29
Start
بحاجبين معقودين هيبا كانت تراقب زوجها و هو يرتدي ثيابه من أجل العمل بينما تقف على بعد خطوات منه تستند بظهرها ضد الحائط عاقدة ذراعيها نحو صدرها
" لا ترفع شعرك إلي الأعلي و أنت تعقد حاجبيك هكذا... تبدو مُخيفاً"
تجاهلها ليسحب ربطة عنقه عن الطاولة ثم قام بـ لفها حول عنقه و رفع رأسه قليلاً كي يعقدها
"إذا كنت تعتقد أن تجاهلك لي يعني أننا لن نتحدث بأمر والدتك فـ أنت مُخطئ"
دفعت يديه بخفه تتولى هي عقد ربطة عُنقه بينما تهمس فـ زفر بحنق و أمسك يديها كي تتوقف
" هذا أمر خاص بي أنا فقط لذا لا تشغلي عقلك به"
"لا ليس أمراً يخصك أنت فقط بل يخص كلينا... لا يمكنني رؤيتك تعامل والدتك بهذه الطريقة و أنا أقف بمكاني أشاهدك فقط"
"إذا كنتِ لا تلاحظين ذلك فـ دعيني أخبرك أنك تفعلين مثل السيدة كيم... لقد قلتي أنكِ تهتمين لرأيي الخاص لكن أراكِ الآن تحاولين فرض رأيك و تريدين مني الخضوع لأوامرك "
ترك يديها و تراجع بخطوات ليسحب حقيبته عن الطاولة و خرج بعدها من الغرفة لتلحق به ثم اعترضت طريقه
" فرض رأيي عليك؟ هل لأنني أطلب منك أن نتحدث بهدوء بشأن والدتك تُخبرني أنني أحاول التحكم بك ؟ بيكهيون هذه ليست المرة الأولى التي تتهمني بها بهذا و ذلك يجرحني "
قهقهت بعدم تصديق لتهز رأسها إلي الجانبين
" دعنا نتحدث و حينها يمكنك أن تقرر هل أنا..."
"لن أتحدث و لن نقرر أي شئ، دعيني أذهب إلى عملي الآن كي لا أتأخر"
قبّل جبينها ثم غادر شقته ليغلق عينيه بألم بمجرد أن أغلق الباب خلفه
ضغط علي الحقيبة بقوة و ضم شفتيه بـ تأوه مكتوم ثم فتح عينيه لكن لا شئ يتغير... الرؤية أمامه ضبابيه و بالكاد يرى جيداً
مرت أيام منذ عودتهم من الرحلة أصبحت فيهم الأمور متوترة بين هيبا و بيكهيون خاصة أن الآخر بدأ تدريجياً يعود كالسابق مُدمن علي العمل، قليل الحديث
يغادر في الصباح الباكر ويعود بوقت متأخر يُلقي بجسده فوق السرير غير قادر على الحركه
السيدة كيم تقصدت إبعاده عن زوجته عن طريق العمل و بيكهيون لم يلحظ ذلك
جسده في أيام معدوده أصبح هزيلاً، وجهه أصبح شاحباً و حتي يديه لم يعد قادراً علي السيطرة علي رجفتها المُتكررة و بالكاد هو يخفى ذلك عن هيبا كي لا تقلق
و بجانب عمله الذي يقضي عليه تدريجياً هناك ذاك الخوف الذي يلاحقه على هيئة كوابيس تجعله غير قادر على النوم و يبقي الليل مستيقظاً يراقب زوجته خشية أن تختفي و بالكاد هو ينام
"سيهوني"
التفت علي صوتها الطفولي يدندن بإسمه فـ ضحك بخفه حين رآها تقف فوق الأريكة بينما تشير إليه بسبابتها كي يقترب فـ فعل
" كنت أفكر في الذهاب إلى منزل والدي اليوم"
همهم بتفكير ثم جعد ملامحه و هو يحتضن خصرها لتميل برأسها نحوه قليلاً كي تصل إلى مستواه
" هل يمكنك الإنتظار حتي الغد؟ جدتي قالت أن لدينا ضيوف مهمين لليوم حتى أنها أكدت علي أنا و بيكهيون لأن نعود باكراً من العمل"
زمت شفتيها بعبوس فـ رفع رأسه يُداعب أنفها بخاصته لتتنهد
" آسف حبيبتي، على المغادره الآن"
همهمت بتفهم و أخفضت رأسها ثم أغلقت عينيها تُقبّل شفتيه بسطحيه لتبتعد بعدها
" سـ أشتاق إليك "
" لن أتأخر "
حملها عن الأريكة ليضعها أرضاً مُقبّلاً جبينها فـ ابتسمت لتلوح إليه مودعة إياه
علي الجانب الآخر كان هناك جونغ إن الذي يسير بطرقات المشفي بين يديه ملف مريض يطلّع عليه حتي شعر بشخص ما يقف أمامه فـ رفع عينيه نحو ذاك القصير ليتنهد
" لماذا تنظر لي هكذا و كأنك علي وشك قتلى؟"
"لماذا هناك الكثير من الزيارات من ذاك الطبيب الذي لا أذكر إسمه حتى و لا أهتم لذلك"
هسهس بحده فـ قهقه جونغ إن بصخب و بعثر شعر كيونغسو ليتلقي ضربة قويه منه
"ااه يا إلهي لماذا يقوم الجميع بضربي؟"
تأوه بألم فـ تخصر الآخر ليزفر جونغ إن
" كما تعرف، أنا طبيب لدي سمعة جيده لذا هو يأتي من حين لآخر لإستشارتي ببعض الأمور "
" كاذب "
قاطع حديثه المغرور بنبرة حاده فـ ضيق جونغ إن عينيه
" ماذا تقصد؟ ماذا قد يكون بيني و بين الطبيب جونغ سوك؟ "
"ربما أصبحتما صديقين مقربين"
بعدم تصديق جونغ إن فرق بين شفتيه ليضمهما سريعاً بإبتسامة ساخره
" واااه هل تشعر بالغيرة؟ "
" تشه على من سـ أغار؟ عليك أنت؟ رجاءً"
الأقصر قلب عينيه بملل ثم تفادي جونغ إن و سار بالإتجاه المعاكس له ليلحق به جونغ إن و احتضن كتفيه ليتلقي نظرة حاده من الآخر لكنه تجاهلها
"صدقني هو أمر يخص العمل و كما تعلم جدتي و عمه شركاء لذا أنا مضطر للتعامل معه جيداً "
" و منذ متى تهتم لأمر جدتك أو حتي مشاركيها؟"
توقف كيونغسو و التفت نحو الآخر مُضيّقاً عينيه بشك فـ رفع جونغ إن كتفيه بلا مبالاه
