33

Start

Flash back

"إيتشيكا"

صاح حين دخوله من باب تلك الشقة التي تقع بأحد أفخم بنايات المدينه

تقدم من غُرفة نومهما بـ إبتسامة مُتسعه تعلو ثُغره و عينيه بهما لمعة شوقٍ لها كونه لم يراها منذ أكثر من شهرين بسبب سفره خارج البلاد

لكن بلحظات كل ذلك تلاشي حين رأي كُرسياً قد وقع على الأرض بإهمال و أقدام حبيبته تتدلي بالهواء و بطنها مُنتفخ بعض الشئ

نظر لأطراف قدميها التي ملأتها دماء صغيرهما ليرفع بعينيه نحو الأعلى تدريجياً و قلبه يكاد يتوقف من الصدمه حتي استقر بنظره علي وجهها الخالي من الحياة و حبل سميك التف حول رقبتها قد خنقها

"إيـ إيتشيـ ـكا"

اقترب منها ليقع أرضاً أمامها مُباشرةً غير قادر على لمسها و عقله يرفض إستيعاب ما حدث

لا يمكن أن يخسرها... هي حبيبته و الشخص الوحيد الذي يجعل من الحياة ذات قيمه بالنسبة له

كيف يقضي حياته من بعدها؟ بل و ما هو السبب الذي قد يعيش لأجله

عاد إلي قصره كـ جسد بلا روح، عينيه لا تتوقف عن ذرف الدموع يتذكر أصعب دقائق مرت بحياته و أكثرها قساوة علي قلبه حين حملت الإسعاف حبيبته نحو المشفي و هو مُنع من الذهاب معها و توديعها للمرة الأخيره

حُراس زوجته سحبوه نحو القصر قبل أن تطأ قدميه سيارة الإسعاف... أوامر تلك المغرورة لا يمكن كسرها لذا مُحاولاته في الهروب لـ اللحاق بـ جثة حبيبته بائت بالفشل فلا أي من رجالها قد يستغني عن حياته و يترك زوجها يفر بتلك السهوله

أمام قدميها ألقوا بزوجها كما أمرت ثم غادروا تاركين إياها معه بغرفة النوم بذاك القصر الموحش

دقائق طويله مرت لم ينطق أحدهما بحرف، هي فقط تستمع إلى نحيبه و صراخه علي حبيبته الراحله بينما تقف هادئه لا تفعل شئ سوي النظر إليه ببرود

"لقد حذرتها، هي من لم تستمع لي"

نبست بهدوء فـ رفع رأسه نحوها يرمقها بغضب

" سوف أقتلك"

وقف من مكانه يتلفت حوله بـ هيستيريه باحثاً عن غرض ما يقتلها به عازماً علي الأخذ بثأر حبيبته لكن الأخري أمامه تقف ساكنه و لا تهتم لما يفعل

" لن تجد شيئاً... الخدم أفرغوا الغرفة من أي شئ حاد "

اقتربت منه حتي وقفت أمامه لتُحيط عُنقه بذراعيها

" سوف نذهب غداً إلى باريس، مدينة العُشاق كي نُجدد حُبنا لذا كن جاهزاً علي الخامسة فجراً"

كفيه أمسكت بجانبي خصرها ليضغط عليهما بقوة ثم هسهس بغيظ

"لم يكن هناك حب ليتجدد "

بخشونة دفعها عنه ثم عاد بظهره إلي الخلف و التفت ليُغادر الغُرفه فـ استوقفته قائلة

" عُد أدراجك فلن يسمح لك الحُراس بالمُغادره "

ترك مقبض الباب بإستسلام كونه مُدركاً أن ذلك ليس سوي إضاعة للوقت و المجهود ثم ألقي برأسه ضد الباب باكياً

" رجاءً، دعيني أراها للمرة الأخيره"

" لا... هذا عقابك لأنه بالوقت الذي فكرت فيه أن تفتح قلبك لإمرأة كنت قد اخترت أخري غيري "

اقتربت حتي وقفت خلفه لتُكمل

"تحمل مسئولية أخطائك"

"أنتِ مجنونه"

صرخ بقهر فـ ضحكت هي بصخب

"أعرف ذلك... و خطأك منذ البدايه أنك حاولت الإيقاع بهذه المجنونه "

دفعته بعيداً عن الباب لتخرج من الغُرفه ثم أوصدتها من الخارج تاركة زوجها مع ذكرياته

كل ما وصل إليه هو نتيجة لـما فعله سابقاً في فترة مُراهقته

غني مُدلل فخور بـ تهافت الفتيات عليه لكنها كانت الوحيده التي رفضته

مغرورة و تعتقد أنه لا يوجد غيرها لكن غرورها اهتز حين تلاعب بها، جرّها إلي سريره كما بقية الفتيات ثم ألقي بها لكنه اختار الشخص الخاطئ

لعبته انقلبت ضده ، وجدها والديهما فُرصة كي تكبر أعمالهما و ها هو أصبح زوجها

لكنها لم تكن كما توقع... مع حصوله علي ابنته الأولي هو تغير و حاول بناء عائلة سعيده لكن زوجته كانت امرأة قاسيه، مُتحكمة و مغروره

تلك المرأة التي لانت من أجله من قبل أصبحت أكثر قسوة و لا يمكن الوقوف بوجهها

هو تحملها لسنوات من أجل أطفاله حتي رآهم الواحد تلو الآخر يصبح نسخة عن تلك المرأة

حياته كانت بلا قيمه فـ هناك الأعمال تسلمتها زوجته بدلاً منه و هناك أبنائه الذي وجد صعوبة بالتواصل معهم كونهم تشابهوا مع زوجته بالكثير من الصفات و حتي حفيده هو مُنع عنه بواسطة زوجته بـ حجة أنها لا تُريد أن يكون مثل جده

إلي أن رآها... امرأة يابانية الأصل تصغره بما يقرب العشر سنوات، يتيمه كانت تعمل بأحد المطاعم الفاخره و التي تردد إليه مع زوجته عدة مرات

هادئة رقيقه و لطيفه قد جذبت عينيه من ثم قلبه... لكن زوجته لم تكن بالمرأة السهله التي تتقبل الخيانه

ليست بالمرأة التي تسمح بأن يتم استبدالها بأي أخري سواء في الحياة الشخصيه أو مجال العمل

لم تكن غبيه و أدركت الأمر منذ البدايه لكنها تعرف متى تتخذ خطوة تجعل من الشخص أمامها عاجزاً و مُدركاً عواقب خيانتها كي لا يُفكر بتكرار نفس الخطأ

لكن....

