32

Start

Flash back

"إذا أردتي الذهاب معه فـ الباب أمامك يُمكنك المُغادره لكن لن تحصلي علي أي شئ في المقابل"

ببرودها المُعتاد تحدثت السيدة كيم واضعة قدم فوق الأخري بلا اهتمام تُراقب تخبط ابنتها الكبري ...ابنتها التي لطالما كانت كثيرة الطلبات ، تهتم لشيئين فقط -جمالها و أموال والديها -

هيتشول وقف بمكانه ينظر إلي زوجته بإنكسار مُدركاً أن الأخري غير قادره علي تحمل الفقر و الذل و هو بالفعل قد وصل إلي تلك النقطه حين خسرت عائلته كل شئ بسبب السيدة كيم ليس غيرها

سووك نظرت إلي صغيرها النائم علي الأريكة بجانب جدته بتردد لتعبس ثم رفعت عينيها نحو زوجها

" أنا أسفه "

همست بضعف و هي تتراجع إلي الخلف ثم التفتت لتسير نحو غُرفتها بخطوات سريعه فـ هز هيتشول رأسه و لسانه يضرب أسنانه العلويه بينما يُحرك عينيه في الأرجاء كي لا يبكي

" ماذا تنتظر ؟ لقد حصلت علي إجابتك التي أتيت من أجلها ...هيا غادر فأنا مشغوله "

أشارت نحو الباب ليزفر هيتشول أنفاساً ترتجف مُنذرة ببكائه

" علي الأقل لأري صغيري "

" لا "

نفت بحده من ثم أشارت إلي الحُراس بأن يسحبوه ليلقوا به إلي الخارج

سووك كانت تكتم أذنيها كي تمنع نفسها من سماع صراخه الذي ملأ أرجاء القصر ...تحاول إقناع نفسها أن هذا هو الصواب بالنسبة لها و لصغيرها مُتجاهلة بكائها و حطام قلبها

مُتجاهلة تلك الذكريات التي تُهاجم عقلها و أفكارها التي تحثها علي أن تركض إلي الخارج الآن و تذهب مع زوجها ...سووك ليست بالشخص الذي قد يتخلي عن الأموال بسهوله

لكنها مع الأيام اكتشفت أنها كانت مُخطئه ...هي خسرت طفلها الذي سيطرت عليه والدتها ، و الأموال لم تعد تُشعرها بالراحة

هي فقدت شغفها نحو التسوق و زيارة مراكز التجميل

حياتها أصبحت ناقصه و عقلها بدأ ينسج لها عالماً خيالياً يجمعها بزوجها و طفلها فقط ...حينها سووك فكرت في اتخاذ قراراً طائشاً

هي هربت مع رضيعها من القصر باحثة عن زوجها مُتناسية أن والدتها ليست بالمرأة السهله و بالنهاية هي أصبحت سجينة والدتها لا يربطها بزوجها سوي مُكالمات سريه تجعلها تتشبث بالحياة

" لن أمنعك من الذهاب له لكن حفيدي لن يتربي بين والدين مثلكما "

هسهست بحده لإبنتها الغارقة بدمائها أمامها و بجانبها زوجها الذي يكاد يفقد أنفاسه مما تعرض له من أذي لثلاثة أيام متواصله

السيدة كيم كانت قاسيه لكن ابنتها و زوج ابنتها كانا عنيدين أكثر مما تتخيل و لم يكن ليكسرهما سوي صغيرهما

" مـ ماذا تقصدين ؟"

" أقصد أن هذا يكون كيم بيكهيون منذ الآن ، إذا أردتي يمكنك البقاء بجانبه تحت أمري و سلطتي أنا ... و إذا أردتي الرحيل مع هذا الُمتشرد افعلي لكن وحدك "

نطقت كلماتها بقسوة و عدم اهتمام لمشاعر ابنتها ... جعلت منها و من زوجها عرضاً حصرياً للعائلة ، الخدم و الحراس كي يُدركوا ما هي نهاية من يحاول الخروج عن طوعها

بالرغم من أن سووك و هيتشول تزوجا بأمر من السيدة كيم لكنهما ارتكبا خطيئة لا تُغتفر بنظر تلك العجوز المُتسلطه المهووسه ألا و هو الوقوع في الحب

و الآن يجب أن يتحملا نتيجة هذا الخطأ

End Flash back

--------

"مينهيوك ؟"

هيتشول همس بتفاجؤ ثم زحف بجسده إلي جانب السرير عاقداً حاجبيه بينما يضم يديه نحو صدره يضغط عليها بهيستيريه كي يتوقف جهاز التنصت عن العمل

"ما بك تتصرف كـ المجنون و كأننا لا نعرف الحقيقة؟"

مينهيوك همس ساخراً و اقترب ليجلس بجانبه فـ دفعه هيتشول بقدمه بقوة حتي وقع الآخر أرضاً

"لا تقترب مني"

"لا تكن عدوانياً معي"

حذره بهدوء فـ تلقي شخرة ساخره من هيتشول الذي قلب عينيه بعدم تصديق

"العدو يجب التعامل معه بعدوانيه"

"لكننا صديقين "

صحح ببرود ثم استقام لينفض الغبار عن ثيابه

"صديقين؟ أضعت شبابي بأكمله بمشفى المجانين بعيداً عن ابني الذي كرهني و بعيداً عن المرأة التي أحب فقط من أجل منصبك و الأموال و تقول صديقين؟... أضعت عمر سون هون في السجن بإتهامات باطله و أنت أكثر من يعلم الحقيقه و تخبرني بأننا صديقين؟.. ماذا عن هيون مين؟ هيون مين الذي مات حزناً علي ما وصلنا إليه جميعاً بسبب جشعك؟!... أتعرف كم بيتاً خربت و علي رأسهم بيوت أصدقائك المقربين و بكل وقاحة تقول صديقين؟ "

انفجر بوجهه يصرخ بغضب و بحركة سريعه اقترب منه ليختم حديثه بـ لكمة تلتها أخري و أخري حتي دفعه مينهيوك بخشونة فـ وقع هيتشول أرضاً و هو يلتقط أنفاسه

" لـ لماذا أرسلت كلب حراستها هذه المره؟ "

تسائل وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه فـ انحني مينهيوك إلي مستواه ثم رفع ذقنه نحوه مُمسكاً إياه بين إبهامه و سبابته بقوة

"أين الملفات ؟ إنها فرصتك الأخيرة للنجاة"

"لن أعطيكم إياها"

أجاب بكلمات نطقها ببطئ شديد فـ ضغط الآخر بأنامله بقوة أكبر بينما يُهسهس بحده

"لا تُضيع المزيد من سنوات حياتك، لقد مر أكثر من 25 عاماً لذا تلك القضايا سقطت جميعاً و أنت لن تستفيد بشئ"

