5
ملحوظه /~حديث باللغه الإسبانيه ~
Start
"سيده داي هيون"
هانييل همست بخفوت و والدة جونغ إن همهمت لها دون إزاحة عينيها عن الشاب المُستلقي فوق السرير و كثير من الأجهزة تتصل بجسده
"وضعتي له الدواء؟"
داي هيون سألت بعد ثواني من الصمت فأجابتها هانييل بسرعه
"نعم، بمجرد أن أحضرته الممرضه "
"أخبرتك، جونغ إن طيب القلب... هو فقط أحياناً يصبح مُزعجاً كـ جدته تماماً"
إبتسمت نهاية حديثها و إلتفتت نحو هانييل التي لاتزال في صراع مع نفسها ترغب بترك هذا المنزل كي لا تتسبب في المشاكل و بالوقت ذاته هي تخشي أن يصيب أخيها الأكبر مَكروهاً
" صغيرتي "
إلتفتت بجسدها نحو الأصغر سناً حتي أصبحت مُقابله لها ثم أمسكت بكلا كفيها سوياً
"لا تُفكري كثيراً بشأن جونغ إن، هو لا يطيق البقاء بالقصر مع عائلة والده ولا يمكنه البقاء بعيداً عني لفترة طويلة لذا بمجرد أن يشعر بالإحباط سوف يعود إلى المنزل"
هانييل تنهدت بخجل لتغمض عينيها و تفتحهما بحركه سريعه
"هل سـتزوجين جونغ إن من أي امرأة تكون بخطر ؟ "
سألت بسذاجه و علي تفكيرها ضحكت داي هيون بصوت مكتوم كي لا تُزعج هذا النائم
" بالطبع لا...أتعلمين ؟.. جونغ إن أيضاً سألني السؤال ذاته... أعلم أن ما فعلته ربما يكون خاطئاً لكن الغريب أنني لا أشعر بالندم و لو عُدنا بالزمن إلي الخلف فـ سوف أوافق علي مساعدتك...لولا أن جونغ إن قام بتسليمك للشرطة لم تكن الشكوك و الخطر لتتزايد نحوكِ لذا هو الآخر له دور في هذه المشكله التي وقعتِ بها أنتِ "
إجابتها كانت أقرب إلى محاولة إقناع نفسها بها فـ حديثها كان مُبعثراً و غير مُرتب
" يبدو أن سويون إستيقظت "
هانييل وقفت من مكانها تتحدث بلهفه حينما لمحت صغيرتها تتحرك في مكانها بغير راحه حيث ذاك السرير الصغير بجانب سرير أخيها المريض
" سوف أهتم أنا بأمرها"
داي هيون أمسكت بيدها تمنعها و إقتربت هي من سرير الصغيرة التي بدأت بـفتح عينيها حتي تقابلت مع خاصة داي هيون لتبتسم بإشراق
"لطيفه"
إنتحبت لتمد يديها نحو سويون التي بدأت تُخرج كلمات غير مفهومه حتي لمحت والدتها لتمد يديها نحوها بعبوس
" يبدو أنه تم التخلي عني"
"سوف أبدّل لها ملابسها أولاً سيدتي و بعدها يمكنك حملها"
همهمت بتفهم و مدت الصغيرة نحو والدتها لتخرج هانييل من الغرفه و خلفها داي هيون التي اتجهت نحو المطبخ لتحضير الغداء
_____________
هيبا pov
ليتني رفضت منذ البداية و لم أضع والدي بهكذا موقف... عينيه كانت حزينه و حديثه مكسوراً و لا أذكر أنني رأيت أبي بهذه الحال من قبل
أربعتنا إجتمعنا حول طاولة الإفطار في هدوء غير مُعتاد فـ حتي ماريا بدت غريبه و حزينه لربما ما حدث أثر عليها هي الأخري
هاتفي أضاء فجأة يُعلن عن وصول رساله لأفتحها أقرأها و إسم بيكهيون كان يعلوها
( هلا تحدثنا بأمرنا؟)
أغلقت الهاتف دون إهتمام و وضعته جانباً فلا أمتلك ثقه حول قراري
حديث السيده سووك والدته لبيكهيون معي بالأمس جعلني أتردد نحو أمر الزواج و كذلك حزن والدي الواضح
لا أريد أن أندم علي دخول تلك العائلة و بالوقت ذاته لا أريد أن أندم علي ترك بيكهيون
هاتفي أضاء بإتصال من بيكهيون يقطع تفكيري لأتنهد ثم رفعت الهاتف أضعه علي أذني
" لماذا لم تُجيبي علي الرساله؟"
سألني بإنزعاج فيبدو أن رؤيتي للرساله دون إجابه أغضبه
زفرت بحنق و أجبته بهدوء ليرفع الجميع رأسه نحوي
"قل مرحباً أولاً سيد كيم و بعدها عاتبني كما تريد"
أبي عقد حاجبيه بإنزعاج ، و أنا الأخري عقدتها لكن بغير رضي من صمت بيكهيون الذي دام لدقائق طويله
"دعينا نخرج في موعد"
اضطرب قلبي لعرضه الغريب هذا فـ بعد هذا الصمت توقعت إعتذار... ربما
"إذا نسيت سيد كيم، أنا ألغيت الزفاف البارحه فلا... "
" دعينا نلتقي و نتحدث بهدوء و عقلانيه و يمكنك بعدها قول ما تُريدين"
همهمت أوافقه لـيُغلق الهاتف بعدما إتفق معي علي الموعد الذي يقلني به
و كما توقعت.. أبي إلتفت نحوي بنظرات الغضب تعلو وجهه و ينتظر تفسير
" سوف أحاول منحه فرصه "
" أخبرتك من قبل أنني لا أمتلك أي شئ ضد بيكهيون و أنه رجل جيد... لكن بيكهيون مازال يمتلك جدته و أنتِ لا يُمكنك التعامل مع هذه المرأة و لا أريد أن أراكِ يتم إهانتك كالبارحه"
صاح يُلقي حديثه كاملاً بوجهي بدفعة واحده كي لا أقاطعه أو أعترض، لكن أبي كان و لا يزال فاشلاً في إخفاء مشاعره و أُدرك أنه بقدر خوفه عليّ من تلك العائلة، هو أيضاً حزين لإنتهاء علاقتي الأولي بهذه الطريقة القاسيه
" هو مُجرد لقاء أبي... و حسب هذا اللقاء سـ أقرر"
"سوف أراقبكما من بعيد"
ماريا ضربت يدها بالطاولة بخفه و بجديه تحدثت لأومئ إليها أنا و والدي بصدمه
هي تبدو غريبه منذ البارحه
End pov
---------------
.بيكهيون pov
مشاعر غريبه تُسيطر عليّ و تُزعجني، و مهما حاولت لا يمكنني التخلص منها
بالأمس كنت غاضباً بسبب شجار وقع بيني و بين الوفد الياباني الذي أتي البارحه للتعاقد مع شركتنا بشأن الفندق السياحي بجزيرة جيجو
إكتشفت أنهم لم يأتوا وحدهم بل الشخص الذي أرسلهم هو عدو الشركه الأول هيو جون جاي
هو لطالما أراد الشراكة معنا لكن هو رجل غير مستقيم و أعماله مشبوهه لذا لا يمكننا قبول الشراكة مع أمثاله
لم أقصد أن أُفرغ غضبي علي الآنسه يون لكن هي ظهرت بوجهي فجأة و أنا لم أعتد علي ذلك
لا أريد أن تأتي إلى مقر عملي طالما ان مجيئها لا يتعلق بالعمل
لكن الحقيقة ... لقد أخطأت بحقها و تماديت بحديثي
رؤيتها تخلع الخاتم و تُلقيه بوجهي كان جارحاً و أكثر إهانة من صفع السيده كيم لي أمام العائلة بأكملها
شعرت حينها بأنني حقير و أنني سوف أندم إذا خسرت هكذا إمرأة
هي لم تكن ضعيفه و لم تخضع لي و لصراخي عليها و هذا ما أريده أنا
قد أكون كارهاً لأن يرفض أحداً ما أقول لكنني لا أقبل أن تكون زوجتي ضعيفه و تقبل بالإهانة و تخضع لغيرها... هكذا إمرأة سوف تُحافظ علي أطفالي مُستقبلاً
لن تتخلي عنهم لأجل مال أو خوف أو لأي سببٍ كان... و الأهم هي لن تتخلي عني أبداً
"عذراً سيد كيم.. السيده كيم تطلب حضورك إلى مكتبها"
السكرتيره انحنت لي بإحترام بعدما سمحت لها بالدخول فـ همهمت و وقفت من مكاني لأخرج خلفها مُتوجهاً نحو مكتب السيده كيم
طرقت الباب و إنتظرت قليلاً حتي سمحت لي بالدخول لأدخل بعدها و انحنيت لها بحركه سريعه مُنتظراً أن تتحدث في الأمر الذي استدعتني من أجله
"لم أتيت للعمل؟"
طرحت عليّ سؤالها لأعقد حاجباي بإستغراب فـ مُصالحة خطيبتي لا تستدعي تغيبي عن العمل
"لأن هناك الكثير من..."
