The End

Start

Flash back

~حقيبتك سيدي ~

رجال الأمن تجمعوا حول جون الذي انتهي لتوه من إجراءات السفر فـ تبادل النظرات بينهم بإستغراب و احتضن الحقيبة إلى صدره

~لماذا؟ ~

ضابط الأمن تجاهله و أشار لأحد مساعديه بأن يقترب ليتفحص تلك الحقيبة متوسطة الحجم

بدأ بإخراج ثياب القتال الخاصة بـ جون حتي وقعت منها أكياس تحتوي على بودرة بيضاء اللون لتتجه الأعين نحوه

~لا أعرف ما هذا، إنها ليست أغراضي ~

~أمسكوا به ~

End flash back

-----------

جون تم إلقاء القبض عليه بعد العثور على مخدرات بحقيبته و بعد الفحص تأكد وجود نسبة مخدرات بدمائه

علي الرغم من أنه لم يكن مُدمناً أو حتي تاجر مخدرات إلا أنها كانت الحل الوحيد أمام جونغ إن و كيونغسو للتخلص من جون لذا بذلوا ما بوسعهم لتوصيل المخدرات إلي حقيبته التي سيسافر بها و كمية قليلة تم وضعها بطعامه الذي تناوله قبل سفره مباشرةً و بالتالي التُهمه قد تم اثباتها ضده

بينما في المشفى ... أبناء كيم كانوا يقفون بخارج غرفة العمليات و القلق يتآكلهم و علي بُعد خطوات منهم كان يجلس كلاً من بيكهيون و هيبا التي تحتضن يده في محاولة لتهدئته

"لا يُمكنني الوصول إليه، هو ليس بالفندق و هاتفه مغلق طوال الوقت"

جونغ إن تنهد بضيق و اقترب ليجلس بجانب بيكهيون ثم ربت علي كتفه

"اهدأ بيكهيون"

"كيف أهدأ؟ هو منذ البارحة بغرفة العمليات، هل تعرف ما معنى ذلك حتي؟"

هسهس من بين أسنانه فـ رفع جونغ إن حاجبيه ليومئ

" أعرف لأنني طبيب..."

قاطعه فتح الباب لينتفض الجميع و اقتربوا من الطبيب الذي خرج لتوه فـ تقدمهم بيكهيون ليسأل بقلق

"هو بخير؟ لم يحدث له شئ أليس كذلك؟ أريد رؤيته "

" سنضعه تحت الملاحظه لمدة 48 ساعة لذا الزيارة ممنوعه"

" كيف حالته؟"

جونغ إن سأل بجديه ليلتفت نحوه ذاك الطبيب ثم تنهد قائلاً

"لديه شرخ بالضلع الأيمن كما أن إحدي قطع الزجاج اخترقت يسار صدره قريباً من قلبه، بسبب ارتدائه حزام الأمان فـ كانت الكسور قليله لكن جسده تشوه من زجاج السيارة المكسور و اضطررنا إلى إجراء عملية بقدمه اليُمني لإعادة ربط الأعصاب التي تأذت ... تفضل معي طبيب كيم لأعطيك تقريراً كاملاً بحالته"

بنهاية حديثه أشار إلي جونغ إن كي يلحق به فـ أومأ بجديه و سار معه نحو مكتبه

باب غُرفة العمليات فُتح مرة أخرى ليلتفتوا جميعاً نحو سرير تشانيول الذي يدفعه المُمرضين إلي غُرفة العنايه حتي توقفوا بالخارج أمام الغرفة الأخري

" السيدة كيم لن تأتي؟ "

هيبا تسائلت بإستغراب و هي تنظر نحو المتواجدين فـ عقد بيكهيون حاجبيه و رفع رأسه ينظر إليهم هو الآخر ثم التفت نحوها

"ر.. ربما لم تعرف بعد"

همهمت و أشاحت بوجهها بعيداً عنه في حين هو لم يحرك عينيه عنها شارداً بما نطق به للتو

البارحة حين اتصلت بخالتي ماي شا كي أُخبرها كانت السيدة كيم بجانبها "

تحدث علي مهل و هو يحاول التذكر لترتفع طرف شفتيه بإبتسامة ساخره

" خالتي قد أخبرتها بالفعل عن وجهتي فلماذا أكذب علي نفسي؟! هي تعرف لكنها لم تهتم"

ضم شفتيه ليغلق عينيه بقوه ثم ألقى برأسه على كتف هيبا

" أنا غبي "

" لا تقل ذلك بيكهيون... أنت لست غبياً "

وبخته بلطف لتعانق أنامله بخاصتها و رفعت يدها الأخري تحتضن بها وجنته فـ حرك رأسه ضد كتفها

مر بعض الوقت في هدوء تام إلي أن عاد جونغ إن و خلفه رجلاً يرتدي بذلة رسميه قائلاً بهدوء

"غادروا جميعاً فلا داعي لوجودكم هنا، ليبقى شخص واحد فقط في حالة استيقظ تشانيول"

"سوف أبقي..."

"لا أنا من ستبقى بجانبه"

بيكهيون تقدم خطوة و هو يتحدث فـ قاطعته والدة تشانيول بـ لهفة لـ يُهمهم جونغ إن

"لتبقى عمتي ماي شا هنا... بيكهيون دعنا نحن نعد إلى القصر فـ كبيرة الخدم اتصلت قائله أن هناك مُشكله و يجب أن نذهب فوراً... سيهون قد عاد "

جونغ إن مسح علي طرف أنفه بقبضته و التفت نحو ذاك الرجل الذي أتي معه للتو ليشير إليه حيث غرفة تشانيول فـ انحني إليه الآخر و تقدم ليقف أمام الغرفه

" من هذا؟ "

بيكهيون همس بخفوت مُتسائلاً بإستغراب فـ أمال جونغ إن نحوه قائلاً بجديه

" شخص ما قدم بلاغاً أن ما حدث لتشانيول كان محاولة قتل و ليس مجرد حادث لذا الشرطه أرسلته لحماية تشانيول حتي انتهاء التحقيق"

"و من الذي قدم ذاك البلاغ؟"

هيبا تسائلت بعدم استيعاب ليرفع جونغ إن كتفيه بعدم معرفه

"ربما هذا له علاقة بالمشكله التي تحدثت عنها كبيرة الخدم لذا يجب أن نعود إلي القصر "

همهم بيكهيون بتفهم و أمسك بـ يد هيبا ليخرجا من هناك فـ أشار جونغ إن للبقية بأن يلحقوا به فـ فعلوا عدا والدة تشانيول التي بقيت هناك للإطمئنان علي ابنها

"لنترك سيارة القصر و السائق هنا من أجل عمتي ماي شا.. يمكنكما المجيئ معي "

بنهاية حديثه، جونغ إن أشار بلا مبالاه نحو والده و سووك والدته لـ بيكهيون ليتلقي همهمة موافقه من كليهما فـ تقدم والده و صعد إلى المقعد المجاور لخاصة السائق

"أمي ستأتي معنا"

هيبا أسرعت إلي سووك تسحبها من ذراعها نحو سيارة بيكهيون و فتحت لها الباب الأمامي ثم دفعتها بخفه كي تجلس هناك من ثم أغلقت الباب

"من أجلي"

همست بخفوت و ضيّقت عينيها بترجي حين تلقت نظرة منزعجه من بيكهيون فـ زفر ليفتح الباب و صعد إلى مقعد السائق و بالمقعد الخلفي انضمت لهما هيبا ليقود بيكهيون السيارة عائداً إلي القصر

"إنها المرة الأولى التي نكون بها وحدنا"

ميونغ داي تحدث فجأة و هو يراقب الطريق من خلف النافذة المجاورة له فـ تجاهله جونغ إن و عقد حاجبيه بينما ينظر إلى الطريق بتركيز

"هل تكرهني؟"

تسائل بإبتسامة ساخره فـ رمقه جونغ إن من الجانب ثم أعاد نظره نحو الطريق مُجيباً إياه ببرود

" ماذا تعتقد؟ "

" لو أعرف الإجابة لما سألت؟"

رفع كتفيه نهاية حديثه ليلتفت نحو جونغ إن الذي تنهد

"بالنسبة لي..."

التفت إليه ينظر نحوه بضعة لحظات ثم أعاد عينيه نحو الطريق

"لم تكن شخصاً يستحق الحب أو الكراهيه لأنه في الواقع وجودك كان كـ عدمه...أنت لم تمتلك يوماً تأثيراً في حياتي لأنك لم تكن موجوداً بها منذ البدايه"

رفع طرف شفتيه بحسرة ليعقد والده حاجبيه

" ألا تظن أنك قاسياً بعض الشئ؟!"

"اوووه عذراً سيد كيم، لم أعرف أنه يجب أن أكذب بشأن ما أشعر "

قهقه بسخرية و قلب عينيه فـ زفر ميونغ داي بضيق و التفت ينظر إلى الطريق بجانبه

بينما بـ سيارة بيكهيون... هو كان يقود في هدوء ظاهرياً في حين داخله كان صاخباً يرتجف بتوتر

من جهة هناك أمر سيهون و ماريا و من جانب آخر هناك حادث تشانيول فهو غير مستعد لخسارة أي منهم

و هناك والدته التي تجلس بجانبه مباشرةً لكنه لا يعرف ماذا يقول أو ماذا يفعل

بيكهيون لم يعد يعرف من الكاذب و من الصادق؟ من يُحبه بصدق و من يستغله

حياته لم تعد كما كانت و تصرفات الجميع أصبحت مختلفه

"خالتي ماي شا تبدو نادمه بعد ما حدث لـ تشانيول"

هيبا تحدثت فجأة و هي تتبادل النظرات ما بين بيكهيون و والدته

"ربما الحادث أفاقها من غفوتها"

سووك همست مُجيبة إياها بشرود لتتنهد بضيق

"أتحتاج الأم إلى أن يصبح إبنها على حافة الموت كي تتذكر أنه بحاجة لها؟ "

والدته حركت عينيها نحوه بتردد ثم ابتسمت بإنكسار

"هل يجب أن أموت كي تُدركي خطأك نحوي؟"

"لا"

نفت سريعاً لتمسح هيبا علي كتف بيكهيون كي يهدأ قليلاً

"أنا مُدركة لذلك... بيكهيون أنت ابني الوحيد من الرجل الوحيد الذي أحببته طوال حياتي و لم أحب سواه... أعلم أنني بلحظة تخليت عنه بسبب غبائي لكنني لم أتخلى عنك أنت سوي.... "

" توقفي عن التحدث بتلك النبرة و كأنك تحاولين استعطافي"

صرخ بغضب ليضرب علي المقود فـ التفتت والدته تبكي بصمت بينما تراقب بعينيها ما خلف النافذه ليلتزم جميعهم الصمت حتي وصلوا إلي القصر

سووك خرجت من السيارة لتسبقهم نحو الداخل و هي تمسح علي عينيها بعشوائيه

" بيكهيون "

هيبا أمسكت بيده تمنعه من الدخول فـ التفت إليها بـ عقدة بين حاجبيه

"لا تحاولي معي هيبا"

"لن أقول أي شئ"

هزت رأسها بإبتسامه لتحتضن وجنتيه ثم رفعت إبهاميها نحو حاجبيه تمسح عليهما بلطف كي يرتخيا

"فقط امنحها الفرصه كي تتحدث و توقف عن إخافتها منك "

فرق بين شفتيه كي يتحدث لـتضع سبابتها عليهما سريعاً كي يلتزم الصمت

"أنا أعرف كل شئ و أرى أنه يجب أن تعطيها فرصه لكن صدقها... والدتك تخشي تكذيبك لها ليس أكثر"

ربتت علي كتفه بلطف ثم شابكت أناملها مع خاصته ليدخلا و خلفهما دخل جونغ إن و والده

___________

سيهون دلف إلي القصر يجر خلفه حقيبته بإبتسامة مُتسعه، علي الرغم من عودته قلقاً مما يحدث إلا أنه تناسي كل شئ للحظات حين وطأت قدميه أرضية القصر ليسحب نفساً عميقاً ثم زفر براحه

هو اشتاق إلي القصر و تجمع العائلة سوياً حتي و إن كان تجمعاً هادئاً أو لأجل اجتماع هام من اجتماعات السيدة كيم

صعد إلى الأعلى حيث شقته و وضع الحقيبة جانباً لـ يتلفت برأسه ينظر بالجوار بـ لهفه

"ماريا... ماريا حبيبتي لقد عدت"

قهقه ببلاهه حين لم يتلقى جواباً ثم سار نحو الغرفة و فتح الباب هامساً

"لقد نسيت تماماً أنها بمنزل والدها"

