Chapter Five.

أخذت تُرضِع طفلها الصغير بينما تهزّ قدميها بسُرعةٍ كَبيرة لتعكس غليان الدَمّ في عروقها..

"ألن تتوقّفي عن فعل هذا؟!" سألها بغضب بينما يجلس علي طرف الأريكة مِن الناحية الأُخري، نظرت لهُ بحدّةٍ.. ثُم عادت تنظر لطفلها بين يديها وإزدادت سُرعة حركتها.

نفذ صبر زين بالكامل، فتحدّث بهدوءٍ مُزيَّف "إيفا تحتاجُ لي لأبقي بجوارها في هذه المِحنة."

ضربتهُ علي صدرِه بقبضتها وإنفجرت أمامه -كالقنبلة- تصيح بمرارة "ألا يكفي أنّك ضممتها إلي صدرك وغمرتها بحنانك البارحة؟ وأيضاً تُريد الذهاب إليها اليَوم!"

أخبرها بغضب "أماندا إنها صديقة عمري، لِما لا تفهمين ذلك؟ هل أحتاج لأن أُخبركِ بأنني أعرفها من قبل أن ألتقي بكِ؟ هل أحتاج لأن أُوَضِّح لكِ أن علاقتنا لا تتجاوَز الصداقة؟ أنتِ شاهِدة علي كل هذا!"

ثُم إسترسل حديثه حين صمتت "إنها صديقتكِ أيضاً.. وبدلاً من أن تواسيها جِئتِ لتصرخي بوجهي طوال الليل!؟"

تركَت آدم بهدوء فوق الأريكة حين نام، وسحبت زين من ذراعه لينهض خلفها ويدخُلا الغرفة الخاصة بهما.

أغلقت الباب خلفهما، وسُرعان ما صاحت بعصبيّة "تزامُناً مع بُكاء إيفا المسكينة كان طفلنا الصغير يبكي كذلك! وماذا فعلت أنت أيُّها الرجُل النبيل؟ لقد عانقتها هي، وخففت عنها هي، وإهتممت بها هي! وتركته يبكي حتي عُدت أنا! أي أب أنت؟ ها؟!" باتت تحرُّكاتها في الغرفة توحي بأن الغضب قد إستحوذ عليها بالكامل، وأغلق زين عينيه ليُهدِّء من روعه.

جذبها من ذراعها بقوّةٍ لم تعهدها، قابلتهُ بملامحٍ مصدومة بينما هو عقد حاجبيه بغضبٍ وصاح "أمرُ غيرتكِ المُطلقة لا يُحتَمَل! كيف تغارين من أعزّ أصدقائي وأصدقائك؟!"

"أعطِني سبباً واحداً يجعلني لا أفعل." حاولت سحب ذراعها من قبضته، لكنّه أحكم الإمساك به فألمها أكثَر لتتأوّه، وقال "لن أُخبركِ بأنها مخطوبة وبأنني مُتزوّج، بل سأخبركِ بأنّ السبب الأمثَل هو أنني ظننتُ أنّكِ إمرأة عاقِلة ومُتفهّمة، لم أعلم أن الزواج يُمرِض العقل!"

ترك ذراعها وخرج من الغرفة ثُم من المنزل برُمّته، بينما هي ترقرقت الدموع في عينيها لتنظُر إلي ذراعها الذي أخذ اللون الأحمر وطُبِعَت عليه أصابع يده وكأنه لازال مُمسِكاً به.

>>>>>>>>>>>>

"حادة." قال نايل بينما ينظُر بعينيها بتمعُّن.

"حادة الطِباع، رُبما" رفعت سيلينا كتفيها وتناولت البطاطا المقليّة.

"شاذة." أخبرها ليتناول من طبقه كذلك.

أخذت تُفكِّر ثم قالت "شاذة التفكير."

"جميلة." رفع عينيه ليُقابِل خاصتيها، إبتسمت بخفّة ثُم قالت "جميلة المظهر والجوهر بالطبع!"

