17

Start

" سيد كيم ، إنه موعد الإفطار "

هيبا فتحت عينيها علي صوت طرق باب غُرفة نومها لتعقد حاجبيها بإنزعاج ثم  استقامت مُبتعدة عن السرير و اقتربت من الباب وهي تتمطي لكنها لم تجد أحداً أمام الباب كونها عادة الخادمة في طرق الباب ثم المغادره

" توقفي "

استوقفت الخادمة قبل أن تخرج من باب الشقة فـ انحنت إليها الآخري بإحترام و تحركت بعينيها معها إلي أن وقفت هيبا أمامها و مدت يدها نحوها 

"مفتاح الشقة "

همهمت الخادمة ترفع حاجبيها بعدم فهم لتزفر هيبا و سحبت  المفتاح من يدها 

" هذا خاص بالسيدة كيم و..."

" هذه شقتي أنا و زوجي و نرغب ببعض الخصوصية لذا إذا أردتم شئ يمكنك الضغط علي الجرس أو طرق باب الشقة "

هيبا شرحت بهدوء و بنهاية حديثها إبتسمت تُربت علي كتف الخادمة 

" إذا السيدة كيم تحدثت أخبريها أنني من أخذته منكِ بالقوة "

أشارت نحو الباب بعدها لتنحني الخادمة بتردد ثم تراجعت بظهرها مُغادرة الشقة

هيبا تنهدت و مسحت على عنقها تنظر بالمكان بحثاً عن بيكهيون إلي أن رأته يخرج من الحمام و حين رؤيتها هو توقف عن تجفيف شعره و عينيه تنظر نحوها بـ حزن فـ تنهدت قائلة

" لن أنزل لتناول الإفطار معهم"

"كما تُريدين"

أومأ سريعاً موافقاً إياها لتقترب منه خطوة

" لنتناوله بالخارج"

"كما تُريدين"

زمت شفتيها و اقتربت خطوة

"سوف نقضي النهار بأكمله بالخارج حتي وقت مُتأخر"

ابتلع بيكهيون ريقه بـ تردد لترفع هيبا أحد حاجبيها مُنتظرة إجابته فـ هز رأسه بالإيماء

" سوف نبقي الليلة بمنزل والداي"

"لا تتركيني هيبا"

"قلت سوف نبقى، كلينا و ليس أنا فقط"

ضم شفتيه و أومأ لتقترب منه خطوة أخري

" كما تُريدين "

" ليس كما أُريد بيكهيون، بل ما الذي تُريده أنت؟ "

اقتربت الخطوة الأخيرة منه مانعة وجود أي مسافة بينهما ثم رفعت حاجبيها تحثه علي الإجابة

"أنا فقط أريد... فقط أريدك سعيده، و لا أريدك أن تتركيني أبداً"

"متي..أخبرتها بشأن علاقتنا؟"

بللت شفتيها ثم ابتسمت بتصنع نهاية حديثها تتماسك كي لا تبكي مرة أخرى

"صدقيني هذا منذ وقت طويل، أنا لم أعد أُخبرها أي شئ بشأننا"

أومأت برأسها عدة مرات و هي تنظر نحو الأرض بـ شرود فـ اقترب يُحيط وجنتيها بـكفيه

" لم تعودي غاضبة مني؟ "

رفعت عينيها ببطئ حتي استقرت علي وجهه تنظر نحوه بهدوء ثم همهمت

" عينيكَ لا تبدو بخير"

"ااه، لم أنم جيداً "

أمسكت يده تجره نحو الأريكة كي يجلس ثم جلست على رُكبتيها بجانبه و سحبت المنشفة كي تُجفف شعره

"هل مازال رأسك يؤلمك؟"

"قليلاً "

تثاءب بـ نُعاس و ألقي برأسه فوق صدرها مُغمضاً عينيه بتعب فـ إبتسمت هي بخفه تنظر نحو وجهه العَبوس و أكملت تجفيف شعره تمسح عليه بـ خفة كي لا تُزيد من ألم رأسه

بعد دقائق هي انتهت من تجفيف شعره لتضع المنشفة فوق مسند الأريكة و دفعت رأسه بخفه

" اذهب إلى الغرفة كي تنام قليلاً و بعدها يمكننا الخروج لتناول الإفطار"

"ألستِ جائعة؟"

همس بـ أعين شبه مُغلقة فـ نفت برأسها

" يمكنني الانتظار"

"أنا آسف"

"لا بأس، هيا تعال معي "

وقفت من مكانها و احتضنت خصره تساعده في الدخول إلى الغرفة و إلى أن استلقي فوق السرير

" لا تتركيني "

همس بخفوت و هو يسحبها من ذراعها حتي تمددت بجانبه ليحتضن خصرها و دفن رأسه بعنقها

"هذا أكثر راحة"

هيبا إبتسمت حينما استقرت أنفاس زوجها سريعاً دلالة علي نومه ثم رفعت ذراعيها تُحيط جسده و تُداعب خصلات شعره من الخلف

بالأسفل حيث من تبقي من العائلة اجتمع، السيدة كيم كانت تنظر نحو الجانب الفارغ من الطاولة حيث لا يوجد به سوي إبنها الوحيد و هو الرجل الوحيد المتواجد حول تلك الطاولة

"السيد كيم سيهون غادر ليلحق بالطائرة، السيد كيم تشانيول غادر من أجل عمله و السيد كيم بيكهيون..."

الخادمة ابتلعت كلماتها بتوتر حينما التفتت نحوها العجوز ترمقها بحدة لتُكمل بتلعثم

"السيدة كيم زوجته هي من قابلتني، لقد سحبت مني مفتاح الشقة و طردتني بعدها"

السيدة كيم ضمت يديها بغضب لتبدأ قبضتيها بالتراخي تزامناً مع ظهور إبتسامة جانبيه علي شفتيها

" يمكنكِ المُغادرة"

أشارت بـ سبابتها نحو الخادمة فـ انحنت و تراجعت بظهرها عدة خطوات ثم استقامت و سارت حيث المطبخ

" إذا أراد أبنائكم التحدي فلا يوجد خاسر سواهم "

_____________

عدة ساعات مرت و موعد المُحاضرة الأخيرة قد حان فـ وقفت تشانسوك من مكانها تجمع أغراضها الخاصة بتعجل في حين شيومين كان ينظر إليها بإستفهام و كلما وضعت غرضاً بحقيبتها هو يُخرج غيره

"شيومين، توقف "

هسهست بتوتر فـ هز رأسه إلي الجانبين و اقترب منها قليلاً ليصيح بهمس

"فقط أخبريني ما خطبك، لماذا تهربين من كيم المُزيف مرة أخرى؟"

"هذا لأنه..."

ضمت شفتيها سريعاً مُستدركة ما كانت علي وشك الإفصاح به لتتنهد

" سوف أُخبرك لاحقاً"

شيومين أصدر صوتاً يدل علي الرفض و هو ينفي برأسه بينما يسحب الحقيبة منها

"اتركـ اااه..."

جعدت ملامحها بإنزعاج و هي ترى تشانيول يدخل من باب القاعة بخطواته المُتساوية

وضع أغراضه فوق الطاولة  ثم فتح الكتاب ليرفع رأسه ببطئ ينظر نحو الطُلاب

" الأوراق التي منحتكم إياها سابقاً هل بدأ أي منكم العمل بها؟"

سأل بهدوء و نظر نحو الكتاب ليضعه علي وجهه حيث الصفحة التي حددها قبل أن يبدأ بالسير بالفواصل المتواجده بين مقاعد الطُلاب

" لم أبدأ بعد في الواقع"

"أنجزت القليل منها"

"مازلت أحاول التخيل"

" أحاول الوصول لشئ فريد من نوعه "

إجابات الطُلاب المُتواصلة و المُتحمسة جعلت من إبتسامة تشانيول تتسع و هز رأسه بالإيماء مع كل إجابة منهم

" البدء الآن بها أو لاحقاً ليس هذا ما أهتم لأمره بل أردت التأكد من أنكم تتذكرون أمر تلك الأوراق "

" نتذكرها بروفيسور "

أجابوه معاً فـ صفق هو بحماس و ضحك بخفه ليضحكوا هم الآخرين و همسات بدأت تتردد بينهم عن كونه لطيف و مُختلف عن العادة

"أسمعكم يا رفاق"

قلب عينيه ساخراً عاقداً ذراعيه إلي صدره ليضم شفتيه بإحراج كل من تحدث عنه للتو

" لا بأس بالضحك مع طلابي للتخفيف عنهم قليلاً لكنني صارم فيما يتعلق بالدراسة"