"اترك كل شئ لي و إذهب أنت لـ خطيبتك... لقد حجزت طاولة غداء لأربعة أفراد بمطعم فخم يليق بكم، سوف أرسل لك العنوان"
قاطعتني بحده أي لا تراجع عما قالته
"أربعه؟"
"كيم سيهون و سونغ سوف يأتيان معكما فقط لتلطيف الأجواء"
أنهت حديثها بإبتسامه جانبيه فهي سوف تلصق سونغ بـ سيهون بكل فرصه تتاح لها
لكن لا يُمكنني الإعتذار لها أمامهما... هذا مُهين و سيهون لن يكف عن السخرية مني
" أمرك سيده كيم "
إنحنيت أنسحب بعدها إلي الخلف لتتوقف يداي عن فتح الباب لثواني حينما قاطعتني هي
" إترك العمل الآن و إذهب لشراء هدية من أجل خطيبتك و لا تنسي... لو رفضت العوده لك.."
لم تُكمل تهديدها و قد وصلني مقصدها لألتفت لها مُنحنياً مرة أخرى كإجابه ثم خرجت من مكتبها إلي خاصتي أجمع أغراضي قبل خروجي من الشركه بأكملها
End pov
__________
تشانسوك pov
مكالمه هاتفيه مع أخي الأكبر إستغرقت ساعات يحاول تحسين مزاجي لكن لا فائده
مازلت غاضبه من أمي و لم أتحدث معها حتي الآن، و هي الأخري تتجنب النظر نحوي أو هذا مع تحاول إظهاره لي
أغلقت الهاتف بعدما وعدته أنني سوف أعتذر إلي أمي رغم أنني غير راضيه عن تصرفها
لكن بالنهاية لا أمتلك سواها و هي كذلك و لا يجب أن نتجنب بعضنا طويلاً
إنتهيت من إرتداء ملابسي لأخطو نحو ذاك القصر سبب المشاكل و دخلت المطبخ لأرى الجميع يقف هناك في دائرة يتهامسون حول أمر ما كالعاده و بلا شك هم يتحدثون حول سيهون
هو ليس طفل غير شرعي أو شئ من هذا القبيل... هو مجرد رجل بقلب طفل
لا يمكنه أن يكون بارداً و قاسياً كما تريد جدته لذا تتعامل معه و كأنه مدلل متمرد يسعي للمشاكل حتي زرعت الخوف بقلبه و دفعته للتردد قبل أن يخطو أي خطوة وحده
"توقفوا عن الثرثرة حول السيد أوه"
لا أقول أوه بداعي الرسميه بل لأنها المفضله لدي سيهون
جميعهم إلتفتوا نحوي و علي رأسهم والدتي التي وقفت من مكانها سريعاً و إقتربت مني
واثقه أنها هي من دفعت أخي للحديث معي
"أعدك أنني لن أتصرف بهذه الطريقة مرة أخرى"
دون أي مقدمات هي وعدتني كـإعتذار و احتضنت وجنتاي فـ تنهدت أحتضن خصرها و دفنت رأسي بعنقها
أعلم أنها لن توفي بهذا الوعد لأنها ليست المرة الأولى التي تخطئ بها و تقطع وعداً كهذا... لكنها كانت الأسوأ
"توقفي عن مناداته بـ أوه كي لا تقعي بـ ورطه مع السيده كيم "
عمتي جونغ هي إقتربت هامسه بتأنيب و ضربت يدي بخفه لأبتعد عن والدتي بعبوس
لن أتوقف عن ذلك فهو أوه و ليس كيم
"نحن لم نكن نتحدث عن كيم الصغير بل الأوسط"
عقدت حاجباي حينما تحدثت زميلة أخري لأمي في عملها
لماذا يتحدثون عن البروفيسور بارك فجأة؟!
أردت أن اسأل لكنني كبحت فضولي بصعوبه لأنني أعلم أن أمي لو لم تتحدث فـ ستفعل عمتي شونغ هي
"منذ البارحه يبدو غريباً"
كما توقعت هي لم تتحمل و بدأت الثرثرة عن الأمر، و أنا همهمت لأجلس علي الكرسي حول طاولة تجهيز الطعام مُنتظرة أن تُكمل حديثها
"البارحه السيد كيم بيكهيون تشاجر مع خطيبته و تعرض للرفض من قبلها لذا جمعتنا السيده كيم كعادتها و قامت بتوبيخه أمامنا لكن ما لم يكن في الحسبان هو أن يضحك السيد تشـ أقصد كيم تشانيول في حضرة العائلة"
مجرد ضحكه؟!
أهذا ما يُثير ريبتهم؟
"صباحاً هو لم يتناول الفطور معهم و السيده كيم لم توبخه بل هي حتي لم تعطه أهميه بسبب وجود السيد كيم جونغ إن هنا "
حسناً هذا غريب بالنسبة لعائلة كيم
" منذ قليل هو كان مُتجهاً إلي عمله و كان يتحدث إلي نفسه بخفوت و كأنه شخص مجنون... يا إلهي هو فقد عقله تماماً "
بنهاية حديثها صاحت بفزع و ضربت أمي علي كتفها بخفه تحثها علي الحديث، و أنا هنا مازلت أحاول إستيعاب الأمر
" إقتربت منه لأسأله إذا كان بخير لكنه لم يُجيب "
" هذا لأنه وقح لا شئ جديد "
قاطعت أمي بسرعه و تلقيت منها ضربه قوية وجهتها إلي جبيني بواسطة ابهامها و الوسطي
مؤلم!
"لم يتجاهلني هو لم يكن حتي واعياً لما يدور حوله حتي إرتطم بالباب و وقع أرضاً... الإرتطام كان قوياً فـ أنفه ظل ينزف لعدة دقائق "
همهمت أدّعي اللامبالاه لكن لن أكذب فـهذا يبدو غريب خاصة و أنه بارك و ليس سيهون
"يا إلهي، لقد تأخرت... إلى اللقاء أمي"
تحدثت علي عجل بينما أسحب تفاحة من سلة الفاكهه المتواجده فوق الطاولة ثم عدت أدراجي مرة أخرى
" صحيح، اليوم موعدي مع الصغير جيسونغ لذا سوف أتأخر بالعوده"
لم أنتظر ردها و ركضت إلي الخارج لأنني متأكده أنها سوف تتحدث طويلاً حول قوانين السيده كيم و ينتهي بتحذيري من التأخير بلا بلا بلا
خرجت لأسير مُتوجهه حيث محطة الحافلات و عند المنعطف الأول رأيت سيارة ليست غريبه عني فـ لطالما رأيتها داخل حدود بوابة القصر
و لم أكن مُخطئة حينما رأيته يجلس بجهة السائق و يديه تمسح علي أنفه بخفه مع تجعيده لحاجبيه بقوة
إقتربت بتردد نحوه كي أسأله إذا كان بخير لكن باللحظه التي إستدار بها نحوي و تقابلت عيناي مع خاصته، تجمدت بمكاني
مشاعر غريبه داهمتني مشابهه للخوف ربما، و نظراته تلك وترتني فهي لم تكن مفهومه
أزحت عيناي عنه سريعاً بعدما وعيت علي نفسي و إلتفت بجسدي أسير في الجهة المُعاكسه إلي أن سُحبت إلي الخلف لأشهق بفزع بعدما قابلني هو
نفس النظرة الغريبه تلك يرمقني بها و شفتيه تنفصلان بثانية و أخري... يرغب بقول شئ لكن لا يقول
"أ أنت بـ.. خير ؟"
سألته بتلعثم حينما طالت نظراته و همهمته كانت مُتأخره و إستغرقت ثواني و كأنه كان يستوعب سؤالي
"عذراً سيد بارك لكن لدي مُحاضرة"
"كيم"
صحح لي بسرعه و كأنه وجد فرصة للتحدث لكنه سرعان ما ضم شفتيه يعجز عن نطق ما يريد
"أياً يكن"
رفعت كتفاي بلا مبالاه و تراجعت إلي الخلف خطوة بينما أسحب يدي التي لاحظت للتو أنه كان يُمسك بها فـ حرك هو عينيه حيث يدي التي تبتعد عن خاصته لأنظر إليها أنا الأخري
"عذراً"
إنحنيت برأسي بخفه و إستأذنت أنسحب من أمامه و تنهدت براحه بعدما قطعت مسافه طويلة بعيدة عنه مُعتقده أنه لن يوقفني مرة أخرى لكنني كنت مُخطئة
"تشوي تشانسوك"
نادي إسمي بصوت عالي لأزفر بحنق ثم إلتفت نحوه بإبتسامه مُصطنعه و ها هو تردده يعود مرة أخرى
" إذا لم يكن هناك شئ تريد قوله فـ لتسمح لي بالذهاب"
نظر إلي قليلاً كأنه يحاول التحدث بعينيه بدلاً من شفتيه العاجزة عن إخراج الحديث لكنه سرعان ما إستسلم و أغمض عينيه و هو يسحب نفس عميق
و بشكل غريب قد أشفقت علي حالته هذه
"يمكنني إيصالك إذا أردتِ"
"لا، شكراً لك "
رفضت بإحترام و ركضت بعدها مُبتعده عنه كي لا يناديني مرة أخرى
لم هذا الـ بارك يظهر في وجهي بالوقت الخاطئ؟! لقد تأخرت علي مُحاضرتي الأولي بالفعل و هو السبب
End pov
_________
سيهون pov
أقف أمام مرآتي أعدل ياقتي حتي شعرت بذراعيها تُحيطان خصري و رأسها تدفنه بظهري
وضعيه لطيفه و دافئة لطالما تمنيتها لكن ليس منها، إنها تُفقدها دِفئها لتصبح أكثر الوضعيات سوءاً و أكثرها كُرهاً علي قلبي
" إنتظريني بالأسفل حتي أنتهي"
تحدثت بهدوء و قد تشابكت ربطة عنقي بسبب عنفي في التعامل معها، و كما توقعت...
