البارت 5

هكذا تكون كذباتُ إبريل...شعورك قبل وبعد معرفة الحقيقة هما شعوران متضادان لأبعد الحدود

تحدثت المرتجفة التي تجلس القرفصاء خلف تلك الصخرة الكبيرة

-ما الذي يحدث لوي؟

لم يستطع المقصود أن يرد على الفتاة التي يكاد يقسم أنها ستموت من الخوف بأي لحظة ،مشغول بتبادل إطلاق النار مع أنه يعلم بعدم مقدرته على التصدي لكل هؤلاء 

كررت سيلينا بنفاذ صبر والخوف يأكل قلبها 

-أرجوك أخبرني ما الأمر؟لماذا يهاجموننا؟

أغمض عينيه بشدة وهو يضع سلاحه بجيبه الخلفي ليهمس بحدة

-اللعنة!!نفذت ذخيرة سلاحي

نفذ صبر سيلينا لتلقي عليه نظرة غاضبة بحاجبين منعقدين قبل أن تطل برأسها بحركة سريعة لترى ما الذي يجري وسرعان ماتوسعت عينيها عندما وقعت عينيها على وشم على شكل ذئب يتوسط رقبة أحد الرجال من الخلف لتهمس بشفاهٍ مرتجفة

-هنري!!

وسرعان ماشعرت بنفسها تُسحب من قبعة سترتها ليواجهها وجه لوي الغاضب وهو يهسهس بحدة

-هل تريدين الموت!!

حركت رأسها للجانبين ببطئ وأعينها متوسعة بخوف

تنهد لوي مغمضاً عينيه وهو يستمع لصوت طلقات الرصاص التي تصطدم بالصخرة بكل ثانية ،فتح عينيه فجأة لترتعب سيلينا فوجهها لا يزال يقابل وجهه 

-أنتَ مخيف

-هل تجيدين السباحة؟

-ماذا!

-لامفر آخر لنا..

-أجيد السباحة ولكن كما ترى نحن على الشاطئ والمياه ليست عميقة،سيمسكون بنا سريعاً

مسح لوي على وجهه بكف يده بتوتر لتبتسم سيلينا بجانبية ولمعت عينيها بفكرة

-هل تعرف المثل القديم الذي يقول إن أردت الفوز بالمعركة اندفع نحو الرصاصة!

ابتسم لوي بسخرية

-أنتِ حقاً لاتُصدقين 

بادلته سيلينا نفس الابتسامة

-إنني كذلك..ولكن عليكَ تنفيذ ما أقوله 

جعد لوي حاجبيه بعدم فهم ولكن لا وقت ليسأل 

-عندما أعد لثلاثة سأركض نحو تلك العربة 

نظر لوي ليرى أنها العربة التي ابتاع منها القهوة وكانت قريبة من صخرتهم ويبدو بأن صاحبها قد هرب عندما رأى أولئك الرجال 

تابعت سيلينا كلامها عن خطتها 

-وأنتَ بهدوء ستزحف نحو البحر ،سألفت انتباههم..كل ماعليك فعله هو السباحة لأعمق نقطة

شخر لوي بسخرية

-أنتِ بالتأكيد لاتطلبين مني الهرب لأنجو بنفسي بينما أنتِ ستعرضين نفسكِ للخطر

ابتسمت سيلينا بجانبية

-لاتقلق لن يفعلوا لي شيئاً

-أنا أعلم بأنهم عصابة هنري السابقة،ولكن هنري تخلى عنهم بالتأكيد لن ...

-فقط أسرع ..انظر لقد توقفوا عن إطلاق النار،من المؤكد أنهم سيقتربون ليمسكوا بنا ..ثق بي لن يحدث لي شيء،وتأكد بأني لن أضحي بنفسي لأجل شاب قام بخطفي وتقديمي لأكثر رجلٍ أكرهه 