أشار لهم بـ سبابته بتحذير و هو يُضيق عينيه قليلاً يتبادل النظرات بينهم حتي استقرت نظراته علي تلك التي لم تجلس منذ دخوله

قهقه بدون صوت و اقترب منها حتي وقف بجانبها لكنها لم تلتفت إليه فـ انحني بجسده قليلاً نحوها و هو يميل برأسه كي يرى وجهها

" ما الخطب آنسه تشوي؟"

حركت عينيها ببطئ إلي جانبها لتتسع عينيها حين رؤيته يقف بجانبها و هذه لم تكن المرة الأولى لكنها بمشاعر مُختلفة عن السابق

"هل تُريدين شئ ما؟"

وضعت يديها علي شفتيها تهز رأسها نافيه سريعاً فـ ضم شفتيه يمنع نفسه من الضحك و أومأ برأسه

" اجلسي آنسه تشوي، أنتِ تُشتتين زُملائك"

جلست بظهر مُستقيم و أعين مُتسعه ليهز رأسه إلى الجانبين و سار يُكمل حديثه مع بقية الطُلاب

-----------

Flash back

قبل عدة ساعات حيث توقف تشانيول بسيارته بـ بُقعة بعيدة عن الجامعه و بمكان خالٍ حيث لا يراهم أحد

"هنا جيد؟"

سألها بسخرية فـ رفعت رأسه تنظر نحو الخارج بقلق ثم تنهدت براحه حينما رأت المكان فارغاً

" نعم"

"الجامعة لازالت بعيدة يُمكنني..."

"لا ،هنا جيد سوف أستقل سيارة أجرة من هنا"

همهم يرفع كتفيه بإستسلام فـ عقدت حاجبيها و التفتت نحوه ثم هسهست

" لا أفهم ما الداعي من ذلك، هل تحاول الإنتقام مني؟"

جعد أنفه بإنزعاج و ضرب جبينها بـ سبابته لتغلق عينيها بألم

" أنا أرغب بإيصالك لكنكِ الشخص الخائف هنا لذا لا تتهميني بأمور باطلة "

" بالطبع خائفة، أنا لا أُريد مشاكل لذا توقف عن التصرف بـ تهور"

اقترب يطبع قُبلة سريعه علي شفتيها ثم إبتعد و عينيها بصدمة تحركت معه

"قلت توقف عن التصرف بـ تهور"

"حسناً"

أومأ و طبع قُبلة أخري علي شفتيها لتضمهما بخجل

" لا تُقبّلني كلما أردت ذلك "

"حسناً "

ببراءة نبس و طبع قُبلة أخري لتضع يديها علي شفتيها تصرخ بصوت مكتوم ثم التفتت تفتح الباب ليسحبها من ذراعها و ينغلق الباب

"ماذا؟ "

رفعت حاجبيها بإستغراب ليبتسم بـ إتساع و استند برأسه ضد مسند مقعده هامساً

"أتمني لكِ نهاراً سعيداً "

" هذا فقط؟"

قهقهت بخفوت فـ اقترب منها بحركة سريعه يهمس أمام شفتيها

"و هل تُريدين شيئاً آخر؟"

هزت رأسها بخجل لتسحب حقيبتها و خرجت من السيارة تركض مُبتعدة عنه

End flash back

---------

تشانسوك سحبت الكتاب تختبئ به و هي تصرخ بصوت مكتوم تتذكر ما حدث صباحاً و تشعر بالإحراج كلما فكرت أنه ربما اعتقد أنها كانت تقصد أن يقوم بتقبيلها

و بصوت صراخها المكتوم هي جذبت أنظار الجميع و التفتوا نحوها

"سوكي، توقفي هذا مُحرج"

شيومين همس بإحراج و هو يحاول الاختباء من نظرات الطلاب نحوهما فـ رفعت رأسها تنظر إليهم حتي وقعت عينيها علي تشانيول الذي يقف أمام اللوح و يبتسم بخفه فـ عادت تُلقي برأسها داخل الكتاب بخجل

______________

"تبدين رائعه"

بيكهيون حك مؤخرة رأسه بخجل و هو يُراقب هيبا أمام المرآة تضع اللمسات الأخيرة بـ مظهرها

"أحاول جاهدة كي أليقُ بـ وسامتك سيد بيون"

انحنت بإحترام و هي تُمسك بطرف ثيابها فـ ضحك بخفه و اقترب منها يُمسك بيدها

"سيده بيون"

إنحني يطبع قُبلة رقيقه علي ظاهر كفها لتبتسم هي بـ إتساع حين سماعها للإسم الذي لقبها به و بـ رُقي هو عقد ذراعيهما سوياً و اقترب يحمل حقيبتها الخاصة و حقيبة ملابسهما لـ يُغادرا القصر بعدها

فتح باب السيارة و أشار لها بالدخول فـ فعلت ثم فتح الباب الخلفي يضع الحقائب هناك و بعدها هو صعد إلي المقعد بجانبها يقود بإبتسامة مُتسعة

"تبدو سعيداً "

ضم شفتيه يومئ بطفولية ثم جعد أنفه قائلاً بخجل

"تذكرت لقائنا الذي دبرته السيدة كيم سابقاً"

التفت ينظر إليها ثم أعاد عينيه نحو الطريق و أكمل حديثه

" على الرغم من الطريقة التي انتهي بها اللقاء حينها لكنني كنت سعيداً...أعني التحدث مع شخص ما و تناول أطعمة من السوق ، لطالما رغبت بشئ كهذا"

هيبا ضحكت و اقتربت تحتضن ذراعه مُتكئة بـ ذقنها فوق كتفه بينما تنظر إلي وجهه القريب منها

"هل هناك شئ آخر ترغب بتجربته؟"

همهم بتفكير ثم أومأ بسرعه و عينيه تلمعان بحماس

" أريد أن أتناول كعكة السمك، لطالما أردت تجربتها منذ أن كنت طالباً بالثانوية حينها كانت تُباع بالقرب من مدرستي، أرغب أيضاً بالذهاب إلي السينما لمشاهدة فيلم ما، الذهاب للتسوق معكِ، أتعلمين سابقاً أردت اللعب مع والدي كرة القدم و يتركني أفوز كما كان والد سيهون يفعل معه "

ملامح هيبا تجعدت و شفتيها تقوستا بعبوس حينما قهقه بيكهيون بحزن و هز رأسه إلي الجانبين

" هو شخص ميت بالنسبة لي لذا لا بأس "

هز رأسه للأعلى و أسفل بإبتسامة مُنكسرة

" حينما أحصل على طفل سوف ألعب معه كرة القدم و أتركه يفوز، سوف أُعلمه السباحة و أحمله فوق أكتافي و..."

قوس شفتيه بعبوس و هو يُركز بعينيه علي الطريق مُحاولاً تجنب نظرات هيبا

" دعنا نفعل كل ما تُريد... لنذهب إلي مكان بعيد وحدنا و لتكون مُهمتي تحقيق جميع أحلامك "

" هيبا "

بجدية نبس و التفت يُمسك يدها لتبتعد عنه قليلاً و هي تنظر إلى تشابك يديهما

" أهم أحلامي هو أن لا تتركيني... شعور الضيق بداخلي بدأ يخف تدريجياً و كلما أفصحت عن ما بداخلي أشعر بالراحة... لا أمتلك غيرك يُمكنني أن أُخبره عن ما أريد و ما أشعر به لذا لا تتركيني أعود لما كنت عليه وحيداً و ضعيفاً"

"وااه يبدو أن السيد بيون واقع لزوجته"

نكزت ذراعه بـ سبابتها تدّعي الخجل مُمازحة إياه فـ ضحك بخفه

" أنتِ مغرورة "

" فقط اعترف "

رفعت كتفيها بـ ثقه ليهز رأسه إلي الجانبين بيأس

" هل تعتقدين أن السيد يون سيقبل بأن أبقي بمنزله؟ يبدو و كأنه لم يعد يُطيقني... أنتِ لم تري كيف كان البارحة "

"غضب أبي سيئ، قد يقتلك"

تحدثت بلا مبالاة فـ صاح الآخر بصدمة و أوقف السيارة جانباً

" تمزحين؟"

"لا... والدي غضبه سيئ لكن لا تقلق إذا حاول ضربك فـ سوف أقف بوجهه قائلة.. لااا تفعل هذا زوجي "

ختمت حديثها بدرامية و هي تفرد ذراعيها إلي الجانبين

" دعينا لا نذهب اليوم "

و بيكهيون صدّق حديثها و رفض فكرة الذهاب بخوف غير مستعد لأي ألم قد يحصل عليه من لكمات والد زوجته

" لا تكن جباناً "

