15
start
سيهون pov
أري حياتي تضيع أمام عيناي و أنا عاجز عن إتخاذ قرار ، أترك الخيار لجدتي بـ أن تتلاعب بي لكن ألا يكفي ؟
ألا يكفي تفكيري لسنوات أنني منبوذ من طرف والدي ، أخشي الوحدة وهي كانت السبب في ذلك
هل بعد أن عثرت علي سعادتي هي تُريد تدميرها من جديد ؟
لا أريد سونغ ... ليست هي الشخص الذي أريد أن أستيقظ علي رؤيته ...ليست الشخص الذي قد يحتويني حين حُزني و الشخص الذي يُشاركني أحزاني
إنها مُختلفة تماماً عما أريد أنا
ذهبت للقاء ماريا بقلب مُحطم ،أتخيل مُستقبلي و أعجز عن رؤية نفسي سعيداً به ...أنا حتي لم أتمكن من إخبارها بما حدث البارحة مع أبي
سعادتي تلاشت بكلمات بسيطة من جدتي و كـ أنه قُدّر لي الحزن و التعاسة و لا يمكن للسعادة أن تزورني لأكثر من يوم
ماريا ؟
هي لم تكن بخير و أنا لم أكن كذلك و قد اضطرب قلبي حينما فكرت أنه لربما أنا ارتكبت خطئاً بتقبيلي لها
تلك اللحظات التي تلت قولها بأنها ترغب بـ الإبتعاد كانت كالجحيم
رأيت ظلاماً يسود حياتي بدونها فـ رفضت ذلك بإصرار و بحق لا أهتم إذا هذا نال إعجاب جدتي أو لا
لا أهتم كيف يراها الجميع لأنني أراها مُميزة
في حين الكثير ينبذونها هناك أنا الشخص الذي يشعر بالسعادة كلما فكر بها
هذا الشعور بداخلي الآن و خفقان قلبي ...نعم ماريا هي الشخص المنشود
هي من كانت بجانبي بكل لحظة أردت بها أن لا أكون وحيداً ...هي من تمسكت بي حينما دفعتها بعيداً و لم تكرهني
هي من اتخذت خطوة مهمه كـ أنها بحثت عن والدي و ساعدتني بلقائه
استقلت سيارة أجرة من مدينة لأخري و هي غير مُتأكده أنها سوف تجدني لكنها لم تُفكر سوي برؤيتي ...كيف حالتي و ردة فعلي بعد مُقابلة أبي
هي الشخص الذي أشعر بالراحة لمجرد رؤيته دون حديث أو تلامسات فقط تواجدها معي بنفس المكان يكفيني
هي الشخص ...ماريا الشخص الذي أرغب بأن أستيقظ علي رؤيته و الشخص الذي أريده أن يحمل إسمي
" لـ نتزوج "
نبست بها دون التفكير لمرتين و هي سريعاً رفعت رأسها نحوي بـ أعين مُتسعه
" دعينا نتزوج .. أنا أريدك في حياتي ، ليس كـ مُجرد صديقه بل شخص يُشاركني كل خطوة بحياتي و حتي إسمي أرغب بأن نتشاركه "
أمسكت يديها بقوة و عيناي تترجاها أن لا ترفض لكنها سحبت يديها من خاصتي و وقفت تترك بيننا مسافة
" لا ..جدتك لن تقبل بأمر كهذا و حتي والدي "
" إذاً لن نُخبرهم "
صحت بنفاذ صبر لأقف مُقابلاً لها و حينها لمحت نظرة غريبة بـ عينيها
" نتزوج سراً ؟ هل هذه أنا بالنسبة إليك ؟"
فغر فاهي لما فكرت به هي و اقتربت منها لكنها تراجعت مُجعدة ملامحها بإشمئزاز
" ماريا ، أقسم أنني لم أقصد ما تُفكرين به أنتِ"
" سيهون ، أنا لم أتوقعك هكذا "
ارتجفت شفتيها ببكاء لـ تضمهما بقوة و أنا وقفت أمامها عاجزاً عن الإقتراب و ضمها إلي
" أنا فقط قلت ما خطر بعقلي ... لا أرغب بخسارتك لذا ..."