هو كان ضعيفاً لأن يتحمل ذاك العقاب، و عند حلول الفجر كان قد لحق بـ حبيبته

كسر المرآة و بلا تردد غرز إحدي قطع الزجاج بمعصمه يبتسم مُغلقاً عينيه براحة كونه سيلحق بها

و مع موته زوجته أصبحت أسوأ من ذي قبل...تريد من كل شخص بتلك العائلة أن يحمل إسم زوجها تخليداً لذكراه و مُعتقدة أنه بذلك هي تُكفّر عن خطأها الذي ارتكبته بحقه

بل و مُعتقدة أن هذا سيبدو و كأنه مازال يجول حولها لكنها لم تنسى لو للحظه أنها لم تحصل على الحب الذي تستحقه

لقد وجدت في الحب ضعف و إهانه لذا لن تسمح أن يقع أي من أبناء كيم في الحب كي لا يكون ضعيفاً

كي لا يخسر أي شئ في حياته من أجل مشاعر مُزيفه لا قيمة لها

بعقلها دائماً كان زوجها سبب تصرفاتها و هذا مُبررها لكنها لم تكن الحقيقه

هي لطالما كانت مغرورة و قاسيه لكن زوجها قدم بعض المساعده لقتل آخر ذرة إنسانية تمتلكها

End flash back

___________

"يبدو هذا الكتاب مُفيداً... ااه و هذا.. حسناً هذا أيضاً، اوووه هناك قصص للأطفال، مهلاً هل هذا كتاب تلوين للأطفال"

بيكهيون كان يسير بحماس بين طُرقات تلك المكتبه ينظر إلي الكتب بإبتسامة مُتسعه و حين انتهى من الجزء الخاص بالكتب هو اتجه إلي المكتبة المجاوره الخاصه بـ بالأدوات المدرسيه

" بيكهيون كتاب التلوين هذا تقوم بشرائه بعد... ربما أربعة أعوام من الآن فلتوفر بعض الأموال"

هيبا أمالت نحوه تهمس بإبتسامة مُصطنعه و هي تراقب كم الحقائب التي ملأها بيكهيون بأغراض ربما أكثر من نصفها هو لن يحتاجها الآن

"هـ... في الواقع هذا لي أنا"

حك مؤخرة رأسه بإحراج فـ رفعت حاجبيها بتفاجؤ

" إذا كان من أجلك، لماذا لم تُحضر لي واحد أنا الأخري؟"

"هل تُريدين ؟"

أومأت بحماس تُجاريه في محاولة لتقليل إحراجه و قد نجحت بذلك حين التفت بحماس نحو كتب التلوين يختار واحداً آخر لأجلها

ثم ركض نحو عُلب الألوان ينظر إليها بإبتسامة مُتسعه و هيبا خلفه تُراقبه بقهقهات خافته تتسرب من شفتيها بين الحين و الآخر

هي فكرت في ذلك... الذي تحمله بأحشائها الآن ليس بطفلها الأول بل بيون بيكهيون كان الأول

"ااااه هذا مُرهق"

تنهد بصوتٍ عالٍ و هو يجلس مُقابلاً لها علي الطاولة بأحد المطاعم البسيطه في حين تركا الحقائب بالسيارة بالخارج

" لقد أحضرت الكثير من الأغراض"

قهقه ببلاهه ثم حرك يده علي الطاولة بخجل حتي احتضنت يده كف هيبا المُتموضع فوق الطاوله

"هل أنتِ مُنزعجه؟ "

" من ماذا؟"

تسائلت بإستغراب فـ أمال برأسه هامساً

"منذ أن اصطحبتك من العمل و نحن نتسوق و أيضاً لقد أحضرت الكثير من الأغراض... أعتذر أنا فقط تحمست قليلاً"

"هذا طفلنا بيكهيون، هل تعتقد أنني سوف أنزعج لأنك تريد أن تهتم به؟"

هز رأسه بالنفي ثم قلب شفتيه بعبوس

" يبدو أنني أفكر كثيراً"

"كثيراً"

ضحكت مؤكدة حديثه ليضحك هو الآخر ثم سحب يده حين اقترب النادل يضع العشاء أمامهما و غادر بعدها

" بالمناسبه... "

تحمحمت ترمقه بجديه فـ رفع حاجبيه يحثها علي الحديث لتهمس هيبا

" أنا أحبك"

ضم شفتيه بإبتسامة مُتسعه ثم جعد أنفه هامساً

" هل يُمكنني تقبيلك الآن؟"

أدارت عينيها بتفكير ثم هزت رأسها إلي الجانبين

"هناك الكثير من الأشخاص حولنا"

"ماذا عن... أن نذهب لسيارتنا؟"

"لا"

"إذاً، حين نعود إلي المنزل؟"

عبس بطفولية ثم رمش بعينيه محاولاً إستعطافها فـ همهمت هيبا بتفكير و اقتربت تستند بمرفقيها فوق الطاولة

"لنلعب مُباراه إذا فُزت أنت حينها يُمكنك تقبيلي"

"هذا يعني لا يوجد قُبله "

تمتم يقلب عينيه بملل ثم ألقي برأسه فوق الطاولة لتضحك الأخري بصخب

" هيا ارفع رأسك أو سأتناول الطعام وحدي"

____________

تشانيول pov

النهاية اقتربت كثيراً... لم أتوقع أن أكون الفائز بهذه الحرب بيني و بين السيدة كيم لكن يبدو أنها بدأت تضعف تدريجياً

لقد فقدت كلمتها بالقصر و هذا كان كافٍ لكسرها

مرت بضعة أيام منذ زيارة المحامي مينهيوك لـ عمي هيتشول و لكوني غير قادر على معرفة أي علاقة تجمعهم فهذا يُعيقني نوعاً لذا بالنهاية وضعت المحامى مينهيوك تحت المُراقبه

إذا تم إلقاء القبض عليه مُتلبساً فـ نهايته مُحتمه و معه سوف تُجر قدم السيدة كيم نحو النهاية التي تليق بها

جلست مُقابلاً لتلك المرأة التي تبدو بمنتصف عقدها الرابع... ترتدي ثياباً أنيقه، ملامحها حاده و تمتلك نظرة واثقه

هي تبدو مُخيفة بعض الشئ خاصة مع تلك الأجسام الضخمه التي تُحيط بها لحراستها

هي حجزت مطعماً كاملاً لأجل هذا اللقاء لذا علي الأرجح هي لا تثق بي... و ربما لا تثق بأي شخص

"ليس لدي وقت سيد بارك لذا أتمني أن تسأل ما تريد"

شخرت ساخره مع نُطقها لإسمي و هذا يعني أنها تعلم جيداً أنني كنت قد توقفت عن استخدام كنية والدي لفترة طويله

إنها واضحه و تتقصد أن تكون كذلك

"هذا الرجل بالصوره، من يكون؟"

رفعت الهاتف نحوها أعرض عليها تلك الصورة التي رأيتها سابقاً بمدونتها فـ عقدت هي حاجبيها و ألقت الهاتف نحوي بإهمال

"هل هذا ما يشغل عقلك؟"

"رجاءً أجيبي علي سؤالي"

زفرت بحنق و قلبت عينيها بإنزعاج لتشير لي بكفها دون أي مبالاه

" إنه والدي... إذا انتهيت يمكنني أن أغادر الآن"

وقفت من مكانها سريعاً لأمسك بيدها مانعاً إياها من المُغادره فـ كانت لحظات حتي أحاطت بي أسلحة حُراسها

" هاااي ما بكم؟ أنا فقط أريد أن أتحدث معها"

رفعت يداي بإستسلام ثم تنهدت حين طال صمتها

"رجاءً سيدتي، هذا الشئ الوحيد الذي بإمكاني تقديمه لوالدي الراحل"

همست برجاء فـ أومأت لي ثم أشارت نحو رجالها بأن يعودوا إلي الخلف بعدها هي جلست مرة أخرى لأفعل المثل

" أشعر أن هناك خطأ في قضية والدي، أريد أن أعرف الحقيقه"

"ألم يمت والدك بالفعل؟ لماذا تهتم بالأمر؟ و لماذا الآن؟ "

تسائلت بإهتمام فـ سحبت نفساً عميقاً قبل أن أجيبها بجديه

"هذا اعتذاري لأنني كرهته لسنوات طويله"

"و لماذا الآن فقط فكرت في أنه مظلوم؟"