ألقت بـ كفها أمامه بسخرية فـ هز رأسه بـ رعب

" حقاً لا يُمكنني تحمل أي ضرب من والدك، أشعر بالألم منذ الآن"

احتضن جسده بيديه و قد ارتجف مُقشعرّاً فـ قلبت هيبا عينيها و اقتربت تهمس أمام شفتيه بخبث

"أعدك مُقابل كل لكمة تتلقاها سوف أمنحك قُبلة "

بيكهيون ضيّق عينيه بـ شك فـ أومأت هيبا و هي تتراجع إلي الخلف ليتنهد هو

" هو والد زوجتي لذا بأس بأن يُبرحني ضرباً، أليس كذلك؟"

تحدث بسرعة و كأنه يُقنع نفسه ثم ابتسم و هو يلتقط أنفاسه لتومئ إليه هيبا موافقة إياه

" هيا قُد نحو منزل والداي "

" الآن؟ "

صرخ بفزع فـ ضحكت هي بصخب

"أبي يكون بالعمل بهذا الوقت لذا لا تقلق"

---------

بيكهيون pov

أومأت إليها بتردد لأتوجه بعدها نحو منزلهم

أشعر بالتردد و القلق فـ هي لم ترى كيف كان والدها البارحة، ماذا لو رفض مغادرة هيبا معي و أصر علي أمر الطلاق؟

لا يُمكنني فعل ما يُريد... لقد اعتدت وجودها في حياتي، ليلاً حينما أنام بين أحضانها أشعر بـ أمان لم أعهده قبلاً

هذا ما تمنيته طوال حياتي، ربما تكون التعويض عن حياتي التي قضيتها دون والدين

أوقفت السيارة بجانب منزلها و خرج كلينا لأحمل الحقائب لكنني كنت جبان كفايةً لأسير في المقدمه لذا تراجعت إلي الخلف أتركها تتقدمني و هي بمزاح فردت ذراعيها علي الجانبين

"لا تقلق سوف أحميك"

ربتت علي ذراعها من الأعلى حيث من المفترض انها تمتلك عضلات فـ ضحكت بخفه

"أشعر بأن والدك سوف يقتلك قبلي "

قهقهت ساخرة ثم رفعت كتفيها بغرور و أشارت لي كي أتبعها

جميع ملامحها تبدلت من مازحة و مرحة إلي أخري هادئة حينما فتحت والدتها الباب و أنا بخوف اختبأت جانباً أستمع إلي حديث والدتها القلق

"لست وحدي"

تراجعت إلي الخلف و سحبتني من ذراعي كي أقف أمام والدتها و الأخري حين رؤيتي عقدت حاجبيها ثم أشارت لنا بالدخول

من الواضح أنه غير مرغوب بتواجدي هنا

"ماريا، هيبا و زوجها هنا"

صاحت بصوتٍ عالٍ لأنتفض بفزع فـ فِعلتها تلك فاجئتني و لحظات من ندائها ثم رأيت الأخت الصغرى تخرج من غُرفتها و عينيها تلمعان بحماس حتي رأتني

ما الخطب معهم؟ لم وجوههم تتبدل حين رؤيتي و لم نظراتهم نحوي غير مُرحّبه

"مـ مرحباً سيد... كيم "

تحدثت بتلعثم و انحنت لي فـ أومأت لها برأسي ثم التفت نحو هيبا لأضغط علي يدها بخفه

"أنت بخير؟"

سألتني ترفع حاجبيها و تُمسك يدي بقوة و إبتسامتي حينها خرجت بتلقائية سعيداً بتلك النبرة القلقه... لم أشعر من قبل بأن هناك من قد يقلق بشأني أو يهتم لي سوي تشانيول و سيهون

"بخير لكن..."

ضممت شفتاي أُشير بها بعيناي نحو والدتها التي لم تتوقف عن النظر نحوي بحده و كأنني قتلت لها عزيزاً

صدقاً هذا غير مُريح البته

"سوف نذهب لغُرفتي كي نبدّل ثيابنا"

تنهدت براحة لأقف معها كي نتوجه حيث غُرفتها فـ استوقفتنا والدتها بتفاجؤ

"اعتقدت أنكِ ستغادرين سريعاً"

"لا، سوف نبقى هنا الليلة"

"لماذا؟!"

"لنتحدث لاحقاً، أمي"

هيبا قهقهت بخفه حينما رمقتها والدتها بعدم إستيعاب ثم سحبتني معها حيث غُرفتها تُغلق الباب خلفنا

" ما الأمر بيكهيون؟ هل مازال رأسك يؤلمك؟"

همهمت بالنفي و تنهدت لأقترب من السرير أجلس علي طرفه و بجانبي وضعت الحقيبة

" يبدو بأن الجميع لا يرغب برؤيتي هنا، أشعر بالإختناق من نظراتهم لي و..."

"بيكهيون"

قاطعتني بنبرة رقيقه لأرفع رأسي نحوها و لم أبتعد بنظراتي حتي جلست بجانبي و احتضنت يداي بين كفيها

"أبي و أمي إنهما لطيفين لكن ربما هما مازالا مُنزعجان مما حدث البارحة"

ضمت شفتيها و هزت رأسها لتُكمل بإبتسامة

" سوف أتحدث معهما لذا لا تقلق"

أومأت بتردد ثم أنزلت برأسي أنظر إلي يدينا حيث إبهامي يمسح علي كفها المُتعانق مع خاصتي

"والدك لن يُصر على بقائك هنا و تركك لي أليس كذلك؟ "

" هو لم يُجبرني يوماً علي فعل شئ لا أريده و أنا لا أريد أن أتركك فـ توقف عن القلق"

تركت يدي لتمسح علي وجنتاي و أنا بطواعية أومأت إليها ثم رفعت رأسي حينما ضحكت هي بخفه

"ماذا؟"

"تبدو كـ جرو لطيف و أنت خائف من والداي "

تنهدت بصوتٍ عالٍ أقلب عيناي بملل علي تشبيهها لي بالجرو و علي حين غُرة هي ثبتت رأسي و اقتربت تطبع قُبلة طويله علي جبيني معها دق قلبي بتوتر و سعادة

"هنا لن أُملي عليك ما تفعله، اتبّع قلبك و عقلك فلا وجود للسيدة كيم و لا أنا بالشخص الذي يُحب فرض سيطرته"

همهمت إليها و بعدها هي وقفت تُخرج ملابسها من الحقيبة فـ سألت عاقداً حاجباي

"إلي أين؟"

End pov

-------

"أريد أن أتحدث مع ماريا لذا سوف أغير ثيابي بغرفتها بينما أفعل... ااه و لا تتأخر لأنني سوف أنتهي سريعاً و بعدها سـ أُعد الطعام من أجلنا "

هيبا خرجت من الغرفة و هي تحمل ثيابها المنزلية و أشارت إلي ماريا التي تجلس بغرفة المعيشه كي تلحق بها فـ فعلت لتدخلا الغرفة و أغلقتا الباب

" ما مُشكلتك ماريا؟ لا تبدين بخير، لم تأتي إلي العشاء البارحة و حتي أمي قالت أن هناك خطب بكِ "

سألت دُفعة واحده و هي تخلع ثيابها فـ زفرت ماريا و اقتربت تجلس على طرف السرير بـ عبوس

"شجار صغير مع أبي"

"و ما الأمر الذي قد يتسبب بشجار بينك و بين أبي؟"

ارتدت ملابسها العلوية و انحنت تحمل البنطال كي ترتديه بينما تنظر نحو أختها الأصغر

" شئ خاص، أخبريني أنتِ... لم بيكهيون هنا ؟"

"شجار بيني و بين السيدة كيم و بيكهيون كي يُصالحني وافق علي بقائنا هنا الليلة "

بإختصار أجابت ماريا تحترم رغبة الأخري في عدم الإفصاح عن أمرها الخاص مع السيد يون، و تزامناً مع انتهاء هيبا من الحديث صاحت ماريا بصدمه

" بيكهيون هنا من أجلك فقط؟ تمزحين... و هل السيدة كيم تعرف ذلك؟ "

هيبا ضمت شفتيها بإبتسامة متسعه و هزت رأسها بالنفي حتي فغر فاهها لـ ماريا

"لا أُصدق، سيهون قال أن بيكهيون لا يتخذ خطوة دون أوامر السيدة كيم"

ابتسامة ماريا تلاشت حينما استوعبت ما نطقت به، إسم سيهون كان ذو أثر علي قلبها و جسدها الذي ارتجف مُقشعرّاً

" سيهون لم يرى بعد التغيرات التي طرأت علي بيكهيون، ذاك المسكين مشغول بمشاكله الخاصة "

