Chapter Eight.
تمالَك نفسهُ مِن الإنهيار بصعوبة، تفيضُ عيناه بالوجع، ويصرُخ قلبه ألف مرّة مُستغيثاً من الألم في قفصه الصدري..
بينما الآخَر شعر بدماءه تهيج داخل عروقه وتتحفّز للقتال، رَمَى سيلينا -التي تصببت عرقاً مِن شرار أعينهم- بنظرةٍ مُبهَمَة.. ليهمّ بمغادرة المكتب، وإرتطم بكتفِ نايل مُتعمّداً.. وتلاقَت أعينهم بالنظرات الحارِقة، ورحل.
الصمت غلّف علي الأجواء لثوانٍ قليلة مرّت علي النفوسِ كأيامٍ طويلة، تنهّد نايل مُغلِقاً عينيه ليُلملم شتات نفسه.. ثم قال بنبرةٍ بارِدة "السيّد براندون يُريدكِ في مكتبه."
"فيمَ يُريدني براندون؟ لِمَ لم يراسلني أو يهاتفني؟" قطّبت حاجبيها بقلق، فتابَع نايل بذات النبرة الباردة مُتحاشياً النظر إليها "يُمكنكِ سؤاله بنفسِك." وتبع هذا بخروجه من المكتب.
"إنتظرني! أيّ صديق أنت؟" حملت حقيبتها علي كتفها لتلحَق به خارِج الشركة، أخبرت مُساعدتها بأن تهتمّ بالشركة أثناء غيابها.. ثم صعدت السيارة مع نايل.
وصلا إلي شركة لوجان ليدخُلا ويتوجّه نايل إلي مكتبِه، مُلتزماً الصمت طوال الطريق.. بينما سيلينا توجّهت نحو مكتب براندون مباشرةً.
أغلقت الباب خلفها فقابلها براندون بالتِرحاب، ثم قال بنبرةٍ تشوبها البهجة "هدّدت براندون بالتسجيل الصوتي، فإرتعب وأرسل لي أنّه سوف يلغي التعاقد مع الشركة الألمانية، أمهلتهُ بضعة أيام ليفعل.. وإلا سأُسلّم المقطع الصوتي كدليلٍ يثبت إدانته."
عقدت سيلينا حاجبيها بعدم فِهم، وتاهَت تماماً تُحاوِل لملمة حروفه لِتُشكّل جُملةً مُفيدة.. فأدار عينيه قائلاً "إجلسي، سأشرح لكِ.."
<<<<<<<<<<<<
السعادة تقفِزُ في مقلتيها لترسِم الإبتسامة علي شفتيها، وأخيراً هي علي وشك التخلُّص من كابوس الشركة الألمانية المُزعِج، في طريقها للخروج من شركة لوجان سمعت نداءً بإسمها لتلتفت نحو مًصدَر الصوت مُبتسِمة.
وجدت نايل يقِفُ بداخل مكتبه المفتوح بابه، فدخلت المكتب مُلبيةً رغبته.. لتتفاجيء برؤية جين جالِسة علي أحد المقاعد وتعبث بخصلات شعرها.
ثُبِّت بصرها علي جين -التي نهضت لتُحييها بإحترام- فبادلتها التحيّة، وتلاشَت إبتسامة سيلينا فور أن قال نايل "أنا وجين فكّرنا في الذهاب إلي موعدٍ بَديل عن الذي قبله، سيسعدنا مجيئكِ.. بالإضافة إلي أنّ جين أحبّتكِ كثيراً." وإبتسم ناظراً لجين التي أومأت مؤكِّدة.
إقترب إلي سيلينا هامِساً في اذنها ليحرِص علي عدم سماع جين "في الحقيقة أخشي أن أفسد الأمر، تعالي لتساعديني!"