ضرب رأسه بـ قبضته بخفه ليضع الحقيبة جانباً ثم بدأ بإخراج ثيابه حتي قاطعه صوت رنين الجرس الذي لم يتوقف إلي أن فتح الباب عاقداً حاجبيه

" ماذا هناك؟"

تسائل بإستغراب فـ ارتبكت تلك الخادمة أمامه و ضمت يديها سوياً تضغط عليهما بتوتر

" السيدة كيم تستدعيك الآن"

"أليس من المفترض أنها بالشركه؟"

رفع حاجبيه بتفاجؤ لتتلفت تلك الخادمة حولها ثم اقتربت منه خطوة هامسه

"عادت لتوها و فور دخولها هي طلبت مني استدعائك"

"و لم تهمسين؟"

همس متسائلاً فـ ابتلعت الأخرى ريقها بصعوبه

"أظن أن هذا له علاقة بما حدث مع السيدة ما... اقصد كيم ماريا زوجتك "

" ما بها ماريا؟"

سأل بفزع فـ هزت الأخري رأسها بخوف ثم اقتربت أكثر لتمسك بيد سيهون برجاء هامسه

" رجاءً لا تُخبر السيدة كيم بذلك"

" أخبريني ماذا حدث لـ ماريا"

ضغط علي يدها بنفاذ صبر فـ أومأت له الخادمه برأسها و بللت شفتيها ببكاء

" السيدة كـ.... "

كلاهما انتفض حين سماع صراخ تلك العجوز تنادي بإسم سيهون فـ زفر بضيق عندما ركضت الخادمه بخوف إلي الأسفل ليلحق بها

" مرحباً سيده كيم "

انحني إليها و البرود يعلو وجهه محاولاً عدم إظهار قلقه لها فـ تقدمت منه و دون مقدمات رفعت يدها بالهواء لتصفعه بقوة أدارت وجهه

"من تعتقد نفسك كي تُخالف أوامري؟"

"أنا لم أُخالف أوامرك"

أغلق عينيه ليضم قبضتيه بقوة و هو يهسهس من بين أسنانه فـ سحبته من ياقته ليصل إلي مستواها

"لماذا عُدت؟"

تنهد بضيق عاقداً حاجبيه و فتح عينيه ببطئ ليلتفت نحوها

"أين ماريا؟"

عقدت حاجبيها بغضب و دفعته بخشونة ليتراجع بضعة خطوات ثم صرخت بوجهه بنبرة تخللها بعض القلق

"أنا هنا من تطرح الأسئلة و ليس أنت"

"عدت من أجل زوجتي لذا أنا أسأل أين هي... لماذا رفضتي تحويل المكالمات لي بالفندق وتحاولين بشتي الطرق إبعادي عن هنا؟ "

أجابها بإنفعال لتضيق عقدة حاجبيها

"كيف تجرؤ علي الصراخ بوجهي؟"

"أين زوجتي سيده كيم؟"

تجاهلها و عاد يسأل عن ماريا بـ نبرة انكسرت عن السابق فـ قهقهت هي بسخريه

" ألقيت بها خارجاً فلن أسمح أن يتلوث قصري بـ إمرأة رخيصه مثلها "

" مـ ماذا؟ "

ضيّق عينيه بعدم استيعاب و اقترب منها مُتسائلاً فـ رفعت كتفيها بلا مبالاه

" كما سمعت.. "

تركته تائهاً بنظراته و سارت نحو غرفتها ثم عادت إليه بعد لحظات و مدت يدها نحوه بظرف احتوي علي صورها مع مينهو

" تفضل، انظر إليها و هي تقضي وقتها مع عشيقها "

بتردد أمسك ذاك الظرف و هو يتبادل النظرات بينه و بين جدته ليبتلع ريقه بصعوبة قبل أن يقوم بـ فتحه

"رأيت؟! زوجتك كانت معه بالمشفي... إنها حامل منه و لو لم أكتشف الأمر لكانت وضعت ذاك الطفل بإسم زوجها المغفل الذي يعتقدها ملاكاً "

ابتسمت بجانبيه و هي ترى علامات الصدمه تتلبس وجه حفيدها الأصغر حتي بدأت دموعه بالتدفق علي وجنتيه

"هناك... هناك شئ خاطئ، ماريا... "

همس بعدم تصديق و هو ينظر إلى جدته ثم أعاد نظراته نحو الصور مرة أخرى ليكمل

" ماريا لن.. تفعل ذلك "

" لقد فعلت... لم تُنكر فعلتها حتي و بمجرد أن طردتها هي ذهبت إليه ركضاً كي تستغيث به"

سيهون هز رأسه بعدم تصديق و وضع تلك الصور فوق الطاولة الصغيرة بجانبه ليمسح علي عينيه بعشوائيه

"هذا مجرد سوء فهم... يجب أن اسألها بنفسي"

اومأ موافقاً حديثه ليسير بخطوات واسعه نحو الباب حتي استوقفته هي بتهديد قائله

" إذا خرجت من هذا الباب فلا تعد إلي باكياً لأنني لن أقبل بك"

التفت إليها عاقداً حاجبيه بعدم فهم فـ سارت نحوه بخطوات بطيئه قائله

"اما أن تعود إليها و تنسى أنك من عائلة كيم لأنني لن أقبل أن يكون لدي حفيداً غبياً، أو ابقى هنا بيننا... بين عائلتك التي تحبك "

أغلق عينيه بعقدة بين حاجبيه يحاول استيعاب الأمر ثم أعاد فتحهما

"كلاكما عائلتي...إذا كانت ماريا حامل كما تقولين فهذا يعني أنه طفلي، و طفلي لا يجب أن أتخلى عنه "

انفعل بنهاية حديثه فـ هزت رأسها إلى الجانبين ببرود قائله

" قُلت ما لدي، اما نحن أو تلك الخائنه"

"لا تفعلي هذا بي"

صرخ بحزن و انحني ليجلس أرضاً بعدما شعر بضعف قدميه

" لقد تحملت الكثير منكم لأنني أحبكم، عاملتني بقسوة لكنني أسامحك بعدها و أختلق لكِ الأعذار، هناك عنصرية واضحه في معاملتك لنا و معاملتك لـ جونغ إن لكنني تحملت كل ذلك فـ لماذا... لماذا لا تحاولين تفهمي و لو لمرة واحده؟"

"ماذا؟ هل ستفعل مثل كيم بيكهيون الآن و تبدأ بالصراخ بوجهي كي تخبرني كم كانت حياتك بائسة بجواري؟!... وفر ذلك علي نفسك، اختر زوجتك و اخرج من حياتنا "

أشارت له بملل فـ عقد سيهون حاجبيه ليستند بكفيه علي الأرض حتي وقف مقابلاً لها و مسح علي عينيه

" كيف أتيتِ بتلك الصور؟ "

" ماذا؟ "

عقدت حاجبيها بعدم فهم ليضحك سيهون بعدم تصديق

" كيف لم أفكر في ذلك؟ "

قهقهاته أصبحت أكثر صخباً بينما يُصفق بيديه و عقله يربط كل شئ ببعضه

"هو ابن السيد لي الذي عاقبتني من قبل لأجله و هناك بينكما صله... تسائلت كيف وصل إلى المكان الذي نقضي به شهر العسل خاصتنا لكنني فهمت الآن"

هز رأسه و هو يومئ مؤكداً حديثه

" سيهون "

قاطعه صوت بيكهيون الذي ظهر فجأة ليلتفت نحوه فـ اندفع جسده إلي الخلف حين احتضنه الآخر بقوة لكن سيهون لم يُبادله، هو فقط اكتفي بالبكاء بصمت ليغلق عينيه بقوة

" كل شئ بسببك"

بيكهيون ابتعد عنه و هو يهز رأسه نافياً بخوف يعتقد أن همس سيهون موجه إليه هو

"صدقني أنا لم..."

"كل شئ حدث بسببها هي"

سيهون قاطعه بعبوس و عينيه تذرفان الدموع ليعقد بيكهيون حاجبيه و ابتعد عنه قليلاً حين التفت سيهون نحو السيدة كيم

"لقد دفعتي والدي بعيداً عني و طوال حياتي أخبرتني أنه هو من تخلي عني لكن ف الواقع كنتِ أنتِ الشخص الذي أبعده عني "

بيكهيون رفع حاجبيه بعدم فهم و التفت نحو السيدة كيم ثم أعاد نظراته نحو سيهون الذي أكمل حديثه بإنفعال

"لم تتوقفي عن إهانتي و التقليل مني لكنني اعتقدت أنكِ تغيرتي لذا وافقتي علي زواجي من ماريا "

قهقه بسخرية ليمسح علي عينيه وهو يضم شفتيه بعبوس

" لكنكِ سعيتي فقط خلف تدمير زواجي منها"

"سيهون، مـا.. ماذا تقصد؟"

بيكهيون تسائل بتلعثم لترتفع طرف شفتيه بإبتسامة قلقه خائفه فـ رمقه سيهون بنظرة سريعه قبل أن يُعيد نظره نحو جدته

" الشخص الذي دفع مينهو لـ اللحاق بنا بكل مكان ليس سواها، أرادت أن توهمني أن هناك علاقة بينه و بين ماريا و الآن أحضرت لي تلك الصور الغبية كي أقتنع بها"

"لا تظن نفسك ذكياً"

أدارت عينيها ساخرة تنكر حديثه فـ أومأ برأسه

"لست كذلك... أنا غبي و لطالما كنت غبياً لأنني فكرت أن شخص عديم المشاعر مثلك قد يتغير "

" توقف "

بيكهيون صرخ عليه بغضب و سحبه من ياقته كي يلتفت إليه فـ هز رأسه بالنفي

" هذا سوء فهم لذا لا تتمادى بحديثك سيهون"

سيهون ابتلع ريقه و ضم شفتيه بعبوس لترتجفا بوضوح

" رجاءً لا تقل المزيد، أنا بالكاد أتحمل"

بيكهيون أمال برأسه يترجاه بضعف فـ ألقي سيهون رأسه علي كتف الأكبر ثم شهق باكياً ليحتضنه بيكهيون بقوة

"اهدأ و لنحل سوء الفهم هذا بعدها... أنت فقط غاضب و لا... لا تعرف ما تقول"

"هل أدركت الآن لماذا لم أراك يوماً حفيداً صالحاً؟.. هذا لأنك لم تكن أبداً كـ كيم بيكهيون"

هزت رأسها بيأس فـ ضم جونغ إن قبضتيه و أغلق عينيه بقوة صارخاً بوجهها

"توقفي عن ذلك"

انتفض الجميع من صراخه و التفتوا نحوه ليبتلع بيكهيون ريقه حين رؤيته الآخر يقترب من السيدة كيم

" جونغ إن... "

بيكهيون همس بإنكسار و أمال بجسده بضعف فـ اقتربت هيبا سريعاً لتحتضنه من الجانب قبل أن يفقد توازنه

" توقف أنت الآخر بيكهيون عن تكذيب نفسك و جميع من حولك لأجلها"

أشار إليه بنفاذ صبر ثم التفت نحو تلك العجوز التي رفعت ذقنها و معه أحد حاجبيها بغرور تدّعي اللامبالاة

"كيف يمكنك أن تعيشي بـ راحة البال تلك بعد كمّ الجرائم التي ارتكبتيها بحق عائلتك؟.... يا إلهي لا أصدق كيف يمكن أن تكوني وقحة هكذا؟ ألا تشعرين بالذنب؟ ألا يؤلمك رؤية أبنائك و أحفادك بهذه الحاله؟... بيكهيون لطالما رآكِ والديه لكنه يكاد يفقد عقله بسببك بينما سيهون... لقد دمرتي حياته... أثق أن حادث تشانيول كان بسببك، هل أردتي التخلص منه كما فعلتي بوالده؟ "

تارة هو يصرخ بإنفعال و تارة يضحك بسخرية كـ شخص فقد عقله فـ اتسعت أعين سيهون بخوف

" تشانيول؟ ما به؟ أين هو تشانيول؟ أخبروني "

سووك والدته لـ بيكهيون اقتربت من سيهون و أمسكت بيده كي يهدأ حين التفت إليه جونغ إن ليرفع حاجبيه بضحكة مُستهزئة

" بالمشفى... انه بين الحياة و الموت"

رمق السيدة كيم بنظرة سريعه ثم اقترب من بيكهيون و سحبه من ذراعه كي يقفا أمامها هو يُشير نحوها بسبابته

" هي سبب كل ما يحدث في حياتنا... اسألها لماذا حاولت قتل عمي سون هون بعدما ألقت به في السجن و أضاعت سنين حياته يتعاقب علي خطأ لم يرتكبه"