هيبا زفرت و اقتربت ترتمي بجانب ماريا و استندت برأسها علي كتف الأصغر

"لا أعلم ما خطب السيدة كيم تتعامل مع أحفادها بهذه الطريقة، إنها تتحكم بحياة الجميع و كأنهم مجرد دُمي.... سابقاً فرضت علي بيكهيون الزواج مني لكنه وافقها أما الآن من الواضح أن سيهون يرفض هذا الزواج فـ لماذا... "

"مهلاً مهلاً... أي زواج تقصدين؟"

ماريا قاطعتها بإستغراب و هي تدفعها بخفه كي تجلس مقابلة لها

" ألا تعلمين بالأمر؟ "

ماريا نفت برأسها بتردد فـ رفعت هيبا حاجبيها بتفاجؤ

" اعتقدت أنكِ تعرفين كونكما صديقين... السيدة كيم منذ يومين تقريباً تحدثت بأمر زواج سيهون من سونغ، إنها أحد أقاربهم ربما رأيتها بـ يوم زفافي أو حين أتيتِ لمراقبتي أنا و بيكهيون فهي كانت متواجده "

بـ تيهٍ هزت ماريا رأسها تنفي معرفتها بـ سونغ فهي تعرفها ربما بالإسم فقط من حديث سيهون عنها لكن لم يسبق لها رؤيتها

أو ربما هي لا تتذكرها جيداً

" متي... متى سيتزوجان؟ "

" بعد أقل من أسبوعين... تلك العجوز تُجهّز لزفاف ضخم من أجلهما رغم أنها رفضت أن تفعل ذلك من أجلي أنا و بيكهيون"

بإنزعاج ختمت حديثها لكن ماريا لم تسمع آخر ما قالته فـ عقلها كان شارداً

ربما يكون هذا ما دفع سيهون للتسرع و طلب يدها للزواج بتلك الطريقة

" ااه أنا و بيكهيون لم نتناول فطورنا بعد لذا سوف أذهب لصنع شيئاً كي نتناوله، هل تُريدين؟ "

هيبا ضربت كتف الأصغر كي تُجيبها فـ شهقت ماريا بفزع ثم أومأت إليها حينما استوعبت ما قالته و بعدها هيبا غادرت مُتجهة إلي المطبخ في حين ماريا ظلت بـ بُقعتها تنظر إلى هاتفها بـ عبوس

بللت شفتيها ثم ضمتهما ببكاء لتحمل الهاتف تنظر إليه قليلاً

~هو لن يُسامحني ~

~لقد وثق بي و أنا كنت حمقاء ~

تمتمت ثم مسحت علي عينيها بخشونة تلغي الحظر و قبل اتصالها به هي تذكرت والدها

~لن أتصل به، قد أضعف و أنا لا أريد خسارة أبي ~

زفرت أنفاس مُرتجفة و مسحت علي عينيها تُلقي بالهاتف خلفها حينما سمعت صوت هيبا

~قادمه ~

أجابتها بصوتٍ عالٍ و وقفت من مكانها بينما تمسح وجهها تمحو آثار بكائها

خرجت بخطوات ثقيلة نحو طاولة الطعام و سحبت كُرسياً لتجلس مُقابلة لـ هيبا و زوجها

"ماريا"

بيكهيون نبس بسرعة و بدون رسمية لتلتفت إليه كلاً من الأختين سريعاً

"أعتذر إذا كنت قد تصرفت معكِ بـ سوء من قبل"

ماريا نظرت إلي هيبا بإستغراب ثم أعادت نظراتها نحو بيكهيون و أومأت تبتسم بتوتر

"لا، لا مُشكلة سيد كيم أنا لا..."

"بيكهيون"

همهمت بعدم فهم فـ ابتسم بيكهيون يحك مؤخرة رأسه بـ خجل

"لا داعي للرسمية طالما السيدة كيم ليست بالجوار "

____________

في مكان آخر حيث فندق كيم بجزيرة جيجو... سيهون فتح عينيه بتعب ينظر بالأرجاء حتي تذكر موقعه ليعتدل و زحف بجسده إلى الخلف حتي استند بجذعه ضد مسند السرير

أمسك بـ هاتفه ينظر إلى الساعة التي تُشير إلي حلول المساء منذ مدة و عدة مُكالمات فائته من مدير الفندق و السيدة كيم

مسح علي وجهه يستعيد وعيه ثم اتصل بـ السيدة كيم كي يتحدث معها بما يخص العمل و يتلقى منها الأوامر و التوبيخ علي عدم رده عليها سابقاً

"لقد قابلته بالفعل و غداً صباحاً سوف أمُر علي العاملين كي اتأكد من عدم وجود أي خطأ"

بجدية تحدث ثم همهم إليها ليغلق الخط بعدها و تنهد ليرتمي برأسه إلي الخلف

" أشعر بالتعب منذ الآن"

تمتم و تأوه بصوتٍ عالٍ حتي وقعت عينيه على هاتفه المُلقي بإهمال بجانب يده ليسحبه هامساً بخفوت

" هل أتصل علي هيبا أطلب مساعدتها؟ "

هز رأسه سريعاً يرفض تلك الفكرة و سرعان ما اتسعت عينيه حينما ضغط علي محادثته مع ماريا و التي أظهرت كونه لم يعد محظوراً من قِبلها

"هل ألغته حقاً؟"

تمتم و اعتدل ينظر إلى الهاتف بعدم تصديق و بتعجل هو رفع يده الأخري يكتب رسالة ما

( ماريا أنا آسف بشأن ما قُلته لكِ بذلك اليوم قد تعتقدين أنني أنظر إليكِ بسوء لكن الحقيقة أنني كنت خائفاً من خسارتك لذا كنت أتحدث بأنانية، التفكير في أنني قد أخسرك و أقضي ما تبقي من حياتي مع امرأة أخري بدا كالكابوس بالنسبة لي و ربما حينما أفصحت عن رغبتي بالزواج بكـ تلك كانت اللحظة التي أدركت فيها حقيقة مشاعري، أنني أحبك و ليس مجرد إعجاب أو إعتياد علي وجودك بحياتي و الشعور بالراحة بجانبك، في فترة قصيرة نجحتي في محو مشاعري السيئة التي خلّفتها السنوات بداخلي، أعدتي لي الحياة و...)

"لا لا لا"

هز رأسه نافياً و هو يمحو تلك الكلمات ثم أغلق الهاتف و ألقي به جانباً

"لن أُراسلها"

أومأ موافقاً لهذا الحديث ثم تنهد و انسحب أسفل الغطاء يُغلق عينيه بتعب غير مستعد للقيام بأي شئ في الوقت الحالي

________________

بعد يوم طويل من العمل الشاق للطبيب جونغ إن  هو انتهي من عمله و خرج من المشفى لينتفض جسده حين شعوره بـ شخص ما يُحيط ذراعيه من الأعلي و ذاك الشخص لم يكن سوي كيونغسو الذي تعلّق بـ كتفه

"ما بك تتدلل فجأة؟"

"أريد أن أخبرك بحقيقة ما قبل أن تتفاجأ"

جونغ إن توقف بمكانه و التفت نحو صديقه الأقصر الذي سحب يديه يبتعد عنه عدة خطوات و بأعين ضاقت بـ شك تسائل جونغ إن

" و تلك الحقيقة سوف تتطلب مني قتلك لذا أنت تتدلل الآن كي أسامحك ؟"

"لا تكن واثقاً من نفسك جونغ إن، أنا لا أخافك... لكنني فقط لا أريد أن تنصدم لاحقاً"

رفع كتفيه بلا مُبالاة و ضحك بعدها بخفه

"أوتعلم؟ من الأفضل أن تتفاجأ... هيا قُد نحو المنزل"

كيونغسو سبقه نحو سيارته الخاصة فـ لحق به الآخر بعدم فهم

" يااا أخبرني ماذا هناك "

" قُد سيارتك و الحق بي و بمنزلك سوف تعرف بالأمر "

بسبابته نكز صدر جونغ إن كي يتراجع و صعد إلي إلي سيارته ثم أشار نحو الأطول قائلاً بحماس

" هيا صديقى ليس لدينا وقت "

أدار مُحرك السيارة و قاد بسرعة فائقه حتي غطي الغُبار وجه جونغ إن ليسعل

" ما به مُتحمساً؟"

رفع كتفيه بعدم معرفة ثم تمطي بتعب و حك مؤخرة رأسه بينما يسير نحو سيارته يلحق بصديقه و عقله لم يتولى عناء التفكير بشأن الحقيقة التي يتحدث عنها كيونغسو

هو مُتعب علي أن يدع عقله يُفكر بأي شئ الآن

--------

جونغ إن pov

توقفت بالسيارة أمام المنزل و خلفي مباشرة كيونغسو الذي بدا مُتحمساً و نشيطاً علي غير العادة و هذا مُخيف بالنسبة لي لأنه إذا كان سعيداً فهذا يعني أنني لن أكون كذلك

حملت أغراضي الخاصة و خرجت من السيارة لأنظر نحوه و هو أشار لي بإحترام كي أسبقه و تصرفاته تلك تُثير شكوكي

هل اليوم عيد مولدي و هذه مفاجئة؟!

