31

Start

Flash back

"تعرف هذا الشخص؟"

جونغ إن ضيّق عينيه ثم مد يده يُمسك بهاتف ذاك القابع أمامه كي يرى بوضوح لتتسع عينيه حين أدرك هوية ذاك الرجل

"عمي سون هون، هو يكون زوجها السابق لخالتي"

بعقدة بين حاجبيه أجاب و مد الهاتف إلي جونغ سوك فـ سحبه الآخر ليضعه بـ جيبه

"منذ أيام أُقيمت جنازته في المشفى التي أعمل بها حيث حصل علي تسمم في الدم نظراً للمنطقه النائية التي بقي بها منذ خروجه من السجن و التي كانت قريبه من مصنع مواد كيميائية و بالنهاية هو مات "

ببساطة شرح الأمر لتتسع أعين جونغ إن

"عمي سون هون مات؟"

"هذا ما يقوله تقرير وفاته الذي خرج من المشفى و الذي كتبته أنا بنفسي لكن هذه ليست الحقيقه "

ضرب بسبابته فوق الطاولة أثناء حديثه فـ عقد جونغ إن حاجبيه بعدم فهم

" لم أفهم... هل تقصد أنك زوّرت أسباب الوفاة؟"

"لا، بل الوفاة نفسها"

"لم أفهم بعد "

جونغ إن هز رأسه بعدم إستيعاب فـ تنهد جونغ سوك و أمال بجذعه نحو الطاولة و استند بمرفقيه فوقها ثم همس للآخر

"بالبداية أتمني أن تلتزم الهدوء سيد كيم فأنا تحت المُراقبه"

المقصود أدار عينيه بإستغراب ليومئ موافقاً

"يمكنك التحدث لكن رجاءً لا تستخدم الألغاز، فـقط كُن واضحاً"

برونزي البشرة أشار للشاب أمامه لـ يُبلل الآخر شفتيه

"سوف أخبرك الأمر بإنتظام أكثر كي تفهمه... السيد بارك سون هون كان مسجوناً بتهمة السرقه من قصر كيم و منذ فترة ليست بالطويله أنهى عقوبته و خرج من السجن... لا أعرف التفاصيل خاصة و أن معظم ما سأخبرك به هو مجرد تخمينات مني لكن هذه التخمينات تبدو أقرب إلى الواقع"

همهم جونغ إن و اقترب كي يسمع جيداً حيث الآخر كان يهمس محاولاً عدم لفت انتباه المُحيطين بهم

" حسب ما يبدو فـ السيد بارك لم يعد إلى منزله بعد خروجه من السجن أو ربما عاد و تم اختطافه من المنزل... بالنهاية هو لم يبقى في بيئه نظيفه بل في مكان مهجور قريب من مصانع كيميائيه و هذا نظراً للكم الهائل الذي استنشقه من الغازات السامه"

"لماذا تعتقد أنه تم اختطافه و ليس هارباً من أمر ما أو ربما عثر علي عمل لنفسه بهكذا مكان؟ "

بتساؤل همس جونغ إن يحاول وضع استنتاجات أخري قد تتماشى مع ما يسرده جونغ سوك فـ نفي الآخر

" أولاً هناك آثار تعذيب واضحه علي جسد السيد بارك و التي لا تبدو أبداً كـ آثار عاديه كي أقول أنه تشاجر مع مجموعة من الثملين أو لصوص ما إلي ذلك... ثانياً هذا ما سأقوله الآن... للأسف قد يُزعجك هذا و قد لا تُصدقني لكن السيدة كيم و عمي السيد لي كلاهما متورطان فيما لحق بالسيد بارك من أذي فـ يبدو أن هناك أمر خطر يجمع ثلاثتهم لا يتعلق فقط بالسرقه لأن السيدة كيم و عمي أرادا التخلص من السيد سون هون "

جونغ إن استقام بظهره و هو يميل برأسه قليلاً مع عُقدة توسطت حاحبيه تدل على إهتمامه

" ماذا تقصد؟ "

" عائلة السيد بارك لم يجدوه منذ خروجه من السجن لذا أخته أصرّت علي إبلاغ الشرطه و نتيجة لذلك بدأ البحث عنه و لأنها اتهمت السيدة كيم بذلك فهذا لفت انتباه الشرطة نحوها و بالتالي لم يتمكنوا من التخلص من جثة السيد بارك و الذي لم يكن قد فارق الحياة بعد لكنه سقط بغيبوبة كون جسده لم يتحمل هذا الكم من التعذيب و استنشاق المواد الكيميائيه... كان يجب عليهم أن يتصرفوا بسرعه لذا عمي لجأ لي و أمرني أن أقوم بتزوير تقرير وفاة السيد بارك و بالمقابل منحني مبلغاً ليس بسيطاً أبداً، بالطبع يرغبون بإغلاق القضية بأقل الخسائر ... الأمر استغرق مني عدة أيام لكنني تمكنت من إيجاد جثة يمكنني وضعها بمكان السيد بارك و كذلك منحت عائلة تلك الجثة نصف المبلغ الذي حصلت عليه من عمي كي يلتزموا الصمت لكن مازالت هناك مشكلة أنني تحت المراقبه و وجود السيد بارك في المشفى سيضعني و يضعه بخطر خاصة و أن الأسبوع القادم سيكون هناك زيارة للوزير إلى المشفي و كذلك تفتيش كُلي "