هي نطقت آخر جملة بنبرة تحمل كره العالم ليتنهد لوي ويومئ لها بالموافقة

استبدلت الأماكن بينها وبين لوي ليصبح هو خلفها وتستعد هي للركض واضعةً ركبة على الأرض والأخرى ترفعها لتصل الى فكها ،أخذت نفساً عميقاً وأغمضت عينيها لتنطلق بسرعة نحو تلك العربة وخلال ذلك طلقتين ضربتا جانب خطوتها ولحسن الحظ لم تصبها ولا واحدة منهما ،ولكنهما كانتا قادرتان على جعلها تقف بمنتصف الطريق بأعين مرعوبة لم تعد تستطيع الحراك،هي حرفياً ترتعد خوفاً 

توسعت عينيها عندما أدركت فعلتها،هي رمت نفسها للنار،حاولت تحريك قدمها ولكن لا..هي لاتستطيع،ولقد تجمد الدم في عروقها عندما لمحت أحدهم وهو يقترب منها ،نظرت خلفها ولم ترى لوي خلف الصخرة 

ابتسمت بسخرية على آخر جملة نطقت بها "وتأكد بأني لن أضحي بنفسي لأجل شاب قام بخطفي وتقديمي لأكثر رجلٍ أكرهه" هي حرفياً ألقت بنفسها نحو الجحيم لأجله ..لماذا؟ لا تعلم ..

نظرت سيلينا أخيراً نحو الشخص الذي وقف أمامها مباشرةً واضعاً خوذة خاصة بالدراجات على رأسه وهي تعرفت عليه،هو ذات الشخص الذي تشاجر مع لوي منذ نصف ساعة ..همست بتردد لعدم تأكدها من صحة اسمه

-آندرو!!

ابتسم المقصود لينزع خوذته من على رأسه 

-كما قال لي هنري..ذاكرتك حقاً قوية 

وقلبها عزف مقطوعة بيانو سريعة الإيقاع عندما سمعت ذلك الاسم وجسدها استرخى بغرابة..وذلك الشعور الذي شعرته عندما كانوا محاطين بالدراجات راودها مجدداً

-أنت..تعرف هنري؟

اتسعت ابتسامته أكثر وعينيه حملت الكثير من المعاني التي لم تفهمها سيلينا

-لقد كنتُ صديقه المقرب..

-صديقه!

أومئ لها بالإيجاب ولايزال محافظاً على ابتسامته  

-هذا غريب..فهنري لم يحدثني عنكَ يوماً وهو كان يحدثني عن جميع أصدقائه 

ابتسم آندرو بجانبية
-لعله نسي أن يذكرني أمامك أو تناسى ذلك فحسب

نظرت له سيلينا وكل ماكان يدور بعقلها هو أن هذا الفتى غريب

اختفت ابتسامة آندرو الجانبية ليستبدلها بملامح كانت فقط مخيفة بالنسبة لسيلينا التي لاتزال فقط تفكر بأنه غريب ..غريب بشكل مخيف جدا
لينطق بنبرة حادة وهو يصر على أسنانه

-هل تعلمين من هو الشاب الذي جعلته يهرب منذ قليل سيلينا؟

أمالت سيلينا رأسها لتجيب ببلاهة وبنبرة أقرب للسؤال

-لوي؟!

ليبتسم آندرو بقهر ويقترب منها أكثر لتتراجع بدورها الى الوراء كردة فعل طبيعي
وبنفس نبرته تلك
-وهل تعلمين ما الذي فعله لوي؟!
جعدت سيلينا حاجبيها لتقوم بعقد يديها سويا دليلا على إنزعاجها وهي حقا سئمت وضع الإستجواب هذا لتقترب هي هذه المرة منه رافعة حاجبها بتحدي
-ما رأيك أن تقوم أنت بإخباري بكل ذلك وتكف عن سؤالي لأنه من الواضح أنك تعلم بأنني لا أعلم شيئا ومن الواضح أيضا بأنك تريد إخباري بكل ذلك ..لذا تحدث بأريحية وبدون هذه الطرق الملتوية

تنهد آندرو وعاد للخلف قليلا واضعا مساحة بينه وبينها...فتح فمه بنية الحديث ليغلقه مجددا ويتنهد
-فقط لاتتعلقي كثيرا بلوي
ابتسمت سيلينا بسخرية وهي تشيح بوجهها عنه لتعيد نظرها مجددا له وعينيها مليئة بالثقة بكلامها
-هل أبدو لك كشخص قد يثق بوالده ؟!إنني لا أثق بذلك الرجل فكيف أثق برجاله وأتعلق بهم واللعنة
وهنا كان دور آندرو ليبتسم بسخرية على مانطقت به ليصر على أسنانه ويجيبها بذات نبرتها
-واللعنة أنت قمتي برمي نفسك أمام الرصاص لأجله والآن تخبرينني بأنك لاتثقين به ولست متعلقة به؟!إذا ماذا تسمين هذا؟!

