9
Start
صباح اليوم التالي سيهون إستيقظ و هو يتأوه بألم و تلفت حول نفسه بضياع حيث كان نائماً علي السرير بصورة فوضويه و غير مُريحه
خرج من الغرف و هو يمسح علي عينيه و يتثاءب بنعاس إلي أن تذكر ما قالته سونغ ليزفر بعبوس
و عبوسه قد تلاشي حينما لم يجد لها أي أثر فهي قد غادرت بالفعل
إنضم إلي طاولة الإفطار بأعين متورمه و بيكهيون كذلك أعينه بدت ناعسه و مُتعبه و تشانيول كان يتبادل النظرات بينهما بإستغراب
" أين زوجتك ؟"
السيده كيم تسائلت ببرود
" إنها مريضة "
كذب علي غير عادته و تلك كانت من المرات النادره التي كذب فيها بيكهيون علي جدته لأن زوجته رفضت فتح باب الغرفة من أجله حتي أنها صرخت عليه
سيهون كان ينظر نحو جدته بأعين دامعه ، هو كان يُفكر بشرود فيما فعله كي تتعامل معه هكذا ... و لم ينظر نحو طعامه و لو صدفة
إنحصر في ذكريات الماضي و علي مر السنين هو لم يتواقح أو يفتعل مصيبة كبيرة تتطلب من السيده كيم إلغاء شخصيته و التحكم بحياته الشخصية أيضاً
صعد السلالم بشرود حتي وصل امام شقة بيكهيون و بتردد هو إقترب ليضغط علي الجرس فـ فتح إليه الآخر
" أتيت للإطئنان علي زوجتك "
همس بخفوت فـ تنهد بيكهيون و أشار إليه بالدخول
" هي ليست مريضه "
بيكهيون نبس بهدوء وإستند بظهره ضد الحائط بينما يعقد ذراعيه إلي صدره
" إذاً ما الذي حدث ؟"
" لا أعرف كيف عرفت الحقيقة بشأن الكعكه و أن السيده كيم طلبت بأن تُلقي بالقمامة ... تشاجرنا و هي تحبس نفسها بإحدي الغرف منذ البارحه "
" سوف أتحدث أنا معها "
سيهون تقدم منه و بلا مبالاة بيكهيون أشار إليه نحو الغرفة ليتوجه إليها سيهون و الآخر خلفه
" هيبا ، هذا أنا سيهون "
طرق الباب بخفه لتفتح الباب و سحبته إلي الداخل ثم أغلقت الباب بوجه بيكهيون لينتفض بفزع و عقد حاجبيه بإنزعاج
" تفضل "
أشارت إليه علي السرير فتقدم ليجلس علي طرفه و هي علي الطرف الآخر
" هل ستبقين غاضبة من بيكهيون لوقت طويل ؟"
عقدت حاجبيها من نبرته المُتحشرجه و إقتربت منه بجذعها لترفع رأسه نحوها
" ما بك ؟ هل حدث شئ ما؟"
سألته بإستغراب و إقتربت منه برأسها تنظر إلي عينيه بتركيز
" تبدو كأنك بكيت لوقت طويل "
" ليس بشئ جديد سـ ..."
" سوف تعتادين علي ذلك"
قاطعته تُقلد نبرته حينما أسمعها تلك الجملة سابقاً فـ ضحك كلاهما بخفه ليتنهد سيهون
" السيده كيم ؟"
نظر نحوها بتردد للحظات ثم هز رأسه مومئاً بالإيجاب لتقلب هي عينيها
" ليست جدتي فقط ... ماريا أيضاً "
همس خاتماً حديثه بخفوت و خجل لتعقد حاجبيها تستوعب ما قال ثم أمالت برأسها إلي الجانب تسأله بتقطع
" تقصد بـ ماريا .. ماريا أختي؟"
أومأ بأكتاف مُترهله ثم ألقي برأسه علي السرير ليقع بجذعه فوق الوساده
" إتصلت بها كثيراً البارحه و حتي اليوم ، و حينما أرسلت لها رسالة هي ردت علي بأخري تُخبرني بها أن نتوقف عن كوننا صديقين ثم قامت بحظري "
" و هل أنت مُنزعج لأنها لن تكون صديقتك بعد الآن ؟"
سألته ترفع حاجبيها فعقد هو حاجبيه ثم إستقام بجذعه و أومأ كـ طفل صغير
" أخشي أن تكون جدتي السبب في إبتعادها عني ،ربما هي ليست بخير و أيضاً ..."