هي لم تهتم و أدارتني نحوها مُتجاهله حديثي لتتولي هي أمر ربطة العنق
"بعد زفاف بيكهيون مُباشرة فلنناقش أمر زواجنا"
"لن أتزوج قبل كيم تشانيول و كيم جونغ إن، هما الأكبر و... "
حُجتي لتعطيل هذا الإرتباط هما تشانيول و ذاك الحقير جونغ إن... لكن هي لا تهتم لهذه الأمور و جدتي كذلك لن تهتم طالما الأمر يتعلق بزواجي من سونغ
"جدتي لن تُمانع الأمر فهي تتوق شوقاً لليوم الذي نجتمع به أنا و أنت بمنزلٍ واحد "
قاطعتني بلا مُبالاه و طبعت قُبله سريعه على شفتاي
لأقلب عيناي بإنزعاج واضح لعلها تفهم أنني لا أتقبلها
هي تتقصد دائماً ذكر جدتي وسط حديثنا كي تُخيفني... إسمها يكون كـ تهديد غير مباشر لي بأن أصمت فالكلمة الأخيره هي لجدتي
سونغ تُحبني بصورة كبيرة و لطالما تمنيت هكذا حب لكنها لا تحترمني و هذا يجعل حُبها نحوي ناقصاً
تُريد إمتلاكِ و لو كان غصباً عني و تريد سرقة قلبي بقسوة و إن رفضت فستكون جدتي وجهتها لتشكوني لها
أي امرأة هذه التي تتعامل مع الشخص الذي تُحب بهذه الطريقة؟!
بكل مرة هي تأتي إلى القصر تمكث معي بنفس الشقه و ما يثير السخرية هو أنها لديها الصلاحيه بمناداتي بإسمي دون تكلفه و الإلتصاق بي أمام الجميع دون خجل
هي كذلك تملك مُفتاحاً لشقتي و الجده هي من أعطتها إياه
هي متزوجه بي تقريباً فلا ينقصنا سوي أن نتزوج ورقياً و يجمعنا سرير واحد لكن عدا ذلك هي تتصرف معي كزوجتي
تتصرف بملابسي و طعامي، مواعيدي و حديثي، تُقبلني عند عودتي من الخارج بصفه دائمه و حينما تريد أن تفعلها، و تلتصق بي
هذا مزعج
لا أريد أن أتزوج... ليس هي علي الأقل
الا أمتلك الحق في إختيار من أُكمل معها بقية حياتي؟!
"أريد دخول الحمام"
حجة أخري لعلي أتخلص منها و أختلي بنفسي قليلاً، و ما كانت سوي أنها إبتسمت بخجل و طبعت قبله علي وجنتي لتخرج بعدها
"سوف أنتظرك بالسيارة حبيبي"
بطريقها سحبت مفاتيح سيارتي لأزفر بحنق... لا أحب تصرفاتها
هذه سيارتي أنا، شقتي أنا و شفتاي أنا
تنهدت مرة أخيره لأضع الكثير من العطر حولي كي لا تلتصق بي رائحتها كما يحدث عادة فـ علي الأقل لـ يكون عطري المُسيطر و ليس خاصتها
طفولي؟!
لست كذلك... من مر بما مررت به أنا و من جرّب شعوري هذا سوف يُدرك أنني لست طفولي بل هذا أمر طبيعي لأُفكر به
بينما أضع العطر علي ياقتي و أضبطها بعدها، لمحت جرح صغير علي ظاهر كفي
لا أذكر أنني... مهلاً
ربما جُرحت البارحه و أنا أقوم بتخبئة تلك الفتاه خلف باب المكتب
بِـ ذكرها هل هي بخير؟
هل مازالت حزينه لما قلته أنا؟!
نادم علي قول تلك الكلمات القاسيه لها فـ مهما حدث لم يكن يجب أن أردعها عن رؤيتي أو التحدث معي عن طريق جرح مشاعرها
لكن عقابي كان إهانة بيكهيون لي أمام خطيبته... لن أنكر أنني دعيت عليه داخلياً حينما أهانني بتلك الطريقه و تمنيت لو يمر بنفس إحراجي
لكن عند رؤيته يُصفع من قِبَل جدتي و أمام العائلة، عمتي داك يونغ، سونغ و كذلك الخدم شعرت بالحزن لأجله
بيكهيون لا يستحق أن تعامله جدتي هكذا.. هو يحبها و أكثر من يخشى أن تغضب أو تحزن لذا لا بد أن مشاعره جُرحت بسبب صفعها له بتلك الطريقه و أمام الجميع
في الواقع... باللحظه التي إرتطمت بها يدها بـ وجنته رغبت بالبكاء و مشاعر الغضب نحو بيكهيون تبددت
أردت الركض نحوه و معانقته... أردت أن أُخبره بأنه لا بأس أن يبكي بدلاً من التجمد بمكانه يعاني مع مشاعره الحزينه و يحارب دموعه.
لكنني تذكرت... الجميع سوف ينعتني بالطفل أو الضعيف و لن يقدّر أي منهم هذه المشاعر الدافئة التي تُعد جريمه بالنسبة لهم
خرجت من الشقه أُغلق الباب خلفي لأنزل بعدها مُتوجهاً نحو سيارتي حيث تنتظر سونغ لأعقد حاجباي حينما رأيتها تجلس بمقعد السائق
"مقعدي"
أشرت لها بإحترام كي تنزل و فتحت الباب لها كي تخرج فـ إبتسمت بتلاعب تُثير غيظي و سحبت الباب بقوة لتغلقه
"سوف أتولي القياده، أنت تقود ببطئ كأنك تخشي أذية الأرضية"
الجزء الأول من الجمله كان يفي بالغرض، لمَ يجب أن تقلل مني
هي لا تمزح، أنا لست كما بيكهيون أو تشانيول
يمكنني تحمل المزاح لكنها تتقصد إهانتي و التقليل مني مُعتقده أن هذه طريقة جيده لجذبي
لكن أي رجل هذا الذي يحب امرأة لا تراه رجلاً كاملاً؟
صعدت حيث المقعد المجاور لها و حينما بدأت ثرثرتها تجاهلتها أنا لأُلقي رأسي علي النافذه بجانبي و أغلقت عيناي بينما أزفر بصوت عالي أخبرها بطريقة غير مباشرة أنني منزعج
لكنها لطالما تجاهلت حديثي الغير مباشر أو ربما هي غبيه علي أن تفهمه
حينما أوقفت السيارة بالمكان المخصص للسيارات ادّعيت الغباء و خرجت من السيارة أسير نحو المطعم ببرود مُتجاهلاً إنتظارها لي كي أفتح الباب من أجلها
عذراً لكن السائق هو من يتولى فتح الباب آنستي
"حبيبي، لقد نسيت أن تفتح الباب لي"
ركضت تتشبث بذراعي و هي تهمس بخجل و ادّعيت أنا الصدمه و همست لها بوجه أجاد تصنع الأسف
"أعتذر، ربما الجوع أثر عليّ"
توجهنا إلي الداخل ليدلنا النادل حيث طاولتنا، و بيكهيون و خطيبته لم يصلا بعد لذا سرت بخطوات واسعه أسبقها لأسحب كرسياً من أجلها أدّعي النُبل لكنني أردت أن أجعلها تجلس أولاً كي تتاح الفرصة لي بالجلوس مقابلاً لها كي لا تُمسك بيدي أسفل الطاولة كلما أرادت
أكره حينما أفكر بأنني أستغلها أو أنني قد أجرح مشاعرها يوماً، لكن بالوقت ذاته أنا أعجز عن مُبادلتها مشاعرها
لطالما كنت واضحاً معها و لم أرسم لها آمال مُزيفه لكنها لم تبتعد عني
و حينما حاولت أن أتفهم مشاعرها و محاولة مُبادلتها هذه المشاعر وجدتها أسوأ
اكتشفت أنني لا أستطيع و هي الأخري اعتادت علي إهانتي بمزاحها الثقيل و تهديدها الغير مباشر لي حينما تذكر جدتي بالحديث
أصبحت جميع مواعيدنا عبارة عن إزعاج منها و ملامسات بلا حدود و تصنع و إدعاءات مني
علاقه فاشلة و هذا واضح لكن الجميع يتجاهل هذه الحقيقه
"أعتذر على التأخير"
إبتسمت بوسع حينما تحدثت هيبا خطيبته لـ بيكهيون لأهز رأسي نافياً
هي لطيفه، ودوده و رقيقه و بالوقت ذاته امرأة قوية... لن أنكر إعجابي بها باللحظه التي ألقت بها الخاتم بوجه بيكهيون
"أين بيكهيون؟"
"أبي هو من أوصلني و ليس بيكهيون"