ثم إبتعد عنها مجدداً.. ليقف منتظراً ردّها، فإبتسمت سيلينا بخفّة ونقلت بصرها بين جين ونايل قائلة "آسِفة، لكنني لستُ مُتفرّغة تلك الفترة، لديّ عمل لأنجزه." وغادرت المكتب.
تنهّد نايل ليتكيء علي مكتبه ويرفع ساعِده لينظُر في ساعة يده مُتمتِماً "واحِد.. إثنان.. ثلاثة.. أربعة.. خمسة.. ستّة.. سبعة.. ثمانية-"
قاطعهُ صَوت الباب ينفتِح، فرفع عينيه ليجِد سيلينا.. إستقام في وقفتِه وحشر يديه في جيوبه وقال مُبتسِماً بتلاعُبٍ وغرور مُمتزجَين "هل أردتِ قول شيء ما؟"
تحاشَت النظر لجين لتُثبّت عينيها علي نايل قائلة "أجل.. براندون يريدك في الحال لتعملا علي قضيّة السيد إكس." وخرجت مجدداً، فسُرعان ما هرعت جين نحو الباب لتغلقه خلفها، فور أن لاحظت أن نايل علي وشك أن يصيح غضباً وغيظاً.
"صديقتك مذهلة نايل! أحببتها." قهقهت جين بخفّة، فكتم غضبه داخل صدره قائلاً "فقط لا تقولي صديقتي!"
قهقهت جين مجدداً، وهو تناول رأسه بين كفّيه مُغلِقاً عينيه بإعياء، سابِحاً في أفكاره التي تقوده جميعها نحو سيلينا.. لا أحد غيرها.
"تحلّي بالصبر! فما فعلتهُ بها مسبقاً ليس هيناً لتحصل عليها بتلك السهولة.." مسحت علي كتفه بخفّة، فدفع يدها ليزفر الهواء بغضب.
"أنا نادِم، ومُحبَط، ويائِس، وينزف قلبي ندماً علي ما فعلت.. لا أعرف كيف أصلح خطأي!"
"بلى.. لا أحد غيرك يمكنه أن يعرف!" إبتسمت بخفّة، ثم أخذت حقيبتها من علي المقعد لترحل تحت ناظريه.
شدّ خصلات شعره للوراء في غيظ، ثم أخذ نفساً عميقاً ليطلِقه ويذهب متوجّهاً نحو مكتب مُديرِه.
>>>>>>>>>>>>>
في اليوم التالي..
بسطَت الشمس آشِعتها الرَفيعة علي المدينة بأكملها، مُضيفةً النور والبهجة علي المكان.. آكِلةً الظلام التي غرقت به المدينة لساعاتٍ طويلة مع حلول فصل الشتاء القاسي.
إرتطمَت ببشرتِها أثناء نومها، فإنكمشَت ملامحها بإنزعاج لتتقلّب للناحية الأخري.
فُتِح باب غرفتها بهدوءٍ وحِرصٍ شَديدَين، وكأنّ مَن إقتحم غرفتها قاصِد التسلُّل خلسةً..
إقترب مِنها بخطواتٍ بطيئة، وقدماه تطرُق الأرض بخفّةٍ وحنوّ، جثي علي رُكبتيه بجوار السَرير ورفع يده أمام وجهه ليُخبِّئهُ خلف باقة الورد الأنيقة والهديّة المُزيّنة بالشرائِط اللامِعة.
أخرج هاتفه من جيبه بيده الحُرّة، وقام بإختيار أغنيّة هادِئة رومانسيّة، ورفع مُستوي الصوت إلي الحدّ الأقصَى، ثم ترك الهاتف بجوار أذنها برفق، وإبتسم بحماس.
فتحت عينيها بخمول، ورفعت نظرها لترَى الهاتف.. فرفعت جزئها العلويّ عن السرير لتعتدِل في جلستها، ثُم لاحظت باقة الورد وعُلبة الهدايا المُتّصلة بذراع أحدهم بجوار سريرها.. فركت عينيها كثيراً، وتأكّدت مما تراه، وقبل أن تُحرِّك ساكِناً أنزَل يدهُ كاشِفاً عن وجهه الذي دفعها للإبتسام بتوسُّع.
