Special Part
Start
"لدي محاضرة واحده لـ اليوم لذا لن اتأخر"
تشانيول تحدث علي عجل و هو يجمع أغراضه المُبعثره فوق طاولة المكتب ليقترب منه والده حتي وقف بجانبه مُميلاً نحو الطاولة يستند بخصره ضدها
"إذاً.. هل أنتظرك علي الغداء؟"
"بالطبع، أنا من سيطبخ كذلك"
إبتسم بإتساع نهاية حديثه و استقام بوقفته يرمق والده بأعين لامعه في حين رفع الآخر أنامله يُداعب بها خصلات شعره
"ابني الوسيم"
همهم تشانيول و قبّل جبين والده فـ ضحك الآخر و هز رأسه إلي الجانبين
" تعلم ما أريد قوله "
" سوف أفعلها غداً، لا تقلق "
قُبلة أخري وضعها علي إحدي وجنتي والده لـ يُغادر المنزل بعدها مُتجهاً إلي الجامعه
"صباح الخير بروفيسور بارك"
ترحيبات تلقاها من طُلابه كلما مر علي مجموعة منهم و حتى دخل المكتب ليرفع حاجبيه و أخفضهما بحركة سريعه مع ابتسامة جانبيه تعلو ثُغره حين رؤيته تشانسوك تقف مجاورة لزميله بالعمل
" الآنسه تشانسوك تُبلي حسناً"
البروفيسور جوهو نبس فجأة و هو يرفع رأسه نحو تشانيول فـ همهم إليه الآخر و ابتسامته اتسعت بينما عينيه لم تبتعدا عن تشانسوك
"بروفيسور بارك ألا تنوي الزواج؟"
"مُحـ مُحاضرتي علي وشك أن تبدأ، اعذرني بروفيسور"
بإرتباك هي سحبت حقيبتها و الأوراق التي أعطاها إياها جوهو لتغادر المكتب فـ التفت إلي تشانيول حين مُغادرتها
"ياااا"
بحنق صرخ لينتفض جسد تشانيول بفزع
"ما الأمر؟"
" ألا تعتقد أن هذا يكفي؟ يا إلهي لو أنني بمكان خطيبتك لتركتك منذ زمن "
تشانيول قهقه بخفه و استدار بكرسيه يُعطي ظهره إلي صديقه
"بجديه، متي ستتزوجان؟"
"قريباً"
رفع كتفيه بلا مُبالاه ثم اعتدل بالكُرسي و استقام من مكانه
"لدي محاضره أنا أيضاً"
خرج من المكتب بخطوات ثابته نحو قاعة المُحاضرات و بإبتسامة جانبيه هو دفع باب إحدي القاعات التي مر بجانبها
" اوووه يبدو أنني أخطأت "
تشانسوك توقفت عن إلقاء المُحاضره و بأعين اتسعت بخفه هي التفتت إليه ليبتسم بإتساع
" عُذراً آنستي"
تراجع بخطواته و هو يُراقب بعينيه تجمدها و الخجل الذي ظهر علي وجهها بهيئة أطياف ورديه إلي أن خرج من هناك و أغلق الباب خلفه
سحب نفساً عميقاً ثم زفره ليُخرج هاتفه من جيب بنطاله و بقلب صاخب هو كتب رسالة ليُرسلها إليها حين انتهائه
(أحب هذه الأخطاء )
قهقه بخفه و أعاد الهاتف إلي جيبه في حين هي قد زاد تورد وجنتيها لتُلقي بهاتفها فوق الطاوله بعشوائيه ثم أكملت عملها بأعين تتراقص بتوتر
________________
"تخلص من وزنك بيكهيون"
ردد بإمتعاض جُملة زوجته التي ألقتها علي مسامعه و بضيق هو كان يرمق باب المنزل بينما يخرج من هناك حتى ارتطم بشخص ما ليفزع كليهما
"أو أوووه...صباح الخير أبي"
إبتسم بتصنع فـ همهم إليه والده و التفت يرمق منزله الواقع بجانب منزل ابنه الوحيد ثم أعاد نظراته نحو بيكهيون بعدما تأكد أن زوجته لا تلحق به
"صباح الخير بيكهيون"
أومأ المقصود و هو يرمق والده من الأسفل إلي الأعلي بنظرة سريعه
يرتدي ثياباً رياضيه تبدو مشابهة لخاصته التي يرتديها فـ انفجر ضاحكاً ليضحك والده هو الآخر
"أمي طردتك؟"
قهقه هيتشول و أومأ برأسه
"زوجتك أيضاً؟"
أومأ و هو يزم شفتيه بعبوس لتنكمش ملامحه بإنزعاج و أمال نحو والده هامساً
"قالت أنني اكتسبت الوزن و مهما اخبرتها أن هذا ليس حقيقياً هي لا تُصدقني و ذاك المزعج يون سوك أكد حديثها لذا هي طردتني "
بيكهيون سرد على والده ما حدث بالداخل و عينيه ضاقتا بـ شر حين تذكر شجاره مع ابنه الذي وقف بصف هيبا ضده فـ تنهد هيتشول
" ماذا تفعلان هنا؟ "
انتفضا علي صوت سووك الحاد و التفتا نحوها ليبتلعا ريقهما
" صـ صباح الخير لكِ أيضاً أمي "
قهقه ببلاهه و تراجع خطوه حين اقتربت هي منه ليفر هيتشول هارباً
"مهلاً، أبي"
صاح مُنادياً إياه و ركض خلفه كي يلحق به فـ قهقهت سووك و عادت إلي الداخل
" لقد تخليت عني"
بحنق هتف حين اقترب من والده ليُبطئ الآخر بركضه بينما يضحك بخفوت
" لم ركضت؟ ليس و كأنها ستلتهمك"
بيكهيون قهقه ساخراً ليتوقف هيتشول و هو يلتقط أنفاسه قائلاً
" أنت.. أنت لم ترى والدتك من قبل و هي غاضبه لذا... لا تلومني علي ركضي بهذه الطريقه"
" هل هي مخيفه؟"
سأل مُضيّقاً عينيه بشك ليومئ الآخر ليعودا إلي الركض بجانب بعضهما
" يا إلهي... مازال لدي عمل و هي تعرف كم يكون ذلك مُرهقاً "
بعدم تصديق بيكهيون كان يتحدث و الآخر يستمع إليه بإبتسامة ضم شفتيه ليمنعها من الظهور
" لكن لم أفهم، لماذا طردتك أمي؟"
التفت برأسه نحو والده فـ رفع الآخر كتفيه بحركة سريعه و لم يتوقفا عن الركض بعد
" فقط... فجأة وجدت نفسي أرتدي ملابساً رياضيه و يتم ركلي خارج المنزل"
_____________
"قبّل وجنتك؟!"
جونغ إن صاح بصدمة مُصطنعه و هو يستمع إلي حوار سويون بينما تسرد عليه كيف قام ابن صديقه المُقرّب بالتحرش بها عن طريق تقبيل وجنتها
و ذاك الصغير كان صغيراً بالفعل، هو بالكاد ينطق كلمات مفهومه لكن قُبلته أخجلت سويون، و جونغ إن يُجاريها الحديث و كأن ما حدث كانت كارثه
"هل أخبرتي والده؟"
"لا يمكنني إخبار عمي كيونغ بذلك"
زمت شفتيها بخجل و أخفضت رأسها تتلاعب بأزرار قميصه ليبتسم جونغ إن بخفه
"إذاً هل أمسح آثار قُبلته؟"
"كيف؟"
أمالت برأسها تتسائل بلطافه فـ قبّل وجنتها حيث تلقت قُبلة من رجل غريب - طفل لم يتعدى العامين -
" أرايتِ؟! لم يعد هناك أي أثر لـ قُبلته"
" حقاً؟!"
شهقت بتفاجؤ و ابتعدت عن قدميه لتركض نحو المرآة تنظر إلى وجنتها
"اوووه، لكن لا يمكنني رؤية شئ"
التفتت تنظر إليه ببراءه فـ رفع حاجبيه يدّعي التفاجؤ ثم استقام من مكانه و اقترب منها لينحني إلى مستواها بينما ينظر إلي المرآه
" اووه صحيح "
قبّل وجنتها ثم احتضن كتفيها و سحبها كي تلتفت إليه قائلاً بإبتسامة و هو يمسح على شعرها بلطف
" هل تشعرين بـ قُبلتي؟"
أدارت عينيها بتفكير و هي تتحسس وجنتها ثم هزت رأسها نافيه فـ طبع قُبلة قويه علي وجنتها جعلتها تضحك بصخب
"نعم، نعم أشعر بها "
" إذاً تشعرين بـ قُبلتي أنا أو هيون سو؟ "
عينيها اتسعتا بخفه ثم ضمت قبضتيها أمام شفتيها تُقهقه بخجل
" أبي، أنت رائع "
أشار نحو وجنته بسبابته فـ قبّلته لتركض بعدها نحو الخارج حيث تجلس داي هيون والدته لـ جونغ إن
استقام بجذعه و هو يُراقبها حتي خرجت من الغرفه و تزامناً مع خروجها دخلت هانييل التي عقدت حاجبيها بإستغراب
"ما بك تبتسم كـ الأبله؟"
"رأيت حمقاء تدخل الغرفة للتو بشعر مُبعثر"
أجابها شاخراً بسخريه لتتحسس شعرها سريعاً فـ قهقه هو بينما يهز رأسه إلى الجانبين
لقد وقعت بالفخ... فـ شعرها كان مُرتباً
"أنت مزعج"
"انظروا من يتحدث"
قلب عينيه بملل و عقد ذراعيه إلي صدره و هو يُراقبها تقترب منه بخطوات بطيئه حتي وقفت أمامه
" هل ستعود باكراً الليله؟"
"بالطبع، إنه عيد ميلادي كما تعرفين"
جعدت أنفها بإنزعاج و ضربت علي ذراعيه ليفك عقدتهما فـ أحاطت هي خصره
" لأنه عيد ميلادي "
كررت حديثه ساخرة منه لتزفر بضيق
"الا يمكنك أن تترك لنا الفرصة بمفاجئتك و لو لمرة واحده ؟"
"الأمر واضح هانييل، لكن مازالت هديتي مجهوله لذا فاجئيني بها "
رفع كتفيه بلا مُبالاه ليحتضن خصرها مُميلاً برأسه نحوها حتي استند بجبينه ضد خاصتها
" ما رأيك أن نخرج بموعد؟ "
همهمت بالنفي ليعقد حاجبيه و ابتعد برأسه قليلاً كي ينظر إليها
" أمي دعت أبناء عماتك بالفعل لأننا لم نجتمع منذ أشهر و قالت أن هذه تبدو فرصة جيده كي نلتقي سوياً لذا لا يمكننا الخروج"
بررت سريعاً لترتخي عقدة حاجبيه و ابتسم يومئ بالموافقه
" لا بأس بذلك، في الواقع لقد اشتقت إليهم و بسبب انشغالنا لم نلتقي مؤخراً"
"إذاً، هيا كي لا تتأخر علي العمل "
دفعته بلطف حين حاول تقبيلها فـ تجعدت أنفه بإنزعاج و بإستسلام هو سحب حقيبته و أغراضه الخاصه قبل مغادرته المنزل
_______________
"سيهوني، شخص ما يتصل بك "
همس خافت تلقاه سيهون من ماريا بينما تُمرر سبابتها علي طول أنفه بإبتسامه فـ همهم إليها و التفت ينام على جانبه حيث تنام هي ثم احتضن خصرها و دفن رأسه بعنقها
"قد يكون من العمل ، استيقظ هيا"
نبست و هي تقرأ إسم المُتصل الذي يعلو الشاشه لتعقد حاجبيها
"الآنسه هيونا!"