تحدث سريعاً ثم توقف يلتقط أنفاسه و عاد يكمل بعبوس
" لقد أخبرتها سابقاً أنه لا يجب أن نكون صديقين لكنها تشبثت بي فلماذا تتخلي عني الآن و أنا بحاجتها و بعدما إعتدت علي وجود صديق يتفهمني و يعرفني كما أنا "
إبتسمت ببلاهه ثم حكت مؤخرة رأسها تُفكر للحظات بما يجب أن تفعله كونها الشخص الذي يعرف حقيقة ما تمر به أختها الأصغر
" ماريا لم تطلب مني عدم إخبارك لذا لا بأس إذا قلت لك ماذا يحدث صحيح ؟"
____________
" أسفه لذلك سيدتي "
" توقفي عن ندائي بـ سيدتي فقط قولي أمي إذا لم تمانعي "
داي هيون ربتت علي كتف الأصغر و إبتسمت بإتساع حينما أومأت إليها الأخري في حين خلفها كان يقف إبنها يُقلد ما تقول بسخرية و يستند علي الحائط بجانبه بينما يعقد ذراعيه إلي صدره لترمقه هانييل بعدم إهتمام و أعادت نظرها نحو داي هيون
" و أيضاً توقفي عن الإعتذار ، صدقيني سويون لا تُتعبني أبداً كما أنني أحب اللعب معها و جوهون لا أفعل شئ له سوي وضع الدواء من أجله و هذا ليس بالأمر الصعب ، إذهبي أنتي لعملك كي لا تتأخري "
همهمت الأخري و إنحنت إليها بإحترام فـ إحتضنتها الأكبر من الجانب و هي تحمل الصغيرة بذراعها الأخري
" أووه جونغ إن ؟ متي إستيقظت صغيري ؟"
داي هيون إبتسمت بحنان و إقتربت منه لينظر نحو الفتاة الصغيرة بين يديها بإشمئزاز ثم إبتسم بجانبيه و رفع رأسه نحو هانييل ينبس بسخرية
" هل من المفترض أن هذا الشئ يكون صغيرتي أيضاً ؟"
والدته هزت رأسها بقلة حيله و توجهت نحو غرفة جوهون تتجاهل إبنها كما تجاهلته هانييل و سارت نحو الباب كي ترتدي حذائها
" زوجتي العزيزة ماذا تعمل ؟ لصة ؟تبيع المخدرات لصغار السن مدللي العائلات الغنية ؟راقصة بملهي أم بائعة هوي ؟"
أمال برأسه و برز شفتيه بعبوس يدّعي التفكير فـ تنهدت هي و قلبت عينيها لتتخطاه و خرجت من الباب
سحب حذاءه سريعاً و ركض خلفها بينما يحاول إرتدائه و باللحظة الأخيرة هو لحق بها قبل أن تصعد سيارة الأجرة ليقف أمامها فارداً ذراعه فوق نافذة الباب يلتقط أنفاسه
" من العيب أن تستقلي سيارة أجرة و زوجك يمتلك سيارة فاخرة كخاصتي "
تحدث بـ ثقه لتضحك بعدم تصديق و أدارت وجهها بعيداً عنه ثم إلتفتت إليه بنظرة حاده تعلو وجهها و خطت نحوه إلي أن حاصرته ضد باب السيارة و إقتربت منه برأسها ليتراجع هو برأسه إلي الخلف حتي أمالت فوقها لسيارة الأجرة
" أنا أتحملك فقط من أجل والدتك و بسبب ما نمر به لكن صدقني أنا قادره علي جعلك تفقد رجولتك و وجهك الوسيم "
هسهست ببرود و بنهاية حديثها رفعت يدها تتلمس وجنته بأطراف أناملها لينكمش علي نفسه بينما ينظر إلي حركة يدها
