30
Start
جونغ إن أوقف السيارة بخارج منزله ثم خرج منها لـ يُلقي برأسه فوق الباب خاصتها مُتنهداً بتعب
اعتدل بوقفته و سحب أغراضه من المقعد الخلفي ليهز رأسه يستعيد وعيه ثم دلف إلى الداخل
"لقد عُدت"
نبس بصوتٍ هادئ حين وقف بجانب شاشة التلفاز بغرفة المعيشه لترفع هانييل رأسها نحوه فـ ابتسم بتصنع
"مساء الخير "
شخر ساخراً و التفت ليسير نحو الداخل لتلحق به والدته التي تحمل سويون علي كتفها في حين هانييل كانت تراقبه من الخلف حتى دخل غُرفته
"جونغ إن"
عقد حاجبيه و التفت إلي والدته لترتخي ملامحه حين رؤية الصغيره و مد ذراعيه نحوها كي يحملها فـ استجابت له و ألقت بنفسها بحضنه ليضحك بخفه و قبّل وجنتها فـ أخفت وجهها بـ عُنقه
" لماذا لم تذهب إلي القصر؟"
همست مُتسائلة فـ طبع قُبلة على جانب رأس الصغيره ثم رفع حاجبيه و أخفضهما بحركة سريعه
" للتو أنهيت عملي و بالكاد أقف أمامكِ الآن لذا لم أذهب... أنا متعب أمي"
برر بهدوء لتزفر بحنق ثم مدت يديها كي تحمل سويون لكنها تعلقت بـ عنق جونغ إن ليبتعد بها قليلاً عن والدته
"لا بأس اتركيها"
"تعلم أن جدتك استدعتك لأمر هام و قد تغضب لأنك..."
"أنا لا أهتم لها أو لـ غضبها... أنا متعب أمي و من الطبيعي أن أحصل على بعض الراحه لن أقضي حياتي بأكملها أحاول فقط إرضائها على حساب صحتي"
صرخ بإنزعاج أفزع الصغيرة لتحملها والدته و ربتت على كتفها كي تهدأ بينما ترمقه بإستغراب و على أثر صراخه ركضت هانييل إلى غرفته حتي وقفت أمامه لتتبادل النظرات بينه و بين والدته
" مـ ما الذي يحدث؟ "
" لا شئ...اخرجا من غُرفتي فأنا مُتعب "
جعد ملامحه بضيق و خطي نحو خزانة ملابسه فـ تنهدت والدته و اقتربت منه خطوة ليصرخ هو مرة أخرى
"قلت إلى الخارج أمي، لا أرغب برؤية أحد الآن"
انتفضت بفزع لتعود بخطواتها إلى الخلف ثم التفتت لتخرج من الغرفة بخوف في حين ظلت هانييل تقف بـ مكانها تنظر إليه بصدمه
" هل ترغبين بأن أُلقي بكِ بنفسي خارج الغرفه؟"
هسهس بحده لتبتلع ريقها بتوتر حين رأته يقترب منها لتصرخ بفزع
" حسناً، حسناً سوف أخرج بنفسي"
عادت بظهرها إلي الخلف لتخرج من الغرفة و أغلقت الباب خلفها فـ تنهد هو بتعب و أغلق عينيه بقوة بينما يضغط على أسنانه يحاول كبح غضبه لكن صوت جونغ سوك مازال يتردد بعقله
" لا يُمكن التخلص من الورم سوي عن طريق بتر قدمه "
مسح على وجهه من ثم سحب شعره بقوة إلى الخلف يصدر عنه أنين صراخ مكتوم
بينما بالخارج حيث تجلس والدته مع هانييل بينهما الصغيرة سويون
" هل تعتقدين أنه غاضب بسبب الحدود التي وضعتها بيننا؟ أعني أصبح يسخر مني و يُلقبني بأخته لذا ربما هذا ما يُغضبه "
بقلق همست هانييل فـ عقدت الأخري حاجبيها بتفكير ثم هزت رأسها بالنفي
"جونغ إن يفعل ذلك فقط لإزعاجك لكن هناك أمر آخر يشغل باله و هو ما يُزعجه... لا أعلم ما هو لكن هذه المرة الأولى التي أراه بها بهذه الحاله "
التزمتا الصمت لبضعة لحظات تُفكران في أمر جونغ إن حتي أعادت داي هيون نظراتها نحو زوجة ابنها مُتسائلة
"هل يُمكنك التحدث معه؟ "
" يبدو غاضباً و مُخيفاً "
جعدت ملامحها هامسة بتردد فـ همهمت الأخري بتفهم
" أو... سوف أنتظر حتى تنام سويون يكون غضبه هو الآخر قد تلاشي و لو قليلاً"
بتفكير أكملت حديثها لـ تومئ داي هيون
"يكون أفضل"
___________
ماريا pov
وجدت نفسي فجأة كما فتاة الليل أتلقي نظرة اشمئزاز لكوني بحضن رجل شبه عارية
لكنه زوجي و هذا طبيعي فلماذا قد ترمقني بهكذا نظرة؟!
