4
ملحوظه /~حديث باللغه الأسبانيه ~
Start
~~~سيهون ~~~
ليخبرني أحد لمَ كنت أكره العمل بالشركة و أخشى هذه الفكرة؟!
على الرغم من تواجدي بنفس المكان مع جدتي لكن الشركة عكس القصر تماماً... هنا أمتلك مكتبي الخاص و مساحتي الشخصية الكافية
لا أحد يجبرني على الجلوس بطريقة مثالية أو التحدث بلهجة معينة
مكتبي مُغلق عليّ و أغوص بأوراق العمل و الذي لا أكرهه
ربما يعتقد الجميع أنني شخص فاشل و مدلل كما تقول جدتي و كما الأساس الذي تتعامل معي والدتي عليه
لكن الواقع الذي لا يعترف به أحد هو أنني الأول على دُفعتي طوال سنين دراستي
ليست جميع السنوات، فقط عام واحد كنت بالمركز الثاني و تلك كانت المرة الوحيدة التي لاحظت بها العائلة أنني كنت الأول دائماً
جدتي جمعت العائلة بأكملها و حتى الخدم بغرفة المعيشة و ألقت أوراق النتيجة بوجهي بإحتقار و كالعادة العائلة بأكملها و كذلك الخدم شهدوا توبيخي
تلك كانت المرة الأولى التي يتم بها مُعاقبتي بالبقاء وحيداً بمنزل الجراء
هناك حيث التقيت تشانسوك... ربما هي السبب في تواجد إختلاف بيني و بين البقية
بيكهيون يصبح مخيفاً حين يتحدث و كأنها نهاية العالم و هذا فقط لأننا نطلب منه أن يخرج قليلاً عن الخطوط التي رسمتها له جدتي
تشانيول دائماً بارد و غير مُكترث، هو طيب القلب و ربما هو أكثر شخص ودود قابلته في حياتي لكن بالآونة الأخيرة أصبح غريباً و أكثر برودة و لم يعد يُظهر مشاعره أمامي أنا و بيكهيون كما اعتدنا .... أحياناً أشعر أنهما يحبانني و في أحيان أخرى أشعر و كأنهما مضطرين لتحملي لأنني الحفيد الأصغر و لأننا عائلة ليس أكثر
تنهدت بضيق و أنا أُراجع الأوراق بين يداي قبل تسليمها إلى سكرتيرة بيكهيون
فجأة تذكرت حديثه معي صباحاً و نحن بطريقنا إلى هنا
لقد حذرني من الإقتراب من أو التحدث مع الأخت الصُغرى لخطيبته لأن الجدة تكرهها كونها فتاة غير شرعيه
ما دخلنا نحن؟! والدها بنفسه لم يخجل من هذه الحقيقة... زوجة والدها تقبّلتها
أنا وافقته لأني أعرف أن إقترابي منها لن يفعل شيئاً سوي جعل كراهية الجدة نحوها تتزايد و هذا لن يكون لصالح تلك الفتاة و كذلك سوف أتعرض أنا للمشاكل كالعادة
لكن ما لا يعلمه أحد أنني أحسدها.... أحسدها كثيراً و تمنيت لو أنني مثلها، طفل ناتج عن خطأ ثمالة فـكما له عيوب، هو يمتلك مميزات أتمناها أنا
"مرحباً"
أجبت على الهاتف بسرعة ليأتيني صوت بيكهيون الجدي من الجانب الآخر
"أرسل الأوراق إلى السكرتيرة فوراً "
و دون أن يتلقى إجابة مني، أغلق المكالمة بوجهي لأضع السماعة جانباً ثم زفرت بحنق
بيكهيون و مزاجه شبيه مزاج الجدة هما سيئات هذه الشركة
لملمت الأوراق و رتبت ثيابي لأخرج بعدها من المكتب، و بمجرد أن فتحت الباب ارتطم بي شخص ما
عيناي اتسعتا بخفة لأُخفي توتري بسرعه و أتحدث ببرود
"يااا أنظري أين تسيرين "
انتفضت بفزع إثر صوتي و تراجعت قليلاً كي تنظر نحوي
"هل هذا مكتبك؟ أتعمل هنا أنت أيضاً؟!"
سألتني بلغتها المبعثرة لأسيطر على نفسي كي لا أضحك... تبدو و كأنها تُحارب الكلمات
"اغربي عن وجهي"
دفعتها بخشونة حين تذكرت تحذير بيكهيون و سرت نحو مكتب سكرتيرته كي أُعطي لها الأوراق... و لغبائي اعتقدت أنني سوف أعود فارغ اليدين لكن عدت بأوراق مضاعفة
و ما إن اقتربت من مكتبي لاحظت وقوفها بنفس البقعة السابقة دون حراك لأتنهد بحنق... هذه الغبية سوف تتسبب لي بالمشاكل و الشركة يملأها أتباع جدتي و بيكهيون لذا لن يكن من الصعب أن يعلما بأمر وجودها معي الآن
جسدي اقشعر خوفاً لهذه الفكرة
" لا تظلي واقفة أمام مكتبي، هيا اغربي عن هنا"
دفعتها نحو الحائط أدّعي التركيز إلى الأوراق بين يداي لكن الواقع أنني كنت خائفاً من أن أؤذيها، لكن كما قال بيكهيون
سوف أستعمل معها القوة، الغضب و الخشونة كلما اقتربت مني و هذا سيجعلها تبتعد و لن تغضب مني الجدة بهذه الطريقة كما لن تضع هذه الفتاة برأسها
جلست خلف مكتبي بعدما أغلقت الباب بوجهها ثم فتحت الملفات أتفحصها محاولاً طرد كل الأفكار الغير خاصة بالعمل بعيداً لكن ما إن فُتح باب مكتبي على حين غرة بقوة رفعت عيناي عن الأوراق أري من الزائر بعقدة بين حاجباي
"ماذا تفعلين؟"
سألتها بحدة و هذه المرة لم تكن مصطنعة لأنني غاضب بالفعل من تصرفها... تبدو و كأنها مُصرة على التسبب لي بالمشاكل مع الجدة
"مـ ما خطبك؟ بل أنتم جميعاً... لم تتعاملون معي و مع عائلتي بهذه الطريقة؟ أليس من المفترض أننا سنصبح عائلة واحده بعد يوم تقريباً؟!"
كيف أخبرك ما الخطب و أنا بنفسي لا أفهم؟!... كيف أمنحك إجابة أنا نفسي أعجز عن العثور عليها و أخشى السؤال حولها
"إسمعيني آنسة... أياً يكن، فقط لتصحيح معلوماتك أن أختك الأكبر سوف تكون زوجة لإبن خالتي لكن هذا لا يعني اننا سنصبح عائلة... علي الأقل ليس مع فتاه غير شرعيه مثلك أنتِ... جدتي لن تقبل أبداً بأن يحدث هذا و الآن اخرجي من مكتبي قبل أن تتسببي لي بمشكلة "
لا سيهون... ليس هذا المبرر، لم يكن يجب أن تجرحها بهذه الطريقة حتى لو كان هذا الحديث يُعاكس تماماً تفكيرك
حتى ولو كان هذا حديث الجدة و تحذير بيكهيون فلا يجب أن تكون قاسياً مثلهما مع فتاة لم تُخطئ بشئ
" أ أنت ليس... لديك الحق في قول هـ هذا "
همست بصوت مختنق و تراجعت تقصد الخروج لأقترب منها بتردد محاولاً الإعتذار... حتى ولو انتهي الأمر بعقابي لكن لا أريد أن أجرحها بشئ ليس لها أي ذنب به
"لا تقترب"
"أ أنا لم أقصد... فقط أنـ.."
"أنا لست كما تـ تقول"
"مهلاً، مهلاً، مهلاً... لا تبكي أنا حقاً لم..."