" و ماذا عن عمي سون هون؟ هل هو بخير؟ "

جونغ إن تسائل بـ لهفة فـ همهم إليه الآخر

" ليس تماماً... لا يمكنني التصرف جيداً بداخل المشفى و مُساعدي لم يتمكن من إجراء فحص شامل لجسد السيد بارك لذا أرغب بنقله إلي مكان آخر آمن و حينها نطمئن علي حالته "

" و أنت تخبرني ذلك لأنك تريد مساعدتي؟ "

جونغ إن نبس بتفكير بينما يحرك عينيه في الجوار ثم أعادها نحو القابع أمامه ليومئ جونغ سوك

" يجب أن يكون أحد أفراد العائلة علي علم بأن السيد بارك علي قيد الحياة و كذلك كي يساعدني و في الواقع لم أجد غيرك لأن لقائنا سوياً لن يكون مصدر للشك خاصة اننا نعمل بنفس المجال و تقابلنا من قبل بالفعل... حين رأيت انهيار ابنه للسيد بارك في العزاء كنت علي وشك أن أخبره الحقيقه لكنني تراجعت فـ حتي الآن لا نعرف ماذا قد يحل بالسيد بارك و إذا فارق الحياة بحق فـ حينها سيتعذب ابنه للمرة الثانيه كما و أنه كلما قل عدد من يعلمون الحقيقة كلما كان أكثر أماناً "

_______________

خرج جونغ إن من المشفى يرتدي شعراً و ذقناً مُستعاره و ثياباً رثه بينما يسير محني الظهر حتي وصل إلى سيارة سوداء صغيره ليصعد إليها ثم تنهد

" هل هناك داعي لكل هذا؟ "

همس بضيق و هو يحك أسفل ذاك الشعر المُستعار فـ همهم جونغ سوك الذي يرتدي ثياباً مُشابهة لخاصته و قبعة تخفي وجهه قليلاً

رفع جونغ سوك رأسه نحو المرآة ينظر نحو الخلف حيث تلك السيارة التي تنتظره أمام المشفي قائلاً بهدوء

" سيارتي مازالت هنا و أمامهم أنا دخلت المشفي لزيارتك لذا لن يُغادروا حتي رؤيتهم لي و أنا أغادر بالسيارة"

"إذاً من أين أحضرت هذه السيارة؟"

"إنها لصديقي... ربما لم تلاحظ ذلك لكنه أحضرها البارحة إلي هنا"

جونغ إن همهم بتفهم و هو يتلفت حوله كي يتأكد من أن لا أحد يلحق بهم ثم زفر براحة ليستند برأسه إلي الخلف

" لقد استخدمت بقية الأموال التي حصلت عليها من عمي لأجل شراء ذاك المنزل الذي يمكث فيه السيد بارك حالياً "

جونغ إن عقد حاجبيه بإستغراب و التفت نحوه ثم تسائل بـ قهقة خافته

" و لم تُخبرني بذلك "

" فقط لا أريد أن تُفكر نحوي بالسوء "

رفع كتفيه يشرح الأمر ببساطه ليومئ جونغ إن بتفهم

" جونغ سوك "

بعد صمت دام لثواني ، جونغ إن همس بإسم الآخر جاذباً إهتمامه

" لماذا تُقدم هذه المساعده بالرغم من أن هذا سيقود السيد لي إلي السجن بلا شك و منه قد تسوء سمعتك بإعتبارك ابن أخيه إلي جانب أن المبلغ الذي حصلت عليه ربما لم تكن لتحصل عليه ولو بعد سنوات في هذه المهنه "

جونغ إن تسائل بفضول و التفت نحو جونغ سوك فـزم الآخر شفتيه بتفكير ثم أومأ برأسه

" لن أكذب عليك فـ أنا لست بذاك الملاك الذي لا يُخطئ ، كذلك لقد أعطيت نفسي فُرصة التفكير بالأمر فـ كما تقول أنت... المبلغ لم يكن بمزحه "

جونغ سوك أجاب بصدق لـ يُبلل شفتيه و التفت برأسه نحو جونغ إن يرمقه بنظرة سريعه ثم أعاد عينيه نحو الطريق أمامه

" حين رأيت السيد بارك اهتز بدني و كرهت نفسي ، كانت المرة الأولي التي اشمئز بها من ذاتي و من تفكيري بقتل شخص بريئ ...تذكرت حقيقة عملي و أنه يجب أن أساعده علي أن يُشفي لا أن أقتله ...ماذا لو اكتشفت أن شخصاً ما قتل والدي أو والدتي أو حتى زوجتي ؟ هل سأتقبل الأمر ؟...و بالوقت ذاته كنت تائهاً و كنت ضعيفاً أمام ذاك المبلغ حتي قالت لي زوجتي جُملة أعادت لي صوابي "

ضحك بخفه ثم أكمل

" زوجتي كفيفه ... "