حين أخبرني سيهون أنها سونغ أعمتني الغيرة و الغضب سواء من الطريقة التي اقتحمت بها غرفتنا و مساحتنا الشخصية، تلك النظرة التي رمقتنا بها أو حتي رؤيتها سيهون بتلك الوضعية
اقتربت أقف أمامها و أنا على يقين بأنني أضع نفسي بـ مشكلة لا حل لها و إذا صفعتنى السيدة كيم أمام الجميع فـ لن أتفاجأ لكنني لن أبقي ساكنه
قد أُمرر أي شئ لكن هناك قائمة ببعض الخطوط الحمراء و زوجي يترأس تلك القائمه
" سيده أوه... أوه ماريا زوجة سيهون و الوحيدة التي تمتلك الحق في امتلاك كل ما يخص سيهون"
قُلتها بفخر و لا أهتم لما قد يحدث و كنت علي أتم إستعداد لتلقي أي رد فعل قاسي بهذه اللحظه
لو أنني قلت كيم فهذا يعني أنني أعترف بخضوع زوجي لجدته و خضوعي أنا كذلك و هذا يعني أن ما تفعله أو تقوله جدته يكون هو الخط الذي يسير عليه الجميع بما في ذلك إلغاء شخصية كل منا
سـ يبدو كـ إهانة أكثر من كونه فخراً لو قلت أنني زوجة كيم الرجل الذي لا وجود له.. لا كلمة و لا حياة له
لذا تحمل عقاب الحقيقة أفضل من الإهانة بالنسبة لي
سيهون كان ينتمي الي عائلة أوه و مازال ينتمي إليها و سوف يبقي دائماً أوه سيهون
"أنتِ وقحه"
هسهست بإنزعاج و سحبت مرفقي بقوة لأتأوه بألم
"اتركي ذراعي"
حاولت التحرر منها فـ ضغطت بأناملها بقوة حتى شعرت بها تخترق ذراعي
لا أرى أي خوف بعينيها من السيدة كيم.. و كأنها تمتلك السلطة للتصرف بهذه الطريقة في أي وقت و أي مكان
حينها فقط تغرغرت عيناي بالدموع حُزناً على ما وُضعت به من موقف سيئ
لا أحد يمنعها و هي تبدو كـ شخص يخيفهم تماماً كما السيدة كيم
" ابتعدي عنها "
التفت إلي جانبي على صوته الغاضب ثم أخفضت ببصري حيث ذراعه التي احتضنت خصري بينما يده الأخري حررت ذراعي من كف تلك المغرورة الوقحه
"هذا يكفي"
حاجبيه عُقدا بمثالية فـ تبدلت ملامحه الطفولية إلي أخري حاده مُخيفه
" اصعدي إلى الأعلى ماريا"
" ماريا لن تذهب إلي أي مكان"
انتفض قلبي بخوف حين عارضته السيدة كيم بحده ليلتفت إليها كلينا و أنامل سيهون ضغطت على خصري بخفه مُحاولاً تهدئة ذاك الارتجاف الذي سيطر على أنحاء جسدي فجأة
" هذا اجتماع عائلي لا يجب أن تتركه زوجة الحفيد الأصغر "
بإبتسامه هي بررت رفضها صعودي إلى الأعلى لنتبادل أنا و سيهون نظرات الاستغراب ثم اعدنا نظراتنا نحوها
" سونغ، أعطى المفتاح إلي كيم ماريا"
كيم؟
هذا ما تسعي إليه... لم هي سيئة هكذا؟
للحظة اعتقدت انها قد تكون تغيرت بالفعل لكن كيم؟ إنها كلمه بسيطه لكن قادره على كشف نواياها
"لكن جدتي هذا..."
"أعطها إياه"
قاطعتها بتنهيده خافته لألتفت نحو سونغ تلك... ابتسمت لها بجانبيه إلى أن رأيتها تضغط على شفتها بغيظ.. حتى و إن كانت هناك مؤامرة لكنني مازلت الفائزة بهذه الجوله
قد يعتقدون أنهم أعطوني هذا المفتاح لأن هذا ما أمرت به السيدة كيم لأجل حفيدة كيم الأصغر لكن بالواقع هذا كان أمر مني أنا أوه ماريا و بالنهاية ما أرادته السيدة أوه هو ما تم تنفيذه أياً كانت الطريقه
End pov
------------
تمدد فوق سريره بثيابه المنزلية يُطالع سقف الغرفة بشرود إلى أن سمع صوت فتح باب الغرفة ليلتفت نحوه ثم تنهد حين رؤيته هانييل تدخل الغرفة بهدوء فـ استدار ينام على جانبه الآخر مُتجاهلاً إياها
"سيد كيم"
"ليس لدي طاقة للحديث الآن لذا اخرجي من الغرفة"
أجابها ببرود و أغلق عينيه بتعب لـ تضم شفتيها بتردد ثم اقتربت من السرير لتجلس على الطرف خلفه هامسه بينما تهز كتفه بخفه
"هل أنت منزعج مني؟"
"لا، أنا فقط مُتعب لذا اتركيني وحدي"
عقدت حاجبيها لنبرته البارده و كأنه لا يهتم لوجودها فـ سحبته من ذراعه بقوة كي يعتدل فـ فعل مُتأوهاً بألم
"ما هذه الخشونة؟ هل أنتِ امرأة حتى؟"
مسد ذراعه مُجعداً ملامحه بإنزعاج لتقترب منه جالسة على ركبتيها ثم احتضنت وجنتيه و سحبت وجهه نحوها بقوة ليُغلق عينيه بألم
"أنت ما خطبك تتعامل معي فجأة بهذه الطريقة؟ نحن اتفقنا بالفعل على أن نتعامل كمجرد صديقين فلماذا يزعجك الأمر الآن "
" عن ماذا تتحدثين؟ متى قلت أنني منزعج من هذا الأمر حتى؟"
تسائل بإستغراب من ثم دفع يديها عن وجهه ليمسد وجنتيه بخفه
" أنت ألقيت علي التحية بسخرية بعدها دخلت غرفتك و بدأت تصرخ كالثور و لا أحد تمكن من السيطرة عليك "
" لذا عقلك الذكي بدأ يشرح الأمور بنفسه "
شخر ساخراً ثم دفع رأسها بسبابته لتقع إلى الخلف
" من الأفضل أن لا تحاولي استخدامه مرة أخرى... قبيحة و غبيه هذا رائع"
همس نهاية حديثه رافعاً طرف شفتيه بإنزعاج ثم التفت كي يعود للنوم فـ أدارته نحوها من كتفيه بخشونه
" هانييل أنا حقاً مُرهق لذا توقفي عن..."
وبخها يقلب عينيه بإنزعاج فـ احتضنت وجنتيه تُخرسه بتقبيلها شفتيه بسطحيه و دون أن تفصل شفتيهما هي عادت تقترب منه بجسدها حتى استقرت فوق فخذيه لتستقيم بظهرها قليلاً مُتعمقة بـ قُبلتها
يدي جونغ إن احتضنتا خصرها و دفعها نحوه تاركاً إياها تتولى القُبلة حتى فصلتها لتستند بجبينها فوق خاصته مُغلقة العينين بينما صدرها يعلو و يهبط بسرعه اثر التقاطها لأنفاسها المُضطربه
"لِمَ قَبلتِني فجأة؟"
همس ليضحك بخفوت في حين إحدي يديه تحركت تتلمس من خصرها و حتي احتضنت جانب عُنقها فـ بللت شفتيها مجيبة إياه من بين أنفاسها
"لا تنزعج مني... حتى و إن فعلت فلا داعي أن تتحدث مع والدتك بهذه الطريقة و..."