توسعت أعينها بخفة على هذه الحقيقة التي ألقيت بوجهها للتو ..ولكن هل سبق وأن خسرت سيلينا نقاشا!
تكتفت بثقة وابتسامتها الساخرة عادت لترسم نفسها مجددا
-وماذا لو وثقت وتعلقت به؟!ماعلاقتك!
إنه مجرد سارق أقدار وجاهل  ..ما الذي قد يفعله لي؟!
ابتسم آندرو بقهر ليرمي تلك الجملة بمنتصف وجهها
-إنه قاتل هنري ....أيضا
لوهلة نسيت سيلينا بأنها تمتلك أطرافا بسبب عدم شعورها بأي منها ،شعرت بماء بارد ينسكب عليها بهدوء ...شعرت ببشاعة هذا العالم،ألم يكن فقط منذ قليل يحاول مواساتها ويقوم بمراعاتها؟! أكان قاتل عاشقها أمامها ومعها طوال الوقت بدون أن تعلم،ومن بين الجميع والدها إختاره ليقوم بمراقبتها...أحقا لم تعني لوالدها أي شيء؟!
لم تشعر بأنها صغيرة الحجم لهذه الدرجة كما شعرت اليوم،لم تشعر بعدم أهميتها كما اليوم

ارتجفت شفتيها ..ورمشت عدة مرات الى أن استوعبت مدى غبائها وضعفها اللذان أرادت وضع حد لهما وبسرعة
ارتجفت يدها بعنف قبل أن تسحب المسدس بحركة سريعة من جيب بنطال آندرو الخلفي وأخذت خوذة الدراجة بنفس الطريقة لتضعها على رأسها مخفية بذلك تلك الدموع التي تجمعت بعينيها
لتمشي بخطا سريعة باتجاه الدراجة وتركبها
حاول رجال آندرو منعها لأنها سرقت دراجة الرئيس وسلاحه ولكنه صرخ بهم بالابتعاد عنها ليتوقفوا سريعا عن فعلتهم
لتضغط سيلينا على يد الدراجة وتنطلق بسرعة باتجاه قصر والدها
هي فقط شعرت بشيء ينكسر بداخلها ،شيء يتحطم لعدة أشلاء
كانت السماء ممتلئة بالنجوم التي لطالما قام هنري بتشبيهها لها
أضواء الشارع صفراء كالبارحة عندما خطفها لوي
لوي!!الذي شعرت بشعور لطيف نحوه لبرهة
الذي شعرت بأنه مختلف ولو قليلا عن والدها
والدها؟الذي كانت تخطط لمسامحته،لقد صرخت دوما بوجهه بأنها تكرهه ،ولكن بداخلها كان ذلك الكره يذوب بكل مرة يحاول بها إعادتها للمنزل
ولكنه جميعه عاد للتجمد مجددا
أغمضت عينيها بقوة لتزيد من سرعتها نحو القصر
وصلت أخيرا لتنزل بسرعة خالعة خوذتها لترميها بقوة على الأرض وتصعد السلالم بغضب ،عينيها كانت ممتلئة بالدموع والغضب مما أدى الى احمرارهما وحالما اقتربت من غرفة والدها قامت بركل الباب بقوة وبتوجيه سلاحها نحو سريره مطلقة العنان لتلك الصرخة التي حبستها طويلا بداخلها لخمسة سنوات لعينة
-فقط مت أيها المسن الحقير!!!!!!!
وقبل أن تضغط على الزناد توسعت عينيها على ما رأته لتسقط سلاحها على الأرض لتسقط خلفه على ركبتيها ..
أما شعرت به كان...ضعف؟!
..
لاتعلم...ولكنه كان مؤلما جدا لقلبها لدرجة أنها لم تستطع سوى الهمس ب
-أبي..!

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top