قهقهت ساخرة مني و قلبت عينيها بملل... هي محقه ،لقد تأخرت كثيراً

" لقد رأيته بعيناي و هو يسرق.. و بعدها هو اعترف علي نفسه، أتعتقدين أنه كان بإمكاني الوثوق به؟"

هزت رأسها و عينيها لاتزالان تحملان نظرات السخرية نحوي

" أنا أحب والدي... رأيته يسرق و اعتقدت أنه سيئ بالفعل لكنني امتلكت مشاعراً نحوه تتناقض تماماً مع كلماتي فـ طوال تلك السنوات لم أكرهه و لآخر لحظة تمنيت لو يأتي لي حتى و ان كذب سوف أصدقه و أهرب معه إلى مكان بعيد عن السيدة كيم... مكان اكون به معه، أنا و هو فقط... أعلم أنني تأخرت كثيراً لكن ألا يُمكنك مساعدتي في إثبات براءته، إنها الشئ الوحيد الذي بإمكاني تقديمه له "

مسحت علي عيناي بضعف حين وجدت نفسي على وشك البكاء أمامها الآن

لكنني كلما تذكرت أنني للحظه فكرت به السوء قلبي يؤلمني... ليتني ركضت إليه حتي و ان كان سيئاً

علي الأقل كنت لأكون بجانبه بلحظاته الأخيره

" كان يحاول إنقاذ عائلته و والدي ... "

تحدثت فجأة و هي تنظر إلى أناملها التي تضرب فوق الطاولة بتوتر ثم رفعت عينيها نحوي و ابتسمت بإنكسار

"عمي سون هون كان أفضل شخص قابلته في حياتي، صديق مثالي لوالدي و رجل حنون و لطيف مع جميع من حوله... كنت أحسدك عليه حين يبدأ بالتحدث عنك، حتي أثناء زيارتي له بالسجن كان دائماً ما يتحدث عنك و يسأل عنك أنت... هو يستحق حبك له و ثقتك به لذا لا تندم على لحظة فكرت فيها بمسامحته "

اعتدلت بجلستي أبتلع ريقي بصعوبه حين لمحت طيف ابتسامته يمر أمام عيناي للتو

هو لطالما حمل تلك النظرة البريئه و الحنونه، لقد ورثتها عنه لذا كنت أحب النظر بالمرآة إلي عيناي

تلك اللمعة التي لا تُغادرها كانت نسخة عنه لكنه كان أكثر لطفاً و براءه فـ كيف لي أن أصدق المحامي مينهيوك و أكذب تلك الأعين

"السيدة كيم لطالما كانت مغرورة تكره ان يتفوق عليها أي شخص لكن عائلة بارك كانت قد تفوقت عليها... المركز الأول في مجال السياحة كانت شركات و فنادق بارك و من ثم كيم لذا أرادت  الإيقاع بعائلة بارك.... كان خطأ جدك السيد بارك أنه وثق في تلك الشيطانه، هو فجأة وجد حياته بين يديها و سنواته التي قضاها ليرتقي بعمله كانت علي وشك ان تذهب هباءً... "

عقدت حاجباي بتركيز فـ تنهدت هي لتكمل

" أملاك بارك تم نقلها إلي كيم بطريقة ملتويه لذا والدك اشترك مع السيد بيون و والدي و حتي المحامي مينهيوك... أربعتهم كان من المفترض أن يتعاونوا سوياً لأجل إعادة أملاك بارك لكن تمت خيانتهم من طرف صديقهم المقرب... محامي عائلة كيم السيد مينهيوك... كان الشخص الذي قدم والدك إلى السيدة كيم علي طبق من ذهب و حينها خسرت عائلة بارك كل شئ بالفعل... "

" أبي كان يحاول إستعادة الأوراق الخاصة بأملاك عائلته؟ أعني حين رأيته أنا هو لم يكن... "

قاطعتها بتساؤل و ابتسامة مُتسعه قد توسطت شفتاي لأمسح علي عيناي الدامعتين

أبي ليس سارقاً

" حتي و ان استعاد تلك الأوراق فهي مازالت أملاك السيدة كيم لأن توقيع جدك السيد بارك كان يعلو تلك الأوراق... والدك أراد الإيقاع بالسيدة كيم... لقد بحث خلفها حتي أدرك أنها قتلت عشيقة السيد كيم و تم إغلاق القضية علي أنها انتحار... كذلك فندق السيدة كيم حين يتعفن مخزونه أو تنتهي صلاحيته هي لا تقوم بالتخلص منه بل تقوم بتصديره إلي المخازن الخاصه بالقرى الفقيره و تستبدلها بالأطعمه الطازجه و هذا تسبب في تسمم أكثر من خمسون فرداً في أكثر من قريه ... "

" مخازن القرى الفقيره؟ "

بإستغراب تسائلت لتهمهم هي لي

" إنها مخازن تابعه لرجال الأعمال ضمن الأعمال الخيرية التي يقومون بها أثناء الانتخابات... يختارون القرى الفقيره و علي بداية كل قريه يضعون مخازن للأطعمه التي يتم بيعها لهم بأسعار رخيصه كي يتسنى للجميع شرائها و قبل أن تدخل تلك الاطعمه إلي المخازن يتم فحصها من جانب وزارة الصحه ... لذا السيدة كيم كانت تتعامل مع تلك المخازن... مبلغ صغير تدفعه للمسؤول عن حراسة المخزن و تستبدل البضاعه و كأن شيئاً لم يحدث "

" ألم يلحظ أحدهم ذلك؟ "

" الاطعمه تفسد و هذا أمر طبيعي لذا من قد يفكر في أن أطعمة القريه الطازجه يتم استبدالها بأخرى فاسده "

همهمت بتفهم ثم مسحت علي جبيني بإحراج

" كيف تعرفين بكل هذه الأمور؟ "

ابتسمت بلطف ثم أومأت قائلة

" هيون مين والدي إنه صديق والدك و كان أحد الأشخاص الذين استغلتهم السيدة كيم... هو محامي عائلة كيم السابق و هو من أوصل تلك المعلومات إلي عمي سون هون لكنه تورط مع السيدة كيم بإعتباره هو المحامي الخاص بها...لقد تقرب من السيدة كيم اكثر للايقاع بها لكنها ورطته معه... كانت فرصتهم الوحيده هي فتح خزانة السيده كيم و سرقة الأوراق التي قد تدمر تلك المرأة لكن المحامي مينهيوك أخبر السيدة كيم بكل شئ مقابل أن يكون هو محامي عائلتها بصفه دائمه و بالفعل تم إلقاء القبض على والدك... عمي هيتشول نُقل إلى مشفي الأمراض العقليه و أبي رقد بالمشفى لسنوات طويله حزيناً علي ما حل بصديقه مُعتقداً أنه السبب حتي مات... أبي دائماً كان يخبرني عن تلك الحادثه آملاً أن أساعد أصدقائه لكن السيدة كيم كانت تعرف كيف تجعل من تلك الأخبار أن تتبخر و كأن لم يكن لها وجود لذا لجأت إلي مدونة غير مشهوره علي أمل أن تُكتشف الحقائق يوماً ما "

" و لماذا السيدة كيم لم تقتل عمي هيتشول بدلاً من وضعه بالمشفى؟ "