هيتشول همهم و دفع يد مينهيوك بعيداً عنه

" سوف أستفيد... سوف أنتقم لسنوات حياتي أنا و سون هون التي ضاعت بسببك أنت و تلك العجوز...سوف يستعيد سون هون كرامته و سـ ترقد روح هيون مين بسلام"

"أنت تحلم... لن يحدث أي من ذلك لأنك لن تخرج من هنا أبداً طالما أن تلك الأوراق ليست مع السيدة كيم"

"علي الأقل سوف تكون ورقتي الرابحه للتحكم فيها... هي لن تجرؤ علي قتلي لأن الأوراق معي أنا فقط... و لن تقتل سون هون لأنها تعرف أن مقابل عدم ايذائها سون هون هو عدم خروج تلك الأوراق إلي العلن... أرأيت؟ تلك الأوراق أهم مما تتخيل أنت "

هيتشول أمال برأسه يدّعي القوة بنظراته الواثقة رغم ما يشعر به جسده من ألم... هو وضع كفيه فوق الأرضية يحاول رفع جسده عنها ثم اقترب بخطواته من السرير ليستلقي عليه

" عُد من حيث أتيت فـ قراري لم و لن يتغير طوال حياتي "

" سون هون مات "

مينهيوك ابتلع ريقه حين التفت نحوه هيتشول يرمقه بعدم تصديق ثم أكمل

"لقد قتلته السيدة كيم بالفعل، و هذه المرة لن تكون أنت الضحيه... تلك الأوراق سوف تُسيئ إلي سمعة السيده كيم حتي و إن لم تُلقي بها في السجن و أنت تعلم كم هي مغرورة تُفضّل الموت علي أن تتلوث سمعتها و ينظر إليها من حولها بإحتقار... لقد أرسلتني لأخبرك بذلك أن تلك الملفات مقابل حياة ابنك لأن بيكهيون هو الضحية القادمه، بعدها سووك و المزيد و المزيد من الدماء سوف تُراق بسببك "

_________

" ماريا "

السيدة يون هزت جسد ماريا كي تستيقظ فـ فتحت الأخري عينيها تنظر إليها بحاجبين معقودين ثم عادت تُغلق عينيها بنعاس

" مينهو صديقك ينتظرك بالخارج "

ماريا أومأت بلا مُبالاة و التفتت إلي الجانب الآخر تُكمل نومها

ثانيه

ثانيتين

جحظت بعينيها و استقامت سريعاً لتلتفت نحو زوجة والدها

"مـ من قُلتِ؟"

"مينهو!"

أجابتها بإستغراب فـ انتفضت ماريا من مكانها و ركضت نحو الخارج إلي أن جذب انتباهها بجلوسه بغرفة المعيشه

"أنت ماذا تفعل هنا؟"

تسائلت بإنزعاج و هي تقترب منه بخطوات سريعه فـ ابتسم بإتساع و وقف من مكانه يرمقها من الأسفل إلي الأعلي بنظرات مُتفحصه

" أكنتِ مُتشوقة لرؤيتي لهذه الدرجه؟"

بعدم فهم عقدت حاجبيها لتنظر إلي ثيابها المنزليه فـ أغلقت عينيها بقوة ثم فتحتهما و هي تبتسم بتصنع

" ماذا تفعل هنا مينهو؟بل كيف عرفت أنني هنا؟"

"الرفاق يجتمعون الليلة للإحتفال بإرتباط سوزي و جونغهو لذا طلبوا مني أن أدعوكِ للإنضمام إلينا و أيضاً كي نعتذر علي تصرفاتنا معكِ فـ يبدو أن مزاحنا أصبح يزعجك"

تحدث بطبيعيه إلي أن انخفضت نبرته بنهاية حديثه حين خرجت السيدة يون من الداخل و اتجهت نحو المطبخ بينما تنظر إليه بنظرات غير مفهومه

" أنا أسامحكم جميعاً.... لكنني لن أذهب إلي أي مكان "

" هاااي، ليس و كأنها المرة الأولى التي سنجـ.... "

" سيهون حذرني بالفعل من الخروج معكم جميعاً مرة أخرى و أنا غير مستعده لكسر كلمته"

تنهدت مُقاطعة إياه ليقلب عينيه بملل

"لن يُخبره أحد"

"و أنا لا أفعل شئ دون معرفته"

"لا تكوني زوجة تقليديه ماريا... هذا قديم "

احتضن كتفيها بيديه فـ دفعته بخفه كي يبتعد قائلة بإبتسامة مُصطنعه

"لا أحاول أن أكون زوجة تقليديه بل أنا زوجة تكّن الحب و الإحترام لـ زوجها و إذا أردت أن أحصل على ثقته فيجب أن أكون جديرة بتلك الثقه "

سارت نحو الباب و فتحته مُشيرة له نحو الخارج دون أن تمحو تلك الإبتسامه

"شكراً على زيارتك، مينهو"

ضغط علي أسنانه بضيق لترتفع زوايا شفتيه بإبتسامة ثم خرج من هناك لتغلق الباب و استندت ضده بظهرها

" ماذا حدث؟ "

السيدة يون سألتها حين مرت ماريا من جانبها قاصدة الدخول إلى غُرفتها فـ رفعت ماريا كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعه

"لا شئ... هل أبي ذهب إلي العمل؟"

"نعم، لقد ذهب منذ ساعات... أراد إيقاظك كي تذهبي معه لكنكِ كنتِ غارقة بالنوم"

السيدة يون ضحكت بخفه بينما تسخر من الأخري فـ حكت ماريا مؤخرة رأسها بإحراج

"لقد أصبحت كسولة بالآونة الأخيره بسبب اعتيادي البقاء بالمنزل"

الأخري همهمت موافقة إياها لتُمدد ماريا جسدها ثم أكملت طريقها نحو الغُرفة و ألقت بجسدها فوق السرير لتسحب الهاتف

(اشتقت إليكِ)

(أعتذر لكنني مشغول هذه الفتره و لا أريد أن أزعج نومك بمنتصف الليل )

(لا بُد أنكِ نائمه الآن لكن هل يُمكنك أن تبعثي لي برسالة صوتيه حين استيقاظك)

(لقد اشتقت لسماع صوتك )

قرأت رسائله الواحدة تلو الأخري لتضع كفها فوق شفتيها بينما تضحك بطفولية هامسه

~يا إلهي، إنه لطيف ~

عضت علي شفتها السفلى بينما تُعيد قراءة تلك الرسائل لتتحمحم ثم ضغطت علي زر التسجيل

" سيهوني.. أنا أيضاً اشتقت إليك كثيراً، حاولت مراراً أن أتصل بك لكنك لا تُجيب لذا اعتقدت أنك نسيت أمري"