" فقط أحاول عدم إثارة غضبها كي لا تلاحق هانييل و تحاول التفريق بيننا "
" لكنها ستفعل هذا بجميع الأحوال "
" حسناً... يمكنك القول أنني أحاول أن أكسب بعض الوقت لصالحي فـ لو أثرت غضبها تعلم جيداً أنها ستبحث عن شئ تفرغ به هذا الغضب"
عاد يسير مرة أخرى مُتجاهلاً نظرات الآخر التي توحي بعدم تصديقه فـ تحمحم جونغ إن متسائلاً
" صحيح لماذا تسأل فجأة عن هذا الأمر؟ "
"ذاك الوغد ينتظرك بالأسفل لذا تذكرت الأمر حين طلب مني استدعائك "
" و لماذا لم تخبرني منذ البداية أنه هنا؟ "
صاح بصدمة و توقف بمكانه بأعين متسعه ليرفع الآخر كتفيه و أخفضهما بحركة سريعه
"لست خادمكما يا هذا"
دفعه بظاهر كفه ثم تفاداه ليعود إلى عمله في حين سحب جونغ إن شعره إلى الخلف بإنزعاج قبل أن يلتفت راكضاً إلى الخارج حيث ينتظره جونغ سوك
___________
موعد تسليم الأوراق التي أعطيتها لكم سابقاً يقترب لذا أتمني أن تحاولوا إنهائها سريعاً و إذا أراد أي منكم مساعده أو توضيح بشأنها فـ ليأتي إلى مكتبي بأي وقت أكون متواجد به "
تشانيول تحدث بهدوء بينما يجمع أغراضه ثم التفت ليغادر قاعة المحاضرات دون إضافة حرف آخر و مع خروجه التفت شيومين نحو تشانسوك عاقداً حاجبيه
" ما خطب كيم المزيف؟ منذ عودته من الإجازة و هو لا يبدو بخير حتي أنه هادئ أكثر من السابق "
الأخري رفعت كتفيها تدّعي عدم المعرفة و حملت حقيبتها لتخرج و هو لحق بها سريعاً
"أين طلب مينسوك منا أن ننتظره؟"
تسائلت ليجعد الآخر ملامحه بإنزعاج
" هل تتجاهلين إجابتي؟ "
" أخبرتك أنني لا أعرف "
بعد دقائق من طرحه للسؤال هي أجابته بعدها تنهدت و هي تجلس على أحد المقاعد التابعه لحديقة الجامعه
" أنتِ معه بنفس القصر لذا بالطبع..."
" أنا لست بنفس القصر بل بمنزل صغير تابع للقصر هناك فارق شيومين و هذا يعني أنني لا أعرف ما يدور بداخل القصر "
قاطعته بنبرة صارمه فـ قلب عينيه بملل و التفت إلى الجهة الأخرى عاقداً ذراعيه إلى صدره
"حين تتحدثين هكذا اتأكد أن هناك شئ تخفينه عني "
تنهدت و هزت رأسها بقلة حيله ثم تجاهلته و التفتت برأسها إلي الجانب الآخر مُنتظرة مينسوك
" أليست تلك الآنسه سومين مع البروفيسور بارك؟"
تشانسوك عقدت حاجبيها بإستغراب ثم التفتت نحو شيومين لترفع رأسها حيث ينظر هو
قريباً من بوابة الجامعه كان تشانيول يسير بجانب امرأة مقاربة لعمره مُتجهين نحو موقف السيارات المتواجد بداخل حدود الجامعه فـ صفّر شيومين إعجاب
" يضحكان، يحمل حقيبتها و سيصعدان إلي سيارته..."
رفع انامله يُعدد ما رأته عينيه لتضيق عقدة حاجبي الأخري أكثر حين طرح سؤاله
"هل هما يتواعدان؟"
-------
تشانسوك pov
عيناي اتسعتا حين التفت شيومين نحوي يتسائل بتفكير و حينها شعرت بأنفاسي تُسحب للحظات مع اضطراب قلبي لما قال
" ياا إلي أين ذاهبه؟ "
شيومين أسرع ممسكاً بيدي حين وقفت من مكاني فـ حررت يدي من خاصته دون إجابة لأهرول نحو البروفيسور كي ألحق به
وقفت أمام سيارته قبل أن يتحرك بها فاردة ذراعاي على الجانبين بينما صدري يعلو و يهبط بتنفس غير مُنتظم
للتو لاحظت ما فعلته أنا حين خرج كليهما من السيارة ينظران نحوي بإستغراب فـ تبادلت نظرات تائهة بينهما
أ سيبدو مُقنعاً لو أنني ادّعيت الإغماء الآن؟!
"ما الأمر تشانسوك؟"
تسائل بهدوء و أغلق باب السيارة ليقترب مني حتي وقف أمامي و معه رأسي تحركت حتي أصبحت مُعلّقة تنظر نحو الأعلي عاجزة عن النطق كـ فأر صغير وقع في جحر قط عملاق هكذا بدوت بهذه اللحظة و فارق الطول بيننا يوترني
أو فقط لأنني أصبحت محاصرة بين جسده و ظله في موقف لا أحسد عليه فـ بات الأمر موتراً
"ا أعتذر فقط... فقط أردت سؤال البروفيسور بشأن بعض الأمور... التي لا... أفهمها"
تبادلت النظر بينه و بين الآنسة سومين مُبررة موقفي بتلعثم فـ اومأ لي ثم أشار إليها بأن تعود إلى السيارة لتدخل مرة أخرى
بأى حق تصعد إلي سيارته؟ ألا تمتلك سيارة خاصة بها؟ و لماذا يحمل عنها أغراضها و كأنها شخص مهم بالنسبة إليه؟ بل منذ متى كان كلاهما مقربان كي تصعد إلي سيارته علي الملأ و دون خجل علي عكسي أنا
لا أملك الحق في الظهور معه أمام الجميع
" ما الذي ترغبين بالسؤال عنه؟"
رفعت حاجباي و التفت إليه سريعاً بعدما كنت شاردة في الفراغ أحادث نفسي في الوقت و المكان الغير مناسبين فـ ابتسم هو بخفه يُعيد سؤاله على مسامعي
هو يمتلك شفاه منتفخه قليلاً حين ترتفع أطرافها بتلك الإبتسامة الجانبيه يُصبح جذاباً و تضيف غمازته بعض اللطافة لملامحه
"تشانسوك!"
