البارت2

الأصوات المزعجة هي كل ما كانت تسمعه ،جسدها ثقيلٌ جداً وكأنما تم حشوه بالحجر ،جفونها لم تكن أفضل حالاً كانت تصارع لتُفتح ،عينيها ضبابيتان جداً والإضاءة كانت قوية   لتعاود إغماض عينيها مجدداً 

-يبدو أنها استيقظت 

-سأذهب لأنادي الرئيس 

-أسرع..

فتحت عينيها أخيراً عندما اعتادت على الإضاءة وقع نظره على سقف الغرفة الذي كان مألوفاً جداً مما جعلها تجلس بفزع على السرير الذي كانت تستلقي عليه ،نظرت حولها لتقع عينيها على لص الأقدار لتبتسم بعدم تصديق والصدمة هو الشعور الذي كان يعتريها

-هل أنتَ من أتباع والدي؟

أومئ لها لوي بهدوء وكفيه فوق بعضهما البعض أسفل بطنه يقف بطريقة رسمية جداً 

-علمت ذلك لقد بدوت مألوفاً  ،هذا العجوز ما الذي يريده مني بحق السماء 

فُتح الباب ليتدفق الأدرينالين بجميع أنحاء جسدها ونظرها بقي معلقاً على الباب تنتظر ظهور هذا الشخص المرعب المُسمى بوالدها 

خطت قدمه الكبيرة التي يغلفها حذاءٌ أسود يبدو باهظ الثمن من لمعانه الذي يكاد يشع أكثر من ضوء الغرفة،لتدخل بعدها هيئته الكبيرة وتضح ملابسه التي تُعبر عن فخامته وجميعها باللون الأسود ،يحمل عصاً بنية تترأسها رأس بومة من الذهب الخالص يمسك برأسها صاحب السمو والدها،يتكئ عليها بسبب إصابة قدمه التي لم تُشفى ولن تُشفى بسبب حادثة 

اهتز بؤبؤيها برعب تحاول أن تخفيه ولكن عينيها تفضح فزعها دائماً ،هي تشعر بالحقد والكره تجاه هذا الرجل وبنفس الوقت ترتعد خوفاً منه 

ابتسم حالما لمح ابنته الجالسة على السرير لينطق بصوته الأجش

-لقد مرت خمس سنواتٍ بالفعل ،ألن تسامحيني!

هزت رأسها بأسى لاتزال نبرته متعجرفة ،لايزال لايحمل إحساس الندم ،لذا لا هي لم ولن تسامحه

فتحت فمها لتتحدث بنبرة ثابتة لاتحمل علامات الخوف والتأتأة عكس ماتشعر به بداخلها 

-لماذا! هل الخمس سنوات هذه أعادت إحياء هنري؟ ،أنا لن أسامحك أبداً ولو مر عمري كله لن أنسى فعلتك!!

بدأت أطرافها ترتجف والدم اشتعل في عروقها،هي تتذكر تلكَ الحادثة كما لو أنها حدثت اليوم،وهو لا يزال بارداً جداً لا يحمل أي إحساسٍ بالذنب

-إذاً هل ستبقين على خصامٍ مع والدك من أجل ذلك الشقي!!

استقامت من على فراشها بغضب لتحمل وعاء الزهور الذي بجانب سريرها وترميه على الأرض بغضب لتصرخ بصوتٍ كاد يقطع حبالها الصوتية

-واللعنة لاتقل ذلك عنه!!!

قهقه والدها بسخرية 

-هذه الزهور تلطخت الآن بالزجاج ،كان من الممكن أن تصنعي منها قلادة تطيل العُمر

شدت قبضتيها بقوة تحاول أن لاتفقد أعصابها أكثر من ذلك 

تحدث والدها بنبرة تحمل القليل من الغضب فهو لايظهر غضبه بسهولة عكس إبنته المنفعلة 

-اللعنة أنتِ تحرجينني تبيعين الخرز والزهور بينما والدك يملك الملايين 

وهنا كان دور سيلينا لتقهقه ولكن بقهر 

-أووه هل أحرجك حضرة رجل العصابات،هل لي أن أسألكَ إذاً من أين حصلت على كل هذا!!