لا عيد مولدي لم يحن بعد و كيونغ لن يكون مُتحمساً هكذا من أجل عيد مولدي إلا إذا كان يرغب بتغطية وجهي بالكعكة

"أمي، لقد عدت"

صحت أجذب أنظارها لتغلق التلفاز و ركضت نحوي تحتضن سويون بين ذراعيها جيداً كي لا تقع

"صغيري، أتيت"

إبتسمت بخفه و اتسعت إبتسامتها حين رؤيتها كيونغسو بل هي نسيت أمري و سحبته معها نحو غُرفة المعيشه تتحدث معه بهمسات غير مسموعة لأُضيّق عيناي بـ دوري و اقتربت منهما لأجلس علي الأريكة المُقابلة لهم

"ماذا يحدث هنا؟"

"أخبره أنت"

أمي ضربت ذراع كيونغ بخفه تحثه على التحدث و هو قلب عينيه بملل و عقد ذراعيه إلي صدره واضعاً قدم فوق الأخري

" زواجك من هانييل يجب أن يكون رسمياً قبل أن تنكشف الحقيقة"

همهمت أنتظر أن يُكملا فـ بالطبع ليس هذا هو الأمر.. ربما هذه مُقدمة أو مجرد مزاح

لكن لم لا يقولان شئ ما أو حتي يضحكان؟

"تمزح؟"

قهقهت مُتسائلاً و هو سريعاً قلب شفتيه ينفي ذلك

"من يتزوج؟ أنا؟ بالطبع لا "

ضحكت بصخب ساخراً مما يقولان لأتلقي نظرة حارقة من أمي

أنا حقاً لن أفعل، لن أهدم مُستقبلي و أتخذ إجراءً كهذا تحسباً لأن يحدث شئ أنا لا أعرفه و أثق أن لا شئ مما يُفكرون به سيحدث

"جونغ إن... جدتك سوف تبحث خلفكما و ستكتشف الحقيقة هذا إذا لم تكن قد فعلت و إذا هي علمت بالحقيقة فـ كل ما نفعله سوف يذهب هباءً"

أمي تحدثت تُحاول إقناعي و ما قالته بدا مُقنعاً بالفعل فـ أنا أعرف كم هي جدتي سيئة

قد تُلقي بـ جوهون و هانييل بين أيدي ذاك الأجنبي يقتلهما بنفسه فقط كي لا يرتبط إسمي مع إسم امرأة أقل منها في المستوى

و هدوء جدتي حين تلقيها الخبر كان مُخيفاً للدرجة التي تجعلني عاجزاً عن نفي ما يقولانه

جدتي قد لا تتخذ خطوة في الحين لكنها لن تنسي أبداً شخصاً وقف بوجهها، عارضها أو تسبب في الإخلال بقوانينها و هذا ما يُقلقني

"هانييل لن توافق"

أخبرتهما بـ ثقة كـ محاولة أخيرة لمنع الأمر لأنني غير مُستعد لهكذا خطوة

غير قادر على رفضها لكنني لن أقبل بأن أقوم بها

"بل أنا كذلك سيد كيم"

التفت نحوها و رأيتها تتقدم مني حتي وقفت أمامي و أومأت برأسها

"أنا موافقة على تحويل هذه الكذبة إلى حقيقة و لا تقلق هذا فقط لفترة مؤقته"

وقفت من مكاني بصدمة أنظر إليها لكن لم يرف لها جفن و كأنها بالفعل غير مُهتمه... نفس تصرفها حين طُلب منها المكوث هنا مع  غُرباء تقوم بدور زوجة لرجل هي لا تعرف عنه شيئاً

تصرفاتها هذه هي ما تُقلقني، هانييل تقبل سريعاً بـ أمور لا يجب أن نتخذ بها قرارات سريعه و هذا ما يجعلني عاجزاً عن الوثوق بها حتى الآن

"تعالي معي"

هسهست و أنا أسحبها من معصمها نحو غُرفتي و بدون مُقاومة هي تحركت معي لا تُبدي أي رد فعل حتي بعد أن أغلقت باب الغُرفة مُحاصراً إياها ضده

"نحن هنا وحدنا و دون أي تدخل أو ضغط من أمي، فقط أخبريني قرارك و ما تُريدينه أنتِ"

بـ رجاءٍ همست و انحنيت إلي مستواها أحاول صُنع تواصل بصري بيننا لكنها كانت تتهرب مني بنظراتها و بإبتسامة مُنكسرة هي أجابتني

"صدقني سيد كيم دون أي تدخل أو ضغط من والدتك أنا موافقة على هذا الزواج "

" إنها حياتك هانييل لذا فكري قد... "

" لا أريد أن أتسبب بمشكلة لك مع جدتك... لقد ساعدتني من قبل و حان دوري لأن أقف بجانبك"

تحدثت بجدية و أنا عقدت حاجباي بعدم فهم... هل أقنعوها قائلين أن هذا لصالحي و ليس من أجلها؟

" إنه زواج هانييل، زواج حقيقي لذا فكري بالأمر "

" لقد فكرت و صدقني لا يوجد شئ قد أخسره... لا تتعامل مع الأمر بجدية فهو زواج مؤقت "

رفعت يدها نحو صدري كي تدفعني فـ أمسكت بيدها سريعاً أثبّتها فوق صدري و رفعت يدي الأخري أُمسك بذقنها كي تنظر نحوي لتتحرك تُحاول التملص من بين يداي

"إذا كنتِ غير مُبالية كما توحي كلماتك فـ لماذا تتهربين مني بنظراتك ؟ "

توقفت عن المقاومة و رفعت عينيها نحوي لتلتقي مع خاصتي و ها أنا رأيت ما كانت تحاول أن تُخفيه عني بتهربها ذاك... أعينها اللامعه ذات الدموع العالقة بأطرافها

" لماذا..."

همستُ و ببطئ تركت يدها لأحتضن وجنتيها أمسح عليهما حيث الدموع التي انهمرت بـ ضعف

" لماذا تبكين إذا كنتِ واثقة من هذا القرار؟"

"لأن كل ما يحدث بسببي"

شهقت باكيه و ضمت شفتيها بعبوس ثم أكملت

"بسبب أنانيتي و تسرعي تزوجت من شخص لا يستحق و ها هو أخي يُعاني من نتائج أفعالي و حتي أنت و والدتك... لقد تسببت بضرر للجميع و وضعت كل من حولي بخطر "

انفجرت باكية لأهز رأسي بالنفي مُحاولاً تهدئتها لكنها كانت ضعيفة بهذه اللحظة علي أن تتماسك أمامي

" لستِ السبب، لا أحد يعرف المُستقبل و أنتِ لم تعلمي بأن زوجك السابق شخصٌ سيئ "

" إذا حدث شيئاً لأي منكم فـ لن أُسامح نفسي أبداً "

هزت رأسها تبكي بـ هيستيريةٍ فـ سحبتها نحو حضني أُخبئها بين ذراعاي لتتشبث بثيابي من جهة صدري بقوة و هي تبكي

"لن يحدث شيئ لا تقلقي.. لن يحدث شيئ "

ربت علي رأسها من الخلف بهمس مُحاولاً طمئنتها لكنني عجزت عن الشعور بالراحة من كلماتي

ربما لأنني واثق أن أخيها لن يكون بخير؟ و ربما لأنني واثق من أن جدتي مُصيبة حلت علينا و لن ترحم أحداً؟ أو ربما لكلا السببين

End pov

-------

جونغ إن خرج من الغرفة و هو يسحب هانييل خلفه بوجه تبدو عليه آثار بكاءٍ خفيفة و رأسها محنيٌ تنظر نحو الأرض

"أي موعد؟"

سأل ببرود ليقف كلاً من والدته و كيونغسو و هما يتبادلان نظرات الإستغراب

"رُبما بنهاية الأسبوع؟"

والدته أجابت مُتسائلة بتلعثم لينفي جونغ إن برأسه

"ليس زواجاً حقيقاً و لا توجد تجهيزات مُهمة لذا لا بأس بـالغد"