هي همهمت بتفكير قبل أن تعقد حاجبيها

" لست متأكده بشأن هذا لكن حسب ما فهمت من حديث عمي سون هون فهو فقد تلك الأوراق بداخل قصر كيم... ربما وقعت منه هناك حين ألقت الشرطه القبض عليه لكنها لم تصل إلى السيدة كيم لأنها لم تتوقف عن تهديده لإعادتها لذا هو استغل الموقف و للحفاظ على حياة عمي هيتشول فهو أخبرها أن تلك الأوراق ستبقى معه و لن تخرج للعلن طالما أنها لم تؤذي عمي هيتشول"

" إذا كان الأمر كذلك فهذا يعني أن تلك الأوراق وقعت بيد شخص ما لكن هذا الشخص ليس أحد تابعي السيدة كيم و إلا لم تكن لتطالب أبي بها طوال تلك السنوات "

تحدثت ببطئ محاولاً إستيعاب ما تقول فـ همهمت لي

" تماماً، لكن تلك الأوراق لم تعد مهمه، إنها قضايا قديمه سقطت بالفعل لا يمكنك استغلالها "

" شخصية مثل السيدة كيم سوف تتأثر مهما حدث "

يجب أن أجد تلك الأوراق... مجرد معرفة ما قامت به سابقاً حتي و ان لم يتم إلقاء القبض عليها فـ مازالت سمعتها تهمها

سوف تقع بلا شك و هذا هو الدمار الذي تخشاه السيدة كيم

الآن بدأت أفهم... لذلك عمي هيتشول كان خائفاً من المحامي مينهيوك فهو خائن بطبعه

و هذا كان سبب إغلاقه جهاز التنصت فـ ليس أبي الوحيد الذي استغل تلك الأوراق لحماية عمي هيتشول بل حتي عمي هيتشول استغلها لحماية أبي لكنه أصبح مُتردداً بعدها و ربما هو علم بموت أبي

و هذا يُفسر كذب المحامي مينهيوك سابقاً كونه يعرف والدي فـ لو كان اعترف بأنه صديقه لأصبح موضع شك خاصة و إذا كذب بأنه لا يعرف ما حدث بذلك الوقت

أنا لا أحتاج تلك الأوراق... هي الطريق الأسهل للإيقاع بالسيدة كيم لكنني أيضاً أستطيع البحث أكثر حول قضية انتحار عشيقة جدي تلك

إذا أثبت أنها هي من قتلتها و أنها سبب انتحار جدي فهذا كافي لتخسر بيكهيون تماماً خاصة و إذا أخبرته ببقية الحقائق التي لا يعرفها حتي الآن

جونغ إن سوف يبتعد عنها حين يُدرك ما فعلته بوالدته

و إذا توصلت إلى مخازن القري الفقيرة تلك فـ حينها سوف تنحدر أعمالها

يبدو أنني أضعت وقتي بالفعل في أمور تافهه بينما حقيقة السيدة كيم كانت أسوأ مما أعتقد أنا

End pov

------

"هل يُمكنك مساعدتي بالوصول إلى تلك القري التي تتحدثين عنها؟"

سألها بـ لهفه فـ ضمت شفتيها بتفكير ثم هزت رأسها بالنفي

"تلك المخازن تم هدمها منذ أكثر من عشر سنوات و حل محلها مصانع و منها ما حل بمحلها منازل و تم تجديد معظم القري... هذا لن يُفيدك بشئ"

"أعلم أنها لن تُحقق مُرادي لكنها سوف تُفيدني بالتأكيد "

_______

~أنا أيضاً اشتقت إليك أدريان، لكن بالوقت الحالي لا يمكنني المجئ إلي اسبانيا ~

ابتسمت بلطف بينما تنظر إلي أخيها الأصغر من خلال الهاتف حيث تتحدث معه بمكالمة فيديو فـ عبس الآخر

~هل زوجك يرفض أن تأتي؟ ~

~لا، لا.. سيهوني شخص لطيف و لن يُمانع ذلك أبداً لكن أنا لا يمكنني المجيئ بدونه.. سوف أنتظر حتي يستقر عمله و بعدها سنأتي كلينا ~

~لن تكون زيارة سريعه سوف تبقين معنا عام كامل ~

أشار لها بتحذير فـ ضحكت بخفه ثم أومأت موافقه كونها تعبت من الجدال معه بكل مره علي نفس الأمر ليركض الصغير نحو والدته يُعطيها الهاتف

~ هل أنتِ بخير هناك صغيرتي؟ ~

~نعم، لا تقلقي ~

~لكنكِ تبدين شاحبه... هل حدث شئ مع زوجك؟ هل تشاجرتما؟ ~

ماريا هزت رأسها بالنفي سريعاً لتضم شفتيها بعبوس

~لكنني أشتاق إليه، هو دائماً مشغول و بالكاد نتحدث.. صوته لا يبدو بخير و هذا يُخيفني ~

~لا تقلقي... ربما لديه مشاكل بالعمل فـ سيرجيو يبدو هكذا حين يكون لديه مشاكل بالعمل و حتي أنا كذلك، لكن إذا كنتِ قلقه يمكنك الذهاب لزيارته... ألم تقولي سابقاً أنه يمكث بفندق تابع لهم؟ ~

~ليست فكرة جيده أن أذهب إليه بمقر عمله فـ جدته قد تنزعج و حينها سوف توبخ سيهون ~

والدتها عقدت حاجبيها بإنزعاج فـ اتسعت ابتسامة ماريا

~ انسى الأمر، هو سيعود قريباً و الأمور ستصبح بخير، أنا متأكده ~

~أتمني ذلك ~

بعد لحظات أغلقت ماريا الهاتف و سارت نحو الخارج حيث غرفة المعيشه لتقف بجانب التلفاز بينما تنظر نحو زوجة والدها بعبوس

" ماذا؟ لماذا تبدين حزينه؟"

"أنا جائعه"

السيدة يون حركت عينيها في الأرجاء ثم رفعت حاجبيها متسائلة

"هل تريدين مني أن أُحضّر الطعام من أجلك؟"

ماريا اومأت و هي تبرز بشفتيها فـ وقفت الأخري من مكانها بطاعة و جرّت خطواتها نحو المطبخ و هي تنظر إلى ماريا بإستغراب

كانت تقف بجانب الحائط تلقي بحملها عليه، وجهها شاحب و يبدو عليها التعب إلي جانب تقلباتها المزاجيه

" ماريا "

المقصودة التفتت نحوها سريعاً بأعين ناعسه فـ ضيّقت السيدة يون عينيها بشك مُتسائلة

"هل ... أنتِ حامل ؟"

ماريا عقدت حاجبيها بإستغراب ثم قهقهت بخفه و اقتربت لتجلس علي الأريكة

"لم تقولين ذلك؟"

"فقط... أفكر بصوتٍ عالٍ.. لكن بصدق أنتِ لا تبدين بخير منذ أتيتِ"

ماريا همهمت بإستسلام و ألقت بجسدها إلي الخلف لتغلق عينيها بنعاس

"دعينا نذهب إلي المشفي للإطمئنان عليكِ"

السيدة يون اقتربت من الأخرى بقلق حين لم تتلقى منها إجابه

"هاااي ماريا "

ضربت علي وجنتيها بخفه لتفتح ماريا عينيها ببطئ

" رأسي يدور "

__________

"مساء الخير، أمي"

جونغ إن لوّح لوالدته حين فتح باب غُرفتها فـ ابتسمت له

" مساء الخير جونغ إن "

عض علي شفته السفلي بتردد و هو ينظر إلي ظهر هانييل النائمه ثم تنهد قائلاً

" لم أتناول شيئاً منذ ساعات، هل يُمكنك تحضير الطعام من أجلي "