فرقع أصابعه أمام عيناي لأتحمحم بتوتر و أبعدت عيناي عنه سريعاً أستعيد شتات أفكاري فـ لا أعلم ما يحدث لي
"فـ فقط أردت أن... أقصد تلك الأوراق التي.. أعني إنها.. "
"تريدين أن تستفسري عن شئ يخص الأوراق التي أعطيتكم إياها سابقاً؟"
تسائل بحذر بينما يحاول جمع أطراف حديثي المُبعثر و المُتلعثم فـ أومأت كاذبه و عقلي توقف مع تلك القهقهه الخافته التي صدرت عنه نهاية حديثه
قهقهه ذو صوت رجولي خافت غلبت عليه البحة المُتعبه
تنهدت بإبتسامة حين مرر لسانه على شفته السفلي بحركة سريعه لتتسع عيناي مما يدور بعقلي من أفكار غريبه و ضربت رأسي كي أستفيق فـ اتسعت ابتسامة البروفيسور و رفع يده ليدفع يدي عن رأسي مُمسداً حيث المنطقة التي ضربتها لتوي
" لا تضربي رأسك هكذا مرة أخرى"
همس موبخاً إياي فـ أومأت إليه بطاعة ليميل برأسه إلى الجانب هامساً
" سوف اتأخر، هل يمكنك أن تسأليني عن تلك الأوراق لاحقاً؟"
همهمت أبتسم ببلاهة ليبتعد عني كي يعود إلي السيارة
"إلي أين؟"
لم أعي علي نبرتي العاليه سوي حين رأيت نظرة الاستغراب تعلو وجهه و عاد خطواته ليقف أمامي مرة أخرى مُجيباً بهدوء
"سوف أذهب مع الآنسة سومين إلى مكان ما "
" و ماذا عن أوراقي؟ "
بل ماذا عني أنا؟ ألا تشعر بالخجل من قولها بصراحة أمامي؟
" سوف أساعدك بها لاحقاً"
" و لماذا ليس الآن؟"
جعدت ملامحي أهسهس بحدة فـ رفع كتفيه بحركة سريعه
"لأنني مشغول"
تشه... هذه الأسنان اللؤلؤية ستكون نهايتها على قبضتي
" أو ربما لأتخذها حجة كي أقضي معكِ بعض الوقت لاحقاً"
أكمل حديثه بهمس خافت جانب أذني ثم ابتعد عني كي يعود إلي سيارته و كأنه لم يفعل شيئاً
قلبي يرتجف منذ غادر بسيارته و عقلي يُردد جملته الأخيرة تلك كأنني لم أسمع ما يُعادلها قبلاً
لكن بالرغم من ذلك أشعر بالإختناق كونه غادر مع الآنسة سومين
أنا... أعتقد أنني أشعر ربما... ربما ببعض الغيرة علي البروفيسور
End pov
_________
تشانيول pov
كما و المُنعزل عن العالم هكذا أصبحت حالتي بالفترة الأخيرة
وقتي أصبحت أقضيه ما بين العمل و البحث خلف السيدة كيم بلا فائده
لا يمكنني الوثوق بجميع من حولي
لا يمكنني الوصول إلى ذاك الرجل الذي رأيته بالصورة مع والدي، عمي هيتشول و المحامي مينهيوك و هو كان أملي الأخير لمعرفة ما يربط بينهم و بين السيدة كيم
أتابع جهاز التنصت طوال الوقت تقريباً و حتي الآن لم تظهر السيدة كيم بجوار عمي هيتشول و كل ما أسمعه طوال الوقت هو مجرد تهديدات غبيه من تابعيها
لا أريد شئ سوي إثبات صغير لـ بيكهيون بأن كل ما يحدث له تلك العجوز هي السبب به
كلما شعرت بأنني اقتربت من الحقيقة يصفعني الواقع و يُعيدني إلى نقطة الصفر
لقد خسرت والدي بالفعل و لن أنتظر حتي يخسر بيكهيون والده
لا أريده أن يُجرّب هذا الشعور القاسي و لن أقبل بأن يحدث ذلك أبداً
"ما الأمر تشانسوك؟"
رؤيتي لها الآن جعلتني أتنهد براحة
صغيرة حمقاء و شخص نقي بداخل عالمي الموحش... قد أكون ندمت على إقحامها بمشاكلي لكنني لم أندم قط علي محاولتي البدء معها من جديد
تشانسوك هي إختياري الصحيح و يمكنني قولها بـ ثقة بعد هذه اللحظه... سماع صوتها للتو كان قادراً علي محو إرهاقي الذي دام لأيام
توترها و نظراتها نحو الآنسة سومين جعلت من إبتسامة صادقه ترتسم علي شفتاي فـ لو عجز الآخرين عن فهم تلك النظرة لن أغفل أنا عن كونها نظرات غِيرة ليس غير ذلك
" أو ربما لأتخذها حجة كي أقضي معكِ بعض الوقت لاحقاً"
أنا بالفعل بحاجة إلي الراحة و لن أجدها سوي معها... سابقاً سيهون كان راحتي لكن لم يعد بإمكاني قضاء الليل بجانبه كونه أصبح مُتزوجاً لذا يُمكنني القول أن تشانسوك كانت كـ النجدة بالنسبة لي
"تلك الفتاه..."
رمقت الآنسة سومين بلمحة سريعه حين تحدثت فجأة ثم أعدت بنظري نحو الطريق مُهمهماً إليها بأن تكمل
" هل هي مُقربة منك؟ أقصد بالعادة يخشى الطلاب التحدث معك لكنها أوقفت السيارة بجرأة حتي أنك كنت تتعامل معها بلطف و كـ..."
" أي طالب سيتحدث معي سوف أتعامل معه بنفس الطريقة... هم فقط من يتجنبون التحدث معي بخارج قاعة المحاضرات"
قاطعتها بهدوء قبل أن تقفز إلى استنتاجات قد تجعل من تشانسوك محور حديث الجامعه
الآنسة سومين امرأة راقيه و لطيفه لكنها تمتلك لسان ثرثار و فضول غير محدود
" كنت اسأل فقط كونها كانت... "
" الكثير مِن زملائي و زملائها يعلمون جيداً أن تشانسوك تعيش بمنزل صغير بحديقة قصر كيم لذا نحن قريبين بعض الشئ"
ابتسمت بتصنع أقطع حديثها مرة أخرى كي تُدرك أن هذا ليس بأمر شيّق للثرثرة حوله مع الآخرين فـ تحمحمت بإحراج
يكفي المشاكل التي تلاحق تشانسوك بسببي
" حسناً هذا هو المكان، شكراً لك "
أشارت لي بأن أتوقف فـ همهمت لها لأتوقف بالسيارة جانباً و انتظرت قليلاً حتي خرجت ثم غادرت أنا أبتعد عن المكان بقدر الإمكان
تنهدت بتعب و حيث اصطحبتني تشانسوك سابقاً ذهبت أنا لأخرج من السيارة و اتكأت عليها بظهري عاقداً ذراعاي نحو صدري
هل من المناسب الإتصال بها؟
لم أُفكر لثانية أخري و أخرجت هاتفي لأتصل عليها لكنها لم تُجب بسرعه لذا ربما لديها مُحاضرة أو...
