19


Start

سيهون بـ تردد ضغط علي زر الجرس التابع لمنزل والده ثم أعاد يده إلي جانبه

أرضاً كانت حقيبة ثياب ماريا التي هربت بها و خلفه كانت حبيبته التي توقفت عن البكاء بصعوبة لكن شهقاتها تخرج من حين لآخر

جونغ هون والده لـ سيهون فتح الباب بأعين ناعسه و تثاءب بينما يضغط جفنيه سوياً بقوة و أعاد فتحهما ليجحظ بـ عينيه حين اتضحت الرؤية

"سيهون!"

بإستغراب نطق و تبادل النظرات ما بين سيهون و تلك الفتاه التي لم تكن غريبة عليه ليرمش عدة مرات ثم تحمحم عندما التزم كلاهما الصمت و التردد بدا بأعين ابنه الأكبر

"اا تفضلا بالدخول"

تحرك جانباً يُتيح لهما طريق الدخول فـ انحني سيهون يحمل الحقيبة و أمسك بـ يد ماريا يجرها خلفه إلي ان استقر كلاهما جالسين فوق أريكة غرفة المعيشة مُتلاصقان حيث تضغط ماريا علي أنامله من حين لآخر بتوتر

"ماذا حدث؟"

جونغ هون تسائل يرفع كتفيه بتردد ثم أمال برأسه قليلاً و هو يتبادل النظرات بين الزائرين فـ تنهد سيهون

"أعتذر أننا أتينا بهذا الوقت"

"بالطبع لا مشكلة يُمكنك أن تأتي وقتما تُريد فهذا منزلك سيهون"

نفي برأسه سريعاً و عقد حاجبيه لينزل علي الأرض يجلس علي رُكبتيه أمام سيهون و أمسك يد سيهون الحُرّه بـ كف و الكف الآخر رفع رأسه به كي ينظر إليه

"أنا فقط قلق لذا أخبرني ما الذي يحدث؟ "

التفت نحو ماريا ثم أعاد نظراته إلي سيهون و هز رأسه

" لا تبدوان بخير "

أفصح عما يدور بعقله ليزفر سيهون بضيق حينما شعر بأنامل ماريا تكاد تخترق يده من شدة الضغط عليها

"لقد هربنا... كلينا"

بتردد نطق و تحمحم بعدها لتضيق عُقدة حاجبي والده بعدم فهم

لذا سيهون بتلعثم و خوف من ردة فعل والده أكمل يسرد القصة بأكملها فـ عاد جونغ هون يجلس علي الأريكة المُجاورة لهما و هو يُمسد جبينه بتفكير مُدركاً لحجم المصيبة التي بها هذين

"أعتقد أنكما تسرعتما... ربما"

هز رأسه سريعاً ينفي ما قاله و رفع رأسه نحو سيهون لـ يُكمل

"إذا كنتما قادرين على تحمل كل ما ستتعرضان له إذاً لقد فعلتما الصواب لكن إذا كنتما ضعيفين فمن الأفضل أن يعود كل منكما إلي منزله... سيهون ،جدتك ليست امرأة سهلة بل هي شيطان و لن تُمرر الأمر علي خير.. لقد أفسدت حياة أبنائها جميعاً بـسبب هوسها لذا يجب أن تعلم أنك مُقبل علي مصائب لا حد لها "

" لقد اتخذت هذه الخطوة لأنني واثق أنني لست وحيداً بعد اليوم... أنت لن تتخلي عني، أليس كذلك؟ "

أعين والده اتسعت قليلاً و هز رأسه ينفي بسرعه و نبرته قد تعالت بإنفعال

" بالطبع لن أفعل... لن أبتعد عنك أبداً، ليس بعد اليوم... لقد عُدت لي بعد سنوات و لا أعتقد أنني مُستعد لخسارتك مرة أخرى "

إبتسامة خفيفه نمت علي شفتي سيهون و سرعان ما تلاشت قائلاً

"يجب أن نتزوج غداً، قبل أن تجدنا جدتي أو السيد يون و يجب أن..."

"اهدأ... سوف أُساعدك و يُمكنني تدبر أمر زواجكما لكن بخارج هذه المدينة كي لا تكتشف جدتك أنك وصلت إلى "

ربت علي كتف سيهون بنهاية حديث فـ أومأ الآخر بطواعيه ليميل جونغ هون برأسه ينظر نحو ماريا بإبتسامة مُمازحاً إياها

" ما بكِ هادئه؟ لم تكوني هكذا بالمرة السابقه"

قهقه بخفه حينما توردت وجنتيها و أخفت رأسها خلف كتف سيهون مُتذكرة تهديدها له سابقاً كي يتقبل سيهون إبناً له

"غُرفتك كما هي جاهزة دوماً لذا..."

رفع كتفيه يشرح الأمر إلى سيهون فـ أومأ و حك مؤخرة رأسه بإحراج

" خرجت من القصر على عجل لذا ليس لدي ثياب "

"اووه، سوف أحضر لك من خاصتي"

بتفاجؤ تحدث الآخر و اتجه بعدها إلي الغُرفة فـ التفت سيهون نحو ماريا يحتضن وجنتيها

" لا تقلقي، كل شئ سيكون علي ما يُرام"

"أنا خائفه... هُناك والدى من جهة و من جهة أخري جدتك... ماذا لو أصرا علي انفصالنا و أعادني أبي إلي أسبانيا؟ "

بقلق هي همست ليبتسم هو و نقر أنفها بخفه هامساً

"حينها سوف أهرب مرة أخرى و ألحق بكِ... لن يُفرّقنا أحد، هل تفهمين؟ "

أومأت له بـ عبوس فـ تنهد و دفع رأسها من الخلف حتي استقرت بأحضانه لـ يمسح على شعرها