فتح والدها فمه ليتحدث ولكن سرعان ماقاطعته بالحديث وهذا أغضبه 

-أنا سأخبرك، من دم هنري وأمثاله ..مالك وذهبك وقصرك جميعهم ملطخون بالدم

كان لوي يراقب جريان هذه المحادثة وعندما وقع على أذانه ذلك الاسم المألوف تجمدت أطرافه لوهلة  

صفق لها والدها وهو يبتسم بسخرية 

-سيلينا ،ياله من سطرٍ رائع مقتبس من مسرحية بريئة للأطفال ..ولكن دعيني أذكركِ بأنكِ أنتِ أيضاً ملوثة بالدم ياطفلتي النبيلة..أنتِ لم تحتجي على قتلي للناس إلا عندما تخلصت من ذلك الفأر هنري

أمسكت سيلينا بوعاء زهورٍ آخر لترميه هذه المرة باتجاه والدها وهي تصرخ مغمضةً عينيها

-لاتشتمه واللعنة!!!!

فتحت عينيها عندما سمعت صوت الإرتطام الذي لم يكن صوت إرتطام الوعاء بالأرض بل بجسدٍ ما ،لتشهق بصدمة عندما رأت لوي الواقف أمام والدها صاداً هجومها عنه و رأسه تتقطر منه الدماء على وجهه الذي تشكل عليه خطٌ عريض من الدم 

رفع والدها عصاه باتجاهها وهو يحركها بتهديد وعينيه أصبحتا حمراء من شدة غضبه 

-ستنسين ذلك اللقيط الحقير ..ستنسينه!!! 

وخرج بعدها ليخرج خلفه آندرو ليبقى لوي الملطخ بالدماء وهي حقاً صُدمت بحقيقة أنه لايزال واقفاً ولم يُغمى عليه 

-إذا كنتَ تنتظر إعتذاراً فأنا لن أفعل!!

هي تقريباً صرخت بكلماتها ليبتسم لوي بوجهه الدامي

-أنتِ حقاً إبنة أبيكِ

وسعت عينيها بخفة على هذه الحقيقة لتتحدث بعد ثوانٍ

-أنا أعتذر حسناً !!فقط لاتُشبهني لذلك الرجل 

-يا الهي لماذا تكرهينه هكذا؟ أعني هو الدكِ في النهاية 

نظرت له سيلينا بغضب 

-إذا كنتَ لاتعلم شيئاً لاتتحدث ..فقط ابقى صامتاً وقم بعملك ..وأيضاً ..راقبني جيداً قد أقوم بالهرب!!!

تنهد لوي وبقي صامتاً، لتنظر هي نحو نافذتها وحالما لمحت الغيوم المتجمع في السماء ابتسمت بحزن عندما ..هذا أعاد لها الذكريات

قبل خمسة سنوات  

كان ذلك الشاب الوسيم يجلس مع سيلينا على سطح منزل والدها الذي كان معارضاً لعلاقتها معه لذا هُما وبذكاء كانا يلتقيان على سطح منزلها و والدها يبحثُ عنها في الأماكن البعيدة عن منزله 

تحدثت سيلينا بصوت هادئ وبه بحة بسبب صمتها لوقتٍ طويل

-يبدو أنها ستُمطر

ابتسم هنري ابتسامة هادئة ولكنها كانت مشعة جداً بنظر الفتاة المغرمة هُنا 

-أتعلمين ياسيلينا!

بينما نظره لايزال مُعلقا بالسماء نظرت له سيلينا وابتسمت على صفاء ملامحه وهدوئها ،هي تحب ذلكَ كثيراً عندما يشعر بالسكينة والهدوء معها ..هي تبادله الشعور بالمقابل

هزت رأسها بخفة

-ماذا؟

-أنتِ لاتُشبهين النجوم..

شخرت بسخرية على الشاعري الذي بجانبها 

-أجل أجل أعلم ما الذي ستقوله ..أشبه القمر صحيح؟!