"جونغ إن هذا... "

بيكهيون مد يده بعشوائية يحاول إمساك ذراع الآخر و هو يلتقط أنفاسه بصعوبة فـ قاطعه جونغ إن بصراخ

"توقف عن قول أنه مجرد سوء فهم... أفق بيكهيون، هذا أنا كيم الحقيقي الذي لطالما تفاخرت بي و عاملتني أفضل منكم أرادت إفساد حياتي الزوجيه ما بالك بكم أنتم؟ لقد أفسدت حياة أبنائها فلماذا تعتقد أنها تحبك؟"

جونغ إن بلل شفتيه و حرك عينيه في الأرجاء كي لا يبكي ثم أمسك ذراعي بيكهيون و جعله ينظر إليه ليسحب نفساً عميقاً

" آسف لقول ذلك بيكهيون... أعرف أن هذا يجرحك لكنها الحقيقه... هذه المرأة لم تحب سوي نفسها، إنها مريضه و تكره رؤية من حولها سعداء "

من بين بكائه، بيكهيون دفع جونغ إن بخفه و التفت نحو السيدة كيم ثم اقترب منها خطوة قائلاً

"هم يكذبون أليس كذلك؟ أنتِ... أنتِ لستِ بهذا السوء.. لا ،لا لا.. فقط أخبريني الحقيقه، هل أحببتني يوماً؟ "

ابتلع ريقه و كـ طفل يستنجد بوالدته كي تحمله، بيكهيون رفع كفيه نحوها محاولاً احتضان وجنتيها لكنها دفعته بقسوة قائلة

"إذا أردت تصديقهم فـ لتفعل، أنا لا أهتم بتبرير افعالي و إذا أردت أن تغادر القصر الآن فلتفعل أيضاً "

بيكهيون التفت ينظر إليهم جميعاً بـ تيهٍ يحاول التبرير لها لكن لا يوجد موقف قد يكون لصالحها

هو لتوه استوعب ذلك و لا يعرف أي سبب قد يجعله يتمسك بها سوي مشاعره

" هي... هي لا تظهر مشاعرها لكنها تفكر بالجميع.. "

رفع رأسه ينظر إليهم الواحد تلو الآخر قبل أن يبلل شفتيه و أومأ برأسه قائلاً

"هي تفكر بنا جميعاً ربما بطريقة خاطئه لكنها تفعل... لقد اختارت هيبا من أجلي لأنها تريد لي زوجة جيده و لم تخطئ بذلك... هي تريد الأفضل لنا، خائفة أن يختار قلبنا شخص خاطئ، نعم هي مخطئة لكن يمكننا إصلاح ذاك الخطأ و..."

"لقد كانت الفتاة التي أحبها تشانيول"

بيكهيون توقف عن حديثه الهيستيري حين سمع جملة والدته المتردده

" تشانيول رأي هيبا من قبل و تابع برنامجها كونه كان معجباً بها و حين تطورت مشاعره نحوها هو صارح السيدة كيم بذلك لكنها ذهبت فوراً و طلبت يد هيبا للزواج منك أنت و لولا موافقة هيبا لربما كانت فعلت بها شيئاً ما كي يبتعد عنها تشانيول مثل..."

توقفت حين انهار بيكهيون ليقع أمامهم باكياً بضعف و وجهه أخفاه خلف كفيه رافضاً سماع المزيد

" مثل اغتصاب أو قتل فهذه تصرفاتها الدائمه و التي لم تتغير يوماً "

ميونغ داي أكمل بإبتسامة ساخره ليغلق عينيه بضيق ثم التفت ينظر إلى الجانب الآخر بعيداً عنهم

" اتفقتم ضدي جميعاً؟"

تسائلت بإستهزاء لينظروا إليها في حين ابتسم بيكهيون بإنكسار عند سماعه نبرتها التي لم تهتز و لو قليلاً

" ماذا؟... سابقاً كنتم تلتصقون بي بسبب أموالي أم أنكم وجدتم مصدر أموال آخر؟"

صرخت بهم نهاية حديثها لتعقد سووك حاجبيها و اقتربت منها تاركة ذراع سيهون لتهز رأسها بالنفي

"تعرفين جيداً أنني لم أهتم يوماً للأموال بقدر هيتشول و بيكهيون لكنكِ دمرتي حياتي و قمتِ بسجني جانبك، أرى ابني الوحيد من بعيد لكن أخشى لمسه حتي كرهني، و الرجل الوحيد الذي أحببته دفعتيه بعيداً عني.... أمي أنتِ لم تفكري بأي منا و لو لمرة واحده طوال حياتك.... كل شئ في هذه الحياة بالنسبة لكِ كان يدور حولك... أنتِ تنتقمين منا جميعاً على خطأ ارتكبه أبي بحقك و ليس لنا ذنب به "

" اخرسي "

صرخت بحده من ثم صفعتها لـ سووك فـ مسح بيكهيون علي عينيه بعشوائية و وقف من مكانه ينظر إلى والدته

" ما الذي قُلته لتوك؟ "

" لماذا تلقون اللوم عليّ فجأة؟ ليس و كأنني عقدت أيديكم و تصرفت بدلاً منكم "

السيدة كيم قاطعت ابنتها قبل أن تعيد كلماتها ثم تراجعت إلي الخلف

"لقد فعلتم كل شئ بإرادتكم لذا لا تُلقوا اللوم عليّ أنا فقط"

"لقد قيدتني"

سووك صرخت عليها ببكاء لترفع الأخري شفتيها بسخريه

" لقد اخترت حياتي الخاصه مع ابني و زوجي لكنكِ فرقتي بيننا و سيطرتي علي بيكهيون لذا لم أستطع الإبتعاد"

بيكهيون عقد حاجبيه بعدم فهم و التفت نحو السيدة كيم هامساً بخيبه

" لماذا لا تنكرين أي شئ؟ هل حقاً فعلتي كل ذلك؟ هل حقاً أنتِ بهذا السوء و أنا كنت أعمى عن تلك الحقيقه؟ "

تراجعت إلي الخلف حين حاول لمسها فـ ضم قبضتيه و أومأ برأسه

" لماذا أبكي من أجلك حتي؟! "

همس بنبرة ارتجفت بضعف ثم عاد بخطواته إلي الخلف ليمسح دموعه بخشونه

"أنا بيون بيكهيون... لم أعد أعمل بشركتك و لا أريد شيئاً من هذا القصر.. سوف أبدأ حياتي الخاصه بعيداً عنكِ و من هذا اليوم أنا لا أريد رؤيتك مرة أخرى"

هسهس بحنق و استدار يُعطيها ظهره ثم خطي نحو هيبا و أمسك يدها ليسحبها خلفه فـ استوقفته السيدة كيم و هي تصرخ بإنفعال

" لم أسمح لك بالذهاب، لا أحد يمكنه التخلي عني بل أنا من أتخلى عن من أريد "

ابتسم بسخرية و التفت لها ليميل برأسه

" تشانيول كان محقاً بشأنك... سيدة كيم أنا بيون بيكهيون مسؤول عن نفسي و عن قراراتي هل تفهمين ذلك؟... كيم بيكهيون لم يعد له وجود"

"لا يمكنك التخلص مني بتلك السهوله... أنت تحبني بيكهيون و لطالما كنت ضعيفاً نحوي "

رفعت حاجبها بـ ثقه فـ اومأ لها

" أعرف ذلك... قلبي يؤلمني بهذه اللحظه و أشعر بأنني علي حافة قمة جبليه، خفيف للدرجة التي تجعل من نسمة هواء رقيقه تدفعني من أعلى تلك القمه لكنني لن أبكي من أجلك و لن أعود إليكِ أبداً "

" إذاً ستقضي حياتك أعلي تلك القمة حتي أدفعك من هناك لتفقد حياتك"

هددته بوضوح فـ ضغطت هيبا علي كف بيكهيون بخفه و اقتربت تقف بجانبه وهي تبتسم بـ ثقه

" ادفعيه مليون مره و بكل مره سيجدني هناك لمساعدته "

تقدمت سووك لتقف أمام ابنها و زوجته و بنظرات واثقه علت عينيها الحزينتين هي تحدثت بثقه

" أنا لن أسمح أن تدفعيه و لو لمرة واحده، سوف أنتشله من هناك و أصطحبه إلي منطقة آمنه بعيداً عنكِ و عن أي خطر قد يمسّه "

بيكهيون حرك عينيه نحو والدته التي التفتت إليه و احتضنت وجنتيه بتردد هامسه

"اسمح لي بذلك بيكهيون"

أغمض عينيه بتعب فـ تنهد جونغ إن قائلاً بلطف

"أعطها فرصة بيكهيون"

" لقد اعتقدت أن والدي تخلي عني لسنوات كما قالت السيدة كيم لكن اكتشفت بالنهاية أنه اضطر لمراقبتي من بعيد لأنها هي من أبعدته عني"

سيهون همس من بين دموعه و اقترب ليربت علي كتف بيكهيون

"امنحها فرصة بيكهيون، أعلم أنك بحاجة لها"

"هيا بنا، هيبا "

نبس ببرود و تراجع بخطواته إلي الخلف مُبتعداً عن والدته بينما يفتح عينيه ببطئ حتي التقت بخاصتها

" إن خذلتني هذه المره صدقيني لن أسامحك طوال حياتي"

عينيها اتسعتا بخفه و أومأت له بلهفه فـ خرج من هناك و هو يجر هيبا معه لتلحق به والدته و ابتسامة مصدومه ترتسم علي شفتيها

جونغ إن ضحك بخفوت بعد خروج بيكهيون من هناك و اقترب ليقف أمام جدته ثم سحب نفساً عميقاً

" ربما لا أعرف الحقيقة كامله بشأن ما فعلته بأمي ولا أهتم لمعرفتها لكنني راضٍ تماماً و أنا أراكِ الآن وحيدة و ضعيفه مهما ارتديتي أقنعة مزيفه... للأسف لا يمكنني التخلص من إسم كيم الذي يلتصق بي لكنني لن أكون مثلك أبداً"

بلل شفتيه و اقترب منها خطوة ليهسهس بحده

" هانييل و أمي خط أحمر "

استدار ليغادر هو الآخر فـ التفتت نحو سيهون

" ماذا؟ ألا تريد قول شئ ما أنت الآخر؟ "

قلبت عينيها بسخريه ليرمش ببرود ثم هز رأسه نافياً

" أنا أكرهك سيده كيم... بقدر محبتي لكِ طوال حياتي أنا أكرهك الأضعاف بهذه اللحظه"

التفت كي يُغادر فـ وقفت والدته بوجهه تتلاعب بأناملها بخجل ليتنهد هو

لسانه رغب بالرفض كونه تذكر كل مرة صفعته بها و كل مرة تحدثت معه بجفاء خوفاً من خسارة نصيبها من الإرث حتي أنها كانت علي معرفة بحقيقة ابتعاد والده عنه

سيهون بالفعل تركها خلفه و غادر القصر لكنه بضعف عاد خطواته نحو الداخل لتلين ملامحه حين رؤية والدته تبكي مكانها بصمت

"يمكننا البدء من جديد"

اكتفي بتلك الجمله ثم أمسك يدها و سحبها خلفه دون أن ينتظر منها إجابه و كأنه كان خائفاً من أن تتراجع بقرارها

" ماذا استفدتي؟"

ميونغ داي تسائل بتنهيدة مستاءة لترفع الأخري حاجبيها بغرور و اقتربت كي تجلس علي الأريكة واضعة قدم فوق الأخري دون رد

" لن تتغيري أبداً"

هز رأسه بيأس ليتركها وحدها هناك و دخل هو غرفته

"سيده كيم"

أحد الحراس ركض إليها بتوتر و خلفه رجال الشرطة الذين اقتحموا القصر

"سيده كيم، لدينا أمر بإلقاء القبض عليكِ بتهمة اختطاف السيد بيون هيتشول و محاولة قتل بارك تشانيول "

_________________

توقفا علي بُعد خطوات من غُرفته يلتقطان أنفاسهما بعدما جرّت تشانسوك أخيها نحو المشفى حين معرفتها بالخبر و لم تتوقف للحظه حتي وصلا إلى هنا

استقامت بجذعها و صوت شهقاتها المكتومه كان يتسرب منها من حين لآخر لتتقدم من تلك الغرفة حتي وقفت أمام النافذة تُراقبه ببكاء صامت كما تفعل والدته

"لن أسامحك أبداً بروفيسور بارك"

همست من بين شهقاتها لتمسح علي عينيها بعشوائيه

"أقسم أنني لن أسامحك إذا أصابك مكروهاً"