فزعت لبكائها و اقتربت منها بسرعة محاولاً الإعتذار لكن لا أريد نطقها
" لم أقصد "
همست بتوتر أكمل حديثي بإعتذار غير مباشر و رفعت يداي بتلقائية نحو وجنتيها كي أمسح دموعها فـإنكمشت هي على نفسها، و دون سابق إنذار الباب فُتح لأتجمد بخوف
"سيهوني، أنا هنا"
رغم أنني لم أتمني رؤيتها لكن حمقاء مثلها أفضل من أن يكون الجدة أو بيكهيون أحدهما من اكتشف أمري
دفعت هذه الفتاة بسرعة كي تختبئ جيداً خلف الباب و تحركت نحو سونغ التي تعطي مكتبي وجهها ثم سحبتها معي إلى الخارج و أنا احتضن كتفيها لعل طولي يمنعها من رؤية تلك المُختبئة خلف الباب
"سونغ مرحباً بك، ما رأيك أن نتناول شئ لا بد أن الطريق كان مرهقاً"
إبتسمت لها بتصنع فـتشبثت هي بخصري بحماس لأستوعب ما أقحمت نفسي به
~~~~~~~~~~~~~
-------------
~~~جونغ إن~~~~
مر ما يقارب النصف ساعة على تواجدي بقسم الشرطة و لا أفهم ما يجري من حولي... لا أحد يُخبرني بما يحدث و لا الضابط الذي أمر بإحضاري متواجد
لدي الكثير من العمل اليوم و بسبب تعجلي خرجت من المشفى دون إذن
اااه يا إلهي نسيت تماماً أمر مساعدتي موك ، تلك العجوز بالتأكيد أخبرت أمي أن الشرطة إستدعتني و سـتجعلها تقلق
سوف أتصل بها حتى يصل و.......لقد نسيت الهاتف بالمشفى
"عذراً على التأخير سيد كيم ، لكن طرأ أمر عاجل"
توقفت عن البحث عن هاتفي حين دخل ذاك الضابط طويل القامة لأقف من مكاني مصافحاً يده التي مدها نحوي
"لا بأس، هلا أخبرتني لماذا تم إستدعائي لأنني مشغول"
ببرود نبست فـهمهم بتفهم و من ثَم رفع سماعة الهاتف يطلب القهوة لكلينا ، بينما عيناي تراقب حركة يديه منذ أن وضع الهاتف على أذنه و حتى أعاده إلى مكانه لأنظر إليه بعدها مباشرة
" بالأمس أمن المشفى التي تعمل بها طلب الشرطة لإمرأة في منتصف العشرينيات بتهمة السرقة، لكن هذه المرأة أثناء التحقيق معها قالت أنها لم تكن تسرق بل كانت تنتظر زوجها في مكتبه و يبدو أن الأمن فهم موقفها بصورة خاطئة"
"تلك المرأة كانت بمكتبي أنا و..."
قاطعني طرق الباب فـسمح للطارق بالدخول ليدخل رجل يرتدي زياً رسمياً و قدم إليه التحية العسكرية ليضع بعدها القهوة أمامنا
" سيد كيم "
تحدث الضابط لافتاً انتباهي لألتفت إليه بعدما كنت أنظر نحو الرجل الذي دخل منذ ثوان
" تلك المرأة ترفض التحدث أو الإفصاح عن أي شئ يخصها، كل ما قالته أنها زوجتك و أنها تُريدك أنت"
ليس الوقت المناسب لهذه الدراما
"تلك المرأة أنا لا أعرفها، هذه كانت المرة الأولي لي لرؤيتها و أنا الشخص الذي أمسك بها تحاول سرقة الدواء من مكتبي و طلب أن يتم تسليمها للشرطه "
هسهست بحدة حين لمحت التعاطف معها بنبرة الشرطي و أشعر أنني لست مخطئاً بأفكاري... أنّ هذا الشرطي أمامي يعلم جيداً أنها مُجرد كاذبة
" بني، صغيري ماذا يحدث لماذا تم استدعائك إلى هنا؟ "
فُتح الباب فجأة لأغمض عيناي بقلة صبر لما يحدث... موك سوف أقتلكِ صدقيني
"حبيبتي أنا بخير، لم يحدث لي شيئاً"
وقفت من مكاني و إقتربت من أمي لأحتضنها كي تتوقف عن البكاء بينما أنظر خلفها حيث رجل الشرطة الذي كان يلحق بها
" أعتذر سيدي لم أتمكن من منعها فهي..."
"لا مشكلة، يمكنك الخروج"
ذاك الشُرطي قدم له التحيه العسكرية و من ثم خرج ليشير إليّ أنا و والدتي بأن نجلس
"تفضلا بالجلوس"
"تعالي حبيبتي"
همست لها بخفوت و ساعدتها كي تجلس على الكُرسي و أنا جلست على المقابل لها لتتحدث و قد انفجرت في البكاء مرة أخرى
" ماذا فعل جونغ إن؟ بالتأكيد هناك خطب ما، هو شخص جيد لا يمكنه أن..."
"إهدئي سيدتي، السيد كيم ليس مُتهماً"
هذا الشرطي تحدث بإبتسامة محاولاً تهدئة أمي و مد يده ليُربت على خاصتها التي تستند بها على المكتب فـزفرت بإنزعاج و سحبت يد أمي من أسفل خاصته ثم إحتضنت كلتا يديها
حتى ولو كان يحاول تهدئتها فهذا لا يُعطيه الحق بأن يلمس يدي والدتي
" أنا الضابط شيم تشانغمين كنت أحد الضباط المسؤلين عن حماية الملاكم الأسبق لي جوهون"
همهمت أنتظر أن يُكمل، و يداي تُمسد خاصتي والدتي كي تهدأ
" لي جوهون تعرّض لهجوم بعد آخر مسابقة خاضها و فاز بها ولولا إنقاذه باللحظات الأخيرة لكان مات، هو الآن يعيش بالأجهزة و بضعة أدوية يتم شرائها عن طريق طبيب متخصص "
" و ما علاقة هذا بسرقة أدوية ممنوعة وقاتلة من مكتبي، بل و ما علاقة هذا بوجودي هنا؟"
سألت بقلة صبر ليتنهد ثم أكمل بصوت خافت
" الطبيب المُختص و المسؤول عن شراء هذه الأدوية يقوم بتسليمها إلى إحدى الممرضات لديكم لكن تلك الممرضة تقوم بتبديل حبوب الدواء الأصلي بدواء آخر مميت يقتل جوهون ببطئ دون أن يترك أثراً و دون أن يُدرك أي شخص ذلك"
عقدت حاجباي أحاول إستيعاب ما يقوله و إدراك علاقة ذلك بي حتى بدأت أفهم نوعاً ما
" تقصد أن عُلبة الدواء التي سرقتها تلك المرأة من مكتبي تحتوي على حبوب لدواء آخر "
" كما توقعت، أنت ذكي سيد كيم"
أثنى عليّ فأومأت له كي يُكمل ليتحمحم مُكملاً حديثه
" إحدى العاملات المتورطة بهذا الأمر هي المسؤولة عن تنظيف مكتبك لذلك هي تسرق الدواء الأصلي بعد أن يتم إلقائه بعيداً ثم تضعه بمكتبك، و السيدة هانييل تحاول الدخول و الحصول عليه "
" إذاً العاملة متورطة أمامهم لكن في الواقع هي تقوم بتوصيل الدواء الصحيح لتلك المرأة... تلك المرأة تُدعي هانييل و بذات الوقت هي تكون أخت المُلاكم السابق لي جوهون "
تحدثت ببطئ و عيناي تنظران ليداي أنا ووالدتي المتشابكتين لأضغط على يديها بخفة
" هذا ما أقصده تماماً "
" و أنت متورط مع هذه السارقة "
رفعت عيناي فجأة أرمقه بحده فـهز رأسه نافياً و أجابني بجدية
" أنا أساعد أخت صديقي و أحاول منع جريمة من الوقوع... زوج السيدة هانييل هو ملاكم من الولايات المتحدة، جوهون أصرّ على أن تحصل على الطلاق و تعود إلى كوريا بعدما حدثت مشاكل بينها و بين زوجها، و هذا كان أحد أسباب محاولة زوج السيدة هانييل السابق لقتل أخيها و ذلك إلى جانب وجود مشاكل سابقة بين كلا المُلاكمين في إطار العمل كون جوهون دائماً ما كان الأقوى و هذا يتسبب في خسائر للولايات المتحدة ، الدليل الوحيد الذي نملكه هو جوهون، يجب أن يستفيق و يشهد ضد ذاك الحقير أو... "
" و ما دخلي بكل هذا؟! "
قاطعته بعدم صبر لأرى عقدة حاجبيه المنزعجة
" بسببك و لأنك طلبت الأمن و قلبت المشفى رأساً علي عقب، تم لفت الإنتباه لتواجد هانييل هناك و إذا عُلم سبب تواجدها هناك سابقاً فسوف يجدون طريقه أخري لقتل جوهون "
" ثم؟ "
رفعت كتفاي بعدم إهتمام، لأنني بالفعل لا أهتم... أنا لست مُصلحاً إجتماعياً هنا و لن أكون الشخص الذي يساعد أخيها على الشفاء، و الأهم أنه ليس لي دخل بهذا الهراء فـلدي ما يكفيني من المشاكل و العمل
" جونغ إن هذا ليس أسلوباً لائقاً للتحدث به عن مصائب الآخرين "
أمي نهرتني بحدة و مسحت على عينيها تمحو أثر دموعها لأقلب عيناي بملل
"هل جونغ إن يمكنه أن يساعد في إيقاف هذه الجريمة؟"
"أمي؟"
صحت بعدم تصديق و رفعت حاجباي بصدمة لما تقوله... هل تتعاطف معهم الآن؟!