" لذا تُريد الزواج مني سراً ؟ كي تتخلي عني حينما تكتشف جدتك الأمر ؟"
أمسكت بـ يدها أنفي برأسي لكنها لم تأبه لـ سماع كلمة أخري مني و دفعتني بقوة كي أبتعد عنها
" أنا لم أراك كـ أكثر من صديق ، أنا لا أُحبك "
بـ قسوة دهست قلبي و اقتربت تحمل حقيبتها تاركة إياي خلفها لتختم لقائنا النهائي بنبرة جافة و كلمات قاسيه
" دعنا لا نري بعضنا البعض مرة أخري ، لم أعد أرغب بذلك "
غادرت بعدها
صحيح هذا واقعي فـ لماذا أنا مصدوم ؟ علي أن أتخلي عن شخص لأكسب الآخر و سواء شئت أم أبيت لن تكون أبداً جدتي الشخص الذي أتخلي عنه
عُدت إلي القصر مُحطم داخلياً و هزيلاً ... تلك الكدمات التي نسيتها سابقاً بسبب السعادة التي منحتني إياها ماريا ها هي تؤلمني و كأنها للتو تشكلت علي جسدي
لكن كدمة قلبي هي أكثر ما يؤلمني و كأن قبضة تحكمه بقوة لا تنوي تركه قبل تفتيته
End pov
_________
" هيبا ، انتظري "
بيكهيون بجدية نبس لتتوقف الأخري بـ مكانها دون أن تلتفت إليه
" لماذا تجاهلتي حديث السيدة كيم ؟"
حركت رأسها إلي الجانب و تسربت منها ضحكه ساخرة ثم هزت رأسها بيأس و تقدمت نحو الغرفة مُتجاهلة الرد
" لا تتجاهليني حينما أتحدث معكِ "
لحق بها إلي الغرفة و وقف أمامها يعترض طريقها بـ عقدة بين حاجبيه لتتنهد هي قائلة بهدوء
" السيدة كيم لن تدخل هذه الشقة أبداً "
أمال برأسه بعدم فهم و عقدة حاجبيه ضاقت لـ تُكمل
" من السخيف تقبيل يدها كل يوم صباحاً ، شرب الماء بعدها و تناول الطعام بعدها ...توقف عن هذه العادة الغبية "
" سيدة كيم "
صرخ مُحذراً إياها بنظراته و كلتا يديه بتلقائية أحكمتا الحصار علي ذراعيها بقوة و رغم الألم الذي تشعر به هي إبتسمت بتصنع قائلة
" هل غضبت ؟ هذا ما شعرت به أنا "
حركت ذراعيها كي تتخلص من قبضتيه لـ تُجعد أنفها بإنزعاج
" لا تُرحبي بوالديكي بطريقتك بل بطريقتي أنا و حسب أوامري ... هذا تماماً ما سمعته من كلماتها تلك لذا قبل أن تصرخ بوجهي أو تُعاتبني افعل ذلك للسيدة كيم "
مرت من جانبه مُتجهة إلي خزانة الملابس لتفتح بابها ثم التفتت إليه برأسها قائلة
"أمر آخر ... أنا سيده بيون و لست كيم"
صفعت الباب بقوة لتتوجه بعدها إلي الحمام كي تستحم فقط كي تُفرغ القليل من غضبها بينما بيكهيون بـ أكتاف مُترهله سار نحو الحمام ليقف بجانب الباب يلتصق بالحائط و يسند رأسه ضده بعبوس لأنه وكـ العاده كان الشخص المُخطئ
هيبا خرجت من الحمام و بيدها منشفة تُجفف بها شعرها لكنها انتفضت حين رؤية الآخر أمامها
" أنا آسف "
همس ليقلب شفته السفلي و اقترب من الحائط أكثر حتي التصق به أنفه
" أنا أحمق و أعترف بذلك "
" من الجيد أنك مُدرك لذلك "
أجابته ببرود و تخطته لتقترب من المرآة تجلس أمامها و بيكهيون بنفس ملامحه و حتي أكتافه المُترهله لحق بها ليجلس علي طرف السرير و وجهه مواجهاً إليها
" سامحيني ، هيبا "
" سوف أسامحك بعدها جدتك سوف تُزعجني و أنت توبخني ثم تطلب مني أن أُسامحك ، إنها دائرة بيكهيون، نمر بنفس المواقف لا أنت تتعلم و لا ردود أفعالك تتغير "