"يا إلهي، كيف أُقنع هذه الغبية بأنها ليست السبب؟ "
هز رأسه بيأس ليبتسم بتصنع و احتضن كلتا وجنتيها كي تبتعد عنه قليلاً
" أنا متعب من العمل، لدي مشاكل بالعمل و مرهق لذا ليس لدي القدره على التحدث مع أي أحد و خاصة أمي إذا كانت ستوبخني من أجل جدتي... ليس لأنني قلت لكِ أي شئ بأي نبرة فهذا يعني أنني منزعج منكِ، أنا حتي لا أهتم لأمرك بعد كل شئ إذا كنتِ لا تريدين مني أن أتعامل معكِ كزوج هذا خسارة لكِ أنتِ و ليس لوسيم مثلي "
عقدت حاجبيها عابسة لكلماته المستفزة ثم رفعت يدها لتضرب كتفه بقوة
" ياااا جونغ إن لا تتمادى بحديثك لأنه يجرحني "
" لمرة واحده حددي هل ستتحدثين معي برسمية أو بدونها كي لا أتفاجأ بكل مرة تتحدثين معي فيها بدون رسمية هكذا "
بلا مبالاه مُتجاهلاً صراخها عليه هو تحدث ببرود بينما يُمسد كتفه فـ ضمت شفتيها بعبوس
"أنت بدأت تجرحني بالفعل هذا ليس مزاحاً... حين تقول هذه الكلمات أثناء غضبك تبدو و كأنها اهانة بالنسبة لي "
أخفضت رأسها حين اختنقت لرغبتها في البكاء فـ تنهد بتعب و بخفة دفعها من الخلف حتى استقرت بين أحضانه
" أنا مُرهق هانييل... لذا رجاءً اخرجي من الغرفه إذا كنتِ لا تريدين مني أن أجرح مشاعرك أكثر من ذلك "
دفعها بخفه ثم استلقي على جانبه يُعطيها ظهره
" حسناً يمكنك أن تنام، سوف أبقي معك الليله"
أغلق عينيه بقوة يشتم من تحت أنفاسه ليزفر بحنق
"آخر شئ قد أرغب به هو النوم بنفس الغرفة مع أختي "
" يااااا "
ضم شفتيه بضحكة مكتومه ثم همهم لها
" لا بأس ابقي هنا لكن لا تتحرشي بي"
"ليس و كأنني مهتمة لذلك"
استلقت خلفه و هي تُجيبه بـ ثقه فـ قهقه بصخب و التفت ينام على جانبه الآخر حيث أصبح وجهه مُقابلاً لها
" اووه حقاً؟ ألم تتحرشي بـ شفتاي منذ لحظات فقط؟ بدأت أشك حتى أنكِ إتخذتِ من غضبي حجة كي تلمسي شفتاي ليس أكثر "
" كلمة أخري و ستكون ضربتي هذه المرة هي القاضيه"
هددته بحده ليبتلع ريقه ثم أغلق عينيه بتعب مُستسلماً لها فـ هو لن يتحمل ضربة أخري منها
هانييل ضمت شفتيها بتفكير ثم زحفت بجسدها نحوه بتردد حتى استقرت رأسها بجانب صدره لتحيط خصره بذراعها
" قلت لا تتحرشي بي"
دفع رأسها بسبابته و هو يتثائب بنعاس ليستدير بجسده حتى أصبح نائماً فوق ظهره لتلتصق هي به و متجاهلة لحديثه اعتلته بجذعها حيث استقرت رأسها فوق قلبه مباشرةً
" قلبك يقول كلمات ألطف من لسانك"
"إذا لم تلتزمي الصمت سوف أركل مؤخرتك إلى خارج الغرفه "
" لماذا تشعر بالخجل من التعبير عن ما تشعر به؟ لن تحترق إذا قلت أنك تحبني أو أنني جميله كما تراني تماماً"
امالت برأسها قليلاً كي تنظر إلى وجهه فـ فتح عينيه لتلتقي مع خاصتها و ابتسامة لطيفه ارتسمت على شفتيه
" كان يجب أن أوصد الباب من الداخل "
تنهد ليدفعها كي تبتعد عن صدره ثم نزل عن السرير ليسحبها من ياقتها حتى أصبحت كالجرذ الجبان أمامه
" لن أتحدث مرة أخرى، صدقني"
أومأ بإبتسامه مُصطنعه محاها سريعاً ثم جرّها خلفه نحو باب الغرفة لتتمسك بالباب كي لا يلقى بها إلى الخارج
" لا تتعامل معي بهذه الطريقة"
تصنعت الغضب ليهمهم بلا مبالاه ثم دفعها إلى الخارج ليغلق الباب بوجهها ثم أوصده من الداخل و استند عليه بظهره يلتقط أنفاسه بتعب مُتجاهلاً طرقها علي الباب من الخارج
"مُزعجه "
هز رأسه بيأس ليضحك بخفه و حك مؤخرة رأسه بينما يسير عائداً إلى السرير مرة أخرى
___________
بقصر كيم... الوضع كان هادئاً على الرغم من تصرف ماريا الجريئ إلا أن السيدة كيم اتخذت صفها نوعاً ما و لم تُعلّق على الأمر من بعدها حتى أنها لم تسمح لـ سونغ بالإعتراض
الهدوء عمّ علي غرفة المعيشه لفتره حتى أشارت السيدة كيم لكبيرة الخدم بالإقتراب... بدا عليها التوتر بداية ثم انحنت لتتراجع بخطواتها إلى الخلف لتستدير و سارت نحو المطبخ
"كيم سيهون"
سيهون رفع رأسه نحوها سريعاً و عينيه اتسعتا بخفه لتتنهد تلك العجوز قائلة
"سوف تتولى تدريب سونغ"
عقد حاجبيه بعدم فهم لترفع سونغ أحد حاجبيها بغرور و رفعت رأسها نحو ماريا التي قابلتها بنظرات بارده ثم قلبت عينيها بملل قبل أن تدير بوجهها بعيداً عنها مُتجاهلة شعورها بالضيق
"تدريب؟ أي تدريب؟ الن أذهب إلى الفندق لإدارته؟"
"ستذهب و سونغ سوف تأتي معك "