جونغ إن عقد حاجبيه بإستغراب و التفت إليه سريعاً فـ ضحك جونغ سوك قائلاً

" هي لا تعرف كيف أبدو لكنها أحبتني لسببين ...شخصيتي و مهنتي لأنها تعتقد أنني أبدو كالملاك حين أركض نحو المريض أحاول إنقاذه و ثيابي البيضاء تُغطيني من الأعلي إلي الأسفل "

جونغ إن إبتسم ليغمض عينيه

" لم يكن هناك مناسبه هي فجأة أتت و أخبرتني بذلك لذا كان حديثها بالنسبة لي كـ إشارة لإتخاذ القرار الصائب "

جونغ سوك التزم الصمت بعدها حتي وصل إلي الوجهة المطلوبه ليتنهد بصوت عال جاذباً انتباه جونغ إن

" وصلنا "

برونزي البشرة همهم ليفتح الباب فـ أمسك جونغ سوك يده بتردد قائلاً

" هناك امر ما أريد أن أخبرك به "

End flash back

________

" إذاً السيد بارك مازال علي قيد الحياه لم يمت كما أرادت جدتك التي حاولت قتله بالفعل ، لكن الطبيب جونغ سوك اكتشف أن السيد بارك لديه ورم بفخذه لا حل له سوي بتر قدمه و بالطبع لا يُمكنك أن تخبر أي أحد بذلك هذا كي لا يضع السيد بارك و جونغ سوك بخطر و بالوقت ذاته تريد أن تستقر حالة السيد بارك أولاً "

كيونغسو تحدث علي مهل مُحاولاً استيعاب الأمر فـ همهم إليه جونغ إن بينما يمسح علي وجهه بضيق

"جونغ سوك طلب مني أن أقوم أنا بالعمليه لكنني خائف...لم أكن بهكذا موقف من قبل "

" خائف؟ جونغ إن تماسك فلا أمل لدي السيد بارك سواك فـ كما قال جونغ سوك يجب أن لا يعرف أحد "

كيونغسو ربت علي كتفه ليتكئ فوق المكتب بجانب الآخر

"أنا أثق بك ... أعلم أن الموقف صعب و أنا أكثر من أعرف كم أنت هش من الداخل لكنني أعرف أنك قادر علي إتمام هذه العملية بنجاح ...من أجل تشانيول علي الأقل "

_____

هيبا pov

مرت أيام منذ أن أخبرتني الطبيبة بأمر حملي ...لا أعلم ما السبب لكنني خائفه من إجراء الإختبار فقد لا أكون كذلك

لم يحدث علاقة بيننا سوي عن قريب لذا لا أثق بأن الحمل سيحدث بتلك السرعة و بالوقت ذاته أنا قلقه من أن تكون حقيقه

لا أريد أن أنشغل بطفل قبل أن يتخلص بيكهيون من قيود جدته نهائياً

هو مازال مُتردد نحوها بالرغم من كونه أصبح بارداً معها و كلاً منهما يتجاهل الآخر

" ماريا ؟ما بك ؟"

أمسكت يدها حين مرت من جانبي حيث كنت علي وشك أن أدخل شقتي، بدا عليها الشرود للدرجة التي جعلتها لا تراني و أنا بجانبها

" اوووه ، أنا فقط ...لا شئ ،أعتقد فقط أنني لم أعتد بعد علي غياب سيهون لذا .."

رفعت كتفيها تشرح الأمر بتلعثم فـ ربت علي كتفها بلطف

ماريا لا تبدو بخير منذ مغادرة سيهون خاصة و أنه اصطحب تلك المغرورة سونغ معه

" ما رأيك أن تذهبي إلي المنزل ...أعني ابقي مع أبي لبعض الوقت بلا شك هو اشتاق لك و أيضاً سيهون ليس هنا لذا لا داعي لأن تبقي وحدك بالشقه "

"فكرت في ذلك و أردت أن أخبر سيهون أولاً لكنه لا يُجيب علي الهاتف منذ يومين "

تراخي كتفيها بخذل لأضم شفتاي بإنزعاج

" لا بد أنه مشغول ...لا بأس يُمكنك الذهاب فـ لا أعتقد أن سيهون سينزعج "

" من ماذا سينزعج ؟"

التفت كلينا نحو بيكهيون الذي وصل لتوه ليبتسم بإحراج

" أعتذر ، لقد تدخلت بحديثكما "

" لا ، لا مشكلة ...فقط هيبا كانت تُخبرني بأن أذهب إلي منزل أبي لأبقي معه لكن سيهون لا يُجيب علي هاتفه فأنا أردت إخباره أولاً "

-أوه- خافته صدرت عن بيكهيون ثم أومأ بتفهم لأبتسم أنا حين رؤيتي له يعقد حاجبيه بتفكير

" ما رأيكم أن نذهب جميعاً ... أقصد سوف نقوم بزيارة سريعه و كذلك ماريا يُمكنها أن تبقي هُناك إذا أرادت ذلك "

تحدث بحماس ثم ركض نحو الشقة بعدما طلب من ماريا أن تتجهز و لم يستمع إلي رد أي منا حتي

"ما به زوجك؟ يبدو سعيداً"

ماريا ضحكت بخفه لأشاركها الضحك و عيناي لم تنزاح عن باب الشقة الذي تركه مفتوحاً

" اصعدي إلي شقتك و تجهزي كي نُغادر "

