غـريــب.

إلى من فيها من القمر نورهُ وجمالهُ، وبعدهُ عنِـي؛ سو يون.

- إن سألتنـي يا ساكنة الفؤاد، كم من مرة خطرتِ على البال، أجيبكِ مرة، لأنكِ أتيتِ ولم ترحلي.

عندما كنتُ أنظر إليكِ دائماً، كنتُ أراكِ معجزتي الوحيدة التي أتت لي من السماء، وكأنها محاولاتي الأخيرة التي سوف تجلب لي السعادة الأبدية.

كنتِ سعادتي يا سو يون، ومنذ هجرانكِ هجرتني السعادة معكِ.

ليس قلبـي فقط من يؤلمني، عقلي كذلك لا ينفكُ عن إيلامي، بجعلي أعضُ أصابعي ندماً لذكريات التي يصورها لي..

فإني أذكرُ أحياناً المرات التي تجلبين لي بها طعاماً قد أعدته أناملكِ الجميلة، عندما أخبرتني ولأول مرة أنكِ من تعدين ما أمضغه في فمي بنهم بدى لكِ هادئ، تفاجأةُ كثيراً حد جعل فمي يتوقف عن العمل، ليس لأنكِ بارعة للغاية في الطبخ، بل لأنها كانت أول مرة أتناول بها طعاماً أعد خصيصاً لأجلي..

دفئٌ غريب ومفاجئ إجتاح كامل بدني حينها، لم أعلم ما خطبي..، بدوتُ غريباً للغاية في نظركِ، وهذا أزعجني كثيراً، سألتني عن خطبي غير أني تجاهلتُكِ مستقيماً من الكرسي أسير نحو اللامكان، فقط أودُ الهروب..

ومنذُ ذلك اليوم توقفتِ عن جلبِ الطعام لأجلي، تظنين أنني انزعجتُ بسببكِ

وأنا كذلك بالفعل!

لقد انزعجتُ بسبب المشاعر التي اجتاحتني بسببكِ.

كنتُ أودُ تذوق طعامكِ مجدداً، أودُ الشعور بتلك المشاعر مجدداً، الإهتمام.. أود الشعوره بهِ..

ولكنني كنتُ محرجاً للغاية، ولم أستطع البوح برغباتي..

كما لم أشكركِ يوماً لذاك الطعام..، لذا شكراً لكِ سو يون، رغم أني متأخر.

أذكرُ كذلك يوم تغيبةُ عن الدراسة لأيام، ولم أرد على إتصالاتكِ العديدة..

لم يخطر ببالي قطُ أنكِ ستفعلين هذا لأجلي..، لم يخطر ببالي أبداً أنكِ ستبحثين عن عنوان منزلي، وأنكِ ستأتين إلي راكضة!.

لا أعلم كيف لي أن أصف ما راودني من مشاعر حينما فتحتُ الباب و وجدتكِ تقفين بقطرات عرق على جبينكِ، عيونكِ تنهش وجهي وجسدي بقلق

أأقول أني كنتُ مصدوماً كون أحدا شعر بغيابي؟ أم أقول أني كنتُ ممتناً، سعيداً، وراغباً في المزيد من ألام البطن المحببة..؟.

سألتني عن سبب غيابي بعد أن دعيتي نفسكِ داخل منزلي، لم تتركِ لي فرصة الإجابة حينها بل إنقضت يدكِ الباردة تتلمس بشرتي التي تحترق تحتها، بسبب الحمَّى، وبسبب خجلي..

عاتبتني، وكم أحببتُ عتابكِ.

جعلتني أستلقي على السرير، وأخذتِ تحاولين إطفاء نار جسدي.

سألتني عن سبب عدم اعتناء بنفسي، عن سبب عدم وجود أدوية أو طعام لي، سبب بعثرة البيت

أجبتكِ أن لا أحد لي، أعيش وحيداً منذ الأزل.

ارتفعت عيونكِ الجميلة نحوي ونظرت لي بنظرة شتتني

أشعرتِ بالألم لألمي؟!.

لم يكفيكِ ما بي من تشتت، و واصلتِ بعثرتي بجملتكِ، أن لي أنتِ، لستُ وحيداً مادمتِ إلى جانبي.

هل سأكون أكثر سوءاً في عيونكِ لو أخبرتكِ عن رغبتي المختلة حينها بربطكِ في البيت وجعلكِ لا تنظرين لغيري، لا تبتسمين لغيري، لا تتنفسين هواء غيري، لا تهتمين لغيري، ولا تحبين غيري.

ولكن ما قلتهِ من بعدُ كان قد فاق توقعاتي جميعاً

لقد قلتِ أنك ستنتقلين لمنزلي كي تستطيعي الإعتناء بي جيداً، كان قد مر على مواعدتنا خمسةُ أشهر حينها..

كنتِ تستشرينني إن كان لابأس بذلك، وحينها ولأول مرة في حياتي، لم أكبت ما أرغب به بشدة

أومئت لكِ برأسي أن لابأس.

أنا أسف لكوني بهذا التعقيد، بهذا البؤس، بهذا البرود.
أسف لكوني شخصاً سيئاً، لكوني أبقيتكِ بقربي كي أكون بخير، دون أن ألقي نظرة نحوكِ، أتفقدُ قلبكِ المرهق، النازف.

ولكني أتوسل لكِ..

قولي شيئاً..

-من بروحهِ علَّة لا يدوايها سواكِ يا زهرتي؛ مين يونغي.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top