قهقهت بسذاجه لتمسح علي طرف أنفها بإحراج ثم أكملت بدلال

"أعلم أنك مشغول لكن علي الأقل تحدث معي و لو لدقيقة كي أطمئن عليك، اااه يمكنك أيضاً أن تتصل بمنتصف الليل لا بأس ليس وكأنني مشغولة كي أنام باكراً أو شئ من هذا القبيل "

أرسلتها ثم أغلقت الهاتف بعدما تأكدت من أن الرسالة قد وصلت سيهون

__________

" هذا جدول الغد "

مساعدتها لـ هيبا مدت نحوها دفتر ملاحظاتها كي تقرأه الأخري في حين تقف بجانبها إحدي العاملات تمسح لها مُستحضرات التجميل

" ألم يكن لدينا لقاء مع فرقة حديثة الترسيم ؟"

سألت بإستغراب فـ همهمت مساعدتها

"لقد وقع حادث سيارة لهم بسبب بعض المُطاردين و أحد أعضاء الفرقه حالته مُتدهوره "

هيبا عقدت حاجبيها بضيق لتومئ إليها ثم أشارت لها بأن تُغادر

سحبت هاتفها عن الطاولة حين أضاء لتعلو الشاشة صورة زوجها وإسمه

" لا أصدق ، هل حقاً حفظت جدولي ؟"

قهقهت بعدم تصديق فـ ضم الآخر شفتيه مُهمهماً بالإيجاب ثم دفع مكتبه بيده ليلتف به الكرسي

" إذا كان هناك فرصه لسماع صوتك أثناء عملي فـ سوف أتذكرها بالفعل ...ليس صوتك فقط و إنما إسمك وحده كفيل بطرد إرهاقي "

" حين تقول هكذا كلمات لا تتحدث بهذه النبرة الثقيله "

تنهدت بصوتٍ عالٍ بينما تميل برأسها مُبتسمة بخجل فـ ضحك بيكهيون بخفه

" لماذا ؟"

" أنت تعرف لماذا "

غمغمت بخجل ثم نفخت علي غُرتها

" ااه بيكهيون أنت حقاً تُخجلني "

ربتت علي وجنتها بخفه ليضحك الآخر بصخب

" ماذا ؟ أنا فقط أقول الحقيقه "

" سيد كيم ، السيد ماسيكي وصل "

أشار لمساعدته بالمغادره ثم تنهد

" يبدو أن المكالمة تنتهي هنا "

همهمت بينما تُدير عينيها ثم وقفت من مكانها قائلة

"سوف أمر علي منزل والداي أولاً قبل عودتي للقصر ، لن أتأخر "

همهم موافقاً ليغلق المكالمة بعدها مُتجهاً إلي الخارج تحديداً غرفة الإجتماعات

__________

بمنزل جونغ إن ...بالغرفة التي يرقد بها جوهون كانت هانييل تجلس بجانبه علي الكرسي و بيدها قطعة إسنفجيه مُبلله تمسح بها جسد أخيها بينما بجانبها صحن امتلأ بالمياه الفاتره

رفعت كف جوهون تسنده فوق خاصتها و يدها الأخري تمسح علي طول ذراعه حتي توقفت عن الحركه فجأة حين شعرت بأنامله تضغط علي يدها بخفه

" أخي "

همست بعدم تصديق حين تكرر الأمر مرة أخري فـ رمشت بعينيها تتأكد من ذلك

" هانييل "

همس بصوت مُتحشرج و إبتسامة خفيفه ظهرت علي جانب شفتيه حين التقت عينيه مع خاصتيها الباكيتين

" أ أخي ..أنت ..."

وقفت من مكانها تحتضن وجنتيه بصدمه ثم التفتت لتركض نحو الخارج بأقدام ضعيفه عجزت عن حملها

" أمي داي هيون ... أمي "

الأخري ركضت نحو الداخل فـ التقت هانييل أمام غرفة جوهون لتسحبها هانييل نحو الداخل تُشير نحو أخيها ببكاء و ضحكات خافته تتسرب منها إلي أن رأته داي هيون ينظر نحوهما بإبتسامه

" لقد استيقظ "

داي هيون همست و التفتت نحو هانييل التي أومأت لها بحماس

ارتفعت زوايا شفتي داي هيون بإبتسامة تلاشت حين أصدر جهاز القلب صوتاً متواصلاً لا يتوقف معه اضطرب قلب هانييل التي هزت رأسها إلي الجانبين ترفض الالتفات نحوه

" هو ... هو مازال مُستيقظاً ، جوهون مازال ... هو بخير "

هانييل همست بتلعثم و بخوف استدارت بجسدها بأكمله تنظر نحو والدته لجونغ إن تأبي تصديق ذاك الصوت المُزعج

" ليست المرة الأولي التي يصدر بها هذا الصوت "

ضحكت و أومأت موافقة حديثها ليبدأ جسدها بالإنحناء حتي جلست أرضاً تُعطي ظهرها لأخيها

داي هيون كانت تنظر إلي جثة جوهون ...لا يبدو نائماً ...هو لا يشبه أي يوم سابق و هي أدركت أن هذه هي اللحظه التي كانت تخشاها كما هانييل التي ترفض التصديق

" هانييل اهدئي "

داي هيون همست بخوف حين بدأ جسد الأخري يميل إلي الأمام و الخلف بينما تتمتم بهيستيريه بكلمات غير مفهومه

هانييل التفتت نحو أخيها برأسها لتمسح علي وجهها بخشونة ثم استندت علي الأرض كي تقف و اقتربت منه حتي وقفت بجانبه تمرر يديها فوق جسده دون تلامس

" أخي "

همست بعبوس ثم شهقت لتضم شفتيها

" جوهون "

هزت جسده ببكاء لكن لم يكن منه أي إستجابه في حين داي هيون تراجعت بظهرها إلي الخلف حتي خرجت من الغرفة

________

في المشفي حيث جونغ إن الذي يجلس بمكتبه يطلع علي ملفات المرضي ...التفت نحو هاتفه حين دق ليتنهد ثم سحبه و أجاب ببرود

" مرحباً ، أمي "

انتفض من مكانه عند سماعه أصوات صراخ بجانب والدته في حين الأخري كانت تبكي بهيستيريه

" ما الأمر أمي ؟ ماذا حدث ؟"

" إنه جوهون "

نطقت بصعوبة من بين بكائها لتتسع عينيه ثم أغلق الخط ليركض نحو الخارج بعدما سحب أغراضه

قدميه توقفتا حين لمح كيونغسو يقترب منه ليميل الآخر برأسه بإستفهام

" ما خطب وجهك مذعوراً ؟"