" بمجرد أن نتزوج سنذهب إلى والدك ثم جدتي"

" أبي لن يسمح لي بالذهاب معك"

بإحباط ابتعدت عنه تبرز شفتيها بعبوس فـ رفع سبابته أمامها ينفي بـ ثقه

" لا يُمكنه ذلك لأنكِ حينها ستكونين أوه ماريا و ليس يون ماريا"

عضت علي شفتيها بإبتسامة خجوله ليميل هو برأسه مُبعثراً شعرها بـ قهقهات خافته

"أعتقد أن هذه ستناسبك، لقد أخبرت يوون بأنكما هُنا كي لا تفزع صباحاً "

والده ضحك بخفه و هو يدخل غُرفة المعيشه و وضع ثياباً منزليه بجانب سيهون فـ انحني الآخر برأسه بإحترام

" هذه المرة الأولى التي يبقي فيها سيهون هنا لذا..."

ماريا تحدثت بإحراج ثم جعدت أنفها بحركة سريعه و أكملت

" يُمكنكما النوم سوياً "

إبتسمت ببلاهه نهاية حديثها و جونغ هون سريعاً رفع يده يمسح علي جبينه بخجل

"كنت مُحرجاً من طلب هذا"

و بينما هم بـ ذاك الهدوء كان هناك قصر كيم الصاخب حيث السيد يون يتشاجر مع العجوز كيم

كلاً منهما يتهم ابن عائلة الآخر بالإختطاف أو العُهر و محاولة الإيقاع بشخص ساذج

إتصالات كثيرة و محاولات فاشله في إيجادهما حيث رفضت الشرطه التدخل لعدم مرور 24 ساعه علي الاختفاء

ثياب بسيطه ارتدتها ماريا و بثياب سيهون من ليلة أمس كلاهما أجرى طقوس الزواج بمساعدة والد سيهون الذي تدبر الأمر

تلك لم تكن الخطوة الأصعب بل مُجرد بداية و كلاهما أدرك ذلك حينما استقرا بالقرب من سيارة سيهون أمام منزل والده

الوقت قد حان للعودة إلى الواقع

"هل غاضب مما فعلت؟"

سيهون احتضن والده مودعاً إياه و بتردد هو همس مُتسائلاً فـ نفي الآخر

"لقد اتخذت هذه الخطوة سابقاً لكن والدتك لم تكن الشخص الذي يستحق التضحية... أعرف جيداً كيف يكون المرء ضعيفاً أمام الحب و رغم أن التصرف بهذه الطريقة يكون خاطئاً في العاده لكن من يعرف جدتك يجب أن يُدرك أنه التصرف الوحيد الذي يليق للتعامل معها"

إبتعد عن سيهون و ربت علي وجنتيه بإبتسامة

" ستجدني هنا دائماً، لذا لا تتردد أبداً لأن تلجأ لي"

أمال بجسده قليلاً ينظر حيث ماريا التي تجلس بالسيارة ثم أعاد نظراته نحو سيهون قائلاً بخفوت

" احصل علي حفيد لي كي أمنحه جميع الألعاب التي أحضرتها لك سابقاً"

غمز بنهاية حديثه ليضحك كليهما

سيهون ودع والده مرة أخرى و صعد إلي السيارة بعدها يقود بهدوء تام نحو منزل والد ماريا... سيهون لم يخفى عنه توترها و خوفها و حتي تلك اللمعة بـ عينيها فـ تنهد و ترك يداً تتولي القيادة بينما الأخري تحركت نحو يديها يُشابك أنامله مع خاصتها كي تطمئن

"لا تقلقي، هممم"

مسّد وجنتها بـ رقه فـهمهمت إليه بإبتسامة مُصطنعه لينزل كليهما من السيارة مُتجهين نحو منزلها

سيهون ابتلع ريقه و سحب نفساً عميقاً ليضغط بعدها علي الجرس ثم التفت نحو ماريا يبتسم مُطمئناً إياها

"أنتما"

السيدة يون همست بأعين مُتسعه حين رؤيتهما يقفان أمام الباب و بخوف التفتت حيث يجلس زوجها ثم أعادت بنظراتها نحوهما

"غادرا الآن، هو ليس..."

ابتلعت كلماتها حينما اقترب زوجها منها بنظرات شك إلي أن وصل إلي الباب و التفت حيث يقف كلاً من سيهون و ماريا

أعينه بمجرد أن التقت بخاصتي ابنته هي تراجعت تختبئ خلف سيهون مُحتضنة ذراعه بـ يد و اليد الأخري شابكت أنامل زوجها بخوف

" سأقتلك أيها الحقير"

بـ عصبية سحب سيهون من ياقته إلي داخل المنزل و ألقي به أرضاً يعتليه و بدون رحمة هو إنهال عليه بالضرب و لكماته لم تكن بمزحه

و وسط صراخ ماريا و زوجة والدها بأن يتوقف كان هناك سيهون الذي استسلم منذ الوهلة الأولي

"أبي توقف عن هذا، توقف "

بصراخ هيستيري تحدثت فتوقف والدها عن ضرب الآخر و ألقى برأسه حتي ارتطم بالأرض بقوة

وقف يزفر بضيق و عينيه بصدمه تحركت مع ماريا حينما هرعت نحو سيهون ترفع جسده عن الأرض ببكاء و ارتجاف يديها الواضح

"ماريا اذهبي إلي غُرفتك فـ لدي حديث طويل معكِ لكن بعد أن انتهي مع هذا الحقير"

انتفضت بخوف من نبرة والدها الحاده و أمالت برأسها قليلاً تُخفيه خلف سيهون فـ شخر السيد يون ساخراً من تصرف ابنته و اقترب كي يسحبها من ذراعها لكن ذراع سيهون امتدت أمامه كـ حاجز يمنعه عن ذلك

" لا تلمس زوجتي "

سعل وسط حديثه و مسح بقبضته طرف شفتيه لـ يتلوث بدمائه فـ تراجع السيد يون عدة خطوات بصدمة

"ماذا؟ ماذا قُلت للتو؟"

"ماريا أصبحت زوجتي... نحن الآن زوجين رسمياً"

نطق كلماته علي حدي و استند بيديه علي الأرض كي يقف فـ ساعدته ماريا ثم عادت تختبئ خلفه خوفاً من نظرات والدها

"آسف.. أنا حقاً آسف لكن.."

