البارت 1
لاتنسوا التقييم والتعليقات الحلوة بين البارت ياجميلين ^^..
إبريل..،هو الشهر المُتهم بالكذب و بالرغم من مرورِ السنين لم تتم تبرئة إسمه حتى الآن ..فهل ستختفي هذه الصفة الشنيعة من إبريل هذا العام..!!
الساعة الثامنة والنصف مساءاً في دولة إسبانيا تحديداً مدينة فالنسيا ..وكعادة فالنسيا شوارعها المبلطة تُصبح مزدحمة في هذه الساعة
لماذا!!
ما الذي قد يجمع الكثير من الناس برأيك!...
لاتفكر كثيراً ودعني أخبرك سريعاً الطعام والموسيقى وأهم شيء ..المال~
لذا نعم ومن بين الحشود الذين يبيعون السمك الطازج والأواني الرخيصة والزهور بأنواعها كانت سيلينا التي ترتدي كنزتها الحمراء الصيفية ترتدي فوقها قميصاُ أبيض بأزرار مفتوحة وبنطال جينز أزرق مع صندلها ذا اللون الأبيض
كانت بسطتها في مكانٍ ممتاز للبيع في وسط السوق والعديد من العجائز النساء متجمعاتٍ حولها لشراء القلائد التي تصنعها بنفسها بعضها من الورود والآخر من الخرز ..هذه أشياء لم تعد الفتيات ترتديها لذا أغلب زبائنها هن عجائز يردن إرجاع ذكريات شبابهن بهذه القلائد
تحدثت إحدى العجائز بصوتٍ عالٍ بسبب إزدحام السوق
-بكم هذه سيلينا؟
نظرت سيلينا لما بيدها لتُفكر قبل أن تجيب
-إنها بـ 50 يورو سيدة لوليا
- 50 يورو..
-كم يساوي هذا على الـ البيزيتا!!... <<العملة الأسبانية القديمة
-حقاً ستدفعين بهذه العملة!
نظرت العجوز للشاب الوسيم الذي تدخل بما لا يعنيه
-إنني لا أملك هذه العملة بعد الآن ،ولكنني لا أفهم بالعملة الجديدة لذا أريد أن أعرف قدر المال الذي سأدفعه
ولأن سيلينا معتادة على العجائز أصبحت سريعة جداً بحساب عملتهم
-يساوي6751 البيزيتا
تذمرت العجوز بسبب السعر
-هذا كثيرٌ جداً يافتاة
وحسناً صديقتنا هنا كانت كالثعلبة الماكرة تُلقي العديد من الأكاذيب على العجائز المساكين لذا مثلت الصدمة وتركت ماكانت تحمله وتعرضه على زبونة أُخرى
-انتظري من فضلك ..
طلبت باحترام والتفتت نحو السيدة لوليا
حقاً كثير!! سيدة لوليا لأنكِ إحدى زبائني المفضلين فأنا أراعيكِ جداً بالسعر ،هذه القلادة يا الهي.. ألا تعلمين ماهي فائدتها!!
والشاب الذي لم يغادر لا يزال يراقب جريان هذه المحادثة ورفع حاجبه منتظراً معرفة فائدة هذه القلادة التي من الواضح أنها مصنوعة من الخرز الرخيص
تحدثت العجوز مجدداً
-كلا لا أعلم ومهما كانت تلك الفائدة فأنا متأكدة بأنها لا تستحق هذا السعر المرتفع
-آه بربك لوليا..أقصد سيدة لوليا، هذه القلادة التي بيدك إنها مصنوعة من حجرٍ نادر يطيل العُمر ويعيد للبشرة وللجسم شبابهما
رفع الشاب حاجبيه ولوى فمه بإعجاب على الرد، الذي بالتأكيد سيجعل من هذه العجوز تدفع كامل ثروتها وليس فقط 50 يورو
وهنا عندما لمعت عينا العجوز بفرح ولكنها تريد المفاصلة على السعر أكثر
-ما اسم هذا الحجر؟
ابتسمت سيلينا بخبث ،أجل هذا الجزء هي تحبه كثيراً هم سيسألونها عن اسم الحجر وهي ستجيب بأسماء تبدو جميلة وراقية ولكنها أسماء أحجار،هي فقط لاتختار الأسماء الشائعة كالياقوت واللؤلؤ
-آآآه سيدة لوليا ألا ترين اللون الأحمر الرائع .. إنه حجر البيريل
اقتربت قليلاً من العجوز ليقترب معها الشاب بنية سماع ماستهمس به بأذن العجوز
-إنه حجر لا يتواجد سوى بأميركا ، ولكنني جلبته الى اسبانيا ..الحجر أتى سفراً لأجلكِ لوليا ،إنه قدرك
ابتسم الشاب بجانبية على كلام الماكرة هنا ليعتدل بوقفته ويسعل ثلاث مراتٍ متتالية
-سيدة لوليا..إذا كانَ حقاً قدرك فكما أتى سفراً سيأتيكِ مجاناً في يومٍ ما.. لذا لاداعي لإهدار المال..أليس كذلك!
نظرت له السيدة لوليا بدهشة فما يقوله هذا الشاب يبدو منطقياً جداً ولكن هنالك من شحبت ملامحها لتتحدث بغضب
-ما.. ما الذي تقوله ياسيد!!