تنهدت تضحك بسخرية بينما تشرح الأمر
" لقد انفعلت لأن السيدة كيم بدت مُنزعجه من تجاهلك لذا لم أُفكر بأي شئ آخر "
" السيدة كيم ...إنه دائماً يتعلق بالسيدة كيم "
صاحت بحنق و ضربت بيدها التي تُمسك بها المنشفة علي الطاولة بقوة
" ألا يوجد في حياتك سواها ؟ رأيت بملامحها الباردة الإنزعاج لكنك لم تلمح إنزعاجي و غضبي ... أنا تمنيت لو أنك كنت بجانبي تُمسك يدي و تُخفف عني "
رفعت كفيها أمامه و شهقت باكيه لتكمل بعبوس
" لقد جرحتني أظافري من شدة ضغطي علي كفاي ، كنت أحاول تمالك نفسي كي لا أرد و أضعك بموقف سيئ لكنك هنا توبخني علي تجاهلي لها و تغاضيت عن حديثها هي "
أثناء حديثها هو اقترب يجلس أمامها علي رُكبتيه و معه رأسها تحرك حتي أمسك بيكهيون بـ يديها
"آسف لذلك"
همس بخفوت و فرد كفها ليطبع قُبلة رقيقه بـ باطنه حيث تركت أظافرها آثاراً بعضها يكاد يُلاحظ و البعض الآخر كان واضحاً
" أنا غبي، و مُتسرع لكن سامحيني هممم"
رفع حاجبيه بحركة بطيئة يترجاها بنظراته ليرفع يدها الأخري و طبع بباطنها قُبلة لطيفه
" أعدك، لن أفعل هذا مرة أخرى"
"اعتقدت أنك لن تكون هكذا مُجدداً لكنك حطمت توقعاتي و خذلتني حينما أمسكت بذراعي بتلك الطريقة القاسيه... أنت تهدم كل شئ أفعله من أجلك "
تحدثت بعبوس و عينيها تنظر حيث أناملها التي تُداعب طرف ياقة ثياب زوجها
"إذا شعرت بالغضب مرة أخرى... "
نبس ليصمت يُصدر صوت دلالة علي تفكيره و هو يمرر عينيه بالأرجاء
" حسناً لا أعرف ماذا أفعل إذا شعرت بالغضب لكن أعدك أنني سوف أبذل قصارى جهدي لـ أتغير كي لا أُخيب آمالك"
"و هل يجب أن أثق بك؟"
"نعم، نعم.. افعلي"
أومأ بـ ثقه فـ ضحكت هي بخفه
" لا تُنادني بـ كيم مرة أخرى، هذا يجرحني فهو يبدو و كأنني أخون زوجي بينما أحمل إسمين مُختلفين "
رفعت يدها عن ياقته لتحتضن بها المنطقة ما بين عُنقه و وجنته بينما تهمس بإنكسار فـ عقد بيكهيون حاجبيه
" أي خيانة تلك؟ كلاهما نفس الشخص، كيم بيكهيون هو نفسه بيون بيكهيون "
"لا، كلاهما مُختلف... تخيل أننا بمكان بعيد عن جميع من يعرفوننا، و تم إلقاء القبض علينا بسبب وضعية مُخلّة و أنت بقسم الشرطة أخرجت بطاقتك التي تقول أنك بيون بينما أنا عرّفت نفسي كـ السيدة كيم... كيف سينظر إلينا الآخرون؟ ألن أكون خائنة حينها فلا مُبرر لدي و لن أقول أنك مجرد صديق بعد رؤيتنا بتلك الوضعيه؟! "
تحدثت ببطئ تحاول شرح الأمر له ببساطة بينما هو التزم الصمت و أخفض عينيه ينظر إلى يده المُمسكة بإحدى يديها
" بيكهيون، هل تسمعني؟ "
ضربت بخفه علي وجنته التي تحتضنها فـ همهم و رفع حاجبيه ثم رفع عينيه نحوها
" فقط أحاول تخيل تلك الوضعية المُخلّة "
" بيكهيون"
ضربت علي كتفه بقوة و استقامت لـ تبتعد عنه بإحراج و هو لحق بها يضحك بصخب بينما يستمع إلي همسها الخجول و الذي لم يحتوي سوي علي شتائم موجهة إليه
هي سارت بخطوات سريعه تجوب أنحاء الشقة بتوتر من لحاقه بها
تلك النظرة بـ عينيه حينما تحدث وترتها أكثر من تفكيره و عقله الذي يدور بزاوية مُنحرفة لا غير
"كنت أمزح فقط"