سيهون بضعف انحني و ملامحه تجعدت ألماً ليستقيم بعدها بـ بُطئ

" لم يكن هناك حل آخر أمامي "

ابتلع ريقه بعبوس و اقترب خطوة من السيد يون يُمسك بـ يده فـ نظر إليه الآخر بـ تيهٍ

"أعلم أنك خائف علي ماريا لكنني أحبها.... أحبها للدرجة التي قد تجعلني أُضحي بأي شئ من أجلها... جدتي عائق أمامنا و هناك الكثير من المشاكل التي تنتظرنا لكنها لن تكون سبباً لأن أتخلى عن ماريا"

بصدقٍ تحدث و السيد يون عقله كان بمكان آخر تماماً

هو تخطي سيهون يسير بخطوات بطيئة نحو ماريا التي تراجعت بخوف ليبتسم بإنكسار

" لمـ لماذا؟ لم خُنتي ثقتي بكِ؟ "

اهتزت شفتي ماريا ببكاء و هزت رأسها إلي الجانبين عاجزة عن الحديث فـ تقدم سيهون سريعاً يقف أمام السيد يون

"لا هي لم تفعل...لقد رفضتني و ابتعدت عني من أجلك... قاطعتني لأسبوعين تقريباً و لم تتحدث معي فقط من أجلك، كي لا تخون ثقتك أو تخسرك لكن... "

رفع كتفيه نهاية حديثه حينما التفت إليه والد ماريا بأعين دامعه

" لقد تركت المنزل بلحظة تهور، كانت خائفة من خسارتي أنا الآخر... كلينا كنا بموقف صعب ما بين التضحية بحبنا من أجلك أنت و جدتي أو أن نبقي معاً... "

ابتلع ريقه و تقدم خطوة أخري من السيد يون ثم أمال برأسه

"و أنا لم أكن مستعداً أبداً لخسارتها كما هي... لا يمكنني الزواج بأخرى و لا يُمكنها أن تبتعد عني، أعلم أن ما فعلناه غير مقبول لكن ألا يُمكنك أن تُسامحنا؟! "

ببطئ و عينيه تلتقي بخاصتي والد ماريا، سيهون انحني أرضاً يجلس علي رُكبتيه أمام السيد يون و بجانبه ماريا هي الأخري فعلت المثل بشهقات مكتومه

" رجاءً سامحنا "

بـ رجاء سيهون طلب العفو مرة أخرى ليتنهد السيد يون و جرّ خطواته بـ ثُقل نحو غُرفته يوصد الباب على نفسه و علي طرف السرير هو جلس يبكي بـ حُرقة و بصوت مكتوم

يشعر بالخذلان و الضعف للدرجة التي تجعله غير قادر على مُعاقبة ابنته

و علي وضعيتهما ظل سيهون و ماريا لما يقارب الساعتين حتي خارت قواها لـ ماريا و أمالت بجسدها نحو سيهون تبكي هي الأخري، بينما السيدة يون تقف أمام الغُرفة تتنهد من حين لآخر و بقلق هي كانت تطرق الباب كل فترة لربما زوجها يُجيب

باب الغُرفة فُتح علي حين غُرة لتستقيم هي بوقفتها تنطق بإسم زوجها و معها انتفض سيهون و ماريا و وقفا سريعاً ليتقدم منهما السيد يون حتي وقف أمامهما يُدير عينيه بكل مكان و شفتيه ضمهما بعبوس حتي زفر بإنزعاج

"لقد تزوجتما لكن الأمر لم ينتهي... إنها فُرصة واحده سيد كيم و أقسم أنك إذا أذيتها نفسياً أو جسدياً فلن تراها مرة أخرى و سوف تندم"

هسهس بحده يُشير بسبابته إلي سيهون و الآخر سريعاً أومأ إليه بإبتسامة

"أعدك لن يحدث أي شئ لها"

انحني عدة مرات يشكره بحماس و ماريا فقط أدارت عينيها بعيداً تتهرب بنظراتها من والدها ليقترب منها حتي أصبح أمامها مُباشرةً

" لقد كسرتني ماريا "

تنفس ناطقاً بكلماته بضيق لتبتلع هي ريقها و أومأت إليه مُدركة لذلك

~لم أقصد ذلك، صدقني ~

همست بصوتٍ مُتحشرج ليزفر هو أنفاساً مُهتزة و ببطئ اقترب منها حتي استقرت بين أحضانه لتتشبث بثيابه من الخلف

"فعلتك هذه ستجعلك عُرضة للحديث البشع و هذا ما حاولت جاهداً في تجنبه"

  هو تحدث يؤنبها فـ أومأت هي تهمس مُعتذرة مرة أخرى ليبتعد عنها

"لن أكون عقبة أمامكما لكن لن أكذب و أقول أنني أوافق على ما حدث... علي الأقل حتي أتأكد أن تلك الخطوة التي اتخذتماها لم تكن ضد صالح ابنتي "

بجدية تحدث مُوجهاً حديثه إلي سيهون و الآخر همهم بتفهم و اقترب يُمسك يد ماريا

"الوقت تأخر و يجب أن نذهب إلي القصر"

" ابقيا هنا الليلة "