________

توقف جونغ إن بالسيارة أمام منزله ليركض هو و كيونغسو نحو الداخل

بغرفة جوهون كانت والدته تحتضن سويون بين ذراعيها تحاول تهدئتها في حين هانييل تجلس علي الكُرسي المُجاور لأخيها مُمسكة يده و عينيها مُغلقتان بتعب يعلوهما احمرار طفيف بينما تعض علي شفتها بعبوس

تبادل نظرات متوتره مع كيونغسو فـ تقدم الآخر ليحمل سويون من داي هيون والدته لصديقه ثم أشار لها بالخروج ليخرج كلاهما من هناك

" هانييل "

همس إسمها بتردد و لم يتلقي منها سوي شهقة خافته فـ اقترب ليجثو علي ركبتيه بجانبها ثم سحبها من كتفيها كي تنظر إليه

" افتحي عينيكِ "

احتضن وجنتيها بلطف ماسحاً علي عينيها بـ رقه لتفتحهما فـ تلاقت مع خاصتيه ليتنهد

" أنا سيئ بالمواساة و..."

"كنت تعرف أنه سيرحل ؟"

قاطعته مُتسائلة بصوت مُتحشرج إثر بكائها فـ استقام جونغ إن يُشيح بنظره بعيداً عنها

" أجبني "

استقامت هي الأخري لتسحبه من ذقنه بخشونه كي ينظر إليها

" كنت تعرف صحيح؟"

ضحكت بعدم تصديق لتمسح دموعها التي أخذت طريقها علي وجنتيها مرة أخري فـ تنهد جونغ إن

" أعلم أنكِ حزينه لكن ..."

" لذلك أوقفت الدواء "

عينيها اتسعتا بخفه لتدفعه من صدره

" كنت تعرف منذ ذلك الوقت و لم تُخبرني ، لذلك مُعاملتك أصبحت أفضل معي "

" حسناً ، هل يُمكنك أن تهدئي أولاً و من ثم نتحدث "

سحبها من كتفيها كي تهدأ حين بدأت بالصراخ بوجهه بهيتسيريه فـ حاولت دفعه عنها ليضغط علي كتفيها بقوة

" لماذا أعطيتني آمالاً زائفه ؟ لماذا كذبت علي بأنه سيكون بخير ؟"

" و لماذا أخبرك الحقيقه ؟ لماذا تقضين الفترة الباقية له في حزن خائفه من اللحظه التي يرحل بها في حين أنه يمكنك الاستمتاع بلحظاتك معه ؟ "

نفت لتُلقي برأسها فوق صدره باكية

" لكنني صدقتك ..كان لدي أمل بأن يستيقظ ....كان لدي أمل أن ينتهي هذا الكابوس "

" أنا آسف "

اكتفي بتلك الكلمه ليحتضنها مُربتاً علي ظهرها من الخلف كي تهدأ و عينيه تنظران نحو جوهون ...تلك لم تكن أكبر مُشكلة تشغل عقل جونغ إن بل خطوة جون القادمه بعد وفاة جوهون

" كيونغ ... أرغب بالتحدث معك وحدنا "

خرج من الغُرفة مُشيراً نحو كيونغسو الذي أومأ إليه بإستغراب ثم ترك سويون مع والدة جونغ إن قبل أن يلحق بالآخر

__________

تشانيول pov

طرقت باب المنزل بصعوبة نظراً لما أحمله من حقائب مُنتظراً أن تفتح الباب فـ عقدت حاجباي حين سمعت صوتها عالياً من الداخل تتحدث مع رجل ما

قلبي كاد يتوقف من الفزع لكن ذلك لم يدم طويلاً حين فُتح الباب من قِبل شاب يبدو أصغر مني او ربما بنفس عُمري يمتلك شامة أسفل عينه الضيقة و المسحوبة قليلاً

ملامحه تتشابه مع ملامحها لـ تشانسوك بعض الشئ لذا كان من السهل معرفة أنه أخيها

توترت حين لم ينطق بشئ فقط يرمقني من الأعلى إلي الأسفل بحاجبين معقودين

"طويل و وسيم"

علّق بإعجاب فـ ابتسمت بتصنع أحاول إخفاء إرتباكي عنه لأتنهد براحة حين دفعته تشانسوك و ظهرت هي أمامي و أخيراً

"توقف، سوف يعتقد أنك غريب الأطوار"

وبخته ليقلب عينيه و أنا هنا أحاول إستيعاب من هو الصغير بينهما

حين تحدثت عنه تشانسوك من قبل اعتقدت أنها تحترمه أكثر من ذلك لكنها تتحدث و كأنه الصغير هنا و هو يبدو مُتقبلاً للأمر

"مرحباً بروفيسور بارك، أنا تشوي يونغجاي أخيها الأكبر لـ تشانسوك "

مد يده نحوي و هو يُعرّف عن نفسه بجدية لأبتسم مُصافحاً إياه بعدما حملت تشانسوك الحقائب عني

"اعتقدت أنكِ قُلتِ أن علاقتكما ببدايتها لم تتعمق بعد"

سحب أذن تشانسوك و حين توردت وجنتي الأخري بخجل فهمت ما يرمي إليه لأقاطعه سريعاً بينما أسحب تشانسوك بعيداً عنه كي يترك أذنها و هي اختبأت خلفي سريعاً تدّعي الخوف و كأن قردة مثلها تعرف ما هو الخوف حتى

"أنا فقط أقوم بزيارتها للإطمئنان عليها ليس أكثر... لا تقلق لن أستغلها حتي و إن كان كلينا تحت سقف منزل واحد وحدنا لذا لا تُفكر بالأمر كثيراً "

" جريئ أيضاً"

علّق علي شخصيتي مرة أخرى و كأنه يستكشف جوانبها ليشير لي بالدخول بينما يسحب تشانسوك نحوه كي تبتعد عني

و نقطة يجب أن آخذ حذري منها هو أنه غيور و يجب أن أراقب تصرفاتي مع تشانسوك أمامه

نظراته تُفسر ذلك

" ما هذه الأغراض؟ "

أشار نحو حقائب التسوق بـ يد تشانسوك لأجلس علي الأريكة مجاوراً له في حين ذهبت هي لتضع تلك الحقائب بالمطبخ

"تشانسوك كانت تريد بعض العصائر، الخُضرة و الطعام السريع لذا أحضرت لها ما تريد فـ لا داعي أن تخرج بهذا الوقت وحدها "

همهم لي و التفت نحو المطبخ بإبتسامة يحاول إخفائها لكنه فشل بذلك

يبدو أنه معجب بي

"تعرف أن والدتي أرسلت تشانسوك لـ تبقي بهذا المنزل كي تبتعد عنك، أليس كذلك؟ "