" بوو "
نبست بها فجأة و بصوت عالي ليصرخ بصوت أنثوي صاخب جعلها تنفجر ضاحكه و دفعته بعيداً عن الباب لتصعد إلي السيارة
أشارت للسائق بأن يتحرك و من ثم أخبرته بالعنوان لتنطلق السيارة تاركة إياه خلفها يقف و يمسح يديه بملابسه بإحراج
" إلي اللقاء زوجتي العزيزة "
لوح ببلاهة صارخاً بصوت عالي و كأن هناك من يسمعه ثم إستدار يعود أدراجه بينما يتلفت حوله بتوتر
" لم يرني أحد "
تمتم لنفسه ثم تحمحم يستقيم بجذعه و عاد نحو المنزل بـ ثقة يدعيها ليحمل أغراضه و مفتاح سيارته مُغادراً إلي عمله
____________
" ااه الآن فهمت "
سيهون أومأ بأعين مُتسعه ثم قهقه بخفه وهو يضم قبضته أمام فمه
" إنها لطيفه "
همس بخفوت و هو يتذكر كيف تجاهلته البارحه مُعتقده أنه يكره صداقتهما كما أخبرته هيبا للتو
" يُمكنني أن أطلب منها أن تلغي الحظر كي تتحدثا سوياً "
" لا ، لا إنسي الأمر أنا سوف أتحدث معها بنفسي ، أرسلي لي العنوان و ... تباً نسيت أمر العمل "
زفر بإنزعاج بعدما صاح بعدم رضا
" لا يمكنني التغيب عن العمل حتي لا تكتشف جدتي الأمر "
تنهدت هيبا و مدت شفتيها إلي الأمام بعبوس تُفكر قليلاً ثم صفقت بحماس
" سوف أخبر السيده كيم أنني طلبت منك أن تُحضر لي شيئ ما "
" سوف تسألك ما هو هذا الشيئ و أياً كان ذاك الشيئ الذي ستخبرينها عنه فسوف تبحث خلفنا حتي تكتشف كذبتنا و هذا قد يتسبب في كارثة "
هز رأسه نافياً الفكرة و مع بضعة أفكار أخري كانت السيده كيم تُشكل عائقاً هو زفر بيأس و غادر الغرفة كي يتوجه إلي عمله حتي لا يتأخر
في حين أن بيكهيون ركض سريعاً نحو الغرفة يضع قدمه عائقاً كي لا تُغلق هيبا الباب
" دعينا نتحدث فما تفعلينه ليس له داعي "
" لا أريد أن أسمعك طالما أنت غبي و لا تعرف كيف تتعامل مع زوجتك أيها المُتحرش "
" مُتحرش ؟"
تمتم بصدمه و رفع رأسه نحوها بأعين إتسعت حينما إستوعب ما نطقت به
" أنا زوجك و ..."
تنهد ليومئ إليها بإستسلام
" أعتذر ، هلا فتحتي الباب كي نتحدث ؟"
حركت عينيها بصورة دائريه تُفكر ثم هزت رأسها نافية
" لا أريد ، رؤيتك بالفعل تُزعجني و سماع صوتك لوقت أطول سوف يُفقدني صوابي "
دفعت الباب بقوة أكبر كي تُغلقه فـ دفعه هو الآخر ليندفع جسدها بعيداً عن الباب و سريعاً هو إقتحم الغرفة
" اخرج هيا ، لا ..."
إقتربت منه قاصدة دفعه فـ أمال بجسده إلي الجانب يتفاداها حتي كادت تقع ليسحبها من خصرها بذراعه و بحركة سريعه حاصرها ضد الباب يُوصده من الداخل و ألقي بالمفتاح داخل جيبه بينما بيده الأخري يُقيد يديها فوق رأسها
" أيها المُتحرش إبتعد عني أو سوف أصرخ ..."
