34

Start

Flash back

"لا تتركي له أي فرصة ليتحدث معها"

السيدة كيم أمرت بحده فـ عقدت سونغ حاجبيها و التفتت نحو سيهون الذي يقف مقابلاً لـ كبير الطُهاة و مساعديه يُملي عليهم أوامره

"كيف أفعل ذلك؟ هو يتجاهلني تماماً"

"لا أهتم فـ لتتصرفي بنفسك"

سونغ قلبت عينيها من مزاجها الحاد لتلك العجوز ثم تنهدت

" عدم تحدث سيهون مع زوجته لا يعني أنه سيقع بحبي فهو..."

"هي حامل"

قاطعتها بصراخ لتتسع أعين سونغ بصدمه

"ماذا؟"

"كما سمعتي لذا حاولي إبعاده عن الهاتف و
و أي طريقة للتواصل معها إلى حين أتخلص من هذه الكارثه "

أغلقت الهاتف بعدها بوجه سونغ التي انتفضت بفزع و عينيها لم تبتعدا عن سيهون... تري تلك الفجوة التي بينهما تتسع لكنها لن تتنازل عنه بسهوله

End flash back

__________

تشانيول pov

أصبحت أعتمد علي التهور فـ كلما فكرت في حديث تشانسوك معي سابقاً أجدها مُحقه

ربما تفكيري المبالغ بكل خطوة هو ما جعل من السيدة كيم تسبقني بخطواتها علي الرغم من أن التسرع كان أفضل وسيله للتعامل معها و إرباكها

المرة الأولى حين تهورت و اعترفت بأمر حبيبتي الأولي أمام الجميع، بيكهيون صدقني أنا و اتخذ صفي و كان ذلك سبباً لجعله يبتعد عن السيدة كيم

بيكهيون مازال مُتعلقاً بها و نظرة عينيه نحوها تفضحه لكن علي الأقل هو بدأ يستوعب أنها ليست محقه بكل ما تفعله

و الآن كشفت عن معرفتي بأمر الملفات كي أُربكها لأنها ستحاول الحصول عليها قبلي و بذلك سوف تُرسل المحامي مينهيوك لـ عمي هيتشول مرة أخرى و ربما تذهب بنفسها و حينها سوف يتحرر عمي هيتشول إذا خططت أنا للأمر جيداً

ابنته للسيد هيون مين كانت تجلس أمامي مباشرةً بنفس المقهى الذي التقينا به سابقاً و مرة أخرى هي قامت بحجزه كاملاً

"لماذا تُعطيني هذا الآن؟"

تسائلت بإستغراب حين ناولتها السماعة الخاصه بجهاز التنصت المتواجد مع عمي هيتشول و معه حاسوبي لأتنهد أنا

" هذه السماعة متصله بجهاز تنصت مع عمي هيتشول... كل ما أريده منكِ هو أن تتابعيه بصورة دائمه حتي يقوم المحامي مينهيوك بزيارته"

"لا أفهم شئ، لكن لماذا تعتقد أن ذاك المدعو مينهيوك سوف يزوره"

ضيّقت عينيها بعدم فهم لأميل بجذعي نحو الطاولة كي أستند عليها بمرفقاي

" سوف أشرح لكِ كل شئ لكن أولاً أريد منكِ أن تضعي السيد مينهيوك تحت المراقبه و حين يزور عمي هيتشول اطلبي من رجالك أن يبلغوا عنه الشرطه كي يتم الإمساك به مُتلبّساً و حينها لن يتمكن من الخروج من هذه القضية بسهوله"

"لم تطلب هذا فجأة؟ اعتقدت أنني سوف أساعدك بالمعلومات فقط "

أومأت برأسي لأغلق عيناي لثواني ثم فتحتهما مُجيباً إياها بجديه

" أعتقد أنني لن أكون متواجداً حين يتحقق مرادي "

" ماذا تقصد؟ "

" ما أقصده أنني لا أثق بأي شخص غيرك في الوقت الحالي و لا يمكنني اللجوء إلي أي كان كي يساعدني فهو لربما يكون أحد اتباع السيدة كيم لذا رجاءً ساعديني بهذا الأمر، إذا فُضح ما فعلوه بـ عمي هيتشول فلن نحتاج إلي تلك الملفات التي لا نعرف بمكانها و لا أمل لإيجادها... جميع القضايا سوف تفضح الواحدة تلو الأخري و لن تتمكن السيدة كيم من إيقاف الفضائح التي سـ تمسها حينها "

هي لن تتركني و شأني، أنا واثق من ذلك

إذا كانت هذه الملفات تُخيفها للدرجه التي تجعلها لاتزال تبحث عنها بالرغم من مرور تلك السنوات فهي لن تسمح لي بأن أجدها قبلها و بالوقت الذي تحاول فيه الوصول إلى الملفات هي ستحاول التخلص من عدوها

عدوها الذي أصبح يُشكل خطراً حقيقياً عليها و الذي يكون أنا

لكن لا أهتم... ما أريده هو أن يعيش الجميع في سلام حتي و إن كان هذا يعني نهايتي

هذه المره أنا واثق من أنني سوف أفوز ضدها لأن بكل مره اتأكد أن هذه المرأة لا تتغير أبداً و هذا يجعل التعامل معها أقل صعوبه لأنه و بسهوله يمكنني معرفة خطوتها التاليه

السيدة كيم تعتقد نفسها ذكيه لكنها ليست كذلك، إنما هي تعرف كيف تحتمي بمن حولها و تستغل مكانتها

لكنها تكرر نفس أفعالها و تُعيد التاريخ مرة أخرى

هي بالفعل بدأت بـ سيهون و ماريا ، تفعل ما فعلته مع خالي ميونغ داي و زوجته

تبدأ بقصة الخيانه من ثم تقوم بقتل الطفل البريئ الذي لم يولد بعد و تقوم بإتهام الزوجة أنها أجهضته كي لا يكتشف زوجها أن هذا الطفل لم يكن له منذ البدايه و هذا يكون سبباً لإتساع الفجوة بين الزوجين

إنها الحقيقة التي لم يُدركها جونغ إن بعد... هو كان علي وشك أن يُرزق بأخت لكن السيدة كيم أفسدت كل شئ و فرقت بين ابنها و زوجته