همهمت لي ثم صعدت إلى الأعلى فـ تنهدت أنا بإبتسامة قبل أن أدخل الشقة و أُغلق الباب خلفي

أخرجت ثياباً لي غير خاصة العمل كوني عُدت للتو من هناك في حين هو خرج من الحمام بعد دقائق بثياب أخري غير التي كان يرتديها منذ قليل

" ألست مُتعباً من العمل؟ يُمكننا تأجيلها لوقت لاحق إذا أردت"

اقتربت منه حيث يقف أمام المرآة فـ هز رأسه بالنفي ثم التفت نحوي بإبتسامة مُتسعه

"مُرهق قليلاً لكن لا بأس"

"تبدو سعيداً"

همست بإبتسامة مُحاصرة خصره بذراعاي فـ همهم و هو يُقبّل جبيني

"أشعر بالراحة بعض الشئ.. أيضاً أنا متحمس لزيارة منزل السيد يون"

"إذاً سأذهب لأتجهز أنا الأخري"

دفعته برفق ليومئ بتفهم و ابتعد عني ليسحب هاتفه ثم خرج من الغُرفه

هاتفه؟

End pov

______

"بيكهيون"

استوقفته بتردد فـ التفت إليها رافعاً حاجبيه بإستفهام

" لقد لاحظت أن تلك الاتصالات المجهوله توقفت منذ فتره ... هل أنا مُخطئه؟ "

عقد حاجبيه بإستغراب كونه لم يُلاحظ ذلك فـ أخفض بنظره نحو الهاتف ينظر إليه بتفكير ثم أعاد رفع رأسه نحوها

"أنتِ مُحقه... هذا غريب، لماذا توقفت فجأة بعد هذه المدة الطويله ؟"

______

بالشقة المقابله حيث يجلس تشانيول أمام حاسوبه بحاجبين معقودين

بإحدى أذنيه يضع سماعة صغيره بينما يقوم بتشغيل ما سجّله جهاز التنصت طوال اليوم

و أمامه مباشرة بذاك الحاسوب يقرأ معلومات  تلك المُدونه التي فتحها سابقاً و التي وجد بها تلك الصورة القديمه

وضع تعليقاً هناك منذ أيام علي أمل أن يتلقى إجابه و كالعاده هو يُراقب فقط ذاك التعليق و يُعيد قراءة المعلومات مراراً و تكراراً ربما يتوصل لأمر ما

" مرحباً... هذا أنا بارك تشانيول"

وضع السماعة الصغيرة جانباً ثم تحدث بجديه حين تلقي اتصالاً من رقم غريب لتأتيه همهمه بارده من الجانب الآخر

"تركت تعليقاً يحتوي على رقم هاتفك بمدونتي"

رفع حاجبيه بإستغراب حين سمع صوت أنثوي ثم هز رأسه سريعاً يستعيد تركيزه

"هل يُمكننا أن نتقابل؟ هناك بعض الأمور التي أريد أن أسألك عنها"

"و من تكون؟ و لماذا قد أثق بك حتي؟"

"أنا بارك تشانيول ابن رجل الأعمال السابق بارك سون هون...بالطبع تعرفين والدي كونك كتبتي عنه كل هذه المقالات لذا أريد أن أتأكد من بعض الأمور منكِ"

تحدث بلهفة حين سمع تنهدات الأخري المُنزعجه ليعم الصمت بينهما للحظات قبل أن تتسائل بشك

" و كيف أثق بك؟ "

" لا أعرف، لكن دعينا نتقابل فأنا لا أملك أي أمل سواكِ حالياً... رجاءً "

برجاءٍ همس نهاية حديثه لتدير الأخري عينيها بتفكير في حين قدمها أخذت تهتز بتوتر

"حسناً لنلتقي... لكن أنا من سيُحدد الموعد و المكان و أتمني أن تأتي وحدك "

"بالطبع، بالطبع.. ااه شكراً لكِ "

أغلق الخط بإبتسامة مُتسعة و ضرب علي وجنتيه برفق قبل أن يُغلق حاسوبه ثم اقترب من السرير ليستلقي فوقه بتعب

" و أخيراً خطوة للأمام"

زفر براحة و من ثم التقط هاتفه و استقام بجذعه ليضعه علي أذنه بعدما طلب رقم تشانسوك

"مساء الخير آنسه تشوي"

همس بصوت هادئ تلاه قهقة رجوليه خافته لتتسع إبتسامة الأخري

" مساء الخير بروفيسور بارك "

" لماذا لم تنامي بعد؟"

تسائل يفتتح حديثاً فـ تنهدت هي

"مازال الوقت باكراً، أيضاً أحاول الإنتهاء من الأوراق التي أعطيتني إياها"

"ألم تنتهي منها ؟ "

ضحك بخفوت حين سمع تذمرها علي الجانب الآخر ثم وقف من مكانه و اقترب ليقف أمام النافذة بينما رأسه مرفوع نحو السماء

" مازلت بالغلاف الأول... أشعر بوجود شئ خاطئ به "

" مُساعده؟ "

تسائل بمكر فـ عضت الأخري علي شفتها السفلي بإبتسامة خجوله

" لا يمكنك أن تأتي الآن فالوقت تأخر"