التفت نحو ماريا يرمقها بتوتر فـ ابتسمت بخفه و شابكت أناملها مع خاصته لتضغط على يده و هي تومئ برأسها بخفه
"أمرك سيده كيم"
أخفض رأسه قليلاً مُغمضاً عينيه بإنزعاج ثم عاد يرفع رأسه حين شعر بأقدام كثيرة تتقدم منهم
جميع الخدم تقدموا ليقفوا بصف واحد كما عادتهم و لا أي منهم رأسه مرفوع نحوهم عدا تشانسوك التي تقف بنهاية الصف لا تعلم هي أو حتي والدتها سبب استدعائها مع الخدم
تشانيول رفع رأسه عن الهاتف ينظر إلى السيدة كيم حين تحمحمت بصوتٍ عالٍ جاذبة انتباههم جميعاً
"هذه تكون الآنسة مين سوجين ابنة عمتها الصغرى لـ سونغ"
أشارت على الفتاة المجهوله التي تجلس ما بين سونغ و والدتها لتبتسم سوجين بتوتر حين استقرت عليها أنظار الجميع ثم انحنت برأسها قليلاً
و تشانيول بتلك اللحظة قلب عينيه بملل حين فهم ما تسعي إليه الأخرى فـ استقرت عينيه على تشانسوك لتتخبط الأخرى بنظراتها و تحركت قليلاً تختبئ خلف الخادمة أمامها بإحراج بعد أن اكتشف أمرها و هي تراقبه بإبتسامه بلهاء فـ ابتسم بخفه و عاد بنظراته نحو السيدة كيم
"و ستكون زوجة كيم تشانيول المستقبليه"
أكملت حديثها بنظرات تحدي تبادلتها مع تشانيول ليبتسم بجانبيه و هز رأسه بيأس
"لكن أتمني أن لا يهرب من الزفاف فهذا ليس سوي إضاعة للوقت"
سونغ علّقت بإستفزاز و هي ترمق ماريا من الأعلى إلى الأسفل بإشمئزاز
و على بعد خطوات منهم كانت تقف تشانسوك التي تجمدت بمكانها حين سمعت ما قالته السيدة كيم و عينيها اتسعتا بصدمه
"لا تقلقي لن أهرب آنسه سونغ لأنه لن يكون هناك زفاف بالأساس "
تشانيول ضحك بخفه ثم أمال برأسه نحو سوجين التي تسربت الحُمرة نحو وجنتيها بإحراج
"تبدو الآنسة سوجين جميلة و لطيفه على عكسك تماماً لذا بموقف آخر كنت لأوافق على الزواج منها"
ابتسم بلطف بينما يثني على جمال تلك الفتاة كي يخفف من موقفها المحرج ثم وقف من مكانه قائلاً بهدوء
"عذراً سيده كيم لكنني بالفعل أمتلك امرأة أخري في حياتي لكن شكراً لك على محاولة اختيارك امرأة مناسبة لي لربما تكون كـ هيبا زوجة بيكهيون "
إبتسم بسخرية نهاية حديثه ثم تحرك قاصداً المغادرة فـ استوقفته السيدة كيم حين وقفت من مكانها
"لم أقل لك أن تترك امرأتك... يمكنك أن تلهو معها قليلاً أو اتخذها عشيقة لك بعد الزواج فهذا دور ابنة الخادمه "
" ابنة الخادمه التي أحب ليست رخيصه كما امرأة أخري أعرفها"
تبادل الجميع نظرات الخوف و التوتر حين احتد النقاش بينهما و بتردد أمالت تشانسوك برأسها قليلاً من خلف تلك الخادمه كي ترى ما يحدث
" ربما تعتقدين أن الجميع مثلك لكن هذه المرأة مختلفه عنكِ تماماً... هي شخص يمكنني التخلي عن كل شئ من أجله و بإمكاني ارتكاب جريمة من أجله كذلك"
عينيه كانتا ترمقانها بـ ثقه غلبت توقعاتها... أسقط جميع الأقنعة أمام الجميع يتحدث بأريحيه مُتهوراً بكلماته فـ عقدت الأخري حاجبيها بضيق
" أذكر أنني أخبرتك بالفعل أنني واقع بالحب مع امرأة ما فلماذا تحاولين جعلي أرتبط بأخرى؟...هل تحاولين تكرار الماضي؟ هل بكل مره سأخبرك فيها أنني أحب امرأة ما سوف تحاولين إبعادها بطريقة ما؟"
تقدم منها خطوة مُتسائلاً بنبرة مُنكسره - مُصطنعه - عُقد لها حاجبي تشانسوك لتعود إلي مكانها السابق كي تراه بصورة أوضح في حين ضاقت عقدة حاجبي السيدة كيم
" مـ ماذا تقصد بحديثك هذا؟ "
بيكهيون وقف من مكانه يتبادل نظرات الصدمة ما بين جدته و تشانيول فـ ابتسم الآخر بإنكسار ليمسح علي وجهه بضيق
" كما سمعت... هي فعلت هذا مُسبقاً فرّقت بيني و بين المرأة التي أحب و الآن ترغب بـ تكرار نفس الأمر و كأنها تريد مني أن لا أجد السعادة أبداً في حياتي... انها تعاملني أسوأ من العدو رغم محاولاتي العديده في تفهم تصرفاتها"
تشانسوك ضمت شفتيها بإبتسامة حين فهمت ما يسعى إليه الآخر
و بيكهيون هو فقط ضيّق عينيه بعدم فهم ليلتفت نحو السيدة كيم ثم اقترب منها
" لماذا فعلتي ذلك؟ أقصد إذا كان اختياره خاطئاً يمكنك التحدث معه بهدوء لا أن تجرحي مشاعره "
" لا تتحدث معي بهذه اللهجة كيم بيكهيون"
هسهست بحدة آمرة إياه فـ هز رأسه نافياً
"أعتذر سيده كيم لطالما كنت بصفك لكن هذه المرة أنتِ أخطئتي بحق تشانيول و مشاعره"