لربما جونغ إن كان محظوظاً كونه وُلد بعيداً عن السيدة كيم و دون معرفتها و لولا أنه فتى لكانت قتلته لكنه كان كيم الحقيقي الوحيد بيننا و هذا السبب الذي جعلها تتمسك به

لذا كان يجب أن أهرب بـ ماريا بعيداً بمكان لا يمكن أن يخطر على عقل السيدة كيم كي أُنقذ طفل سيهون و أحافظ علي هذه العلاقة بقدر الإمكان

السيدة كيم، إنها فاقدة العقل... لا شك أن جدي لم يتحملها و لا أعلم حتي كيف بقي معها لسنوات طويله

خرجت من ذاك المطعم بعد أن أنهيت هذه المُهمه لأتجه إلى عملي

هذا اليوم يبدو طويلاً لكنني و بطريقة غريبه لا أرى رجال السيدة كيم الذين اعتادوا مُراقبتي

حتي البارحة حين حاولت الهروب بـ ماريا بعيداً عن أنظارهم لم أرهم بالجوار

هذا يشوش تفكيري بعض الشئ

End pov

---------

هيبا pov

وقفت أمام المرآة بشرود أتذكر ما حدث البارحه حتي تجمعت الدموع بعيناي لكن سرعان ما مسحت عليهما كي لا أبكي

ماريا استنجدت بي بعينيها قبل شفتيها لكنني عجزت عن التحرر من أيدي هؤلاء الحراس

بيكهيون كان خلفي تماماً تائهاً و جسده يرتجف بخوف و أمامي ماريا... ماريا أختي التي شهدت إهانتها بعيناي

أنا واثقة أن ما حدث لم يكن سوي مؤامرة من تلك العجوز كي تتخلص من ماريا فهي لم ولن تكن لتقبل بها زوجة لحفيدها بهذه السهوله

لكن تشانيول كان بارداً...هذا كان أكثر إخافة بالنسبة لي... بدا و كأنه يعرف كل شئ

رأيت الجميع بلا استثناء مكسوراً البارحه

أعين والدة تشانيول كانتا لامعتين على وشك البكاء

في حين والدة سيهون قد غادرتها النظرة المغرورة و حلت محلها نظرة أخري غير مفهومه

ربما كانت شفقه علي زوجة إبنها و ربما علي ابنها نفسه

والدة بيكهيون رأيتها كيف ترددت في الاقتراب منه و احتضانه فـ كلما تفرقت ذراعيها تعود و تجمع قبضتيها سوياً

" انظر إلى المسافة بيني و بينك لتدرك الإجابه"

تلك الجملة حين سمعتها منها عقلي توقف... لماذا تفاجئت؟

أنا بالفعل أعرف ما فعلته بوالدي بيكهيون و كيف سيطرت علي بيكهيون و أبعدته عنهما و كأنه ليس طفلهما

أعرف كيف تتلذذ برؤية الجميع من حولها فاقداً السعادة في حياته لكنني لم أستوعب يوماً أن هناك شخصاً قد يفعل ذلك بأحفاده

أليست امرأة؟ ألا تمتلك قلباً؟!

بيكهيون طوال الليل كان يبكي و مُتشبثاً بي كالطفل يُحمّل نفسه ذنب ما حدث مع ماريا مُعتقداً أنه بإعتباره الحفيد الأكبر كان عليه حماية زوجة أخيه

هو كان خائفاً أن يعود يوماً لا يجدني و كل ما يفعله هو النحيب بينما يتخيل ردة فعل سيهون

حالة بيكهيون التي كانت قد بدأت تتحسن ها هي تدهورت

اقتربت لأجلس علي طرف السرير بجانبه ثم مررت يدي على طرف شعره بإبتسامة مُنكسره

هي لن تتوقف... لا أعلم متى سوف يحين دوري أنا و بيكهيون لكنها لن تتوقف حتي تُفسد حياتنا جميعاً

هل ستستغل طفلي؟ هل ربما تفعل معي و مع بيكهيون ما فعلته مع والديه سابقاً؟

لا أريد لـ بيكهيون أن يشعر بذلك لكنني خائفه

تشانيول أخبرني أن كل شئ سينتهي لكن نبرته كانت غريبه... لم تُشعرني بالراحة أبداً كما اعتقد هو بل أخافتني

كما و أنه يقول أن كل شئ سينتهي لكن هناك خسائر في المقابل

"أنا أحبك"

جفلت بتفاجؤ حين سمعت همسه الذي تلي احتضانه لخصرى ليدفن وجهه بمعدتي بينما يتمسح بي كالقط و بتلقائية ابتسمت علي منظره اللطيف

" كم الساعه؟"

همس مُتسائلاً لأنظر إلي هاتفه علي الطاولة بجانبه ثم أجبته بهدوء

"السابعة إلا ثلاث دقائق"

رفع رأسه نحوي عاقداً حاجبيه ثم استقام بجذعه دون أن ترتخي ملامحه

"ألم يتصل والدكِ بعد؟"

"لماذا قد يتصل؟"

أملت برأسي بغير فهم حتي استوعبت الأمر لتتسع عيناي

أبي! صحيح لم هو هادئ هكذا؟

ألم ينصدم برؤية ماريا بتلك الحالة البارحه و عودتها المنزل في وقت متأخر من الليل؟

أعين بيكهيون اتسعت و سحب الهاتف سريعاً كي يتصل علي شخص ما و بعد لحظات فقط أدركت أن ذاك الشخص كان أمي حين سمعت صوتها حيث فتح بيكهيون مكبر الصوت

"صباح الخير بيكهيون!"