" توقفي هيبا "
صرخ بنفاذ صبر لتنتفض شاهقة بفزع و ضمت شفتيها توشك علي البكاء
" لو كنت أعلم أنك طفولية و مُزعجة هكذا لما تزوجت بك "
عينيها جحظتا تلمعان بصدمه مما قال ثم هزت رأسها بالإيماء
" لا بأس نحن مازلنا بها ، دعنا ننفصل و كلاً منا يعود إلي حياته فأنا الأخري لا أطيق تصرفاتك المُهينه منها و المُتناقضة "
ترك يديها ببطئ لتقع ذراعيه بجانبه و بتردد هو هز رأسه ينظر نحو الأرض بشرود
" لكنني لا أريد "
همس فـ عقدت حاجبيها ليرفع رأسه إلي أن تقابلت عينيه مع خاصتها
" لا أريد تركك ، أشعر بأن هذا خاطئ "
" و لا تشعر بأن تصرفاتك معي خاطئة ؟"
عاد لتردده مرة أخري بمجرد أن طرحت سؤالها ذاك و التزم الصمت لتزفر بضيق و إلتفتت كي تخرج لكن الباب كان موصداً
" إفتح الباب"
تنهدت بضيق هامسة بذلك دون أن تلتفت نحوه، تحاول أن تأخذ بنصيحة تشانيول و لا تبكي لكن هذه العائلة تضغط علي أعصابها حتي تفقد السيطرة عليها
" سيد كيم رجاءً إفتح الباب، رجاءً"
بتعب زفرت لتطلق صراح أنفاسها بصوت عالي و من ثم ضمت شفتيها باكية حينما إقترب منها بتردد و إحتضن خصرها يستند بذقنه علي كتفها
" دعينا نبدأ من جديد، هممم؟"
"نبدأ كي تُعطيني أملاً زائفاً و بدون مقدمات تعود أحمق كما أنت تتعامل معي و كأنني قطعة أثاث تتحكم بها كما تشاء، أو ربما تعتدي علي جسدي مُعتقداً أن لديك الحق بذلك؟"
إستدارت تُعطيه وجهها و هو بدوره أخفض رأسه بخجل يُراجع تصرفاته و يتراجع خطوتين إلي الخلف مُبتعداً عنها فـ رفعت هي رأسها تزفر بشفاهٍ مُرتجفه ليرفع عينيه حتي تلاقت مع خاصتها اللامعه
" سيد كيم أنت لن تتغير أبداً، هذا مستحيل أن يحدث، تصرفاتك توحي بذلك مهما قلت فأنت ستبقي كما أنت... تصرفاتك معي و مع غيري من النساء لن تتغير و لا أعتقد أنه يمكن لأي امرأة أن تتحملك"
إقتربت منه خطوة تنكز يسار صدره بسبابتها
"عقلك ميت تماماً كما قلبك، أنت مجرد جسد تُحركه السيده كيم و أنا لن أقبل أن أحصل علي طفل يتلاعب به كلاكما"
بللت شفتيها ليعود عبوسها مرة أخري و بطرف عينيها الدموع بدأت تنزلق الواحدة تلو الأخري
" لم يمر أسبوعاً علي زواجنا و ها أنا لم أعد أطيق البقاء هنا، أنا لا أطيقك، تراني طفوليه؟ لا بأس دعنا ننفصل و... "
" توقفي عن قولها "
صرخ بحنق مُقاطعاً حديثها فـ شهقت تنكمش علي نفسها
" أنا لا أريد... لا أريد أن أنفصل عنكِ و لا أريد أن أحصل علي طفل يتلاعب به أي شخص "
أغمض عينيه بقوة نهاية حديثه ليفتحهما ببطئ و رفع يديه يُحيط وجنتيها برفق
" أريد أن أتمرد و أقع بالحب، أرغب بحضن دافئ يعوضني عن حياتي البارده... أريد طفل صغير يحصل علي ما أردته أنا طوال حياتي، أباً مُحباً يدللـه و أماً دافئة لا تتخلي عنه مهما قست عليها الحياة"
عقدت حاجبيها لنبرته البارده و المُعاكسة تماماً لحديثه الدافئ فـ هزت رأسها بيأس
" هذا يتطلب مشاعر قوية سيد كيم و أنت لا تمتلكها، أنت تعجز عن البكاء في حين عينيك تقول أنك ترغب بالصراخ حتي تتقطع أحبالك الصوتيه... يجب أن تتحكم بنفسك أولاً "
إبتسمت بخفه و شابكت أناملها مع خاصته تحتضن ظاهر يديه المُحيطه بوجنتيها
" تخلص من قيود السيدة كيم و حينها ستجد الدفئ يُحاصرك "