"منذ دقيقتين فقط قُلتِ أن الوقت مازال باكراً"

رفع حاجبيه و هو يسمع همهمتها التي تدل على تفكيرها ثم اومأت برأسها موافقة

" إذا كنت مُصراً فلن أرفض ذلك "

"اووه هذا كرم منكِ آنستي"

قهقه بسخريه فـ ضحكت هي بخفه قبل أن يُغلقا الخط

______________

بمنزل عائلة يون... والد هيبا كان يجلس بالشرفة مع بيكهيون منذ أن وصل الأخير

يتبادلان أحاديث غير مسموعة للمتواجدين بغرفة المعيشه

"بيكهيون يبدو كـ شخص طبيعي نوعاً ما هذه المرة "

السيدة يون علّقت بينما تنظر نحو الشرفة ثم أعادت عينيها نحو هيبا الشاردة

"هيبا"

والدتها نادت بإسمها فـ ضربت ماريا علي قدمها بخفه حين لم تُجيب الأخري

"اووه مـ ماذا؟"

"ما بكِ؟ هل حدث شئ بينك و بين بيكهيون؟ "

هيبا هزت رأسها سريعاً تنفي حديث والدتها فـ اقتربت السيدة يون كي تجلس بجانبها

"هل هُناك ما يزعجك؟"

"لا... اا.. في الواقع هناك أمر.. ما"

نفت بتلعثم بينما تتبادل النظرات ما بين ماريا و والدتها

" سوف أدخل لأُبدّل ثيابي و أرتاح قليلاً "

ماريا انسحبت تترك لهما المجال للتحدث بأريحيه و حين دخولها الغرفة التفتت السيدة يون نحو هيبا و أمسكت بيديها

"أخبريني، ماذا حدث؟ هل السيدة كيم فعلت شيئاً ما؟ "

الأخري ابتلعت ريقها بتوتر ثم هزت رأسها بالنفي

"لا... منذ أيام و هي لا تتحدث معنا و نحن بالمثل فالأمور متوترة بعض الشئ بينها و بين بيكهيون لذا..."

رفعت كتفيها تُبرر بتردد لتومئ الأخري بتفهم

" كنت بالمشفى منذ بضعة أيام و... "

" المشفي؟ لماذا؟ ما الذي حدث؟"

تسائلت بقلق حين التزمت هيبا الصمت و سحبت يديها لتعقدهما معاً بتوتر

" كنت مريضة و بيكهيون أجبرني علي الذهاب إلى المشفي... اعتقدت أنه تعب عادي لا شئ أكثر لكن الطبيبة قالت أنني حامل بالأسابيع الأولي "

السيدة يون شهقت بحماس لتنتفض هيبا سريعاً و وضعت يدها علي فم والدتها بينما تنظر نحو الشرفة بفزع

"أخفضي صوتك"

"لماذا؟ هل بيكهيون لا يعرف؟ "

همست مُتسائلة لتضم هيبا شفتيها

" لماذا لم تُخبريه بعد؟ "

" لست متأكده... كيف يمكن أن أصبح حامل بهذه السرعه و أيضاً منذ متى و الحمل يُكتشف في الأسابيع الأولي؟"

السيدة يون قهقهت بخفوت علي نبرة الأخري القلقه ثم احتضنت وجنتي هيبا قائلة

" لا شئ يمنع حدوث الحمل أو إكتشافه مُبكراً.. هذا أمر طبيعي، أنتِ فقط قلقه لأنها مرتك الأولي، أنا أيضاً كنت قلقه أثناء حملي بكِ "

هيبا تنهدت بضيق و التفتت نحو الشرفة تحديداً حيث يجلس بيكهيون

"يُمكنك إجراء اختبار الحمل بالمنزل إذا كنتِ غير مُتأكده"

"الطبيبه أخبرتني بذلك أيضاً لكنني خائفه... لا أعلم.. ربما متوتره بعض الشئ و مُتحمسه بالوقت ذاته "

" هذا طبيعي... أجري الاختبار و ليطمئن قلبك.. لا داعي أن تبقي متوتره هكذا إذا كان حقيقياً أم لا "

______

بالداخل حيث ماريا التي بدّلت ملابسها قبل أن تستلقي علي السرير مُباشرةً

سحبت الهاتف تتصل عدة مرات علي سيهون لكن و لا بأي مرة هي تلقت رداً

~ما به هذا نسى أمري تماماً؟ ~

تمتمت بضيق لتمسح علي عينيها بخشونة كي لا تبكي ثم أغلقتهما بإنزعاج

علي الجانب الآخر... حيث يسير سيهون بطرقات الفندق يتثائب بنعاس و بتعب يجر قدميه نحو غُرفته

توقف أمام الباب ليتنهد قبل أن يضع يده بـ جيب معطفه باحثاً عن بطاقة الدخول لكن لا أثر لها

حاجبيه عُقدا ليضرب بيديه بخفة علي جيوبه باحثاً عن البطاقة إلى أن جذب انتباهه الباب الذي فُتح و علي حين غفلة هو جُذِب إلى الداخل بواسطة سونغ التي حاصرته ضد الباب بمجرد أن أغلقته