تحمحم و التفت لي يتحدث بجديه فـ همهمت له ليتنهد و اقترب يتحدث بصوتٍ خافت كي لا تسمعه تشانسوك

" أنا لا أتدخل عادة في حياة تشانسوك فهي عاقلة و تعرف ماذا تفعل و ما هو الصواب وما الخطأ لكنني لاحظت وجود رجلين بالخارج يُراقبان المنزل و حين سألتها هي قالت أنهم هنا لحراستها لذا أعتقد أنه من حقي و بصفتي أخيها الأكبر أن أعرف ما الذي يحدث معها و لماذا تحتاج إلى حراسه"

" بالطبع هذا حقك سيد تشوي لكن لا تقلق لا يوجد ضرر علي تشانسوك... السيدة كيم صارمه و لا تقبل أن نرتبط بأشخاص أقل مكانة منا فهي مُعقدة بعض الشئ لذا أردت التأكد من انها لن تحاول زيارة تشانسوك أو إخافتها كي تبتعد عني "

اختصرت الأمر دون الدخول بالتفاصيل ليومئ هو بتفكير

" ألا يُشكل إقترابك منها خطراً عليها؟... بالطبع لا أقصد قتل أو هكذا أمور لكنني أقصد مشاعرها... أنت لن تتركها من أجل جدتك أو تقوم بإهانتها؟ "

يبدو أن عقله البريئ لا يقبل فكرة وجود أشرار كما في الدراما لكن اعذرني السيدة كيم قاتله محترفه و تشانسوك بالفعل تحت التهديد بالقتل

" لو أنني جبان لم أكن لأدخل حياة تشانسوك منذ البداية... أنا مُستعد للتضحية من أجلها لذا لن يمسها مكروهاً جسدياً أو عاطفياً"

"اعذرني لأسئلتي الكثيرة بروفيسور بارك لكن هل يمكنني أن أعرف لماذا تشانسوك خاصة؟"

صوته ارتفع قليلاً ببعض من القلق لأتنهد أنا حين خرجت تشانسوك تضع أمامنا العصير ثم أخذت كوبها لتجلس بجانب أخيها

" يمكنك إجابة سؤالي تشانيول... أتمني أن لا تمانع ذلك فأنا لا أُفضّل الرسمية كثيراً خاصة و أن أعمارنا مُتقاربه "

" لا بأس "

همهمت موافقاً إياه فهذا أفضل بالنسبة لي كذلك، و من بعدها أنا سحبت كوب العصير أرتشف منه القليل

"أي سؤال؟"

تشانسوك تسائلت بفضول لأبتسم لها بلطف ثم التفت نحو يونغجاي مُجعداً أنفي

" تشانسوك مزعجه و ذات لسان سليط لكنها شخص دافئ بالوقت ذاته و مُتفهمه لذا تجعلك تفتقدها حينما تبتعد عنك و تشعر بالراحة و هي بالقرب منك... لا أعلم ،أعني صدقاً لا أعلم لماذا قد أنجذب لها دون غيرها من النساء خاصة أنني انجذبت لها بفترة كنت مفطور القلب كوني فقدت امرأة أخري أحبها و تشانسوك تعرف ذلك بالطبع "

تحدثت بصدق مُجيباً إياه لأرى ملامح تشانسوك تتبدل عند ذكرى لحُبي القديم لكنها سرعان ما ابتسمت بتصنع حين التقت عيناي بخاصتها

" لكنني أري أنه لو أحببت بصدق من قبل لم أكن لأنجذب إلي تشانسوك بتلك السرعه... بالنسبة لي هي الشخص الذي أحتاجه في حياتي و الشخص الذي يُكمّلني لذا أنا أحبها"

عينيها اتسعتا بخفه حين ختمت حديثي بإعتراف صادق و تحمحمت بخجل لتتسع إبتسامتي

"لا يهم كيف و لماذا فـ بالنسبة لي أهم شئ أن أدرك حقيقة مشاعري و هي أنني أحب تشانسوك... أحبها أكثر من أي شخص آخر و لا أريد أن تبتعد عني مهما حدث "

أتممت حديثي بـ ثقه فأنا بالفعل أصبحت مُدركاً لحقيقة مشاعري و التي ليست مجرد إعجاب و إنما هي حب

تشانسوك هي من أريدها في حياتي كـ صديق مُقرب و زوجة مثاليه

هي من أحب و أثق أن مشاعري نحوها أقوي من أي مشاعر قد حملتها نحو أي شخص من قبل

" اووه، لم.. لم أتوقع أن أحضر هكذا موقف".

يونغجاي تحمحم بإحراج و هو يتبادل النظرات بيني و بين تشانسوك التي تبتسم بخجل مُشيحة بوجهها بعيداً عن كلينا فـ دفعها بظاهر كفه قائلاً بمرح

"حضري العشاء كى ينضم إلينا تشانيول"

"لا ليس هناك داعي لذلك فأنا مازال لدي عمل آخر... أتيت فقط للإطمئنان علي تشانسوك و أُحضر لها تلك الأغراض"

وقفت من مكاني أرفض بإحترام فـ وقف كي يمنعني لكن تشانسوك جرّتني نحو الخارج معها و كأنها تطردني

أمازال إعترافي يؤثر بها؟ دماء جسدها بأكمله تجمعت بوجنتيها

" شـ شكراً لك بروفيسور علي... علي الطعام و... حسناً شكراً لك فقط "

همست بتلعثم لأنحني مُقبّلاً وجنتها

"أنا أحبك تشانسوك"

تحمحمت بخجل بينما تومئ لي عدة مرات فـ رفعت حاجباي أدّعي التفاجؤ

"ألا تملكين مشاعر نحوي؟لا تبدين متأثره بهذا الإعتراف"

"لا"

نفت سريعاً بنبرة عاليه فـ اتسعت عينيها بخجل حين أدركت ما فعلت و وضعت يديها علي شفتيها و هي تتلفت حولها كي تتأكد من أن يونغجاي لم يسمعها

أملت نحو الباب لأستند بكتفي ضده عاقداً ذراعاي نحو صدري لأتسائل بخبث

" هل هذا يعني أن الآنسة تشوي واقعة بحبي؟"

" نعم، لا... مجرد إعجاب... نعم إنه إعجاب بسيط ليس أكثر"

رفعت كتفيها بغرور معاكس لنبرتها المُتلعثمه فـ ضحكت بخفه لأُقبّل جبينها ثم تراجعت أبتسم بإتساع و أنا أراها تعض علي شفتها السفلي بإبتسامة مُشابهه لخاصتي... مُتسعة ،نابعة من القلب و سعيده

" تصبحين علي خير قردتي "

لوّحت لها لأغادر منزلها مُتجهاً إلي القصر... أصبح هادئاً و مُتفككاً... وصل إلى الحالة التي لطالما خشيها سيهون