همست و هي تقرأ الإسم بحذر فـ انتفض الآخر من مكانه و سحب الهاتف سريعاً ليتحمحم يُنظف حنجرته من ثم أجاب بتوتر
"مرحباً، معك أوه سيهون... نعم فهمت، لا بل تركته مُسبقاً مع سكرتيرة السيد هيون... لقد راجعته عدة مرات بالفعل، سوف أرسل النسخة إليك الآن آنستي "
زفر براحه بعدما أغلق الهاتف ثم القاه بجانبه فوق الطاوله
"من تكون هذه؟"
ذراعيها التفا حول خصره حتي التصق صدرها بظهره و ذقنها استقر فوق كتفه بينما تميل برأسها قليلاً كي ترى وجهه... هي كانت غيوره و سيهون كان قادراً علي فهم ذلك من نبرتها المنزعجه
" ابنة السيد هيون، لتوها عادت من الخارج و ترغب بطرد نصف الموظفين علي الأقل لذا تتعامل بصرامة مع الجميع و لذلك أنا انتفضت الآن كي أجيبها "
قهقه نهاية حديثه و هو يحتضن ذراعيها حول خصره ليلتفت نحوها برأسه
"أيضاً هي مُزعجه و وقحه، ليست نوعي المفضل أبداً و لا حتى قريبة منه... هي ليست المرأة التي يجب أن تغاري منها "
نقر أنفها بخاصته نهاية حديثه فـ ضمت شفتيها بخجل ثم قهقهت تتسائل بتغنج
" و ما هو نوعك المفضل؟"
رمقها بهدوء للحظات معدوده ثم وقف من مكانه بينما يُهمهم يدّعي التفكير، و دون أن تبتعد ذراعيها عن خصره هي اقتربت من طرف السرير بركبتيها كي لا تبتعد عنه فـ أحاطها بذراعيه
"ربما اااا... لنقل طويله حيث تصل رأسها إلي مستوي كتفي أو أكثر من ذلك بقليل "
رفعت حاجبيها بصدمه و ابتعدت عنه قليلاً ليُكمل هو متجاهلاً نظراتها
"لو تمتلك ملامحاً كوريه رقيقه سيكون هذا..."
قاطعت حديثه بلكمة وجهتها نحو معدته ليحتضن بطنه وهو يصرخ بألم - مُصطنع -
" تستحق ذلك "
هسهست بحقد و هي تبتعد لتجلس علي السرير بينما تنظر إليه بـ شك فـ الآخر تمادى في تمثيله و ألقي بنفسه بجانبها و هو يتأوه بصوتٍ أعلي من السابق
" سيهون، أنت بخير؟ "
بتردد أمالت نحو جسده الذي يتمدد بمنتصف السرير حيث تتدلي قدميه نحو الأرض، و بترقب هي دفعت كتفه كي يُبعد وجهه عن الغطاء فـ دفعها بحركة سريعه و اعتلاها بجسده لتشهق بفزع
"ياااا، اعتقدت أن مكروهاً قد أصابك"
وبخته بعبوس ليُقهقه بخفه ثم نقر أنفها بقبلة سريعه
"لم أكن أمزح، قبضتك تؤلم بحق"
"لكنك تستحق"
ضم شفتيه و أومأ موافقاً إياها ثم قبّل أنفها مرة أخرى هامساً
" إنها أوه ماريا"
همهمت ترفع حاجبيها بإستغراب حين همس هو بخفوت فـ ابتسم بحب
" لا أحب المرأة الطويله أو القصيره، المزعجه أو اللطيفه، ذات المزاج السيئ أو حتي معتدلة المزاج أنا فقط أحب أوه ماريا لا غيرها"
"أشعر بالخجل"
تمتمت تُبرز شفتيها و هي تتلاعب بياقة ثيابه فـ ضحك هو
"ألم تكن هذه الإجابه التي تتوقعينها ؟"
همهمت لترفع عينيها نحو خاصتيه
" لكن حين تقولها أنت يُصبح الأمر مختلفاً"
" و كيف يكون؟ "
و بصوتٍ ثقيل هو همس أمام شفتيها يتسائل بتلاعب فـ انتحبت هي بخجل
"سيهوني"
اتسعت ابتسامته و محي المسافة بين شفتيهما مُقبّلاً إياها بلطف ليرفع ذراعها فوق رأسها بينما يُشابك أنامله مع خاصتها
و بذلك السرير المجاور لخاصتهما بكت صغيرتهما لتدفعه ماريا حتى وقع بجانبها ثم ركضت هي نحوها كي تحملها
"صباح الخير لكِ أيضاً حبيبتي"
همس بغيظ ثم سار نحو الخارج كي يوقظ ابنه الأكبر
"سيهون، هل تلك ابنة السيد هيون مُرتبطه؟"
لحقت به و هي تحمل ابنتهما فـ التفت نحوها بإبتسامة خبيثه تعلو ثغره
"أعطني قُبلة و سأخبرك"
ضمت شفتيها بإنزعاج و بإستسلام هي اقتربت تطبع قبلة سريعه علي شفتيه ثم ابتعدت عاقدة حاجبيها و هي تُربت علي كتف ابنتها
"حسب ما أعرفه فهي ليست علي علاقه رسميه أو غير رسميه"
امتعضت ملامحها فـ التفت ليدخل غرفة ابنه و جلس علي السرير بجانبه يمسح على شعره بلطف كي لا يفزع فـ جلست مقابلة له و هي تهمس بخفوت
"إذاً لتبقى بعيداً عنها، هل فهمت؟"
"لم أكن أعرف أنكِ لا تثقين بي"
رفع حاجبيه يدّعي الصدمه لتضيق عقدة حاجبيها
" الأمر ليس له علاقة بـ ثقتي بك و إنما تلك المرأة...ماذا لو وقعت بحبك و بدأت بمطاردتك؟ منذ الآن يجب أن تعرف أنني لن اتخلى عنك لأي سبب كان هل تفهم؟ "
" ماريا هل أنتِ حامل مرة أخرى أم تشاهدين الدراما كثيراً مؤخراً؟!"
ضيّق عينيه بشك فـ زفرت بإنزعاج
"أنا لا أمزح سيهون، أنت وسيم و تمتلك شخصية رائعه و أهم شئ أنك وفيّ لمن تحب و هذا كافي لجعل اي امرأة تقع بحبك "
" أمي، أنا نائم "
الصغير سحب الوسادة يضعها على رأسه حين أزعجه صوت ماريا ليضحك سيهون بصوت مكتوم
" ماريا، قُلتيها بنفسك أنا وفيّ لمن أحب لذا لا تُفكري بها كثيراً "
" الا تعلم أن هذا أكثر ما قد يجذب بك امرأة عزباء... تخيل ان تجد رجلاً وسيماً يتمسك بزوجته و يرفضها هي يا إلهي هذا سيجعلها تركض خلفك و تُفسد حياتنا"
"لقد استيقظت، شكراً لكما"
الصغير وقف من مكانه و هو يتحدث بإنزعاج ليُقبّل جبين سيهون ثم ماريا و بعدها خرج من الغرفه مُتجهاً نحو الحمام كي يغتسل
" سوف ألحق بـه كي لا يتأذى، دعينا نتحدث بعدما أستحم، هممم "
وقف من مكانه كي يلحق بالصغير فأومأت له بعبوس ليعود خطواته نحوها مُقبّلاً رأسها
"أنا أحبك أنتِ لذا لا تشغلي عقلك بالآخرين"
______________
بيكهيون دخل المنزل بعد انتهائه من عمله ليضع الحقيبة جانباً حين وجده هادئاً و صوت ابنه المزعج ليس بالجوار
" هيبا، يون سوك"
صاح مُنادياً إياهما فـ ضم الصغير قدميه نحو صدره يختبئ أسفل الطاوله و يُغلق عينيه بقوة كي لا يراه بيكهيون
" هيبا، أين يون سوك؟ هذه المرة الأولى التي لا أجده ينتظرني أمام الباب"
سأل بحاجبين معقودين و هو يقترب منها ليجلس بجانبها فـ تنهدت هي و التفتت نحوه
"بيكهيون، تعرف أن موعد ولادتي اقترب، أليس كذلك؟"
اومأ إليها بتردد لتمسك يده بلطف
"هل لاحظت شيئاً غريباً مؤخراً بـ يون سوك؟ "
اومأ ليعتدل بجلسته و ضغط علي يدها بخفه
" لا تُقلقيني هيبا و أخبريني ما الذي يحدث"
"يون سوك كان غاضباً منك و من عمي هيتشول لأنكما تتحدثان مع طفلنا القادم و تتجاهلانه هو "
ضيّق عينيه بعدم فهم فـ رفعت هيبا حاجبيها تُشير نحو الطاولة المجاورة للباب فـ التفت نحوها بيكهيون ليري جزءاً من قدمي الصغير
" هل لذلك غضبتي أنتِ و أمي مني أنا و أبي؟"
" بالطبع، يجب أن تُعاقبا علي جرح مشاعر صغيري يون سوك "
أجابته بدرامية مبالغه ليبتسم بخفه
"هو صغيري أنا أيضاً... لا أعلم لماذا لا يتذكر ذلك لكنني كنت أتحدث معه كثيراً قبل أن يولد"
"لكن هو لا يتذكر ذلك، ماذا نفعل؟ "
رفعت حاجبيها تحثه علي مُجاراتها بالحديث بينما الصغير أطّل برأسه من أسفل الطاولة ينظر نحو بيكهيون بعبوس و أعين دامعه مُنتظراً اجابته التي طالت كثيراً
" لست واثقاً من هذا "
بيكهيون قهقه بتوتر غير مُدرك لما يجب أن يقوله فـ انسحب الصغير من أسفل الطاولة و أمام أعينهما خرج من الغرفة بأكتاف مُترهله
"الا يمكنك قول أنك تحبه هو؟ يون سوك يعتقد أنك لم تعد تحبه حتى أنه طلب مني أن أقتل طفلنا القادم كي لا تتركه أنت "
" لا أعرف بتلك الأمور هيبا، و لم أكن أعرف أنه منزعج من هذا الأمر"
رفع كتفيه بإستغراب يُبرر موقفه فـ تنهدت هيبا