" ليس إيقافها لكن على الأقل تأخير وقوعها حتى نتمكن نحن من إيجاد حلاً أو حتى تتحسن حالة جوهون"
"أنا لن أفعل شيئاً ، و تلك المرأة لن أسمح بخروجها من هنا أو سوف ألقي بكم جميعاً خلف القضبان... القصة التي تسردها أنت، أخبر بها طفلاً صغيراً و ليس أنا، هل فهمت؟"
وقفت من مكاني و سحبت أمي هي الأخرى كي تقف بينما أصرخ بوجه هذا الضابط... حديثه به شئ خاطئ
" لست مضطراً إلى تحملك يا هذا، منذ البداية و أنا أتحدث معك بهدوء إحتراماً لوالدتك لكن يمكنني إستخدام القوة معك "
هددني و إقترب يقف أمامي و لولا أمي التي أصبحت حاجزاً بيننا لكسرت عظامه
"فليجلس كلاً منكما بمكانه، أنت قل ما الذي يمكن لجونغ إن أن يساعد به... و أنت سوف تُنصت بهدوء و توافق على ما يقوله "
ببداية حديثها أشارت له و من ثم أشارت لي ليعود كل منا إلى مكانه بعدما رمقنا بعضنا بحدة
"كل ما عليه قوله هو أن السيدة هانييل تكون زوجته و هذا سبب تواجدها في مكتبه "
" هذا هراء "
قلبت عيناي و أنا أشخر بسخرية لأتلقى نظرة غاضبة من أمي فتنهدت أعقد ذراعاي إلى صدري
" كان بالإمكان قول أنها أتت لأي سبب لكن الأمن قدم بضعة فيديوهات من كاميرا المراقبة تُفيد دخولها إلى مكتبك و خروجها دون تواجدك و هذا سوف يُثير الشكوك نحوها، لذا قول أنها زوجتك سوف يقلل من الشكوك"
"سوف يقلل منها و لن يمحوها"
أخبرته بينما أرفع حاجبي بغرور على ذكائي حتى طعنتني أمي بكلماتها
" لكن إذا إنتقلت معنا بالمنزل فهذا سوف يمحو الشكوك تدريجياً، بالوقت ذاته يمكن لجونغ إن أن يهتم بحالة أخيها و يتابعها "
" أمي، نحن ليس لنا دخل بهذا "
هذه المرة أنا من تحدثت معها بحدة فيجب أن تضع حدوداً لطيبة قلبها
"هل ستزوجيني من كل امرأة لديها مشكلة؟! "
" لن أتردد بفعل ذلك "
قهقهت بعدم تصديق حين أجابتني بثقة ثم تجاهلتني و إلتفتت نحو الضابط هذا
" سيد شيم، أريد رؤية هذه السيدة "
" بالطبع سيدتي"
أجابها بإبتسامة كانت مستفزة بالنسبة لي ثم رفع الهاتف يطلب إحضارها
قدمي بدأت تهتز من التوتر و الغضب... هذا الموقف لن أسامح أمي أبداً على وضعنا به فأنا لست طيب القلب مثلها كي أتحمل وجود سارقة بمنزلي و فوق هذا هي غريبة كما أخيها
" إدخل"
المدعو تشانغمين سمح لمن بالخارج بالدخول ليدخل بعدها رجل بزيه الرسمي، ألقى التحية العسكرية لتشانغمين ثم ترك المرأة الهزيلة التي أتت معه ليخرج هو كما أمره رئيسه
"تفضلي بالجلوس سيدة هانييل"
شخرت ساخراً على نبرته الحانية و كما المتوقع تلقيت منه هو و أمي نظرات حارقة بينما تلك الهانييل لم ترفع رأسها عن الأرض
"تعالي إلى هنا صغيرتي"
ألا يمكن لأمي أن تتوقف عن هذه التصرفات؟!
وقفت من مكانها و سحبت تلك المرأة معها إلى أريكة بمنتصف الغرفة بعيدة عن المكتب الذي أجلس أمامه أنا و تشانغمين المزعج
أصبحت أنا فقط بعدما وقف من مكانه لينضم إليهما، يجلس على طرف الطاولة المتواجدة على بُعد خطوات من تلك الأريكة
"لقد تحدثت مع السيد كيم... الحل الوحيد للخروج من هنا هو أن يقول بأنك زوجته، إذا قلنا أنه تزوجكِ سراً فهذا سيكون واقعياً لعدم معرفة أي أحد بأمركما في المشفى و بالطبع سيكون مُقنعاً انتقالك الآن إلى منزله و لن يشك أحداً بأمركما فإذا فكر أي شخص في سبب انتقالك الآن إلى منزله وليس سابقاً فسوف تكون الحجة أن الزواج كان سرياً و والدته لم تكن تعلم و هي من أصرت على انتقالك "
" أخرجني من هنا يجب أن أُعطي الدواء لأخي "
تحدثت بشرود و كأن لا أحد يتحدث معها في أمر آخر تماماً بينما يديها تحتضنان بعضهما بقوة و إرتجافهما كان واضحاً
" ألم تسمعي؟ هو يقول أنكِ مضطرة إلى أن تنتقلي لمنزل رجل غريب بحجة أنه زوجك و أنتِ تتجاهلين ذلك؟! يبدو أنكِ معتادة على هذه الأمور "
ضحكت ساخراً منها و وقفت من مكاني أضع يداي بجيوب بنطالي بينما أنظر نحوها بـثقة لكن هي لم تعيرني أي انتباه و هذا يثير غضبي
" أريد الدواء و الخروج من هنا "
" أنتِ حقاً... "
اقتربت منها بقلة صبر و أقسم لولا أمي التي وقفت بسرعة و احتضنت خصري تمنعني عنها، لـكنت كسرت أضلاعها الآن
"إهدأ جونغ إن، لا بد أنها قلقه على أخيها"
"أنهي هذه الدراما لأنني مشغول"
هسهست بحدة أوجّه حديثي إلى تشانغمين لكن عيناي تأبى الإبتعاد عن هذه المرأة أمامي... لا أشعر بالراحة نحوها أو نحو أي مما يحدث
بعد دقائق طويلة إنتهت الأوراق اللازمة لخروج هانييل و التي تضمنت وجود سوء فهم و توجيه تهمة مسيئة نحوي بأنني متزوج سراً من هذه المرأة
"جميع من بالمشفى لن يتوقفوا عن التحدث حول هذا الأمر"
هسهست أرمق هانييل بإنزعاج فـضحكت أمي بخفة
"هذا المطلوب، لكن أهم شئ أن تفكر في جدتك فهي ستفقد عقلها بلا شك"
"اووووه من الجيد أنكِ لاحظتِ ذلك"
أجبتها بتفاجؤ مصطنع و قد طغت السخرية على ملامحي تلاها الجدية و الغضب
مازلت بحالة من الصدمة فـكيف لوالدتي أن تسمح لأشخاص غرباء بالمكوث في منزلنا
"سوف أعود لمنزلي، لن أبقى مع هذا الشخص بنفس المنزل "
توقفت قدماي عن الحركة و التفت إليها بصدمة، أراها تتشبث بذاك الضابط و هي تتحدث بجدية
"هذا الشخص؟!... عذراً يا هذه لكن ألا يجب أن تتحدثي عني بالقليل من الإحترام؟!"