قهقه لِتُشاركه مُضيفين بعض الحياة للمطعم الشِبه خالٍ من الزبائن.

إبتسم لها مُغيّراً اللعبة التي ظلّا يلعبانها لوقتٍ طويل "إذاً إخبريني ما هو أغبي شيء فعلتِه؟"

توقفت عن تناول طعامها، ونظرت لهُ مُتأمِّلة.. ثُم قالت "أهُناك شيء أغبي مِن أنني أحببتك ووثقت بِك؟ لا أعتقد ذلك." إبتسمت لتُثير جنونه.

تنهّد مُغلِقاً عينيه للحظات وزمّ شفتيه بإنزعاج، إنتقلت عيناها إلي زجاجة الكاتشب الموضوعة أمامها، ثُم أخذت تقهقه مُتذكِّرة شيئاً ما، فتح عينيه ليراها بتلك الحالة فعقد حاجبيه بتساؤل.

"حسناً ربما الشيء الأغبي هو أنني إكتشفت أن الكاتشب مصنوعٌ مِن الطماطم وأنا في الثالثة عشر من عمري." عادت لتقهقه وهو أخذ يضحك بقوّة ساخِراً منها، فتوقفت هي عن الضحك لتسأله "إذاً يا مَن تسخر منّي.. كيف إكتشفت أنت أنّه مصنوع من الطماطم؟"

"نظرتُ في المكونات يا ذكية." أخبرها بعد أن إلتقط أنفاسه، فعادت لنوبة الضحك مجدداً بينما تردف "لكن صورة الطماطم موضوعة علي مُقدِّمة الزجاجة، يا ذكي!"

"كلانا ذكي إذاً." أردف ضاحِكاً، وتنهّدا في التوقيت ذاته بعد كثيرٍ مِن الضحك.

<<<<<<<<<<<<

"هل طلبت مِنك أن تتحدّث معي؟" نظر لهُ بضيق، فعقد زين حاجبيه قائلاً "إيفا لا تعلم بشأن وجودي هنا!"

مسح مارتِن المقهي بعينيه مُتهرِّباً من الحديث مع زين، فتنهّد زين قائلاً "لا تجعل مشاكل العمل تنتقل إلي بيتك! أظُن أنّك واعٍ كفاية لتدرك ذلك، ما ذنب المسكينة في كل هذا؟"

"لقد جئنا إلي المكسيك لنقضي وقتاً لطيفاً ثم نرحل، لكن ألم تطُل فترة مكوثنا هنا؟ لقد سئمت.. لدي الكثير من المسؤوليات في العمل، يجب عليّ العودة."

"أيها الخبيث.. هل تُغيّر مجري الحديث؟" نظر لهُ زين بنظراتٍ يتطايرُ منها الشرار، فتنهّد الآخر مردفاً "إيفا لا تُقدِّر أن عملي مُهِم، ولا يجب عليّ الإبتعاد عنه أكثر من ذلك."

"وهل بتلك الطريقة ستجعلها تُقدِّر عملك؟ ثم أنهم في العمل يعرفون أنّك في عطلة ويعرفون مُدّتها جيداً، لو كانوا بحاجة ماسة إليك لكانوا إتّصلوا بك وأخبروك." أخبره زين ببساطة، فقال مارتن دافِناً غضبه "هل أنا المُخطيء برأيَك؟"

"هل أدركت ذلك وحدك؟ أُحيِّيك!" صفّق لهُ وإبتسم بتكلُّف، فأدار مارتِن عينيه بضجر.

"إذهب وإعتذر لها، فهي ليس ذنبها أنّ خطيبها مهووس بعمله، إنّ مشكلتكما أتفَه مِن أن تجعلها تذرف دمعةً واحِدة.." حذّرهُ زين بإصبعهُ قائلاً "وإلا سأُهشِّم رأسك يا مارتِن!"