رفع حاجبيه مُشيراً بهما نحو هانييل لتقف والدته بسرعه و اقتربت منه بينما تُجيبه بصوتٍ عالٍ

"ااه بالطبع "

أغلق عينيه و فتحهما بحركة سريعه لتخرج هي من الغُرفة و أغلقت الباب خلفها

شق خطواته نحو السرير حيث تنام هانييل ليستلقي علي الجانب الآخر منه بحيث أصبح وجهه مُقابلاً لخاصتها و تتوسطهما الصغيرة سويون

"دا دا"

الصغيرة همست بنعاس و اقتربت من جونغ إن تدفن رأسها ضد صدره فـ أحاطها بذراعيه ليُقبّل رأسها

"أنا أيضاً اشتقت إليكِ"

همس بلطف للصغيره من ثم رفع عينيه نحو هانييل ينظر إلي ملامحها الذابله فـ تنهد قبل أن يُحرك كفه نحو وجنتها مُحتضناً إياها

" أنتِ أيضاً، هانييل"

أغلق عينيه بتعب ثم عاد يفتحهما فـ التقت مع خاصتي هانييل التي استيقظت لتوها

و جونغ إن اكتفي بتبادل نظرات هادئه معها و إبهامه يمسح على جانب عينها بشرود

" لم أراكِ منذ أيام"

همس فـ حركت هانييل عينيها نحو شفتيه ثم أعادتهما نحو عينيه دون إجابه

"هل تُريدين مني أن أتركك وحدك الآن؟"

حرك عينيه نحو يده التي انزلقت من وجنتها إلي جانب عُنقها حتي استقر إبهامه فوق ذقنها ليعيد عينيه نحو خاصتيها

"حسناً.. سوف أعود إلي غُرفتي "

سحب يده ليدفع الصغيرة سويون بعيداً عنه ثم غادر السرير بأكتاف مُترهله

"جونغ إن "

التفت عندما سمع صوتاً خافتاً يصدر عنها ليركض نحوها حين رآها تحاول أن تعتدل بجلستها فـ أحاط كتفيها كي يُساعدها ثم جلس بجانبها علي طرف السرير

التزم الصمت مُكتفياً بتلك الإبتسامة التي تعلو ثُغره ينظر إلى عبوسها الخفيف

أنزلت هانييل رأسها إلي الأسفل تنظر نحو يد جونغ إن التي يستند بها علي السرير بجانبها فـ حركت يدها نحوها حتى حطت فوق يده

"ابقي بجانبي"

همست بصوتٍ مُتحشرج فـ أومأ ليرفع يده الأخري يحتضن وجنتها و رفع رأسها كي تنظر إليه

"سوف أكون بجانبك دائماً مهما حدث"

اقترب بجذعه منها ليسحب يده من أسفل خاصتها ثم أحاط جسدها بذراعيه مُحتضناً إياها

"أعدك أنني لن أترككِ أبداً، ثقي بي"

_________

"إنها بالداخل، يقوم الطبيب بفحصها.. حسناً حين تخرج سوف أتصل بك، لا تقلق"

السيدة يون أغلقت الخط و استقامت من مكانها حين رأت ماريا تخرج من الغُرفه بإبتسامة مُتسعه تحاول إخفائها بضم شفتيها بقوة

"ماذا؟ ماذا حدث؟ "

" أنا حامل بالشهر الثاني "

همست من بين قهقهاتها لتنظر إليها الأخري بعدم فهم حتي اتسعت عينيها بخفه لتبدأ كليهما بالصراخ بحماس

"يا إلهي هل سأحصل علي حفيدين؟"

السيدة يون وضعت يدها على شفتيها سريعاً كي تهدأ حين استوعبت نظرات المُحيطين بهما فـ فعلت ماريا المثل

" سوف أبكي من الحماس"

ماريا احتضنت وجنتيها و هي تميل يميناً و يساراً لتضحك الأخري ثم أمسكت بـ يد ماريا لتخرجا من هناك

" يجب أن نتصل على والدك كي نخبره بذلك فهو كان قلقاً"

" ااه صحيح، أريد أيضاً أن أتصل بـ سيهون"

ماريا أومأت لها بإبتسامة مُتسعه لتخرج هاتفها

" ماريا؟ "

التفتت هي و السيدة يون نحو ذاك الصوت الذي ظهر من العدم فـ تنهدت ماريا حين رأت مينهو يقترب منهما مُتسائلاً

"ماذا تفعلين هنا؟ "

" أنا بجانبك، سوف أتحدث مع والدك حتي تنتهي "

السيدة يون ربتت علي يدها حين نظرت إليها ماريا بتردد ثم ابتعدت لتترك ماريا مع مينهو

" ماذا تفعل هنا مينهو؟"

هسهست بحده فـ ابتسم هو بلطف

"هل أنتِ قلقة بشأني؟"

"لا تتلاعب بحديثي... ما الذي تسعي إليه؟ لماذا تُطاردني بكل مكان؟ "

نبرتها تعالت قليلاً فـ عقد حاجبيه يدّعي الصدمه

"أطاردك؟ لماذا تفكرين بهذه الطريقه؟... لقد كانت مجرد صدفه"

" رؤيتك أثناء قضاء شهر العسل مع زوجي و مرتين في المكان الذي خرج إليه كلينا ، زيارتك لمنزل والدي بمجرد انتقالي إلي هناك و الآن بالمشفى و تخبرني أنها صدفه؟... أنا لسه غبيه ،أنا أعلم أنك تسعي لتخريب علاقتي بزوجي لكنك لن تنجح أبداً لذا اخرج من حياتي مينهو... لا أريد أن أكرهك "

هزت رأسها بعدم تصديق ثم استدارت كي تبتعد عنه فـ سحبها من يدها بقوة حتي وقعت بحضنه

" ما الذي تفعله أنت؟ "

دفعته بعنف صارخة بوجهه بإنفعال فـ ركضت نحوها السيدة يون

" ما الأمر؟ ماذا فعلت بها؟ "

هي الأخري دفعت مينهو بإنزعاج لتُمسك ماريا بيدها تجذبها نحوها كي تبتعد عنه

"هذا تحذيري الاخير مينهو، ابتعد عن حياتي و توقف عن محاولاتك لإفسادها "

بتوتر جرّت زوجة والدها خلفها كي تُغادرا المشفى في حين مينهو تراجع بخطواته كي يُجري تحقيقاته حتي خرج من المشفى هو الآخر وهو يسحب شعره بغضب

" سيده كيم.. ماريا كانت بالمشفى، إنها حامل... نعم لقد تأكدت بنفسي... حسناً سوف أرسلهم لكِ الآن "

أغلق الخط بعدها لتعقد السيدة كيم حاجبيها ثم اتصلت علي سونغ

___________

"إلي اللقاء يا صغير"

تشانيول لوح إلي الصغير جيسونغ ليقابله الآخر بإبتسامة مُتسعه و هو يلوح له بحماس ثم دخل مع الخادمة إلي منزله حينما سحبته بالكرسي المتحرك كي تدخل به

" أعتذر"

تشانسوك قهقهت ببلاهه بعدما التفتت إليه فـ هز تشانيول رأسه بالنفي ثم فرد ذراعيه لتضم شفتيها بخجل قبل أن تسير نحوه و تستقر بحضنه

"هل أيقظتك من النوم؟"

همهم لتعبس هي

"لم أقصد ذلك، وجدت نفسي سوف أتأخر لذا أردت أن تعيدني أنت إلى المنزل"