" إنه كيم تشانيول لا تنسي كيف تتحدث "
قاطعته بصرامه ليعقد حاجبيه بضيق
" لماذا تتجاهلين حديثي و تصبي اهتمامك فقط علي الأمور التافهة كـ الألقاب المصطنعة هذه ؟ لماذا دائماً تعتقدين أنكِ المُحقه و الجميع مُخطئ؟ لماذا ترغبين بـ كبت مشاعرنا بالرغم من أننا بشر و لدينا الحق في أن... "
صفعته بقوة حتي التف وجهه إلي الجانب فـ انتفض معها جسد والدته، هيبا و حتي سيهون و ماريا
"يبدو أنك نسيت نفسك كيم بيكهيون؟ "
" لست كيم "
هسهس بأعين حمراء دامعه و التفت إليها ليزفر أنفاساً مُهتزه
" أنا بيون بيكهيون... سواء كان والدي رجلاً سيئاً أو لا فهذه حقيقتي لذا توقفي عن إلغاء وجودي، أنا رجل لدي الحق في أن أكون ما أريده ليس لعبة تُحركينها كما تشائين، أنتِ جدتي و لستِ رئيستي بالعمل لدي الحق تماماً مثل جونغ إن بأن أتدلل و أناديكِ بجدتي، لدي الحق أن أحب والدي حتي و إن كان سيئاً و لدي الحق بأن أبكِ فـ بكاء الرجل ليس إهانه و لدي الحق بأن أضحك فهذا لن يقلل من شأني أو يجعلني أبدو كـ شخص ساذج... لدي الحق بأن أمرض و أن أعيش حياتي كما أريد....لدي الحق بأن أقع في الحب لذا توقفي عن التصرف بهذه الطريقة التي تجعلني أشعر بالخوف طوال الوقت "
صرخ بهيستيرية حتي وقع أرضاً يبكي بضعف و ينتحب كـ طفل صغير فـ رمش تشانيول بصدمه كونه لم يتوقع ردة فعل بيكهيون أن تكون حادة هكذا
" توقفوا عن إفساد حياتي رجاءً... يكفي ما فعلته إبنتك بي "
تمتم و هو يهز جسده إلى الأمام و الخلف فـ اقترب منه كلاً من هيبا و سيهون و انحنيا إلي مستواه بينما والدته تراجعت لتجلس بمكانها حين عجزت قدميها عن حملها و هي تراقبه بأعين دامعه
"بيكهيون دعنا نصعد إلي شقتنا"
الآخر لم يستجيب لزوجته فقط يُتمتم بكلمات غير مفهومه بينما يهز جسده فـ أومأت هيبا لـ سيهون برأسها ليرفعه كلاهما من كتفيه مُتجهين به نحو الأعلي
"أ أنا يجب أن أغادر"
بتوتر امتزج مع الإحراج تحدثت سوجين لتغادر سريعاً مُتجاهلة نداء سونغ
" يا إلهي لماذا هو درامي هكذا"
سونغ قلبت عينيها بإنزعاج و هي تضرب الأرض بقدمها قاصدة بحديثها بيكهيون فـ زفرت ماريا بضيق و اقتربت منها قائلة
"الحقي بها فلا مكان لتبقى به هنا "
" لدي غرفة بـ شقة سيهون بالفعل"
أجابتها بإستفزاز لتضحك ماريا بخفه ثم تجاهلتها لتصعد إلي الأعلي
" يمكنكم المغادره"
تشانيول أشار إلى الخدم دون أن يلتفت نحوهم فـ غادروا جميعاً و خلفهم غادر أبناء كيم الواحد تلو الآخر و سونغ سحبتها والدتها معها نحو الداخل حيث غرفة الضيوف فـ بقي تشانيول أمام السيدة كيم يرمقها ببرود
" لم أتوقع تصرفك"
رفعت كتفيها تتحدث بصراحة فـ همهم
" أصبح جانبك فارغاً بكل سهوله"
"يمكنني أن أجذبهم لي مرة أخرى إذا أردت لكنني لن أفعل... يبدو الأمر مسلياً أكثر إذا فقد ابن بيون عقله و انضم إلي والده بمشفى الأمراض العقليه"
ارتعد قلب تشانيول حين لمح تلك النظرة العابثة بعينيها كـ أنها حصلت علي فريسة تُشبع بها غريزتها الحيوانيه فـ تجاهلها و تراجع بخطواته ليصعد إلي الأعلي
أمام شقة بيكهيون كان يقف كلاً من سيهون و هيبا يتهامسان حتي قاطعهما تشانيول بظهوره فـ التفت إليه سيهون سريعاً و اقترب ليحتضنه بقوة
"أنت بخير؟"
"لا تقلق، أنا بخير"
ربت علي ظهره بخفه ليبتعد عنه ثم رفع رأسه نحوه هامساً
"أنت لست غاضباً من جدتي صحيح؟"
"لا لست غاضباً"
تشانيول تنهد بقلة حيله ليبتسم الآخر براحه و التفت نحو هيبا
"إذا أردتِ شئ يمكنك أن تتصلي بي كي أنزل إليكِ"
همهمت إليه ليصعد بعدها إلي الأعلي
تبادلت نظرات هادئه بينها و بين تشانيول ليلتفت هو كي يدخل شقته فـ استوقفته مُتسائلة
" أكنت تنوي إخباره منذ البدايه؟"
عقد حاجبيه بإستغراب ثم التفت إليها ليهز رأسه بالنفي
" كانت مجرد صدفه... شعرت بأنها ستكون فرصة جيده كي يُدرك أن تصرفات السيدة كيم ليست لصالحنا أبداً كما يعتقد هو لكنني لم أتوقع أن يفقد صوابه و ينفعل بهذه الطريقة"
" ماذا لو أن الأمر كان قد انقلب ضدك و خسرت بيكهيون؟ ألم تكن خائفاً من ردة فعله منذ البداية؟"
أمال برأسه مُضيقاً عينيه بشك ليقترب منها خطوة
" كنتِ تعرفين؟ "
أومأت و أشاحت بوجهها بعيداً عنه ليتنهد