"أراد ترك المنزل هل تتخيل ذلك؟ بصعوبة حتى أقنعته انك تحبه و هو فهمك بطريقة خاطئه لكن صمتك هذا جرحه بلا شك "
" هل أمي تعرف بهذا الأمر؟ "
تسائل بإستغراب فـ همهمت هي
" يون سوك أخبرها هي البارحه لذا طلبت مني أن اتصرف بتلك الطريقة معك صباحاً و بعد خروجك أنت و عمي هيتشول هي أتت لتتحدث مع يون سوك و حينها فهمت كل شئ، الأطفال بعمر يون سوك يصبحوا حساسين خاصة حين يشعرون بالخطر و ان شخصاً يهدد مكانتهم عند والديهم و الأسوأ إذا كان هذا التهديد من طفل قادم ربما يون سوك يكره أخيه بسبب ذلك "
بيكهيون مسح بخشونة المنطقة بين حاجبيه و أومأ برأسه ليخرج مُتجهاً حيث غُرفة صغيره
طرق الباب بخفة ثم دخل ليسحب يون سوك الغطاء فوق رأسه و ضم شفتيه بقوة يمنع صوت شهقاته من الخروج و بذاك العبوس الذي يعلو شفتيه هو كان نسخة عن بيكهيون حين كان طفلاً
" سوك حبيبي"
همس بلطف و هو يجلس بجانبه فـ تحرك الصغير مُبتعداً عنه ليبتسم بيكهيون
"هل ترى من أسفل هذا الغطاء؟"
سأل و مرة أخرى تلقي التجاهل ليتنهد مُكملاً
"تخيل انك قضيت تسعة أشهر أسفل هذا الغطاء ولا تري النور، ولا يمكنك رؤيتي أنا و والدتك"
الصغير عقد حاجبيه بعدم فهم ثم بدأ بدفع الغطاء بعيداً عنه و رفع رأسه نحو بيكهيون دون إجابه لتتسع إبتسامة بيكهيون و امال بذراعه نحو الصغير ليتمدد بجانبه ثم سحبه من خصره ليتوسد صدره
" سوف تشعر بالإختناق و الخوف خاصة إذا كنت وحدك، لكن لو سمعت صوتي أو صوت والدتك سوف تشعر بالراحة و الأمان صحيح؟"
يون سوك أومأ بتردد ثم دفن وجهه بصدر بيكهيون و عاد يبكي بصمت ليداعب بيكهيون رأسه من الخلف
"حين كنت صغيراً بـ بطن والدتك كنت وحدك في الظلام لذا كنت أجلس بجانبك و أتحدث معك و هذا ما أفعله مع أخيك الآن... هل يجب أن أتركه وحده خائفاً في الظلام؟ "
يون سوك هز رأسه بالنفي ليُكمل بيكهيون
"أنت أيضاً يجب أن تتحدث معه"
"لكن أنا لا أذكر أنك كنت تتحدث معي كما تفعل معه، أنت تحبه هو و أنا لا "
غمغم ببكاء ليضمه بيكهيون نحوه حتي أصبح جسد يون سوك فوق جسده
" هل تذكر أي شئ عن نفسك حين كنت صغيراً؟ "
الصغير هز رأسه بالنفي ليضحك بيكهيون
"إذاً كيف تعتقد أنك ستتذكر حين كنت بـ بطن والدتك؟... أنت لا تستطيع تذكر ذلك و حتي أخيك حين يُصبح بعمرك لن يتذكر ذلك"
أمال برأسه قليلاً يُقبّل رأس صغيره ليرفع الآخر حاجبيه بتفكير
" إذاً هل كنت تتحدث معي و أنا وحدي بالظلام؟"
رفع نظراته نحو والده يتسائل ببراءة و بيكهيون أومأ إليه فـ رفع الصغير يده يمسح على عينيه بعشوائية و هو يستقيم بجذعه حتي جلس علي معدة بيكهيون و كلتا يديه تستندان علي صدره بأريحية
"عن ماذا كنت تتحدث معي أبي؟"
سأل بـ لهفة و بلل شفتيه يرمق والده بأعين لامعه ليُحرك بيكهيون عينيه بحركة دائريه بينما يُهمهم بتفكير
"كنت أُخبرك عن كم أنا أحب والدتك"
"و كم تُحبها؟"
الصغير سأل بدلال و هو يُحرك يديه صعوداً و نزولاً علي صدر بيكهيون ليبتسم الآخر
" كثيراً، أنا أحبها كثيراً... اممم.. والدتك تسكن هنا لذا لا يمكنني الإبتعاد عنها"
بيكهيون ثبّت يد يون سوك علي يسار صدره ليرفع الصغير حاجبيه بتفاجؤ
" لكن أمي بغرفتكما "
قهقه بيكهيون بصخب و سحب رأس الصغير نحوه يُقبله بقوة ثم تنهد بصوتٍ عالٍ
"و لقد أخبرتك أيضاً عن مدى حبي لك و تلهفي لرؤيتك و حملك بين ذراعاي "
" هل كنت تُحبني قبل أن تراني؟"
طرق بسبابتيه سوياً و هو يسأل بخجل فـ همهم إليه بيكهيون
"لكن أبي... ماذا لو أنني كنت بشعاً هل ستحب رؤيتي؟ أخي الصغير لو كان وسيماً أكثر مني هل ستحبه هو أكثر مني؟ "
" لا يمكنني ذلك سوك... هل ستكره يدك لو أنها كانت بشعه أو بها خطب ما؟ "
الصغير هز رأسه سريعاً مُجيباً إياه بثقه
"لقد جرحت يدى سابقاً لكن أمي وضعت عليها لاصقة محت الجرح و أنا كنت حزيناً من أجل يدي لأنني أحبها "
" كذلك الأمر بالنسبة لي...يدك جزء منك و أنت جزء مني لذا لا يمكنني أن أكرهك... حين يولد أخيك سوف أحبكما بنفس القدر لأنكما جزء مني"
بيكهيون اعتدل في جلسته ليستند بظهره ضد مسند السرير و الصغير فوق فخذيه يتشبث بخصره مُحتضناً إياه
"لقد أخطأت بحقي و ظلمتني أتعرف ذلك؟"
"لماذا؟"
يون سوك همس بعبوس يوشك علي البكاء ليعبس بيكهيون هو الآخر
"لأنك قلت أنني لم أعد أحبك، و بسببك ركضت قبل ذهابي إلى العمل و هذا مُرهق"
"آسف أبي"
اعتذر ليرفع يديه نحو وجنتي بيكهيون و احتضنهما بقوة بكفيه الصغيرتين ثم سحب وجه والده نحوه ليُقبّل أنفه بلطف
"آسف أبي لن أفعل هذا مرة أخرى"
"يون سوك، فكر بما تُريد لكن لا تقول أنني لم أعد أحبك أو أهتم بك لأنه وحتى حينما تُصبح رجلاً ناضجاً سوف تظل طفلي المُدلل الذي أحبه.. حسناً ؟"
الصغير أومأ سريعاً و القي نفسه بحضن بيكهيون ليضحك الآخر بصخب بينما في الخارج حيث تقف هيبا تُراقبهما، هي الأخري ابتسمت و تراجعت بخطواتها تعود نحو الغرفة
______________
نصف ساعة تلك التي تفصلهم عن منتصف الليل ليبدأ جرس منزل جونغ إن بالرنين دون توقف بسبب يد سيهون التي وضعها عليه يتقصد إزعاج من بالداخل مُتجاهلاً توبيخ الجميع له
"أرأيتم؟ أخبرتكم أنه مزعج و لن يتركنا نفاجئه"
صفق بحماس حين فتح جونغ إن الباب بحاجبين معقودين من ثم أعاد نظراته إلى جونغ إن و ابتسم بإتساع
"عيد مولد سعيد جونغ مزعج إن"
ألقي الهدية بيد المقصود ثم سار نحو الداخل ليقلب جونغ إن عينيه بملل ثم رحب بالبقية يدعوهم للدخول
" أين تشانيول؟ "
سأل بإستغراب حين لم يلمح الآخر فـ ضحك سيهون بصخب و أشار نحوه كي يدخل
"يبدو أنه يعاني مع أخيها لـ تشانسوك"
______________
" أختي لن تخرج معك في منتصف الليل"
يونغجاي هسهس بحده بعدها أغلق الباب بوجه تشانيول لتنتفض تشانسوك بفزع من نظرات أخيها التي توجهت نحوها
"عودي إلى غرفتك"
"توقف عن ذلك"
تلقى ضربة علي مؤخرة رأسه من والدته تؤنبه على سوء سلوكه ثم اقتربت لتفتح هي الباب فـ اعتدل تشانيول بوقفته و انحني إليها سريعاً
"أعتذر عن تصرف يونغجاي"
"لا بأس، هو محق بما يفعل"
قهقه بإحراج ليقلب يونغجاي عينيه بملل
" هو يعرف جيداً أنه المخطئ لكنكم تُحملونني المسؤوليه"
تشانيول رمقه بنظرة سريعه ثم أعاد عينيه نحو والدة خطيبته مُبتسماً بتوتر
"هل يُمكنني اصطحاب تشانسوك معي؟ أعدك لن نتأخر كثيراً "
---------
تشانيول pov
بضعة سنوات مرت منذ أن بدأت حياتنا تستقر و تصبح أكثر طبيعيه
لكن آثار أفعال السيدة كيم ظلت تُحاصرنا حتي بعد وفاتها و لفترة طويله
حالة بيكهيون النفسية من جانب و هناك تصرفات سيهون التي أصبحت عدائيه لفترة مؤقته بالطبع إلي جانب جونغ إن
هو لم يتحدث أبداً لكن خوفه علي زوجته و حزنه من أجل والدته كان واضحاً
و بالرغم من كونه كان كارهاً فكرة معرفته بحقيقة ما حدث لوالدته إلا أنه بالنهاية أتى إلى يتسائل عن ذلك
يتسائل عن ما حل بوالدته و يجعلها ترفض العودة إلى والده بالرغم من مشاعرها القويه التي مازالت تحملها نحوه
و الحقيقة أضعفته و أثرت عليه أكثر من تخيلاته بما حل بها فما رآه يحدث مع ماريا قد مرت والدته بأضعافه
و أنا؟!...