مسحت علي شعرها بإحراج فـ همهمت مُتفهماً... لا شك أن السيد يون مازال غاضباً و حزيناً لما حدث بالشركه البارحه
"إنه كيم بيكهيون، السيده كيم لن يُعجبها حديثكما عنه بدون رسميه"
سحبت نفس عميق و زفرته بصوت عالي لأضرب بيدي فوق الطاولة و أنا أستدير بجسدي نحو الباب مُتجاهلاً سونغ و أسلوبها الوقح في الحديث
من الأفضل مراقبة الباب حتي وصول بيكهيون
"من أنتِ؟"
" سونغ؟ حبيبة سيهون "
أجابتها بإستغراب كونها عرّفت عن نفسها لها سابقاً، إلتفتت نحو هيبا التي رمقتني ترفع حاجبيها بإعجاب و بدوري هززت رأسي إلي الجانبين بخفه نافياً ما قالته الأخري فـ ضحكت هيبا بخفه و أعادت أنظارها حيث سونغ التي تبتسم بـ ثقه و الغرور تجسد بـ جلستها
" سيهون، ما رأيك أن نذهب إلى الأسواق الشعبيه بعد الغداء؟ اعرف مكاناً يصنع العصير المُثلج سوف ينال إعجابك"
تجاهلت تواجد سونغ بالكامل و تحدثت معي براحه، تبدو غير مهتمه لتهديد سونغ بإخبار الجده
أعتقد أن بيكهيون يحتاج امرأة مثلها بحياته لا تخشي أحد و لا تهتم لتهديدات الآخرين
مختلفه عن والداتنا
" إنه كيم سيهون "
تبدو كجاسوس أرسله جدتي لتراقب الأحداث ليس إلا
"الأسواق الشعبيه تكون مُكتظه بالكثير من الأشخاص و هذا لن ينال إعجابك سونغ لذا يمكنك العوده إلي القصر"
إبتسمت لها بتصنع لتعقد حاجبيها بإنزعاج و استندت بجذعها ضد مسند الكرسي عاقدة ذراعيها إلي صدرها، مُنزعجه من تجاهلي لما قالت
" لا أحب أن يتحكم أحدهم بموعدي الخاص و أنت لن تذهب إلى أي مكان دون إذني "
أحكمت قبضتي بغضب و إلتفت نحوها علي وشك الصراخ في وجهها دون مبالاه لأي عقاب لكنني أُلجمت أعقد حاجباي بسبب نظرات ذاك الشخص بالطاولة التي أمامي
تبدو كـ فتاه من ملابسها و أطراف شعرها البارزة من خلف ذاك الوشاح الذي ترتديه بينما رأسها يتحرك بكل جهة تتفحص طاولتنا و كأنها تُراقبنا
و لم أكبح إبتسامتي حينما إكتشفت هويتها... يبدو أن عائلة يون تخاف علي صغيرتهم لذا أحدهم قام بإيصالها و الأخري تُراقبها
"أريد الذهاب إلى الحمام"
إستأذنت مُتغاضياً عن الرد علي سونغ فهي لا تستحق أن أتعرض لإهانة من الجده بسببها
و من ثَم وقفت من مكاني أُغلق زر بدلتي و تقصدت أن أنظر إليها بينما أسير نحوها حتي تحركت عينيها نحوي بحركه سريعه و أبعدتهما ثم إلتفتت إلي مرة أخرى بعدما لاحظت نظرتي تجاهها
إبتسمت بخفه لتتسع عينيها حينما أدركت انها كُشفت و وقفت من مكانها بتوتر قاصده الهروب لكنها تأخرت فلم يعد يفصلنا سوي خطوة واحده خطوتها أنا سريعاً و تفاديتها أسير بخطوات سريعه نحو الحمام و يدي تمسك بخاصتها أسحبها خلفي حتي وصلنا حيث حمام الرجال و بدون تفكير في العواقب سحبتها معي نحو الداخل و أدخلتها خلف أحد الأبواب لأغلقه بإحكام ثم إلتفتت نحوها
"آنسه مـ..."
توقفت عن الحديث و إبتسامتي مُحيت حينما لمحت لمعة عينيها تُنذر ببكائها لتتسع عيناي بصدمه
"مـ ماذا حدث؟"
~أنا لست كما تعتقد~
عقدت حاجباي بعدم فهم حينما غمغمت بكلمات لا تمد للكوريه بـ صِله فـ اقتربت منها خطوة لأتراجع اثنتين حينما انفجرت باكية و كلتا يديها تضغط بها علي فمها تمنع صوت بكائها من الخروج
"أنا لست كما تعتقد"
مرة أخرى هي تحدثت لتضيق العقده بين حاجباي أحاول فهم كلماتها المُبعثرة
كما أعتقد؟! ماذا أعتقد أنا و...
تلفتت حولي و حديثي معها البارحه دار بعقلي و كأنني قلته للتو
حمام رجالي أغلقته علينا و البارحه فقط قلت بأنها فتاه غير شرعيه فماذا قد تُفكر هي؟!
"لا، لا.. أنتِ فهمتي الأمر خطأ.. حسناً اهدئي و لنتحدث بعدها"
همست مُحاولاً تهدئتها و إبتعدت بخطوات ألتصق بالحائط خلفي مُنتظراً أن تهدأ و قد راعيت المسافة بيننا كي لا تخف
"أنا لا أُفكر بكِ بسوء و لا أنظر لكِ بـ دونيه"
وضّحت لها بعد دقائق قليلة كي تهدأ و إلتفتت برأسي بعيداً عنها، كلما تداركت الموقف أشعر بالإحراج أكثر
أين ذهب عقلي حينما سحبتها معي إلي الحمام؟!
أغلقت عيناي و أمسكت بطرف بذلتي بقوة بينما أشتم نفسي داخلياً علي هذا الموقف حتى سمعت قهقهاتها المكتومه لأفصل بين جفوني بخفه و رفعت رأسي نحوها بتردد
و بغباء إبتسمت بينما أراقب عينيها الدامعه تُغلق بضحكه مكتومه و هي تُناظرني
"ما الخطب؟"
سألت دون أن تُمحي إبتسامتي فـ هزت رأسها نافيه
"وجهك تورد من الخجل"
همست بخفوت لأحتضن وجنتاي سريعاً أستشعر حرارتهما ضد كفاي
هذا محرج!
"كيم سيهون ،أنت بالداخل؟"
إلتفت كلينا بأعين مُتسعه نحو الباب حينما طُرق و تلي ذلك صوت بيكهيون القلق و سرعان ما وضعت يديها علي وجهها تبكي من جديد
"نـ نعم"
"تأخرت، هل أنت بخير؟ "
"لا تقلق، معدتي تؤلمني قليلاً... يمكنك إنتظاري علي الطاولة و سوف ألحق بك سريعاً "
حاولت التحدث بهدوء و أشير إليه بحديثي بالعوده كي لا ينتظر و بيكهيون لم يُزد حديثاً فوق حديثي و خرج من هناك لأتنهد براحه بعدما سمعت صوت إغلاق الباب الخارجي
مددت يدي أفتح قفل الباب و أطللت برأسي إلي الخارج حتي لمحت رجلاً يغسل يده فأغلقت الباب سريعاً و وقفت بمكاني السابق أترك بيننا مسافة
"إهدئي رجاءً، بيكهيون رحل و أنا لن أفتعل بكِ شيئاً سيئاً"
همست بخفوت محاولاً تهدئتها لكنها لم تكن لتهدأ بسهوله... مُحقه فـ لو اكتشف أحدهم أمرنا و بمكاننا هذا فـ سيقع كلينا في ورطة و هي كـفتاة سوف يُسيئ هذا إلى سُمعتها
"لا تقلقي، لن يراكِ أحد، أعدك بذلك "
همست مرة أخرى و اقتربت بتردد أمسح وجنتيها بأطراف أناملي كي لا تخشى لمساتي
و حينما تقابلت عيناي مع خاصتها اللامعه توترت لأبتعد عنها و فتحت الباب أراقب المكان بالخارج حتي تأكدت من عدم وجود أحد
و دون أن ألتفت نحوها مددت يدي إليها لـتُمسك بها ثم سرت إلي الخارج أسبقها بخطوات بسيطه كي أتأكد من أمان الطريق إلى أن وصلنا إلى الفاصل بين حمام الرجال و النساء حيث لن يُشك بنا أحد
"أعتذر، لم أقصد إخافتك و لم تكن لدي أي نية سيئة نحوك، أنا فقط أردت الإعتذار عما قُلته البارحه"
إنحنيت طوال حديثي أعتذر من أعماق قلبي ثم اعتدلت لألمح الصدمه بعينيها و أكملت بصدق
"ما قُلته البارحه لم أقصده أبداً و لا أهتم بـ..."