"عيد مولد سعيد يا أغلي ما أملُك!" همس مُدخِلاً السعادة إلي قلبها وإقترب منها فسحبتهُ في عناقٍ دافيء لتغمرها رائحة عطره الرجوليّ الأخّاذ.
قبّلها بين عينيها ليترُك علبة الهدايا وباقة الورد الحمراء علي فخذيها وينهض قائلاً "سأُعِدّ لكِ الفطور ريثما تفتحين الهديّة!"
"أُحِبُك!" صاحت ليسمعها ويبتسِم.
أخذت باقة الورد بين ذراعيها مُعانقةً إياها بشدّة، وإشتمّت رائحتها الزكيّة لتداعب أنفها، الورود الحمراء تختلِطُ مع البيضاء لتضيف حالة مِن الجمال الكارثيّ علي الباقة.
إحتلّت الإبتسامة ثغرها، لتتناول العُلبة المُغلّفة بالشرائط ذات الألوان المبهجة، وبدأت تنزعها بحماسٍ يحتلّ أطرافها، حتي كشفت عن فُستان قصير أبيض اللون، وناعِم المَلمَس.
نهضت والحماس رَفيق خطواتها، قامت بإرتداء الفستان وصففت شعرها ثم أضافت لمسات رقيقة مِن مساحيق التجميل إلي وجهها، ثم وقفت أمام المِرآة لترمي نظرةً أخيرة علي مظهرها الكامِل.
الفستان يُعانِق ثنايا جسدها ليزيدها فِتنة، والخطّ الرفيع الذي رُسِم علي جفنَيها واللون الورديّ التي أخذته شفتاها جعلاها خاطفةً للأنفاس، أخذت جزءاً من شعرها الطويل لتسدله علي كتفها، والبقيّة إنسدلوا علي ظهرها مُغلّفين الفتحات الرقيقة التي تركها الفستان في ظهرها.
نزلت للطابق السُفلي وحذائها ذو الكعب العالي جعل جاك ينتبِه، فأطلق صفيراً شبابيّاً مُغازِلاً إياها لتضحك، ذهب نحوها وإنحني ليُقبِّل يديها مُبتسماً، وغمز ممازحاً "ما هو سرّ جمالكِ، آنستي؟"
"كيف لي أن أفشي بأسراري؟" قهقهت ليشاركها، وطبعت قُبلة علي وجنته قائلة "أشكرك علي الهديّة الجميلة، وعلي الفطور."
إستأنفت قبل أن يقاطعها "حقيقةً جاك أنا أشكرك علي كل شيء فعلته لي، أشكُرك علي تواجدك في حياتي لتجعلها أكثر جمالاً وحلاوة!"
رفع إحدي حاجبيه مُتهكّماً "هل إنتهيتِ من هذا الهراء؟" فأومأت سيلينا بخفّة، ليسحب يدها ويقودها نحو طاولة الطعام، وتفاجئت من وجود البيتزا -بنكهة فواكه البحر- ضِمن الفطور، فلم تنتظِر حتي يسحب لها مقعدها.. بل هرعت نحو كرسيها لتجلس وخلعت ثوب الوقار لتلتهِم البيتزا بشراهة، تحت أنظار جاك الذي تمالَك نفسه من الضحك بصعوبة.
"هل أعددتها بنفسك؟" سألته بعدما إبتلعت قضمتها، فحرّك رأسه نافياً "طلبتها من مطعمكِ المُفضّل."
"إذاً لِمَ تأخّرت بالأسفل لهذا الحد؟" إبتسمت لتحدّق به بِمَكر، فتحمحم ليعتدِل في جلسته قائلاً "إهتمّي بشؤونكِ الخاصة، آنسة جوميز."