جسدي استغرق سنوات يتعافى من ذاك الحادث الشنيع الذي دبرته لي
لكن علي الأقل كان هناك والدي بجانبي... هو سعادتي الحقيقية و راحتي
ما حل بقدمه كان قاسياً لكنني أناني و كنت مُمتناً أنه فقد قدمه بدلاً من حياته لأنني بدونه لم أكن لأكون بخير
هو لم يتغير أبداً... حنون و دافئ كما كنت أتذكره دائماً
و ربما عودته لي جعلت من حياتي أكثر من مثاليه
أعرف أنني اقتربت من منتصف الثلاثينات و هذا ظُلم لـ تشانسوك كونها مازالت صغيرة و يونغجاي مُنزعج لأنني لم أتزوج بها حتى الآن و بعد مرور تلك السنوات
لكن حين تعرفت على تشانسوك كانت لا تزال طالبة لدي و لا يمكنني الارتباط بها رسمياً و حين انتهت دراستها و أصبحت بإمكاني فعل ذلك وجدتني مُتردداً
أصبحت أكثر جمالاً و نضوجاً عن ذي قبل و ذات تفكير واعٍ
أردت منحها فرصة للتفكير بالأمر و التأكد من مشاعرها
أردت الزواج بها و هي امرأة عاملة و ناضجة تفهم كيف تسير الحياة و كيف ستكون حياتنا سوياً
لقد حاصرتها سابقاً بتصرفاتي و فرضت عليها ذاتي و مشاعري بوقت هي كانت مضطربة المشاعر و ماتزال في مرحلة مراهقتها
واثق بمشاعرها لكنني أردت أن نتزوج بمرحلة يكون لديها فيها القدرة على التفكير و اتخاذ القرار و تحديد ماهية مشاعرها
أن تتقبلني بعقلها و قلبها ليس فقط بالمشاعر التي زرعتها أنا بداخلها غصباً
"أنا لا أوافق على ذلك، أختي لن تخرج مع رجل غريب بمنتصف الليل"
يونغجاي عاد يرفض بإصرار لتبتسم والدته بإحراج فـ تنهدت أنا
"أنا خطيبها كما تعرف"
"و أنا أخيها لذا أنا أفوز هذه المره... حين تصبح زوجها تكون الكلمة الأولي و الأخيره لك، هيا وداعاً بروفيسور بارك "
طردني علي عجل و اقترب كي يُغلق الباب مانعاً عني رؤيتها و بالنهاية هو صرخ بألم حين سحبته والدته من أذنه نحو الداخل لأزفر أنا بحنق
أنا من فعلت هذا بنفسي
فُتح الباب ببطئ لأرفع بصري بتوتر حتي ارتخت ملامحي حين رؤيتها هي أمامي تبتسم بخجل بينما تستند بكفيها على جانب الباب
"لن نتأخر كثيراً كي لا تقلق أمي"
بكلماتها أوحت لي بموافقة والدتها لأهز رأسي بتفهم ثم دفعت الباب بلطف كي تقترب مُعانقة يدي التي ثنيتها أمامها و بخطوات متفاوته سرنا نحو سيارتي لأفتح لها الباب بـ رُقي كي تدخل من ثم أغلقته لأسير نحو مقعدي
انطلقت بالسيارة بعدما فتحت أغاني هادئه بدلاً من هذا الهدوء المُتبادل بيننا
و بالرغم من لمعة عينيها و نظرتها المُحبه التي ترمقني بها بين فينة و أخري كنت قادراً علي رؤية الإنكسار بهما
عُقدت خُطبتنا منذ ما يقارب عامين و نصف هذا إلي جانب السنوات التي سبقتها و نحن مُرتبطين سراً، و ربما هي تُفكر بمشاعري نحوها أنها قد اهتزت لكن هذا لم يحدث
مشاعري نحوها تُصبح أعمق مع كل لحظة تمر و هذا ما جعلني خائفاً
أن اتخذ تلك الخطوة الجديه و بعد زواجنا تبدأ تشانسوك في استيعاب ذلك أنها تسرعت لكن برؤيتها في الفترة الأخيره أدركت ذلك أنها تُريد أن تُكمل حياتها بجانبي كما أريد أنا
بدون ضغط من أي شخص و هذا ما كنت أريده أنا، اتخاذ تشانسوك القرار وهي ناضجة بما يكفي هو ما انتظرته أنا
تحمحمت أقطع صمتنا ثم تركت إحدي يداي تتولى القيادة في حين سارت الأخري نحو يديها المُتشابكتين فوق فخذيها لأقطع ذاك التشابك جاعلاً من أناملي أنا تتعانق مع أناملها ثم رمقتها بنظرة سريعه
"بم أنتِ شارده؟"
"لا شئ"
همست بخفوت و مدت يدها الأخري تُربت فوق كفي بإبتسامة مُصطنعه اختفت تدريجياً و بنظراتها هي شردت بيدينا المُتعانقتين
"نحن لم نخرج في موعد وحدنا منذ ثلاثة أشهر تقريباً"
أخبرتها بذلك و هي همهمت دون أن ترفع عينيها نحوي
علاقتي معها خلت من أي مقابلات بسبب يونغجاي لذا أصبح الأمر يقتصر علي رؤيتها بالعمل و من يتولى توصيلها و إعادتها إلى المنزل هو يونغجاي كي يتأكد من أننا لن نلتقي بسريه و حتي مساء لا نتحدث كثيراً عبر الهاتف لأن كابوسي يونغجاي يظهر من حيث لا ندري و يقطع المكالمة علينا... لكنني مازلت أراه مُحقاً
هو يُعاقبني و بطريقة غير مباشرة يُخبرني بذلك.. إذا أردت لقائها لتتزوج بها و لن يمنعك أحد حينها
"ما رأيكِ أن نذهب في موعد غداً؟"
رفعت حاجبيها بتفاجؤ لتتسع إبتسامتى حين التقت عيناي مع خاصتها ثم أعدت نظري نحو الطريق
"اووه.. يونغجاي لن يسمح بذلك، أنت تعرف هو يرفض الأمر"
بررت بنبرة خافته و رغم إعجابي بتلك النبرة و هدوئها إلا أنه لا يُعجبني كونها حزينة بسببي
" حين نتزوج سوف تُقاطعي يونغجاي لعامين كاملين و لن تُقابليه طوال هذين العامين، هذا انتقامي على ما يفعله بي و بقلبي "
همست بغيظ و دون أن أُبعد عيناي عن الطريق رفعت يدها نحوي أُقبل ظاهرها ثم ضغطت عليها بخفه لأعيدها بمكانها
أقلت أن لديه الحق بما يفعل؟!
تباً له و لما يفعله بل و سحقاً لي أنا الآخر
أكان يجب أن أتصرف بعقلانيه؟! و ما بها الأنانية في الحب؟
" أتعرفين؟!..."
هززت رأسي بجديه لألتفت إليها برأسي أراها ترمقني بنظرة مُتعجبه فـ تنهدت علي ما شعرت به للتو من انكماش بمعدتي و أنا أري تلك النظرة البريئة تعلو عينيها
"سوف نخرج بموعد و إذا استطاع يونغجاي أن يمنعني فـ ليفعل"
بحزم نطقت لأتوقف جانباً حيث منزل جونغ إن لينزل كلينا ثم تعاقدت أذرعنا سوياً لنسير نحو الداخل
و بصوته العالي بدأ السُخرية مني يُشاركه بذلك سيهون
مهما حدث لن يتوقفا عن كونهما مُزعجين
"بحق، ألم تشعري بالملل من هذا العجوز؟ "
جونغ إن ختم سُخريته بكلمات مُزعجة كـ صوته ثم اقترب ليجلس بجانب سيهون الذي احتضن خصر زوجته بحميميه و أمامهما كان يجلس ذاك الثنائي الهادئ
و إن كان هناك ما أنا مُمتن للسيدة كيم بشأنه فهو اختيار هيبا من أجل بيكهيون و هذا ما أردده مع نفسي دائماً
بذلك الوقت أنا أحببتها لكنها كانت الإختيار المُناسب لبيكهيون بينما تشانسوك كانت الإختيار الأمثل لي
بيكهيون لم يكن ليصل إلى هذه الحالة لولا هيبا
أعينه، جسده وحتى كلماته
كل ما به أصبح قادراً علي التصرف كما شخص طبيعي يُدرك ماهية مشاعره و التعبير عنها و ربما تلك كانت إحدي أكبر و أهم أُمنياتي
"متى موعد ولادتك هيبا؟"
تشانسوك سألت بتوتر تحاول التهرب من هذين المُزعجين فـ التفتت إليها هيبا تبتسم بخفه و الإجابة كانت قد تلقتها من بيكهيون الذي اخذ يُمسد بلطف بطن زوجته المُنتفخ في حين يده الأخرى كانت تُداعب خصلات شعرها
"بعد ثلاثة عشر يوماً"
"إذاً سنرى بيكهيون يبكي بعد ثلاثة عشر يوماً؟! هذا رائع بحق"
و سرعان ما سخر منه جونغ إن ليضرب كفه مع خاصة سيهون فلا أي منا قادر على نسيان وجه بيكهيون الباكي حين سمع صراخ هيبا أثناء ولادتها الأولي
هو كاد يفقد عقله بحق رغم أن الولادة كانت يسيره ولا تُشكل خطراً علي حياة زوجته أو ابنه
End pov
__________
"عندما تحصل على طفل سوف تُدرك حينها مشاعر بيكهيون"
والدته سخرت منه تُلقي نحوه نظرة سريعه بينما تقترب منهم لتضع الكعكة أمامهم و خلفها هانييل التي لم تُعلق علي الأمر
"أمي"
و بهمس جونغ إن عاتبها لتتنهد هي ثم تراجعت بخطواتها نحو الخلف قائلة
"لأترككم سوياً و أدخل أنا للإطمئنان علي سويون "
هي انسحبت تاركة لهم المجال لأن يتصرفوا علي راحتهم لتتجه إلي غُرفتها حيث تنام سويون في حين وقف جونغ إن من مكانه ساحباً يد هانييل بـ رقة يرمقها بإبتسامة خفيفه ثم أفسح مكاناً من أجلها كي تجلس
و بعد جُملة السيده داي هيون تلك، الصمت عم علي المكان لبضعة لحظات يُسيطر عليهم التوتر
هانييل خسرت طفلاً من قبل... لم تكن تعرف حتى بوجوده و بسبب حادث صغير فقدت طفلها هي و جونغ إن خاصة و أنها كانت ضعيفه و حملها لم يكن ثابتاً
هذا كان قبل عامين تقريباً و منذ ذلك الوقت هي لم تحمل مرة أخرى
و حتي هذه اللحظه جونغ إن لا يستوعب كيف لوالدته أن تتفوه بتلك الكلمات بالرغم من حرصها علي مشاعر هانييل دائماً
"بالمناسبه، متى ستتزوجان؟"
تشانيول قلب عينيه بملل حين تسائل سيهون بعقدة بين حاجبيه و للصدق هذا الرجل أكثر من يتعامل مع زواج تشانيول كـ الأم التي تخشي أن يفوت إبنتها قطار الزواج
"إذا كانت تشانسوك مُستعده فأنا لا أُمانع هذا"
تشانيول أجابه بهدوء بعدها وقف من مكانه ليضع إصبعه على جانب الكعكه ثم مسحه بوجه جونغ إن تاركاً القليل من الكريمة المخفوقه علي وجنته
"عيد مولد سعيد جونغ إن"
"توقعت هذا من سيهون، لكن أنت"
و كـ شخص تلقي الخيانة لتوه، جونغ إن صاح بصدمه و أعينه اتسعت بخفه لما حدث تواً
هل هذا صدر من تشانيول العقلاني؟!