"لقد قلتها و هذا يعني أنك فكرت بها أو علي الأقل رأيتني و لو لمرة واحده بتلك الصورة "
قاطعتني بـِ حده تلتها بـ لكمه مؤلمه وجهتها إلي معدتي لتركض بعدها إلي الخارج تاركة إياي خلفها أتأوه بألم
قبضتها ليست بـ مزحه
End pov
________
سيهون توجه نحو الطاولة بـ عقدة بين حاجبيه و رأسه يتلفت حيث ركضت تلك الفتاه ذات الحديث المُبعثر و المُتلكئ لكنها كانت قد بدّلت طاولتها إلي أخري بعيده عن أنظاره
"تأخرت لذا طلبت من أجلك"
سونغ هتفت بإبتسامه مُتسعه و بلا إهتمام هو همهم لها و عينيه تنظر من حوله بحثاً عن ماريا
"آسف"
بيكهيون أمال نحوه يهمس مُعتذراً ثم إعتدل بـ جلسته دون أن يلحظ أحدهم ما حدث عدا سيهون الذي إبتسم بوسع مُتناسياً ألم معدته
بيكهيون لا يحتاج إلى شرح سبب إعتذاره و سيهون لم يكن أحمق كي لا يُدرك أن الآخر اعتذر عن حديثه معه باليوم السابق
"سوف نذهب إلى السوق الشعبيه بعد الغداء"
وجه حديثه إلي بيكهيون يختلق معه حديثاً و الآخر همهم له ثم إلتفت نحوه تزامناً مع وضع النادل للطعام فوق الطاولة
"هيبا أخبرتني، لا أُمانع ذلك"
سيهون أومأ بصدمه حاول يُخفيها قدر الإمكان كي لا يكون أحمق بنظر المتواجدين، و إلتفت إلي طعامه لتتجعد ملامحه بتقزز
" أعجبك صحيح؟! أنا أعشق السلمون المشوي "
تحدثت سونغ بحماس و شرعت بتناول طعامها غير مُهتمه لملامح سيهون التي كانت واضحه بما يكفي لـتُعبر عن نفوره من هذا الطعام
"السلمون المشوي يبدو لذيذاً، هل يمكنني الحصول على البعض؟"
هيبا تحدثت و مدت يدها إلي طبق سيهون تستبدله مع خاصتها فـ أمسكت سونغ يدها سريعاً و نهرتها بصوت عالي نسبياً
"هذا خاصة سيهون، لا تكوني وقحه"
"سونغ إتركِ يدها"
ببرود و دون أن يرفع عينيه عن طبقه حتي هو تحدث يقطع قطعة السمك الصغيرة أمامه بالسكين و قبل أن يضعها بـ فمه توقف ليرفع عينيه نحو سونغ التي لم تهتم لما قال
"حالاً"
هسهس بحده و لم يتلقى أسلوبه إستحسان الفتاه المُدللـه هنا
" جدتي لن يُعجبها تحدثك معي بهذا الأسلوب أو حتي تصرفات خطيبتك الـ..."
"تناولي طعامك بهدوء و عودي إلي المنزل بـ سيارة سيهون لأنني أريده بأمر يخص العمل"
و دون أن تختلف نبرته عن البرود أكمل حديثه و عاد يتناول طعامه بهدوء فـ تركت سونغ يد هيبا بإنزعاج و وقفت من مكانها بغضب مهددة كليهما بإبتسامه جانبيه
" سوف أخبر جدتي بكل شئ"
سحبت مفتاح سيارته لـ سيهون و غادرت المطعم بغضب ليتنفس سيهون براحه و سرعان ما إبتسم يطبع قبله سريعه علي وجنة بيكهيون
"أنت أفضل أخ"
"أغلق الهاتف قبل أن تتصل السيده كيم و لا تعتقد أن هذا سوف يتكرر، فقط إعتبره إعتذار مني ليس أكثر"
همس بلا مبالاه و عينيه تراقب الطبق خاصته يشعر بالتوتر من نظرات هيبا نحوه و ليس مستعد أبداً للإعتذار في حضرة سيهون
"آسفه، لقد تسببت لكما بـ مشكله "
" لا، لا تهتمي أبداً... سونغ وقحه و تستحق ذلك "
سيهون نفي ذلك بإبتسامه خفيفه حينما لم يجد أي منهما رد من بيكهيون سوي تناوله الطعام بهدوء غريب و كأنه في عالم وحده
"يمكنك أنت تناول طبقي فأنا أحب السلمون المشوي لذا لا بأس لـ..."
قاطعها يد بيكهيون التي إرتفعت في الهواء يُشير إلي النادل يطلب الحساب و مع حركة يده منذ أن أشار إلي النادل و حتي مسح فمه بالمنديل، أعين هيبا و سيهون كانتا تراقبه بإستغراب
"بعد التفكير، ربما تذوق طعام الأسواق الشعبيه أفضل لنا "
" من إستبدل كيم بيكهيون بهذه النسخه اللطيفه؟"
سيهون ضحك بصدمه و وقف من مكانه يلحق بـ بيكهيون و هيبا تسير بجانبه تكبح إبتسامتها من الظهور... سيهون يبدو مُختلفاً في كل مرة تقابله بها
"أقسم لو أن أحدهم أخبرني بذلك لم أكن أصدق طالما لم أرى ذلك بـ عيناي"
أمال قليلاً نحو هيبا و هو يهمس بذلك و بنهاية حديثه هو صرخ بصدمه حينما رأي بيكهيون يفتح باب السيارة من أجلها فـ ضحكت هي بخفه بينما تصعد إلي المقعد المجاور لخاصة السائق
و بيكهيون صعد بجانبها يتولى القياده و بالخلف سيهون الذي يُراقب الطريق خلفه واثقاً من ملاحقة ماريا لهم
و حينما لمحها خلفهم بسيارتها و الوشاح مازال يُغطي وجهها، هو إبتسم بخبث و أخرج رأسه من النافذه يشير إليها مُسبباً لها الصدمه من تصرفه
"ماذا تفعل أنت؟"
دخل بجذعه من النافذه علي صوت بيكهيون البارد و إبتسم ببراءة له من خلال المرآه ثم رفع كتفيه مُجيباً إياه
"ألعب فقط"
"أنت لست طفل سيهون"
و علي أثر إجابة الأكبر هو عبس ليبتسم بعدها لإجابة هيبا
"اللعب ليس بالضرورة للأطفال، أنا أيضاً أحب اللعب أحياناً لتسلية نفسي و تجربة أمور جديده"
"تجدين وقت من أجل اللعب؟"
سألها بإستغراب و عقدة توسطت حاجبيه ليرمقها من الجانب بنظرة سريعه و أعاد نظره إلي الطريق أمامه فـ همهمت هي و إستدارت نحوه بإبتسامه خفيفه
" سيد كيم هناك دائماً وقت لكل شئ... أنت تحتاج إلى إقناع نفسك بهذه الحقيقه و صدقني سـ تجد يومك طويل و به الكثير من الأنشطه"
"أنا دائماً أعمل و أحياناً قد لا أجد وقت لأستكمل عملي"
"ربما لأنك تحشر نفسك في نشاط واحد و تُعطيه تركيزك بأكمله"
حديث بسيط جمع بينهما يُسقط حاجز التوتر الذي وُجد من طرف واحد، ألا و هو بيكهيون الذي لم يكن لديه فكرة حول الطريقه التي يفتتح بها حديثاً معها
" بفترة شهر العسل يُمكن لكما تجربة الكثير من الأنشطة سوياً و بيكهيون كذلك يمكنه تجربة اللعب كـ رجل بالغ كي يُدرك أن اللعب ليس للأطفال فقط"
و سيهون وجدها فرصه للتدخل في الحديث كي يلفت نظر بيكهيون إلي محاولة تجربة أمور أخري خارجة عن أوامر الجده
و مع حديث سيهون كلاهما التزم الصمت، لأن و لا أي منهما واثق من إكتمال هذا الزواج
طريق طويلة إستغرقت ما يقارب الساعه و بضعة دقائق حتي توقف بيكهيون بالسيارة علي جانب الطريق قريباً من مُقدمة السوق الشعبيه
" فـ لنلتقي هنا بعد... ربما ساعتين فأنا لا أريد ربط نفسي بأحد"
تحدث و غادر سريعاً قبل أن يعترض بيكهيون بينما عينيه تُراقب تلك المُتخفيه تراقبهم و بإبتسامه خبيثه هو سار في طريق بعيد عن أنظارها و إتخذ طريقاً مُلتوياً حتي أصبح يسير خلفها و كلتا يديه تتشابك خلف ظهره
خطواتها كانت حذره و هي تسير علي بُعد خطوات من أختها الأكبر و خطيبها البارد حتي لاحظت غياب الشاحب الطويل فـ عقدت حاجبيها و قبل أن تستوعب ذلك هو نفخ بجانب اذنها من الخلف لتنتفض بفزع
"التجسس أمر سيئ و غير مقبول "
هز رأسه و حرك سبابته بنفي مُتحدثاً بتأنيب مُصطنع، و أعين ماريا كانت تراقب حركة سبابته بإتساع أعين طفيف
~أ أنت متي... أقصد كيف أنت هنا و... ~
تحدثت بتلعثم تُشير حيث هو و حيث كان سابقاً يسير مع زوجيّ المستقبل فـ ضحك هو بخفه و أمسك بيدها يسحبها معه بعيداً عن المكان كي لا يراهما بيكهيون
و دون سابق إنذار هي سحبت يدها من خاصته بعنف و جلست أرضاً تبكي بصوت عالي جذب الأنظار بعدما تذكرت كيف سحبها قبل ساعات فقط إلى حمام الرجال
"يـ يااا، توقفي أنتِ تجذبين الأنظار إلينا"
همس بإبتسامه متوتره و تلفت حوله حيث المتواجدين بالفعل أصبحوا يتهامسون حول هذا الثنائي و خاصة الفتاه الباكيه مع نظرات اتهام مُوجهه إلي سيهون
~توقف عن مُعاملتي هكذا، أخبرتك أنني لست كما تعتقد ~
وسط نحيبها هي صرخت عليه ليتعالي صوت بكائها أكثر و النظرات نحوهم تصبح أكثر إخافة بالنسبة إلى سيهون الذي إنحني إليها يُمسك بذراعيها بتوتر و همس بنبرة توحي برغبته في البكاء هو الآخر للموقف الذي وُضِعَ به
"لا أفهم أي مما تقولين لذا رجاءً اهدئي و دعينا نتحدث بعيداً عن هنا لأن الجميع ينظر إلينا و بيكهيون سوف يكتشف أمرنا"
هزت رأسها نافيه و إنسحبت بجسدها إلي الخلف تبتعد عنه بخوف فـ تنهد هو و بلل شفتيه بتوتر ليومئ بعدها و تراجع هو الآخر قليلاً و جلس أمامها بركبتيه ثم انحني بجذعه قائلاً
" أعتذر علي ما بدر مني صباحاً فأنا لم أقصد أي إساءة بل فقط فكرت في الإعتذار منكِ عن البارحه و لم أفكر حينما سحبتك إلي ذاك المكان، و أعتذر عن البارحه لأنني قلت هكذا كلام لكِ دون تفكير و لكن أقسم أنني لم أقصد قول ذلك، أنا فقط أردت دفعك بعيداً عني كي لا تغضب جدتي لكن...."