بخوف حاول إخفائه تحدث السيد يون لينفي سيهون برأسه

" زواجي من ماريا يجب أن يعرف به الجميع سريعاً و علي رأسهم جدتي... سواء تقبلوا ذلك أم لا لكنني لن أخفيه عنهم للحظة، أعلم أنك قلق لكن صدقني أنا يُمكنني أن أتصرف "

و بعدم ثقة سيهون تحدث فهو لا يعرف كيف يتصرف حتى لكنه يحاول بث الطمأنينة بقلب ماريا و عائلتها

__________________

" هيا معي "

والد سونغ كان يصرخ بغضب و هو يجرها خلفه بينما الأخري تتشبث بأي حائط تمر بجانبه ترفض المُغادرة

الجميع كان يقف بمكانه يُشاهد ما يحدث بقلق عدا السيدة كيم التي رغم ما تشعر به من غضب إلا أنها كانت تقف بمكانها ببرود تلبّس ملامحها، فـ والد سونغ أتي منذ دقائق طويله فقط كي يحضر زفاف ابنته و بمجرد أن علم بحقيقة هروب سيهون هو ظل يصرخ بغضب و يُلقي بتهديداته

و بالنهاية هو أشار إلى حراسه بعدما شعر بالإرهاق ليحملوا ابنته خارجاً

"سوف تندمون جميعاً علي ما فعلتموه بإبنتي"

تهديد آخر فارغ  ألقاه و هو يُشير إليهم بسبابته ليُغادر بعدها القصر لكن المُصيبة كانت تكمن بالمدعوين الذين أوشكوا علي الوصول

فضيحة قد تؤدي بالشركات إلي الجحيم خاصة و ان سيهون من قبل اعتدى على ابن أحد رجال الأعمال المُهمين و الذي لم يكن سوي مينهو صديقها لـ ماريا

"أين الفستان الذي أحضرته سونغ؟"

السيدة كيم تسائلت بهدوء و هيبا سريعاً أجابتها

"إنه بـ غُرفتي"

"لا أفهم أي كرامة تمتلك لتذهب من أجل شراء فستان زفاف قد تهرب منه العريس؟"

تشانيول لحّنها  و تنهد بصوتٍ عالٍ و هو يقترب من الأريكة كي يجلس واضعاً قدم فوق الأخري و هو ينظر نحو جدته التي تجاهلته

"أعطه إلي كيم هانييل كي ترتديه"

تشانيول شخر ساخراً و هز رأسه بيأس حينما وجدت جدته حلاً سريعاً كي تتخطى الفضيحة

" سوف نُعلن الليلة عن زواج كيم جونغ إن"

السيدة كيم رمقت تشانيول من الجانب بنظرة واثقه ثم سارت بعدها نحو الخارج تُجري بعض الاتصالات الخاصة بالعمل

"ماذا قالت للتو؟ "

هانييل همست بعدم إستيعاب فـ تنهد جونغ إن و هز رأسه إلي الجانبين ثم التفت يحمل عنها سويون

"يبدو أننا سنقيم حفل زفاف مُتأخر "

مد شفتيه إلي الأمام بإنزعاج و اتجه إلي الأعلى لتلحق به بعدم فهم فـ أسرعت هيبا نحوها و أمسكت بيدها قائلة

"تعالي معي "

سحبتها نحو شقتها و الأخري بتردد لحقت بها إلى الداخل تنتظر بغرفة المعيشه حتي عادت إليها هيبا و هي تحمل حقيبة الفستان

" ها هو... تجهزي و إذا أردتي أي مُساعدة يُمكنك استدعائي"

"لكن أنا لا أُريد أن أفعل هذا... أعني أن ارتدي ثوب زفاف و ابنتي الصغيرة على كتفي لهو أمر غريب "

بتوتر تحدثت هانييل لتبتسم هيبا

" لا يوجد أي شئ غريب بالأمر صدقيني... في الواقع هذا الزفاف الضخم تستحقينه أنتِ و ليس تلك المُزعجه سونغ "

هيبا قلبت عينيها بملل حين نُطقها إسم الأخري فـ همهمت هانييل بتردد و حملت عنها الحقيبة لتصعد إلي الأعلي ثم دخلت الشقة لتجد جونغ إن بوجهها فـ شهقت بفزع تتراجع خطوتين

" أعتذر فهذا لم يكن بالحُسبان "

أومأت إليه بتفهم و مسحت علي رأس سويون قائلة

" سوف أستحم سريعاً و أرتديه لذا.."

"لا تقلقي، لن أدخل الغُرفة حتي تنتهي"

قاطعها سريعاً و هي همهمت ثم سارت نحو الداخل كي تتجهز

جونغ إن اقترب من النافذة ينظر نحو الخارج يرى المدعوين يصلون الواحد تلو الآخر ليتنهد بضيق ثم التفت  نحو غرفته و نظر إلي ساعة يده بعدها

" لم تأخرت هذه؟"

تمتم بإستغراب و اقترب من الغُرفة يطرق الباب فـ انتفضت هي و استدارت تنظر نحو الباب بتوتر

"هانييل، هل انتهيتي؟"

"قليلاً بعد"

أجابته بتلعثم و من ثم عادت تحاول إغلاق سحاب الفستان لتزفر بضيق

"جونغ إن"

"ماذا؟"

"لا يُمكنني إغلاق السحاب "

بخجل نبست و توردت وجنتيها حينما فتح هو الباب عاقداً حاجبيه

"لماذا لم تقولي هذا باكراً؟"

هز رأسه  و اقترب يضع الصغيرة فوق السرير ثم التفت نحو الأخري لتضيق عُقدة حاجبيه و تجعد أنفه بإنزعاج و هو يتفحص ذاك الفستان

بدون حمالات و هناك فتحتين نحو الخصر و فتحة طويلة بطول الفستان حتي مُنتصف فخذيها إلي جانب أنه ضيق