ضمت شفتيها بعبوس لـ تُلقي برأسها نحو النافذة تستند بجبينها ضدها و أغلقت عينيها بتعب في حين التفتت نحوها والدة تشانيول و رمقتها من الأسفل إلي الأعلى بنظرة سريعه ثم تراجعت بخطواتها لتجلس علي المقعد المجاور للغرفه

"تشانيول "

تشانسوك حركت رأسها إلي الجانب حين سمعت صوت سيهون المُختنق لتراه يقف بجانبها و يستند بكفيه فوق تلك النافذة الزجاجيه و يحركهما بخفه كأنه يلمس ذاك النائم

"أرجوك لا تتركني"

كتفيه اهتزا ببكاء صامت فـ رفعت يدها لتربت على كتفه بتردد

"هـ هو سيكون... بخير"

أمال برأسه نحوها لتومئ إليه بعبوس

"سوف أغادر للبحث عن مكان لنبقي به هذه الفتره، لذا اهتم أنت بالمتواجدين"

بيكهيون نبس بهدوء و هو يُربت علي كتف سيهون فـ التفت إليه و همهم بتفهم فـ غادر الآخر بخطوات جامده

يجر قدميه بصعوبة حتي يبتعد عنهم بثبات كي لا يُدركوا ضعفه لكنه لم يكن ليخفي عنهم جميعاً

" الحقي به "

جونغ إن دفع هيبا بلطف كي تلحق بـ بيكهيون فـ أومأت له و سارت خلف بيكهيون تاركة بينهما مسافة طويله كي لا يشعر بملاحقتها به في حين تنهد جونغ إن و اقترب ليقف علي الجانب الآخر لـ سيهون

"لقد تركت بيكهيون يذهب لأنه بحاجة لأن يكون وحيداً لبعض الوقت لعله يخرج ما بداخله لكنني سوف أصطحبكم معي إلى المنزل"

"ليس هناك داعي لذلك"

سيهون أجابه بهدوء و هو ينظر نحو تشانيول بشرود فـ همهم جونغ إن بلا مبالاه و هو الآخر ينظر إلي تشانيول

"أنا لا أطلب رأيك بل أخبرك بذلك "

نبرته كانت آمره تُخفي القلق بين طياتها فـ جونغ إن خائف من أن يُصيب أي منهم مكروهاً

هو يحبهم و يخشى خسارتهم لكنه خجول من أن يقولها بصراحه

بيكهيون استند بظهره ضد الحائط بعد ابتعاده عنهم و عن أي طريق قد يؤدي إليهم

ارتخي ظهره لينزل تدريجياً حتي جلس أرضاً و ضم قدميه نحو صدره ليهتز جسده بعنف إثر بكائه المكتوم حتي أطلق العنان له فـ بكى بصوتٍ عالٍ بينما يحشر رأسه بين فخذيه

هو قال أنه لن يبكي لأجلها لكنه لم يكن قوياً لتلك الدرجه

بيكهيون لطالما علم كم هي قاسية السيدة كيم و مع الوقت بدأ يُدرك أنها تُخطئ كما بقية البشر لكن لم يتوقعها بذلك السوء

يشعر بالذنب كونه شارك السيدة كيم في أذية مشاعر تشانيول و لأنه لم يصدق أي شخص سواها

حتي الشئ الوحيد الجيد الذي فعلته لأجله كان، زواجه من هيبا لكن بسببها هو سيتحمل ذنب تشانيول و مشاعره التي جُرحت طوال حياته

ضغط على يسار صدره بقوة لشعوره بألم قوي يجتاح قلبه لمجرد تفكيره أنه لو لم يُدرك كل ذلك كان سيكون غبياً... كان سيتخلي عن الجميع لأجلها لأنه يراها والديه في حين كانت هي الشخص الذي حرمه من حنان والديه و جعلته ينشأ كما اليتيم

هيبا تنهدت لتضم شفتيها بعبوس ثم جلست على الأرض بجانبه و لكن بينهما مسافه كي تتركه علي راحته

لم يكن الجميع بخير، كل منهم لديه ما يندم عليه أو ما يُقلقه و طوال ساعات تواجدهم بجانب غُرفة تشانيول كان هناك ما يشغل عقلهم إلي جانب خوفهم من فقدانه

"اقترب منتصف الليل، يجب أن نعود إلي المنزل تشانسوك"

يونغجاي اقترب مُحتضناً كتفيها يحاول إبعادها عن النافذة لكنها أبت ذلك

"تشانسوك"

"اتركها معي"

والدة تشانيول نبست بتردد فـ التفتت نحوها تشانسوك ترمقها بإستغراب بعينيها الدامعتين

"لا يمكنني تركها وحدها "

" قُلت أنها ستكون معي، لا تقلق "

ربتت علي كتفه نهاية حديثها فـ تنهد حين أومأت له تشانسوك بعبوس

" إذا حدث شئ اتصلي بي "

احتضنها بلطف لتومئ برأسها ثم ابتعدت عنه ليغادر هو

"اتصلت علي هيبا، هي ستأتي مع بيكهيون بعد قليل كي نُغادر "

جونغ إن تحدث بجديه و هو يقترب منهم بينما يضع الهاتف بجيبه لينفي سيهون سريعاً

"لن أترك جانبه حتي يستفيق"

"يجب أن تحظي ببعض الراحه فـ تواجدنا هنا ليس له داعي"

سيهون هز رأسه رافضاً ليزفر جونغ إن بحنق

" أنت مررت بكل هذا دون راحه و لتوك عدت من السفر، أعتقد أنك يجب أن ترتاح قليلاً و غداً لن تأتي إلى هنا بل ستذهب للبحث عن زوجتك و إعادتها و لينتهي النقاش عند هذه النقطه "

استدار ليعود إلي الخلف كي يجلس على المقعد مُنتظراً عودة بيكهيون و هيبا حتي ظهر كليهما من بعيد يقتربان بخطوات متباطئه

و من تلك المسافة كان بإمكانهم رؤية ملامح بيكهيون المُجهده و تفاصيل وجهه المتورم اثر بكائه لساعات طويله و متواصله

جميعهم غادروا المشفى تاركين تشانسوك هناك تجلس بجانب ماي شا والدته لـ تشانيول، كلاً منهما تنظر بالفراغ حتي همست تشانسوك بحقد

"لقد أخطأتم بحقه... البروفيسور لا يستحق ما فعلتموه به"

التفتت برأسها إلي الأخري ترمقها بحده ثم أعادت نظرها إلى اللامكان لتهمس

"هو لا يستحق ما فعلتموه به"

"أعلم"

ماي شا همست بضعف لتغلق عينيها بتعب ثم ألقت برأسها إلي الخلف

هي تعرف ذلك... استفاقت من غفلتها بالفعل و بدأت تتذكر تصرفاتها مع ابنها الوحيد لكن ندمها المتأخر هذا لن ينفعها بشئ

توقفت سيارة جونغ إن لتتوقف خلفه سيارة بيكهيون قريباً من المنزل فـ نزلوا الواحد تلو الآخر و اقتربوا من باب المنزل ليخرج جونغ إن المفتاح كي يفتح لكن بيكهيون استوقفه حين أمسك يده هامساً بصوت مختنق

"هل متأكد أن هذا لن يُزعج والدتك؟"

"لا، لا تقلق"

دفع يده بلطف و فتح الباب لتنتفض كلاً من والدته و هانييل بفزع و اقتربتا منه بينما تتسائلان

"كيف حال تشانيول؟"

"هل استفاق؟"

التزمتا الصمت حين رؤية المنزل امتلأ بأفراد عائلة كيم فـ تحمحمت داي هيون

"مرحباً بكم "

انحنوا إليها بإحترام ليبتسم جونغ إن و اقترب يُقبّل جبين والدته هامساً

"سيبقوا معنا لفترة لذا..."

رفع كتفيه نهاية حديثه لتميل والدته برأسها تنظر إليهم جميعاً ثم أعادت نظراتها نحو جونغ إن و رفعت حاجبيها بتفاجؤ

"لا أمانع، لكن هل حدث شئ ما؟ "

" سـ أخبرك لاحقاً"

همهمت إليه بتفهم ليلتفت جونغ إن إليهم قائلاً

"تفضلوا بغرفة المعيشه حتي يجهز العشاء و هذا أيضاً أمر لذا لا داعي لإضاعة وقتكم بالإعتراض"

أشار إليهم بكفه نهاية حديثه حين أوشكوا جميعاً علي الرفض ثم أشار نحو غرفة المعيشه كي يدخلوا

" بيكهيون "

همس بإسمه حين مر من جانبه فـ همهم إليه المقصود ليتنهد جونغ إن

" اذهب إلى الشرفة مع عمتي سووك و لتتحدثا لا داعي لإضاعة الوقت أكثر من ذلك "

بيكهيون رفع عينيه نحو خاصتي جونغ إن بتردد فـ أومأ إليه الآخر يحثه علي فعل ذلك

جونغ إن تركهم و ذهب إلي المطبخ مع والدته كي يُجهزا العشاء في حين بقي سيهون مع هيبا و والدته بغرفة المعيشه، هانييل اتجهت إلى الغُرف من أجل تجهيزهم و بالشرفة كان يقف بيكهيون بجانب والدته ينظر كلاهما نحو السماء بتوتر

"إذاً الجميع ترك السيدة كيم بالنهايه"

داي هيون هزت رأسها بسخريه لتتنهد بعدها

"لكنني لم أتوقع أن يُسامح سيهون والدته... أعني هو لم يتلقي منها معاملة جيده كما أنها أخطأت بحقه ليس كـ سووك التي تمسكت بـ بيكهيون"

جونغ إن همهم موافقاً إياها ليضع السكين جانباً بعد أن انتهي من تقطيع شرائح الطماطم ثم غسل يديه و التفت ينظر إلي والدته

"سيهون يُزعجني به أنه طيب القلب لدرجة كبيره لا يمكن تخيلها حتي أنني توقعت أن يسامح السيدة كيم بعد أن يعرف الحقيقه لكنني رأيت جانباً مُختلفاً منه اليوم... هو لم يكن سيهون الذي أعرفه، ملامحه تبدلت و نبرته كانت حاده... لا أعلم هل هذا بسبب شعوره بالظلم أو فقط لأنه يحب زوجته كثيراً و يمكن أن يخسر أي شخص لأجلها و ربما كلا السببين لكن.... "

ضم شفتيه و هز رأسه نهاية حديثه ليميل برأسه قليلاً نحو والدته هامساً

" أشعر ببعض الراحه لأنني رأيت هذا الجانب منه لأنني تأكدت أن سيهون يمكنه الدفاع عن نفسه و لا يحتاج إلى شخص بجانبه يخبره ماذا يفعل أو لا يفعل "

" أنت تُحبهم كثيراً جونغ إن علي الرغم من أنك لم تقلها صراحة"

داي هيون همست بـ قهقهه لطيفه فـ استقام الآخر و هو يتحمحم بخجل

" هل انتهيتي؟ "

تسائل و هو يحرك رأسه بين الأطباق بعشوائيه فـ ضحكت بخفه حين فهمت أنه يحاول تقليل إحراجه

" سوف أذهب لأخبرهم بأن العشاء جاهز "

" جونغ إن "

استوقفته ليلتفت نحوها رافعاً حاجبيه بتساؤل

"أحبك بُني"

إبتسم بإتساع و عاد خطواته ليقف أمامها فـ اعتدلت بوقفتها و هي تنظر إليه بإبتسامه لـ يتنهد

ضم شفتيه بعبوس كي لا يبكي ثم أمال نحوها ليحيطها بذراعيه

" أعلم أنني أحياناً أقسو عليكِ لكنني أحبك أكثر من أي شخص آخر"

"حتي هانييل؟"

تسائلت بمزاح فـ ابتعد و ذراعيه لم تتركا جسدها ليُجعد أنفه بإحراج

"هي زوجتي و أنتِ أمي... أعني لكل منكما مكانته الخاصه"

"أمزح معك"

قهقهت و هي تدفعه ليخرج من المطبخ كي تعود هي و تُجهّز الطاوله

بغرفة المعيشه حيث يجلس سيهون علي الأريكة المجاوره لـ هيبا و مقابلاً له كانت تجلس والدته

هو تنهد بضيق بعدما أغلقت هيبا المكالمة مع والدة ماريا

" إلى أين قد تكون ذهبت؟ "

" تشانيول أخبرني أنه أوصلها إلى مكان آمن خشية أن تؤذي السيدة كيم الطفل لكن لم يُخبرني عن المكان لأنه كان قلقاً علي بيكهيون كونه خرج للبحث عنها حتى وقت متأخر من الليل"

هيبا نبست بهدوء فـ عقد سيهون حاجبيه

"العشاء جاهز"

جونغ إن قاطعهم بحديثه و اقترب ليسحب سيهون حين لمح الرفض بملامحه

" هيا، هيا... يجب أن تكتسب بعض الطاقة فمازال أمامك الكثير لتفعله "

___________

" جميع وسائل الاتصال بيني و بينه قُطعت مؤخراً لكن قبل ذلك كنا نتراسل أحياناً و أحيان أخري كان يتصل بي لسماع صوتي كونه كان يخشي التحدث فـ يكتشف أحدهم وجود هاتف معه..."