أمي نبست بتفاجؤ و صوتها حمل آثار النوم لأدرك انه أيقظها بإتصاله فـ حرك رأسه بتوتر لأسحب الهاتف نحوي كي أُجيبها أنا

"صباح الخير أمي"

"اااه هيبا عزيزتي، هل أنتم بخير؟"

"نعم لا تقلقي.. هل أبي بالمنزل؟"

ابتلعت ريقي بتوتر حين زفرت هي بضيق ثم همهمت لي بالنفي

"والدك غادر المنزل البارحة غاضباً مني"

لماذا؟ ما الذي حدث؟ "

بيكهيون اعتدل بجلسته بتوتر فـ ابتسمت له و مددت يدي الحره نحو يده التي ترتجف لعلها تهدأ

"تشاجر معي لأنني تركت ماريا تترك المنزل دون إذن منه لكن ماذا أفعل؟ هي طلبت مني أن لا أتصل به و علي الرغم من أنني منعتها لكنها لم تستمع إلي و غادرت مع حراس السيدة كيم.. لكن لا أفهم أي أمر هام ذاك الذي يجعل السيدة كيم تستدعي ماريا بذاك الوقت؟"

"ماريا لم تُخبرك؟ "

عقدت حاجباي بإستغراب عندما أصدرت صوتاً يدل علي النفي

" لم تتصل حتى لتخبرني بأنها وصلت و والدك حاول أن يتصل بها لكن هاتفها كان مُغلقاً... ما الذي يحدث؟ هل هناك خطب ما؟ "

نفيت سريعاً لأغلق الخط ثم لحقت بـ بيكهيون الذي ركض نحو خزانة الملابس علي عجل

" أين قد تكون ذهبت؟"

سمعته يُردد بتساؤل فـ سحبته نحوي لأحتضن وجنتيه

" اهدأ.. لربما ذهبت إلى أحد أصدقائها أو بقيت في فندق خائفة من ردة فعل أبي حين تعود إليه بتلك الحاله "

"علي من تكذبين هيبا؟ كلانا يعرف جيداً انها ليست بخير"

دفعني و هو يصرخ ببكاء ثم التفت ليخرج ثياباً لأجله و ركض بعدها نحو الحمام

هو محق... ماريا لا تمتلك أصدقاء و لا أعتقد أنها كانت تمتلك ما قد يساعدها للبقاء في فندق

لكنني خائفه... لا أريد التفكير حتي في أنها ليست بخير

لا أريد خسارتها... إذا أصابها مكروهاً لن أسامح نفسي أبداً لأنني استسلمت للسيدة كيم و تركت أختي تغادر بتلك الطريقة المُهينه

End pov

-----------

"تنتهي مُحاضرتنا عند هذا الحد"

ختم حديثه بهدوء ليجمع أغراضه ثم رفع رأسه نحو الطُلاب مُبتسماً

" ابتداءً من المحاضرة القادمه سوف أبدأ بجمع الأوراق منكم و التصاميم لذا أتمني أن تكونوا قد انتهيتم"

"حسناً"

أجابوه بصوتٍ واحد ثم بدأوا بجمع أغراضهم هم الآخرين

" ااه بالمناسبه... إذا لم أكن متواجداً يمكنكم تسليم الملفات للبروفيسور جونميون، كذلك لا تقلقوا مهما حدث فـ لن يتغير ما اخبرتكم به سابقاً و الدرجات سوف يتم وضعهم علي أساس تلك التصميمات حتي و إن استلم مكاني شخص آخر"

"هل ستُغادرنا بروفيسور كيم؟"

أحد الطلاب تسائل لتعقد تشانسوك حاجبيها بإستغراب و رمقت ذاك الطالب بنظرة سريعه ثم أعادت بعينيها نحو تشانيول

" أُفضّل أن تناديني بـ بارك... أيضاً لا أعلم حتي الآن لكن حالة البروفيسور جوهو تتحسن و ربما يعود قريباً كما أنني لست المسؤول الأساسي عنكم و قد يتم تبديلي بأي لحظه لذا أردت فقط أن أخبركم مُسبقاً كي لا تقلقوا"

ذاك الشاب همهم بتفهم ليحمل تشانيول أغراضه بعدها رفع رأسه نحو تشانسوك و ابتسم لها بلطف قبل أن يُغادر

" مينسوك سـ يُغادر مع حبيبته لذا سوف أغادر معكِ "

شيومين نكزها لتستفيق من شرودها فـ رفعت رأسها نحوه بإستفهام

" ماذا قلت؟ "

" قلت أنني سوف أغادر معكِ لأن مينسوك مع حبيبته"

اومأت له لتحمل أغراضها هي الأخري ثم لحقت به إلي الخارج

" تشانسوك"

دفعها بمرفقه بخفه فـ انتفضت بفزع ثم التفتت برأسها نحوه

" ما خطبك؟ هل أنتِ مريضه؟"

هزت رأسها بالنفي فـ أومأ بتفهم ليسير كلاهما بهدوء نحو محطة الحافلات

" هل تعتقد أن البروفيسور بارك كان غريباً؟"

"تقصدين كيم المزيف؟... اااه هو دائماً غريب "

أجابها بتفكير و بنهاية حديثه هو رفع كتفيه بلا مبالاه لتعقد حاجبيها

" لكن سمعت أنه مريض... الطلاب الأكبر سناً كانوا يثرثرون حوله اليوم"

"ماذا قالوا؟"

سألت بـ لهفه ليُفرّق بين شفتيه كي يجيبها لكنه سرعان ما توقف و استدار إليها

" أنتِ مهتمة به "

" أنا فقط أسأل بـ داعي الفضول"

دفعته بحنق لتتخطاه فـ ركض خلفها كي يلحق بها

" هااي لماذا تهربين مني؟ أنتِ فقط تُثبتين أنني محق "

" شيومين"

نهرته بحده ليتنهد

"نحن صديقين تشانسوك... لقد لاحظت الأمر عدة مرات لكنني لم أتحدث، لاحظت نظراتك نحوه لكنني لم أتحدث لكن لماذا تكذبين عليّ ألسنا صديقين؟"

أمال برأسه مُتسائلاً فـ أشاحت بنظرها بعيداً عنه

" اذهبي للإطمئنان عليه بدلاً من تلبس هذا الوجه المزعج... أكره رؤيتك بهذه الحاله "

" بم ثرثر الطلاب حوله؟ "

سألت مرة أخرى مُقاطعة حديثه فـ ضحك بخفه

" تبدين فضولية جداً بشأن البروفيسور "

رفع حاجبيه ساخراً لتضم الأخري شفتيها بعبوس و أمالت برأسها قليلاً فـ ابتلع ريقه هامساً بجديه

" بدا و كأنه يودعهم، بعضهم قال أن البروفيسور كان كـ شخص اكتشف للتو أنه مصاب بمرض مميت لذا...."