" إذا بقيت خائفاً طوال الوقت من خسارته فهذا سيجعل من السيدة كيم متقدمة دائماً عني لذا كان يجب أن أتهور قليلاً... فقط اهتمي بـ بيكهيون و لا تفكري بأي شئ آخر "
نبس بهدوء ليتراجع بخطواته ثم استدار كي يدخل شقته فـ عادت هي الأخري نحو شقتها و أغلقت الباب لتتنهد بتعب
------------
بيكهيون pov
أشعر بالضيق...هناك ثُقل فوق قلبي عاجز عن إزاحته
ما قاله تشانيول جعلني أتخيل نفسي أخسر هيبا كما خسر هو حبيبته بسبب السيدة كيم
فكرت في ذلك... ماذا لو دفعتني السيده كيم للإبتعاد عن هيبا فقط لأنها لم تعد ترغب بها كـ زوجة لي؟
دائماً ما أبحث لها عن أعذار لكن هذه المرة أنا لم أستطع فعل ذلك فـ لا أي عُذر قد يُرضيني في بُعد هيبا عني
حياتي بدونها لا شئ
لساني كان و كأنه قد تمرد و بدأ يُلقي بكلمات صريحة جارحه لكنها مشاعري بعد كل شئ
لا أعرف كيف قلت ذلك و لماذا لكن للمرة الأولي أشعر بأنني حر هكذا علي الرغم من تلك المشاعر السيئة التي لا تزال بداخلي
بيون ... قلتها بدون خوف و للمرة للأولى أنا اعترفت بحقيقتي أمام الجميع و بصفة خاصه السيده كيم
أعلم لو أنني كنت واعياً حينها لما قلت ذلك خشية أن أجرحها أو أخسرها فـ بعد كل شئ هي الشخص الذي قام بدور الوالدين لي طوال حياتي
بداخلي الآن أنا متناقض، جزء مني يشعر بالراحة لتحرري من قيودها و جزء آخر خائف من أن يصيبها مكروه أو تتركني فهي والداي بعد كل شئ
"بيكهيوني"
رفعت رأسي نحوها حين همست بإسمي بلطف بينما تستلقي بجانبي فـ اقتربت لأحتضن خصرها و رأسي قد حط أعلي صدرها
هي التزمت الصمت مُكتفية بمداعبة شعري من الخلف في حين يدي شقت طريقها نحو يدها الحُرّة لأسحبها نحوي مُحتضناً إياها إلي صدري... سحرية هي هذه اليد الصغيرة فـ كيف لها أن تمدني بكل هذه الراحة و هذا الأمان
End pov
____________
تشانسوك pov
استلقيت فوق سريري أنظر إلى الهاتف بشرود حيث إسمه يترأس جهات اتصالي
مُترددة أهو الوقت المناسب للتحدث معه أم لا؟
فهمت ما يسعي إليه بحديثه فـ كل ما أراده هو أن يعرض القليل من حقيقة السيدة كيم أمام بيكهيون لكنني لاحظت انتفاضة جسده حين انهار بيكهيون أمام الجميع
الموقف لم يكن سهلاً علي أي منهما لذا أنا قلقة أن لا يكون بخير
ربما يكون بحاجتي الآن لكنني بالوقت ذاته أخشى أن لا يكون الوقت مناسباً لأن أطمئن عليه
"تشانسوك"
استقمت بجذعي حين دخلت أمي الغرفة لألقي بالهاتف بجانبي بإهمال و عيناي راقبتاها حتي جلست مقابلة لي على طرف السرير
" سوف أسألك سؤالاً واحداً و أريد إجابة صادقه"
همهمت لها لتبلل شفتيها مُتسائلة
"ابنة الخادمه التي تحدثت عنها السيدة كيم تكون أنتِ أليس كذلك؟"
جفلت حين طرحت ذاك السؤال لأشيح بنظري بعيداً عنها بتوتر فـ اقتربت لتمسك بيداي بين خاصتها
" حين طلبت مني السيدة كيم مباشرةً أن أناديكِ لحضور إجتماع العائلة صُدمت لكنني لم أعطي الأمر اهتماماً.. لاحظت نظرات السيد كيم نحوك كما أن حديثهما عن ابنة الخادمه أكد لي أنكِ المقصوده و هذا يُفسر سبب استدعائها لكِ... أنا محقه ،صحيح ؟"
تنهدت لأغلق عيناي بإنزعاج ثم أومأت لها
" ألم أحذرك من الوقوع بحب أحفاد كيم؟ "
" لكنه ليس كيم، إنه بارك تشانيول و هو ليس كـ جدته حتي أنه قادر علي حمايتي منها و لن يفعل بي كما تفعل هي أو أي من أبنائها "
بهدوء بررت لها لأفتح عيناي بعدها أنظر إلي خاصتها بـثقه
أنا أثق في البروفيسور و أعلم جيداً أنه عاني في حياته لذا لن يكرر أخطاء والديه و لن يتركني
" اجمعي ثيابك و غداً انتقلي إلي منزل يونغجاي "
" لكنني لا أريد ذلك "
" هذا أمر تشانسوك "
عقدت حاجباي بعدم رضى حين هسهست بوجهي بحده لتنقلب شفتاي بعبوس
"أنتِ تتصرفين مثلها تماماً"
"لا، أنا أفعل ذلك لأنني خائفة أن يمسّك مكروهاً لكنها لا تفعل ذلك سوي لإرضاء غرورها... الفارق بيني و بينها كبير "
هزت رأسها تنفي بإنفعال و كأنها تلقت إهانة للتو لتضيق عقدة حاجباي
"لماذا فجأة تتحدثين و كأنها عدوك؟ لهجتك هذه المرة مختلفه "
" هذا بسببك أنتِ... ما كان يجب أن تدخلي بين هذه العائلة تشانسوك "
دفعتني بإنزعاج و خرجت بعدها من الغرفة علي عجل
لماذا هي خائفة هكذا؟
أمي لطالما اتخذت صف السيدة كيم حتي أصبحت تتحدث و تتصرف مثلها فلماذا الآن تبدو و كأنها تمقت تلك العجوز و تصرفاتها؟!