أعينهم جميعاً إتسعت ليتنهد جونغ إن و أكمل

"بعد عقد الزواج رسمياً سوف أُخبر جدتي بأن زواجنا لم يكن رسمياً بل مجرد ورقة وقعناها فيما بيننا هذا تحسباً لأن تكون علمت بالحقيقة و لأنها لن تجد أوراق رسمية تدل على زواجنا "

ترك يد هانييل و التفت يرمقها بنظرة أخيرة ليتوجه بعدها إلي غُرفته و أوصد الباب و خلفه هانييل تنظر إليه و حتي بعد دخول غرفته هي لم تُزح عينيها عنها

" لم أتوقع أن يوافق بهذه السهولة أبداً "

كيونغسو نبس بصدمة و والدة جونغ إن لم تكن أقل منه

" لماذا لا يُمكنني توقع تصرفات إبني الوحيد؟! "

_____________

بـ منزل عائلة يون حيث يجلس بيكهيون أرضاً بجانبه زوجته و مُقابلاً لهما ماريا و زوجة أبيها

أوراق اللعب كانت بين أيديهم جميعهم يُركزون علي اللعبة و لكن أكثرهم حماساً بيكهيون الذي بطريقة ما وجد نفسه يفوز ضدهم رغم أنها مرته الأولي

هو صفق بحماس يُلقي بأوراقه أمامهم لتصرخ هيبا و والدتها بـ قهرٍ في حين هو كان يضحك بـ صخب سعيداً لـ فوزه المُتتالي

"كيم بيكهيون؟ "

السيد يون نطق ببرود فـ هدأت أصواتهم تدريجياً و معها تلاشت إبتسامة بيكهيون ليقف من مكانه بتوتر و هو ينظر نحو الأكبر الذي يضع أغراضه فوق الأريكة ثم اقترب ليقف أمامه

"مرحباً... سيد يون"

انحني ناطقاً بتلعثم ثم استقام ينظر نحو والد زوجته الذي يرمقه ببرود و لا يتحدث بكلمة

" بسبب ما حدث البارحة قررت أن نأتي لنقضي الليلة هُنا حتي تهدأ أعصابي و بيكهيون لم يُعارض ذلك"

هيبا شرحت ببساطة و استقامت من مكانها ثم اقتربت لتقف حاجزاً  و قد قاطعت التواصل البصري بينهما حينما حددت زوجها بإسمه دون رسمية ليسأل والدها عاقداً حاجبيه بإستغراب

" بيكهيون؟! "

" اا ما رأيك أن أساعدك بتبديل ثيابك حتي تُجهّز هيبا و ماريا العشاء ؟ "

السيدة يون وقفت كذلك من مكانها تحتضن كتفي زوجها و هي تتحدث بضحكات لطيفه تُحاول تخفيف الأجواء التي توترت منذ دخول زوجها و تزامناً مع انتهاء حديثها هي بدأت بالتراجع بخطواتها إلي الخلف بينما تسحب زوجها معها نحو غُرفتهما و أغلقت الباب لتستدير هيبا إلي بيكهيون

"لا تقلق هممم"

رفعت حاجيها برجاءٍ ليومئ بإبتسامة مُصطنعه

" تعال و ساعدنا بتحضير العشاء، هذا سوف يُخفف التوتر عنك قليلاً"

شابكت يدها مع خاصته و سارت نحو المطبخ و ماريا لحقت بهما سريعاً بينما بداخل الغُرفة حيث الزوجين

" إنه شخص مُختلف تماماً صدقني، يضحك و يلعب و كأنه طفل صغير كما أنه يهتم بأدق التفاصيل الخاصة بـ هيبا "

السيدة يون تحدثت بحماس و هي تُغلق أزرار قميص زوجها المنزلي فـ تنهد هو

" هذا لا يعني أنني سوف أسامحهم علي ما حدث البارحة"

"لنتحدث بجدية... بيكهيون دافع عن هيبا و نحن سمعنا ذلك بأنفسنا كما أنه يبدو لطيفاً و... "

" لطيف ؟ حبيبتي أنا مع عائلة كيم منذ سنوات و لم أرى بيكهيون يبتسم يوماً لطالما كان صارماً و مُطيعاً لجدته.... لن أنكر أنه يمتلك شخصية رائعة بعيداً عن جدته لكن هذا لا يمنع أنني واثق من أن جدته هي سبب تواجده هنا فلا بد أنها تحيك مؤامرة بعد ما حدث بالأمس "

السيدة يون هزت رأسها بيأس و اقتربت أكثر تتعلق بـ عُنق زوجها

" هيبا اتخذت القرار فجأة بأن يأتوا إلي هنا و بيكهيون وافق سريعاً حتي أنهم لم يتمكنوا من اخبار السيدة كيم... لذا توقف عن شكوكك هذه و لتقابل الرجل جيداً فهو زوج ابنتك و هذه المرة الأولى التي يبيتُ بها هنا بمنزلنا "

بعدم رضا زوجها عقد حاجبيه لكنه امتثل لأوامرها يرى ما هي نهاية ما يحدث

جميعهم التفوا حول طاولة الطعام يتناولون العشاء بهدوء عكس الغداء الذي كان صاخباً بسبب بيكهيون المُتحمس و والدة زوجته التي كانت تتحدث عن طفولة هيبا

" دعنا نتحدث قليلاً بعد العشاء "

السيد يون نبس ببرود موجهاً حديثه إلي بيكهيون الذي انحني برأسه بإحترام موافقاً ذلك و أسفل الطاولة قدمه أخذت تهتز بتوتر حتي وضعت هيبا يدها على فخذه محاولة تهدئته ليتوقف عن ذلك تدريجياً

بعدما انتهوا من تناول الطعام خرج بيكهيون إلي الشُرفة و بعدها بدقائق لحق به السيد يون يحمل كأسي نبيذ فـ رفع واحداً أمام بيكهيون لينفي برأسه بإحراج

"لا أشرب"

"حتى أنا... لكنه جيد أحياناً لتخفيف التوتر لذا لا بأس بكأس"

أشار إليه بالكأس ليحمله بيكهيون بتردد و ارتشف منه القليل لتتجعد ملامحه بتقزز و يرتجف جسده مُقشعرّاً

" ما حدث البارحة لم يغب عن عقلى لو للحظة"

والد هيبا تحدث و تقدم من السور ثم رفع رأسه ينظر نحو السماء مُتنهداً

" أنا نادم علي موافقتي بهذا الزواج "

" أعلم أنني لست مثالياً لكنني أحاول التغير من أجل هيبا كي أكون الرجل المثالي الذي تُريده هي"

بجدية بيكهيون تحدث و اقترب يقف بجانبه ليرتشف من الكأس مرة أخرى

"لو أن الأمر بـ يدي فـ سوف أمنع هيبا من العودة معك و لن تراها مرة أخرى "

"سواء كان الأمر بـ يدك أو لا فـ لن أسمح لك أو لأي شخص آخر أن يُبعدها عني "

بـ ثقة هو أجابه لينظر إليه السيد يون ثم أعاد رأسه إلي الأعلى و أغلق عينيه براحة في حين إبتسمت هيبا و عادت نحو غُرفتها بإبتسامة مُتسعة تختبئ أسفل الغطاء حتى مجيئ بيكهيون

بعد ما يُقارب ساعة هي سمعت صوت فتح الباب لتعتدل بـ جلستها و التفتت نحوه ثم ضحكت بخفه حين رؤيته يقترب من السرير بجسد يميل يميناً و يساراً حتي وقع على السرير بجانبها

" كم كأساً شربت؟"

همست مُتسائلة ليستقيم بحركة مُفاجئة مما جعلها تشهق بفزع ثم عادت تبتسم و هي تراه يُنازع ذاته حتي جلس مُقابلاً لها يعقد ذراعيه إلي صدره و قدميه عُقدتا أسفله

"ثلاثة... والدك جعلني أشرب ثلاثة كؤوس و هو يوبخني من أجلك"

صاح بوجهها بكلمات غير مفهومة أخذت منها وقتاً حتي فهمتها لتومئ إليه و استقامت علي رُكبتيها تُمسك بكتفيه كي تُساعده بأن يستلقي

"أشعر بالحرارة بمؤخرتي"

تذمر بعبوس فـ ضحكت هي بخفة و همهمت له لتضع رأسه فوق الوسادة

"حاولت إستفزازه كي يلكمني لكنه لم يفعل"

تنهد بإحباط ليتلقي صفعة خفيفه من هيبا التي ضحكت ساخرة

"سوف تفقد عقلك من التفكير بالقُبلات"

"بل سوف أفقده بسببك"