" لا أريد... السيدة كيم تعني لي كل شئ، فتحت عيناي بهذه الدنيا و وجدتها هي بجانبي تقوم بدور الأب و الأم تخبرني ما الصواب و ما هو الخطأ، في حين تخلي عني والداي هي كانت بجانبي و لا يمكنني خسارتها"
"إذاً توقف عن قول السيدة كيم تريد هذا و ذاك بل قل أنا أريد، أنا بيون بيكهيون أريد ذلك و لا أحد آخر "
عينيه جحظتا بصدمه و سرعان ما تبدلت ملامحه لأخري مُخيفة غاضبه و دفعها بعيداً عنه لترتطم بالباب بقوة فتأوهت بألم
" أنا كيم، كيم بيكهيون و لا أنتمي لذاك الحقير بأي صورة كانت "
" بطاقتك الشخصيه و جميع أوراقك الرسميه تُشير إلي كونك بيون، تخليك عن إسمه لا يعني أنك لست جزءاً من والدك"
صاحت بوجهه و الألم بادي علي ملامحها ليقترب محاولاً دفعها بعيداً عن الباب لتتمسك بذراعيه بقوة تمنعه عن فتحه
" دمائه تسير بجسدك لذا و حتي إن حاولت التخلص من إسمه فمازلت جزءاً منه و إذا قتلت نفسك فسوف يُكتب علي قبرك بيون و ليس كيم لذا تذكر هذا دائماً أنك جزء منه، يمكنك أن تكون مُختلفاً عنه حتي و لو امتلكت إسمه، إذا أردت التخلص من بشاعة ذاك الإسم فلتحاول تحسينه بنفسك و لتجعل من نفسك بيون القدوة و المثل الأعلي في النجاح، طيبة القلب و أسلوب التعامل و بذلك سوف تمتلك نفس كنيته لكن بصورة مختلفه و أفضل تليق بك "
ملامحه لانت مع كلماتها و بنفس جمود ملامحه هو رمقها بتفكير لتبتسم بـ رقه و وقفت علي أطراف أصابعها تحيط عنقه بذراعيها
" دعنا نبدأ من جديد علي طريقتي أنا، لن تخسر السيده كيم و كل ما يحدث داخل حدود شقتنا أعدك أن السيده كيم لن تعلم بأمره، تمرد هنا معي بالشقة و أظهر شخصيتك الحقيقيه و صدقني حينها سوف أحاول التأقلم مع شخصيتك السيئة التي أنت عليها الآن لكن عدني أنك سوف تحاول معي و تلك الشخصية لن تظهر طالما نحن وحدنا "
" و لم تتحملين ذلك؟ "
طرح سؤاله بشرود و بعض الشك يراوده فإذا كانت غير قادره علي تحمل شخصيته فلماذا سوف تحاول التأقلم معها في سبيل تغييره
" أري بيون بيكهيون الحقيقي خلف أسوار كيم يحاول التملص منها لكن تلك الأسوار شاهقة قوية و هذا يعني أن بيون يحتاج إلي مساعدة خارجيه... أثق تماماً أن كلينا يمكنه التأقلم مع الآخر لكن أنا أرغب بالتأقلم معك أنت... شخصيتك الحقيقيه بيكهيون كـ زوجي و ليس حفيد السيدة كيم المثالي "
داعبت بأطراف أناملها خصلات شعره من الخلف و عينيها تراقب إهتزاز مُقلتيه
قلبها تراقص فرحاً و هي تري ذاك التردد بعينيه و شفتيه حيث كلما تفرقتا للحديث تنطبقا ثانيةً و كما تعجزان عن موافقتها ما تقول كذلك تعجزان عن الرفض
" ساعدني كي يستمر هذا الزواج، أنا أجد الزوج المتفهم و الذي يمكن أن تتماشي شخصيته مع خاصتي، و أنت لأساعدك بإيجاد الحب و الدفئ الذي تبحث عنه... إترك لنفسك الفرصه في التغير و لو سراً كي تتمكن من الوصول لذاتك و لتشعر بالسعادة، يجب أن تعرف متي و كيف تبكي، أنا لم أري إبتسامتك لو لمرة بالصدفة... دعني أقع بحبك بيكهيون و اترك لقلبك فرصة كي تقع بالحب، همممم؟ "
همهمت متسائلة ترفع حاجبيها ختاماً لحديثها في حين أعين زوجها كانت تتبادل النظرات التائهه بين شفتيها التي تنطق الحديث بهدوء، رزانة و عقلانيه، و بين عينيها ذات النظرات الدافئة و الحنونه متناسية غضبها تجاهه
" لكن السيده كيم قد تغضب "
" هل أنت غبي أم ماذا؟ قلت أنها لن تعرف بأي شئ مما يحدث بيننا"