"واااه، ما قطعة القماش هذه؟ "

بسخرية قهقه لتضم هي شفتيها بخجل فـ اقترب يقف أمامها قائلاً بهدوء

"استديري"

أمالت برأسها بعدم فهم ليرفع هو حاجبيه يحثها علي الاستدارة فـ فعلت

أنزل بيديه كي يُغلق السحاب فـ لفت نظره تلك البقع علي جسدها، كتفيها و ذراعها... من الخلف إنها أكثر وضوحاً و لم يغب عنه أن هناك علامات جديده

"أنتِ سمينه، لا يُمكنني إغلاق السحاب"

بسخرية مُصطنعه تحدث و بتلقائية رفع يده نحو تلك العلامات مُحاولاً لمسها لكنه سرعان ما سحب يده حينما التفتت هي نحوه

"ماذا أفعل؟ تلك سونغ هي النحيفه و أيضاً هذا الفُستان مُزعج"

صاحت بإنفعال و عينيها لمعتا بعبوس احتل شفتيها فـ أدرك أنه لربما مشاعرها تأذت من حديثه ليرفع كتفيه

"أنتِ مُحقه هي نحيفه و ذوقها بشع لذا لا ترتدي هذا... سوف أتصرف أنا، ليس و كأنني سوف أسمح بأن ترتدي زوجتي ثياباً عاريه "

تحدث بـ تسرع و هو يُشير بيديه في الهواء بتوتر بينما يقود خطواته نحو الخارج فـ إبتسمت هانييل بخفه و اقتربت من السرير تسحب ثيابها السابقه لتضعها علي كتفيها حتي عودته

جونغ إن دق جرس شقة بيكهيون فـ قابلته هيبا بحاجبين معقودين بإستغراب

" ااا هل تمتلكين بذلة بيضاء اللون... بذلة نسائية؟"

حك مؤخرة رأسه بإحراج و هو ينظر نحو الأرض فـ همهمت هي

"أمتلك واحده لكن قميصها أزرق، إذا أردتها كاملة بيضاء اللون يُمكنني استبدال القميص بآخر تابع لبذلة مختلفه"

أجابته بتفكير و إبتسمت نهاية حديثها فـ أومأ هو قائلاً

" هل يُمكنني استعارتها من أجل هانييل؟"

"لا مشكلة لكن قد تكون قصيرة بعض الشئ لأن هانييل أطول مني لكن ارتداء كعب سيكون جيداً للمظهر الخارجي "

همهم موافقاً إياها فـ أشارت إليه بالإنتظار و ركضت نحو غُرفتها تُحضر تلك البذلة و ما قد يتناسب معها من أحذيه و عادت إليه بعدها

" هذه الاحذية بمقاسات مختلفه لذا لتختر ما يُناسب قدميها "

" حسناً "

" هل الفستان به عيب ما؟ "

سألته ترفع حاجبيها فـ ضم هو شفتيه و همهم

"إنه عاري و هذا لا يُناسب ذوق هانييل"

هيبا ضحكت بخفة موافقة إياه ثم همهمت بتفكير

"يُمكنني مُساعدتها لجعل البذلة تتلائم مع المُناسبة لذا اجعلها ترتديها و بعد دقائق سوف آتي لمساعدتها إذا لم تمانع أنت بالطبع "

"لا مشكلة، هذا أفضل"

إبتسم بخفه و حمل عنها الأغراض ليصعد إلي شقته فـ تنفست هي الصعداء ثم سارت نحو غُرفتها تُحضر ما قد يتناسب مع تلك البذلة من حُليّ

_____________

بالأسفل حيث الجميع مشغول مع الضيوف الذين وصلوا للتو... الخدم يسيرون بينهم بأطباق تحوي قطع صغيرة من الحلوي و آخرين يحملون أكواب عصائر متنوعه

تشانيول كان يُراقبهم ببرود و بين الحين و الآخر هو يقلب عينيه بملل من ما يراه من تصنع... جميعهم متشابهين تقريباً و إبتساماتهم تلك لم تخلو من الزيف

اعتدل بوقفته حينما رأي كبيرة الخدم تقف بنهاية الصالون تُشرف علي البقية و قد لمحها تُشير إلي تشانسوك التي تقف عند باب المطبخ ثم دخلت  بعدها فـ إبتسم بمكر و انسحب بخطوات حذرة نحو المطبخ حيث تشانسوك التي تُساعد بقية الخدم بطلب من والدتها

الخادمات الواحده تلو الأخري انحنت إليه بإحترام و خرجن بعدها يحملن تلك الصحون التي جهزتها تشانسوك فـ أومأ إليهم تشانيول برأسه و اقترب بعدها ببطئ من الأخري التي تقف مُعطية إياه ظهرها

"تبدين جميلة اليوم"

همس بجانب أذنها فـ انتفضت هي بفزع و التفتت إليه ثم تنفست براحه حينما استوعبت أنه من يقف خلفها

"لم أقم بشئ مميز و حتي ثيابي عاديه"

رفعت حاجبيها تتحدث بهدوء مُبالغ و صوتها بدا عليه الحزن فـ إبتسم هو بخفه

"طبيعية للغايه و هذا ما يجعلك جميله "

غازلها بنبرة ثقيله و تنهد بعمق ثم اقترب منها يتلاعب بخصلات شعرها بأطراف أنامله ليُكمل

"أخيراً شئ يستحق المشاهدة بدلاً من تلك الوجوه المُزعجه"

أمال برأسه قليلاً و اقترب يطبع قُبلة علي جانب شفتيها فـ دفعته بخجل و التفت تُعطيه ظهرها

" القصر مُزدحم و قد يراك أحد ما"

"لن أتسبب لكِ بـ مُشكلة لكن.."