"مرحباً... بروفيسور"
أتاني صوتها من الجانب الآخر بينما تلتقط أنفاسها بصعوبه فـ ابتسمت بخفه لما لمحت من حماس بنبرتها
" هل كنتِ تركضين أو شئ من هذا القبيل؟"
" اااه صديقي سرق منى الهاتف لذا كنت أطارده"
همهمت بتفهم ثم التزم كلينا الصمت لا أدري ما أقول لكنني أشعر بالأمان لمجرد شعوري بأنها معي
"بروفيسور! هل حدث شئ ما؟"
همهمت بالنفي كي لا تقلق ثم سحبت نفساً عميقاً و زفرته لأتسائل بقليل من التردد
" هل مُتفرّغة الآن؟ "
" مازال لدي محاضرة ... لم تسأل؟"
"تذكرين تلك التلة التي اصطحبتني إليها سابقاً؟"
رفعت رأسي نحو الأعلى و اغمضت عيناي حين همهمت هي
" أنا هناك الآن... خطرتِ بعقلي حين وصلت لذا أردت سماع صوتك"
" تشانسوك المحاضرة على وشك أن تبدأ "
زفرت بضيق حين سماع صوت صديقها يستدعيها من أجل المُحاضرة لأبتسم بتصنع و كأنها تراني
" لا بأس يمكنك الذهاب من أجل مُحاضرتك، إلى اللقاء"
أغلقت الخط سريعاً من ثم ألقيت الهاتف بالسيارة أنظر حولي بـ تيهٍ حين لمحت طيف إبتسامته يمر أمام عيناي فجأة
تلك الإبتسامة التي تلي كل مرة يعزف بها من أجلي كي أغني بعشوائية و أتراقص من حوله حين يُخبرني كم يُحب صوتي
هل إذا كشفت السيدة كيم سـ أرى تلك الإبتسامة مرة أخرى؟
كم أنا سخيف؟ تلك الإبتسامة أصبحت جزءاً من الماضي و ستبقى مجرد طيفاً يُلاحقني
ما من شئ قد يُعيدها
أيمكن أن تصبح الحياة قاسية أكثر من ذلك؟!
أياً كانت الإجابة فـ أنا لا يمكن أن أكون أكثر قوة من ذلك
End pov
------------
" أرسلي هذه الأوراق إلي السيدة كيم لتوقيعها من ثم أعيديها إلى مدير الحسابات"
بيكهيون ألقى أوامره على مسامع مساعدته الشخصيه و إحدي يديه تمد بملف اصفر اللون نحوها بينما اليد الأخرى كانت مشغولة بالكتابه على حاسوبه عاقداً حاجبيه بضيق و مُضيّقاً عينيه يحاول الرؤية جيداً بعدما تشوشت الكتابة أمامه
تلك القابعة أمامه عقدت حاجبيها بإستغراب و اقتربت تمسك بـ الملف في حين تمركزت عينيها أعلى جبين الآخر المُتعرق
"أوامرك سيد كيم"
انحنت بإحترام و تراجعت بظهرها لـ يهمهم إليها و هو يخلع نظارته ثم أرخي قبضة عنقه بعشوائية
"هل أنت بخير سيد كيم؟"
"نعم... يمكنك المغادرة"
ابتلع ريقه ثم سحب نفساً عميقاً يحاول تنظيم أنفاسه لكن الجو بدا خانقاً و الظلام أصبح يزور عينيه بين اللحظة و الأخري
"سوف اخرج قليلاً لذا..."
تحدث على عجل و وقف من مكانه و هو يسحب الهاتف واضعاً إياه بجيب بنطاله ليفقد توازنه و وقع على الكرسي مرة أخرى لتصرخ الأخرى بفزع و اقتربت منه خطوة
"سـ سيد كيم أنت لا تبدو بخير... سوف أتصل بـ.."
"لا تتصلي بأي أحد... سوف أخرج لإستنشاق بعض الهواء فـ الجو خانق هنا"
اومأت بتوتر و ابتعدت عن طريقه تراقبه كيف يسير بخطوات بطيئة بقدميه الضعيفتين بينما يده تستند على المكتب بإرتجاف واضح يسير على طول ذراعه
المكتب أخذ يدور بـ بيكهيون حتي اختفت الرؤية أمامه و صوت صراخ مساعدته كان آخر ما سمعه قبل أن يغيب عن الوعي
فرّق بين جفونه بضعف حتى اتضحت له الرؤية... سقف أبيض كما بقية الغُرفة ليحرك عينيه بالجوار حتي وقعت على جونغ إن الجالس على الكرسي بجانب سريره عاقداً ذراعيه نحو صدره و ينظر إليه ببرود مع عقدة حاجبيه الخفيفه
"لم تنظر إلي هكذا؟"
تمتم بحلق جاف فـ تنهد الآخر و هز رأسه إلى الجانبين
"أحاول إيجاد كلمات مناسبه أخبرك بها عن سوء حالتك و كيف يجب أن تهتم بنفسك لكنني أعلم أنك ستضرب بحديثي عرض الحائط"
الأسمر ضم شفته بتفكير ثم رفع حاجبيه بحماس مزيف قائلاً
"ااه وجدتها... سوف أخبر زوجتك و هي من يمكنها اقناعك"
"إياك و أن تخبر هيبا بما حدث"
هسهس بحده فـ شخر الآخر ساخراً
" لست بوضع يسمح لك بالتهديد و لا تنس ذلك أن جونغ إن ليس بالشخص الذي يتم تهديده"
رفع قدم يضعها فوق الأخري ليغمض بيكهيون عينيه بتعب
" لن أخبرك بأن تحصل على إجازة من العمل لأنك لن تفعل و لن أخبرك بأنه يجب أن تبقى هنا اليوم على الأقل لأنك لن تفعل ذلك أيضاً لكن دعني أخبرك بذلك... اووه أقصد آمرك بذلك بيون بيكهيون أنه يجب أن تُعرض على طبيب نفسي قبل أن تقتل نفسك تدريجياً و هنيئاً لك لقد بدأت بقتل نفسك بالفعل و كنت علي وشك الموت اليوم "
جونغ إن وقف من مكانه يُعدّل معطفه الطبي ثم اقترب من بيكهيون و أمال بجذعه نحوه ليستند بذراعيه على جانبي رأس الآخر حتي فتح عينيه لتلتقي مع خاصتي الأصغر منه