سووك تحدثت بهدوء لتدير عينيها بالجانب الآخر بعيداً عن بيكهيون كي لا يرى دموعها ثم رفعت أناملها لتمسح أسفل عينيها

" هو طوال الوقت كان يسأل عنك أنت، كيف تبدو و كيف حالك؟ ما طبيعة شخصيتك؟ ماذا تحب و ماذا تكره؟ حتي أنه طلب مني رقم هاتفك...كان يعرف أن التواصل معك صعباً و قد يجعل الفجوة بينكما تتسع أكثر من ذلك خاصة إذا اكتشفت أمي الأمر لذا..."

تنهدت و التفتت إليه برأسها فـ رفع بيكهيون حاجبيه بـ لهفة كي تُكمل

" هو اكتفي بالإتصال بك كي يستمع إلي صوتك... ربما أنت لا تُدرك قيمة ذلك لكن صوتك كان ترياق النجاة بالنسبة إلي والدك "

أخفضت رأسها و أغلقت عينيها لبضعة ثواني ثم همست بإبتسامة تكاد تُلاحظ

" لم أصدق حين أخبرني أنه سيأتي يوماً و نلتقي ثلاثتنا سوياً... كنت قد فقدت الأمل "

بيكهيون جفل حين لمح يده تتحرك نحو والدته دون وعي منه ليسحبها واضعاً إياها خلف ظهره بتوتر ثم استدار ينظر إلى الطريق أمام المنزل

بيكهيون لم ينسى ما فعلته السيدة كيم، هو بكي كثيراً و متألماً مما اكتشفه لكن...

لكن حقيقة أن والده بذل جهده كي يراه و تحمل تعذيب السيدة كيم له جعل من ألمه يتلاشى

أو هو لم يتلاشى... ربما فقط سعادته قد أخفت الحزن في نقطة عميقه غرق بها و لا يستطيع الصعود الآن

"بيكهيون أعلم أنني أخطأت بحقك سابقاً..."

انفعلت بكلماتها الباكيه تزامناً مع التفاته نحوها و احتضانه وجنتيها بعد صراع طويل مع ذاته كونه لم يعتاد علي الأمر بعد

ضم شفتيه بعبوس و أمال برأسه قليلاً و هو يمسح دموعها بإبهاميه بلطف فـ رفعت كفيها تحتضن خاصتيه فوق وجنتيها ثم أغمضت عينيها و هي تبتسم من بين دموعها

"كنت ضعيفه لكن هيتشول لم يضعف أبداً أو يتخلى عنك...يمكنك أن تأخذ الوقت الذي تريده لمسامحتي لكنني أترجاك بأن تسامح والدك و تثق به"

هز رأسه بالإيماء و هو يمسح على جانبي وجنتيها حيث بعض خصلاتها المُتدليه يحاول التهرب منها بنظراته و هو يُفرق بين شفتيه المُرتجفتين هامساً بضعف

" سأحاول "

همهمت و هي تبتسم بسعادة

" لا أعرف لم لا تتوقف دموعي "

همست من بين قهقهاتها الخجوله لتدفع بيكهيون بلطف ثم أخذت تمسح علي عينيها فـ ضحك هو الآخر بخفوت و بدأ يمسح على عينيه الباكيتين مُقلداً إياها

سووك شردت حين رؤيتها ضحكته الصادقة تلك تخرج منه أمامها و هي السبب كما تمنتها سابقاً ليندفع جسد بيكهيون إلى الخلف عند احتضانها لخصره و استقرت برأسها ضد صدره العريض مُغلقة عينيها براحه بينما هو قد تجمد للحظات

يشعر بنبضاته الغير مُنتظمه و ألم لطيف يُدغدغ معدته... ضئيلة الحجم أمام صدره و رغم ذلك هي دفعت بدفئها نحوه حتي انتشر بأنحاء جسده يبث الراحة بدواخله

رفع عينيه حين شعوره بشخص يقترب إلي أن التقت عينيه مع خاصتي جونغ إن الذي ابتسم بإتساع

"احتضنها"

حرك شفتيه بـ همس غير مسموع ثم رفع ذراعيه يحتضن نفسه بحميميه يحاول الشرح للآخر إلى أن رأي بيكهيون يرفع ذراعيه بتردد حتي استقرت إحداهما حول خصر والدته و الأخري كانت تمسح علي شعرها بلطف

دون إصدار أي صوت تراجع جونغ إن بظهره مُغادراً نحو الغُرف باحثاً عن هانييل

فتح الأبواب الواحد تلو الآخر حتي رآها تقف بمنتصف إحدي الغُرف تتحدث مع نفسها ليبتسم بإتساع

"هانييل"

انتفضت بمكانها بفزع و استدارت نحوه بأعين مُتسعه فـ قهقه بخفه و اقترب ليقف أمامها ثم أمال نحوها قليلاً و هو يعقد كفيه سوياً خلف ظهره فـ تراجعت برأسها إلى الخلف

"هل فقدتي عقلك؟"

"اا.. أنا.. أعني عددهم كبير لذا... أنا فقط كنت أحاول تقسيمهم علي الغُرف "

كان يهز رأسه بتفهم مع كلماتها المُبعثرة و حديثها المُتلعثم إثر إحراجها ليرفع يده اليُمني و حرك سبابته فوق غُرّتها يُبعدها عن وجهها هامساً بينما يُراقب حركة أنامله

"و هل نجحتي بذلك؟"

حرك عينيه نحو خاصتها و ابتسم بلطف لتقابله بإبتسامة بلهاء

" أعتقد ذلك"

"أحبك هانييل"

جفلت حين نبس بها و حركت عينيها بحركة دائرية و هي تحاول تجاهل نظراته نحوها ليسحبها من خصرها بـ رقة حتي تلامست أجسادهما

"جـ جونغ إن.. أنت..."

"أحب حين تُنادين إسمي دون رسميه"

قاطعها بـ همس خافت و عينيه تُراقبان شفتيها ليميل برأسه و هو يقترب منها ببطئ ثم رفع كفه ليستقر فوق وجنتها في حين ضغطت أنامل كفه الآخر علي خصرها بلطف

شفتيه حطت فوق خاصتيها يضع عليهما قُبلة رقيقة رطبه أشعلت جسد هانييل بحرارتها ليختمها بقبلة رقيقه علي جانب ذقنها

"العشاء جاهز"

بإبتسامة جانبيه هو نفث أنفاسه الحارة بجانب أذنها يهمس بتلك الجمله ثم شابك أنامله مع خاصتها و هو يجرّها معه نحو الخارج بينما تلحق هي به بخطوات مضطربه و كأنها نسيت كيف تُحرك قدميها

___________

صباح اليوم التالي و بعد أن تناولوا الإفطار، اجتمعوا جميعاً بغرفة المعيشه

"لدي الكثير من العمل اليوم لذا دعونا لا نتأخر، بيكهيون اذهب أولاً لإيصال هيبا إلي عملها بعدها تعال إلى المشفي "

جونغ إن تحدث بهدوء و هو يقرأ رسائل جونغ سوك حتي توقف أمام رسالة ما قد أُرسلت صباح أمس

(السيد بارك بحالة جيده الآن)

تنهد براحه ثم رفع رأسه نحوهم ليشير إلى سيهون

"اذهب للبحث عن ماريا و إذا أردت مساعدة أخبرني، حتي الآن نحن لا نعرف أين ذهب بها تشانيول و نعلم جيداً انها بخير طالما أنه هو من تولي أمر حمايتها لكن يجب أن تعود لتكون بيننا و بجانبك أنت بصفه خاصة"

سيهون أومأ برأسه فـ مدت هيبا هاتفها نحوه

"يمكنك استخدام هاتفي في الوقت الحالي "

ضمت شفتيها و هي تلتفت نحو بيكهيون ثم مسحت على طرف جبينها هامسه

" عمل اليوم يمكنني تأجيله لذا سوف أذهب معك إلى المشفى "

ضغطت بيدها بلطف علي خاصته ليومئ لها بالموافقه

" خذنا معك و ليأخذ سيهون سيارتي فهو ترك خاصته بالقصر "

بيكهيون نبس بجديه و هو يُشير إلى جونغ إن فـ نفي سيهون سريعاً

"لا بأس... بجميع الأحوال سوف أذهب إلى القصر لجمع أغراضي "

" هل ستكون بخير؟ "

والدته سألت بتردد لينظر نحوها بضعة لحظات قبل أن يومئ برأسه

كلاً من بيكهيون، هيبا، وايونغ و سووك صعدوا إلي سيارة بيكهيون مُتجهين إلي المشفى في حين غادر جونغ إن مُتجهاً إلي المنزل الذي يبقي فيه سون هون والده لـ تشانيول

سيهون دلف إلي القصر بـ قلب مُضطرب و حين دخوله هو توقف بمنتصف الطريق ما بين الطريق المؤدي إلى الأعلى و إلى غُرفة المعيشه ينظر إلى بُقعة مُعينه بشرود

رأي نفسه مُلقي أرضاً يتلقى ضرباً مُبرحاً من حُراس السيدة كيم كونه تشاجر مع ابن أحد شركاء السيدة كيم

ارتفعت طرف شفتيه بضحكة ساخره و هز رأسه إلي الجانبين ليصعد إلى الأعلى بعقل عاجز عن تفسير مدي حماقته في السابق

أكان أعمى لتلك الدرجه؟

لماذا كان يختلق لها تلك الأعذار؟

سيهون يخشى الوحدة و لطالما كره التفكير بأن يوماً قد يأتي علي هذه العائلة مُشتته لكن ما كان يجب عليه أن يبرر أفعال جدته لأنه و رغم كونه لم يُخطئ إلا أنه يُحمّل نفسه ذنب ما حدث لـ ماريا و ما تلقته من إهانه

هو لم يُخطئ أبداً ... كونك شخصاً تحترم عائلتك و تقدم لها المحبه، تُقدّر العلاقات و تحاول الحفاظ عليها لا يعني أنك غبي أو مُغفل

لكن ليس كل عائلة تستحق الإحترام، و ليست كل علاقه تستحق التشبث بها

جمع أغراضه و غادر الشقة بأعين دامعه محاولاً تمالك نفسه كي لا يبكي

بخطوات ثابته سار نحو باب القصر تاركاً ذكرياته الموحشه بهذا المكان

"سيدي"

الخادمة وقفت أمامه و هي تلتقط أنفاسها بصعوبه ليمسح علي عينيه سريعاً و همهم لها بعبوس

"هل ستغادر القصر؟"

"لم يعد هناك داعي لوجودي هنا"

أجابها بهدوء ثم تخطاها كي يرحل فـ أمسكت يده بتردد

"الشرطة ألقت القبض على السيدة كيم البارحه... هي وحدها لذا...

رفعت كتفيها بينما تشرح الأمر له ليبتلع سيهون ريقه بصعوبه يحاول السيطرة على أفكاره التي تدفعه الآن للذهاب إليها و مُساعدتها... مازال يحاول تخطي الأمر

هي جدته لكنها لا تستحق، و سيهون ردد تلك الجملة بعقله كي يتذكر ذلك دائماً

"لقد طردت ماريا و هي حامل، لم تهتم بها أو بي أنا حفيدها أو حتي لمشاعري... زوجتي لا أعرف مكانها، هل هي وحدها؟ بخير أم بها خطب ما؟... برأيك من منهما تستحق أن أكون بجانبها الآن؟"

أمال برأسه مُتسائلاً فـ انحنت الأخري برأسها و تركت يده بخجل

"أسفه سيدي"

"من يجب أن يعتذر ليس أنتِ "

همس بأسي و التفت كي يُغادر القصر يسير في الطرقات بسيارته دون وجهة مُحدده حتي رأي السماء تُظلم توحي بحلول الليل علي المدينه

" أين قد يكون ذاك المكان الآمن؟"

ضرب المقود صارخاً بإنزعاج حتي تردد صوت ماريا برأسه

"انتظرتك لساعة و نصف... أردت رؤيتك ، بعد مُقابلة والدك "

"أبي !"