رفع كتفيه يشرح الأمر بهدوء فـ قاطعته بركضها من الإتجاه الآخر تعود بخطواتها نحو الجامعه

___________

" أنتم بخير؟.. حسناً ماذا عن سويون؟ هي بخير صحيح؟... و أنتِ أمي ؟لا شئ أنا فقط اشتقت لكم... ااه أعتقد أنني أصبحت حساساً في الفترة الأخيره... تعرفين أنني ممتن لأنكِ والدتي.. أنا أيضاً أحبك"

أغلق الخط بعبوس و مسح علي عينيه بخشونه فـ عقد كيونغسو حاجبيه و اقترب منه ليضع كوب القهوة المُثلجه أمام جونغ إن و جلس مقابلاً له حول تلك الطاولة التابعه لمقهى المشفى

" ذاك الرجل الذي يُراقبك ليس هنا اليوم "

همس و هو يتلفت حوله ثم سحب الكوب خاصته ليرتشف منه القليل

"يبدو أن مهمته انتهت"

ماذا تقصد؟ "

كيونغسو رفع حاجبيه بعدم فهم فـ رفع الآخر طرف شفتيه بسخريه

" البارحه.. يمكنك القول أن السيدة كيم تخلصت من ماريا زوجة سيهون... ربما أكون الشخص التالي"

"السيدة كيم؟... لماذا تبدو نبرتك غريبه هذه المره؟ "

جونغ إن تنهد و مسح علي وجهه ثم زفر قائلاً بضيق

"لم يعد بإمكاني تحملها، عقلي أصبح عاجزاً عن تقبلها أو استيعاب علاقتي بها... كيف نكون أحفادها و تتعامل معنا بتلك الطريقه؟ أليس من المفترض أن تكون حريصة علي سعادتنا أكثر من أنفسنا؟! "

" أعتقد أنها مريضه... الطريقة التي حاولت فيها التخلص من أزواج عماتك و الآن تحاول إفساد زواج أحفادها... لا أراها سوي امرأة مريضه كان يجب أن توضع بمصحة عقليه منذ سنوات "

كيونغسو نبس بجدية فـ أومأ جونغ إن موافقاً إياه

" السيد بارك... هل استفاق؟ "

تلقي همهمة نافيه من المقابل له ليرتشف كلاهما القليل من القهوة

" يستفيق بين الحين و الآخر لكن لم يستفق كلياً.. علي الأقل يمكنني قول أنه تعدي مرحلة الخطر "

" متى ستخبر تشانيول عن والده؟"

قصير القامة رفع نظارته بطرف سبابته يتسائل بهدوء فـ ضم جونغ إن شفتيه بتفكير

"لا أعرف، لكن هذا ليس الوقت المناسب بلا شك"

علي الجانب الآخر حيث منزل جونغ إن... والدته كانت تجلس بغرفة المعيشه تهز قدمها بتوتر و علي قدمها الصغيرة سويون التي احتضنت خصرها بقوة في حين عينيها كانتا ترمقان تلك المرأة أمامها بنظرات غاضبه

شقراء لم تكن بالنحيفه... جسدها رياضي شوهته بالوشوم التي تظهر من أسفل ثيابها الرسميه

"أنا جاهزه"

هانييل تحدثت ببرود بعد خروجها من الغرفة فـ وقفت داي هيون و اقتربت منها سريعاً لتمسك بذراعها هامسه

"جونغ إن لن يُعجبه الأمر... رجاءً لا أريد أن تحدث بينكما مشكلة أخري"

"اهتمي بـ سويون"

أجابتها بإرهاق لترفع داي هيون حاجبيها بترجي لكن هانييل دفعتها بلطف كي تبتعد عنها ثم خرجت من المنزل لتلحق بها تلك الشقراء

داي هيون تلفتت حول نفسها بقلق لتركض نحو غرفتها و سحبت حقيبتها ثم خرجت من المنزل مع الصغيرة سويون و استقلت سيارة أجره كي تلحق بتلك السيارة السوداء التي صعدت إليها هانييل مع الشقراء

توقفت السياره أمام ملهي لم يكن غريباً علي هانييل التي شخرت بسخرية حين رؤية تلك اللافته المُضيئة التي تعلو مُقدمته

~السيد جون ينتظرك بالداخل ~

الشقراء نبست بلكنتها الإنجليزيه و هي تُشير لـ هانييل بالدخول فـ دخلت الأخري حيث تلك القاعة التي اعتادت أن تتدرب بها سابقاً

دلفت إليها بخطوات واسعه حين رؤيته يجلس بهدوء بينما يربط شريطة بيضاء حول كفه قبل ارتداء قفازه حتي اقتربت منه لترفع قبضتها قاصدة لكمه لكنه أمسك يدها قبل أن تلامس وجهه

~تؤ تؤ تؤ... لم تتغيري بعد ~

رفع عينيه نحوها لتعقد حاجبيها بغضب ثم سحبت قبضتها من يده لتبتعد عنه

~ماذا تريد؟هل ترغب بقتلي الآن؟ هل تعتقد أن قتلك لأخي سيُتيح لك الفرصة لفعلها؟~

هسهست بحده ليعقد حاجبيه ثم وقف من مكانه ليظهر فارق الطول بينهما

~قتله؟ لماذا؟ هل كنت أنا الشخص الذي يُعطيه الدواء طوال الاشهر الماضيه؟ ~

شهق بتفاجؤ مصطنع حين لمح نظرات عدم الفهم تعلو عينيها المُرهقتين

~ألم يُخبرك زوجك بذلك؟ الدواء الذي استخدمتيه هو ما تسبب بقتل جوهون ~

~أنت كاذب ~

صاحت بتلعثم لتدفعه من صدره بقوة لكنه لم يتزحزح و لو خطوه

~يُمكنك سؤال زوجك.. أعني بعد كل شئ هو من قام بتزوير التقرير الخاص بوفاة جوهون... لماذا قد يفعل ذلك يا تري؟ ~