انحني قليلاً كي يصل إلى مستواها و همس بجانب أذنها يُكمل حديثه

" لأختم ليلتي برؤية وجهك من نافذة غُرفتي"

استقام بوقفته بعدها مُغادراً بملامح بارده و كأنه لم يفعل شيئاً لها و الأخري ارتجفت يديها بتوتر و مازالت تشعر بأنفاسه قريبة منها

___________

"لنضع بعض العطر"

هيبا عضت لسانها بتركيز و هي تمسح بأنبوب العطر الرفيع علي جانبي عنقها لـ هانييل ثم تنهدت براحة و ابتسمت بـ ثقه و هي تنظر نحو الأخري

البذلة ناسبتها لكنها كانت قصيرة لذا لم تُغطي أكمل ذراعها و حتي البنطال كان قصيراً من الأسفل لكن هذا جعلها تبدو أجمل و أرقي مع ذاك الصندل الأسود ذو الكعب العالي و عُقدٌ ماسي رقيق مع تسريحة شعر رقيقه حيث جمعت هيبا شعر هانييل إلي الأعلى قليلاً و تركت بعض خصلاته حره مع دبوس أبيض ناعم قد زيّن جانب شعرها

" الآن أصبحتِ جاهزة"

صفقت بحماس و اقتربت من السرير لتحمل سويون ثم أكملت

"سوف أهتم أنا بها حتي تنتهي الليلة لذا لا تقلقي"

هانييل همهمت لها شاكرة لتخرج الأخري و أشارت إلي جونغ إن الذي يجلس بغرفة المعيشه منذ أن انتهي هو الآخر من تجهيز نفسه

زفر بتوتر و اتجه إلي الداخل حيث هانييل التي تقف أمام المرآة تتفحص نفسها بإنبهار

و هو سريعاً صفّر بإعجاب و هو يقترب منها فـ انتفضت هي و التفتت نحوه بخجل

"أين ذهبت تلك القبيحه هانييل؟"

أدار رأسه بعدة جهات يدّعي بحثه عنها فـ ضربته علي وجهه بكفها ليتجعد أنفه

"اااه ها هي"

همس بإنزعاج مُصطنع و وقف بجانبها يثني ذراعه نحوها

"هيا بنا"

همس بلطف و هي تحمحمت بخجل لتعقد ذراعها مع خاصته و اتجها بعدها إلي الأسفل و مع ظهورهما تعالت أصوات التصفيق بعد أن بدأت السيدة كيم بالتصفيق أولاً و معها تعالت أصوات الهمسات المتفاجئة

الليلة كانت طويلة و مخيفه بالنسبة إلي هانييل علي عكس جونغ إن الذي شعر بالملل كونه يكره هذه التجمعات التي لا يعرف بها أحداً علي الرغم من أن الجميع يتحدث معه و كأنهم يعرفون بعضهم منذ زمن

و تلك الأسئلة الفضولية نحو خلفيتها لـ هانييل إلى أي عائلة تنتمي و كيف تزوجا

هذا كان يجعل من كليهما يشعر بالإختناق إلي أن انتهي الزفاف و جميع المدعوين غادروا بينما عائلة كيم كانوا يجتمعون بغرفة المعيشه كل منهم يجلس في موقعه عدا تشانيول الذي ظل واقفاً بمقدمة الغرفة بجانب الحائط عاقداً ذراعيه نحو صدره و قدميه احداهما كانت تتقدم الأخري بخطوة

" أشفق علي سونغ ربما تنام الليلة باكية"

قهقه ساخراً و تجاهل تلك النظرة الغاضبه التي تلقاها من جدته ليتنهد

"تقول أنني حاولت التحرش بها علي الرغم من أن الشخص الذي أوشك علي لمسها كـ أحد حقوقه فر هارباً خوفاً منها"

انفجر ضاحكاً بعدها و والدته وقفت من مكانها سريعاً و اقتربت منه بـ نية صفعه لكنه استوقفها بنبرة حاده و نظرة مُخيفة رمقها بها

"لا تُفكري بذلك"

رفع أحد حاجبيه بتحذير و حرك رأسه إلي الجانب كي تعود إلى مقعدها لتنظر نحو والدتها

" لا تقلقي لن يتم طردك من هنا بسببي... لأنه حين خروجي من هنا لن أصطحبك معي سيده كيم ماي شا"

زفر و اعتدل بوقفته يهز رأسه بملل

"هذا ممل لذا من الأفضل العودة إلى شقتي "

تحرك قاصداً الصعود لكنه عاد خطواته حينما لمح سيهون يدخل من الباب مُمسكاً بـ يد ماريا و للحظة قلب تشانيول ارتجف خوفاً علي هذا الصغير

بتردد سيهون اقترب منه و وقف بجانبه ليعقد تشانيول حاجبيه بعدم رضا من عودة الآخر لكن الأصغر تنهد بضيق و التفت حيث تجتمع العائلة و بدون استثناء جميعهم وقفوا بسرعه ينظرون إليه بصدمه فـ وقفت هانييل هي الأخري تتلفت بينهم بعدم فهم

"ماريا"

هيبا تمتمت بصدمه و اقتربت من أختها تُمسك بيدها و ضغطت علي كف ماريا بقلق

"مـ ماذا تفعلان سوياً؟"

سألت بـ تيهٍ و هي تنظر نحو وجه سيهون الذي تورم قليلاً بسبب والدها ليسحب الآخر  نفساً عميقاً ثم أجابها بجدية و هو يتشبث بـ يد ماريا بقوة

"أنا و ماريا قد تزوجنا اليوم"

شهقاتهم تعالت و بعدم تصديق جونغ إن قهقه فـ أمالت هانييل نحوه قليلاً تهمس متسائلة

"ما الذي يحدث؟"