أجابها يضحك ببلاهة و اقترب يحتضن خصرها ليدفن رأسه بعنقها

"لا تتركيني، هيبا"

"لن أفعل"

أجابته بإبتسامة لطيفه و مسحت علي رأسه من الخلف ليتنهد براحة و طبع قُبلة رقيقه على عنقها حيث تحط شفتيه فـ  ارتجف جسدها

" أحبك "

جحظت بعينيها حين سماعها همسه و مرة أخرى هو همس

"أحب زوجتي هيبا كثيراً"

تنهد بصوتٍ عالٍ ليلتقي جفنيه أخيراً و صوت شخير خافت بدأ يخرج منه دلالة علي تعبه في حين هيبا عجزت عن النوم من صخب قلبها و تفكيرها بما قال في لحظة سُكرٍ و ثمالة

___________

اليوم التالي.... كلاً من كيونغسو و جونغ إن كانا يقفان أمام الكاهن بإنتظار هانييل و أقدام جونغ إن لم تتوقف للحظة عن ضرب الأرض بتوتر

" لماذا أخبرت هانييل أنها تُنقذني أنا و ليس أن الشخص الذي بخطر سيكون هي؟"

جونغ إن سأل يفتتح حديثاً كي يشوش أفكاره و كيونغسو فهم ذلك و تحمحم مُجيباً إياه

"والدتك حينما طلبت مني إخبارك بأمر جعل الزواج رسمياً لم أكن مُقتنعاً حتي اكتشفت حالة جوهون الحقيقية و في الواقع أنا كذبت عليها لأنني لم أُقنع هانييل بهذا الزواج سوي من أجلها... ليس خوفاً من جدتك لكن خوفاً من أن تبتعد بعد وفاة أخيها و حينها لن نستطيع مُساعدتها... لا أريدها أن تكون وحيدة فـ ضميري لا يسمح لي بذلك "

جونغ إن همهم مُقتنعاً بحديثه و كونه يعرف كيونغسو جيداً فهو أيضاً كان مُتأكداً أن هذا هو السبب و ذلك أيضاً كان سبب موافقته على إتمام هذا الزواج

" كان يجب أن نأخذ موعد مُسبق... منذ أن حاولت رشوة الكاهن كي يعقد الزواج الآن و دون موعد مُسبق و أنا أشعر بأنه يلعنني بنظراته قبل لسانه"

بخجل كيونغسو هسهس و هو يرمق الكاهن من الجانب لكن جونغ إن لم يكن يسمعه فـ تركيزه صُبّ على هانييل التي دلفت القاعة ترتدي فُستاناً ذو لون أبيض يتناسب مع جسدها و قد غطي كل إنش منه

هو للحظة تمني لو أن هذا مجرد حلم لكن رؤية هانييل بالفستان جعلته يُدرك أن هذه حقيقة لا مفر منها

أمسك بيديها يقفان مُتقابلين و العهود الكاذبة تلوها العهد تلو الآخر ليختماها بالموافقة على هذا الزفاف الباطل و من ثم قُبلة سريعه طبعها جونغ إن علي وجنتها اليُمني

خرجا من هُناك زوجين رسمياً و الوحيد السعيد هنا كان كيونغسو الذي لم تُمحي إبتسامته منذ أن انتهت المراسم

"عُد إلي المشفي سوف أوصل هانييل إلي المنزل و ألحق بك"

جونغ إن أمر صديقه بذلك ثم صعد إلي السيارة و بجانبه هانييل، هو يقود في صمت و هي تتلاعب بأناملها بتوتر حتى توقفت السيارة أمام المنزل

"لا تُفكري كثيراً... و كأن شيئاً لم يحدث فهو كان كذبة و مازال لذا لا داعي للقلق "

التفت إليها يبتسم بتصنع مُحاولاً جعلها تطمئن لكنه كان الشخص القلق هنا

و رغم أنه نصحها بأن لا تُفكر بالأمر لكنه كان الشخص الذي لم يتمكن من التعامل مع الأمر بطبيعية و لما يُقارب الأسبوعين هو كان يُحاول تجاهلها و التهرب منها

____________

هيبا pov

مرت فترة منذ ذلك اليوم الذي تحدث به بيكهيون مُفصحاً عن مشاعره نحوي و منذ ذلك الوقت و أنا أشعر بالخجل من أقل كلمة ينطق بها

ربما لأنني مُدركة أنه يقولها بمزاح مُعلن لكنه في الواقع يقصدها و لا أفهم لم هو مُتردد من قولها مباشرةً

هو استيقظ مُتناسياً كل ما حدث و خاصة اعترافه، و كل ما فعله هو أنه تذمر من عدم تقبيله لي

"بيكهيون، إنه موعد العشاء"

طرقت باب غُرفتنا المفتوح و نظرت نحوه حيث يجلس فوق السرير يُشاهد شئ ما بهاتفه بإبتسامة مُتسعه فـ عقدت حاجباي

هو بهذه الحالة منذ أربعة أيام ربما و هذا يُثير حنقي فمن السبب في جعله سعيداً هكذا للدرجة التي تجعله يُشاهد هاتفه طوال اليوم مُتجاهلاً إياي؟

هل هو واقع بالحب و ذاك الإعتراف لم يكن لي؟!

"ياااا بيكهيون، إنه موعد العشاء"

صرخت عليه بإنزعاج فـ انتفض من مكانه ليقع الهاتف أرضاً و هو لحق به أثناء محاولة التقاطه

"لم تصرخين؟"

تذمر و هو يستند بيديه فوق السرير ثم مسح علي وجهه لأنفخ علي غُرتي بغضب

"لأنك تولي إهتماماً لهاتفك أكثر مني سيد بيون"

قهقه ببلاهة و وقف من مكانه يحمل الهاتف عن الأرض ثم انحني بإحترام

"أعتذر سيده بيون "

و بنبرته الرجولية الجديه هو اعتذر مُنحنياً ثم استقام يبتسم بخفه و تلك البسمة الخالية من أي لطافة و طفولية تجعل من غضبي يتبدد و يحل عنه خجلاً أفشل في إخفائه

"هذا ما يمكنك فعله.. هيا إلحق بي"

وبّخته بخجل بينما أُشير إليه بأن يلحق بي و خرجت بعدها من الغرفة ليركض خلفي و احتضن خصري من الخلف مُستنداً بذقنه فوق كتفي و كلانا يتقدم إلي الأمام بخطوات بطيئة

"ما بها السيدة بيون أصبحت سريعة الغضب مؤخراً؟"

همس و هو يتمايل و معه تمايل جسدي... أيعتقد أن بعد نبرته تلك و السيدة بيون التي قالها فـ سوف أُجيبه؟ أنا بالكاد أقف على أقدامي كي لا أقع الآن

"هل هناك ما يُضايقك؟"

نفيت برأسي سريعاً فـ توقف ليُديرني نحوه و كفه اليمني ارتفعت تمسح علي أطراف غُرّتي

" إذاً، أخبريني"

همس يأمرني بلطف ليتنهد و أنزل بيده يُعيدها إلي خصري ليشابك يديه خلف ظهري

" لا شئ... فقط.. أعني أنت أصبحت مشغولاً بهاتفك طوال الوقت و بتُ تتجاهلني، هذا مزعج"

بتلعثم بدأت حديثي ثم أنهيته بتذمر و ضربت صدره بخفة ليضحك هو

"هل تغارين من هاتفي؟ "

" بل من محتواه الذي يجعلك تبتسم طوال الوقت"

صحت بإنزعاج لأضم شفتاي سريعاً حينما استوعبت ما قُلت... مُحرج

" لديكِ الحق في الغيرة من محتواه "

جعد أنفه بإبتسامة  و اقترب يضرب أنفي بخاصته  ثم تركني و تقدم من باب الشقة قائلاً

"سوف نتأخر علي العشاء "

مد يده نحوي و أمال برأسه مُبتسماً لأركض سريعاً أُمسك بيده

" هيا بنا"

نبست بعبوس و تحركنا بعدها مُتجهين إلي الأسفل حيث ينتظر البقية

السيدة كيم تتحدث معي بصورة طبيعيه حتي أنها لم تعد تختلق المشاكل معي و حتي حين بقائنا بمنزل عائلتي دون إخبارها... لم تُعلّق علي الأمر و لم تغضب

بيكهيون بنفسه كان مُتفاجئاً أنها لم توبخه لكنه يعتقد أن تقبّلها للأمر يعني أنها جيدة كما يراها هو و نحن من نفهمها بصورة خاطئة

لكنني لا أشعر بذلك... نظراتها نحوي توحي بأنها لم تنسي بعد و غضب عارم نحوي مكبوت بداخلها