"لا بأس... رؤيتك بالنسبة لي راحة أفضل من النوم"

تحمحمت بخجل لتدفعه بخفه ثم رفعت عينيها نحوه قائلة

"أخي سوف يقتلني لأنني اتصلت بك أنت لذا عليك حمايتي منه "

" إذاً لا تعودي إلي المنزل و تعالي معي "

رفع كتفيه بلا مبالاه فـ احتضنت خصره و هي تتمايل بجسدها بدلال لتهمس تجاريه الحديث

" إلي أين؟ "

" إذا ذهبنا إلي شقتي فـ سوف تراكِ والدتك لذا ما رأيك أن نذهب إلى فندق رخيص الليله؟ "

" ياااا، أنت منحرف "

صاحت بعدم تصديق و ضربت صدره بقوة لتبتعد عنه فـ قهقه بصخب

"لا أملك أموال بجديه، لقد خرجت سريعاً حين اتصلت بي لذا لم أحضر معي ما يكفي"

أخرج ما بجيبه يدّعي البراءة فـ جعدت أنفها بإنزعاج لتهسهس من بين أسنانها

" تعرف كيف تتلاعب بالكلمات "

هز حاجبيه يغيظها فـ ضربت كتفه بخاصتها ثم سارت نحو الجانب الآخر لتصعد إلي المقعد المجاور للسائق - تشانيول -

صعد إلي جانبها ليضحك بصخب حين أدارت عينيها بإنزعاج و بين الحين و الآخر هو سيقوم بسحب أنفها يضايقها حتي وصلا أمام منزل أخيها

" إلي اللقاء آنسه تشوي"

"مهلاً، أنت ماذا تقصد؟ ألن تأتي معي؟"

هز رأسه بالنفي لتتسع عينيها

"لا تمزح معي، أنا لن أدخل إليه وحدي"

ابتسم بغرور لتضم شفتيها ثم التفتت نحوه بجسدها و أمسكت وجنتيه لينظر نحوها قائلة

"سوف تدخل معي، أنت لا تعرف كيف يكون أخي حين يكون جدياً "

" لماذا اتصلتي بي أنا و ليس هو؟ "

تسائل بإبتسامة لطيفه لتبتسم بخجل

"لأنني اشتقت إليك، أنت تعرف ذلك "

" أردت سماعها منكِ"

احتضن يديها بيديه ليُقبلهما دون أن يُبعد عينيه عن خاصتها

تواصل بصري لم يكن ليقطعه سوى ذاك الصوت الذي صاح بإسمها لتميل برأسها قليلاً إلى أن ظهر وجه أخيها من النافذة المجاورة لتشانيول

يونغجاي ابتسم بتصنع لتبتسم تشانسوك بتوتر فـ أشار لها بسبابته أن تخرج و رمق تشانيول بنظرة سريعه قبل أن يستقيم بظهره

خرجت تشانسوك من السيارة ليخرج معها تشانيول و بخجل هي اختبأت خلفه خوفاً من أخيها الأكبر

"تشانسوك"

يونغجاي هسهس من بين أسنانه فـ أمالت الأخري برأسها كي تنظر إليه ثم قهقهت ببلاهه

"مساء الخير أخي "

"الساعة الحادية عشر و النصف، تبقي علي منتصف الليل نصف ساعه.. هل يمكنك أن تخبريني ما الذي تفعلينه بهذا الوقت مع رجل غريب؟"

أطلت من خلف تشانيول عاقدة حاجبيها لنبرة أخيها الحاده و بعبوس هي صححت له

"إنه البروفيسور بارك"

يونغجاي رفع حاجبيه بسخريه ليميل نحوها قليلاً فتراجعت تختبئ خلف تشانيول مرة أخرى

" أليس رجلاً؟ "

" تقصد أنني لست غريباً "

تشانيول دفع الآخر من صدره كي يستقيم بوقفته و يبتعد عنه فـ فعل

"احترم أنني الأكبر هنا"

تشانيول وبخه بنبرة هادئه فـ ضيّق يونغجاي عينيه بشك

"من أخبرك أنني أصغر منك؟"

و مع نهاية حديثه هو استوعب أنه لا يوجد سوي تشانسوك ليغلق عينيه بإنزعاج

" إنها بضعة أشهر لا تُضخّم الأمر"

"مازلت الأكبر و يجب عليك احترامي"

بلا مبالاه تشانيول رفع كتفيه فـ ابتسم يونغجاي بـ ثقه

"و أنا أخيها الأكبر لذا يجب عليك احترامي... هذا المنزل محترم و عائلتنا لا تُحب التفتح الذي أصبحت به فتيات هذا الجيل لذا ليس لأن والدتي غير متواجده فهذا يعني أن تشانسوك يمكنها الدخول و الخروج بالوقت الذي تريده أو مع من تريد... تشانسوك إلي الداخل "

عقد ذراعيه نحو صدره ليختم حديثه بأمره تشانسوك بالدخول فـ انتفضت هي و ركضت نحو الداخل حيث غُرفتها

" تشانسوك كانت بالعمل و حين يتأخر والدي الصغير جيسونغ بالخارج هي تتأخر لأنها تبقي معه و هذه ليست المرة الأولى، أيضاً والدتك تعرف بذلك "

تشانيول برر بهدوء فـ التفت نحوه يونغجاي بعدما كان ينظر نحو باب المنزل حيث دخلت تشانسوك ثم ابتسم بلطف قائلاً

"أعلم ذلك و ليس لدي مانع فأنا أعرف بأن تشانسوك لا تقوم بشئ خاطئ "

تشانيول عقد حاجبيه بعدم فهم ليضحك الآخر موضحاً

" لا أريد أن أوضح لها كوني مُتساهلاً بهذا الأمر كي لا تعتاد علي التأخر و خاصة إذا كانت ستعود إلي المنزل مع رجل آخر غير أخيها"

تشانيول همهم بتفهم ثم استأذن ليغادر في حين يونغجاي قد تنهد و عاد إلى المنزل

"تشانسوك... هاااي تشانسوك تعالي إلي هنا"

صاح مُنادياً إياها ثم جلس علي الأريكة أمام التلفاز واضعاً قدم فوق الأخري لتخرج الأخري بثيابها المنزليه و هي تبتسم بتوتر

" اقتربي "

أشار لها بسبابته فـ اقتربت لتجلس مقابلة له

"لقد ساعدتك من قبل بأن تذهبي معه إلى رحلة و وضعت ثقتي بكِ لكن هذا لا يعني أنني أسمح بكل شئ"

"لقد قلتها... رحلة، كنا معاً بنفس المنزل لكنك وثقت بي و به فلماذا منزعج الآن كوني طلبت منه اعادتي إلى المنزل؟ "

انفعلت بعدم استيعاب لردة فعله ليضرب رأسها بباطن كفه قائلاً

" ماذا لو اعتقد أنكِ سهلة المنال، تذهبين معه إلى رحله و تعودين معه بوقت متأخر فيتمادي بتصرفاته "

" البروفيسور بارك ليس رجلاً من هذا النوع "

" لكنه رجل، لا تثقي به كثيراً و بأفكاره... لربما يكون مختلفاً عما تعتقدين لذا ضعي بعض الحدود بينكما"

أومأت تشانسوك بإستسلام ثم اقتربت منه لتحتضنه

" حسناً لن أكررها لذا أزل هذا العبوس "

" يااا، أنتِ لماذا اتصلتي به هو و ليس أنا؟ "