هسهست بحده و سحبت خصلات شعره بحقد من الخلف فتجعدت ملامحه بألم لينظر إلي شفتيها التي تعض عليها بغيظ ثم رفع عينيه إلي خاصتها يهمس بتردد
" و... كيف ذلك؟"
"بيننا أنت بيكهيون و أنا هيبا بينما أمامها نحن السيد و السيدة كيم، أمامها أنت بيكهيون البارد خالي المشاعر لكن فيما بيننا سنحاول إكتشاف حقيقتك و حقيقة شخصيتك بعيداً عن الحدود التي رسمتها السيدة كيم... فكر في الأمر سيد كيم...إذا كنت حقاً لا تريد الإنفصال عني فكما تريد إحترام مشاعر جدتك يجب أن تحترم مشاعري و تُراعي كوني أنا الأخري لدي صورة في ذهني لزوجي مختلفة عنك تماماً، أنا وافقت علي هذا الزواج لأنك سابقاً طلبت مني أن أساعدك علي التغير و إذا كنت أنت بنفسك رافضاً لهذا التغيير فلا يوجد بيدي ما أفعله، لا داعي لوجودي بجانبك و لا داعي لتأملي الحصول علي زوج مُتفهم... و لا أعتقد حينها أنك الرجل الذي يستحق أن أتحمل إهانة السيدة كيم من أجله "
توقفت أناملها عن العبث بخصلاته و معها عُقد حاجبيه يستشعر تلك البرودة التي ضربت مؤخرة رأسه، و تدريجياً تلك البرودة أصبحت تضرب بصدره مع إبتعاد هيبا عنه ليسحبها من خصرها يلصقه بجسده مُتشبثاً به بقوة
" لا... لا تبتعدي هكذا دون أن تخبريني "
نبس بتعلثم يضغط علي خصرها بتملك خوفاً من إبتعادها مرة أخرى فـ عادت بقدمها إلي الخلف تتلاعب بأعصابه ليضغط بقوة أكبر جعلت من ملامحها تتجعد بألم و تأوه خافت صدر عنها حينما شعرت بأنامله تكاد تخترق جلدها
" يُـ يُمكننا المحاولة لكن عديني بشئ ما... "
همهمت و هي ترفع يديها تتلمس ذراعه برفق حتي وصلت إلي كفيه تضغط عليهما بخفه كـ إشارة له بأن يُخفف قبضته فـ فعل ذلك بتردد دون أن تبتعد يديه عن خصرها
" قُلتها كثيراً و سوف أكررها مرة أخري... أنا عاجز عن التعامل مع النساء و عاجز عن السيطرة علي نفسي... أقسم أنني متناقض و كأنني شخصين و ليس واحد و يصعب علي فهم نفسي، تارة أريد التحرر من الشخصية التي حددتها لي السيدة كيم لكن حين رؤيتها يتبدل ما بذهني خشية جرح مشاعرها... لن أتغير بسهولة و لن أتغير أبداً إذا كان في تغييري خذلان للسيدة كيم أو جرح لمشاعرها لذا حاولي تفهمي... "
إبتلع ريقه يُبلل شفتيه بعدها ثم اقترب ببطئ يدفن رأسه بعنقها فـ أحاطت عنقه تتلاعب بخصلات شعره من الخلف ليغلق عينيه بتخدر
" لا يمكنني فهم نفسي و قد أزعجك أحياناً لذا حينما أفعل، رجاءً إصفعيني، إلعنيني و إفعلي بي ما تريدين لكن... "
همس بخفوت ليبتعد برأسه قليلاً عن عنقها ينظر نحو عينيها ليكمل
"لا تُمطريني بكلماتك السامة مرة أخري فـ قلبي آلمني ببشاعة و حتي الآن مازلت أعاني من أثر ما قُلتِ... قد أكون مختلفاً عن الصورة التي رسمتها لي بذهنك و قد أكون متناقضاً معك كما أنا مع نفسي لكنني لست آلة، أنا بشري و لدي مشاعر لكن لطالما إعتدت أن تنحصر مشاعري في الخوف... الخوف من خسارة جدتي، الخوف من الزواج بإمرأة مثل والدتي، و الخوف من أن أكون رجلاً حقيراً في المستقبل يتخلي عن أطفاله لأي سبب كان "
" سوف أتحمل تناقضك إذا كان في حضرة أشخاص آخرين لكن إذا كان بيننا فلا يمكنني التحمل و حينها لا تلومني "
قاطعته بعبوس فأومأ بشرود بينما يراقب شفتيها البارزتان للأمام في عبوس لطيف