هل هذا لأنها قللت من شأني؟
أم هناك سبب مجهول؟
وضعت هاتفي جانباً لأتمدد علي السرير أُفكر فيما حدث حتى سقطت نائمه و لم أشعر بنفسي سوي حين دق هاتفي بصوت المنبه
فتحت عيناي أنظر إلي السقف بـ تيهٍ حتي عاد لي وعيي لأستقيم بجذعي
"ماذا تفعلين، أمي؟"
عقدت حاجباي بإستفهام حين رأيتها تعبث بخزانة ملابسي و اقتربت منها أسحب حقيبة ثيابي من يدها لكنها تشبثت بها بقوة و دفعتني بخشونة
"سوف تتركين هذا القصر"
"لا أفهم لم تتصرفين هكذا فجأة؟"
صحت بعدم استيعاب فـ تنهدت هي و بخوف اقتربت تحتضن جسدي بقوة بين ذراعيها حتي كدت أختنق
"أريد منها أن تنسي أمرك، أنتِ لا تفهمين ذلك تشانسوك لكن كونها لاحظت وجودك فهذا يجعلك بخطر لذا يجب أن تبتعدي عنها قدر الإمكان "
"لماذا الجميع يُفكر بهذه الطريقة؟ هي لن تقتلني أو تؤذيني بداخل قصرها"
"ستفعل و بالنسبة لها هذا أسهل من التنفس حتي، لذا رجاءً غادري القصر و ابتعدي عنها بقدر الإمكان "
ابتعدت عني لتغلق سحاب الحقيبة ثم التفتت نحوي مرة أخرى تترجاني بعينيها أن أغادر
لست مستعده لذلك حتي... لا أريد أن أتركها أو أترك البروفيسور بهذا المكان مع تلك المرأة المجنونه
(هل يُمكننى رؤيتك؟)
أرسلت له برسالة و بتوتر انتظرت أن يُجيب إلي أن مرت عشر دقائق تقريباً دون إجابة فـ ذهبت كي أتجهز ثم عدت مرة أخرى حين انتهيت لأتفقد الهاتف
(سوف أنتظرك قريباً من محطة الحافلات حيث نلتقي)
ابتسمت بتلقائية حين رأيت رده ثم حملت أغراضي لأغادر الغرفة و سرعان ما انتفض جسدي حين رأيت أمي تقف أمامي عاقدة ذراعيها نحو صدرها
"أين حقيبة ثيابك؟"
"دعينا نتحدث بهذا الأمر حين عودتي من الجامعه"
"لا كـ..."
"رجاءً أمي"
قاطعتها برجاء لتعض علي شفتها ثم ابتلعت ريقها و أومأت بتردد
End pov
-------------
"سوف أغادر الآن"
قبّلت جبهة والدتها ثم غادرت بعدها مُتوجهة إلي المكان حيث تلتقي تشانيول عادة
حين ظهر لمرأي عينيها هي وقفت بمكانها تسحب نفساً عميقاً قبل أن تخطو نحوه بتوتر، و قلبها دون مُقدمات اضطرب عندما أخذت عينيها تتفحص هيئته من الأعلي إلي الأسفل حيث يقف مُستنداً بظهره ضد الباب عاقداً ذراعيه نحو صدره بينما كلماته من ليلة أمس ترددت إلي أذنها
بالنسبة إليها حتي و إن كان تشانيول قال تلك الكلمات فقط لمضايقة السيدة كيم فهي مازالت سعيده لسماعها تخرج منه
"صباح الخير، بروفيسور"
وقفت أمامه تترك بينهما مسافة تُحييه بإبتسامة خجوله فـ ابتسم بإرهاق و استقام بجذعه ليفك عقدة ذراعيه
"صباح الخير آنسه تشوي"
ضمت شفتيها لتشيح بنظراتها بعيداً عنه فـ ضحك بخفه و انحني قليلاً كي يصل إلي مستواها
"اشتقت إليكِ"
رفعت عينيها نحو خاصتيه بإتساع طفيف اتسعت معه ابتسامته ليمسك يدها ثم سحبها نحوه و احتضنها مُستنداً بذقنه فوق رأسها
" أ أمي طلبت مني... أن أترك القصر، لقد عرفت بعلاقتنا لذا.."
دفعته بخجل بينما تتحدث بتلعثم فـ تنهد براحة
"هذا أفضل... يجب أن تبتعدي عن القصر"
"لكن لماذا؟ أقصد السيدة كيم يمكنها أن تؤذيني بخارج القصر بسهولة أكثر من أن تفعلها بداخله... ربما تفضح علاقتنا بالجامعه كي أخسر مستقبلي أو لـ نقُل أنها ستقتلني أعتقد لن تفعلها بالقصر خاصة و أن هذا سيضعها بمأزق"
بررت وجهة نظرها و هي تحك مؤخرة رأسه بإحراج فـ همهم موافقاً إياها
" هي بالفعل يمكنها أن تفضح علاقتنا لكن هذا سـ يُسيئ إلي سمعتي و بالتالي عملها سوف يتضرر كوني حفيدها لذا هي لن تفعل... يمكنها قتلك بداخل القصر و بخارجه و هي تعرف جيداً كيف تُخفي الأمر لكن يمكنني وضع حراسة عليكِ بخارج القصر أما بداخله لا يمكن أن أفعل ذلك و طوال الوقت سوف أكون مُقيداً لأنه باللحظة التي أحاول فيها كشف أمرها سوف تتخذك رهينة بالتالي يجب أن تكوني بعيدة عنها "
بهدوء شرح لها الأمر لتغلق عينيها بتفكير ثم فتحتهما مُجعدة ملامحها بإنزعاج
" لكن لا أريد أن أتركك وحدك "
ضحك بخفه حين همست كلماتها بتردد فـ حمل عنها أغراضها يضعهم بالمقعد الخلفي ثم أمسك يدها ليجرها خلفه حيث المقعد المجاور للسائق و فتح الباب من أجلها قائلاً
"و أنا لا أريد أن أخسرك لذا هذا أفضل، و كلما اشتقت إليكِ سوف آتي لزيارتك حيثما كنتِ "
" سوف أنتقل إلي منزل أخي و أنت ستأتي معي لنقل أغراضي و تقوم بتنظيف المنزل معي أيضاً ... اليوم"
نبست بصرامه ليومئ سريعاً
"آمرك آنستي"
___________
بيكهيون عدّل ياقته ثم سحب زجاجة العطر يضع القليل منها مُضيفاً لمساته الأخيره لمظهره الخارجي حين رفع أنامله يُداعب خصلات شعره المُنسدلة فوق جبينه و ابتسم بعدها
علي الرغم من إرهاقه النفسي و الجسدي إلا أنه يشعر بالراحة فـ بعد كل شئ تلك الكوابيس المُخيفة لم تزره الليلة السابقة