عينيها اتسعتا بخفه لتبتعد عنه رافعة حاجبيها

" لماذا تذكر هذا الآن؟... مهلاً ،مهلاً... أنت منزعج لأنني اتصلت بالبروفيسور بدلاً منك ليس لأن البروفيسور قد يستغلني، أليس كذلك؟ "

ضحكت بعدم تصديق ليبتلع الآخر ريقه

" كلا السببين "

" أنت محق، لا يجب أن أثق بالرجال"

قلبت عينيها بإنزعاج لتعود إلي غُرفتها مُتجاهلة ندائه

_______________

مساء اليوم التالي... بمنزل عائلة يون حيث تجلس ماريا مع زوجة والدها بغرفة المعيشه تُشاهدان التلفاز و بين الحين و الآخر تنظر ماريا نحو هاتفها بتوتر

" ألم يتصل بعد؟ "

السيدة يون همست بتساؤل لتهز الأخري رأسها بالنفي

"منذ الصباح أحاول أن أتصل به لكن هاتفه مُغلق... أنا خائفه"

التفتت نحو الأخري بنهاية حديثها فـ ربتت السيدة يون علي كتفها بإبتسامة لطيفه

"لا تقلقي، ربما هو مشغول بالعمل فـ..."

انتفضتا بفزع حين دق جرس الباب بصورة متواصله دون انقطاع لتتجها سوياً نحو الباب فـ فتحته ماريا بقلق

" ماذا هناك؟ "

تسائلت بفزع حين رؤيتها صف من الحراس يقف أمام منزلها و السيدة يون اقتربت لتحتضن خصر الصغرى بخوف

"السيدة كيم طلبت منا إحضارك إلي القصر"

"الآن؟"

ماريا تسائلت بصدمه فـ أومأ أحدهم

"حسناً انتظرني حتي أُبدّل ثيابي"

تراجعت بخطواتها لتستدير متجهة نحو غرفتها و السيدة يون ركضت خلفها لتلحق بها

"لن تذهبي إلي أي مكان بهذا الوقت.. هل فقدت تلك العجوز عقلها؟... ااه يجب أن أتصل بوالدك "

" لا تتصلي به... حين يعود إلي المنزل اخبريه أنني سوف أبقي بقصر كيم الليله كي لا يقلق "

"لن أسمح لكِ بالمغادره"

ماريا حملت حقيبتها بعدما انتهت من ارتداء ثيابها ثم ربتت علي كتف الأخري

" لا تقلقي... إنها الليلة فقط "

السيدة يون أمسكت يدها تمنعها من الذهاب فـ دفعتها ماريا بلطف لتخرج إلي أولئك الحراس

بينما في القصر حيث شقة بيكهيون

خرج من الحمام يُجفف شعره بالمنشفة ثم اقترب من أحد الكتب التي أحضرها سابقاً ليجلس على السرير بجانب هيبا

" هل ستقرأ الآن؟ "

تسائلت بإستغراب فـ همهم لها و أمال يُقبّل رأسها ثم اعتدل بجلسته ليفتح الكتاب حيث توقف بالليلة الماضيه

"اووه، هل هناك اجتماع الآن؟"

هيبا انتفضت بفزع حين دق الجرس بصورته المعتاده حين يكون هناك اجتماع فـ رفع بيكهيون كتفيه بعدم معرفه و خرج من الغرفة كي يفتح الباب

"السيدة كيم تأمركم بالنزول خلال عشر دقائق"

_____

بالشقة المُقابله حيث يجلس تشانيول أمام حاسوبه و علي أذنه يضع الهاتف يُجري اتصالاته كالمعتاد حتي قاطعه رنين الجرس ليزفر بحنق و خرج كي يفتح الباب

كانت دقائق معدودة حتى اجتمعت العائلة بغرفة المعيشه و علي جانب الغرفة كان يقف الخدم في صف واحد

تشانيول و بيكهيون تبادلا نظرات الاستغراب ثم التفتا نحو هيبا التي رفعت كتفيها بعدم معرفه

باب القصر فُتح فجأة لتدخل ماريا بتوتر و الحراس يُحيطون بها

"مسـ ـاء الخير"

انحنت و هي تهمس بتلعثم فـ وقفت هيبا بحماس حين رؤيتها ماريا لترمقها السيدة كيم بحده

"اجلسي"

بيكهيون عقد حاجبيه بضيق لتجلس هيبا و أمسكت يده بإبتسامة مُصطنعه

"يون ماريا... لماذا غادرتي القصر؟"

الأعين جميعها اتسعت و التفتت نحو السيدة كيم حين جُردت ماريا من لقب زوجها فـ أغلق تشانيول عينيه مُدركاً أن أحد الأحفاد علي وشك أن يتلقى نفس مصير أبناء كيم

و مرة أخرى فُتح باب القصر ليدخل جونغ إن و اقترب ليجلس بجانب تشانيول ليتنهد بإنزعاج

" هل بدأت الدراما؟"

همس ساخراً ليتلقي التجاهل فـ قلب عينيه بملل و عقد ذراعيه نحو صدره يُشاهد في هدوء

" سيدة كيم"

ماريا همست بعبوس لكنها سرعان ما ابتلعت كلماتها حين وقفت المقصودة من مكانها و اقتربت منها بخطوات بطيئة تتلاعب بأعصاب تلك الصغيره

ماريا وقعت أرضاً بفعل تلك الصفعه القوية التي حطت علي وجنتها حتي نزفت أنفها لينتفض معها بيكهيون و زوجته، وحتي جونغ إن

"ماذا فعلتِ؟ "

هيبا صرخت عليها بصدمه فـ تجاهلتها العجوز و عادت نحو الأريكة لتحمل بعض الصور و ألقتها بوجه ماريا

"لقد حذرته لكن لم يستمع لي... الخيانة أمر متوارث لديكم بالعائله لكنني لن أسمح ان يصبح حفيدي والداً لطفل رجل آخر"

بيكهيون اقترب من ماريا ليحتضن كتفيها ثم ساعدها بأن تقف و عاد ينحني ليجمع تلك الصور ينظر إليها بتمعن

"أليس هذا نفسه ابن السيد لي؟ لقد قابلناه سابقاً "

بيكهيون ضيّق عينيه يحاول فهم ما يحدث لتقترب منه هيبا و أمسكت بتلك الصور تتفحصها بصدمه حتي توقفت عند إحدي الصور حيث كانت ماريا بحضن مينهو

"إذاً أخبريهم.. ماذا كنتِ تفعلين مع حبيبك السابق بالمشفى؟... أو أخبرهم أنا أنكما كنتما تتأكدان من صحة طفلكما؟ "

تشانيول وقف من مكانه و اقترب ليسحب الصور من يد هيبا ينظر إليهم الواحدة تلو الأخري و أصوات مُعجبه تخرج منه كلما رأي صورة منهم

"لقد التُقطت الصور بطريقة رائعه "

قهقه بسخريه ثم أمال برأسه لينظر نحو خاله الوحيد ميونغ داي

" ألا تشعر بأن هذا المشهد مألوف خالي العزيز؟"

المقصود ابتلع ريقه بإرتباك و التفت نحو جونغ إن الذي عقد حاجبيه بعدم فهم

"اااه انسى الأمر... هذا ممل"

أمسك يد ماريا ليضع بها الصور ثم تنهد بصوتٍ عالٍ ليسير نحو السلالم و بجانب السيدة كيم هو توقف ليهمس بخفوت

" افعلي ما تريدين حتي تقع ملفاتك السوداء بيدي، سوف أنتقم بنفسي لأبي، عمي هيتشول و حتي السيد هيون مين"