ضحكت بعدم تصديق و هذه المرة سحبتها قاصداً ضربها لأتلقي لكمة من تشانغمين هذا
" يااااا هل جننت؟"
"جونغ إن توقف عن إفتعال المشاكل"
يا إلهي أنا من تعرض للضرب هنا و رغم ذلك أمي مازالت تنهرني من أجل الغرباء
" أنا أنتظر بالسيارة "
إلتفت أسبقهم نحو السيارة بعدما ضممت قبضتي بغضب... لن أسمح بتواجد هؤلاء الأشخاص بمنزلي و لن أترك أمي وحدها معهم
هم غرباء و يحاولون الهروب من مجرم يحاول قتل شخص ميت تقريباً
ماذا لو ذاك الشخص أو أحد أتباعه إقتحم منزلي غيابي و قتل أمي و هي ليس لها ذنباً بكل هذا؟!
لا... لن أتحمل خسارتها أبداً
~~~~~~~~~~
__________
"إسمعيني صغيرتي..."
"أعتذر سيدتي، لكن لا يمكنني البقاء معكم"
هانييل انحنت بضعف مُقاطعة حديث والدة جونغ إن فأمسكت الأخرى بيدها و تحدثت تقنعها تسبق بذلك تشانغمين الذي فرق بين شفتيه بالفعل كي يتحدث
"ربما الأمر غير مريح بالنسبة لكِ، لكن فكري بأخيكِ قليلاً... ما نفعله الآن هو لصالحه و لصالحك كذلك، أنا أعيش مع إبني الوحيد فقط و تواجدكما معي بالمنزل سوف يكون بمثابة إنقاذ لي من الوحدة فـجونغ إن يقضي معظم وقته بالعمل و أحياناً لا يعود إلى المنزل أيضاً لذا صدقيني أنا لن أمانع تواجدكم و أعدكِ أنكِ سوف تشعرين بالراحة معي "
بنبرة حانية تحدثت تحاول طمأنتها و قد إستغلت الأخ الأكبر لهانييل كنقطة ضعف لها كي توافق و نجحت بذلك حين شردت هانييل تُفكر في الأمر
" لـ لكن إبنك يبدو غير موافق و... "
حاولت إيجاد عذر و الأخرى إبتسمت و هزت رأسها نافية
" جونغ إن طيب القلب، هو يبدو متعجرف و مزعج فقد ورث هذه الصفات عن جدته لكن صدقيني طيبة قلبه تغلب على ذلك و أنا أعلم كيف أجعله يتقبل الأمر، لكن أولاً دعينا نُفكر بأخيكِ"
بنهاية حديثها ربتت على كتف هانييل ثم أمسكت بيدها و مع بضعة كلمات من تشانغمين كذلك هي قد اقتنعت رغم عدم شعورها بالراحة لجونغ إن خاصة و أنه حاول ضربها منذ قليل
والدة جونغ إن و هانييل خرجتا سوياً من قسم الشرطة و اتجهتا نحو السيارة حيث ينتظر جونغ إن الذي يُمسد وجنته بألم و قد توقف عن ذلك بمجرد أن صعدتا إلى السيارة
"لماذا صعدت هذه؟"
سأل والدته بعقدة بين حاجبيه يقصد بذلك الفتاة القابعة بجانبها و عينيه لم تنزاح عنها فكيف تتجاهل النظر نحوه؟
"هانييل سوف تعطيك العنوان لذا سوف نتجه إلى منزلها كي نحزم أغراضها و لا تنسى أن تطلب سيارة إسعاف من أجل نقل أخيها"
" هاااا و من قال أنني أوافق على ذلك؟! هيا أخبريها أن تنزل من سيارتي الآن "
صاح بوقاحه فـتنهدت هانييل وتحركت كي تنزل من السيارة لكن والدة جونغ إن سحبتها من ذراعها كي تبقى ثم هسهست
"المنزل يكون منزلي أنا و إذا كنت غير مرتاح بوجودهم إذاً اذهب لقصر جدتك فأنت تمتلك شقة خاصة بك هناك و يمكنك حينها إصطحاب من تريد إلى المنزل و طرد من تريد"
أشارت إلى هانييل بيدها في نهاية الحديث كي تنزل ففعلت و بعدها مباشرة والدة جونغ إن لحقت بها فـزفر بحنق و أدار محرك السيارة يدّعي اللامبالاة
" افعلي ما تريدين، سوف أذهب إلى قصر جدتي "
صرخ و هو يُخرج جذعه من نافذة السيارة بينما يهدد والدته بذهابه إلى قصر جدته، و الأخرى بعدم إهتمام له صعدت إلى سيارة أجرة مع هانييل دون أن تلتفت أي منهما نحوه
"آسفة، سيترك المنزل بسببي"
هانييل اعتذرت بخفوت فـابتسمت الأخرى و مسحت على كفها بـحنان
" لا، هو فقط غاضب... صدقيني سوف يعود بعد أقل من أسبوع"
__________
~~~تشانسوك ~~~
أسوأ ما قد يلاقيه المرء بحياته ليس الفقر أو الجوع... ليس الخيانة أو التعرض لحادث أو تلك الأمور التي قد يعتقد أي شخص أنها الأسوأ لأن هناك ما هو أسوأ من كل ذلك
خدمة عائلة كيم هي ثاني أسوأ شئ قد يواجهه أي بشري لأن الشئ الأول هو عائلة كيم نفسها
أنا لست خادمة لهم أو لغيرهم و إنما أنا طالبة بعامي الجامعي الثالث و أعمل بدوام جزئي لدى عائلة غنية... ليس كـخادمة بل أقوم برعاية طفلهم المريض
بلغة البشر ندعوه مريضاً ذو إحتياجات خاصة لكن الواقع أنه ملاك وقع في عالم موحش لا يليق به
عالم سيئ للدرجة التي يتنمر فيه سكانه على طفل بريئ لمجرد أنه مختلف قليلاً
في قصر عائلة كيم الشئ الوحيد المحبب لي هو عقاب أوه سيهون حين يتم طرده إلى منزل الجراء
إنه مكانه الطبيعي فهو يبدو كجرو لطيف... ربما سابقاً كنت أكرهه كالبقية لكن فيما بعد إكتشفت أنه بريئ كالطفل و هذا القصر لا يليق به