"أنت شؤوني الخاصة يا حبيبي!" إبتسامتها العذبة وعيناها اللتان تلوحان فيهما لمعةٌ طفيفة جعلاه يبتسِم بتوسُّع، ومال للأمام قائلاً "مهما قُلتِ لن أخبركِ، والآن تناولي فطوركِ لا تجبريني علي إطعامكِ!"
"حسناً سأتناوله!" قالت ضاحِكة لتمسك بالسكّين وتنقل بصرها نحو الطعام، ومع ذلك نهض جاك من مقعده ليسحبه حتي إلتصق بخاصتها، وجلس عليه ثم أخذ يُطعمها.. ولم تكَد أن تبتلع طعامها حتي يلحقها بالمزيد، فتذمّرت قائلة "أنت تعلم أنّه لديّ يدان، أليس كذلك؟"
ملأ شوكتها بالسلطة، ليُدخلها في فمها قائلاً "ولسانٌ فظّ أيضاً، أجل أعلم." رمقتهُ بنظرةٍ حاقِدة لتتوقّف عن مضغ الطعام، فتحمحم لينظُر إليها قائلاً بشكّ "وقلبٌ طيّب؟"
تابع قائلاً "وعينان جذّابتان؟" فلم تتوقّف عن رمقه بتلك النظرة التي باتت ترعبه، فأردف "ولديكِ خمسة وعشرون عاماً بالمُناسبة."
إبتلعت الطعام سريعاً لتنفجِر ضاحكة، فشاركها حتي إلتقطا أنفاسهما.. ولم تتسنّح لها الفُرصة لقول أيّ شيء حيثُ ملأ فمها بالسلطة، لتُدير عينيها طالبةً الرحمة.
<<<<<<<<<<<<<
"هل أبدو جيّدة؟" هندمَت إيفا ثوبها ومررت يديها بين خصلات شعرها، فزيّنت البسمة شفتَيّ مارتِن ليقُل بتلاعُب "إيفي بربٍّك، إذكُري لي مرّة واحدة لم تبدي بها جيّدة!"
"لازلت لم تُجِبني!" دفعت كتفه بخفّة، فقبّل رأسها هامِساً "تبدين خاطفة للأنفاس يا حبيبتي!"
إزدرد الآخر ريقهُ بضيق، ليُشيح بنظره نحو زين ويقول "ألن نطرُق الباب أم أننا سنقف هنا طوال الليل؟"
عاتبهُ زين "سنطرقه، لكن عِدني بأن تنزع هذا الوجه الخشبيّ أولاً، لن تُهنِّيء سيلينا بحاجبيكِ المعقودَين ونظراتك التي تُصوِّب الشرار تِلك.." فأومأ سام وإبتسم بتوسُّعٍ مُبالَغ به، فضربهُ زين في معدته بقبضته متمتماً "لا تتغالظ!"
ترك آدم يد والدته، ليتسلل بينهم دافِعاً أرجُلهم بعيداً عن طريقه.. حتي وصل للباب بعد عناء ليطرقه بيده الضئيلة، مُصدِراً صوتاً بالكاد يُسمَع.
"آدم أنضَج منكما!" وبّختهما أماندا لتذهب خلف إبنها وتحمله لتقرع الجرس، فأردف زين "أنتِ تقومين بإهانة زوجك!"
"أعلم." رفعت كتفيها ببساطة، فنظر زين نحو سام -الذي أخذ يحدّق به- لينفجرا ضاحكين في آنٍ واحد.
"هي فقط تُحب أن تمزح." رفع زين كتفيه ضاحكاً، ثم فُتِح الباب ليظهر جاك من خلفه ويدعوهم للدخول مُشيراً بذراعه للداخل، فإلتزموا الصمت التام ليدخلوا واحِد تلو الآخر.