تمتم بخفوت ثم أومأ برأسه قبل إدارته مُحرك السيارة ليغادر المدينة مُتجهاً إلي منزل والده

____________

" السيدة كيم بمركز الشرطه، تم إلقاء القبض عليها البارحه"

جونغ إن انضم إلى المتواجدين أمام غرفة تشانيول يُخبرهم بما وصله من أخبار فـ التفتوا إليه جميعاً عدا بيكهيون الذي أدار وجهه بعيداً يتجاهل النظر نحوه يدّعي عدم الإهتمام

"بيكهيون"

"أنا لا أهتم"

قاطعه سريعاً فـ تنهد جونغ إن

" لا أريدك أن تهتم لها بل لوالدك"

بيكهيون عقد حاجبيه بعدم فهم ليلتفت نحوه يرمقه بإستغراب

"إنه هنا بالمشفى"

بيكهيون ابتلع ريقه حين شعوره بوخزة بـ قلبه، بقدر حماسه للقائه هو كذلك خائف و متوتر

المسافة بينه و بين والده أصبحت قريبه و هذه الفكرة قادره علي جعل أنفاسه تضطرب و مع كل نفس يلتقطه قلبه ينقبض

"هيتشول ما به؟"

سووك انتفضت من مكانها بفزع و لم تكن سوي لحظات حتي بدأت بالبكاء تتخيل السوء فـ ربت جونغ إن علي كتفها بلطف

"هو بخير، جسده ضعيف قليلاً لكن لا تقلقوا"

حرك عينيه نحو بيكهيون ليجده ينظر إلي الفراغ بشرود

"السيدة كيم مُتهمه بإختطافه و محامي العائله متواطئ معها... لقد اعترف عليها بالفعل لأن عمي هيتشول اعترف ضده كما أنه أُمسك مُتلبساً بالمكان الذي اختطفوا به عمي هيتشول و التحقيق مازال قائماً "

" أ.. أين هو ؟"

سووك همست من بين شهقاتها فـ وقفت هيبا من مكانها و أمسكت يد بيكهيون

" هيا بيكهيون "

نفي برأسه بتردد فـ التفتت إليه تُداعب خصلات شعره بيدها الأخري

" سأكون بجانبك "

سحب يده من خاصتها رافضاً ذلك و عقد ذراعيه نحو صدره ليغمض عينيه مُتجاهلاً إياها و تلقائياً قدميه بدأتا تهتزان بتوتر

"دعينا نذهب للإطمئنان عليه، أمي"

هيبا زفرت بإنزعاج ليشير إليهم جونغ إن بإتباعه فـ احتضنت سووك من الجانب كي تلحقا به و بين الحين و الآخر هي كانت تلتفت خلفها حيث بيكهيون لكن ما فعله هو أنه ضغط علي عينيه بقوة و هو يتحرك بجذعه إلى الأمام و الخلف

جونغ إن طرق الباب ثم فتحه ليظهر ذاك المُمدد فوق السرير ينظر نحو الأعلى

"هيتشول"

سووك نطقت إسمه بصعوبه من بين شهقاتها ليلتفت إليها بأعين مُتسعه

تقدمت منه بخطوات غير مُتزنه إلى أن وصلت إليه لتجلس على طرف السرير بجانبه

"أنا أسفه"

شهقت باكيه ثم أمالت نحوه تحتضن جسده ليُحيطها بذراعيه و تنهد براحه فـ ابتسمت هيبا بخفه و رفعت رأسها نحو جونغ إن ليبتسم هو الآخر

كلاهما لم يكن غافلاً عن تلك الأعين التي تراقب من الخارج بقلب صاخب

بيكهيون كان يميل برأسه كي ينظر إلي الداخل لـ يرى والده لكنه لم يمتلك الجرأة الكافيه كي يدخل و يواجهه

"بيكهيون"

هيتشول نطق بصوتٍ ضعيف و هو يعتدل بجلسته فـ اقترب منه جونغ إن سريعاً كي يُساعده

"هل... يرفض.. رؤيتي ؟"

سأل بإبتسامة مُنكسره حين أخفضت سووك رأسها بعبوس ليتنهد بحزن

بيكهيون أغمض عينيه بضيق و احتضن كفيه خلف ظهره ليلقي برأسه ضد الحائط

"هيا بيكهيون "

تمتم مُشجعاً نفسه لكن لسانه كان ينطق بما تُخالفه قدميه حيث التصقتا بالأرض ترفضان الحركه

و كأنه يربط قدميه بجبلٍ ضخم هو حرك القدم تليها الأخري حتي دخل جسده من الباب ينظر إلي الأرض بخوف دون أن يرفع عينيه نحو والده

هيتشول أمال برأسه نحوه لتدمع عينيه حين رؤيته يقف أمامه

بيكهيون و ليس مجرد صوره يُشبع بها حنينه نحو ابنه الوحيد

دفع الغطاء عن جسده لتقف سووك جانباً تاركةً إياه يتعامل مع الأمر بنفسه بعدما أشار لها جونغ إن بالإبتعاد

بيكهيون رفع عينيه بتردد حين شعوره به يقترب منه و كأن وجه والده مغناطيس يجذبه هو لم يستطع إبعاد عينيه عنه حتى وقف أمامه و معه توقفت صوت العجلات الصادر من ذاك العمود الذي يحمل أنبوب المغذي به و الذي كان يجرّه هيتشول بيده

هيتشول ضم شفتيه بعبوس و هو يرفع يديه نحو وجه بيكهيون يلمسه بـ رقة مُبالغه فـ ابتلع الآخر ريقه حين لامست أنامل والده وجنتيه

كلاً منهما فرق بين شفتيه عدة مرات، يحاولان التحدث لكن كلماتهما خانتهما كما فعلت ألسنتهم

بيكهيون بضعف انحني أرضاً حين خارت قوي قدميه و عجزتا عن حمله ليشهق باكياً تلاه هيتشول الذي جلس مقابلاً له يستند بجبينه ضد خاصته

تشاركا البكاء و دون حديث كان بإمكان المتواجدين إدراك ما يحمله كلاً منهما من شوق نحو الآخر

بيكهيون بعد تلك السنوات قد وجد ملجأه الذي فقده و قد أثّر عليه غيابه و من بين سنوات حياته هو لم يشعر بتلك السعادة و الحزن بـ آن واحد

______________

توقف بالسيارة أمام المبني حيث منزل والده لينظر إلي الساعة بـ يده

الوقت تعدي منتصف الليل بالفعل لكن بالرغم من ذلك هو مضطر أن يكون هنا الآن

سحب نفساً عميقاً يرجو بداخله أن تكون ماريا هنا ثم نزل من السيارة ليتجه إلى ذاك المبنى قاصداً شقة والده

دق الجرس عدة مرات و ما بين كل مرة و أخري يترك دقيقتين علي الأقل كي لا يُقلق سكان المنزل إلى أن فُتح له الباب

"سيهون!"

والده عقد حاجبيه ليتثاءب بنعاس و اقترب بعدها يحتضن الآخر

"تفضل بالدخول"

"أعتذر لقد أيقظتك لكن..."

"أتيت من أجل ماريا؟"

والده قاطعه ليومئ سيهون سريعاً

"هي هنا؟"

"نعم، ألم يخبرك تشانيول؟"

سيهون هز رأسه بعبوس ثم تنهد

"تشانيول تعرض إلي حادث و لم أعرف بما حدث له أو لماريا سوي بعد عودتي إلى القصر"

"ماذا؟ هل هو بخير؟"

جلسا مُتقابلين ليهز سيهون رأسه بالنفي

"لا يبدو كذلك أبداً... مرة أخرى أعتذر على مجيئي بهذا الوقت لكنني بحثت عن ماريا كثيراً و لم أفكر بأنها قد تكون هنا سوي الآن"

"هذا منزلك سيهون لتأتي بأي وقت... حاولت الإتصال بك كثيراً كي أطلب منك المجيئ فـ ماريا لم تكن بخير أبداً لكنني فشلت بالتواصل معك ربما بسبب تحطم هاتفك "

سيهون همهم بتفهم ثم وقف من مكانه علي عجل قائلاً

" إذاً هل يمكنني رؤية ماريا؟ "

" بالطبع، هي بغرفتك... اذهب للإطمئنان عليها حتى أحضر لك ثياباً و شيئاً لتتناوله "

" لا داعي لذلك، سوف نغادر الآن "

سيهون أشار له بكفه ليقلب الآخر عينيه

"لن تغادر الليله، لا تكن أحمقاً سيهون"

والده دفعه بلطف حتي وقف أمام الغرفة ليشير بعينيه نحو مقبض الباب

" هيا ادخل "

أومأ و التفت حتى يفتح الباب ليُغادر والده نحو غُرفته كي يُحضر ثياباً من أجله

أغلق الباب خلفه و هو يُراقبها من الخلف حيث تنظر إلي الجانب الآخر و جسدها مُنكمش علي نفسه تحتضن الوسادة بقوه

اقترب منها ليجلس علي الجانب الآخر من السرير حتي أصبح مُقابلاً لوجهها المُرهق

"اشتقت إليكِ"

همس بتنهيدة مرتاحه ثم أمال بجذعه ليستقر بوجهه قريباً من خاصتها

"سيهون"

والده طرق الباب بخفه ليذهب سيهون إليه و أمسك بالملابس قائلاً

"سوف أنام لذا لا داعي للطعام"

الآخر همهم إليه و غادر فـ عاد سيهون ليغير ثيابه و عاد بعدها ليستلقي بجانب ماريا بعدما وضع الوسادة جانباً

مدد ذراعه و بـ الأخري دفع جسدها نحوه حتي استقرت بحضنه و رأسها بعنقه ليحيط جسدها بذراعيه و هو يمسح على شعرها من الخلف بلطف

أغمض عينيه مُستسلماً للنوم و لم يشعر بنفسه سوي حين أشرقت شمس صباح اليوم التالي

عقد حاجبيه لشعوره بحركة في الغرفه إلي أن شعر بقبلة تحط على وجنته ثم صوت خطوات صغيره تركض نحو الخارج و أغلقت الباب فـ ابتسم بخفه حين أدرك ان تلك الفعله تعود لإحدى التوأمين و التي لن تكون سوي ميني

تحركت ماريا بين ذراعيه بعنف بسبب شعورها به يُقيد حركتها ليهمس بلطف

"اهدئي، هذا أنا"

مسح علي شعرها بخفه لتفتح عينيها ببطئ حتي التقت بخاصتيه

لم تنطق بحرف للحظات، فقط تنظر إليه بهدوء تحاول استيعاب أن هذه حقيقه و ليس مجرد خيال حتي ابتسم بوجهها لتعبس هي

"سيهون"

شهقت باكيه و عادت تلقي برأسها بعنقه فـ همهم لها بـ قهقهة خافته

" اهدئي، أنا هنا الآن"

~أنا لم أفعل شيئاً ~

خلطت بين الكورية و الاسبانيه بكلماتها المُبعثره ليضحك بخفه و ربت علي ظهرها بـ لطف حين فهم ما تقصده بحديثها

"أعرف ذلك ماريا"

قبّل رأسها وهو يهمس مؤكداً حديثه

"أعرف و أثق بكِ"

______________

تشانسوك pov

أجريت امتحاني الأخير لأركض بعدها نحو المشفى حيث يرقد البروفيسور فهذه أصبحت عادتي مؤخراً

لم أتوقع أن يطول الأمر هكذا لكنني فجأة وجدت الوقت يمر دون توقف

الجميع تقريباً عاد إلى حياته

بيكهيون تخطي ما فعلته به السيدة كيم بصعوبه، هو بالكاد كان يضحك و طوال الوقت شارداً

يوم انتشار خبر وفاتها هو كان يصرخ و يبكي بهيستيريه حتي فقد وعيه لكن بالنهايه هو تخطي الأمر

كان هناك من جانب آخر سيهون الذي ادّعي عدم الاهتمام لكن أعينه المتورمه اثر بكائه لم تخفي عنا جميعاً

لقد انتحرت بعدما لم تجد مفراً من السجن، عجز محاميها عن الدفاع عنها بل تورط معها و كان سبب وقوعها في شر أعمالها

و لأنها امرأة مغروره ترفض الذل، فقد انتحرت قبل أن تطأ قدميها السجن

هي فقط ادّعت المرض و بالمشفى جرحت معصميها بعمق بعد أن تركت رساله

(أنا فقط من أتحكم بمصيري)

إنها امرأة مريضه... غير مُتزنة بتاتاً

لكن موتها هو الحل الأمثل للجميع فوجودها حتي بالسجن كان يُشكّل خطراً

و أبنائها كذلك حصلوا على ما يستحقون بعد أن بقوا وحدهم... كلاً منهم مازال يمتلك مشاعر نحو زوجه أو زوجته السابق لكن بالرغم من ذلك لم تعد هناك فرصه للعودة سوياً

كلاً منهم حصل على عقابه لتصرفاته مع ابنه و والدة بيكهيون كانت الوحيده التي تشبثت بإبنها و زوجها لذا حصلت هي الأخري علي ما تستحق

السيد و السيده بيون عادا سوياً حتي بيكهيون اعتاد تقريباً علي تواجد والده علي الرغم من أنه وضع بينهما مسافة في البدايه و كان يتعامل برسميه

لكن ربما تواجد زوجته بجانبه و طفلهما الصغير الذي ينمو بأحشائها كان له دوراً في تقرب بيكهيون من والده

سيهون... لقد تغير كثيراً، ملامحه أصبحت أكثر حده و بتصرفاته أصبح وحشاً مفترساً يهجم علي من يلمس عائلته و بصورة خاصه زوجته

لكنه لم يفقد أبداً تلك النظرة البريئه بعينيه التي تعكس مدي نقائه

هو و بيكهيون و حتي جونغ إن رفضوا الحصول على أي من ممتلكات كيم، الشركه خسرت الكثير و الفندق فقد سمعته بعد فضائح السيدة كيم لكن ابنها الوحيد تولي الأمر... لنقل أنه بدأ من جديد

لكن قصر كيم لم يعد له أي وجود، جميعهم رفضوا العودة إليه و كلاً منهم بدأ حياته الخاصه و بمنزل خاص به بعيداً عن ذكريات ذاك القصر

أخي استقر هنا و أمي أتت لتعيش معنا بمنزله بعدما أصرّ يونغجاي علي ذلك و تصرفات امي عادت طبيعيه

ليست تلك المرأة التي كانت قد سيطرت عليها السيدة كيم

حياة الجميع أصبحت طبيعيه بعد موت تلك العجوز لكن...