" اااه بالمناسبة أنا لم أنسي بعد أنكِ قمتي بصفعي البارحه، وجنتي أصبحت زرقاء"
عقدت حاجبيها حينما إبتعد عنها يترك بينهما مسافة و هو يتحدث بخجل
كلتا وجنتيه لم تكونا متورمتان و لا أي منهما كانت زرقاء، حمراء أو حتي خضراء
بيكهيون يُبالغ
"هذا لأنك حاولت التحرش بي سيد بيون "
رفع عينيه نحوها بغضب لتتراخي ملامحه تدريجياً حينما راقصت حاجبيها بتلاعب مُتقصدة نُطق ذاك الإسم و هذا يعني بداية التغيير و بيكهيون يجب عليه التفاعل معها لـيُثبت صدق ما قال
" آسف، لقد تهورت مُعتقداً أنكِ سوف... إنسي الأمر أنا كنت غبي "
تنهد يضم قبضتيه مُحاولاً التغاضي عن إلتصاق إسمه بـ كنية والده الحقيقي و حين ضحكت هيبا بخفه و إقتربت تُمسك يديه
تراخت قبضتيه و مُقلتيه تحركتا نحو شفتيها تُراقبا ضحكتها الرقيقه
" أحسنت! بداية موفقه "
رفعت إبهامها تُبدي إعجابها بتفاعله منذ البداية فـ همهم إليها لتعقد حاجبيها سريعاً
" مازلت لم أسامحك علي محاولة تحرشك بي لذا حقق لي طلب و حينها سوف أسامحك من أعماق قلبي"
________________
مستقيم الظهر ، متساوي الخطوات و واثق النظرات ...دلف البروفيسور كيم المُزيف حيث قاعة المُحاضرات ليلقي بمحاضرته الثانية لليوم
" الصفحة 31 في الكتاب النظري و ال25 بالكتاب الخاص بـالعملي "
أمر بصوت عالي و هو يفتح الكتابين أمامه ثم رفع عينيه نحو الطلاب فـ عقد حاجبيه بخفه حينما لاحظ إختفاء إحدي الطالبات و التي ليست سوي تشانسوك
" يبدو أن شخص ما تغيب عن مُحاضرتي "
تحدث ببرود و عينيه صُوبتا حيث صديقها الذي إبتلع ريقه بتوتر ثم نحو الباب الذي فُتح فجأة من قِبَلها
" أعتذر "
" لم نبدأ بعد لذا سوف أسمح بدخولك لكنها المرة الأولي و الأخيرة آنسه تشوي "
إنحنت إليه عدة مرات مُعتذرة عن تأخيرها لتسير بعدها بخطوات سريعه نحو مقعدها بجانب صديقها
" أين ذهبتي ؟"
" كنت أتحدث مع أخي "
أجابته بخفوت و هي تُخرج أغراضها من الحقيبة لتنظر بعدها حيث صفحات كتبه كي تفتح خاصتها و أذنيها قد بدأت بإلتقاط ما ينطق به البروفيسور بتركيز
صفق بيديه يجذب إنتباههم ثم أخرج حزمة أوراق من حقيبته و إقترب يوزع الأوراق عليهم قائلا
" في مجالنا أنتم تحتاجون إلي خيال واسع أي قدرة علي التخيل و الإبداع "
توقف بجانب الطالب الأخير بمؤخرة القاعه فـ إلتفتوا إليه جميعاً ليشير حيث الأوراق بيديهم كي يُعيد كل منهم نظراته إلي الأوراق بين يديه ففعلوا
" لن يكون هناك إختبار شهري كبقية المواد ، هذه الأوراق الثلاثة بين أيديكم يجب أن تُطلقوا العنان لمخيلتكم بينما تقومون بتصميم خطواتها ، واحدة فقط المشتركه بينكم لأنني أرغب بمعرفة نقاط إشتراككم ،واحدة أخري تبدو غريبة و عشوائية في كلماتها أريد منكم الشعور بالكلمات و ليس فهمها ، و الثالثة كل منكم يجب أن يفهم الكلمات لا أن يشعر بها "
تحدث ببساطة و هو يشير بيديه بينما يسير بين الطلاب حتي أصبح أمامهم فطرقع أصابعه كي ينظروا نحوه فرفعوا رءوسهم
" يجب أن تدركوا متي يجب عليكم إستخدام العقل و متي القلب و كل مشهد ما الذي قد يُناسبه .... في ظهر الورقة الثالثة هناك جمله عبارة عن عنوان قصير يصف قصة و هنا كل منكم يتخيل ما قد يكون مضمون هذه القصة من خلال عنوانها فقط و قوموا بتصميم غلاف صغير لها يُعبر عنها "