لكن أعد بأن كل شئ سيصبح علي ما يرام حين نتخلص من تلك العجوز التي تخرب حياتنا الواحد تلو الآخر

هي بدأت تسقط بالفعل فـ مهما هددتني بـ بيكهيون فهي مازالت ضعيفه لأن قوتها كانت تكمن في بيكهيون و جونغ إن

أحدهما لأنه كيم الحقيقي و الآخر لأنه كان لعبتها التي تُحركها كما تشاء و الآن كلاهما تحرر منها تقريباً

لم يعد هناك ما يدعي أوامر كيم... لم يعد هناك مواعيد معينه لتناول الطعام و ترحيب الصباح العظيم الذي كنا نرحبه لها بكل صباح بدءاً من تقبيل يدها و حتي تناول الطعام من بعدها و الذي كنا نعاقب بالحرمان منه معظم الوقت

رغم أن الوضع غريب لكنه يبدو أكثر حرية بالنسبة لنا جميعاً خاصة بيكهيون

وجهه أصبح مُشرقاً و يعرف ما معني السعاده

جلست أمام الحاسوب لأضع سماعة الأذن كي أسمع ما حدث مع عمي هيتشول طوال اليوم

سمعت صوته للمحامي مينهيوك فجأة و ما أكد أنه هو، كان نطق عمي هيتشول لإسمه بصدمه

لكن جهاز التسجيل توقف فجأة و عاد يعمل مرة أخرى

"تشانيول أخرجني من هنا، هم سيقتلون بيكهيون رجاءً أنقذه"

انتفضت بفزع حين سماعي لنبرة عمي هيتشول الهيستيرية تلك بينما هو أكمل

" سوف يعود مرة أخرى بالتأكيد كي يحصل علي ما يريد لكن ما يريده ليس معي و إذا قلت ذلك فسوف يقتل بيكهيون ... هو لن يصدقني لكن لا أحد يعرف بمكان تلك الملفات سوي والدك "

ملفات؟عن أي ملفات يتحدث؟

ما الأمر الذي يجمع بينهما و يجعل من عمي هيتشول يُغلق جهاز التنصت كي لا أسمعه و الذي جعله يشعر بالذعر من قبل حين ذكرت المحامي مينهيوك أمامه؟

End pov

______________

هيبا pov

بغرفة المعيشة كنت أجلس أهز قدماي بحماس أنتظر عودة بيكهيون كي أخبره بذلك ... أنني حامل

هذا الصباح أجريت الإختبار بالمنزل و حتي قبل ذهابي للعمل توجهت للمشفي من أجل اجراء التحاليل و للتو أتيت بالنتيجه

حين تأكدت من الأمر شعرت بأن خوفي تلاشي و لم يُسيطر عليّ سوي الحماس

تخيلت ردة فعل بيكهيون و كم سيساعده هذا بالعلاج ...ربما تكون بداية جديده لحياة أفضل خاصة مع التغيرات التي تطرأ علي بيكهيون مؤخراً و تغيره للأفضل

سمعت صوت فتحه للباب لينتفض جسدي كما قلبي الذي اضطرب حتي فقدت أنفاسي للحظات

" مساء الخير "

ابتسم بإشراق و خطي نحوي لينحني مُقبّلاً جبيني ثم استقام هامساً

" اشتقت إليك كثيراً "

ضممت شفتاي مُهمهمة له بخجل فـ طبع قُبلة أخري سريعه فوق شفتاي ليبتعد بعدها

" سوف أستحم و أعود "

" لا تتأخر "

حذرته أدّعي الجديه مُمازحة إياه فـ رفع يديه بإستسلام

" أمرك سيدتي "

ضحكت حين ضحك هو بصخب بينما يدخل من باب الغُرفة لأعقد حاجباي بتفكير

أردت إخباره لكن لم أُفكر في طريقة لإخباره ...حركت عيناي في الأرجاء بتردد قبل أن أخطو نحو الغُرفة إلي أن توقفت بجانبه أستند برأسي علي حافة باب الخزانة بينما أنظر إليه

" هل تُريدين شيئاً ما ؟ "

سأل بإبتسامة فـ أومأت ليرفع حاجبيه يحثني علي الحديث

" هل لديك مانع بمشاهدة فيلم معي ؟"

ضحك بخفه ثم هز رأسه بالنفي

" بالطبع لا يوجد مانع ، جهزي فيلماً ما حتي أنتهي "

أومأت له لأخرج من الغُرفة بحماس بعدما وجدت الطريقة المناسبه لإخباره بالأمر

جلست فوق الأريكه لأفتح الحاسوب أبحث عن فيلماً مُناسباً أفتتح به الحوار إلي أن لمحت إسماً مألوفاً بالنسبة لي -Baby's day out - هذا جيد بما يكفي

وضعت الحاسوب أمامي فوق الطاولة مُنتظرة إياه حتي خرج من الُغُرفة و اقترب ليجلس بجانبي

" هل اخترتي فيلماً ؟"

أومأت له ثم أملت نحو الحاسوب كي أفتح الفيلم بعدها اعتدلت بجلستي عاقدة قدماي أسفلي و هو الآخر تمدد ليضع رأسه فوق فخذي هامساً

" هكذا أفضل "

همهمت حين أمسك يدي يحتضنها إلي صدره بعدها هو وضع إهتمامه بأكمله مع الفيلم ...عينيه كانتا ترمشان بين الحين و الآخر رغبةً بالنوم إلي أن اندمج مع الفيلم و بدأ يضحك بصخب جاذباً انتباهي عن الفيلم

ضحكة بيكهيون بالنسة لي إنها مُميزة و مثاليه ...هي قادرة علي طرد همومي بصوتها الرجولي الجذاب الذي يخرج منه بنغمة عذبه ، ناهيك عن اتخاذ فمه لشكل دائري كبير و لطيف يُشبه الأطفال

ضحكة رائعه تناقض بها الصوت الرجولي مع صورتها الطفوليه

إنها ضحكة لا أشعر بالملل أبداً من مراقبتها أو وصف مثاليتها

" ااه لا أصدق ، هذا الطفل حقاً رائع "

نطقها بصعوبه من بين قهقهاته و رمقني بنظرة سريعه لأهمهم إليه بإبتسامة قبل أن يُعيد نظره نحو الفيلم مرة أخري

" هل تُريد طفلاً مثله ؟ "

أومأ برأسه و إبتسامته لا تزال تعتلي شفتيه قائلاً

" أعتقد أنني أريد طفلاً لطيفاً كهذا .."