هو ليس متمرداً و إنما طيب القلب و بريئ و هذا ما يجعله مميزاً فلا يمكنه أن يجرح شخصاً كما يفعل أفراد هذه العائلة و لا يمكنه أن يسير خلف قواعدهم دون فهم ما يدور من حوله
على عكس بقية أحفاد هذه العائلة
هناك أكبرهم بيون بيكهيون و هو أكثر من أشفق عليه بينهم كونه لعبة بين يدي السيدة كيم
الأوسط بارك تشانيول و هو الأسوأ فيما بينهم، بارد إلى أقصي حد و حينما يتحدث سيهون عن تجاهل الحفيدين الأكبر له فهذا يجعلني أكرههما أكثر
هناك الحفيد الذي يسبق سيهون مباشرة و هو كيم جونغ إن... كيم الوحيد الحقيقي بينهم و مدلل السيدة كيم
الوحيد بينهم الذي تجرأ و خرج من القصر مع والدته بعد طلاقها و الوحيد الذي يمكنه أن ينادي السيدة كيم بـجدتي
سيهون طرح عليّ صباحاً ذاك السؤال... أي من الأحفاد قد أُفضل و لم أكن أعرف كيف أجيبه
بإمكاني إخباره أنني أكره عائلة كيم بأكملها و أحفادها على وجه الخصوص و في الواقع هو يعلم بذلك
لكن ما لا يعرفه هو أنني أحب أوه سيهون... لطالما حذرتني أمي من ذلك، لكن هي لا ترى ما أراه و لا تسمع ما أسمعه أنا
لا يمكنها أن تتفهم شعوري و لا أن تدرك سبب وقوعي بحبه... هو شخص مثالي و عيبه الوحيد أنه كيم سيهون في العراء بينما أوه سيهون في الخفاء فقط
أمي قاطعتنا تطالبه بالعودة إلى القصر و بين حديثها أخبرته أن سونغ قادمة و التي تكون حفيدة أخت السيدة كيم
هي لم تكن تخبر سيهون بل كانت رسالة موجهة لي، تريد إخباري أنه ليس ملكي و لا تفهم أن هذا لن يؤثر بي
لأنني أكثر من يعلم مدى كراهية سيهون لسونغ ✨
بعدما خرج هو من منزل الجراء توجهت أنا الأخري نحو منزلي لأستحم و أبدل ثيابي قبل ذهابي إلي الجامعه لكن قبل ذلك أنا مضطرة للذهاب إلي ذاك القصر البشع من أجل تناول الطعام
لولا أنني مضطرة لذلك، لم أكن أبداً لأدخل قصرهم ذاك، لكن شروط السيده كيم الغبيه هو وجود مطبخ واحد لجميع من هو تابع للقصر أي هي و عائلتها، أنا و أمي و كذلك الحراس
تريد أن تتحكم بالجميع و تلقي عليهم الأوامر... لا يمكنني حتي شراء طعام من الخارج لي أنا و أمي لأن الحراس يقومون بتفتيش الحقائب أثناء دخولنا
هذه المرأة معقدة نفسياً و تريد السيطرة علي الجميع، لكنها مُخطئة فأنا لن أسمح لها أن تتلاعب بي أبداً... و حينما يعود أخي من اليابان، سوف أخرج من هذا القصر لأعيش معه و أتخلص من هذه العائلة و أتمني أن توافق أمي علي المجيئ معنا فلا أفهم حتي الآن لماذا هي مُتمسكه بهذه العائلة
"صباح الخير"
هتفت بحماس بينما أدخل المطبخ ليلتفتوا إلي جميعاً مجيبين إياي بإبتسامات صادقه و من ثم عاد كل منهم يعطي إهتمامه لما بين يديه
"اوووه، ما هذا؟"
ادّعيت الدهشه بينما أنحني نحو علبة موضوعه أرضاً بجانب القمامه رغم أنني أعلم أن هذه العلبه تابعه للكعكه التي حضرتها خطيبة بيكهيون من أجله
سيهون أخبرني بذلك أثناء حديثه عن العشاء و عن إعجابه بزوجة إبن خالته المستقبليه و بالطبع أثناء شكواه من تصرفات كيم جونغ إن المزعجه و الجارحه
"أحضرتها السيده كيم الليله الماضيه، ربما عائلة يون هي من أعطتها لهم "
إلتفت نحو أمي التي أجابتني بهدوء فـ عقدت حاجباي بينما أحمل العلبه بين يداي
"إنها ثقيله"
"اااه... تعلمين السيده كيم تمنع تناول الحلوي بأشكالها لذلك أمرتنا بإلقاء الكعكه بالقمامه"
إلتفت نحو عمتي شونغ هي حينما تحدثت تقطع نظراتي المستغربه 'و التي تكون صديقة أمي و إحدي خادمات القصر'
"إذاً الكعكه التي حضرتها تلك العائلة بكل حب و إحترام و تقدير لهم، فقط يقومون بإلقائها دون إهتمام؟! "
صحت بصدمه و أكثر من يصدمني هنا هي أمي، فـ كيف لها أن تستمع لهذه العائلة
ماذا لو كنت أنا؟! هل ستقبل أن يتم إلقاء مشاعري بالقمامه فقط لأنها ليست علي هوي عائلة كيم
" أليس إلقائها أفضل من تسمم تلك العجوز؟ "
عمتي شونغ هي همست بمزاح و قد لمحت التوتر يُسيطر علي ملامح الجميع، يرغبون في تغيير الموضوع أو تهدأتي قبل أن يسمعني أحد أفراد هذه العائلة
لكن هذا ما أسعى إليه أنا
"ما هذا الهراء؟ كيف لا يُقدّرون مجهودها؟! الا يمكن للمدعو بيون ذاك أن يحترم خطيبته علي الأقل؟!"
صرخت بعدم رضا و تقصدت ذلك خاصة بعدما سمعت خطوات شخص ينزل السلالم المؤديه إلي شقق الأحفاد
لعلهم يسمعوني و يخبرون جدتهم كي تطردني أنا و أمي خارج هذا القصر الكئيب
لكن علي من أكذب؟ حتي لو سمعني أحدهم فلن يتدخلوا أبداً
بيكهيون لا يتنفس دون علم الجده و لا يخبر الجده بأي شئ قد يعكر صفوها فهو يحبها كثيراً و لا يريد أن يراها حزينه أو غاضبه
و كأنها كانت سعيده يوماً!