"ما الذي تفعلينه الآن؟"

زفر بضيق و هو يدفعها برفق كي تبتعد عنه فـ أمسكت يديه و قيدتهما بجانب رأسه لترتفع بجسدها علي أصابع قدميها هامسة أمام شفتيه

"أقوم بعملي"

"حتي الآن أحترم كونك امرأة لكن إذا فقدت أعصابي فلن أكون لطيفاً أبداً"

هددها بنبرة بارده ثم دفعها بخشونة ليتجه نحو الداخل حيث خزانة ملابسه

"ضعي البطاقة فوق الطاولة و اخرجي من الغرفة"

أغلق الخزانة بقوة لينتفض جسدها بفزع ثم التفت نحوها

"اسمعيني جيداً سونغ... أنا أحب زوجتي... في الواقع أحبها أكثر مما تتخيلين لذا إذا كنتِ تعتقدي أنه بإمكانك أنتِ أو حتي جدتي إبعادي عنها فـ كلتيكما مُخطئتين بلا شك "

بلل شفتيه و سار نحوها لينحني إلي مستواها هامساً

"حتي و إن حدث و تركتني ماريا فـ سأكتفي بالبقاء وحيداً و هي فقط من تشغل قلبي و عقلي، لن يحدث و أستبدلها بأى شخص خاصة أنتِ "

ضم شفتيه بخط مُستقيم لبضعة ثواني مُهمهماً بتفكير ثم ابتسم بلطف و هو يُربت علي رأسها

"أتمني أن تجدي شخصاً يستحقك"

"هل انتهيت؟"

همست ببرود ليومئ إليها ثم استقام بظهره فـ قلبت عينيها بملل

" يُمكنك أن تحلم بقدر ما تريد لكن لا تنسي أنك قضيت حياتك لعبة بـ يد السيدة كيم و حتي آخر لحظة في حياتك سوف تبقي لعبة بين يديها لذا لا تغتر بنفسك لمجرد انها سمحت لك أن تستمتع قليلاً مع تلك الفتاه التي نعرف جيداً كيف أتت إلي هذه الحياة"

احتدت ملامحه مع كلماتها الوقحة فـ ضحكت هي بصخب و اقتربت منه خطوة حتي التصقت بصدره لتكمل بإبتسامة جانبيه بينما سبابتها تتحرك فوق صدره صعوداً و نزولاً

" بالنهاية هي لا تختلف عن والدتها، تقضي وقت الفراغ مع أي رجل يقابلها "

كلماتها نُطقت علي حدي تتقصد إستفزازه فـ سحب هو نفساً عميقاً و أومأ بينما ينظر في الأرجاء بصمت

"فكر جيداً ستجد أنني..."

عادت تتحدث بفحيح كالأفعي حتى قاطعها بسحبه شعرها من الخلف بقوة إلى أن كادت تخرج شُعيراتها من الجذور فـ صرخت بألم و هي تتشبث بذراعه تحاول تخفيف قبضته عن شعرها

"اتركني "

"اجمعي ثيابك و غادري الفندق الآن"

هسهس بحده ليجرها من شعرها نحو الخارج مُتجاهلاً صراخها و تهديداتها حتي ألقي بها أرضاً بجانب باب غرفته من الخارج

" إذا رأيت وجهك مرة أخرى ستكون نهايتك"

صرخ مُشيراً نحوها بسبابته ثم عاد إلي الغُرفة ليغلق الباب خلفه بقوة جعلت من جسدها ينتفض

اتجه إلي الحمام ليخلع ثيابه و أسفل الماء البارد هو وقف يحاول تهدئة حرارة جسده التي تصاعدت مع تصاعد غضبه

هو لم يغفل عن تصرفات الأخري و لم يكن أحمق منذ البداية... هو فقط كان يحاول إيجاد حجة يبرر بها تصرفات جدته لكن لا شئ مُقنع

سونغ لم تأتي أبداً لأجل تدريب فهي لم تهتم للعمل، صباحاً تقضي الوقت بالجلوس أمام البحر دون فعل شئ غير الاستمتاع بوقتها بينما مساء هي فقط سوف تلتصق بـ سيهون و تتمادى بتصرفاتها

خرج من الحمام بثيابه المنزليه، تلتف حول عُنقه مِنشفة صغيره، يُمسك بطرفها بإحدى يديه و هو يجفف شعره من الخلف بينما بيده الأخري اقترب ليُمسك بهاتفه

تنهد عند رؤيته تلك الاتصالات التي تلقاها من زوجته ليزفر بضيق ثم اقترب من السرير و استلقي فوقه بتعب

(اشتقت إليكِ)

(أعتذر لكنني مشغول هذه الفتره و لا أريد أن أزعج نومك بمنتصف الليل )

(لا بُد أنكِ نائمه الآن لكن هل يُمكنك أن تبعثي لي برسالة صوتيه حين استيقاظك)

(لقد اشتقت لسماع صوتك )

إبتسم بخفه مع إرساله للرسالة الأخيره ثم ألقي بالهاتف بجانبه بإهمال ليغلق عينيه و هو يتأوه بصوتٍ عالٍ