عقد يديه خلف ظهره و هو يدور حولها لتبدأ دموعها بالإنزلاق الواحدة تلو الأخري

~كيف يقبل طبيب مُحترم أن يلوث سجله النظيف بهكذا جريمه؟ ألا يكفي أنه تزوج بقاتله؟ ~

التفتت إليه بأعين مُتسعه فـ رفع كتفيه بلا مبالاه ثم هز رأسه إلى الجانبين

~أنتِ أفسدتي حياته بالكامل لذا سوف أمنحك فرصه... احصلي علي الطلاق و لنعد سوياً، أعدك سوف أغير من نفسي لأجلك و لأجل صغيرتنا ~

أمال نحوها لتتراجع بخطواتها تبكي بصمت و مُقلتيها تتراقصان بتردد

~لن أعود إليك... لن أترك جونغ إن ~

نفت برأسها بخوف ثم سارت نحو الباب كي تخرج ليضحك هو بصخب

~بقائك هنا يعني سجنك و سجن زوجك كونه يساعد مُجرمه ~

توقفت بمكانها ليكمل هو

~لذا هو سيخسر عمله، و يخسر حياته، اااه و جدته ماذا ستفعل بعدما علمت بالأمر؟ ~

هانييل ابتلعت ريقها بصعوبه ثم التفتت نحوه ليبتسم بجانبيه

~ سوف أتجاهل حقيقة أنكِ قاتله لأنني أحبك... دعينا نعود سوياً هانييل و لتتربي ابنتنا بيننا ~

هزت رأسها بهيستيريه و هي تتراجع إلي الخلف حين اقترب ليسحبها من ذراعيها نحوه حتي التصقت به تقريباً

~لنهرب سوياً... ~

~قلت لن... لن أترك جونغ إن ~

همست من بين شهقاتها فـ ضغط علي ذراعيها بقسوه

~هل أنتِ غبيه؟ بقائك هنا يعني إفساد حياته أكثر، هو لن يكون له أي وجود إذا بقيتِ... أتعتقدين أن مشاعرك السخيفه تستحق أن يُدمر حياته من أجلك؟ هو سوف يُلقي بكِ بأقرب فرصه فلن يُضحي بحياته و سمعته لأجل امرأة مثلك ~

"لم أسمح لك بأن تتحدث بدلاً مني"

كلاهما التفت نحو تلك النبرة البارده لتتسع أعين هانييل بخفه حين رؤيتها جونغ إن يقف بجانب الباب يستند عليه بكتفه بينما ذراعيه يعقدهما إلى صدره

تنهد بإنزعاج ليفك عقدة ذراعيه ثم سار نحوهما حتي وقف بجانب هانييل و أمسك بذراعها ليسحبها نحوه كي تتحرر من يدي جون و بعدها هو تقدم خطوة يحمي هانييل خلفه

~اااه نسيت أنت لست جيداً في الكوريه ~

جونغ إن قهقه بسخريه ليمسح علي طرف أنفه بقبضته

~لا أسمح لك بأن تتحدث بدلاً مني أو تحكم علي علاقتي مع زوجتي، هل هانييل تستحق؟... نعم إنها تستحق أكثر مما قد يتخيل عقلك القذر ~

ختم حديثه بنبرة حاده و هو ينكز صدر المُقابل له بسبابته فـ ضحك الآخر بسخريه

~ أنا هنا لإنقاذ هانييل، جدتك عرفت الحقيقه و سوف تلقي بها في السجن ~

~اااه قلت جدتي؟ ~

جونغ إن ضحك بصخب فـ عقد جون حاجبيه بإستغراب

~إذاً تلك العجوز هي من أعادتك إلى هنا ~

همهم بسخريه ثم تراجع خطوة لينظر إلي جون من الأسفل إلي الأعلى بإشمئزاز

~تمتلك عقلاً صغيراً مقارنة بجسدك الضخم ~

هز رأسه و هو يقلب شفتيه

~لا يُمكنها أن تفعل ذلك لأنني ساهمت بإخفاء حقيقة موت جوهون و كما قلت أنت... هذا سوف يتسبب بسجني، أنا كيم الحقيقي... هل تعتقد أنها سوف تتسبب بفضيحة لنفسها؟ اووه عذراً لكن أنا لا أعتقد ذلك ~

ختم حديثه بسخريه فـ رفع جون حاجبيه بلا مبالاه

~لكنني سوف أفعل ~

~تفعل ماذا؟. هل أخبرك بحقيقة صغيره؟ بالرغم من أن هذا مساعدة لك لكنني سأفعل ذلك لكونك والدها للطفلة التي أحببتها كـ إبنة لي و سوف أنسي أنك أكثر شخص أكرهه من بعد تلك العجوز ~

اقترب من جون ليعقد الآخر حاجبيه ثم همس

~قبل مجيئي إلي هنا كنت قد قدمت بلاغاً ضدك و قدمت الأدله... لا تثق كثيراً في الشخص الذي يحصل على أموال منك لأنه سيحصل عليها من غيرك ~

ابتعد عنه و هو يبتسم ببراءة ثم ربت على كتف جون قائلاً

~سوف أتركك الآن، لعلك تتمكن من الهروب قبل منعك من السفر ~

محي إبتسامته ثم التفت و أمسك يد هانييل و جرّها خلفه نحو الخارج حيث سيارته ليفتح لها الباب آمراً إياها بجديه

"اصعدي"

دفعها بخفه كي تصعد بجانب والدته بالخلف فـ احتضنتها الأخري سريعاً ليُغلق الباب ثم صعد إلى مقعده و أدار مُحرك السياره

قاد نحو المنزل في هدوء كان يقطعه من حين لآخر شهقات هانييل ليتنهد و أوقف السيارة جانباً ثم التفت نحوها

"فقط سؤال واحد... لنفترض أن أمي لم تتصل بي و أنني لم أصل بالوقت المُناسب، هل كنتِ لتذهبي معه؟"

هانييل عضت علي شفتها السفلي لتكتم شهقاتها ثم هزت رأسها بالنفي

"هل أنا السبب بما حدث إلي أخي؟"

همست بتلعثم فـ ابتسم بخفه ثم هز رأسه بالنفي ليمد يده نحو إحدي وجنتيها و مسح عليها بـ رقه