رفع عينيه ينظر من خلال المرآة إلي زوجته التي خرجت من الحمام لتوها فـ عقد حاجبيه حين رأي ملامحها المُجعدة و خطواتها البطيئة بينما تسير نحو السرير مُمسكة بالمنطقة أسفل ظهرها
"أنتِ بخير؟"
التفت يسير نحوها بقلق ثم جلس القرفصاء أمامها حيث تجلس علي طرف السرير مُحتضناً يديها فـ همهمت هي بالنفي و ابتسمت بخجل
"في الواقع أنا أعاني من الإمساك منذ البارحة لكن حالتي ازدادت سوءاً اليوم و أسفل ظهري يؤلمني كثيراً"
"اووه دعينا نذهب إلي المشفي"
وقف من مكانه و هو يتحدث علي عجل لتقف بسرعة تنفي ذلك
"لا، لا.. سوف أتأخر عن العمل و لدي اجتماع طارئ لا يمكنني أن أتغيب"
"لا بأس سوف أتولي أمر عملك، لذا دعينا نذهب كي نطمئن عليكِ، وجهك لا يبدو بخير أبداً "
ابتسمت بلطف و اقتربت تحتضن خصره كي يهدأ ثم همست
"سوف أذهب بنفسي بعد الإجتماع، حسناً؟"
"عديني بذلك "
" أعدك، سوف أذهب بعد الإجتماع مباشرةً "
همهم بحاجبين معقودين ليحتضن وجنتيها
" اتصلي بي بعد أن ينتهي الإجتماع و بعد أن يفحصك الطبيب "
" حسناً لا تقلق"
___________
" ربما فهمتم الأمر بطريقة خاطئه "
كيونغسو رفع كتفيه ببساطة بينما يتحدث علي الهاتف مع والدة جونغ إن ثم أشار بيده للممرضة أن تغادر
" حسناً سوف أتحدث معه أنا، لذا لا تقلقي"
أغلق الهاتف ليضعه بـ جيب معطفه ثم سار نحو مكتب جونغ إن و دون استئذان هو فتح الباب علي حين غفلة
"أخذت موعداً من أجلك علي الساعة السابعة اليوم لذا اترك كل شئ خلفك و تعال فقط لساعه... حسناً ؟،إلي اللقاء"
رفع عينيه نحو الباب الذي فُتح فجأة ليغلق مكالمته مع بيكهيون ثم تنهد
"هذا باب يتم الطرق عليه قبل الدخول، إنها معلومة مفيده ضعها بإعتبارك"
"ضعها بمؤخرتك "
أجابه بحده ليقلب جونغ إن عينيه بملل ثم دفع المكتب بيده ليلتف به الكرسي بحركة دائرية بضعة مرات متتاليات
" ما خطبك جونغ إن؟"
طرح سؤاله بقلق و اقترب يجلس مقابلاً لصديقه الذي أوقف الكرسي و نظر إليه بحاجبين معقودين يدّعي الجهل
" ما خطبي؟"
" لا تتصنع الغباء"
هسهس بحده ليهز جونغ إن رأسه بالنفي
"أنا حقاً لا أعرف عن ماذا تتحدث"
كيونغسو سحب نفساً عميقاً ثم همهم له
" لن أصرخ بوجهك أو أغضب لأنني واثق أن هذا لن يُزيدك سوي همّاً.. لكن رجاءً اعتذر لوالدتك و أخبرها أنك كنت منزعجاً بسبب العمل و أنا سوف أؤكد علي هذه الكذبة لأنها و هانييل تعتقدان أن غضبك كان بسبب توتر علاقتك مع هانييل"
"هانييل الغبية"
جونغ إن شخر بسخرية فـ هز كيونغسو رأسه نافياً
" هي ليست غبيه لكنها تحبك، خائفة من خسارتك و بالوقت ذاته هي تخاف علي غضب أخيها الذي لم تدرك بعد أنه لن يستيقظ أبداً... إنها تحاول بشتي الطرق الحفاظ على كلتا العلاقتين و حين تراك تصرخ عليها و علي والدتك بدون مبرر بالطبع سوف تعتقد انها السبب بذلك لأنها لا تعرف كما أعرف أنا أنك تهتم لها و مُكتفي بوجودها بجانبك حتي و إن كنتما بعلاقة أخوّه... جونغ إن أنت بخيل بكلماتك اللطيفة و جارح بكلماتك كذلك.... الجميع يمكنه تحملك لكن ليس بأي وقت و لا تتوقع أن تتفهم هانييل حقيقة الموقف بينما كل ما تقوله أنت هو مجرد تبريرات غير مُقنِعَه "
بجدية تحدث لـ يُلقي جونغ إن برأسه فوق المكتب بتعب يُخفي عينيه الدامعتين عن صديقه
" لا أعلم ما خطبك و إذا كنت لا تريد أن تخبرني فلا تفعل لكن حاول السيطرة على غضبك قليلاً... علي الأقل مع والدتك و زوجتك فـ هانييل لن تتحمل أن تعيش مع رجل آخر يقلل منها أو يجرح مشاعرها و أنت أكثر من يدرك ذلك"
كيونغسو انتفض من مكانه حين رفع الآخر رأسه عن المكتب بوجه تلطخ بدموعه ثم التف حول المكتب حتي أصبح مُقابلاً له ليميل نحوه مُتسائلاً بتوتر
" هاااي جونغ إن، ما خطبك؟ "
المقصود ابتلع غُصته ليرفع رأسه نحوه هامساً بضعف
" أنا مُتعب كيونغسو... هذا يؤلم قلبي بحق"
"لـ لماذا؟ ما الذي حدث؟"
" إنه عمي سون هون "
_________
"كـ كيف.. ذلك؟"
هيبا تسائلت بصدمة ثم رفعت عينيها نحو الطبيبة أمامها لتبتسم الأخري
"أحياناً تظهر الأعراض بالأسابيع الأولي سيدة بيون، هذا أمر طبيعي "
" لا، لا أقصد ذلك... أنا فقط لم.. لم أتوقع أن يحدث حمل بهذه السرعه"
نفت بملامح غير مقروءة غير مستوعبة للأمر فـ شابكت الأخري يديها لتومئ بتفهم
"هل متأكده أنه من ضمن أعراض الحمل ليس مجرد إمساك عادي"
"يمكنك إجراء اختبار الحمل بالمنزل كي تتأكدي من ذلك سيدة بيون "
الطبيبة قهقهت بخفه حين عقدت الأخري حاجبيها
" نـ نعم... أعتقد أنني سوف أقوم به"
تمتمت بصوت غير مسموع لتنحني بعدها إلي الطبيبة قبل أن تغادر المشفي و هي تتلفت حولها بإستغراب حتي قهقهت ببلاهه
" هل سأصبح أم بهذه السرعه؟ "
To be continued.......
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top