أغلق الباب خلفهم ليذهب نحو السلالم ويصيح "سيل، أيُمكنكِ المَجيء لثوانٍ؟"
"قادِمة، مَن أتَي؟" سألته بحماس لتنزل السلالم، فتفاجأت بالجميع أمامها لتسمع جاك يقول "مَن لم يفعل؟" فقهقهوا جميعاً، وصاحوا في غير تناغُم "عيد مولد سعيد يا سيلينا!" لتصيح فَرِحةً وتركُض لتعانقهم عناقاً جماعيّاً مليئاً بالدِفء.
كان أُنسَهُم تلك الليلة لا مثيل له، أخذوا يثرثرون ويضحكون ويلعبون، مهما فات مِن العُمر.. لازالوا بالتفاهة نفسها والروح المَرِحة وحسّ الفُكاهة نفسه، لازالوا فور أن يجتمعوا يخسرون عقولهم ويتصرّفوا كالأطفال تماماً، رُبما كان آدَم أكبر شخص في هذا المجلِس.
الأغاني الصاخِبة دَوَت في المنزل وأخذوا يرقصون مُحتفلين بعامها الخامس والعشرين، أخذت ترقُص برفقتهم وجاك يُزوّدهم بالمشروبات والمقرمشات، وآدم يعبث بالشرائط المُلوّنة التي أخذت أماندا تُزيّن غرفة المعيشة بها.
رنّ جرس المنزل مُقاطعاً الموسيقى الصاخبة، فسُرعان ما إنتبهت سيلينا لتركُض نحو الباب وتفتحه، فإرتطم الهواء -الذي تسبّب في لسع ساقيها العاريتان- بجسدها فإرتجفت، توجّه بصرها للأسفل فوجدَت باقةً ورود جميلة.
حملتها وأخذت تنظُر في كلا الإتجاهين ولم تَجِد أحداً، أغلقت الباب ليغمُرها دفيء المنزل مجدداً، وإشتمّت الورد الأرجواني لتبتسِم بسعادة.. ثُم لاحظت بطاقة مُعايدة مَدسوسة بداخله، حملتها لتفتحها وتبدأ عيناها بقراءة السطور.
حُلوَتي سيلين، أتمنّي لكِ عيدَ مولد سعيد، أهدي إليكِ مُعايدةً مقرونةً بالورد، مُفعمةً بالحُبّ، تحيّة من صديقٍ يُخلِص لكِ الوِدّ ويرجو لكِ الخَير.
شردَت قليلاً، وتاهَت بين ذكرياتها.. شعرت لأوّل مرّة أنها تُريد إعادة ما -ظنّت أنّه- مَضَى، لكن سُرعان ما إستفاقَت مِن شرودها وأعادت البطاقة أدراجها، فلاحظت عُلبةً حمراء اللون كانت تتوارَى خلف البطاقة.. فتحتها لتتفاجيء بخاتم يبلُغ مِن الرِقّة مُنتهاها.
عبّرت عن إعجابها به بطَيف السعادة الذي غمر عينيها، وعضّت علي شفّتها السُفلى لتغلق العُلبة وتترُك الباقة علي الطاولة.. لتعُد إلي أصدقائها.
أخذت ترقُص معهم وتشاركهم الإحتفال، ثم إرتموا علي الأريكة مُلتقطين أنفاسهم بعد إحتفالٍ طويل دام لساعاتٍ لم يخلو منها أيّ نشاط إحتفاليّ.
"علينا الرحيل الآن، لدينا طائرة في الصباح الباكِر لا يمكننا أن نفوّتها." همّ سام بالوقوف لتنتقِل الأنظار نحوه، وإنزعجت سيلينا قائلة "مُستحيل! علي الأقل إبقوا معي تلك الليلة."
"إنّهُ مُحِق، علينا الرحيل.. لا تنسي أنني أحتاج لأن أعود لعملي في نيويورك قبل أن أعلِن إفلاسي!" ضحك زين ساخراً، فشاركوه جميعاً لتهتزّ الأجواء بالأُلفة.