تحدث دُفعة واحده و توقف فجأة يسحب نفس عميق ثم وقف من مكانه و أكمل هامساً
" أنا آسف آنستي "
انحني إليها مرة أخرى و إنسحب ببطئ إلي الخلف ليلتفت بعدها مُبتعداً عنها
" أنتِ بخير؟ "
رفعت رأسها حيث رجل مسن وقف أمامها نظرت إليه قليلاً ثم أومأت بتردد لتقف من مكانها تُراقب ظهر سيهون الذي يبتعد عن المكان مُتجهاً إلي خارج السوق
وعت علي نفسها تهز رأسها إلي الجانبين لتمسح علي عينيها و تلفتت حولها تبحث عن هيبا و بيكهيون لكنها فقدت أثرهما و سرعان ما استدارت تنظر حيث اختفي سيهون لتزفر بضيق
_________
هيبا pov
برودة نابعه من التوتر سيطرت علي جسدي بأكمله من الداخل
هذا اللقاء لم أعتقده موتراً هكذا خاصة في حضرة تلك المدعوه سونغ
بدت مُتسلطه و مهمه بالنسبة إلى السيده كيم للدرجه التي دفعتها لتهديد الحفيدين دون أن يرمش لها جفن
حينما أردت تبديل طبقي مع سيهون لم أقصد القيام بدور بطولي أو شئ من هذا القبيل لكنه بدا كارهاً لذاك الطعام و عينيه أدمعتا كـ طفل صغير و هذا لم ينل إعجابي
إذا كان الطبق المفضل لديها فهو ليس مضطراً لتناوله، و كوني لست صعبة الارضاء فيما يخص الطعام وجدت أنه لا بأس بتبديل الأطباق سوياً فـلم أتوقع أن تكون سونغ بهذه الوقاحه
لن أنكر شعوري بالإحراج حد الرغبة في البكاء بسبب حديثها معي بذاك الأسلوب، لكن الطريقه التي أمرها بها بيكهيون لتترك يدي كانت خاطفه للأنفاس بالنسبة لي
أشعر بالحماقه لذلك لكنه بدا مثالياً... علي الأقل بالنسبة لي فلم أكن يوماً من محبي العنف و هو لم يلجأ إليه أو حتي صرخ بوجهها هو فقط تحدث بهدوء بالغ و مخيف بالوقت ذاته
لكن لم يجعل قلبي ينبض سوي أن تلك الفتاه مهمه بالنسبة إلى السيده كيم و رغم ذلك هو لم يهتم... فقط من أجلي أنا
بيكهيون هادئ جداً و هذا لربما شئ جيد لكن في موقفنا هذا يُعتبر سيئ... أقصد هو يوترني بصمته فمن المفترض أن نتحدث
و ربما منذ بداية اللقاء نحن لم نتحدث سوي بالسيارة، و كونه كان حديثاً إرتجالياً هذا جعل إبتسامه حمقاء تنمو علي شفتاي أخفيتها سريعاً منعاً للإحراج
"هيبا"
همس بإسمي مباشرة بعد إبتعاد سيهون عنا ليتركنا سوياً... و للحظه اعتقدت أننا سوف نقضي اليوم بدون حديث و في جو مشحون بالتوتر لكنه كسر هذه التوقعات سريعاً
"سيد كيم"
همهمت مُجيبة إياه و عيناي تراقب تحركاته بحذر فـ عينيه لم تكن تنظر لي بل إلي يدي و بعد ثواني من مراقبه صامته هو مد ذراعيه نحوي لـيُمسك بيدي اليمني و إحتضنها بين كفيه مع تنهيده خافته غادرت ثُغره
"آنـ... هـ هيبا هذه المرة الأولى في حياتي التي أتعامل بها مع امرأة خاصة مثلك أنتِ... تعاملي مع النساء غالباً ما يكون في إطار العمل و جميعهن بأعمار كبيرة... أثناء العمل لا أحب أن يظهر أي شخص بوجهي سوي من أجل العمل و لا شئ سوي العمل، و حينما أغضب أكون أعمى و فاقد العقل و لا أفكر مرتين قبل قول أي كلمه... "
بلل شفتيه و رفع عينيه نحوي مُتنهداً مرة أخرى
" من المُهين قول ذلك لكن... "
صمت مرة أخرى و ترك يدي ليمسح علي جبينه بتوتر، و كأن ما سيقوله تتوقف عليه حياته بأكملها
" إذا كان مُهين لهذه الدرجه فلا تتحدث... أنا لا أهتم صدقني "
حمقاء... لكن فجأة لم أعد أرغب بإعتذار منه فـ يكفي انه يحاول قول شئ مُهين لذاته فقط لإرضائي
" السيده كيم صفعتني البارحه غضباً مما حدث بالشركه"
شهقت بصدمه مما قال فلم أتوقع أنها قد تفعل ذلك و لم أتوقعه شخصاً ضعيفاً هكذا و للتو حديث والدته البارحه دار بعقلي بصورة سريعه
و علي إثر شهقتي، أغلق عينيه بخجل و أكمل حديثه
"لكنني قضيت الليل بأكمله أفكر بكِ أنتِ، هذه المرة الأولى في حياتي تقريباً التي أندم بها علي فعل شئ و أنا حقاً نادم و آسف لأسلوبي الوقح الذي أهنتك به البارحه"
و للمرة الثانيه بذات اليوم نبض قلبي بنفس الطريقه و بصورة غريبه لم يعهدها قلبي من قبل
ربط حديث بيكهيون الآن بحديث والدته يجعلني أُدرك أن الإنفصال ليس الحل
هناك أمل
" أتيت تعتذر لي لأن السيده كيم طلبت ذلك؟ ألهذا خرجت معي بموعد؟ أعني هي من حجزت المطعم لذا ربما كل هذا من تخطيطها "
عقد حاحبيه علي حديثي لكنه سرعان ما هز رأسه ينفي ما قلته أنا قائلاً بهدوء
"لا أحب الكذب لذا... في الواقع هي طلبت مني أن أحاول مصالحتك، حينما إتصلت عليكِ للخروج بموعد كان هذا بإرادتي لأنه و بعد التفكير في حديثك معي سابقاً رأيت أنه من حقك أن تتعرفي عليّ أكثر من ذلك و تفاجئت حينما أخبرتني السيده كيم أنها حجزت لنا بذاك المطعم"
"و لماذا لم تُكمل غدائك هناك بدلاً من التجول معي بالأسواق الشعبيه وتناول طعام الشارع؟ "
سيكون مُحرجاً لو لاحظ أنني أحاول إستدراجه في الحديث حتي يصل لنقطه مُعينه
" لأن هذا الموعد خاص بنا... ربما اختيار مكان علي ذوقك و التحدث فيه أفضل بدلاً من محاولة الحفاظ على صورتنا و نبرة صوتنا بذاك المطعم... هذا الموعد لنا نحن و لأنني لا أعرف كيف تسير المواعيد و كذلك كنوع من الإعتذار أردت أن تتحكمي أنتِ بالموعد وتكوني مُرشدتي... أن تحاولي التعرّف علي لكن بأسلوبك الخاص "
و وصولي لتلك النقطه كان سريعاً للدرجه التي جعلتني أعض علي شفتي السفلي كالحمقاء أحاول كبح إبتسامتي
" إذاً!... آنستي دعينا نبدأ موعدنا "
ضحكت بخفه حينما تحدث بكلماته ببروده المعتاد و لم يرسم علي الأقل لو ابتسامه خفيفه بينما مد يده لي
" دعنا نبدأ موعدنا"
أجبته بإبتسامه، أشعر بقلبي يتراقص و حينما لمست أناملي يده حتي أصبح كفي غارقاً بخاصته، ارتجف جسدي بخفه لأسير بجانبه نتشابك الأيدي و نتحدث في أمور عشوائية محاولين إيصال فكرة ولو بسيطه عن شخصية كلاً منا و أسلوب تفكيره
End pov
--------
ماريا pov
أنفاسي الغير مُنتظمه حاولت السيطرة عليها بالإنسحاب بعيداً عن زحام السوق لأجلس بمكان هادئ
جسدي بأكمله كان يرتجف داخلياً و خارجياً بعد ما حدث