" سوف أحجز لك مع صديقي و أعدك جدتي لن تعرف بشئ لذا انتظم بالجلسات معه و أتمني أن تهتم بوجباتك و أضف القليل من السعادة إلى حياتك و لتقلل العمل أنت لست رئيس الدوله كي تحمل كل هذا العبء "
"لا يمكنني فعل ذلك"
"هل يجب أن أكرر أن هذا أمر و يجب أن تُنفذه أو صدقني سوف أخبر زوجتك و لا أعتقد أن الأمر سيعجبها "
بإستفزاز غمز نهاية حديثه ليتنهد بيكهيون فـ استقام جونغ إن بوقفته و عادت الجديه تتلبس ملامحه
" لا تُغادر حتى يسمح لك الطبيب بذلك و لا تنسى ما قلته لك... اعذرني فـ لدي عمل "
___________
تمدد جسده فوق مُقدمة سيارته يراقب السماء حيث أصبحت روح والده، باكياً بصمت يشكو عما بداخله من ألم لفقدانه حتي غفى دون شعور منه
اقتربت تشانسوك من سيارته بخطوات حذره عندما لمحت جسده من بعيد و عينيه مُغلقتين مع آثار تعب قد غلّفت ملامحه لتتنهد حين وقفت بجانبه وتلفتت بالجوار تتأكد من عدم وجود شخص آخر معه ثم أمالت بجذعها نحوه قليلاً حتي باتت أنفاسها تتصادم مع وجنته
"بروفيسور بارك"
همست بخفوت بينما تُمرر ظاهر كفها على وجنته لتتجعد ملامحه و فتح عينيه فـ تلاقت مع خاصتها ليرمش بنعاس عاقداً حاجبيه
" ماذا يحدث هنا؟"
تسائل بعدم استيعاب لينزلق بجسده من فوق السيارة ثم مسح على وجهه بأحد كفيه كي يستيقظ فـ اقتربت لتملأ الفراغ بين قدميه بجسدها
" جفنيك متوردان و بهما تورم خفيف"
همست و إبهاميها يمسحان فوق جفونه بلطف ليغلق عينيه و قد صدر عنه تأوه خافت حين شعوره ببرودة أناملها تلامس جفنيه
" لماذا أتيتِ إلى هنا؟ ماذا لو أنني كنت قد غادرت؟"
"لقد قطعت هذه المسافة إلى هنا و هذا يعني أنك تشعر بالضيق و إذا كنت تشعر بالضيق فـ أنت لن تغادر بسهولة"
شرحت ببساطة لترفع كتفيها و تخفضهما بحركة سريعه نهاية حديثها ثم انزلقت بيديها نحو عنقه حيث استقر إبهاميها فوق فكه
" لكن المحاضرة تأخذ وقتاً طويلاً كما أن المسافة ليست بالصغيرة لذا ربما لم تكوني لتجديني هنا "
رفع يده نحو غُرّتها يمسح عليها بلطف بأطراف أنامله ليحتضن خصرها بعدها جاذباً اياها نحوه قبل أن ينظر إلى عينيها
" في الواقع لم... أعني صوتك كان غريباً، لم نلتقي لأيام و حتي حين أراك من بعيد لا تبدو بخير، حالتك تسوء كثيراً و... "
" لذا هربتي من محاضرتك؟"
قاطعها مُتسائلاً بحذر فـ ضمت شفتيها بخط مستقيم و همهمت مُتهربة منه بنظراتها
"هذا خطأ تشانسوك... ما فعلتيه أمر خاطئ "
" لا توبخني و كأنني فعلت شئ خاطئ... أنا كنت قلقة عليك و لم أرغب بأن أتركك وحدك "
" لكنني لم أخبرك أنني وحدى"
أمال برأسه كي تنظر إليه فـ جعدت هي أنفها و رفعت رأسها تنظر نحو السماء مُتجاهلة الرد
"هل اعتقدتِ أنني هنا مع الآنسة سومين لذا أتيتِ؟ "
شخرت ساخره و أدارت عينيها بملل لتظهر شبح ابتسامة على شفتيه
" هل شعرتي بالغيرة حين رؤيتي معها؟ "
" أنت تتجاهلني منذ أيام، لم تفكر في الإتصال بي حتي أنك تتجاهلني بداخل الجامعه و تمر بجانبي كأنك لا تراني و بالرغم من ذلك يمكنك أن تتحدث مع الآنسة سومين، تحمل أغراضها، أيضاً تضحك معها و تصطحبها معك بالسيارة"
صاحت بوجهه بكلماتها دون أن تلتقط أنفاسها ثم زفرت بضيق لتجعد أنفها
" لا أحب أن يتجاهلني أحدهم، يمكنك فقط أن تخبرني أن أبتعد لا أن تجعلني قلقة عليك بينما أنت على الجانب الآخر تعيش حياتك و لا مشكلة لديك "
" هل قردتي غاضبة مني أم تشعر بالغيرة؟ "
إحدي يديه ارتفعت نحو وجنتها ليمسح عليها بلطف فـ عقدت ذراعيها نحو صدرها بإنزعاج
" كلاهما "
" هذا صادق أكثر مما توقعت "
رفع حاجبيه بتفاجؤ لتصفع يده عن وجنتها فـ سحبها سريعاً
" ماذا كنت تفعل مع الآنسة سومين؟ "
"سيارتها تعلطت و أرادت مني إيصالها إلى مكان ما"
"و لماذا أنت؟ نصف من بالجامعة تقريباً يمتلكون سيارات فلماذا أنت هاا؟"
تخصرت و هي تصرخ عليه ليجعد ملامحه بإنزعاج و أمسك بشفتيها يسحبها إلى الأمام قليلاً مُقاطعاً إياها
" هي طلبت ذلك و من الوقاحة أن أرفض ذلك "
" و أليس من الوقاحة أن تتجاهلني لأيام؟ "
دفعت يده عنها و تراجعت خطوتين إلى الخلف ليعقد حاجبيه و استقام بوقفته
" هل تقصدين أنني وقح؟"
"نعم أنت كذلك"
رفعت رأسها بغرور فـ قهقه بعدم تصديق
"حسناً هذا كان صادقاً و جريئاً أكثر من اللازم "
" لا أهتم "
عقدت ذراعيها نحو صدرها تجيبه بلا مبالاه لتتسع ابتسامته المصدومة و اقترب منها خطوة
" تشانسوك تذكري أنني استاذك الجامعي بعد كل شئ و بيننا فارق عمري يجب أن تحترميه"