عينيه اتسعتا بخفه ليرفعهما نحوي و أكمل

" سوف أخفيه عن العالم أجمع كي لا يؤذيه أي شخص و لو عن طريق الخطأ "

" أشعر بالغيرة منذ الآن ...يبدو أن أحدهم سوف يسرق إهتمامك عني"

قهقه ببلاهة ثم أومأ بينما ينظر إلي أنامل يدي و يتلاعب بهم بيديه

" لن أكذب ..لكن لا تقلقي مازال أمامك وقتاً طويلاً لذا استمتعتي بإهتمامي بك الآن "

" لكن أقل من تسعة أشهر ليسوا بالوقت الطويل "

أجبته بهدوء ليضحك بخفه

" لا إنهم كذلك .."

عقد حاجبيه و توقف عن اللعب بيدي ليستقيم جالساً بجانبي و هو ينظر إلي بطني

"ماذا تقصدين ؟"

رفعت كتفاي تزامناً مع رفع حاجباي و إنزالهما بحركة سريعه فـ رفع عينيه نحو خاصتي بذهول و عاد نحو الخلف قليلاً ينظر لي بعدم تصديق

"هيبا.. أ أنتِ تمزحين أليس كذلك؟"

"لا، إنها الحقيقه"

نفيت سريعاً فـ أمال برأسه يستوعب الأمر ليلتفت بعدها نحو شاشة الحاسوب و من ثم أعاد عينيه نحوي

"لذا اخترتي هذا الفيلم؟"

أومأت له ليهز رأسه إلي الجانبين

"حسناً إذا كان هذا مُزاح يمكنك التوقف الآن لأنني لن أتحمل "

ضحك بعدم تصديق و عينيه أخذتا تتراقصان بيني و بين الحاسوب لأضحك بخفه

"أنا لا أمزح... حين ذهبت إلى المشفى الأسبوع الماضي أخبرتني الطبيبة بذلك و أنا أيضاً أجريت اختباراً بالمنزل كي أتأكد و ذهبت إلى المشفى لإجراء فحص آخر كي أتأكد "

" و.. تأكدتي ؟"

همس بتلعثم لأومئ إليه

"و أنا سـ أصبح أباً عن قريب ؟"

تسائل مرة أخرى لأضحك بخفه حين قهقه هو بعدم تصديق و الدموع قد تسللت إلي طرف عينيه

" سأحصل علي طفل بحق؟ يا إلهي لا يُمكنني أن أصدق هذا "

أخفي وجهه خلف كفيه بينما يضحك بصخب حتي سمعت صوت شهقات باكيه تتخلل ضحكاته لأعقد حاجباي و بتردد اقتربت منه و دفعت يديه عن وجهه لأرى عينيه الباكيتين تبتسمان كـما تبتسم شفتيه

"هاااي بيكهيون، لماذا تبكي؟"

احتضنت وجنتيه أمسح عليهما بلطف فـ ضم شفتيه بإبتسامة يحاول استجماع كلماته حتي همس بصعوبة بسبب ارتجاف شفاهه

"أنا فقط سعيد... لا بل أكاد أطير من السعادة... يا إلهي لا أصدق أن حلم حياتي تحقق"

وقف من مكانه فجأة لأتراجع إلى الخلف بفزع... أري النعاس غادر عينيه و جسده المُجهد أصبح نشطاً فجأة و كأنه ليس نفس الشخص الذي كاد ينام منذ قليل

"و أخيراً سأحصل علي طفل... بصدق سواء كان فتي أو فتاه فـ سوف أدللـه حد الفساد "

رمشت بصدمه لأقف مُقابلة له أتساءل بعدم تصديق

"هل تُريد طفلاً لتُفسده؟"

"نعم، سوف أفسده، سوف أفعل له كل شئ أردت أن يفعله معي والدي"

أومأ بطفولية و هو يتحدث كـ ساحر شرير هرب من كرتون أطفال ثم ركض نحو الداخل لألحق به بعدما أغلقت الحاسوب

حسناً لقد تخيلت ردة فعل درامية أكثر من ذلك

"أنت ماذا تفعل؟"

عيناي اتسعتا حين رأيته يستلقي فوق السرير و اختفي أسفل الغطاء كي ينام

" سوف أنام كي أستيقظ باكراً "

رفعت حاجباي بذهول مُنتظرة منه أن يقول أنه يمزح لكنه لم يفعل

"بيكهيون، هل ستتركني و تنام حقاً؟"

همهم بالنفي و استقام ليركض نحوي و علي حين غُرة هو حملني بين ذراعيه لأتشبث به شاهقة بفزع

"هيا لتنامي معي"

اقترب من السرير و وضعني عليه ليتمدد بجانبي ثم اقترب يحتضن خصري مُختبئاً برأسه بـ عُنقي فـ تنهدت لأداعب شعره من الخلف

" هل أنت مُتعب لهذه الدرجه؟"

التزم الصمت حتي اعتقدت أنه نام لكن بعد لحظات شعرت برأسه يرتفع عن عُنقي قليلاً لينظر إلي وجهي بشرود ثم قهقه ببلاهه

"يبدو أن إرهاقي تلاشي"

عض علي شفته السفلي يضحك بخجل ليكمل

"أنتِ دائماً تكونين سبباً لشفائي جسدياً و نفسياً "

جعد أنفه بإحراج ثم أمال برأسه قليلاً يُقبّل ذقني

"إذا تلاشي تعبك لماذا ترغب بالنوم الآن؟"

"سوف أذهب إلى العمل باكراً عن المُعتاد كي أوقع الأوراق المطلوبه و بعدها أذهب إلي جلسة العلاج، أريد أن انتهى من هذه الأمور سريعاً بعدها أذهب للتسوق و لنخرج بعدها في موعد"

تحدث علي مهل يُعدد ما يرغب بفعله غداً و من ملامح وجهه هو بدا مُتحمساً للتسوق أكثر من موعدنا حتي

" لا تقل أن التسوق هذا من أجل الصغير... بيكهيون أنت مستوعب أنني بالأسابيع الأولي أليس كذلك؟ "

احتضنت وجنتيه بينما أهمس له محاولة تهدئة حماسه قليلاً فـ همهم لي

"يجب أن أتدرب منذ الآن علي أن أكون والداً جيداً من أجله لذا أريد شراء بعض الكتب التي تُساعدني في التعامل مع الأطفال و أيضاً اااه سوف أقوم بشراء بعض الأغراض لأتعلم تحضير طعام الأطفال، ماذا لو أراد أن يأكل و أنتِ مشغوله؟ يجب أن أكون جاهزاً دائماً"

ختم حديثه بنبرة و ملامح جديه فـ أومأت موافقة إياه... لربما هو يفكر في الكثير من الأمور التي لا حاجة لها الآن لكن هذا حلمه و لا أريد إفساده بـ كلماتي