أن يسحبني رجل بتلك الطريقه إلى حمام رجال بعد ذكره مباشرة أنني فتاه غير شرعيه فهذا لم يكن له سوي تفسير واحد
أنه يعتقدني... ربما بائعة هوي
هذا لم يكن مجرد إستنتاج مني بل هذا لاقيته سابقاً بمجرد انتقالي إلى كوريا
الأمر بدأ بالجيران و بعدما بدأ الخبر بالإنتشار و أنني ابنة عائلة يون من امرأة أسبانية الأصل و ناتجه عن علاقه غير شرعيه
أصبح الجميع يسيئ إلي و ينعتني أنا ووالدتي بأقذر الألفاظ و أكثرها إهانة
النساء تشمئز مني كما فعلت السيده كيم تماماً فـ نظراتها كانت تُفسر كل شئ
و الرجال قد يحاولوا التحرش بي و إهانتي بالكلمات الفاحشه و لم أكن لأخبر أبي لولا إكشافه للأمر بنفسه و هذا لم يزده سوي إصراراً علي أن يُخرجني للعلن
لأنه واثق بأنه لم يُخطئ بشئ و ان والدتي لم تكن امرأة سيئة
و لربما أنا كنت نتيجة لخطأ بالفعل لكن أبي لم و لن يتخلى عني و لن يخجل أبداً من حقيقة أنني ابنته
فهو بالنهاية خطأ لم يكن مقصود و أنا لم أكن مذنبة
مسحت علي عيناي عدة مرات حتي شعرت بلسعات طفيفه أسفلهما لأتأكد أنني جرحتهما بلمساتي العنيفه
و علي حين غرة تذكرت نظرة ذاك الشاحب المدعو سيهون... حينما بدا علي وشك البكاء فقط بسبب بكائي فتوقفت يداي قليلاً بالهواء ثم أخفضتهما ببطئ و عقدة توسطت حاجباي أُعيد حديثه مرة أخرى بعقلي
هو إعتذر مني و لم يقصد جري إلي الحمام، ربما هو ليس كاذباً
أقصد هو لن يتحرش بي في حضرة أختي و خطيبها بنفس المكان
و أيضاً ربما نيته بالفعل كانت مجرد الإعتذار لكن خوفي هو ما زاد الأمر سوءاً
و إذا ما قاله البارحه قاله فقط ليدفعني بعيداً عنه فهذا يعني أنها أوامر جدته
أبي قال أنها تتحكم بالنفس الذي يتنفسونه
فجأة شعرت بالضيق لتصرفي معه، و نظرته المُنكسره تلك تراقصت أمام عيناي لأغلقهما بقوة ثم أعدت فتحهما مرة أخرى و وقفت من مكاني بتردد
هل أذهب للتحدث معه بهدوء أم أنني سوف أزيد الأمور سوءاً
تنهدت متخذه قراري بالذهاب إليه و خرجت من الطريق الذي سار به سابقاً حيث خارج السوق و كانت دقائق معدوده حتي ظهر علي مرآي عيناي يستند بظهره ضد السياره، كلتا ذراعيه يضمهما إلي صدره و قدميه احداهما فوق الأخري تقريباً
بينما عقدة ضيقة تعلو حاجبيه
إقتربت منه بتردد و يداي تشابكتا خلف ظهري بخجل، حتي توقفت أمامه ليرفع رأسه ببطئ و حينما تلاقت عيناي مع خاصته، هو اعتدل بوقفته و إرتخت عقدة حاجبيه ليتوسطها نظرات خجوله و متوتره
"أ أنا..."
"آسفه لأنني فهمت موقفك بصورة خاطئة"
قاطعته سريعاً و ضممت شفتاي بخجل و هو بدوره هز رأسه ينفي ذلك
"لا، لا... أنا المُخطئ... أعتذر لم أقصد جرحك بحديثي أو تصرفاتي"
إنحني مُعتذراً لأضحك بخفه... هذا الرجل إما أنه أحمق أو هو محترم أكثر من اللازم
" مـ ماذا؟... هل وجهي أحمر مرة أخرى؟! "
سأل بصدمه و احتضن وجنتيه سريعاً لأتذكر حينما كنا بالحمام و إنفجرت ضاحكه علي سذاجته
" هل قـ قلت شيئاً... خاطئاً ؟"
مرة أخرى سأل فـ نفيت بيداي بينما أحاول التوقف عن الضحك
"كنت أكذب عليك..."
تحدثت بصعوبه من بين ضحكاتي و هو قهقه بعدم فهم و ضيق عينيه قليلاً فتنهدت أمسح الدموع من طرف أعيني
" حينما رأيت وجهك أحمر أردت تشتيتك لذا إدّعيت الضحك و قلت ذلك كي يتشتت انتباهك و صدقني لولا بيكهيون لـ كنت... حسناً تعلم، كنت أحاول ضربك لذا لم أكن لأرأف بك"
حاولت شرح الأمر له لكن حديثي المبعثر، كوريتي الركيكه إلي جانب ضحكاتي التي لا تتوقف، هو أخد وقت طويل كي يستوعب حديثي
و حينما تغيرت ملامحه اعتقدت أنه غضب كوني كنت علي وشك ضربه بمنطقة حساسه لكنه كان ما يزال يحاول فهم ما قلت لأنه انفجر بعدها يشاركني ضحكاتي الصاخبه و لم يتوقف كلينا عن الضحك لدقائق طويله
مر بعض الوقت و كلاً منا كان يقف بوضعية سيهون التي رأيته بها حينما وصلت، و فيما بيننا مسافه ليست بالصغيرة
و ضحكات خافته كانت تخرج منا بين ثانية و أخري
"آسف مرة أخرى علي ما قلت"
"هل يمكنني أن أسألك لماذا تعتذر مني؟ أقصد...غضبي منك فرصه لأبقي بعيده عنك و هكذا لن تغضب الجده"
رفعت كتفاي بنهاية حديثي و إلتفت إليه برأسي أري تنهيده خافته تخرج من بين شفتيه و رمقني بنظرة سريعه ثم إلتفت ينظر أمامه قائلاً
"بالمكتب كنت خائفًا من أن تكتشف جدتي وجودك في مكتبي لذا قلت أي شئ و لأنني لم أعلم ما السبب الذي قد يجعلني أعاملك بطريقه سيئة لذا قلت ما قالته جدتي و سبب رغبتها في أن أبتعد عنكِ... لكن بعد رؤية ردة فعلك علي ما قلت شعرت بوخز بقلبي و لم أشعر بالراحه منذ تلك اللحظه... "
ضم شفتيه بخط مستقيم ثم إلتفت نحوي يُكمل بإبتسامه
" ليس من اللائق إهانتك بهذه الكلمات فهذا أمر لم يكن بيدك "
" سيهون، هل تعتقد أنني سيئة و لا أليق بمجتمعكم العريق؟ "
سألته ما يجول بخاطري و أردت أن أعرف إجابته، ليس لغرض معين سوي أنه شخص من ذاك الوسط و بلا شك تفكيره سيكون قريباً منهم
أريد أن أكون علي علم بالحقيقه حول رأي الآخرين عني وعن والدي بعدما تقبّلني و إعترف بي أمام العالم
و هو إلتفت نحوي ينظر إلى قليلاً كأنه علي وشك قول ما هو جارح، و حينما تنهد بعمق تأكدت أنني مُحقه
"كـ كيم سيهون سوف أخبرك أنكِ لا تليقين بمجتمعنا فمن قد يتحمل أن يرتبط إسمه بفتاه نتجت عن علاقه غير شرعيه... لن يرغب أحد بالتواجد معك بالمكان ذاته و لن ننظر نحوك سوي بنظرات مُتدنيه لأنكِ لا تستحقين سوي ذلك، و صدقيني والدك كان رجل أحمق حينما خرج في العلن يتحدث عن وجود فتاه أخري من امرأة غير زوجته... هو و بلا مبالاه تحدث عن حصوله علي طفله غير شرعيه "
ضحك ساخراً بنهاية حديثه و لكلماته تلك شعرت بقلبي يُقبض بحزن و ألم فلا بد أن أبي عاني كثيراً و مازال يُعاني بسبب ظهوري في حياته
" لـ لا بأس... هذا ماتـ ... توقعته "
همست بتلعثم و إبتسمت بـ زيف بينما أدير وجهي بعيداً عنه لأغمض عيناي بقوة أمنع نفسي من البكاء... لكن فشلت
أنا لم أفعل شئ و لم أُخطئ فلماذا... لماذا أتلقي هذه النظرات؟!