لكن حياتي أنا تبدو و كأنها توقفت... أيامي تُشبه بعضها

أنتهي من دراستي و عملي ثم أعود ركضاً إلى المشفى لأراقبه عن كثب

مع كل صوت يُصدره جهاز القلب، قلبي أنا ينبض بعنف خشية أن يستقر الصوت دون تقطع

و مع كل مره يرتفع بها صدره يدل على أخذه لنفسه أتنهد أنا بضيق

صدره مليئ بالعلامات سواء اثر إجراء العمليات التي تلت الحادث، آثار الزجاج أو بقايا آثار ضلعه الأيمن الذي تأذي

مع كل يوم يمر أنا أكتشف ذلك

حياتي بدونه لا شئ

كيف أو متى وقعت بحبه لتلك الدرجه لا أعرف حقاً لكنني أحبه و هذا ما لا يُمكنني انكاره

بكل يوم سوف أخبره بقصة لنا منذ بداية لقائنا و أضحك وحدي علي أمل أن أسمع صوت قهقهته تُغطي علي خاصتي لكن هذا لم يحدث أبداً

و مع كل مرة أسرد له لقاء لنا سوياً أقع بحب شخصيته أكثر... نظراته نحوي

تشانيول يمتلك أعين واسعه ذات لمعة لطيفه و حين يتكون احمرار طفيف علي أطراف عينيه و كأنه علي وشك البكاء تُصبح ساحرتين

اشتقت إلى ابتسامته الجانبيه التي ترتفع بها جانب شفتيه حين يُزعجني أو يحاول إحراجي

و تلك القهقهة الرجوليه التي تخرج منه دون سابق إنذار حين أوبخه خجلاً من تصرفاته

هل يجب أن أذكر تلك الحفرة العميقه التي تظهر بوجنته حين يبتسم أو أحدثه عن حضنه الدافئ الذي يحتويني عند حاجتي

بارك تشانيول أنا أشتاق إلي تفاصيلك

مجرد رؤيتك نائماً أمامي هكذا لا تكفيني

قبّلت ظاهر كفه الذي احتضنه بكلا كفاي ثم تنهدت لأرفع عيناي نحو ذاك القابع أمامي بقدم اصطناعيه

لم أصدق حين أخبرنا جونغ إن بما حدث مع بارك سون هون والد تشانيول

هو حتي لم ينوي اخبارنا قبل استيقاظ تشانيول لكن محاولة قتله كانت إحدي القضايا التي وقعت بها السيدة كيم

بالنهايه هو هنا أمامي يجلس ممسكاً بـ يد تشانيول مثلي تماماً، عينيه لا تمل من النظر الي وجهه النائم بشوقٍ و بكل يوم سوف يأتي الطبيب ليساعده بالمشي كي يعتاد علي قدمه الاصطناعيه

أشعر بالحزن لأجل ذلك لكن فقدان قدم أفضل من فقدانه هو شخصياً بلا شك

و ها قد مر أسبوع آخر علي نفس الحال... هل أصبح شهرين و نصف الآن منذ أن دخل تشانيول إلى المشفى؟

لماذا أشعر و كأنها سنوات؟!

شعرت بإهتزاز الهاتف بجيبي لأنسحب من الغرفة بهدوء كي أجيب أمي

هي تتصل تقريباً مرة كل ساعتين على الأقل كي تطمئن عليّ

عدت إلى الغُرفة مرة أخرى لأجلس مكاني مُمسكة يد تشانيول بقوه

أغلقت عيناي بقوه ثم ألقيت برأسي فوق كفه كي أرتاح قليلاً

"تشانيول"

عقدت حاجباي حين سمعت صوت السيد سون هون و زوجته السابقة بآن واحد يناديان بإسم تشانيول لأرفع رأسي سريعاً أنظر إليهما بإستغراب حيث تركت هي الأريكه و أصبحت تقف بجانب رأس تشانيول و الآخر أمال بجذعه أكثر نحو السرير

حركت عيناي نحوه ببطئ خشية أن يخيب ظني لكن سرعان ما سحبت نفساً عميقاً تألم معه صدري شوقاً لرؤيا عينيه

عينيه الواسعتين ضاقتا و هو ينظر إلى والده بـ تيهٍ و بتردد بدأت عينيه تتحركان نحو الأعلى قليلاً حيث تقف والدته ثم التفت لي لأضم شفتاي بعبوس أهمس بإسمه فـ أغلق عينيه بإبتسامة مُرهقه

"سـ أنادي الطبيب"

تحدثت علي عجل كي أهرب من هناك و لا أبكي أمامهم لكن كفه ضغطت على خاصتي بقوه لأنظر نحوها

"سوف أناديه أنا"

خرجت السيدة ماي شا بعدما رمقت يدينا المتشابكتين بنظره سريعه لأميل بجذعي نحو تشانيول أهمس بإسمه مجدداً و يدي الأخري أحاطت رأسه لتداعب خصلات شعره من الجانب ثم اقتربت أكثر نحو رأسه أستند بجبيني ضد خاصته بخفه

"أنا أراه"

همس بضعف فـ همهمت بعدم فهم

" هل أنا ميت الآن؟"

تسائل بتقطع فـ ضحكت بخفه حين فهمت ما يرمي إليه

"هو هنا بالفعل، يجلس بجانبك و يمسك بيدك"

فتح عينيه ببطئ لتلتقي مع خاصتي و عاد يُغلقهما مرة أخرى

دخل الطبيب كي يتفحصه فـ ابتعدت عن السرير كي يقوم بعمله و بعدها عُدت لأجلس بمكاني بعد أن أخبرنا الطبيب أن تشانيول الآن أصبح بخير لكن يجب أن يبقي بالمشفى حالياً

" اشتقت إليك "

همست ببكاء ليبتسم دون أن يفتح عينيه

"هل بكت الآنسة تشوي من أجلي؟"

همهمت وأنا أومئ برأسي لأرفع كفه مُقبّلة إياه

"الآنسة تشوي كادت تموت قلقاً عليك"

مسح بإبهامه بلطف علي كفى لأبتعد عنه حين رأيت نظرات السيد بارك نحوه

End pov

------------

الغرفه كانت هادئه لثوانٍ بعد خروج تشانسوك و ماي شا حيث كان يجلس سون هون بجانب تشانيول مُمسكاً بيده و نظرات غير مفهومه تبادلاها كلاهما

" اعتقدت أنك مت "

تشانيول همس بصعوبه فـ ضحك الآخر من بين دموعه

"السيدة كيم فشلت في قتلي لكنني خسرت قدمي"

ضحك مرة أخرى و نبرته كانت تهتز بين كلمة و أخري تدل على توتره

"تشانيول أنا لم أسرق شئ"

"أعرف"

"أعلم ذلك لكنني أردت اخبارك بها بنفسي"

تشانيول تأوه بألم حين حاول أن يستقيم فـ دفعه الآخر بلطف كي يستلقي مجدداً

"ماذا تريد؟ يمكنني إحضاره لك "

سون هون همس بقلق فـ بلل تشانيول شفتيه ثم ضمهما بعبوس

"أبي"

تشانيول همس و ابتسم بتعب بعد نطقه لتلك الكلمه التي دغدغت معدته كما والده

" هلا... احتضنتني؟"

اختنق بغصته فـ مسح الآخر علي أنفه بقبضته

"سوف تشعر بالألم"

"لا بأس "

أجابه بعبوس فـ استقام والده بتردد و جلس على طرف السرير بجانبه ثم أمال نحوه ببطئ حتي تلامست وجنته مع خاصة تشانيول

"لا أصدق أنك هناك"

تشانيول رفع كفه بضعف حتي استند علي ذراع والده ليزفر أنفاساً مهتزة حين أجابته شهقات الآخر

"لا تتركني مجدداً "

"لن أفعل "

____________

بعد عدة أشهر حيث منزل سيهون متوسط الحجم و تحديداً تلك الحديقه التابعة له

تواجدت طاولتين كبيرتين وُضعتا بجانب بعضهما بالمنتصف و حولهما مقاعد بعدد الأفراد المتواجدين

"اعتقدت أنه مجرد احتفال صغير"

ماريا تحدثت و هي تُغلق ثياب صغيرها فـ اقترب سيهون و احتضنها من الخلف ليُقبّل عنقها

"هذا تحضير جونغ إن يبدو أنه يستغل منزلي و احتفالي بطفلي... هل أفسد خططه؟"

ختم حديثه بـ قهقهة خبيثه ليتلقي ضربة خفيفه على ذراعيه المُحيطتين لخصرها

" دعه و شأنه "

قلب عينيه بملل و انحني ليحمل صغيره و هو يُصدر أصواتاً طفوليه من ثم ركض به نحو الخارج لتلحق به ماريا و هي تضحك على تصرفاته

" أخي، دعني أحمله "

ميني صاحت بحماس حين رؤيتها سيهون يخرج و معه الصغير فـ اومأ لها و اقترب ليجلس علي الأريكه ثم أشار إليها هي و ساني بالإقتراب

"أين ماريا؟"

والدة سيهون تسائلت بإستغراب فخرجت الأخري من الغرفه تجيبها بإبتسامة لطيفه

"أنا هنا، أمي"

" مرحباً بالجميع"

جونغ إن صرخ بحماس و هو يدخل من باب المنزل ممسكاً يد هانييل من جانب و الجانب الآخر يُمسك بيد والدته

خلفهما دخل بيكهيون عاقداً ذراعه مع هيبا ذات البطن المُنتفخ و خلفهما تشانيول الذي يسير بخطوات بطيئه و بجانبه تشانسوك التي تُساعده بذلك و خلفه مباشرة كان والديه يسيران بينهما مسافة صغيره

"صوتك مزعج جونغ إن"

كيونغسو دخل بعدهم جميعاً يوبخ صديقه بسبب صوته العالي و بين ذراعيه كان يحمل سويون النائمه و بجانبه ميونغ داي

"اعتقدت أن أبي و أمي هنا!"