تشانيول هذا لن يخبر أحد أبداً فهو دائماً يتصرف و كأن لا شئ يدور حوله لذا حتي لو أصابته رصاصه بمنتصف قلبه فسيتصرف و كأن شيئاً لم يكن و يكمل طريقه بدون أي رد فعل
أما سيهون فهو يُدرك تماماً مشاعري نحو هذه العائلة و لم أخجل يوماً بالإفصاح عنها أمامه
عدا مشاعري نحوه فهو مازال غافلاً عنها و أنا أخجل من الإفصاح عنها
" ليس لنا دخل بهذا الأمر؟ "
حركت رأسي نحو أمي بعدما كانت عيناي تنظر للخارج محاولة إكتشاف هوية الشخص الذي يتنصت علينا
لا أريد سماع جملة منها كـ 'ليس لنا دخل' لأنها تبدو مثل تشانيول ذاك
لا أريد سماع أن السيده كيم محقه لأن أمي حينها تبدو مثل بيكهيون
هي لا تُدرك أنها أصبحت تدريجياً تتحول كـ فرد ينتمي لهذه العائلة و هذا الأمر أنا أمقته و أخشاه
"أنتِ محقه أمي،ليس لديكم دخل لذا لا تطيعوا هذه العجوز المخبوله بكل ما تقول... الفتاه وقفت بالمطبخ تصنع له الكعكه بنفسها بينما بكل برود هي تأمركم بإلقاء الكعكه بالقمامه... هذه العجوز مكانها بمشفي المجانين و يجب أن يسبقها أحفادها إلي هناك"
إنفعلت بحديثي غضباً من أمي و صدقاً أنا لا أخشى أن يسمعني أحد أفراد العائلة حتي و إن كانت السيده كيم العجوز بنفسها
أنا لا أهتم و لن أهتم أبداً
غادرت القصر دون تناول طعامي، فـ شهيتي قد فُقدت لما حدث بالداخل
أشفق علي الآنسه هيبا فهذه العائلة لا تتناسب مع إمرأة مثلها... طيبة القلب، ودوده و لطيفه
هي سوف تعاني معهم بلا شك و أتمني من أعماق قلبي أن ترفض هذا الزواج
لكنها أيام التي تفصلنا عن حفل الزواج
توجهت إلي الجامعه حيث مكاني المفضل الثاني كوني ألتقي بأفضل الأصدقاء و كالعاده كلاهما كان ينتظرني بالخارج
مينسوك و شيومين... التوأم اللطيف
كلاً منهما يمتلك شخصية مختلفه... فـ شيومين مرح و غالباً ما يكون صوته عالياً
دائم الضحك و المزاح و درامي كذلك
بينما مينسوك يمتلك شخصية رزينه و هادئه كما أن تصرفاته تسبق سنه كما أنه يتصف بالخجل علي عكس شيومين الوقح
بالعاده التوأم لديه شئ مختلف يجعلك تُفرق بينهما لكن هذين لا... نفس الطول، نفس الحجم و كذلك نفس الصوت عدا أن أحدهما صوته عالي و الآخر هادئ
لكن بالرغم من ذلك يمكنني التفرقة بينهم، بل يمكن للجميع ذلك إذ أن شيومين شعره نادراً ما يستقر علي اللون الأسود و ملابسه ليس لها نمط مُحدد
يبدو دائماً كـ فنان علي وشك الصعود إلي المسرح... بينما مينسوك شعره الأسود ينسدل علي جبينه و نظارته الطبيه تُضيف له مظهر العبقري و الرجل المحترم كما ملابسه المهندمه
"صباح الخير، صغيرتي"
مينسوك إقترب مُقبّلاً جبهتي ليتلقي دفعه من مؤخرة شيومين الذي إحتضن كتفاي و سحبني معه دون ترحيب و كما قلت هو يمتلك صوتاً عالياً يجعل الجامعه بأكملها تسمع حديثه
"نحن في ورطه سوكي... ورطه كبيرة"
بهلع مبالغ به هو كان يتحدث و يسحبني خلفه نحو المُدرج الذي نتلقى به أغلب محاضراتنا بينما أنا ألتفت خلفي محاولة طلب المساعده من مينسوك لكن الآخر اكتفي بوضع يديه بجيوب بنطاله و إنعطف يساراً ليتجه نحو مبني كُليَته بهدوئه المعتاد
"وصلنا، هلا تركت يدي الآن؟ "
سحبت يدي من خاصته بصعوبه بعدما وصلنا المدرج ليركض نحو مقعده دون إجابتي
لن أكذب فالقلق بدأ ينهش دواخلي
أنا غير مستعده لأي مصيبة أخري فـ يكفيني عائلة كيم
"سيد شيومين هلا أخبرتني ما الكارثه التي حلّت علينا؟"
بإحترام مصطنع النيّة منه لم تكن سوي السخرية نبست أنا و اقتربت أجلس بجانبه لأستند بمرفقي فوق الطاولة و جذعي قد أمال نحوه منتظرة الإجابه
"البروفيسور جوهو تعرض لحادث البارحه"
همهمت بحزن كوني علمت بذلك مُسبقاً... البروفيسور جوهو هو المفضل لدي الجميع بلا شك
"أعلم، البارحه سمعت الخدم يتحدثون بالقصر عن الأمر"
كاذبه، سيهون هو من أخبرني
"و كيم هو من سوف يتولى مكانه"
أكمل حديثه لأعقد حاجباي بإستغراب
" أي كيم تقصد؟ جونميون، تايهيونغ أو..."
"المزيف"
قاطعني سريعاً قبل أن أبدأ بتعداد جميع كيم المتواجدين بالجامعه
"مزيف؟ من المُزيف هل...مهلاً لا تقل أنك تقصد بارك تشانيول؟"
تقريباً صرخت بفزع و هو أومأ لي، و تزامناً مع إنتهائي، جميع الطلاب بدأوا بالدخول الواحد تلو الآخر لنلتزم الصمت
القاعه امتلأت و كل منهم انشغل بالحديث مع من بجانبه لتبدأ الأصوات في التلاشي حينما بدأ صوت خطواته في الظهور تلاها هيئته
طويل القامه، وسيم و ذو صوت رجولي و هذا جذب جميع فتيات الصف ليتناسوا للحظات أنه كيم رعب الجامعه و الذي يخشاه الجميع
" مرحباً...البروفيسور كيم تشانيول سوف أستلم مكان البروفيسور بيك جوهو حتي عودته سالماً، أتمني أن تكونوا مطيعين لأوامري لأنني أختلف تماماً عن البروفيسور بيك و لا أحب الإهمال... خطأ بسيط و تافه بنظركم قد يجعلكم تبقون بنفس المكان حتي العام القادم"
إحدي يديه تستند علي جانب المكتب و اليد الأخري تشير نحونا بينما قلم السبورة يتوسط المساحه بين اصبعه الوسطي و السبابه
إبتسامته كانت بارده كـ نبرته تماماً و تعريفه عن نفسه هذا جعل الجميع يستفيق
هيااا يا شباب أفيقوا إنه بارك تشانيول، كيم المزيف أفيقوا قبل أن يجد ضحيته من بينكم و تندمون
"التأخر بلحظه... الغياب و لو كان لأسباب قهريه مثل أنك تموت علي سبيل المثال... عدم أدائك لفروضي أو فعل أي شئ أثناء محاضرتي عدا الإنصات بتركيز لما أقول... كل هذا ممنوع"
"تشه، يشبهها كثيراً"
تمتمت بسخرية و عيناي تُطلق الشرار نحوه... أكرهه كثيراً و أرغب بقتله
كيف يعاملون البشر بهذه الحقارة؟ كيف ينظرون لنا بأطراف أعينهم كأننا قمامه بينما الحقيقه هم القمامه؟!
لم هذا اليوم طويل؟ الآن فقط أحسد مينسوك أنه إلتحق بقسم مختلف خالي منه أي كيم مزيف أو أشباههم
هذا الحقير إقترب من اللوح ليدون العنوان الذي تدور حوله المحاضره ثم أغلق القلم و التفت نحونا بسرعه و كم كان مُضحكاً حينما استقامت ظهور الجميع بخوف
"أقدّر كثيراً الشخص المحترم و الملتزم حتي و إن كان مستواه الفكري و العقلي أقل من المطلوب"
تحدث بصوت عالي جاذباً إنتباه الطلاب وأعينهم تراقبه و هو يتحرك بيننا يصعد تلك المدرجات
"لكن الوقح الذي يعتقد أن أسياده مقرهم مشفي المجانين فهذا ليس له مكان بين طلابي و لو كان هو الأفضل عقلياً و فكرياً بينهم "
ختم حديثه بضربه قويه علي الطاولة أمامي يعتقد أنه بهذه الطريقة يُخيفني، إذاً أنت من إستمع للحديث صباحاً!