لكن تشانيول العقلاني كان يحاول التهرب من نظرات تشانسوك المُبهمه
"عيد مولد سعيد جونغ إن "
بيكهيون قهقه بخفه و هو يمسح انامله هو الآخر بوجه جونغ إن بعدما أمسك بها القليل من الكريمة المخفوقه ليتجمد جونغ إن يحاول استيعاب ما حل بوجهه الوسيم للتو
"هل حان دوري؟"
سيهون امال برأسه ببراءة يتسائل و وقف من مكانه ليقترب من تلك الكعكة يقطع جزءاً كبيراً منها فـ هز جونغ إن رأسه بالنفي و هو يزحف بجسده نحو الخلف
"لا تُفكر بهذا حتي"
"و إن فعلت؟ "
إبتسم بـ شر لتتسع أعين جونغ إن و تراجع أكثر ليقع من فوق الأريكة مُحتضناً الأرض و بلحظات كانت تلك القطعه بيد سيهون تُزين وجه جونغ إن
"عيد مولد سعيد جونغ إن"
سيهون همس ببراءة حين ضحك الجميع على ما حل بوجه الآخر فـ استقام جونغ إن بجذعه ليستند بمرفقيه فوق مسند الأريكه و هو يتبادل النظرات بين أبناء عماته
"شكراً لكم يا رفاق"
و بحنق هو هسهس بكلماته ليتلقي من تشانيول و بيكهيون إماءة بسيطه غير مُباليه في حين سيهون ربت علي رأسه و عاد إلى بُقعته يُطالعه ببراءة و كأنه لم يفعل شيئاً
"بالأمس ذهبت لزيارة أبي، بحق منذ متى لم تقوما بزيارة والدتيكما؟"
جونغ إن سحب منديلاً يمسح على وجهه و هو يتبادل نظرات التأنيب بين كلاً من تشانيول و سيهون
و بما أن جونغ إن أكثر شخص يزور منزل الإخوة الثلاث فهو من يتلقى محاضرات بشأن عدم زيارة هذين لوالدتيهما
" سوف أذهب إليها لاحقاً... هذه الفتره أنا مشغول "
تشانيول برر سريعاً و سيهون اومأ هو الآخر
"أنا أيضاً مشغول... اليوم كانت إجازتي الأولي التي أحصل عليها منذ عادت ابنة رئيسي إلى كوريا"
بنهاية حديثه هو ابتسم بجانبية حين شعوره بنظرات ماريا نحوه ليضمها إليه و التفت إلى بيكهيون الذي رفع حاجبيه بتفاجؤ
" هل عادت؟ سمعت أنها كانت ترفض ذلك؟"
"يبدو أن هناك معاهدة أو شيئ من هذا القبيل بينها وبين السيد هيون، لم أفهم جيداً لكنها تتعامل معنا جميعاً و كأننا آلات و صدقني هي أسوأ مما كانوا يصفون"
"بيكهيون، هل هي جميله؟"
ماريا بللت شفتيها بعدما تسائلت و هي ترمق بيكهيون بهدوء فـ عقد هو حاجبيه يتذكر ملامحها
" أذكر أنها كانت كذلك، لم نلتقي سوي مرة واحده منذ سنوات بإجتماع خاص بالعمل "
" لقد قابلتها من قبل بيكهيون، لذا أخبر ماريا هل يمكن الوقوع في حب تلك المرأة أو حتي هي قد تقع في حبي؟"
جونغ إن شخر ساخراً مع كلمات سيهون التي نطق بها ليتلقي التجاهل منه فـ هز بيكهيون رأسه يومئ بتفكير
" تعاملي معها كان خاصاً بالعمل و في الواقع هي أسوأ شخص قد تعاملت معه في حياتي... مغرورة و مُتكبره ولا تُنصت إلى الآخرين، أعرف أنني أصغر منها لكن هذا لا يُعطيها الحق في أن تتعامل معي بإستصغار و بحسب ما سمعت خطيبها السابق تركها بعدما ضاق ذرعاً من تصرفاتها المغروره "
ختم حديثه بحقد مدفون يذكر تلك الصفقة التي عقدها أثناء عمله بشركة كيم و بيكهيون كان كارهاً لحقيقة أن تلك المرأة تتعامل معه بتعالي و ربما لولا أنها تخلت عن والدها بمنتصف الصفقه لكان أنهاها بيكهيون بنفسه... هذا لو كان قادراً علي فعلها بذلك الوقت فالكلمة الأولي و الاخيره كانت للسيدة كيم
"أهي أكبر منك؟"
ماريا شهقت بتفاجؤ فـ أومأ بيكهيون بتعجب
"يبدو أن ماريا تشعر بالغيره من أحدهم"
تشانيول ضحك بخفه لتلتفت إليه ماريا و ضمت شفتيها بخجل ثم أخفضت رأسها تتلاعب بيديها فوق فخذيها
"هي لديها الحق بذلك، أعني أن تحيط النساء بزوجها هذا مزعج"
تشانسوك نبست بحاجبين معقودين و قد تخلل الحقد كلماتها تتذكر شعورها بالغيرة سابقاً حين رؤية تشانيول يقوم بإيصال زميلته بالعمل و رغم أن الأمر مر عليه سنوات إلا أن تشانسوك لم تنساه أبداً
و المجاور لها ابتسم بينما يرمقها من الجانب بنظرة مُحبه و بـ رقة رفع أنامله يدفع خصلاتها خلف أذنها كي يتسنى له رؤية ملامحها أوضح فـ توترت نظرات تشانسوك و ابتلعت ريقها بتوتر
"لكن سيهون يُحب ماريا لذا لا أعتقد أنه قد ينظر إلي غيرها"
جونغ إن دافع عن سيهون بـ ثقه لتتنهد هانييل حين رؤية عبوس ماريا و إحراجها
"أنت لا تعرف النساء... كما يوجد بالرجال من يحوم حول امرأة متزوجه محاولاً تخريب زواجها كذلك يوجد أمثاله بالنساء و ماريا لديها الحق في أن تشعر بالغيره خاصة و كما يبدو أن تلك المرأة تحب نفسها كما تقولون لذا ليست بالنوع الذي قد يقبل الهزيمه"
"إذاً لو اقتربت مني امرأة هل ستشعرين بالغيره؟ "
جونغ إن ابتسم ببرائة و التفت إلى زوجته يتسائل بخبث يُخالف نظراته فـ ابتسمت هانييل بتصنع و رفعت يدها تمسح علي وجنته
" لن أدع للغيرة مكاناً، سوف أكسر أضلاعها و بعدها لنرى إذا كان هناك مجال للغيره "
" اوووه هذا قاسي "
سيهون قهقه بصخب لتومئ هانييل بعزم
"ألهذه الدرجة زوجتي تُحبني؟"
قلبت عينيها بملل حين اقترب منها يتسائل بنظرة غرور اعتلت عينيه ثم تحركت إلي الخلف قليلاً تهمس مُدعية اللامبالاة
" فقط لا أحب أن ينظر أحدهم إلي ما يخصني حتى و إن كنت لا أحبه "
" إنهما نفس الأمر "
تحمحم يحاول جمع ما تبعثر من كرامته فـ ضحكت هانييل بخفه في حين اعترض سيهون سريعاً
"من قال ذلك؟ الأمر يختلف بالطبع... ربما هذا صادم بالنسبة لك لكن لا أحد يُحبك أبداً"
"كلمة أخري و سوف أحشر حذائي بحلقك "
هسهس بإبتسامة مُزيفه ليرفع سيهون حاجبيه بإبتسامة مُستفزه
" و هل تجرؤ على فعلها؟"
تشانيول بهدوء تسائل ليبتسم بيكهيون بخفه بينما ابتسم سيهون بخبث حين امتعضت ملامح جونغ إن
" أنت تتخذ صف هذا المدلل دائماً و هذا ظلم، رجاءً سيد بارك تذكر أنني و هو الأصغر بينكم"
بثبات تحدث جونغ إن مُتصنعاً الجدية بحديثه ليرفع سيهون قدمه يضعها فوق الأخري بـ غرور
"حتي و إن كنت أصغر منهم فأنا مازلت طفل تشانيول المُدلل"
بـ ثقة بصق كلماته بوجه جونغ إن لتتسع ابتسامة تشانيول لأنه و بدون مُبالغه يُصبح مُتعلقاً بـ سيهون بصفة خاصه و كأنه ابنه الحقيقي و تصرفات الآخر تساعده دوماً في الشعور بذلك
"بيكهيون"
جونغ إن التفت نحو المقصود يحاول استعطافه بنظراته فـ هز بيكهيون رأسه و امال نحو هيبا يحتضن جذعها
"لدي أطفال بالفعل، لا أحتاج إليك"
"حسناً هذا كان قاسياً"
سيهون سخر يدّعي تعاطفه مع جونغ إن ليرمقه الأسمر بنظرات حاقده ثم أمال نحو هانييل يستند بذقنه فوق كتفها بينما ينظر إليها بحب
"أنا أمتلك هانييل لذا لست بحاجة إليكم"
"و هل هانييل تتعامل معك كما يفعل معي تشانيول؟ "
سيهون مرة أخرى عاد يُزعجه و دون أن يلتفت نحوه، جونغ إن رفع قدمه و دفعه بقوة ليقع سيهون أرضاً في حين أعين جونغ إن كانت لا تزال تُطالع زوجته بنظرات عاشقه و كأن لا أحد هنا سواهما.. و بلطف هو رفع أنامله نحو خاصتها يُشابكهما سوياً
بعد ساعة و بضع دقائق جونغ إن كان يقف أمام الباب يودعهم و حتي اللحظة الأخيره لم يتوقف هو و سيهون عن الشجار بطفولية و كأن هذا هو ما يساعدهم علي البقاء علي قيد الحياة