>>>>>>>>>>>>>

  "لنتقابل غداً وقت غروب الشمس، أُريد مساعدتكِ في أمرٍ ما!" أخبرها نايل بينما يسيران معاً حيثُ صفَّت سيارتها في الشارع المجاور للمطعم.

"لديّ الكثير من العمل في الغد، سأعود للمنزل متعبة للغاية.. إجعلها في يومٍ آخر!" قالت دون النظر له، فأصرّ ليردف سريعاً "الأمر لا يحتمل التأجيل.. هل ستخذليني في أوّل طلب أطلبه منكِ يا صديقتي الغالية في هذه الغُربَة؟"

نظرت لهُ بعدم إرتياح، ثُم تنهّدت وأومأت برأسها مُستسلِمة، ولم تلمَح إبتسامة النَصر التي أخذَت تنمو علي شفتيه.

<<<<<<<<<<<<

إهتزّ هاتفه بجواره.. ثُم نقر علي العلامة الخضراء ليضعه علي اذنه مُندهِشاً "ما هو سِرّ إتصالكِ المُفاجيء يا كارا؟"

"مرحباً سيّد جاك، آسِفة لإزعاجك يبدو أنّك مُنهمِكاً في العمل.."

"هل سيلينا بخير؟ هل هاتفها مُغلق فإتّصلتِ بي؟" إعتدل في جلسته ليترُك ما كان بين يديه مِن أوراق العمل، وتنهّد وكأن حملاً إنزاح من علي عاتقه حين سمعها تقول "لا أبداً.. لقد أردتُ التحدُّث معك أنت!"

"تفضّلي.."

"بِصفتي أعمل في شركة جوميز بفرع نيويورك، فيؤسفني أن أُخبرك بأن الأوضاع تسوء هُنا ونحتاج لسيلينا في أقرب وقتٍ مُمكِن.. الموظّفون أضربوا عن العمل لرغبتهم في زيادة المُرتّبات.. ولا يمكنني تحمُّل الأمر والتعامل معهم وحدي!" تنهّدت كارا في النهاية.

"كيف نحلّ تلك المُشكلة؟ وحدها سيلينا التي تعرِفُ كيف تتعامل مع الموظّفين وتقنعهم بسهولة!" أسنَد رأسه علي يده فوق المكتَب مُفكِّراً.

"وشخصٌ آخر." أخبرته كارا ليعقد حاجبيه مُتعجِّباً "مَن؟"

"أنت، سيّد جاك!" إسترسلت حديثها بينما تبتسِم "أعلمُ أنّ سيلينا مُنهمِكَة في مشكلة الشركة الألمانية وفي الإجتماعات مع رجال الأعمال ولا يمكنها مغادرة المكسيك في الوقت الحالي، لذلك لم أشأ أن أُعطِّلها وهاتفتك مُباشرةً.. أعلم أنّك لن تخذلني."

تجمّد لسانه داخل فمه للحظات، حتّي إستعاد رابطة جأشه قائلاً "بالطبع كارا، إعتبري أن المُشكلة قد حُلَِّت! سآتي إلي نيويورك.."

أخذت تشكُره بسعادة، ثم إنتهت المُكالمة ليُنهي جاك ما تبقّي من عمله ويعود إلي منزلهُ المُشترَك مَع سيلينا، بينما هي أمسكت بهاتفها لتُرسِل لأحدهم رِسالةً مضمونها: "تمّ يا روميو!"

>>>>>>>>>>>>>

"إيف.. أنا أتأسّف لكِ أمام الجميع! لن أُدخِل العمل فيما بيننا مجدداً.. وإجعليهم شاهدين علي وَعدي لكِ."

أمسك بيدها مُترجّياً بينما يُرسِل إليها نظرات الإستعطاف، أشاحت بوجهها عنه لتسحب يدها من خاصته، فتنهّد وقال "أنا حقاً آسِف يا حبيبتي!"

نظرت لهُ ليُحدِّق بعينيها طويلاً.. ثُم همس مُحرِّكاً شفتيه دون صَوت "سامِحيني أرجوكِ!"