"أتعلمين ما المُضحك في الأمر؟"
مسحت علي عيناي بسرعه و إلتفت نحوه حينما ضحك هو لكن سرعان ما عقدت حاجباي بإستغراب لدموعه التي لطخت وجهه بتناقض مع ضحكاته الخافته التي تتسرب بين حين و آخر من شفتيه
"أنني أحسدك"
همس و ضم شفتيه تزامناً مع إغلاقه لعينيه فهو يُعاني مع بكائه أكثر مني حتي
"لماذا قد تحسدني علي شئ كهذا؟"
همست مُتسائلة و اقتربت لأقف أمامه و رأسي ينحني قليلاً محاولة النظر إلى وجهه الذي يُخفيه عني بالنظر إلي الأسفل
"هل هو أمر خطير لهذه الدرجة؟ "
قهقهت بخفه ممازحة إياه لكن يبدو و كأن الأمر بالنسبة إليه جدي و لا يتحمل المزاح
" سيـ سيهون، أنت بخير؟ "
رفعت رأسه بيداي بعدما سمعت صوت شهقاته فحاول التملص من يداي لأتمسك بوجنتيه بقوة
"لا تبكي، همممم"
رؤيته بهذه الحاله تجعلني أرغب بالبكاء، هو يبكي بهيستيريه كـ طفل صغير و ليس شخص بالغ
ليس البارد غريب الأطوار نفسه الذي رأيته بمنزلنا و ليس من إعتقدته منحرفاً قبل ساعات بذاك المطعم
"أحسدك لأن والدك لم ينفر منكِ بل تمسك بكِ و بدون خجل اعترف أمام العالم أنكِ إبنته"
عقدت حاجباي بينما أحاول فهم ما يقوله ثم همهمت ليكمل
"أنتِ قادره علي رؤيته و رؤية والدتك بالوقت الذي تريدين... ربما ولدتي بطريقه غير شرعيه لكن هذا لم يدفع أي من والديكِ لكراهيتك بل وجدتي الحنان من كلا الجانبين و حتي السيده يون كان من الواضح أنها مقربه منكِ"
إنفجر مرة أخرى باكياً و معه أنا الأخري بكيت علي بكائه... ليس صعباً أن أفهم ما يُعانيه
يبدو أن تلك العجوز جدتهم هي سبب حالته هذه
" لا أعرف أي شئ عن والدي... حتي الشئ الوحيد الذي أمتلكه يخصه ليس لي الحق في إستخدامه "
مسحت علي عينيه بـ رقه بعدما أبعدت يديه كي لا يجرح نفسه خاصة و أنه يمسح عليهما بعنف
" لا أحب أن يتم مناداة إسمي مسبوقاً بـ كيم... أريد أن أشعر بدفئ الحضن الذي تمنحه الأم لطفلها، أريد رؤية والدي و أريد... أريد أن تكون حياتي ملكاً لي "
استنشق و ضحك بخفه ثم اعتدل بوقفته
"حينما قلت هذه الكلمات لكِ في المكتب ندمت كثيراً، و ما يدفعني الآن لإخبارك بهذا ليس لأنني مُتفتح و سريعاً ما أعبر عن مشاعري للآخرين بل... بل لأنني أريد أن تدركي أن كونك فتاة غير شرعيه ليس أمراً سيئاً...ليس جميع من حولك يراكِ بنفس الطريقه... علي الأقل هناك أنا... شخص يحسدك و يتمني لو أنه بـ محلك "
رفعت حاجباي بصدمه بعدما أنهي حديثه و لم أمنع إبتسامتي من الظهور لما سمعته
هو محق... يكفي وجود شخص واحد لا ينظر إلى بتقزز أو يتهمني بأشياء سيئة لخطأ لم أرتكبه ولا يعد خطئاً حتي
End pov
" أوه سيهون "
همست إسمه و كأنها تحفظه فـ رفع رأسه نحوها يُضيق عينيه حتي لم يعد يرى بسبب دموعه
"أوه سيهون أنت أفضل من كيم سيهون"
تحدثت قاصده الإسم و كذلك الشخصيه ليضحك هو ماسحاً علي عينيه مرة أخيره
"لا تناديني بهذا الإسم و من الأفضل أن تبتعدي عني لأنني حينما أتحول إلي كيم سيهون لن أتردد في جرحك كي أدفعك بعيداً عني و كذلك جدتي لن تمررها علي خير إذا عرفت بأنني تحدثت معك يوماً "
زفر بضيق خاتماً حديثه لتمد شفتيها إلي الأمام بتفكير ثم همهمت و رفعت كتفيها بلا مبالاه
" لن أناديك بهذا الإسم سوي فيما بيننا و حينما تتحول إلى كيم و تجرحني، سوف أنتظر حتي يأتي أوه و يداوي جرحي كما فعلت الآن "
" ماريا لا يمكن أن نتحدث مرة أخرى... هذا يُشكل خطر عليكِ صدقيني"
تحدث برجاء محاولاً شرح الأمر لها كي تتجنبه كلما رأته لأن سيهون يعلم جيداً كيف تتصرف جدته حينما يحدث ما يعاكس رغباتها و لم يخفى عنه كراهيتها للمدعوة ماريا و من تحذير بيكهيون هو أدرك أن جدته قادره علي قتل هذه الفتاه لو فكرت في الاقتراب من أي منهم
" أنا أريد صديق يتقبلني كما أنا و أنت تريد شخص يعرفك كـ أوه سيهون و يتعامل معك علي هذا الأساس... يمكنك أن تكون صديقي و أكون أنا هذا الشخص بالنسبة إليك"
"أنا بالفعل أمتلك شخص يتعامل معي علي حقيقتي"
أخبرها بتردد قاصداً خادمته تشانسوك و بداخله يعلم أن هناك ثغره بينه و بين تشانسوك فهو لم يخبرها بكل شئ عن نفسه و بين كليهما مسافه غير مريحه رغم شعوره بالراحه معها
لكنها مازالت ابنة الخادمه التي تكره جميع من بالقصر
" لا بأس، يمكنني أن أكون الشخص الثاني الذي يتعامل معك علي حقيقتك"
"لماذا مُصره علي الأمر هكذا؟ جدتي لن يعجبها أبداً إذا علمت بذلك"
"لأنك شخص نقي و صريح... حسناً علي الرغم من أنك بدوت منحرفاً اليوم خاصة حينما ضحكت بوجهي لكن مازال..."
عقد حاجبيه بإستغراب و سرعان ما رفع يده بوجهها لتتوقف عن الحديث
" ماذا تقصدين بـ حينما ضحكت بوجهك أنا لم.... "
توقف يتذكر قليلاً و أخفض رأسه ينظر إلى الأرض حتي تحدثت هي بضحكه خافته ليرفع رأسه بسرعه نحوها
" حينما رأيتني بالمطعم، عندما اقتربت مني و كنت تبتسم بإنحراف و..."
"ماذاااا ؟"
صرخ بصدمه لترمش عدة مرات ثم هزت رأسها بعدم فهم
" يا، يا، يااا أنا فقط إبتسمت بلطف محاولاً التمهيد لإعتذاري لم... يا إلهي من إبتسم بإنحراف، أنتِ ماذا تقولين؟"
صاح بعدم تصديق بحديث مُبعثر... هو واثق إن ابتسامته لم يكن بها مشكلة
" آنسه يون؟! "
كلاهما التفت على صوت بيكهيون المصدوم لتتسع أعين سيهون بتوتر حينما سأل الآخر
" ماذا تفعلين هنا؟ مع كيم سيهون؟ "
بنهاية حديثه نظر بتأنيب إلي سيهون الذي ابتلع ريقه بتوتر لتبتسم هي
"كنت أراقبكما و هو اكتشف أمري"
قالت بصدق كي لا يعتقد بيكهيون أن هناك شئ بينها و بين سيهون فـ ضحكت هيبا و إلتفتت إلي بيكهيون
"ماريا كانت قلقه من أن نتشاجر كما حدث بالشركه لذا هي أتت خلفنا"
عقد حاجبيه بعدم رضي لما سمع و رمق ماريا بإزدراء، لا يشعر بالراحة في وجودها لأن السيده كيم لا تحبها و تراها خبيثه و لعوبه كوالدتها
صعد إلي السيارة ليتنفس سيهون بضيق مدركاً للمشكلة القادمه بوجهه ثم اقترب هو الآخر ليصعد في الخلف فأوقفته هيبا قائلة
"يمكنك الجلوس في الأمام فأنا سوف أعود إلى المنزل مع ماريا "
بيكهيون التفت نحوها بعدم تصديق لترتفع طرف شفتيه بسخريه و استدار ينظر نحو الأمام مرة أخرى و دون توديعها هو قاد السيارة بمجرد أن صعد سيهون بجانبه
"تعتقد أنها تعاقبني... تشه حمقاء إذا اعتقدت ذلك فأنا لا أهتم "
هسهس بحقد لفعلتها و رغم أنه يدرك أنها فعلت ذلك غير راضيه للنظرة التي وجهها نحو أختها منذ قليل إلا أنه لا يرى نفسه مُخطئاً
و سيهون اكتفي بالصمت فالوضع مخيف و قد ينال جزءاً من غضب بيكهيون
كلاهما وصل إلى القصر بعد طريق طويل كان هادئاً يتخلله بضعة كلمات غاضبه كانت تخرج من بيكهيون بتلقائية كلما تذكر عودة خطيبته مع أختها بدلاً من العوده معه هو
بيكهيون نزل من السيارة و أغلق الباب بعنف لينتفض سيهون ثم لحق به إلى الداخل و ركبتيه تضربان بعضهما بخوف
فـ الوضع لا يُبشر بخير
"جدتي تنتظركما في غرفتها"
سونغ قابلتهما تعقد يديها الي صدرها و بنبرة خبيثه تحدثت ليزفر بيكهيون بغضب و توجه حيث غرفة جدته و خلفه سيهون يلحق به و هو يبتلع ريقه بتوتر
هو لن يتم طرده إلي منزل الجراء بتواجد سونغ و والدتها في القصر لذا لا شك أن هناك عقاب أسوأ
و هذه المرة سيكون عقاباً حقيقياً بلا شك
To be continued...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top