" و ماذا تقول عن من يسمع شتيمته بنفسه و يخشي التدخل خوفاً من شخص ما... ربما جدته "
لا أهتم إذا كنت وقحة الآن معه أو أسخر منه بوضوح... فقط غضبي هو ما يتحكم بي الآن
"ما إسمك؟"
أمال برأسه قليلاً متسائلاً ثم ضغط علي فكه بقوة يحاول تمالك أعصابه... أقسم أنني أغضبته
"لماذا؟"
رفعت حاجباي أتصنع التفاجؤ من ثم وقفت كي أصبح أقرب له لأهمس بإبتسامه تقصدت أن تكون مستفزة
" كي تتأكد من كوني راسبه هذا العام سيد بارك؟"
تذكر حقيقتك... أنت بارك
هو شخص ضعيف يخشى نطق إسمه الحقيقي خوفاً من جدته
" كيم "
هسهس بحده وهو يميل نحوي بجذعه لأميل إلي الخلف فهو بكل غباء يلفت الأنظار إلينا
"أوووه ربما اختلط عليّ الأمر سيد با... أقصد كيم "
إبتسامتي المستفزة إتسعت بينما أجيبه لأقترب من أغراضي أُلملمها و للتو ندمت علي حديثي
هو لن يتهاون معي و لا أعتقد أنني سوف أنجح هذا العام... مستحيل أن أفعل
"تشوي تشانسوك"
رفعت رأسي بعدما انتهيت من جمع أغراضي ثم أكملت بنفس الهدوء
" أنا علي عكسك، لا اخشي أحد سيد بارك... لذا إذا أردت يمكنك جعلي أرسب، لا بأس بذلك "
لا يهم... لقد حدث ما حدث تشانسوك و أنتِ تماديتِ معه بالفعل لكن هو مازال يستحق
يجب أن يعرف أن الأموال لا يمكنها أن تتحكم بالجميع
"إذا أردت أن تطردني لا بأس يمكنني تفهمك فأنا أعرف جيداً الأشخاص الذين يعانون في حياتهم يميلون دائماً لإخراج كبتهم علي الآخرين و إن كان ذلك خاطئاً"
عذراً لكنني أكره هذه العائلة و لن أسمح بأن تفوتني الفرصه التي أخبرهم فيهم كم هم ضعاف و أقل مني أنا و أمثالي
رأيت إحمرار عينيه، فكه الذي يكاد ينكسر لشدة ضغطه عليه و حتي قبضتيه التي ضمهما بقوة فوق الطاولة
تشوي تشانسوك، هذه نهايتك
" إجلسي "
أمرني بهدوء و قد تراخت ملامحه ليلتفت بعدها عائداً إلي مكانه، لا عينيه إلتقت مع خاصتي ولو عن طريق الخطأ أو حتي لسانه عاتبني بكلمات لاذعه
هو فقط أنهي المحاضره بهدوء مُتجاهلاً وجودي و هذا نوعاً ما كان مُريحاً
ربما لن يربط بين حياته العمليه و الشخصيه
End pov
------------
هيبا pov
تردد كبير خالجني بعدما سمح لي أبي بالذهاب إلي الشركه مع ماريا و كانت نيته هي أن أقابل بيكهيون
أعني ماذا من المفترض أن أقول له عند رؤيته، من المحرج أن أقول أنني أتيت لزيارته و إذا هو فهم الأمر بنفسه ماذا أقول
لمحته يسير بسرعه إلي الخارج و خلفه مجموعه من العاملين نساء و رجال و جميعهم يحاولون مجاراة خطواته لذا بسرعه أخبرت ماريا أن تبحث هي عن مكتب أبي و توجهت نحو بيكهيون لأقف أمامه بخجل و يدي قد إرتفعت بتلقائية تضع خصلات شعري خلف أذني
لكن و كأنني غير موجوده هو مر بجانبي و خلفه مساعديه لأختنق بدموعي
لا أحب هذه المواقف المُحرجه
تجمدت بمكاني لدقائق طويلة أضم قبضتاي بقوة أحاول السيطرة علي نفسي كي لا أبكي لكنه كان صعباً
"آنسه هيبا"
مسحت عيناي بسرعه لألتفت بعدها حيث مصدر الصوت ذاك و أنا أرسم بصعوبه إبتسامه علي شفتاي
"هذا أنا كيم سيهون"
إبتسم يُذكرني بنفسه لأعقد حاجباي بإستغراب كونه بدا مُختلفاً عما كان عليه البارحه و سرعان ما همهمت إليه و نظرت نحو الفتاه بجانبه
"سونغ"
عرّفت عن نفسها بعجرفه و تشبثت بعدها بذراعه لكنه سرعان ما إبتعد عنها و إقترب مني و هو يتحدث بحماس واضح
"هل أتيتِ لرؤية بيكهيون؟ اوووه هو لديه عمل الآن يمكنك الإنتظار بـ مكتبه"
تحدث دون توقف لـ يُمسك بيدي بعدها و سحبني خلفه و كأنه يحاول التملص من تلك الفتاه و لم أكن مُخطئة بتفكيري فـ بمجرد أن دخلنا المصعد و أغلقه قبل دخولها هو تنهد براحه
"هل تُحاول الهروب منها؟! "
ضحكت بخفه و هو الآخر ضحك يومئ برأسه
" أتيتِ بالوقت المُناسب، لم أكن أعرف كيف من المفترض أن أهرب منها"
همهمت لألتفت نحو الباب حينما فُتح و قد كبحت فضولي عن السؤال عن تلك الفتاه فهذه خصوصيات
"تبدو مُختلفاً عن البارحه"
إلتفت نحوي برأسه بينما نسير نحو مكتب بيكهيون ثم أعاد نظره نحو الأمام
" أعلم، هذا يحدث بالعاده و يجب أن تعتادي عليه "
" و أيضاً قلت بيكهيون و ليس سيد كيم"
و بسرعه قاطعته ليتقدم بسرعه يفتح الباب وهو يضحك ثم دخل خلفي و أغلق الباب بينما يُجيبني من بين ضحكاته
"هذا أيضاً يحدث أحياناً و يجب أن تعتادي عليه"
"لا أفهم"
"هذا أيضاً سوف يحدث بالعاده و يجب أن تعتادي عليه "
ضحك بصخب إلي أن تشكلت عينيه علي هيئة هلال لأضحك أنا الأخري بعدم فهم علي ما يقول... لقد أعاد نفس الجمله لثلاث مرات و كأنه إنسان آلي تالف
"هل بيكهيون يسمح لك بأن تناديه بإسمه؟ "
" أحياناً و صدقيني من الصعب أن يوافق علي هذا الأمر "
أجابني بحذر و قد فهمت ما يقصده... هذا يعني أن لا أجرؤ علي تعدي الحدود و مناداته بـإسمه دون رسميه
"تباً لغبائي، لقد نسيت تماماً"
وقف من مكانه بسرعه و إقترب من الباب بينما يتحدث ليسأل
" قهوه؟ عصير؟ "
" لا، لا شئ "
"لا لا لا... يجب أن تشربي شئ فهذه المرة الأولي لكِ بمكتب زوجك المستقبلي"
نفي بسرعه و هو يحاول التحدث بجديه فـ ضحكت أومئ له و قبل أن يخرج هو، فُتح الباب ليرتطم بوجهه فتراجع إلي الخلف لأقف من مكاني بسرعه و إقتربت منه بقلق
"أنت بخير؟ "
" ماذا تفعلان هنا؟"
رفعنا رأسنا نحو صوت بيكهيون الغاضب لأبتلع ريقي... يبدو أن ودية سيهون معي صورت لي أن بيكهيون قد يكون لديه جانب مختلف مثله
"أ أتيت...."