هيبا نبست بتفاجؤ حينما لم تجد والديها فـ سارت نحوها ماريا و احتضنتها من الجانب قائله

"خرجا مع السيد و السيده بيون و حتي أمي، أدريان و سيرجيو"

"أين ذهبوا؟"

بيكهيون تسائل فـ ترك سيهون مكانه و اقترب بينما يُداعب الصغير بأنامله بلطف

" لم يُخبرونا لكن دعونا ننتظرهم بالحديقه"

"ناولني الصغير"

جونغ إن تحدث بوقاحه و هو يسحب الصغير من بين ذراعي سيهون ثم دفعه بمؤخرته ليخرج بعدها

" ياااا هذا طفلي أنا"

صاح بصخب و علي أثره استيقظت سويون تبكي و الصغير كذلك فـ تلقي سيهون نظرة حاقده من ماريا

" خذ، تولي أمرها "

كيونغسو اقترب و وضع سويون بين يدي سيهون ليخرج الجميع

انتهى المطاف بـ الجميع يجلسون حول تلك الطاوله يتبادلون أطراف الحديث في حين كلاً من سيهون و جونغ إن كانا يجلسان بنهاية الحديقه يحملان الطفلين في محاولات فاشله لجعلهما يهدآن

"هذا كله بسبب صوتك العالي"

" أنت من بدأ أيها الحقير"

سيهون هسهس بحنق و بمرفقه ضرب كتف جونغ إن و التفت يُعطيه ظهره بينما يهز سويون برفق

" مهما حدث لن يتغير هذين"

بيكهيون قهقه بخفه و هو يُشير برأسه نحو سيهون و جونغ إن ليضحك المتواجدين فـ أومأ تشانيول

"حين يجتمعان سوياً يبدأ عقلي بصنع أفكار إجراميه نحوهما"

"لا تكن كاذباً، أنت لا تستطيع محو ابتسامتك حين يبدأ كلاهما بالحديث"

بيكهيون أشار إليه بسبابته فـ ضحك تشانيول بصخب

"لا تتحدث و كأنني وحدي من يفعل ذلك"

"لا يُمكنني إنكار الأمر"

رفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعه ليقف كيونغسو من مكانه ثم سار بخطواته نحو كلاً من سيهون و جونغ إن

" فقط هذه المره سأساعدك من أجل هانييل "

جعد أنفه بإنزعاج ليحمل سويون ثم أشار إلي سيهون برأسه كي يحمل طفله من جونغ إن

" هيا، لقد حان الوقت "

استقام ثلاثتهم و عادوا نحو الطاوله لينضموا إلى البقيه

"اوووه لم تقطعوا الكعكه، هل يا تري تنتظروننا؟"

"هذا ليس وقت السخرية جونغ إن "

تلقي ضربة مؤلمه من أسفل الطاوله من قدم صديقه المقرب جعلته ينتفض من مكانه ثم وقف و تحمحم بصوتٍ عالٍ

" بما أن الجميع هنا... العائله، الأصدقاء و بصفة خاصه تشانيول... الشخص الذي ساعدنا جميعاً علي أن نجد سعادتنا و نجتمع اليوم علي الرغم من ما كان يُعانيه وحيداً لكنه لم يهتم بنفسه بقدر ما اهتم بنا جميعاً"

مرة أخرى تحمحم لكن هذه المرة كان بخجل بسبب ما تلقاه من نظرات دافئه من المتواجدين و علي رأسهم تشانيول

" تشانيول نحن مُمتنين لوجودك في حياتنا، لأنك كنت دائماً تعوضني عن غياب والدي، و لأنك... و لأنك بارك تشانيول "

سيهون وقف هو الآخر بعدما ناول الصغير إلي ماريا ليبتسم بيكهيون ثم وقف لينضم إلي الأصغر منه

"شكراً لأنك لم تتخلي عني... لأنك لم تنظر لي كـ شخص ساهم في تدمير سعادتك و لأنك كنت دائماً تحاول مدّي بالشجاعه و البحث عن السعاده "

ثلاثتهم ساروا نحو تشانيول ليجلسوا القُرفصاء خلف كُرسيه و بدوره هو وقف و التفت نحوهم حين ساعدته تشانسوك بفعل ذلك

"احتفال اليوم له ثلاثة أسباب، طفلي هو السبب الظاهر منهم لكن السبب الأهم هو أنت... عودة بارك تشانيول بيننا... الأب و الأخ و الصديق الأفضل لنا جميعاً"

"هل تحاولون جعلي أبكي الآن؟"

همس بصوتٍ مُختنق ثم ضحك بخفه من بين دموعه التي بدأت بالهطول علي وجنتيه

"لن أبكي كي لا تتدمر صورتي "

جونغ إن مسح علي عينيه و التفت يُعطيهم ظهره فـ دفعه سيهون بمؤخرته و اقترب من تشانيول ليحمل كُرسيه جانباً

" منذ الآن فصاعداً، دعني أكون حصنك المنيع... أريد أن أحميك كما كنت تفعل دائماً معي"

اقترب أكثر ليحتضن خصر تشانيول بخفه كي لا يتأذى الآخر و بعد لحظات انضم لهما بيكهيون

"جونغ إن"

تشانيول نادي عليه فـ أشار له بيده أن ينتظر دون أن يلتفت إليه

"هيا جونغ إن نحن نعرف أنك تبكي، صورتك تدمرت بالفعل "

سيهون ابتعد قليلاً عن حضن تشانيول و بينما يسحب جونغ إن من ياقته كي ينضم إليهم هو كان يتحدث بسخريه

احتضنوا بعضهم بقوه و فيما بينهم جونغ إن أمال برأسه كي يُخفي دموعه و ربما استغرق ما يقارب العشر دقائق كي ينتهي من بكائه

" رجاءً فليُذكّر أحدكم جونغ إن بالسبب الأخير قبل أن ينقضي النهار"

كيونغسو شخر بسخريه و قلب عينيه بملل ليمسح جونغ إن عينيه بسرعه هامساً بخفوت

"هل يوجد شئ ما؟"

تشانيول هز رأسه بالنفي و بيكهيون احتضن وجنتيه يمسح آثار دموعه بلطف ثم همس

"لا شئ الآن "

سيهون سحب الكرسي الخاص بتشانيول يُعيده إلي مكانه كي يعود كل منهم إلي مقعده عدا جونغ إن الذي اقترب و وقف بجانب هانييل

"في الواقع، لقد انتظرت حتي يعود تشانيول و نجتمع سوياً"

جذب أنظارهم بصوته العالي ليُمسك يد هانييل بلطف و سحبها نحوه كي تقف بجانبه

" زواجي أنا و هانييل لم يكن بدافع الحب أبداً أو لأي سبب سوي حمايتها هي و أخيها، كان زواجاً سريعاً لذا أريد أن نتزوج مرة أخرى"

" ليس هناك داعي لذلك، جونغ إن "

قهقهت بإحراج ليتراجع إلي الخلف و هو يشهق بدراميه

"تُريدين مني أنا كيم جونغ إن أن يكون زواجي بتلك الطريقه؟ "

" جونغ إن "

كيونغسو ضرب جبينه بقلة حيله ثم هز رأسه إلى الجانبين

" هو يُريد زواجاً يليق بكِ هانييل لكن غرور كيم جونغ إن يمنعه من قول ذلك أمام الجميع"

سيهون الذي فهم ما يحدث تحدث من بين ضحكاته ليومئ كيونغسو برأسه

" تماماً... هو يُحبك لكنه أحمق لذا لا بأس إذا أردتِ كسر قلبه"

"يبدو أنني مضطرة إلي تحمله"

هانييل ضحكت مازحه ليضحك جونغ إن بسخريه مُقلداً إياها

" أنت تتزوجين جونغ إن و.... "

" و هل يا تري سيد جونغ إن يتذكر ما أخبرني به سابقاً؟"

والدته قاطعته بسخريه فـ عقد هو حاجييه بعدم فهم

" ماذا اخـ... "

عينيه اتسعتا حين أمالت هي برأسها رافعة حاجبيها و الحوار الذي حدث بينهما منذ أشهر طويله ها هو يتردد بعقله

~~~~~~~~~~~

" سوف تُمسك أذنيك و تنحني عشرون مرة مُردداً أنك آسف ، أمام المنزل ، وضح النهار و بصوت عالٍ"

" لم أفهم "

قهقه مُضيقاً عينيه بعدم فهم فـ إبتسمت والدته ببراءة وإقتربت منه خطوتين عاقدة ذراعيها إلي صدرها

" هذا ما ستفعله في حالة ثبت عكس ما تقوله أنت "

~~~~~~~~~~~~~~~~~

تراجع خلف هانييل ثم دفعها من ظهرها بخفه قائلاً بصوتٍ مكتوم

" لا أرغب بالزواج بعد الآن"

نظرت إليه بذهول و لم يفهم أحد ما يحدث سوي والدته التي ضحكت بصخب

"في جميع الأحوال أنت ستفعل ذلك "

__________

أمام منزل سيهون من الخارج وقفوا جميعاً ينظرون إلي جونغ إن بعدم فهم حيث كان يقف بمنتصف الطريق و هو يتلفت حوله بإحراج

" أمي "

انتحب فعقدت داي هيون ذراعيها و هزت رأسها إلى الجانبين

"يجب أن تكون رجلاً يتحمل كلماته جونغ إن "

سحب نفساً عميقاً و أغمض عينيه بقوه ليمسك أذنيه ثم صرخ و هو ينحني

"أنا آسف هانييل"

عقد حاجبيه حين لم يسمع صوت ضحكاتهم حتي ختم اعتذاره الاخير بإعتراف صادق

"أحبك هانييل"

تنهد براحه بعدما انتهي و فتح عينيه ببطئ مُعتقداً أن الأمر انتهي لكن ضحكاتهم التي كتموها طوال اعتذاره ها هم يطلقون العنان لها ليخفي وجهه بكفيه بخجل

" سوف تحترمني طوال حياتك بعد هذه الفضيحه"

سيهون قهقه بسخريه ليلتفت نحوه جونغ إن فـ أغلق الآخر الهاتف و وضعه بجيبه

"كم يساوي هذا الفيديو برأيك؟"

"احذفه الآن"

هسهس بتحذير فـ اخرج سيهون لسانه له رافضاً ذلك ثم ركض حين ركض جونغ إن نحوه

"احذف هذا الفيديو سيهون "

" بأحلامك فقط جونغ إن "

_________________

أمام تُربة تحتوي على قطعة حجريه حملت إسم والد تشانسوك، جلست والدتها هناك تنظر إلى إسمه بدموع عالقه في عينيها

"الآن يمكنني أن أشعر بالراحه"

ضمت شفتيها بعبوس ثم تنهدت

"آسفه أنني فعلت بهم ذلك لكن... تلك الملفات كان يجب أن تحترق و تُدفن معك"

رفعت يديها تمسح بهما علي وجنتيها بخشونه

"تشانسوك و يونغجاي لا يجب أن تهتز صورتك أمامهما"

أغلقت عينيها باكيه لتكمل

"بسببك لم أستطع ترك قصر كيم و اضطررت إلي أن أكون تحت أمرها لسنوات كي لا تكشف أمرك أمام ابنائنا لكن... لكن صورتك النظيفه يجب أن تبقى كما هي أمامهما و هذا لأجلهما و ليس لأجلك"

وقفت من مكانها بضعف ثم حركت عينيها في الارجاء بتردد

"الآن يمكنني مسامحتك... و مسامحة نفسي لأنني كنت من أحرق تلك الملفات من أجل أبنائي... كان ذنباً كبيراً ارتكبته بحق كل من أذيتموهم لكن بالنهايه انتصر الحق، و أمثالك أنت و كيم لقي مصيره الذي يستحقه "

__________________

حين عاد تشانيول إلى طبيعته... و بالرغم ان ذلك استغرق سنوات حتي تحسنت حالته بصورة نهائيه، هو جلس علي الشاطئ مجاوراً لوالده كلاهما ينظر إلي المياه بإبتسامة هادئه تشابهت في لُطفها

جمع العائله دون سبب يُذكر للإحتفال...تشانيول فقط أراد تحقيق أحد أهم أحلامه

تشانسوك اقتربت منه ليسحبها كي تجلس بالمسافة بين فخذيه ثم استند برأسه علي كتفها و هو يُداعب بنصرها الذي زين نهايته خاتم خطبتهما ليرفع يدها نحو شفتيه يُقبّل ظاهر أناملها بلطف

بدأوا بالتجمع حوله حتي جلسوا جميعاً بدائرة كبيره و بعد حلول الليل، و وضع تلك الشعلة المضيئة بينهم بالمنتصف تشانيول حقق أمنيته التي تمناها سابقاً حيث أمسك والده قيثارة يعزف عليها بنغمة هادئه و بصوت تشانيول العذب هو بدأ الغناء مُغلقاً عينيه بإبتسامة جانبيه تظهر على شفتيه من حين لآخر و معه يتمايل البقية و هم يصنعون نغمة تتماشى مع اللحن بتصفيقهم الهادئ و المُتناسق

🎶🎶🎶🎶🎶🎶🎶

لأنكِ سماء

لأنكِ سماء مليئة بالنجوم

سوف أعطيكي قلبي

لأنك تنيرين دربي

هيا امضي و مزقيني فلن يهمني

حتى إن فعلتي فلن يهمني

لأن في السماء

لأن في السماء المليئة بالنجوم

أظنني رأيتك

أريد الموت بين ذراعيك

🎶🎶🎶🎶🎶🎶🎶

The End

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top