جرّ خطواته نحو غُرفته بعدما أوصد باب المنزل و حين دلف إلي الغُرفة هو وجد هانييل تتوسط السرير بينما تضم قدميها إلي صدرها تنظر إلي عُلبة أمامها مُغلفة بإحكام و يبدو عليها الشرود
تنهد مُتذكراً كلمات والدته التي جعلت من ابتسامة زوجته تتلاشى و حتي هدية سيهون التي كانت عبارة عن حذاء أطفال... رغم أن تلك الهديه أعجبته إلا أنه شعر بالإنزعاج من تصرف سيهون فـ ما كان يجب أن يصل به المزاح إلي هذا الحد... ببطئ هو اقترب ليجلس علي السرير بجانبها مُميلاً برأسه فوق كتفها لتنتفض هانييل بفزع مُبتعدة عنه
"اوووه، متي أتيت؟"
تسائلت بتفاجؤ و هو ابتسم ليرفع يده مُداعباً وجنتها بأنامله
"للتو...ما بكِ شارده؟"
قهقه مُتسائلاً فـ ابتلعت هي ريقها و هزت رأسها إلى الجانبين ليشيح بنظراته نحو تلك العُلبة المُغلفه
"هل هذه هديتي؟ اعتقدت أنكِ لم تُحضري واحده"
اقترب بيده من تلك العُلبة محاولاً سحبها فـ دفعته هانييل سريعاً تحمى العلبة خلف ظهرها بعدما جلست مُقابلة له
"لم تتصرفين هكذا؟"
قهقه بتفاجؤ ليميل بجذعه قليلاً محاولاً سحب تلك العلبة منها و معه هي الأخري أمالت تحمى الهدية منه
" هانييل"
رفع حاجبيه بإستغراب فـ جعدت هي ملامحها و هزت رأسها ترفض أن تُعطيه الهديه لتشهق بفزع حين أحاط خصرها بذراعه و سحبها نحوه حتي أصبحت فوق قدميه
أمال نحوها يستند بجبينه فوق خاصتها لترتخي ملامحها و مع حركة أنفاسه علي وجهها هي أغلقت عينيها بتخدر غافلة عن يده الأخري التي زحفت نحو ظهرها حيث تخبئ منه الهدية ليسحبها منها و ابتعد برأسه قليلاً مُبتسماً بإتساع
" شكراً"
رفع الهدية أمام عينيها لتتحركا معها و دون أن يترك خصرها هو وضع الهدية بالفراغ بين جسده و جسدها الذي يعتليه ليشرع بفتحها
"ا انتظر"
صاحت بتلعثم لتضع يدها على العلبة مانعة إياه من فتحها ليتنهد بنفاذ صبر
"لست واثقه إذا كان يجب أن تراها"
عقد حاجبيه بعدم فهم فـ ابتسمت هي ببلاهه
"لقد حاولت صنع كنزتين من الصوف من أجلك و قد نجحت بذلك"
"و هذا جيد"
اومأ برأسه بينما ينتظر أن تُكمل فـ بللت هي شفتيها بتوتر
"و بعد أن انتهيت من الأخيره اوقعت كوب العصير فوقها لذا ذهبت لغسلها سريعاً دون أن أفكر للحظة واحده في طريقة غسلها الصائبه"
"و؟"
ضيّق عينيه بترقب لتضم هي شفتيها بخجل
" لقد انكمشت، لا أظن أنها تصلح لأن تكون هدية لك بعد الآن"
قهقه جونغ إن و هو يراها تُداعب اناملها سوياً بتوتر و بلطف دفعها من خصرها نحوه ليُقبّل جبينها
" لا داعي لهذا التوتر، مازال هناك واحدة أخري صالحة لإرتدائها "
ترك خصرها بحماس ليفتح تلك العُلبه و معه هي حركت عينيها تنظر إليه و إلى نظراته نحو الكنزة التي صنعتها
"اوووه، إنها لطيفه"
انتحب وهو يرفع تلك الكنزة أمام عينيه بإعجاب يرمقها مُعجباً بتناسق ألوانها و الدفئ الذي شعر به حين رؤيتها
" استرخي لقد أعجبتني حقاً"
رفع يده نحو وجنتها يمسح عليها بإبتسامه فـ ابتسمت هانييل بخفه
"انهما متشابهتان لذا لا بأس... لكنها انكمشت كثيراً بم غسلتيها فـ لونها لم يتأثر رغم..."
هو توقف عن الحديث بينما يرفع الكنزة الأخري أمام عينيه يستكشفها و بالنظر إلي حجمها هي كانت تبدو بضعف حجم كف جونغ إن و رغم انكماشها الذي تحدثت عنه هانييل فـ مازالت الوان الكنزة مشابهة للأخري ولا تبدو باهتة و لو قليلاً
" هـ هذه "
همس بتردد و عينيه بتلقائية تحركتا نحو بطن زوجته ليعقد حاجبيه و أشاح بوجهه بعيداً كي لا ينجرف خلف أفكاره ثم يصدمه الواقع
"مـ ماذا يعني.. ذلك؟"
بتلعثم تسائل لتتسع ابتسامة هانييل ثم تسللت يدها نحو كف جونغ إن تحتضنه بين كفيها و من ثم هي قبّلت باطنه لتلمع أعين جونغ إن و هو يراقب كفه بين يدي زوجته
"بمنتصف الشهر الرابع"
هي أخبرته و عينيها ذرفتا الدموع رغم الإبتسامة التي تعلو شفتيها
" لكـ لكن... لا يبدو ذلك"
خائف أن يصدق ذلك... ماذا لو كان مجرد حلم يُسعده من ثم يستيقظ علي واقع بشع أن ذاك لم يكن حقيقه
"الطبيب قال أن هذا بسبب ضعف جسدي..."
نظراته اضطربت حين قالت ذلك و حتي يده ارتجفت فـ أسرعت تحتضن وجنتيه تُثبّت نظراته نحوها
"لا تقلق، الحمل استقر الآن "
همست بخفوت ليميل برأسه نحو اناملها التي تُداعب إحدي وجنتيه بـ رقه و ببطئ التقي جفنيه لتتسرب دموعه هو الآخر
" توقف قبل أن أبكي "
بصوت مُختنق هي همست ليضم شفتيه بعبوس و بذراعيه أحاط كتفيها يضمها إلي صدره
"رجاءً هانييل... أياً كان ما سيحدث لا أريد رؤيتك مُدمرة كما حدث بالمرة السابقه"
هو همس برجاء غير قادر على كبت كلماته بداخله فـ جونغ إن لا يمكنه نسيان كيف كانت هانييل تسير جسد بلا روح بذلك الوقت الذي فقدت فيه طفلها و بالرغم من أنه كان مجرد حادث جونغ إن لم يُلقي عليها اللوم خاصة و أنها لم تكن تعرف بأمر حملها لكن إنكسار جونغ إن كان واضحاً بعينيه و هي لم تستطع تخطي ذلك
لقد تزوجا لسنوات و الحمل استغرق منهما وقتاً... هانييل بالفعل تمتلك طفلة و جونغ إن لطالما تعامل مع سويون و كأنها ابنته لكن هي كانت ترغب بطفل منه هو فـ هذا أحد حقوق جونغ إن و رغبتها هي الأخري كـ امرأة تحب زوجها
" لا تقلق حبيبي... أيضاً هذه المره أنا مهتمة بالطفل و كذلك الطبيب يُتابع معي دائماً"
دفعته بلطف كي يبتعد عنها فـ مسح علي عينيها بعشوائية يطرد دموعه بعيداً حين تذكر أمر الحذاء الذي أحضره سيهون
"سيهون يعرف؟"
اومأت له لتتجعد ملامحه بإنزعاج
"كان يجب أن أعرف أولاً "
" أمي أخبرته كي يكون بجانبي... و أنا من منعته عن إخبارك حتي يثبت الحمل فلا أريد رؤية الحزن بعينيك مرة أخرى بسبب اهمالي"
"هذا لم يكن خطأك لذا توقفي عن ذكر الأمر بهذه الطريقه"
وبخها بينما يحتضن وجنتيها و علي جانب شعرها كان إبهاميه يتحركان بلطف لتبتسم هانييل
كنت أرغب بإزعاجك أياً كانت الهدية التي ستقدمينها لي لكن رؤية حزنك المصطنع هذا جعلني أتراجع و الآن لا يمكنني حتي الكذب و اخبارك ان الهدية لم تُعجبني"
قهقهت هانييل لتُقبّل شفتيه بسطحيه
" إذاً هل نجحت في مفاجئة السيد كيم الذي لا يتوقف عن إفساد خططنا لمفاجئته بعيد مولده؟ "
يديها داعبتا ياقة ثيابه لتُعانق رقبته بعدها و هي تدفعه نحوها حتي تلامس صدريهما و بحذر هي أحاطت خصره بقدميها حينما اومأ هو
"لقد فعلتي"
حرك أنفه ضد خاصتها بإبتسامة مُتسعه لتغمض هي عينيها
" أحبك هانييل "
___________
" الوقت تأخر بالفعل هيبا، دعيه ينام مع والداي الليله "
بيكهيون بصعوبة كان يحاول منع زوجته من إحضار طفلهما من منزل والديه لكن الأخرى كانت مُتشبثة بتلك الفكره أنه لن يتمكن من النوم بدونها علي الرغم من أن الصغير كان نائماً بـ حضن جده براحة
"توقفي هيبا"
قلب عينيه بضجر حين نفت برأسها فـ أمال نحوها ليضع إحدي يديه أسفل فخذيها و الأخري أحاط بها خصرها ليحملها مُتجهاً إلى منزله المجاور لخاصة والديه فـ احاطت عنقه سريعاً و هي تصرخ بخجل.