"اوووه حقاً؟ لقد صُدمت"
شهقت بتفاجؤ مُصطنع ليتنهد هو
" أي جزء من لا أهتم أنت لا تفهمه"
" يمكنني جعلك ترسبين بالمادة"
هددها بـ ثقه فـ ابتسمت بجانبية تقلب عينيها ساخرة منه ليقترب منها خطوة
" لا أهتم "
" يمكن أن ترسبي في جميع المواد بسببي أيضاً"
"أيضاً لا أهتم "
رفعت كتفيها بلا مبالاه و التفتت تنظر إلى الجانب حين أصبح أمامها مباشرة
" يمكنني أيضاً أن أقبّل فمك الوقح هذا أمام الجامعة بأكملها و حينها سأفقد عملي و تفقدين مستقبلك"
"لا أهتم "
أمالت برأسها نحوه مُجيبة إياه بثقه فـ أمال بجذعه نحوها حتي أصبح أنفه مُحاذياً لخاصتها
"إذا كنتِ لا تهتمين ألن تهتمي إذا اختفيت من حياتك؟"
رمشت عدة مرات تتبادل النظرات بين أنفه و عينيه لترفع حاجبيها هامسة بتلعثم
" أ أنت لن... تفعل هذا "
"تعلمين أنني إذا أردت ذلك سوف أفعله"
عقدت حاجبيها بضيق لتخفض عينيها بتفكير فـ استقام بظهره و هو يبتسم بخفه
" حسناً لقد أخطأت بحقي حين تجاهلتني أولاً و ثانياً حين تركت الآنسة سومين تصعد بسيارتك و جعلت الكثيرين يثرثرون حول كونكما حبيبين لذا اعتذر مني و سوف أسامحك "
ابتسمت بـ ثقه و مازالت تدّعي عدم الإهتمام فـ تنهد مُهمهماً
" أعتذر على ذلك، أعدك هذا لن يتكرر مرة أخرى "
" بهذه السهوله؟ "
تسائلت بصدمه فـ اومأ بإبتسامة مُتعبه و اقترب منها ببطئ حتي استقرت بين أحضانه ليضمها بقوة إلى صدره
" لأنني أرغب بإحتضانك بهذه اللحظه"
لانت ملامحها المصدومة و التزمت الصمت حين أكمل هو بهمس
" كنت مُرهقاً... بذلك اليوم عدت إلى شقتي مُتعباً و أيامي أصبحت اقضيها ما بين العمل و البحث خلف السيدة كيم لذا لم أكن مُتفرغاً ... أنا لم اتجاهلك ربما لم الاحظك بالفعل لأن عقلي مشغول طوال الوقت و لم يخطر على عقلي أن مساعدتي للآنسة سومين سوف تزعجك لكن..."
برر موقفه بهدوء ليسحب نفساً عميقاً نهاية حديثه ثم ابتعد عنها قليلاً ليحتضن وجنتيها بإبتسامة لطيفه
" حين رأيتك اليوم ذهب تعبي بأكمله... قلبي أخذ يتراقص بسعادة حين رؤيتك و راحة لم أشعر بها منذ أيام قد اجتاحت دواخلي "
أغمض عينيه حين حطت شفتيه على جبينها بـ قُبلة طويله ثم عاد يحتضنها مجدداً
" آسف مرة أخرى إذا كنت قد جرحتك بدون قصد"
همهمت لتدير عينيها بخجل ثم رفعت يديها تحتضن خصره و دفنت رأسها بصدره
" في الواقع لقد شعرت بـ...بالقليل من الغيرة حين رأيتك تضحك مع الآنسة سومين"
"القليل من الغيرة و قمتِ بـ سبّي؟ تشه إذاً ماذا تفعلين حين تعميكِ الغيرة؟ هل ستقومين بضربي أم قتلي؟ "
قهقه ساخراً لتضم شفتيها بإحراج و مسحت برأسها ضد صدره هامسه
"أعتذر على ذلك "
" لا بأس... أنا لم أنزعج "
تمايل بجسده بينما يحتضن خاصتها و هو يغلق عينيه براحه لتهمس هي
" لا تتجاهلني مجدداً أو تبتعد... هذا غير مُريح "
همهم بالموافقة و إبتسم بخفه ليتنهد براحه
" أمرك آنسه تشوي"
تحمحم ثم بلل شفتيه مُتسائلاً
"هل يمكنك الإبتعاد عن قصر كيم؟ أقصد أن تمكثي في مكان آخر بهذه الفتره؟"
عقدت حاجبيها بإستغراب لترفع رأسها عن صدره ترمقه بنظرات استفهام
" يمكنني حمايتك بصورة أفضل إذا كنتِ بعيدة عن السيدة كيم لكن كلما كنتِ قريبة منها سيصبح الأمر أسوأ... بالخارج يمكن أن أضع عليكِ حماية لكن بداخل حدود بوابة القصر لا يمكنني حمايتك إذا أرادت قتلك"
"ما هذه الدراما؟ تقتلني؟ و بداخل قصرها؟ هذا مستحيل؟"
"لا يوجد شئ مستحيل... تواجدك بالقرب منها يُخيفني لذا رجاءً ابتعدي عنها بقدر الإمكان "
همس برجاء لتنفي برأسها سريعاً
" لن أتركك بمفردك هناك... حين لا تشعر أنك بخير تأتي لي بمنزل الجراء فماذا ستفعل إذا لم أكن هناك؟ "
" سوف آتي حيث تكونين "
مرة أخرى هي نفت برأسها لترتفع على أطراف أناملها مُحتضنة عنقه
" لن أترك جانبك مهما حدث و لا تقلق لن يحدث لي شئ بداخل القصر وأنت يمكنك حمايتي بالخارج كما تريد "
" تشانسوك أنتِ لا تفهمين الأمر "
" دعنا لا نتحدث عن هذا الآن كي لا نتشاجر لأنني لن أفعل ما تريد و لا أريد أن أفهم أي شئ"
___________
"لقد عدت"
بيكهيون صاح بتعب حين دخوله من باب شقته ثم التفت حيث هيبا التي تجلس بغرفة المعيشه تُشاهد شئ ما بحاسوبها مُتجاهلة إياه
" هيبا، أنا هنا "
نبهها لترفع أحد حاجبيها و هي ترمق الشاشة بـ اندماج مُصطنع فـ اقترب منها و هو يجر جسده بإرهاق حتي استقر فوق الاريكة بجانبها ليميل بجذعه نحوها حتي لامست رأسه فخذيها فـ أغمض عينيه براحه
" ابتعد سـ..."