أخذوا يُعانقونها مودِّعين، ووقفت أمام باب منزلها لتستنِد عليه مُتنهّدة "هذا غير عادِل! ستتركوني وَحدي بالكامل.." وإلتوت شفّتها السُفلَى مُستعطفةً إياهم، فقهقهوا ليُقبّل جاك رأسها قائلاً "كُلّما إشتقتِ لي شِمّي باقة الورد لعلّها تُذكّركِ برائحة عطري الرائع."
إبتسمت سيلينا وأردفت "هاتِفني فور أن تصِل لأطمإن!" فأوما إليها وسحبها إلي صدره مُعانقاً إياها بخفّة.
"أين إيفا؟" تسائَل مارتن عاقداً حاجبيه، فأردفت سيلينا "في المرحاض تضبُط مساحيق تجميلها."
بحثت إيفا عن أحمر الشِفاه داخل حقيبتها، بدلاً مِن الذي زال من شفتيها نتيجةً للمشروبات والحلويّات، فلاحظت وجود ورقة تعيقها عن البحث بأريحية، فأخذتها لتتفحّصها قبل أن ترميها.
إخترتُ أن أُحبكِ بصمت، ففي صمتي لا أجِدُ رفضاً، إخترتُ أن أسجنكِ في أفكاري، ففي أفكاري لديّ حرية القرار ولا أحد يمتلككِ غيري! إخترتُ أن أشتاقكِ عن بُعد، لأن المسافة تحمينا مِن الألم، إخترتُ أن أودِّعُكِ وأنا علي يقين بأنّ مِثلنا لن يتكرر.
مَن سيظلّ قلبه يخفق ناطقاً بإسمكِ رغم كل الظروف، سام.
تضاعفت نبضاتُ قلبها، ولم تجرؤ علي إلقاء الورقة في سلّة المهملات..
يلوحُ الضياع في عينيها، وإضطربَت أنفاسها بينما تُعيد الورقة إلي حقيبتها، سمعت طرقاً خفيفاً علي الباب يليه صوت مارتن "إيف، هل إنتهيتِ؟"
وضعت يدها علي صدرها لتنتظِم أنفاسها، وجرّت قدماً خلف الأخري لتتجه نحو الباب وتفتحه قائلة "أجل." ثُم غادرت معه بعد أن ودّعت سيلينا.
إستقلّوا الحافِلة، وهي تلتزِمُ الصمت ونبضات قلبها المُتسابِقة تكاد تخترق أضلُعها مُستذكرةً كل حرفٍ كُتِب في الورقة وكأنّه حُفِر في ذاكرتها.
صعدت سيلينا إلي غرفتها بعد أن أغلقت الباب خلفهم لتصبح وحيدة تماماً، إرتمت علي سريرها لتسبح وسط عُلَب الهدايا التي أحاطت بها من كل إتجاه، مُستذكرةً اللحظات -التي لا تُقدّر بثمن- التي عاشتها اليوم..
وبدأ قلبها يخفِق حنيناً إلي أصدقائها الذين قضوا ليلتهم الأخيرة في المكسيك برفقتها.
<<<<<<<<<<<<<
مراجعتش الشابتر عشان مصدعة فا سامحوني علي الأخطاء.
النهاردة عيد ميلاد نايلر!!♥♥ أول عيد ميلاد لِيه وهو مش سينجل;)
إيه رأيكوا في الشابتر؟
توقّعتوا إن جين تطلع متفقة مع نايل؟
إيه رأيكوا في جاك؟
رأيكوا في رسالة سام لإيفا؟
سام إستسلم يا شباب:( تفتكروا نايل هيستسلم زيه؟
تتوقّعوا إيه للفصل التاسع؟
أشوفكوا في الشابتر الجديد!♥♥
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top