بيكهيون يُريد تعويض صغيرنا أو صغيرتنا كي لا يتكرر معهم ما حدث معه

هو يرغب بفعل كل شئ معهم كي لا يُصبحوا مثله حين يكبروا... فاقدي الحنان و الدفئ... لذا ليفعل ما يُريد و أنا فقط سأتعاون معه حتي و إن كان بشئ غير مُجدي

End pov

"من الجيد أنك وجدت وقتاً من أجلي للخروج في موعد فـ يبدو أن الصغير بدأ بخطفك مني منذ الآن "

" سأكون دائماً مُتاح من أجلك حتي و إن كنت مشغولاً لأنكِ إهتمامي الأول و الأخير"

____________

علي طاولة فخمه بمكان فاخر فارغ من الزبائن لا يوجد به سوي هذين و العاملين فقط مع بضعة حراس يلتفون حول تلك العجوز

هي ابتسمت بجانبيه حين انتهي المقابل لها من عد الأموال بالحقيبة أمامه فـ رفع رأسه نحوها قائلاً بلكنته الإنجليزيه

" إذاً ماذا تُريدين؟"

"استعيد زوجتك السابقه و اجعلها تبتعد عن حفيدي"

أمرته بنطقٍ ثقيل فـ ضحك الآخر بصخب

"هذه الأموال لا تكفيني، ضعي المزيد فـ أنت تطلبين مني تحمل مسئولية شخصين"

"سوف تحصل علي ضعفهم حين يتم الأمر"

رفعت كتفيها بلا إهتمام فـ عاد بظهره إلي الخلف عاقداً ذراعيه نحو صدره

" أربعة أضعاف "

" خمسة أضعاف و تقوم بذلك بأسرع وقت، لا أريد أن تعود إلي كوريا مرة أخرى "

همهم موافقاً إياها ليتلفت من حوله ينظر إلى المكان بسخريه ثم أعاد رأسه نحوها

" لكن بالطبع عليكِ تقديم بعض المساعده"

"لك ذلك"

____________

جونغ إن pov

مراسم الجنازة التي استمرت لأيام انتهت البارحه و منذ وفاته لـ جوهون و حتي هذه اللحظه لم أتحدث مع هانييل

أو لأكون دقيقاً هي من لم يتحدث معي، مازالت تحاول تخطي الأمر وحدها... تتحدث عني و كأنها تُحمّلني المسؤولية لكنها لا تفعل ذلك سوي من خوفها أن أتركها

لقد قالتها لي و لم أستطع نسيانها فهي تعتقد أنني تقربت منها شفقة ليس أكثر

لن أنكر أنني تغيرت معها فقط بعد معرفتي أن مرض أخيها حقيقه و انها ليست سارقه بل ضحيه لكنني أحببتها بصدق أحببتها لأنها هانييل ليس شفقة أو غيره

طلبت مساعدة كيونغسو في تزوير تقرير وفاة جوهون كي لا يُكتشف أمر الدواء الذي دهور حالته فلن أسمح أن يصل طليقها إلى مُبتغاه... يكفي أنه قتل جوهون لكن لن أسمح أن تُسجن هانييل ظُلماً

كيونغسو رغم إدراكه خطورة الأمر إلا أنه ساعدني بالفعل فهو يمتلك علاقات في المشفى أكثر مني ويعرف كيف يتصرف مع هكذا قضيه

بالنهاية حققت شيئاً من أجل هانييل فـ لا أريد رؤيتها مكسورة أكثر من ذلك حين تدرك أنها وضعت له الدواء بنفسها و ساهمت في قتل أخيها الوحيد

لن تُفكر في أنها كانت جاهلة بالأمر بل ستتهم نفسها كذلك بأنها مجرمة و هذا لأنها تصبح غبية عند الحزن و الغضب

"أمي، أنا ذاهب إلى العمل"

فتحت باب غرفة والدتي أُعلمها بمغادرتي لكن نظري كان ثابتاً علي هانييل التي تنام بجانبها ... عيناي كانتا تنظران لها بشوق لكنها كانت تُعطيني ظهرها و لم تلتفت نحوي أو تُعطني إهتماماً

"إذا أردتم شئ اتصلي بي او بـ كيونغ فقد أكون بغرفة العمليات"

نبست مرة أخرى علي أمل أن تنظر نحوي و أري وجهها لكنها دفنته بالوسادة فـ تنهدت لأنسحب من هناك بهدوء كي لا أُزعجها

End pov

_________

سيهون pov

جحيم.... العمل في هذا الفندق ليس سوي جحيم

طوال اليوم أسير فقط علي أقدامي هنا و هناك كي أتأكد أن كل شئ علي ما يرام و بالكاد أتحدث مع ماريا، إلي الآن لم أتمكن من التواصل مع بيكهيون و لو لمره و هناك أيضاً تشانيول الذي تحدثت معه مرة واحده فقط

أعود إلي الغرفة لأجد نفسي وحيداً أنظر إلي الجدران الأربعه حتي أسقط نائماً

بالنسبة لي الأمر مُخيف كوني أصبحت وحيداً فجأه، و السيدة كيم لم تفكر و لو لمرة في الإتصال بي أو الرد علي مكالماتي كي تطمئن علي

و المرة الوحيده التي اتصلت بي من أجلها كان كي توبخني بسبب ما فعلته مع سونغ كابوس حياتي

هي لم تُغادر الفندق بأمر من السيدة كيم لكنها لم تظهر بوجهي منذ ذلك الحين و إن حدث و تصادفنا سوف أتجاهلها فقط لأنني لا أريد أن أفقد أعصابي مرة أخرى

هناك شئ خاطئ يحدث... لا يمكنني تجاهل هذا الشعور بداخلي الذي يخبرني أن كارثة سوف تحدث

السيدة كيم لا تنوي خيراً و تشانيول لا يبدو علي وفاق معها

لقد لاحظت ذلك منذ اليوم الذي جمعتنا به كي تُخبرنا بإختيارها لزوجة تشانيول المستقبليه

سونغ تلتصق بي منذ ذلك الوقت و حتي ماريا لم أعد أراها بسبب العمل و كأنها تحاول أن تحل محلها

أحاول تجاهل الأمر لكن أعلم أنني لا أفعل شئ سوي الكذب علي نفسي

جدتي لا تريد لي السعاده كما هي لا تريدها لـ تشانيول... و إذا كانت قد أبعدت تشانيول عن حبيبته السابقه فهذا يعني أن علاقتي مع ماريا بخطر

لا بد أن أعود إلي القصر في أقرب فرصه... اما أن أبقي هناك أو أصطحب ماريا معي إلى هنا

يكفي إلي هنا... لن أسمح أن يحدث لي كما حدث لأبناء كيم

End pov

To be continued...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top