دفعته من رأسه بحده ليمسك بيدها و احتضنها إلى صدره هامساً بتعب
"هل يمكنك أن تتركيني هكذا لبعض الوقت؟"
زفرت بحنق ثم همهمت له لترفع يدها الأخري تداعب بها خصلات شعره بلطف بعدما وضعت الحاسوب جانباً
"بيكهيون"
"رجاءً هيبا لا تتحدثي بهذا الأمر"
قاطعها برجاء لتضم شفتيها بخط مستقيم و رفعت حاجبيها ثم اخفضتهما بحركة سريعه مُتجاهلة حديثه
"إذا استيقظت يوماً و لم تجدني بجانبك فـ ماذا ستفعل؟"
"سوف أموت"
فتح عينيه يجيبها بضيق ثم عقد حاجبيه مُتشبثاً بيدها بقوة
" بدون مبالغه... أنا لا يمكنني النوم ليلاً خائفاً من أن يأتي هكذا يوم، خائف أن يحدث بيننا سوء فهم صغير يؤدي إلي مشكلة كبيره ينتج عنها ابتعادك عني "
" إذاً ماذا كان ليحدث لو أنني لم أدخل حياتك؟"
أدارت عينيها تتسائل بحذر فـ تنهد هو و استدار بجسده ليحتضن خصرها مُتكئاً بجبينه ضد بطنها
" لا أعلم... ربما كنت لأبقي شخصاً لا وجود له كما كنت... أنا لا أعرف حقاً و لا يمكنني التخيل "
نهاية حديثه رفع عينيه نحوها فـ ابتسمت و أمالت نحوه تُقبّل رأسه ليتنهد براحه
"كل ما أعرفه هو أنني ممتن للسيدة كيم لإختيارك زوجة لي"
"هذا تماماً ما أردت أن أصل إليه بالحديث "
عقد حاجبيه بعدم فهم لتكمل هي
" ربما السيدة كيم اختارتني زوجة من أجلك لكن لا تنسى أن هناك شجار نشب بيننا و نتيجة له كنا على وشك أن ننفصل... تذكر ذاك الشجار بالمكتب أليس كذلك؟ "
"بالطبع أذكره "
همس بخجل و هو يتلمس جانب عنقه حيث جرحه خاتمها حين ألقته بوجهه أمام العاملين بالشركة
" لم أرغب برؤيتك حينها و لم يكن هناك أي سبب قد يجعلني أعدل عن قراري لكن أتعلم لماذا وافقت على هذا الزواج مرة أخرى؟ "
رفع حاجبيه بتفكير ثم نفي برأسه لتتسع إبتسامتها
" إنها والدتك"
زفر بحنق ليستقيم بجذعه ثم تحرك جانباً يترك مسافة بينهما
"رجاءً هيبا، لا تستغلي ثقتي بكِ و تبدأين بإختلاق الأكاذيب لأنني لن... "
" أنا لا أختلق الأكاذيب بيكهيون "
قاطعته بهدوء ثم تنهدت لتلتفت بجسدها نحوه حتي أصبح وجهها مقابلاً لوجهه
"وجودي هنا ليس بسبب أي شخص آخر سوى والدتك.. أعلم أنها أخطأت بحقك و هذا ما يجعلها غير قادره على الاقتراب منك لكنك طوال الوقت غافل عن نظراتها نحوك.. هي ليست كما تعتقد نعم أخطأت لكنها تشعر بالذنب، تشعر بأنها وحيده و مازالت..."
"لو فكرت بي لو للحظة واحده لم أكن لأصل إلي هذه الحال خائفاً طوال الوقت من خسارة المرأة الوحيدة التي أحببت و خائف من أن أصبح وحيداً... بسببها هي وصلت لمرحلة على وشك أن أفقد عقلي هل تفهمين ذلك؟ "
هسهس و هو يرمقها بحده و بنهاية حديثه هو صرخ عليها بغضب بينما يقف من مكانه فـ فقد توازنه ليجلس بجانبها مرة أخرى عاقداً كفيه سوياً مُحاولاً تهدئة إرتجافهما لتتمركز عينيها نحو يديه
" لقد وعدتها أنني لن أخبرك بأي شئ لذا لن أفعل "
ابتسمت بخفه و اقتربت لتجلس على ركبتيها بجانبه ثم أمالت برأسها نحوه هامسة بلطف
" لن أتشاجر معك أو أضغط عليك، إذا كنت لا تريد التحدث معها فلا تفعل لكن يجب أن تكون على علم فقط بأن سبب وجودي هنا هو والدتك فقط ليس أكثر أو أقل من ذلك... أعتذر إذا جعلتك تشعر بالضيق"
مسدت وجنته بـ رقة فـ أمال برأسه نحوها ينظر إليها بشرود حتي نمت ابتسامة خفيفه على شفتيه
" أنا أحبك، أتعرفين ذلك؟ "
أومأت لـ تُقبّل وجنته ثم عادت إلى مكانها السابق تترك بينهما مسافة
" هيا تجهز فـ ضيوف السيدة كيم على وشك الوصول "
همهم بتعب و استقام ليسير نحو الداخل حيث غُرفتهما بخطوات غير متوازنه في حين ضمت هيبا قدميها نحو صدرها و استندت بذقنها فوقهما بينما تُراقبه من الخلف و عقلها شارد بتصرفاته الغريبة مؤخراً
_____________
مرت بضعة ساعات منذ أن جلس على كرسي مكتبه ليتنهد براحه حين انتهى من العمل و وقف من مكانه يتأوه بصوتٍ عالٍ بينما يتمطى ثم ابتسم بإتساع و هو يسحب أغراضه الخاصة مُتجهاً نحو الخارج حيث سيارته
قاد السيارة نحو القصر حتى وصل حدوده ليصّف السيارة بمكانها المعتاد ثم اتجه إلي الأعلى حيث شقته
"ماريا"
صاح بإسمها و هو يدخل من باب الشقة ليعقد حاجبيه حين لم يتلقى رداً
"ماريا حبيبتي لقد..."