"انزلني بسرعه"
"لا"
رفض بقطع لتعبس هي
"أنا ثقيله"
همست بخجل فـ ابتسم بخفه حين دفنت وجهها بعنقه تتمسح به كـ هرّة صغيره
" أين ذهب صوتك سيده بيون؟"
قهقه ساخراً و هو يضعها فوق السرير لتبتعد عنه و اختبأت أسفل الغطاء
"بدلي ثيابك أولاً"
نفت برأسها ترفض أن تخرج من أسفل الغطاء فـ تنهد بيكهيون و سار نحو الحمام بعدما اخرج ثياباً له و بعد دقائق معدوده هو عاد ليستلقي خلفها و هو يرفع رأسه قليلاً يستند به فوق كفه في حين مرفقه كان يستند علي الوسادة بجانب رأسها
"هيبا"
همس لتحرك كتفها دون رد
"حبيبتي"
مرة أخرى همس فـ همهمت ليسحب الغطاء كي يستقر أسفله هو الآخر ثم أحاط خصرها بأحد ذراعيه ليدفعها نحوه كي تستقر فوق ذراعه الأخرى التي امتدت أسفل رأسها
"تطلبين مني أن أخسر الوزن رغم أنني لم أكتسب الوزن في حين لم تنظري إلي ما أصبحت عليه بطنك"
همس بإستفزاز و سبابته تصنع دوائر وهميه حيث بطنها المنتفخ لتعقد هيبا حاجبيها و تدريجياً هي استوعبت كلماته لتلتفت إليه مُجيبة إياه بإنزعاج و أنفاسها الغاضبه تضرب وجهه القريب من خاصتها
" أخبرتك أنني فعلت ذلك كي يعتقد يون سوك أننا نعاقبك أنت و أبي علي تعاملكما معه و أيضاً هذا البطن ليس منتفخاً سوي بسببك أنت لذا لا تتحدث و كأنني من فعلت هذا بنفسي"
"حسناً هذا كان جريئاً بعض الشئ"
قهقه بصوت مكتوم لترتخي حواجب هيبا تدريجياً حتى اتسعت عينيها بخفه
" لم... لم أقصد قول.. ذلك "
اومأ بإبتسامة مُستمتعه لرؤية اهتزاز مُقلتيها بخجل محاولة تبرير الأمر و حين لمعت عينيها هو ضحك بخفه
" أمزح معكِ "
ابتسمت هيبا ببلاهه لتتثاءب بنعاس
" هيا نامي"
همس و بخفة ضغط علي ظهرها لتقترب أكثر تدفن نفسها بين ذراعيه و وجهها اختفي تقريباً بعنقه
"تُصبح علي خير هيوني"
همهم بإبتسامة ليرفع يده من ظهرها نحو رأسها يمسح عليه من الخلف بلطف حين همست هي بنعاس تختم أحرفها بـ قُبلة رقيقه حطت علي عنقه جاعلة من جسده يقشعر لملمس شفتيها الناعم
___________
تشانيول توقف بالسيارة أمام منزل تشانسوك و بنفس الهدوء الذي قاد به السياره نزل منها لتقف هي أمامه بملامح أبدت شرودها بأمر ما
"غداً عند التاسعة سوف أمر عليكِ لنذهب إلي موعدنا لذا كوني جاهزه"
رفعت عينيها نحوه تنظر إلي عينيه مباشرةً و بداخلها هي مازالت تحاول إيجاد تفسير لتلك الجملة التي نطق بها
"تشانيول"
همهم و اشاح بنظره حيث خصلات شعرها المتناثرة قُرب جبينها ليرفع انامله نحوها يداعبها بإبتسامة
" هل تعتـ... هل تعتقد أنني لا أرغب بالزواج منك؟"
سألت بتردد لترتفع طرف شفتيها بإبتسامة مُصطنعه كي لا تبدو مُثيرة للشفقه بسبب رغبتها في البكاء بهذه اللحظه
" لا"
"إذاً لم ألقيت اللوم عليّ بتأخر زواجنا حتي الآن؟"
تنهد كونه لاحظ تلك النظرة التي رمقته بها حينها و لم يتفاجأ كونها شرحت الأمر بعقلها بهذه الطريقه
"احصلي على حمام دافئ و لترتخي أعصابك من ثم اقضي الليل في استعادة ذكرياتنا سوياً منذ اللحظة التي التقينا بها بالجامعه حين تواقحتي معي و أثرتي غضبي، حين التقينا بمنزل الجراء للمرة الأولي و حتي هذه اللحظه"
هو تجاهل الرد عليها و بإهتمام كان ينظر إلي انامله التي تُداعب شعرها ليستقيم بجذعه حين دفعت يده بحده بعيداً عنها
" هل تحاول الانفصال عني؟ "
" بل أريد عرض الزواج عليكِ أيتها الساذجه "
ضرب رأسها بسبابته لتُمسدها بألم و هي تُجعد حاجبيها
" أريدك أن تفكري جيداً تشانسوك... رجاءً فكري جيداً و لا تدعي أي شئ يؤثر على قرارك"
همهمت بعدم استيعاب لتغلق عينيها حين رفع ذقنها نحوه بسبابته مُقبلاً شفتيها بـ رقه
" تُصبحين علي خير آنسه تشوي "
همس ببحة خفيفه و إبتسامة جانبيه زينت ثُغره حين ابتعدت هي بخجل و التفتت دون أن تنظر إليه لتدخل المنزل بخطوات مُبعثره توحي بخجلها فـ تنهد هو قبل أن يصعد إلي سيارته يقودها نحو منزله
"عدت؟"
انتفض بفزع حين رؤيته والده نائماً على الأريكة بغرفة المعيشه ليعتدل الآخر و هو ينظر إليه بأعين ناعسه
"لماذا لم تنم بالغرفه؟"
"يبدو أنني غفوت أثناء انتظارك دون أن أدرك ذلك"
تشانيول عقد حاجبيه بإنزعاج و اقترب ليُغلق التلفاز ثم احتضن كتفي والده يُساعده بالوقوف
"أخبرتك سابقاً أن لا تنتظرني هنا فـ قدمك تؤلمك حين تثنيها لوقت طويل"
جعله يجلس علي طرف السرير ثم انحني ليرفع قدم والده السليمه ثم الأخري الاصطناعيه
" لم أشعر بنفسي حين غفوت صدقني لو شعرت برغبتي في النوم لكنت دخلت الغرفة سريعاً "
والده برر سريعاً و هو يعتدل بنومه ليرمقه تشانيول بعدم تصديق لأنه مهما حاول الآخر و مهما قال، تشانيول لن يُصدقه فهذا ما يقوله بكل مرة يتأخر فيها تشانيول
"صدقتك"
شخر ساخراً ليتجه بعدها إلى خزانة ثيابه و بعد أن انتهي من تبديل ملابسه هو عاد إلى والده ليستلقي بجانبه و كـ طفل مدلل هو دفن نفسه بين أحضان والده بينما يُحيط خصره بقوه
"هل عرضت الزواج علي تشانسوك ؟"
"غداً أبي"
اجابه من بعدها تنهد ليُغلق عينيه بنعاس مُستسلماً للنوم فـ أنامل والده تعمل كالسحر حين تلامس شعره تجعله يرتخي تماماً دون شعور
____________
"بالطبع"
اومأ يدّعي موافقتها ثم تحرك يميناً لتتحرك معه
"أرأيت؟ أعني ماذا لو كانت أكبر منك بأعوام هذا لن يمنعها من الوقوع بحبك "
" يمكن ذلك "
رفع حاجبيه يوافقها الحديث بإهتمام مُصطنع و تحرك يساراً لتتحرك معه فـ أغلق عينيه بنفاذ صبر
"كما أنها تتعامل معك بطريقة سيئه بدون مبررات و هذا يعني أن هناك احتمال أنها تحاول لفت نظرك "
"لن نستبعد هذا"
تنهد بضيق و من بين أسنانه هو أجابها يبتسم بتصنع فـ تخصرت ماريا و تحركت معه حين فعل
"لا يمكنني أن لا أشعر بالغيره لأنني أحبك و المشكله أن هذه المرأة تكون ابنة رئيسك بالعمل و... "
" أقسم أن أكثر شئ أنا نادم عليه هو أنني اجبتها أمامك صباحاً، فقط ليتني تجاهلتها و لا بأس من التوبيخ الذي سأحصل عليه لاحقاً"
قاطعها بـ قهقهات غير مُصدقه للحالة التي وصلت إليها ماريا فـ منذ الصباح هي تتحدث عن نفس الأمر و لماذا؟
لأن زوجها انتفض مُجيباً علي اتصال تلك المرأة
" لم تتحدث بهذه الطريقه؟ هل أنت منزعج مني؟ "
سألت بصدمه و معها أعين سيهون اتسعت لذلك العبوس الذي اعتلى شفتيها فـ حرك رأسه إلي الجانبين
"سيهون أنت..."
رأسها اندفع إلى الخلف حين أخرسها بـ شفتيه ليحيط خصرها بذراعيه دافعاً إياها نحوه
"لنتحدث عن أنفسنا قليلاً "
همس بأنفاس لاهثه و لم يترك لها المجال كي تُجيب ليعود إلى تقبيلها مرة أخرى و بلطف هو كان يدفعها إلي الخلف حتي وقعت على السرير ليعتليها دون أن يفصل القُبله
"سيهون، نحن لم نُكمل..."
دفعته بخفه تفصل قُبلتهما فـ هز رأسه بإهتمام مُزيف بينما يخلع ثيابه العلويه و عاد يُقاطع حديثها بـ شفتيه لترتخي بجسدها فوق السرير مُحاصرة عُنقه بذراعيها
"استمعي أنتِ لحديثي المثالي و التزمي الصمت قليلاً سيده أوه"
_______________
بـ اليوم التالي الساعة الثامنه و اثنا عشر دقيقه كان تشانيول يقف أمام والده الذي يضبط له ثيابه بإبتسامة مُتسعه
"لماذا ترفض ذلك أبي؟ أعني تشانسوك لن ترفض هذا و..."