لكنها لم تتلقى إجابه حيث أن الآخر مازال بصدمته

" ما الذي قُلته للتو؟"

والدته بأعين مُتسعه اقتربت منه فـ أعاد جُملته علي مسامعها لترفع يدها بـ نية ضربه لكن تشانيول أمسكها سريعاً و دفعها إلي الخلف كي تبتعد

"ما بالكم اليوم تتفاعلون كالبشر و ترغبون بصفع أبنائكم أم أن الخوف من فقدان الأموال يصنع المستحيل؟ "

صاح غاضباً و ختم حديثه بسخرية ليُشير إلي والدة سيهون بالعودة حيث كانت لكنها لم تفعل و اقتربت مرة أخرى من سيهون كي تصفعه لكن صوت السيدة كيم أفزعها

"كيم وايونغ عودي إلى مكانك "

" لكن... "

بنظرة حاده من السيدة كيم، الأخري عادت خطواتها و وقفت بجانب أخواتها لتسحب السيدة كيم نفساً عميقاً ثم زفرته قائلة

"اصطحب زوجتك إلي شقتك كيم سيهون"

"ألستِ غاضبة مني؟"

بصدمة سيهون تسائل و هي رفعت كتفيها بلا مُبالاة

"غضبي لن يُغير ما حدث لذا لا داعي لأن أُرهق صحتي"

مرر عينيه بينهم بإستغراب و بغضب تشانيول ضم قبضته  مُدركاً لحقيقة هذا الهدوء و يعلم جيداً أن أربعتهم في خطر سواء كان بيكهيون، جونغ إن، سيهون أو حتي هو نفسه

"اصعد إلي شقتك كيم سيهون"

مرة أخرى هي أشارت نحوه تتحدث بهدوء فـ ضغطت ماريا علي يده ليصعد معها بتردد نحو الأعلي و هيبا هي الأخري لحقت بهما

"ليذهب كل منكم إلي شقته، الوقت تأخر و لدي عمل في الصباح الباكر"

أمرتهم ببرود و سارت نحو غُرفتها ليتلفت الآخرين إلي بعضهم البعض

" بحق، لا يُمكنني التعرف على ذاك الصغير"

بدهشة جونغ إن تحدث ليتنهد تشانيول

"اصعد إلي شقتك جونغ إن"

والده تحدث فـ عقد جونغ إن حاجبيه بضيق و التفت نحو هانييل ليحمل عنها سويون النائمه

"هيا بنا"

همس و أشار إليها برأسه لتلحق هي به بينما بيكهيون اتجه إلي شقته بهدوء دون أن يُبدي أي رد فعل

" يبدو أن مراكزكم لدي السيدة كيم بدأت تتمايل و علي وشك السقوط "

تشانيول تمايل بجسده يسخر من والدته و خالته الصغرى بينما يتجه إلى الأعلى هو الآخر يحاول تجاهل خوفه و يتصنع السعادة أمامهم كي لا يلتمسوا قلقه

"ماريا، بحق ما الذي فعلتماه؟ والدي قد..."

"السيد يون يعرف بالفعل "

سيهون أجابها لـ هيبا و سحب ماريا يحتضنها من الجانب ليُكمل

"اللوم يقع عليّ بكل ما حدث"

"لا يهم علي من يقع اللوم سيهون... ما يهم هو أن هذه الخطوة صادمة و حتي الآن لا يُمكنني استيعابها"

" دعينا نتحدث غداً، أعدك سوف أُخبرك بكل شئ "
ماريا ربتت علي يدها تتحدث علي عجل حين رؤيتها جونغ إن يصعد السلالم و معه زوجته فـ همهمت الأخري بتفهم لتنزل إلي شقتها

" هاااي أنت "

بمجرد أن فتح جونغ إن باب الشقة نبس بوقاحة و أشار برأسه إلى سيهون  ليزفر الآخر بإنزعاج و همهم إليه فـ ابتسم بجانبية

" هذه المرة الأولى التي أشعر فيها بأنني أرغب بالإنحناء إحتراماً لك"

سيهون عقد حاجبيه و قهقه بإستغراب ليرفع جونغ إن كتفيه

" لكنني بالطبع لن أفعل"

الأصغر قلب عينيه بملل حينما التفت جونغ إن بغرور يدخل منزله و بإحترام انحنت إليهما هانييل لتلحق بزوجها و أغلقا الباب خلفهما

سيهون ضحك بخفه و هز رأسه إلي الجانبين ليلتفت بعدها نحو ماريا و ألقي بجسده فوق خاصتها يحتضنها بقوة حتي أمال جسدها إلي الخلف

" و أخيراً انتهي هذا الكابوس"

دفعها بجسده نحو الباب بينما يحتضنها ثم اخرج المفتاح و فتح الشقة ليدفعها نحو الداخل بخفه بعدها أغلق الباب

"لكنني مازلت خائفه"

"أنا كذلك... ربما فقط لأننا توقعنا ردود أفعال أسوأ"

"ربما"

رفعت كتفيها بعدم معرفة فـ ابتسم هو

" ااه لا أُصدق أننا تزوجنا"

همست بإبتسامة خجوله و هي تتلفت حولها تحاول إقناع نفسها بأن هذه حقيقة فـ أمال برأسه نحوها حتي تلامس جبينهما ليُغلق عينيه براحه

" رغم ما حدث و الطريقة التي تزوجنا بها لكنني أشعر بالراحة و السعاده"

ابتعد قليلاً يتحدث بهدوء و هي أومأت موافقة إياه  تعض علي شفتها السفلي بينما تُمرر عينيها بحركة دائرية خجولة من نظراته الهائمة نحوها

"اووه لقد نسيت الحقيبة بالسيارة... لا بأس معكِ بإرتداء شيئاً من ثيابي اليوم صحيح؟ "