" لا تُفكري بما قاله جون... الشخص الذي قتل جوهون كان ذاك الحقير و ليس أنتِ، لقد كنتِ ضحيه مثل جوهون تماماً لذا لا تحاولي إلقاء اللوم علي نفسك "

" ماذا ستفعل بشأنه؟ لا أعتقد أنه سيتوقف عن مُلاحقة هانييل"

داي هيون تسائلت بقلق فـ تنهد جونغ إن و اعتدل لينظر أمامه

" جونغ إن أبلغ عنه لذا أعتقد أنه سيهرب فهو جبان "

داي هيون همهمت بتفهم لتعقد حاجبيها هي و هانييل حين بدأ كتفاي جونغ إن بالإهتزاز تلي ذلك صوت ضحكاته الصاخبه

" هو سيهرب بلا شك لكن كي يتم إلقاء القبض عليه"

التفت برأسه ليرمق والدته و زوجته بنظرة سريعه ثم أعاد رأسه إلي الأمام يشرح من بين قهقهاته الخافته

"أنا لا أمتلك أي أدله و لم أفعل شئ... بالكاد تمالكت أعصابي حين اتصلت بي أمي لكن كيونغ هو من قال لي بأن أهدده كي يهرب و هو سوف يتصرف "

" إذاً أنت لم تقدم أدله ضده؟"

هانييل تسائلت بصدمه و هي تمسح دموعها فـ أومأ هو ليُعيد تشغيل المحرك

"لا يوجد أي أدله ضده لكن إخافته كافيه للإيقاع به، هكذا أخبرني كيونغ "

رفع كتفيه يشرح الأمر ببساطه ليكمل الطريق إلي المنزل حتي وصلوا ليسبقهم نحو الداخل قائلاً

" سوف أنام قليلاً لذا لا تدخلوا الغرفة كي لا أقلق أثناء نومي"

حذرهم بسبابته ثم التفت ليدخل الغرفة و أغلق الباب خلفه فـ ربتت داي هيون علي كتف هانييل هامسه

" اعتني بـ سويون، سوف أتحدث إليه أنا"

دفعت الصغيرة نحوها لتحملها هانييل ثم اتجهت هي إلي الغُرفة الخاصة بإبنها و دخلت دون أن تطرق فـ مسح جونغ إن علي عينيه سريعاً و استدار يُعطيها وجهه

"قُلت لا تدخلوا"

والدته تنهدت لتغلق الباب ثم اقتربت منه حتي جلست بجانبه علي طرف السرير قائله

" شعرت بالغرابة حين رأيتك تتحدث و كأن شيئاً لم يحدث و تمزح كأنه أمر عادي"

ختمت همسها بـ قهقهة خافته لتقف من مكانها و اقتربت لتقف بالمسافة الفارغه بين قدميه ثم احتضنت وجنتيه كي ينظر إليها

" هل تُحبها لتلك الدرجه؟"

عض علي شفته السُفلي بعبوس ليومئ بتردد فـ ضحكت والدته بخفوت

" رأيت ذلك... لم أتوقع أن تتمالك أعصابك أمامها "

"أنا كنت و مازلت غاضباً منها لأنها خرجت لمقابلته رغم تحذيري لها سابقاً و بصعوبة حتي تمكنت من السيطرة على غضبي"

هسهس بإنزعاج ليعقد حاجبيه

" أرغب بالخروج الآن و توبيخها لكنني مدرك أن ذلك قد ينتهي بشجار حاد قد ننفصل بسببه "

مسح علي عينيه بخشونة و احتضن خصر والدته ليدفن رأسه بصدرها هامساً

" و أنا لا أريد أن أنفصل عنها... لا أريد خسارة أي منكما "

داي هيون تنهدت لتحتضن رأسه حين شعرت بدموعه الدافئه تُبلل ثيابها

" أنا اكرهها ...هي لا تتوقف عن التدخل بحياة الجميع و إفسادها، اكرهها بحق"

"من تقصد؟"

تسائلت بإستغراب و هي تدفع رأسه بعيداً عنها فـ تشبث بها بقوة كي لا تبتعد و تجاهل الإجابة عن سؤالها

_________

تشانسوك pov

نظراته كانت دافئه كالعاده لكن بطريقة غريبه... لمحت بهما الخوف و الراحة امتزجا سوياً لـ يبثا الرعب بداخلي أنا

البروفيسور لم يكن يتحدث دون سبب... لقد شعرت به يودعنا... ابتسامته و نظرته اللطيفة التي رمقني بهما قبل خروجه من قاعة المحاضرات كانت تقول ذلك

وداعاً تشانسوك و ليس إلي اللقاء

و ما أكد شكوكي هو ما قاله شيومين... لم أكن الوحيدة التي لاحظت تصرفاته الغريبه و لم أكن الوحيدة التي فهمتها بأنها الوداع الأخير

عُدت أدراجي نحو الجامعة باحثة عنه لكنه كان قد غادر بالفعل و تجاهل جميع مُكالماتي

تصرفاته تؤكد أفكاري و لا يمكنني تحمل ذلك

ماذا لو حدث له شئ؟

التفت نحو تلك السيارة التي تُراقبني طوال الوقت لأطرق النافذة فـ فتحها السائق عاقداً حاجبيه

"هل هناك مشكله آنستي؟"

"اتصل على البروفيسور بارك، أخبره أنني لست بخير اكذب عليه أو قل أي شئ، فقط اجعله يأتي لرؤيتي الآن"

رفع حاجبيه بتفاجؤ حين صرخت بوجهه بهيستيريه لكنني لم أستطع تمالك نفسي

مع كل لحظة تمر قلبي يؤلمني و أشعر أن أنفاسي تتلاشى كلما تخيلت أن مكروهاً سيصيبه

"سيد بارك... "

حين اتصل به أحد الحراس تلقي إجابة سريعه على عكسي... اتصلت به مراراً حتى غربت الشمس لكنه لم يُجيبني و لو لمره

استقمت بظهري بفضول حين أغلق ذاك الحارس هاتفه و رفع رأسه نحوي لأفتح عيناي علي وسعهما أنتظر سماع ما يُرضيني لكنه كلماته لم تلق استحساني

" السيد بارك طلب مني إعادتك إلي المنزل"

"أنا لن أتحرك من هنا قبل رؤيته لذا أخبره أنني..."