___________

أمام منزل تشوي يونغجاي أخيها الأكبر لـ تشانسوك و حيث انتقلت هي مؤخراً، توقفت سيارة تشانيول

تلفت برأسه ينظر في الأرجاء باحثاً عن حُراس تشانسوك إلى أن لمحهم ليتنهد براحه ثم سحب حقيبته قبل خروجه من السيارة مُتجهاً إلى ذاك المنزل

دق الجرس و من ثم تراجع خطوتين ينتظر حتي فتحت تشانسوك الباب 

رمقها من الأعلي إلي الأسفل بنظرة سريعه ثم صفر بإعجاب 

" توقعت أن أري شعراً مُبعثراً و ثياباً مُهترئه "

قلبت عينيها بملل و هي تسحبه من ذراعه كي يدخل ثم أغلقت الباب لتسير أمامه تسبقه نحو الداخل 

بمنتصف غُرفة المعيشه طاولة متوسطة الحجم كانت تضم كتب تشانسوك و حاسوبها بجانبهم فنجان قهوة فارغ و أوراق مُبعثرة 

جلست تشانسوك علي الأرض أمام تلك الطاولة عاقدة قدميها أسفلها قائلة بسخريه 

" لا تعتقد أنني تجهزت من أجلك بروفيسور ، هذه عادتي فقط ...جميلة و نظيفه "

ختمت حديثها  و هي تنفخ علي غُرتها بغرور تتجاهل تلك الصورة السريعه التي مرت بعقلها للتو... مجرد صورة لفتاة تركض كالمجنونة نحو غُرفتها كي تبدل ثيابها و تضع بعض مُستحضرات التجميل لتخفي تلك الهالات الخفيفة حول عينيها ، و تلك الفتاة لم تكن سواها هي منذ دقائق بعد تلقيها مكالمة من تشانيول مباشرةً

الأخير همهم لها بقهقهة غير مُصدقه ثم انحني بجذعه كي يري ما تفعل قبل أن يجلس خلفها إحدي قدميه ثناها أسفله حيث تجلس تشانسوك أمامها مباشرةً و الأخري مددها بجانب جسد تشانسوك و حتي وصلت إلي أسفل تلك الطاولة 

" إذاً أين الغلاف  ؟"

تسائل بجدية فـ حركت هي الشاشة نحو الأسفل حيث ذاك الغُلاف ثم التفتت إليه برأسها 

" هذا هو "

همهم و اقترب قليلاً ينظر إلي تلك الصورة أمامه فـ تلامست وجنته مع شفتيها لتكتم أنفاسها بخجل  و عينيها اتسعتا بتوتر و هي تُراقب ملامحه بدءاً من عُقدة حاجبيه و حتي شفتيه لكن الآخر لم يلحظ ما حدث حتي

" الغُلاف لا مُشكلة به لكن الخلفية إذا تداخل بها اللون الأحمر الداكن مع الأسود ستكون أكثر مثاليه... بعد التعديل يمكنك رؤيته "

نبس بعد تفكير ثم قلب شفتيه مومئاً يؤكد علي حديثه و التفت إليها لترتطم أنفه بخاصتها 

إبتسم بخفه و ابتعد برأسه قليلاً ثم أشار بعينيه نحو الشاشة هامساً 

"الغُلاف آنسه تشوي "

" هااا؟"

همهمت بتساؤل فـ ضحك بصخب أيقظها من شرودها لترمش عدة مرات قبل أن تتحمحم ثم التفتت برأسها مرة أخري نحو الشاشة 

" اهاا مـ ماذا ...ماذا قلت ؟...يا إلهي يبدو أنني فقدت تركيزي لأنني منذ ...منذ ساعات أجلس أمام هذه الشاشة و..."

" نعم ،نعم لقد فهمت هيا ركزي مع الغُلاف كي تنتهي منه "

قاطع حديثها المُتلعثم بكلمات هادئة تسربت بينها قهقهات خافته لتتحمحم مرة أخري بإحراج و عقدت حاجبيها تدّعي التركيز كي تتخلص من الإحراج 

_________

" هيبا "

بيكهيون سحبها من يدها حين دخلا من باب الشقة و نبرته بدا عليها بعض التوتر فـ التفتت إليه عاقدة لحاجبيها 

" ما الأمر بيكهيون ؟"

" هناك أمر ما أريد أن أخبرك به "

تحمحم حين اقتربت منه و أومأت برأسها تحثه علي التحدث فـ أغلق عينيه قائلاً بسرعه

" أنا أتعالج عند طبيب نفسي "

رفعت حاجبيها بإستغراب تستوعب الأمر ثم صدرت عنها - أوه - خافته لتهز رأسها 

" إذاً لهذا السبب أنت تأخذ تلك الأدوية التي بخزانة ثيابك "

" هل رأيتها ؟"

حكت مؤخرة رأسها بإحراج ثم همهمت له 

  " لقد لاحظت أنك تضع شئ ما بالخزانة  و لا تريد مني رؤيته لكنك نسيت إعادته إلي الخزانة البارحة و أنا رأيته لذا وضعته أنا بها  كي لا تعرف أنني رأيته "

قهقه بإحراج و أشاح بوجهه بعيداً عنها هامساً

" يُمكنك مُصارحتي إذا كان يزعجك الأمر "

"و لماذا قد أنزعج ؟"

" لأنني مريض نفسي ...ربما "

تنهدت لتهز رأسها نافيه 

" هذا ليس شئ يُعيبك أو يُزعجني ...لماذا تعتقد ذلك "

" أعني قد يقول الآخرين أن زوجك أصبح مجنوناً و...."