نبس بتفاجؤ و هي قلبت شفتيها تومئ ببراءة فـ قهقه هو بـخُبثٍ و انحني يحملها بين ذراعيه لتشهق هي بفزع و تعلقت برقبته

"الليلة لا داعي لأي ملابس"

عقدت حاجبيها بعدم فهم و تدريجياً عينيها اتسعتا حينما فهمت ما يرمي إليه لتصرخ بفزع

" مهلاً نحن لم نتفق علي ذلك"

"نحن لم نتفق علي أي شئ سيده أوه ماريا"

أمال برأسه قليلاً و هو يقلّدُ نبرتها بينما يتجه بها نحو الغرفة حتي وصل إلي السرير ليضعها برفق و اعتلاها يستند بـ كفيه على جانبي رأسها

"أوه ماريا"

همس بإبتسامة سعيدة و هي همهمت تضم شفتيها بخجل لينحني نحوها قليلاً يلمس جبينها بـ شفتيه طابعاً قُبلة رقيقه هناك

"أوه ماريا"

و مرة أخرى هو همس و قهقه بخفوت فـ ضحكت هي الأخري

"أُحبكِ"

أغلق عينيه يُلامس شفتيها أثناء همسه الخافت ليسحب شفتها العليا بعدها و مرفقيه استند بهما علي السرير ينحني بجسده نحوها أكثر بينما كفه اليُمني ارتفعت حيث وجنتها يمسح عليها بـ رقه و ذراعيها قد أحاطا عُنقه تُبادله قُبلته علي استحياء

بالأسفل حيث شقة بيكهيون... هيبا دخلت الشقة تتنهد بضيق من حين لآخر و عقلها مشغول بالتفكير فيما فعلته ماريا و حتي ردة فعل بيكهيون خاصة و أنه مُتحيز كثيراً لجدته و قوانينها الصارمه

زفرت بقلق حين رؤيتها لـ بيكهيون يستلقي علي السرير و عينيه تنظران نحو السقف بشرود فـ اتجهت نحو خزانة الملابس و أخرجت ثياباً منزلية لها ثم عادت تستلقي بجانبه بعدما انتهت

"بيكهيون"

نكزت كتفه بسبابتها لينتفض بفزع

"متي أتيتِ؟"

سأل بإستغراب و أعاد بنظراته نحو السقف فـ عقدت هي حاجبيها و استدارت تنام علي جانبها تنظر إليه

"الن تصرخ بوجهي و تغضب بسبب ما فعلته أختي؟"

عقد حاجبيه بإستغراب و التفت إليها برأسه

"و لماذا أغضب منكِ؟... أيضاً أنا لست غاضباً من ما فعله سيهون و ماريا "

استقامت بجذعها تنظر نحوه بصدمة ثم تحسست جبينه

"يا إلهي، هل أنت مريض؟"

قهقه بصوتٍ عميق رجولي و استدار بجسده ينام علي جانبه بينما ينظر إليها و بـ هيامٍ تحدث

"لقد فعلا ذلك بدافع الحب و أنا أتفهم ذلك فالحب يجعل الشخص أحمقاً و متهوراً "

" أوووه و منذ متي أنت عقلاني هكذا سيد بيون؟"

بتفاجؤ تسائلت و قهقهت نهاية حديثها ليتنهد بعمق

"منذ أن وقعت بالحب"

"فتي جيد، فتي جيد"

أثنت عليه بنبرة طفوليه و هي تمسح علي رأسه فـ وضع كفيه أسفل وجنته حيث ينام عليها و تنهد قائلاً بنبرة هادئه حنونه

" ألا تعتقدين أنني أستحق قُبلة كـ مُكافئة علي عقلانيتي هذه... إنها حقي، أليس كذلك؟"

"أنت مُحق، الحب يجعل من الشخص أحمقاً "

صاحت به ساخرة و استلقت على جانبها الآخر تعطيه ظهرها ليتنهد هو بحنق و اقترب يحتضنها من الخلف هامساً بإنزعاج طفولي

"أتمني فقط أن أتمكن من تقبيلك قبل أن يشيب شعر رأسي "

________________

في شقة تشانيول حيث غُرفته المُطلة علي منزل كبيرة الخدم... كان يقف بشرود يُفكر في تصرفات جدته

هدوئها أكثر إخافة من غضبها المُعلن و هو أكثر من يعلم كم جريمة ارتكبت بحق المُحيطين بها

تنهد و حرك رأسه بحركة دائرية يتخلص من ألم رقبته حتي توقف عن الحركة حين رؤيته تشانسوك تقف أمام باب منزلها و تنظر نحوه بحاجبين معقودين

أشارت إليه نحو هاتفها و بعدم فهم أمال برأسه إلي أن سمع صوت هاتفه فـ سحبه يفتح تلك الرسالة

(تبدو مُخيفاً وسط هذا الدُخّان)

زفر أنفاسه ليخرج الدخان من بين شفتيه ثم أطفأ سيجارته يضغطها ضد النافذة و  أشار إليها بـ يده أنه أطفأها لتومئ هي إليه بحزم

(إبتسم، تبدو قبيحاً)

أرسلت إليه رسالة أخري فـ ضحك بـ مُجرد قرائتها و رفع سبابته و إبهامه بعلامة صح أسفل ذقنه ثم ابتسم بإتساع بينما يُغلق عينيه لتبتسم هي

(غداً سوف أصطحبك إلي مكان ما لذا لا تأخذ مواعيد مع أي شخص)

(أسنذهب في موعدنا الأول غداً؟ )

إبتسم بخبث حين رمقته هي بإنزعاج ثم جعدت ملامحها و هزت رأسها نافيه تُرسل إليه رسالة أخيره

(لا بل سنذهب في نُزهة كـ صديقين، مجرد صديقين بروفيسور )

To be continued.....









Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top