"هو ينتظرك هناك... أمام منزلك"

قاطعني بتنهيده لأُضيّق عيناي بـ شك

"أنت لا تكذب، أليس كذلك؟"

"السيد بارك قال ذلك تواً لذا إذا أردتِ أن تتأكدي فـ لنعد إلي منزلك "

رفع كتفيه بلا مبالاه و أدار محرك السيارة لأعض علي شفتي السفلي بتفكير و كانت ثواني حتي تحركت السيارة و أنا أجلس بالخلف يتآكلني القلق

حين اقتربنا من منزل أخي حيث أمكث حالياً، رأيت هيئته الطويلة تقف بالقرب من المنزل و هو يستند بظهره ضد باب السيارة عاقداً ذراعيه نحو صدره

توقفت السيارة خلف سيارته فـ التفت نحونا و استقام بوقفته ليبتسم بخفه عند التقاء أعيننا سوياً

أغلقت باب السيارة لأركض نحوه حتي تعلقت برقبته أحتضنه بقوة فـ اندفع جسده إلي الخلف و قهقهات خافته صدرت عنه قبل أن يحتضن خصري

"لم أتوقع أن تشتاقي إلي بهذه السرعه"

"أنا أحبك"

"تشانسوك"

همس بتفاجؤ و هو يدفعني بعيداً عنه فـ ألقيت برأسي فوق صدره كي لا يراني أبكي

أنا أحبه و لا أريد أن يلحق به مكروهاً

"انظري لي"

همس مرة أخرى و هو يحاول دفعي فـ نفيت برأسي

" تشانسوك، لا تبكي "

رفعت رأسي نحوه بعبوس ليبتسم بوجهي لكن ابتسامته لم تكن كما العاده

"أنت لن تتركني، أليس كذلك؟"

"لم تقولين ذلك؟"

تسائل بحاجبين معقودين ليمسح دموعي بلطف مُتجاهلاً النظر نحو عيناي

" أخبرني أولاً... لن تتركني صحيح؟ أنت لن يحدث لك شئ "

تسائلت بلهفة أنتظر أن ينفي تلك الأفكار السوداء التي تدور برأسي

أريده أن يقول أنني فهمت الأمر بصورة خاطئه لكنه لم يتحدث

عينيه لمعتا تُنذران بالبكاء و شفتيه المُتبسمتين ارتجفتا بخفه ليشيح بنظره بعيداً عني

" تشـ... "

قاطعني صوت رنين هاتفه فـ سحبه من فوق مقعد السيارة ليجيب و قد استدار يُعطيني ظهره

"يجب أن أرحل الآن"

بعثر شعري بإبتسامه مُزيفه ثم صعد إلي السيارة ليُغادر تاركاً إياي أقف بمكاني أنظر بشرود للبقعة حيث كان يقف منذ لحظات

أنا لسه مُتشائمه لكن لا يمكنني تجاهل ألم قلبي و أفكاري السلبيه

End pov

-----------

"بيكهيون، لماذا لم تعد إلي القصر حتي الآن؟"

تشانيول تسائل بقلق ليأتيه صوت بيكهيون من علي الجانب الآخر باكياً

"لقد بحثت عن ماريا بكل مكان قد تكون فيه و بالمستشفيات و أقسام الشرطه لكن لا أثر لها... سيهون لن يُسامحني لأنني لم أحمي زوجته، هو لن يُسامحني أبداً "

تشانيول زفر و حرك عينيه نحو المرآة لينظر خلفه حيث تلك السيارة التي تُلاحقه ثم همهم قائلاً بأسف

"أعتذر، كنت مشغولاً و لم أخبرك بذلك لكنني البارحة لحقت بها و اصطحبتها إلي مكان آمن... لا تقلق أنت و عُد إلي القصر لأن هيبا تكاد تفقد عقلها من الخوف "

" هل هي بخير؟"

تسائل يقصد ماريا فـ همهم تشانيول و هو يتبادل النظرات بين الطريق أمامه و تلك السيارة خلفه

" ماريا بخير و هي بمكان آمن... "

تحرك بالسيارة جانباً و هو يعقد حاجبيه بسبب تلقيه ضربة خلفيه من تلك السيارة التي تُلاحقه ليتحمحم ثم أكمل قائلاً

"عد إلي القصر و لا تقلق، أنا أهتم بكل شئ"

تلقي ضربة أخري من الجانب حين دفعته تلك السيارة نحو الرصيف و مُقابلاً له كانت تقترب منه شاحنة بسرعة كبيره

" تشانيول؟ "

بيكهيون صاح بفزع حين سمع صوت صراخ الآخر لكن ما تلقاه كان صوت إغلاق الهاتف

_________

سيهون pov

رفعت هاتفي لأرى مكالمات فائته من ماريا و رسالة لم أفتحها

لا يمكنني أن أتحدث معها حالياً لذا لا أريدها أن تشعر بالحزن إذا قرأت الرسالة و لم أجيب فـ وضعت الهاتف بجيبي مرة أخرى كي أنتهي من عملي لليوم حتي أتحدث معها

اتجهت إلي المطبخ التابع للفندق ليقف أمامي كبير الطهاة و مساعديه كي أتحدث معهم فيما يخص العمل إلي أن لمحت سونغ التي تقف بنهاية المطبخ تنظر نحوي

نظرتها أربكتني حتي نسيت ما كنت أقوله... شعرت بوجود كارثه حين تبدلت ملامحها لكنني تمالكت نفسي كي لا أتحدث معها

لا أريد أن أترك لها الفرصة كي تقترب مني مرة أخرى فـ يكفي ما حدث حتي الآن

أنهيت جولتي بالفندق ثم سرت نحو غُرفتي بينما أعبث بالهاتف أقرأ رسالة ماريا

(هل يمكنك أن تتصل بي بعد أن تنتهي من عملك؟ إنه أمر هام)

عقدت حاجباي بقلق لأرفع الهاتف نحو أذني كي أتصل بها لكن شئ ما دفع يدي بقوة ليقع الهاتف أرضاً بعدها وجدت جسد سونغ واقعاً بين ذراعاي

"اووه أنتِ بخير؟"