"هاااي يا صاح إنها خطيبتك و قد أتت لـرؤيتك"
سيهون قاطعني بسرعه بسبب توتري وهو يضحك مُلطّفاً الأجواء لكن الأمور إنقلبت ضده حينما إلتفت إليه بيكهيون و نظراته الغاضبه كانت واضحه
"صاح؟ أنا هنا السيد كيم و أنت لا يحق لك التحدث معي بهذه الطريقه ولا يحق لك دخول مكتبي دون إذن "
لم هو وقح هكذا؟
" أعتذر سيد كيم"
عقدت حاجباي علي تحول سيهون السريع هو الآخر لينحني بعدها و تحرك قاصداً الخروج لكنني أوقفته أمسك بيده بسرعه
"لم تتحدث معه هكذا؟ هو فقط كان يُرحب بي و يساعدني بالوصول إلي مكتبك ليس إلا "
حاولت تمالك أعصابي كي لا أصرخ بوجهه لكن ضحكته الساخره هذه مستفزة و مهينه بالنسبة لي
"و من سمح لكِ بدخول مكتبي؟... آنسه يون هذا مقر عملي و ليس مكان للتنزه، و هذا مكتبي لذا لا يسمح لك الدخول دون إذن مني أولم يُعلمك والديك ذلك؟"
"لا لم أتعلم لأنني لم أقابل شخص مهووس بالقوانين الغبيه مثلك من قبل "
صرخت بوجهه حينما تعالت نبرته الساخره و كأنه يُخطئ بتربية والداي لي و أنا أكره هذه التلميحات السخيفه
" عـ عذراً! قوانين غبيه ؟"
اقترب مني و هو يميل برأسه و عينيه ضاقت بصدمه ليحاول سيهون الفصل بيننا لكنني لن أسمح هذه المرة بأن أصمت
" إهدآ رجاءً الموظفون بدأوا بالتجمع "
سيهون تلفت حوله بتوتر و هو يهمس بذلك لكن و لا أي منا أزاح عينيه عن الآخر
"آنسه يون لا تتعدي حدودك "
" أنا لا أتعداها سيد بيون لكنك من تتعامل مع الجميع و كأنهم خدم لديك"
إذا اعتقد انه الوحيد القادر علي التحدث بنبرة عاليه فهو مُخطئ
" إنه كيم "
" بل بيون"
"كيم"
"أخرج بطاقتك الشخصية و أدرك حقيقتك يا هذا"
تجمد بمكانه لثواني و كأنه للتو أدرك أنه بالفعل بيون مهما تهرب من الأمر
" خارج مكتبي"
همس ببرود لأعقد حاجباي... ما الذي يستدعي تصرفاته هذه؟!
"الآن"
صرخ بغضب لأنتفض أنا و سيهون بخوف و بسرعه سيهون أمسك يدي يجرني خلفه إلي خارج مكتب بيكهيون و للتو رأيت عدد الموظفين الذين تم طردي أمامهم و من ضمنهم والدي الذي وصل تواً مع ماريا و لم أرى سوي الخيبه تعلو ملامحه
"بيون بيكهيون"
صرخت بإسمه وعيناي تنظر نحو والدي ثم توقفت بمكاني لأسحب يدي من يد سيهون و عدت أدراجي أقف أمام الوقح حفيد العائلة الأكبر
"إبحث عن غبية أخري تقبل بك أيها المخبول"
تحدثت بصوت عالي بينما أترك بيني و بينه مسافه أسمح لجميع المتواجدين بأن يروا هذا المشهد
ببطئ أخرجت خاتم الخُطبه من يدي و شعرت معه بأن قلبي يخرج من مكانه فلم أتوقع أن يكون هذا مصير علاقتي الأولي أو أن تكون هذه نهايتها
أعلم جيداً أن الموضوع سوف ينتشر و كوريا بأكملها سوف تتحدث عنه لوقت طويل لكن لن أسمح أن يتم إهانتي بهذه الطريقه
أنا لم أرتكب جريمه، أنا فقط أتيت لزيارة خطيبي بمكتبه
رفعت الخاتم أمام عينيه لتتعلق به و بكل ثقه ألقيته نحوه فأمال برأسه لـ يصطدم بعنقه
فردت ظهري بـ ثقه و إلتفت بعدها أسير نحو والدي و هو سبقني و بجانبه ماريا التي ظلت ترمق أبناء كيم بنظرات كارهه حتي دخلنا إلي المصعد
"آسفه أبي"
همست بصوت مُختنق فـ هز هو رأسه نافياً
"بل أنا الآسف لأنني وضعتك بهذا الموقف"
"عائلة وضيعه و ما فعلتيه يليق بهم"
ماريا هسهست بحقد لأضحك من بين دموعي و والدي هو الآخر ضحك يُبعثر شعرها
لكن نظراته الحزينه لا يستطيع إخفائها فـ بعد كل شئ هو يملك صورة نظيفه و قويه أمام المجتمع و ما حدث اليوم سوف يهزها
أعتذر أبي
End pov
------------
مساءً بقصر كيم
العائلة بأكملها كانت تجتمع، لكن علي غير العاده بيكهيون هو من يتم توبيخه و ليس سيهون
أبناء العائلة كانوا يجلسون من الأكبر إلي الأصغر و بخاتمتهم داك يونغ إبنة أختها للسيده كيم
بينما علي الأريكه المجاورة سيهون و تشانيول يجلسان و فيما بينهما سونغ التي تتشبث بذراع سيهون غير مُهتمه لما يدور
صفعة قوية سددتها السيده كيم لإحدى وجنتي بيكهيون جعلت رأسه يميل إلي الجانب الآخر و مع صوت الصفعه العالي إنتفض سيهون بفزع كما والدة بيكهيون بينما تشانيول رُفعت طرف شفتيه بإبتسامه ساخره و أدار عينيه بملل
"تسببت بفضيحة في الشركه بأكملها و بسببك الزفاف أُلغي سيد كيم"
هسهست بحقد و ما يزيدها غضب إبتسامة تشانيول التي لم تخفي عنها
"أعتذر، كنت غاضباً و لم أتمالك أعصابي، كما أن الشركه لم تكن يوماً إلتقاء الـ..."
"و ما المشكله إذا أتت زوجتك المستقبليه لزيارتك في مقر عملك هااا "
صرخت مُقاطعه حديثه فـ ضحك تشانيول بصخب جاذباً إنتباه الجميع نحوه عدا الجده التي أغلقت عينيها بغضب
"أعتذر، أعتذر... فقط تذكرت شيئاً ما "
ضم قبضته أمام شفتيه و هو يتحدث من بين قهقهاته لتلتفت نحوه الجده و قبل أن تتحدث قاطعهم صوت جونغ إن الذي صاح بحماس مزيف
"وااه العائلة بأكملها تنتظرني هنا"
"صغيري، أنت هنا"
غضبها تبدد و إلتفتت نحوه لتقترب منه تحتضنه بقوة فليس من عادات كيم الحقيقي أن يأتي إلي القصر دون دعوه
"هل ستبقى هنا؟"
سألته بصدمه و هي ترمق الحقيبه التي يسحبها خلفه بسعاده و هو أومأ بسرعه يتصنع السعاده كذلك
"نعم جدتي العزيزة"
" هيا هيا تعالي معي إلى شقتك"
سحبته معها من ذراعه قاصدة الأعلى و توقفت فجأة بجانب بيكهيون لتعود ملامحها إلي الجديه
"الزفاف سوف يتم بموعده، لذا عليك أن تذهب إلى خطيبتك غداً و تعتذر لها"
و مرة أخرى ملامحها تحولت إلى سعيده و هي تسحب جونغ إن معها إلي الأعلي و أشارت بيدها إلي الخدم كي يُحضروا حقيبته
"هيا سيهوني، أنا أيضاً أريد أن أنام"
سونغ تحدثت و هي تسحب سيهون من ذراعه معها لتهتز شفتيه رغبة بالبكاء و عينيه ترمق الجميع يطلب النجده لكنهم جميعاً تجاهلوه كالعاده
أفراد العائلة انسحب كلاً منهم نحو غرفته أو شقته عدا بيكهيون و والدته
هو يقف بمكانه ينظر إلي الفراغ و الدموع بطرف عينيه و أمامه مباشرة والدته التي تنظر إليه بحزن
"بيكهيون"
همست بخفوت و وقفت من مكانها لتقترب منه بتردد قاصده إحتضانه لكن قبل أن تصل يديها إليه هو انسحب نحو شقته مُتجاهلاً إياها
توجهت نحو غُرفتها بخطوات مُبعثرة تشعر بالضياع لرؤية صغيرها بهذه الحاله لتغلق الباب و إقتربت تجلس علي طرف السرير ثم أخرجت هاتفها تنظر إلى صورة ما
"سامحني، رجاءً"
تمتمت و زفرت أنفاسها المُهتزة لتضم شفتيها ببكاء بينما تطلب رقم ما
"مـ مرحباً، هيبا إبنتي هذه أنا والدة بيكهيون"
To be continued...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top