تسللت الإبتسامة إلي شفتيها.. فإكتفي بذلك ودفعها إلي عناقٍ لَطيف بعدما أحاط جسدها بذراعيه، وصفّق الجميع بدراميّة.. حيثُ أتَي مارتن إلي إيفا في منزل جاك وسيلينا ليستعيدها، فهي قد تجنّبت العودة لمنزل زين كي لا تُزيد النيران لهيباً.

إبتسم زين قائلاً "مِن الأفضل لك أن تصطحبها في موعدٍ لا مثيل له كي تعوّضها." فأومأت إيفا بحماس وكأنّه قرأ ما يتوارَي خلف عينيها، وقهقه مارتِن لشعوره بأنّه قد تورّط الآن. 

"لا بأس، هيا لنذهب أينما تُريدين!" سحبها من يدها لينهضا من علي الأريكة متوجّهين لخارج المنزل، فأوقفته قائلة "يُمكنك إنتظاري في الخارج حتي أُحضِر حقيبتي." وأومأ لها ليرحل.

أخذت حقيبتها من علي الأريكة، ثم وقفت أمام زين مُباشرةً لترفع إحدي حاجبيها بِمَكر "أعلم أن مارتن لن يأتي بنفسه، هل ضغطت عليه؟"

نفي برأسه سريعاً، ثُم قال "لا أبداً.."

ضيّقت عينيها لدقائق.. فتهرّب منها وأشاح بوجهه عنها، لينظُر إلي سيلينا ويهمس "إنجديني!"

قهقهت سيلينا ثم إنسحبت من غرفة المعيشة، ليُغطّي وجهه بيديه لاعِناً إيّاها بخفوت.

"إذاً.. لقد قابلته في الصباح وطلبت منه أن يعتذر لي.." إستنتجَت ما حدث، فأومأ لها قائلاً "نِلتِ مِنّي!"

"مُشكلتك أنّك تنسي أحياناً أنني أقرأك.. وأحفظك جيداً!" إقتربت منهُ لتُحيط خصره بيديها وتُريح رأسها علي صدره قائلة "أنا مُمتنّة لك زين!"

بادلها العِناق ومسح علي شعرها بهدوء.. ثم همس قائلاً "مِن الأفضل أن تلحقي بحبيبكِ قبل أن يدخُل فجأة ويُعيد تمثيل دَور أماندا."

قهقهت بقوّة لتبتعد عنه.. وعلامات الأسي غطّت وجهها بينما تقول "أنا آسِفة بشأن ما حدث معكُما!"

إبتسم بخفّة ليُخبِرها "لا تقلقي! يُمكنني مُعالجة الأمور."

"أنا واثِقة من هذا!" إبتسمت لترفع حقيبتها علي كتفها وترحل، وهو إستدار ليبحث عن جاك في المنزل بينما يصيح "أرأيت حبيبتك النَدلة يا جاك؟"

<<<<<<<<<<<<<<

شابتر جديد بمناسبة العيد وكده، عيد سعيد عليكوا يا أحلي ريدرز ويارب ايامكوا كلها تبقا عيد❤️

إيه رأيكوا في الشابتر؟

تفتكروا أماندا وزين هيحصل معاهم إيه؟

نايل عايز إيه من سيلينا؟

كارا بعتت رسالة لمين؟ -واضحة اوي بصراحة:"

توقُّعاتكوا للشابتر اللي جاي؟

جماعة روحوا عند @HabibaWaleed3 شوفوا روايتها الأولي وإدعموها عشان هي غالية عندي جداً وبجد هفرح لو شجّعتوها تكمل كتابة، وكمان عملتلي كتاب لإقتباسات مِن أعمالي روحوا شوفوه❤️

أنا ناقصلي 96 متابع وأوصل ألف، لو قدرتوا تساعدوني يا جماعة أوصل للرقم ده قبل ما شهر 8 يخلص هعملّكوا دابل أبديت:(❤️

أشوفكوا علي خير❤️


Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top