تسائلت بقلق عندما رأيتها تعقد حاجبيها بألم فـ ابتعدت عني سريعاً لأسمع صوت شئ ينكسر

"اسفه، لم أقصد ذلك"

"لقد دمرتيه كُلياً"

انتحبت بعبوس و انحنيت لأحمل هاتفي الذي كُسرت شاشته و لم يعد له نفع بعد أن ضغطت عليه بـ كعب حذائها

"ماذا تريدين؟ "

تسائلت بضيق و أنا أتفحص الهاتف فهذا لم يكن الوقت المناسب أبداً لهذه الحادثه

"أردت أن أعتذر منك... أعلم أنني تصرفت معك بطريقة سيئه لذا سامحني و دعنا نبدأ من جديد،  كمجرد صديقين"

ضحكت دون قصد حين سمعت نبرتها الهادئه و هي تتحدث بتلعثم

" منذ متى و أنتِ هادئة هكذا؟"

"أتيت لأعتذر و أنت تسخر مني؟"

عقدت حاجبيها بغضب لأبعثر شعرها بإبتسامه

" لا أسخر، أنا فقط مُتفاجئ "

" إذاً هل تسامحني؟! "

همهمت بتفكير ثم أومأت لها... لا داعي لأن أفسد العلاقة التي بيننا إذا كانت قد تغيرت كما يبدو

سونغ لم تعتذر من قبل و هذا ما يجعلني أعتقد أنها لا تكذب

و هي بالفعل قد تغيرت معي... تترك بيني و بينها مسافة بينما تتحدث بلطف و قد مر يومين على تلك الحاله حتي أنها بدأت بمتابعتي أثناء العمل و التعلم مني

"أخبرتك سابقاً أن السيد كيم ليس هنا"

استوقفتني تلك الجملة التي نطقها عامل الاستقبال بهمس خافت تمكنت من سماعه نظراً لهدوء المكان

إذا كان شخصاً يريدني كان سيتصل علي الهاتف و بما أن هاتفي تحطم منذ يومين فـ أعتقد أن ذاك الشخص اتصل بي علي رقم الفندق أي أن الأمر هام... و ربما يكون شخص من العائلة كذلك

لكن عامل الاستقبال لماذا يكذب؟ أنا لم أطلب منه ذلك

"من المتصل؟"

سألت بجدية و أنا أقف خلفه مباشرةً فـ انتفض بفزع و أغلق الخط سريعاً ليلتفت إلي و هو يبتسم بإرتباك

"لا، لا أحد"

"يمكنني طردك من هنا و  لن تجد عمل في مكان آخر"

هددته بلا مقدمات لأراه يبتلع ريقه بتوتر و أشاح بنظره بعيداً عني

"اجمع أغراضك "

أشرت له بكفي أن يلحق بي ليشهق بفزع ثم أمسك يدي قائلاً ببكاء

"رجاءً سيد كيم، أنا أحتاج هذا العمل"

"كان من الأفضل أن لا تكذب عليّ "

" إنها... إنها أوامر السيدة كيم "

تحدث بسرعه حين أوشكت علي المغادرة فـ تراجعت بخطواتي لأميل برأسي بإستغراب

" طلبت مني أن لا أقوم بتحويل أي مكالمة تأتيك أياً كان المتصل"

"و لم ذلك؟ "

هز رأسه بعدم معرفه فـ تنهدت لأشير إليه بالعودة إلي العمل

جدتي؟

لماذا قد تطلب ذلك؟ هل تخشى أن أنشغل بالمكالمات عن العمل؟

لكنني أمتلك هاتف و...

مهلاً.. هاتفي تحطم بواسطة سونغ... سونغ التي أرسلتها جدتي كي تلتصق بس

و الآن هي تمنع عني المكالمات

ماريا!

ماريا أرسلت لي رسالة سابقاً تطلب مني أن أتصل بها لكنني لم أستطع بسبب وقوعه مني و تحطمه

الأمر يبدو و كأنه مقصود

هذا لا يُبشر بالخير أبداً

End pov

________

في مكان آخر حيث هيتشول والده لبيكهيون يقف  أمام ذاك المحامي  مينهيوك

"لم أتوقع أن تكون زيارتك بهذه السرعه"

هيتشول قلب عينيه بسخريه يحاول تمالك أعصابه كي لا يُظهر خوفه أمام الآخر

"أتيت لأخبرك أن السيدة كيم بدأت بإيقاع الضحايا فهي لن تنتظر كثيراً"

مينهيوك رفع كتفيه ببرود لينتفض هيتشول بفزع و اقترب منه بأعين متسعه هامساً بتلعثم

" بيـ بيكهيون؟ "

" إنها متشوقة لتلك اللحظه لكنها فضّلت أن تبدأ بـ تشانيول فـ يبدو أن ذاك الفتي كان يعرف الكثير من الأمور "

تنهد بصوتٍ عالٍ و تراجع بخطواته ليقف بجانب الحائط و استند بظهره ضده ليعقد ذراعيه نحو صدره

"إذاً أخبرني أين الملفات ، مساءً ستكون هيبا الضحيه، زوجة ابنك و بالمناسبه هي حامل لذا سيكون خسارتين... غداً صباحاً ستفقد سووك حياتها و مساء الغد سيكون بيكهيون... السيدة كيم تتحرك بسرعه و لا تحب إضاعة الوقت كما تعلم"

"ليست معي، الملفات ليست معي و لا أعرف مكانها "

هيتشول نفي بهيستيريه و هو يتراجع بخطواته إلى الخلف فـ شخر مينهيوك ساخراً و اقترب منه ليسحبه من ذراعه بخشونه

" لم تفعل ذلك؟ ألا تهتم بحياتهم؟ "

" أخبرتك أنها ليست معي، لماذا لا تصدق؟ "

صرخ من بين بكائه و هو يحاول التحرر منه فـ دفعه مينهيوك بقوة ليقع و يرتطم رأسه بالسرير خلفه فـ فقد الوعي

"هيتشول... ياا هيتشول استيقظ"

هزه بقدمه كي يستيقظ لكنه لم يتلقى رداً بينما بالخارج كانت الأصوات تتعالي حتي فُتح باب الغرفة لتمتلئ بـ رجال الشرطه

To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top