انضممت و بيكهيون إلي طاولة الطعام لأجلس بجانبه كما أصبحنا نفعل مؤخراً و بعد قليل أتي البقية من ضمنهم سيهون الذي وصل اليوم

جسده هزيل و ملامحه باهته.. لقد خسر الكثير من الوزن بـ هذين الأسبوعين و حتي إبتسامته الودودة مُحيت

"أعتذر علي التأخير"

التفت نحو مصدر الصوت و كان الحفيد برونزي البشرة

هذا المغرور نادراً ما أراه

انضم يجلس معنا هو الآخر لنبدأ بتناول الطعام بهدوء و حين انتهت العجوز وقفت من مكانها تأمرنا بأن نتجمع بغرفة المعيشه خلال عشر دقائق

و ربما كانت دقيقة تلك التي استغرقها الجميع في التجمع بغرفة المعيشه تاركين طعامهم خلفهم و التوتر حلّق فوق رؤوس الجميع عدا تشانيول الذي بدا بارداً لا يهتم لأوامر السيدة كيم و الحفيد المغرور فارغ الملامح

" سونغ ستأتي في الصباح الباكر لذا اصطحبها مساءً لشراء فستان الزفاف "

أمرت سيهون و هو بطواعية انحني إليها برأسه

لقد استسلم للأمر الواقع و حتي نظراته الحزينه اختفت و لم يبقي سوي نظرات فارغه ينظر بها نحو الأرض

"لقد تحدثت معي من قبل بشأن شهر العسل الخاص بكما لذا رتبت كل شئ "

و هذا كان دور بيكهيون لينحني إليها برأسه شاكراً إياها لكن الأمر لم يُعجبني

لقد تأخرنا إلي الآن دون داعي و حتي هي من اختارت المكان و اتخذت الإجراءات

"كيم سيهون و زوجته، جونغ إن و زوجته كذلك ثلاثتكم سوف تنزلون بنفس الفندق "

همهمت بعدم فهم و التفت إلي بيكهيون لكن الجميع بلا استثناء كان ينظر نحو المدعو جونغ إن بصدمة و بالرغم من ذلك هو لم يُبدي رد فعل سوي أنه أومأ برأسه موافقاً

"زوجته؟"

سيهون استفهم بصوت مُتعب عاقداً حاجبيه ليبتسم الآخر بغرور لمحت الزيف به

" لقد تزوجت رسمياً منذ أسبوعين"

قهقه بخفه و التفت نحو السيدة كيم قائلاً و هو يحك مؤخرة رأسه بإحراج بدا مُزيفاً أيضاً

"في الواقع زواجي أنا و هانييل لم يكن رسمياً بل مجرد ورقة وقعناها فيما بيننا لذا أمي رأت أنه من الأفضل أن نتزوج رسمياً"

رفع كتفيه بلا مبالاة يختم حديثه بإبتسامة بلهاء و حينها رأيت كيف سيهون يقبض كفيه بقوة

"أحضر زوجتك إلي القصر غداً كي يتعرف عليها الجميع... و كليكما سيبقى هنا حتي موعد السفر "

" لكن... "

" هذا ما لدي جونغ إن، زوجتك أصبحت جزء من العائلة و يكفي أنكما تزوجتما دون معرفتنا"

هي لم تنتظر أن يُجيبها أو أن تسمع حرف آخر من أي شخص بل غادرت إلي غرفتها و بعدها الجميع بدأ يترك المكان، جونغ إن غادر بعدما رمق سيهون ببرود في حين أن الآخر كان علي وشك حرقه بنظراته

" لقد تذكرت أمر علي إنجازه "

سيهون تحدث علي عجل و غادر القصر ليتنهد تشانيول و سار نحو الأعلي ببرود يضع يديه بجيوب بنطاله

"ما بهم جميعاً؟"

تسائلت بنبرة خافته و أملت نحو بيكهيون فـ هز رأسه بعدم معرفة

End pov

--------

"هل جونغ إن تزوج دون أن تعرف السيدة كيم بذلك ؟"

بصدمة بيكهيون سأل

" هذا ما يبدو عليه الأمر و لكن من الواضح أيضاً أنها لا تُمانع ذلك"

أجابته هيبا ترفع كتفيها ثم استقامت مُتجهة إلي شقتهما و بيكهيون لحق بها

"لقد أردت أن نقضي بعض الوقت وحدنا كي تكون علي راحتك "

قلبت شفتيها بعبوس و دخلت من باب الشقة نحو غرفة المعيشة مُباشرة ترتمي علي الأريكة و هو ارتمي بجانبها

" لا يهم... أنا سوف أشعر بالراحة بأي مكان و زمان طالما تتواجدين معي"

رمشت بخجل حينما همس ببحة رجولية لتتحمحم و استقامت بجذعها لتعقد قدميها أسفل جسدها و التفتت كي يكون وجهها مُقابلاً إلي خاصته

"لنلعب ... لكن قليلاً فقط بيكهيون"

و حينما أنهت حديثها هو كان بالفعل أمام الحاسوب بغرفة النوم و ككل مرة هو كان واثقاً من فوزه لكنه لم يفز و لو لمرة واحده

بمكان آخر حيث سيهون الذي قاد سيارته بسرعة فائقة و بقوة كان يتمسك بـ المقود

هو كان يضرب المقود بين لحظة و أخري يحاول التخلص من غضبه قبل أن يصل إلي وجهته لكن غضبه لم يكن ليهدأ كلما تذكر تقبّل جدته لزواج جونغ إن المفاجئ

توقف بالسيارة خلف منزل عائلة يون بعيداً عن الأنظار لـيُخرج هاتفه و اتصل علي ماريا لتنتفض الأخري  حين رؤيتها إسمه يعلو الشاشة

مرة، ثانية و ثالثة لكنها تجاهلته تخشي الرد خاصة و أن والدها بالمنزل

بللت شفتيها بتوتر حينما وصلتها رسالة منه لترمق الهاتف بطرف عينيها و بالنهاية هي تنهدت و فتحت تلك الرسالة تقرأها بصوت خافت

(أنا خلف منزلك إما أن تأتي لي أو أحضر أنا إلي منزلك)

إتسعت عينيها بصدمة و بسرعة كتبت له رسالة لتركض خارج الغُرفة

(قادمة)

توقفت أمام غُرفة والدها مُترددة ثم سارت ببطئ نحو الخارج تجر خطواتها بـ ثُقل حيث يتواجد سيهون

استقام حين رؤيتها بعدما كان يستند بجذعه ضد السيارة عاقداً لحاجبيه و عُقدة ذراعيه ضاقت أكثر يغرز بأنامله بقوة ضد جلده يُخفف توتره المُمتزج بغضب

"لـ لقد أتيت"

همست بتلعثم حينما طال صمته فـ همهم إليها و عاد إلى الخلف مرة أخرى يستند علي السيارة

" كيف حالك؟"

سألته و عينيها تنظران إليه من الأعلى للأسفل تري التغيرات التي طرأت علي جسده

"مُتعب"

ببرود أجابها ثم زفر

"جدتي حددت موعد زفافي... فقط يومين لا غير و بعدها سوف أكون لإمرأة غيرك"

أكمل بنفس النبرة ثم قهقه بأسي

"و للأسف أنا أكرهها و لا يُمكنني تحملها... يومين فقط و تتدمر حياتي"

رفع رأسه إلي الأعلى بإبتسامة مُصطنعه يُحاول السيطرة على دموعه ثم عاد يضحك مرة أخرى و أخفض رأسه ينظر إليها بينما يضرب بلسانه جانب وجنته من الداخل

" لست هنا لأضغط عليكِ لكنني أريد أن لا أندم فيما بعد... على الأقل أكون قد حاولت تحقيق إحدي أهم أُمنياتي بهذه الحياة"

عض علي شفتيه ليتحمحم

"أياً كان ما فهمتيه من حديثي سابقاً فهو خاطئ لأنني لم أقصد شيئاً سيئاً بل كل أردته هو أن أرتبط بكِ سواء وافق الجميع أو رفض... كنت أنانياً و جرحتك بكلماتي و أنا آسف لذلك لكنني لم أقصد، أنا فقط اكتشفت بتلك اللحظة أنني أُريدك كـ زوجتي لا أي امرأة أخري، أريد أن يرتبط إسمي بإسمك لا امرأة أخري و لا أريد أن أقضي حياتي سوي معكِ أنتِ لأنكِ سعادتي الحقيقية و لأنني... "

توقف عن حديثه المُندفع و تنهد ليرتخي كتفيه بحزن

" لأنني أُحبكِ أنتِ ماريا "

To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top