صديقتي؟" تحدّثت مع نفسها في سُخرية وهي تشعرُ باللهيب يتصاعد ليحرق عروقها جميعاً وتبدأ بالغليان، هي تعلم جيّداً أنهُ مُقبلٌ علي فعل شيء ما... لكنها تجهله!
"أراكِ جاهِزة للمُغادرة، ألن أتحدّث معكِ اليوم لقليل من الوقت؟" أتاها جاك لتبتسم وتركُل نايل من أفكارها، نهضت لتتجه نحوهُ قائلة "أجل حبيبي، هاتفتني إيفا وأخبرتني بحاجتها لرؤيتي"
إسترسلت حديثها مُبتسِمة "ثُم أنها العُطلة، يجب أن أستغلّ هذا اليوم لمقابلة صديقاتي!"
"وحبيبكِ يجلس هنا طوال اليوم يُشاهد التلفاز وحيداً؟" تذمّر بطفوليّة ليتنهّد مُفرِجاً عن إنزعاجه، نَمَت إبتسامتها علي شفتيها قائلة "لن أتأخّر، سأعود مُبكراً كي أُعِدّ الفشار ونُشاهد التلفاز معاً!"
كادَت أن تتخطّاه وترحل، لكنه أمسك بذراعها برفق ليُعيدها بمكانها.. وحدّق بعينيها طويلاً ليسألها بتلاعُب "وكأنّكِ نَسيتِ شيئاً أيتُها الجميلة؟"
قهقهت بخفّة لتقترب أكثر وتطبع قُبلة لطيفة علي شفتيه وتُشاهِد إبتسامته تنمو بعدها، ودّعها لترحل وتشعر بالفراشات تُحلّق في معدتها.
>>>>>>>>>>>>
"أليست من الوقاحة أن تترُكِ ضيفكِ وترحلين؟" نهض سام ليقف أمامها قاطِعاً طريقها، كانت قد دخلت غرفتها وبدّلت ثيابها ونَوَت الرحيل.
زيّفت إبتسامة قائلة "هاتفتُ زين وهو علي وشك الوصول إلي هنا لتتحدثا، وكُما قُلتَ لي مُنذُ قليل.. أنت لست شخصاً غريباً لذلك لا يمكنني إعتبارُك ضيفي! إعتبره منزلك." ثُم تخطّته لترحل وإبتسامة النصر تحتلّ محياها.
قابلت سيلينا في طريقها وتخلّت عن سيارتها ليُكمِلا رحلتهما مشياً علي الأقدام، أياديهم في جيوب معطفهم يقومان بحمايتها من الطقس البارِد، ويسيران في الطُرُقات بِلا هدف ولا غاية، كلتاهُما في داخل رأسها فوضة عارِمة تجهلُ كيف تتخلّص منها..
تنحنحت إيفا مُقاطِعَة للصمت الذي كان ثالثهما مُنذُ أن تقابلا "سام أتي للمنزل اليَوم، وطلب أن أقضي ليلة معه لإعطائه فُرصة أخيرة!"
رمقتها سيلينا بنظراتٍ غريبة.. فرفعت الأخري كتفيها قائلة "تجاهلت عرضه."
ثُم نظرت لها بتساؤل "وأنتِ سيلينا، ماذا أردتِ أن تقولي؟"
توقّفت سيلينا مُمسِكة بسور النهر الذي يسيران بجانبه.. ورفعت كتفيها قائلة بسُخرية "لا شيء!"
مالَت نبرة إيفا للتحذير "سيلينا؟" فإستدارت لها سيلينا وتنهّدت.
"بالمُصادفة رأيتُ نايل في الإجتماع، وطلب أن نكون أصدقاء!"
ساد الصمت لدقائقٍ طويلة، كانت كفيلة بجعلهما يُفكِّران قبل النُطقِ بأي حرف، أطلقتا تنهيدةً طويلة قبل أن تتقابل أعيُنهما في إستعدادٍ للحديث مُجدداً.
"هل ستمنحيه فُرصة؟" سألتها إيفا، فـَ رَمَتها سيلينا بنظراتٍ تحمل الحِدّة.. ونظرت أمامها قائلة "لقد أخبرني بأنه سيغرُب عن وجهي نهائياً إن فَشَلت صداقتنا، وهذا ما أسعي لإثباته.. لأتخلص منه وأعيش حياتي بشكلٍ طبيعيّ!"
"وأنا أيضاً لن أعطي فُرصةً لسام." هفّت إيفا الهواء بغضب لتستند علي السور هي الأُخري وتُحدّق في المياه اللامِعة بفعل إنعكاس إضاءة أعمِدة الإنارة عليها.
عارضتها سيلينا بإصرار "لا تتخذيني قُدوة لكِ، قد يستحق سام فُرصة أخري!"
نظرت لها قائلة "لقد قام كلاهما بخيانتنا، قاما بالزواج من غيرنا لأجل المال، كلاهما يطمعُ في فرصة أخري، وكلاهما لا يستحقّها!"
صمتت سيلينا.. وعادت لتنظر إلي النهر هامِسة:
"تسيرُ بنا الحياة إلي طريقٍ مجهول، تُري ماذا ستكون نهايته؟"
<<<<<<<<<<<
رأيكوا في الشابتر؟
رأيكوا في شرط سيلينا فوق؟
سام يستحق فرصة تانية؟
سام صعب عليكوا؟
متوقّعين إيه للشابتر الجديد؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top