بعقدة بين حاجبيه تشانيول تسائل مُنزعجاً من رفض والده المُستمر للبقاء معه بنفس المنزل بعد زواجه
"تشانسوك لن ترفض لكنني أفعل، ليس و كأنني سوف أكون بمدينة أخري ... أيضاً يمكنني شراء منزلاً قريباً منك"
"و لم ذلك؟ لا أريدك أن تتركني أبي "
احتضن وجنتي والده بتملك رافضاً ابتعاده عنه مرة أخرى و بعبوس امتلأت عينيه بالدموع سريعاً ليتنهد والده و احتضن كفي تشانيول فوق وجنتيه
" ليس و كأنني قادر على الإبتعاد عنك... يمكنك أن تقضي وقتك معي و تشانسوك لن تمنعك من ذلك لكن أنت و تشانسوك يجب أن تكونا علي راحتكما على الاقل ببداية زواجكما و من الأفضل أن تفكر بها بدلاً مني"
تشانيول كاد يعترض مرة أخرى فـ وضع والده قُبلة علي إحدي وجنتيه ثم ابتعد قائلاً
" بعدما تتزوج لنرى هذا الأمر "
و بإستسلام تشانيول همهم له لأنه مهما قال فـ كلمة والده هي الأخيره و هي ما ستُنفذ
خرج من المنزل مودعاً والده و قبل خروجه من السياره هو تأكد من وجود العقد الماسي ذو المظهر الراقي الذي احضره من أجل تشانسوك
"مرحباً سيدتي"
انحني بإحترام لوالدة خطيبته فـ ابتسمت له الأخرى تُجيبه بهدوء ثم ازاحت له الطريق لـ تظهر أمامه تشانسوك بـ فستانها الأحمر الذي يصل إلي أسفل ركبتيها
"أين يونغجاي؟"
تشانيول تسائل بإستغراب لتضحك والدة تشانسوك بخفه
"خرج في موعد مع حبيبته لذا تمني أن لا يلتقي بكما صدفه"
تشانيول ضحك بخفه ثم اقترب ليشابك يده مع خاصة تشانسوك قبل أن يسيرا معاً نحو سيارته
"تفضلي آنسه تشوي"
انحني بـ رُقّي لتبتسم تشانسوك ثم صعدت إلى مقعدها ليتوجه هو إلي خاصته يقود إلى وجهته المقصوده حيث مطعم ذو مظهر بسيط من الخارج
بإبتسامات خجوله تبادلها كليهما اقتربا من ذاك المطعم ليدفع تشانيول الباب بيده و إذ بالعاملين بذاك المطعم ارتصوا على الجانبين لإستقبالهما
"مرحباً بك سيد بارك"
مدير المطعم اقترب يُحييه فـ اومأ إليه تشانيول ليسير كليهما نحو الطاولة الوحيده المتواجدة به
"هل حجزت المطعم بأكمله؟"
سألت بتفاجؤ و هو همهم إليها ليسحب الكرسي إلى الخلف كي تجلس عليه ثم سار نحو المقعد المقابل لها
"لم يكن هناك داعي لكل ذلك "
حكت مؤخرة رأسها بإحراج فـ ابتسم تشانيول بالمقابل و أشار للنادل بالمجيئ يطلب منه المشروبات لـ كليهما
"لا أحتاج إلى مُقدمات فـ كما هو واضح أن هذا الموعد له سبب تعرفينه جيداً"
استند بمرفقيه فوق الطاولة يتحدث بهدوء بعدما وُضعت أمامهما زجاجة نبيذ و معها كأسين فارغين
تشانسوك همهمت له ثم أدارت عينيها بالمكان بتوتر لتتسع ابتسامة الآخر و هو يُراقبها
"أنا أحبك تشانسوك "
رفعت حاجبيها بتفاجؤ و التفتت إليه حين همس بصراحة لتضم شفتيها بخجل
"مشاعري نحوك لم تهتز و لم أتردد في لحظة نحوك و نحو ما أريده بشأنك رغم أن تصرفاتي قد توحي بعكس ذلك"
مد يده نحوها لتنظر إليها بتردد حتى فهمت ما يُريد فـ رفعت كفها نحوه لتحط فوق خاصته
" سابقاً مشاعرك لم تكن ملكاً لي و بذلك الوقت و رغم إدراكي الحقيقه إلا أنني فرضت عليكِ ذاتي و مشاعري حتي حاصرتك... أواثقة أن مشاعرك نحوي ليست بسبب تصرفاتي تلك؟ "
" بالطبع بسببها"
أجابته بهدوء و بعينيها هي كانت تُراقب أناملها التي اخذت تتسرب بين خاصته حتى تعانقتا
" لا يمكنني قول ذلك أن مشاعري تولدت بداخلي دون تدخل منك أو لأنك حاصرتني كما تقول لكنني لست نادمة عليها و كما أنت فأنا أيضاً لا أتردد نحوك، بمشاعري أو ما أفعله معك "
" هناك فارق عُمري بيننا، لا يُمكنني ترك جانب والدي و ربما أنا حذر نحو الكثير من الأمور التي قد تخنقك "
أكمل بجدية لتضغط علي كفه بخفه
" لا أعرف أي حذر هذا الذي قد يخنقني فما أراه منك ليس سوي دفئ يُحيط بي "
"أنا لست مرحاً و أُفضّل الهدوء للتعبير عن نفسي أكثر من الحديث "
" أحب التحدث كثيراً دون أن يُقاطعني أحدهم و بعد انتهائي من الحديث أريد أن تُقابلني تربيتة لطيفه من كفك فوق رأسي تُخبرني ان الأمور ستكون بخير، و ربما ابتسامة خفيفه تُظهر غمازتك التي أحب لتخبرني بها كم أنت تستمتع بما أسرده أنا من أحاديث "
قهقه بخفه حين تحولت نبرتها إلى نبرة جاده بها بعض الحده و كأنها تتشاجر معه من أجله
" صمتك ليس مللاً و إن كان كذلك بالنسبة لك فهو ليس كذلك بالنسبة لي أو للمُحيطين بك... أنت لم تمنحني ذاك الشعور أبداً، أنني مزعجة أو ثقيلة علي أن تتحملني... لم تكن هناك لحظة احتجت إليك بها و لم أجدك بجانبي"
هي ابتسمت نهاية حديثها لترفع عينيها نحوه بلمعان احتلهما
" لا أريدك أن تبتعد عن والدك لأنه ربما أكثر ما يجذبني إليك هو تلك النظرة التي تعلو عينيك و أنت تنظر إليه أو تتحدث معه... نظرتك نحو سيهون، بيكهيون، جونغ إن و حتي زوجاتهم... أحب حينما نكون وحدنا عندما تحتضنني أو ترمقني بنظراتك المحبه لكنني أحب تواجدك بجوار أحبائك و على رأسهم والدك لأن تلك النظرة التي ترمقهم بها تُشعرني أنا الأخري بالدفئ رغم أنني لست المقصودة بها "
بللت شفتيها و حركت عينيها جانباً بتفكير لتعيد بنظراتها نحوه
" كنت أعتقد أنك ربما لم تعد تُريدني أو أن مشاعرك نحوي تحركت قليلاً لكن الآن فهمت ما كان يمنعك عن طلب الزواج مني "
حرك تشانيول عينيه نحو كفيهما ليضغط بإبهامه فوق كفها بخفه من ثم أعاد نظراته نحوها
"لم أُرد أن تندمي على قرارٍ اتخذته في مرحلة مراهقتك"
"لقد قابلت الكثيرين... ليس وكأنني طوال هذه السنوات لم يُقابلني شخص يُعجب بي لكنني لم أكن أري سواك حتي و أنت لست بالجوار... حين كنت طالبتك و الآن بعد أن أصبحت زميلتك بالعمل لم و لن أري سواك...و لأكون صادقة معك لم تمر عليّ لحظة واحده قد ندمت فيها علي الوقوع بحبك "
نمت ابتسامة هادئه علي جانب شفتيه و هو يُراقب تورد وجنتيها الذي يُبدي خجلها رغم ما يُغلّف نبرتها من ثقة و جُرأه
" لن تندمي على الزواج بي تشانسوك؟ "
" سوف أندم على عدم الزواج بك تشانيول "
قهقه حين أجابته تُقلّد نبرته ليستقيم من مقعده ثم اقترب ليقف أمامها و انحني قليلاً بينما يمد كفه إليها
"تسمحين لي بهذه الرقصه آنسه تشوي ؟"
ضحكت بخفه لتستجيب له و بمنتصف ذاك المطعم هو حاصر خصرها بأحد ذراعيه و يده الأخري كانت تُمسك يدها بلطف
" آنسه تشوي... رغم أنني أحب هذا اللقب كثيراً إلا أنني أُفضل لقباً آخر يُثبت أنكِ ملك لي"
تشانيول تحدث بهدوء و ابتسامته الرزينة تلك كانت تعلو شفتيه لتبتسم تشانسوك تُجاريه حديثه
"و ما هذا اللقب يا تُري؟"
أمال نحوها يحتضنها إليه لترتخي برأسها على كتفه بينما يتمايلان علي صوت الموسيقى الهادئه فـ همس بجانب أذنها
" السيدة بارك، ربما؟ "
" هذا إن لم يقتلني يونغجاي قبل أن أصبح السيدة بارك"
تشانسوك قهقهت تُقاطع أحلامه الورديه لتتجعد ملامحه و ابتعد برأسه قليلاً كي ينظر لها
"ها أنا عرضت عليكِ الزواج و سوف نتزوج كما يُريد هو فما حُجته الآن!"
رفعت كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعه ليبتسم تشانيول بـ شر
" فقط سوف أحاول استمالته لي و بعد الزواج سوف أفعلها حقاً"
"ماذا ستفعل؟"
سألته بعدم فهم ليضحك هو بخبث
"هل اعتقدتي أنني أمزح؟ لقد كنت جدياً حين قُلت أنني سوف امنعه من رؤيتك لعامين"
" تشانيول لا تكن طفولياً"
ضحكت بعدم تصديق ليهز رأسه نافياً فهو حتي و إن اعتقد ان يونغجاي لديه الحق بتصرفاته تلك فمازال تشانيول منزعجاً من ابتعاده عن تشانسوك لفترة بسبب أخيها
و على الرغم من المعركة الداميه التي تخيلتها تشانسوك، تلك الليلة انتهت بهدوء حين لمح يونغجاي ذاك العقد الرقيق يلتف حول عُنقها و بترقب هو تسائل عن ما يدور بعقله و بدلاً من شجار قاسٍ تبادل الرجلين أحضاناً دافئه يختبئ في ثناياها نوايا سيئه من جانب تشانيول للرجل الآخر
هو قرر أنه سيمنعه من رؤية أخته لـ عامين و انتهي
End
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top