ابتسم بجانبيه حين رمقته بنظرة مصدومه ليتحمحم ثم أكمل طريقه نحو الأعلي

لقد قرر بالفعل أن يتهور مرة أخرى

" غادري قصري الآن"

صرخت فجأة لتنتفض ماريا بفزع ثم هزت رأسها بالنفي

" أنتِ تفهمين الأمر بطريقة خاطئه... أنا لم أخن سيهون، أقسم لكِ أنني لم أفعل "

من بين بكائها الهيستيري ماريا نطقت بصعوبه فـ ربتت هيبا علي كتفها محاولة تهدئتها و هي تومئ برأسها

"أعلم، أنتِ لن تفعلي ذلك"

" سوف أتصل بـ سيهون"

بيكهيون تحدث علي عجل و هو يخرج هاتفه من جيبه فـ ضحكت السيدة كيم بسخرية قائلة

" سيهون يعرف بالفعل و هو من طلب مني أن ألقي بها خارجاً فهذه الصور وصلته قبلي"

ماريا هزت رأسها بعدم تصديق لتشير تلك العجوز نحو الحراس بأن يُلقوا بها خارجاً

هم قاموا بسحبها بعنف ليلقوا بها خارج القصر تحت صراخها الهيستيري بأن يتركوها لتشرح الأمر

و بالداخل كانت هيبا تصرخ هي الأخري محاولة اللحاق بها قبل أن يتم تثبيتها بواسطة الحراس في حين بيكهيون كان يرتجف بمكانه يحاول الإتصال بـ سيهون لكن الأخير كان هاتفه مُغلقاً

السيدة كيم خلقت الفوضي بالقصر بسبب حقدها لكنها لم تجد الراحة حين وضعت رأسها فوق الوساده فـ تشانيول قد خلق بداخلها الفوضي كذلك

بغرفة المعيشه هيبا كانت تجلس أرضاً حيث تركها الحراس تبكي بصمت علي ما حدث لأختها من إهانه وعينيها تنظران بشرود نحو تلك الصور التي غلّفت الأرضيه

و علي الأرائك خلفها كان يجلس كلاً من جونغ إن و بيكهيون بينما يقابلهما سووك والدة بيكهيون

"سيهون لن يقول ذلك"

جونغ إن همس ليومئ بيكهيون و هو يهز جسده إلي الأمام و الخلف بقلق

"سيهون يستمع أولاً لأنه يكره فقدان شخص عزيز عليه"

تشانيول تحدث و هو ينزل السلالم ليلتفتوا نحوه جميعاً في حين اقترب هو من هيبا لينحني إلي مستواها

"لا تقلقي... كل شئ سينتهي قريباً "

ربت علي رأسها بإبتسامه ثم أمسك بكتفيها كي يُساعدها بأن تقف ليكمل

"لا تتصلوا بـ سيهون... أنا سوف أتصل به بالوقت المناسب و أخبره بكل شئ لكن في الوقت الحالي، لا تفعلوا ذلك"

اومأوا بالموافقه فـ وقف جونغ إن من مكانه و اقترب من تشانيول مُتسائلاً

" ما كان مقصدك من قولك أن هذا المشهد مألوف بالنسبة إلي أبي؟"

تشانيول أشاح بعينيه بعيداً عن الآخر بتفكير ثم هز رأسه قائلاً

" بيكهيون اصطحب زوجتك إلي الأعلي... لدي عمل يجب أن أقوم به"

"لا تتجاهل سؤالي"

جونغ إن هسهس بحده و هو يجذب تشانيول من ذراعه فـ دفعه الآخر بإبتسامة مُصطنعه

" و أنت لا تتجاهل الأفكار التي تدور بعقلك الآن"

محي تلك الإبتسامة و رتب ثيابه ليغادر بعدها في حين بقي جونغ إن بمكانه شارداً

" هل هكذا يكون الأمر؟ "

بيكهيون همس مُتسائلاً ثم رفع رأسه نحو والدته لتلتقي عينيه مع خاصتها

"هكذا يُصبح أبناء كيم وحيدين؟"

إذا قلت أن هذا لا شئ مقارنة بالماضي هل ستصدقني؟"

همست بتردد مُجيبة إياه فـ ضحك ليمسح علي عينيه بخشونه

" هل هناك أسوأ من ذلك؟ "

ابتسمت بإنكسار لتمسح علي عينيها هي الأخري بعبوس

" انظر إلى المسافة بيني و بينك لتدرك الإجابه"

جونغ إن التفت نحوهما ينظر إليهما بـ ضياع ثم عقد حاجبيه

" لماذا لا تدافع عنها كعادتك الآن؟"

رفع حاجبيه من ثم عينيه نحو بيكهيون ليبتلع الآخر ريقه

" سوف أعود إلي والدتي...هي من يجب أن أكون بجانبها الآن"

تراجع بخطواته إلي الخلف ليقف بيكهيون من مكانه و الدموع قد علقت بحواف عينيه

"هذا تماماً ما يحدث... في الوقت الذي تريد أن تهرب إلي شخص ما سوف تجد والدتك لكنني لم أكن أجد سواها حتي و ان كانت قاسيه... هل يمكنك الآن أن تستوعب صعوبة موقفي؟ "

هسهس من بين أسنانه و رفع يده بعدها يمسح على وجهه ثم اقترب من هيبا ليسحبها معه نحو الأعلى

_________

تحرك تشانيول بسيارته ببطئ يبحث بعينيه عنها لعله يجدها حتي لمحها تجلس علي جانب الطريق تضم قدميها نحو صدرها و تبكي بصوتٍ عالٍ

تنهد براحه ليتوقف بالسيارة أمامها و بهدوء هو خرج منها و اقترب لينحني إلي مستوي ماريا ثم وضع يده فوق رأسها يمسح عليه بلطف

"ألا تعرفين أن المنحرفين يجولون الشوارع بهذا الوقت؟"

رفعت رأسها نحوه لتنظر إليه بأعينها الحمراء ثم همست من بين شهقاتها

"أنا لم أفعل شئ مما قالت"

همهم ليومئ برأسه ثم استقام ليمد يده نحوها هامساً

"هيا بنا"

"إلي أين؟"

عقدت حاجبيها بتساؤل ليجعد أنفه

" إذا كنت خائفه علي طفلك فـ يجب أن تتبعيني دون أسئله"

_________

جونغ إن دخل إلي المنزل بهدوء ليستند بظهره ضد الباب بعد إغلاقه

عقله يضع أسوأ السيناريوهات لما قصده تشانيول بحديثه لكنه يتراجع بعدها خوفاً من التفكير أن تكون والدته قد مرت بهكذا موقف

قاد خطواته نحو غُرفتها و فتح الباب ببطئ لينظر إلي الداخل حيث تنام زوجته و والدته تتوسطهما الصغيرة سويون

اقترب من السرير ليجلس علي الطرف بجانب والدته ثم أمال بجذعه نحوها ليُقبّل رأسها

"صغيري!"

همست بنعاس و استقامت بجذعها لتحتضن وجنتيه بقلق

"هل حدث شئ ما؟ لماذا اجتمعت بكم السيده كيم؟"

ابتلع ريقه يتذكر الطريقة المُهينه التي جُرّت بها ماريا إلي خارج القصر ثم ابتسم بحزن ليحتضن والدته بقوة هامساً

"أنا أحبك كثيراً أمي... أحبك كثيراً"

To be continued...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top