ضحكت بخفه و اقتربت منه مقاطعة حديثه بـ قبلة سريعه نقرتها فوق شفتيه ثم تسائلت 

" و هل أنت مجنون ؟"

هز رأسه بالنفي لتهمهم هي ثم احتضنت خصره 

" ماذا و إن كنت مجنوناً ؟.... أتعلم شيئاً ما ؟ نحن جميعاً مرضي نفسيين لكن كل منا يتأثر بطريقة تختلف عن الآخر ...هناك من يكتم بداخله حتي تزداد حالته سوءاً و حينها سوف يحتاج إلي طبيب نفسي ..و هناك من سيكتم بداخله فيتحول الأمر إلي أمراض بالقلب أو بأي جزء من أنحاء جسده و حينها أيضاً سوف يحتاج إلي طبيب ...هناك أشخاص لا يمكنهم أن يدفنوا بداخلهم لذا ستجدهم عصبيين بطريقة غير طبيعيه ...إنها الحياة وضغوطها كلما كبرت كلما كبرت معك الضغوط و تزايدت معك الهموم و الأمراض ...مهما كانت الطريقة التي تتأثر بها أنت فـ سوف أتحملك، كما أنا واثقة تماماً أنك سوف تتحملني لذا لا تُفكر كثيراً و مهما جرحك أي شخص آخر فيما يخص هذا الأمر أو غيره يجب تعرف أنني أحبك و سوف أتقبلك دوماً كما أنت  "

عقد حاجبيه ثم أدار عينيه بالأرجاء و هو يضم شفتيه بعبوس بينما عينيه تُنذران بالبكاء 

" ما بك ؟"

رفعت يدها تُدير وجهه نحوها  و علي أطراف أقدامها ارتفعت قليلاً حتي استندت برأسها ضد ذقنه 

" لم أتخيل يوماً أن أحصل علي زوجة مُتفهمه ... أنتِ تقريباً تسامحيني بكل مرة و تبررين كل شئ بطريقة عقلانيه و هادئه حتي و إن غضبتي سوف تعودين لاحقاً و تتعاملين معي كأن شيئاً لم يحدث ...أحياناً تتعاملين معي كزوجة لي  و أحياناً أخري تكونين أم دافئة بالنسبة لي "

" أنت تُحرجني بحديثك هذا "

قهقهت بخجل فـ ابتسم بخفه و انزلق برأسه قليلاً حتي حطت شفتيه فوق جبينها بقبلة طويلة 

" إنه أمر أمي قد أخبرتني به أنا و ماريا سابقاً ... حين تحدث مشكلة بينك و بين من تُحبين فلتضعي أمامك جميع الاحتمالات و لا تتخذي قراراً سريعاً أثناء غضبك قد يجعلك تندمي حين تهدئين و ربما تتندمين عليه طوال حياتك ...فقط إذا كان هذا الشخص يستحق ذلك لا بأس ببعض التنازلات ...يجب أن تكوني مُتفهمه لكن لا تنسي أنه من حقك أن تنزعجي أحياناً لكن دعي إنزعاجك يكون مؤقت و لا داعي للتمسك به "

سحبت نفساً عميقاً ثم ابتعدت عنه قليلاً لتعتدل بوقفتها ثم رفعت رأسها نحوه لتكمل بينما تُدير عينيها في الأرجاء 

" و والدتك أخبرتني بذلك ... أن بيكهيون ابنها لا يستحق سوي السعادة و هو شخص يستحق التضحية و التنازل من أجله و في الواقع هي كانت مُحقه ...كما تعلم ، أعني بعد كل شئ هي والدتك "

قهقه بخفه ثم اقترب ليضرب أنفه بخاصتها ببعض القوة فـ أغمضت عينيها بإبتسامة 

" أنت تستغلين الموقف للتحدث عنها "

" اوووه هل هذا واضح ؟"  

قهقهت ببلاهه فـ أومأ إليها ثم فتح ذراعيه علي وسعهما لترتمي بحضنه و هي تضحك بصخب 

" أعترف انا مُستغله ، لكنها قالت هذا بالفعل "

_________

" افتح هذا الباب "

بجدية أمر ذاك الحارس الذي يقف بالخارج أمام الغُرفة المُتواجد بها هيتشول فـ انحني الحارس بإحترام و اقترب ليفتح الباب 

فُتح الباب علي مصرعيه لينتفض الممرض من مكانه و انحني إلي ذاك الرجل ثم خرج من الغُرفة ليتركه مع هيتشول وحدهما 

الآخر كان مُمدداً فوق السرير ينام علي جانبه حيث يُقابله الحائط الذي ينظر إليه بشرود

" ألن تُرحب بي ؟"

تسائل بجدية فـ عقد هيتشول حاجبيه يستوعب الصوت و ببطئ هو استقام بجذعه ليلتفت إليه 

" مينهيوك؟! "

To be continued.....


Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top