قهقه هنري على الفتاة التي تعب بتعليمها الرومانسية ولكن عبث هي لاتتعلم 

-كلا ..لستِ تشبهينه أنتِ أجمل منه 

كان ينظر بعينيها مباشرة عندما ألقى بجملته تلك والتي لم يقصد بها أن يتغزل بها بل كان يقصدها حقاً وكأنها معلومة علمية يتفق عليها الجميع
قلبت سيلينا عينيها ولكن احمرار خديها فضح خجلها

وقبل أن تفتح فمها مجدداً قاطعها هنري وهو لايزالُ ينظر بعينيها بأعين لامعة تشاركه بوصف مشاعره تجاه التي أمامه

-وكلا لم أكن سأقول السماء ...انتِ تُشبهين الغيوم..أنتِ رقيقة وناعمة وتُمطرين حُباً وسعادة،وحالما تأتين يختفي القمر وجميعُ النجوم ..والسماء بأكملها تختفي،جمالكِ دائماً يطغى على أي جمال،وحُسنكِ يفوق كُلَ حُسن 

وابتسامة سعيدة لم تستطع أن تُخفيها سيلينا رُسمت على وجهها لتَظهر غمازتيها التي يعشقها هذا الشاب الذي بجانبها وبكل مرة يفتحُ فمه بها يجعل من غمازتيها تبرق بسعادة 

عودة للحاضر

وسيلينا الغارقة بذكرياتها لم تنتبه بأن خديها قد ابتلا بفعل دموعها المناسبة بتمرد بدون إذنٍ من صاحبتها 

- آنسة سيلينا؟!

تنهد عندما تجاهلته مُجدداً للمرة الرابعة لذا جعل نبرة صوته أعلى 

-آنسة سيلينا!!!

انتفض جسدها بخفة لتنظر نحو لوي بصمت ليتحدث بقلق

-ما الأمر لماذا تبكين؟

توسعت عينيها بخفة على ماسمعته..هل حقاً كانت تبكي! رفعت يديها لتمسح دموعها بهدوء

-لا شيء..فقط تذكرتُ شخصاً عزيزاً

-لابد بأن هذا الشخص هو هنري...أليسَ كذلك؟

جعدت مابين حاجبيها رافعةً إحداهما 

-هل تعرفه؟

شعر لوي بيديه تُصبح رطبة بسبب العرق الذي تدفق بجميع أنحاء جسده

-كلا ...ولكن من محادثتك مع والدك وذكرك لذلك الهنري استنتجت هذا 

تنهدت سيلينا بهدوء

-أجل استنتاجك صحيح...ولكنه ليس هنا بعد الآن

-أين هو إذاً؟

والدموع بدأت تتجمع بعيني سيلينا بالفعل وكعادة لها لمنع نفسها من البكاء هي قامت بقرص يدها 

-لقد غادر هذه الحياة..وخمن من قام بقطع التذكرة له!

ارتفعت شفتيها بابتسامة جانبية مقهورة لتُكمل بينما هو ابتلع ماعلق بحنجرته ولكن لايزالُ محافظاً على ثبات ملامحه 

-والدي..هو من أمر أعضاء عصابته بقتل هنري،وصدقني حالما أجد ذلك اللعين الذي ارتكب هذه الفعلة سأحرص على قطع تذكرة له كما فعل لهنري...علي أن أسد الدين بعد كل شيء صحيح

تزامناً مع إنهائها لجملتها رمت لوي بنظرة قاتلة تحمل حقد العالم أجمع ..ليرتعد جسد لوي ويزداد إفراز العرق بجسده 

-ومن ..يكون هنري بالنسبة لكِ؟

رفعت سيلينا يدها مظهرةً خاتماً مرصعاً بالألماس الذي أخذ شكل غيومٍ صغيرة ملتصقة ببعضها البعض 

-خاطبي 

وكلمة واحدة ترددت بعقل لوي "اللعنة!!"

توقعــــــــاتكم للبارت القادم ياحلوين ^^

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top