التزم الصمت حين رآها نائمه ليخلع معطفه و وضعه جانباً ثم اقترب يستلقي خلفها مُحتضناً خصرها
"عدت؟"
همهم و تحرك قليلاً ليعتليها بجذعه بينما أحد كفيه مسح على وجنتها بلطف لتبتسم و فتحت عينيها ببطئ حتي تلاقت مع خاصته
"يبدو أنني غفوت و أنا أشاهد الدراما"
قهقهت ببلاهه حين رفع الهاتف من جانب رأسها ليضحك بخفه
"هل تشعرين بالملل هنا؟"
"قليلاً فقط "
جعدت أنفها مجيبة إياه بتردد ليمسح بأنفه ضد خاصتها
" هل تشعر بالتعب؟"
همهم و قلب عينيه بدراميه قبل أن يُلقي برأسه دافناً إياه بـ عُنقها فـ أحاطت جسده بذراعيها و ربتت على ظهره هامسه
" احظي ببعض الراحة حتي يجهز العشاء "
رفع رأسه قليلاً كي ينظر إليها ثم همس بطفولية
"اخلعي قميصي فأنا مُتعب"
ضحكت بخفه ثم ضمت شفتيها لـ تُحرك يديها فوق كتفيه حتي لامست أناملها أزرار قميصه تفتحها ببطئ إلى أن وصلت الزر الأخير لترتفع بجذعها قليلاً و هو تحرك معها حتى خلعت عنه القميص
" هذا جيد؟ يمكنك أن تبتعد الآن"
نفي برأسه سريعاً و دنى يُقبّل شفتيها لتبتسم و رفعت يديها كي تدفعه عنها هامسه
"ألم تقل أنك متعب؟"
"لا هذا لم يحدث"
أجابها بـ قهقهة خافته ثم عاد يُقبّلها و كفه قد احتضنت وجنتها بينما الأخري تحركت نحو ثيابها العلوية يرفعها قليلاً حتي خلعها عنها ليستند بـ جبينه ضد خاصتها
" لا تنسى، هناك ضيوف قادمين للسيدة كيم و..."
" لندّعي النسيان "
رفع حاجبيه بخبث لتتسع ابتسامته و انحني يُقبّل عُنقها فـ ضحكت بصخب بينما تحاول دفعه عنها
"سيهون، توقف"
"سيهوني"
سيهون رفع رأسه سريعاً عن عُنق ماريا ليلتفت كليهما نحو الباب حيث ذاك الصوت الذي ظهر فجأة من العدم
أمام الباب تجمدت سونغ حين رؤيتها الزوجين بتلك الوضعية الحميمية يرمقانها بأعين مُتسعة مصدومه لتتراجع خطوتين ثم عقدت حاجبيها بإنزعاج قائلة
" جدتي تستدعيكم"
رمقتهم بنظرة مُشمئزة لتصفع الباب بقوة ثم غادرت الشقة فـ حرك سيهون رأسه ببطئ
"ماريا"
همس بتوتر حين رؤية عبوس الأخري و الدموع قد ملأت عينيها فـ رفعت عينيها نحوه هامسة و هي تضم ثيابها نحو صدرها
"هذا مُحرج"
"لا بأس"
بسبابته مسح أسفل عينيها كي لا تبكي لتقلب شفتيها ببكاء و تدريجياً عقدت حاجبيها ثم استنشقت ماء أنفها
"مهلاً، من تكون تلك؟ و كيف دخلت إلى هنا؟"
"ااه إنها سونغ... هي معها مفتاح للشقة رفضت اعطائي إياه سابقاً بحجة أنها ستصبح زوجتي و بالطبع حين هروبي من الزفاف لم يكن لدي الوقت للتفكير بأمر المفتاح أو غيره"
برر سريعاً فـ همهمت هي بتفهم ليستقيم و هي الأخري اعتدلت لترتدي ثيابها مرة أخرى قائلة بجديه
" تجهز كي ننزل إليهم "
ابتلع ريقه بتوتر و همهم إليها ليبتعد عنها بهدوء مُتجهاً إلى خزانة ملابسه و حتي تجهز هو، كانت الأخرى هادئه و تعلو عينيها نظرات غير مفهومه لكنها بدت مُخيفة بالنسبة إلى سيهون
اتجها نحو الأسفل حيث كانت تسبقه هي بـ عدة خطوات و من حين لآخر هو يتنهد بينما يراقبها من الخلف إلى أن وصلا إلى غرفة المعيشه حيث تجلس كلاً من سونغ و والدتها بينهما تجلس فتاة غير مألوفه بالنسبة إلى المتواجدين
بيكهيون و زوجته كانا بجانب بعضها على الأريكة المجاورة و بجانب بيكهيون كان يجلس تشانيول يتلاعب بهاتفه ببرود
أبناء كيم الأربعة جلسوا بجانب بعضهم البعض و أخيراً السيدة كيم تجلس بهدوء و ابتسامة تعلو ثُغرها على الرغم من الفوضي و العشوائية التي يجلس بها الجميع
الحفيد الأصغر و زوجته اقتربا منهم ثم انحنوا بإحترام ليتقدم سيهون من إحدي الأرائك كي يجلس عليها و حين التفت نحو ماريا هي تخطته ليرفع رأسه نحوها و استقام ينظر إليها بإستغراب حين تقدمت من سونغ جاذبة أنظار الجميع إليها
"عذراً آنسه سونغ لكن مرة أخرى لا تدخلي شقتي بهذه الطريقة... هذا تصرف وقح بعض الشئ "
"لم أكن أعرف أنكما سوياً"
بإستفزاز أجابتها سونغ واضعة قدم فوق الأخري فـ ابتسمت ماريا بسخرية لتعقد ذارعيها نحو صدرها
"لا يهم نحن سوياً أم لا، سيهون أصبح رجلاً متزوجاً الآن ليس من الجيد اقتحام شقته بهذه الطريقة فأنا لن أكون سعيده بهذه التصرفات كما أنني امرأة غيورة لذا أتمني أن تتفهمي ذلك آنسه سونغ"
نبست بجديه ثم فكت عقدة ذراعيها لتمد أحد كفيها نحو سونغ
"أعطني مفتاح الشقة "
بعدم رضا عقدت الأخري حاجبيها بينما تمرر عينيها نحو الجميع و ملامحها امتعضت حين وجدت نفسها محور إنتباههم
" لن أفعل... هذا يخصني أنا "
" إنه مفتاح شقة زوجي أنا لذا يخصني أنا و ليس أنتِ آنسه سونغ لذا أعطني المفتاح الآن"
هيبا ضمت شفتيها بإبتسامة في حين ترك تشانيول الهاتف و رفع رأسه نحو ماريا ينظر إليها بـ فخر على عكس بيكهيون الذي أخذ يهز قدميه بتوتر و سيهون الذي التفت يراقب هدوء جدته و القلق قد سيطر عليه مما قد يلحق بزوجته من مشاكل
" لكنني لا أرغب بإعطائك إياه "
" آسفة آنسه سونغ إذا فهمتي الأمر بطريقة خاطئه لكنني لا أطلب منكِ ذلك بل آمرك لذا ليس لديكِ خيار"
فغر فاه سونغ بإبتسامة مصدومه لتضحك بعدم تصديق ثم هزت رأسها ساخره
"و من تكونين كي تأمريني؟"
ارتفع طرف شفتي ماريا بإبتسامة جانبيه واثقه ثم تقدمت خطوة من الأخري لترفع أحد حاجبيها مُجيبة إياها
" سيده أوه... أوه ماريا زوجة سيهون و الوحيدة التي تمتلك الحق في امتلاك كل ما يخص سيهون"
To be continued.... ️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top