مط شفتيه إلي الأمام بتفكير حينما لمح نظرات الطلاب التائهه ثم همهم مومئاً و عاد يصعد الدرجات يتمشي بينهم ببطئ
" في العادة لا أقدم المساعدة سوي لطلاب العام الأول خاصة و أن طلابي يعتادون علي أسلوبي بسرعه لكن لكونكم لستم علي علم بطريقتي فسوف أقدم لكم مساعده "
ضحك بخفه حينما لمعت أعينهم بسعادة لما قال مُتأملين منه الكثير و حينما فرق بين شفتيه كي يتحدث و أعين الجميع موجهة نحوه ، هو إقترب أكثر من الجانب المتواجد به طاولتها لتشانسوك و دون أن تختفي إبتسامته قابل عينيه مع خاصتها لتتراقص مُقلتيها بإرتباك
خطواته كانت تقترب منها ببطئ شديد و إبتسامته اللطيفه لم تُزدها سوي إرتباكاً لتبتلع ريقها بتوتر و فجأة هو أبعد عينيه عنها يعلو بصوته يجذب إنتباه طلابه أكثر، فانتصب ظهرها مستقيماً و عينيها إتسعتا بصدمه حين لامست أنامله خاصتها أثناء مروره من جانبها
نظراتها اقتربت بتوتر من يدها، بشرود تُراقب إصبع الوسطي حيث مازالت تشعر بملمس أنامله و نبضات قلبها أصبحت صاخبة تمنع عنها سماع الأصوات الخارجيه و لم تُدرك حتي متي إنتهت تلك المحاضرة أو التي تليها
كانت بعالم آخر تُفكر بإنتقامه منها الذي يدفعه للتصرف بهذا التهور غير مُبالي بتواجد طلابه و زملائها ، و كيف لقلبها الأحمق أن ينبض مُعجباً بهذا الجنون و التهور رغم إدراكه أن هذا الرجل هنا يتلاعب بها مُنتقماً و كما أنه خائن للرجل الذي تحبه هي
_____________
مساء ذاك اليوم حيث ماريا تجلس بين صديقاتها ، كل منهن تجلس بجانب حبيبها تاركين كُرسياً فارغاً بجانبها
منذ وصولها و الحديث فقط يدور حولها هي و كلما بدلت الحديث هم يلتفون و يتلاعبون بالكلمات حتي يصلن إلي موضوعها هي
" تأخرت؟"
صوت تعرفه جيداً صاح من خلفها بحماس لتتسع عينيها بخفه و رفعت الكأس أمامها تبتلع ما به دُفعة واحده حتي تجعدت ملامحها و إرتجف جسدها مُقشعراً
" مرحباً بك مينهو"
إحدي صديقاتها إنتفضت من مكانها تُلوح إليه بحماس و من ثم أشارت حيث الكرسي المُجاور لـ ماريا
" يون ماريا مرحباً بك "
إحتضنها من الجانب و طبع قبلة سريعه علي وجنتها لتبتسم بتصنع و إبتعدت عن حضنه تصب لنفسها كأس آخر و إرتشفته دفعة واحده لتسعل بوجه أحمر
" ماريا مهما حدث لن تتغير ، لطالما كانت مشاعرها واضحة نحو مينهو "
أحد الفتية نطق ليهز مينهو رأسه بعبوس مصطنع
" تعلمون لم أكن لأمانع مواعدة فتاة أجنبية متوسطة الجمال لكن والدي يرفض إرتباطي بفتاة غير شرعيه كي لا تتلوث سُمعتنا "
ضحكوا بصخب فـ سكبت كأساً آخر لنفسها و رفعته كي تشرب ما به لتشهق بخفه حينما أمسك شخص ما بيدها يوقفها عما تفعل
وقفت تنظر إليه بأعين ضيقه تائهه و غير واعيه ليتنهد الطويل و أسندها من الجانب قائلاً يرمق المدعو مينهو ببرود
" و إن وافق والدك فقد فقدت فرصتك بالفعل لأنها أصبحت ملكي "
أمال بجذعه قليلاً يحمل حقيبتها و سحب هاتفها عن الطاولة ليساعدها في الخروج من المكان لكن مينهو أسرع يسحب يدها لترتطم بصدره
" من تظن نفسك يا هذا؟"
إبتسم ببرود دافعاً يد مينهو بعيداً عن جسد ماريا و حاصرها هو بذراعيه يحتضن جسدها و دفن رأسها بعنقه مُجيباً إياه بثقه و نظرة تحدي
" أوه سيهون ، حبيبها للفتاة الغير شرعية "
To Be Continued .....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top