هز رأسه للجانبين بهدوء
-لاشيء فقط أقول رأيي
ضحكت سيلينا بعدم تصديق لتنظر له بعدها بتحدٍ
-دعني أعطيكَ رأيي إذاً أيها الجاهل بالأقدار،يُقال بأنكَ إذا ركلتَ حظك لمرة فهو لن يعودَ أبداً ولو قدمتَ كُل ماتملك لإستعادته فهو لن يعود
ابتسم جاهل الأقدار كما أطلقت عليه وهو لايزال يحافظُ على هدوئه عكسَ الماكرة التي أمامه تكاد النار تخرج من رأسها لشدة غضبها
-غريب..لم أسمع بمقولة كهذه من قبل...
فتحت سيلينا فمها لترد عليه ولكن سرعان ماقاطعها وهو يضع كفيه أمامها دفاعاً عن نفسه
-إهدأي إهدأي،بالطبع لن أسمع بهذه المقولة لأنني جاهل بالأقدار ،لذا دعينا نسأل السيدة لوليا إن كانت سمعت بمقولة كهذه من قبل ،بما أنها سيدة كبيرة فهي بالتأكيد تعرف جميع المقولات ..هل تعرفين هذه المقولة سيدة لوليا؟
هزت السيدة لوليا رأسها بالنفي ليبتسم جاهل الأقدار بنصر ولكن سرعان ماتم مسح ابتسامته تلك عندما نطقت السيدة لوليا
-في الحقيقة أنا لا أذكر أي شيء،فقدت الكثير من ذكرياتي
سقطت ملامح جاهل الأقدار بينما الثعلبة تكتفت بنصر وابتسامته السابقة انتقلت لوجهها ليصفع وجهه بأسى، بالطبع السيدة لوليا تبدو كبيرة جداً بالعمر لذا بالتأكيد هي خرفة
دفعت السيدة لوليا ثمن تلك القلادة بعدما رأت بأن جاهل الأقدار حقاً جاهل لتغادر بعدما رمقته بنظرة تحمل الشفقة
تحركت سيلينا من خلف عربتها لتقترب من جاهل الأقدار
-اذهب من أمام عربتي من فضلك،كدت للتو أن تخرب علي تجارتي
شخر بسخرية على كلمة "تجارة"
-تقصدين كدت أن أخرب عليكِ احتيالك ونصبك على العجائز المساكين
-من يحتال وينصب ياهذا!!..هذه القلائد حقاً قيمة جداً لذا لاتهذي بما لاتدري عنه
-إذاً أنتِ الآن تحاولين أن تخدعي شاباً بالخامسة والعشرين من عمره بأن هذه القلائد حقاً تطيل العمر!!
رفع حاجبه تزامناً مع إنهائه لجملته
ابتسمت سيلينا
-في الواقع أنا لا أحاول ذلك ولايهمني إن صدقتني أو لا فهذه القلائد لا تُباع لأمثالك
-أوه حقاً ،مع أنني كُنتُ أريد أخذَ كامل بضاعتكِ هذه
وتعابير سيلينا الساخرة أُستبدلت بأُخرى جادة
-هل أنتَ جاد!
أومئ لها الشاب العشريني بالإيجاب لتبتسم له سيلينا ابتسامة عذبة صدمته وهو فكر "هذه الفتاة حقاً ماكرة"
التفت للخلف لكي تبدأ بعرض القطع عليه ولكن..لحظة!!
صرخت بصوتٍ انتشر بكامل أنحاء السوق وداخلاً لكلِ جحر فأر جاعلاً إياه يستيقظ برعب ويتفقد قطعة الجبن خاصته إن كانت بأمان
-أين بضاعتي!!!!!!!!
الفتت للخلف ولم ترى أثراً لجاهل الأقدار ذاك لتركل الأرض بغضب
-اللعنة ..!هل هذا ما قصدته بأخذ كامل بضاعتي أيها اللص التافه ...أنتَ والجحيم البرتقالي المُحمر لن تنجو مني
نطقت بجملتها هذه لتبدأ بالركض باحثةً عن شابٍ بمعطف مُخملي أسود خادع للنظر يجعلكَ تظنه شاباً غنياً ولكن لا هو مجرد لص ..لص أقدار
توقفت أخيراً بعدما أصبحت خارج السوق بشارعٍ لا تضيئه سوى الأضواء الصفراء الليلية وهناك رأت لص الأقدار يتكئ بظهره ضد سيارته الصفراء يقف هناك بابتسامة أثارت غضبها مشت لحيثُ يقف بخطواتٍ غاضبة لتزفر بغضب قبل أن تنطق
-أعد بضاعتي!
وهو بقي مبتسماً وهذا حقاً استفزها كانت ستصرخ بوجهه ولكن منديلٌ أبيض وضع من خلفها على أنفها وفمها جعلها تصمت بالقوة و ماهي إلا ثوانٍ حتى بدأت عينيها تصبح ضبابيتان وبعدها كُل شيء أصبح مظلماً ليتحدث لص الأقدار مع الشخص الذي يحمل سيلينا الآن
-مُباركٌ لكَ المليون يورو صديقي آندرو
ابتسم المدعو آندرو
-مباركٌ لكَ أيضاً لوي
فتح لوي باب سيارته لجلس في مقعد الراكب ويتبعه آندرو ليضع سيلينا في المقاعد الخلفية ويجلس هو الى جانب لوي لتنطلق السيارة الصفراء بدون أن يشعر كائن بما حدث بهذا الشارع ذا الإضاءة الصفراء، والأمطار الخفيفة بدأت بالهطول حالما خرجوا من هذا المكان متجهين الى وجهة لاتعلمها سيلينا ولكن بالنسبة للإثنان فهما يقودان نحو المجد والثروة
رأيكم يهمني لاتبخلوا علي بالتعليقات :)
تاغ لأصدقائكم ^^
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top