قلب عينيه بملل حينما مل من اللحاق بها و سحبها من يدها بقوة لتلتف نحوه و ترتطم بصدره
"حينما تخجلين تُصبحين نشيطه"
همس بـ سخرية يُحيط خصرها بذراعه و يده الأخري اهتمت بإبعاد خُصلات شعرها عن عينيها بإبتسامة لطيفه تحتل شفتيه
"أمزح... تبدين لطيفه حينما تخجلين، تغضبين، تضحكين و حينما توبخينني كذلك لذا أنا أمزح معك بهذه الطريقة لكن بالحقيقة... "
تنهد يميل برأسه قليلاً و هو ينظر إلي تفاصيل وجهها الخجول حتي التقت عينيه بخاصتها فـ أكمل و أنامله حطت علي وجنتها يمسح بإبهامه عليها بـ رقه
" أنا لا أهتم كثيراً لتلك الأمور... بل في الواقع حينما وافقت علي فكرة الزواج أنا أردت امرأة أشعر معها بالدفئ و الراحة و لم أُفكر بشئ آخر"
شرح بهدوء بالغ كي لا تُفكر به السوء لـ يسحبها نحوه و اقترب منها حتي استقر رأسها بـ عنقه و هو احتضن جسدها بقوة
" من الغريب أنني أشعر بذاك الدفئ و الراحة التي لطالما رغبت بهما، فقط بمجرد النظر إلى وجهك، لا أحتاج إلي أن أكون قريباً، أن نقوم بعلاقة جسديه أو حتي تقبيلك... فقط رؤيتك من بعيد تكفي لأن تمنحني ذاك الشعور"
ابتعد برأسه قليلاً كي ينظر إليها و يديه ارتفعتا لتحتضنا وجنتيها و يتلمسهما بإبتسامة في حين عينيه كانتا تنظران إلي كل جزء بوجهها دون ملل، و ذراعي هيبا قد تشابكتا خلف ظهره ترفع رأسها نحوه بينما تُغلق عينيها بإبتسامة مُتسعه و هي تستمتع بلمسات أنامله اللطيفة علي وجهها
" حسناً..."
توقفت حركة أنامله و هو يتحدث بنبرة أعلي عن السابق لتفتح هيبا عينيها ببطئ و نظرت إلي خاصته
"لا يُمكنني إنكار أنني أرغب بتقبيلك الآن"
رفعت حاجبيها و فغر فاهها بإبتسامة خفيفة تنم عن الصدمة ليضحك بيكهيون بخفه
"هذه المرة لا أمزح"
"أعجز عن الرد...حقاً لقد صدمتني"
هزت رأسها و هي تضحك بينما قدميها تبتعدان عن بيكهيون حتي لم تعد بين أحضانه فـ إبتسم هو و حك مؤخرة رأسه
" هذا يعني لا، أليس كذلك؟"
أومأت إليه ليضم شفتيه و حرك عينيه بصورة دائريه ثم رفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعه مُعبراً عن شعوره بالظلم لكن الأخري لم تهتم و عادت إلي غُرفتهما
"بيكهيون"
نادت بصوتٍ عالٍ قليلاً فـ تنهد مرة أخرى و سار نحو الغرفة بأكتاف مُترهلة حتي رآها تجلس أمام الحاسوب خاصتها و تُمسك بأحد أجهزة التحكم
"ماذا تفعلين؟"
سأل عاقداً حاجبيه بإبتسامة و استند بجذعه ضد الباب يضم ذراعيه إلي صدره لـ تلتفت إليه هيبا
"لنلعب، إذا فزت أنت تقوم بتقبيلي و إذا فزت أنا سوف تنام بـ حُضني"
إتسعت إبتسامته حينما تحدثت هي تتصنع الجدية و فك عُقدة ذراعيه ليقترب منها ثم جلس بجانبها و سحب جهازاً آخر
"مُتحمسٌ للفوز و الخسارة فـ أنا أتوق لكلاً من العقاب و الجائزة"
______________
جونغ إن pov
أغلقت الهاتف بعدما تأكدت من عدم وجود مُشكلة من تغيبي اليوم عن العمل لأسحب مِعطفي و أغراضي الخاصة ثم خرجت من الغُرفة أبحث بـ عيناي عن هانييل حتي رأيتها تقف مع أمي بـ المطبخ و هي تحمل طفلتها الصغيرة تُداعبها و صوت ضحكاتها كان عالياً يمتزج مع صوت الصغيرة
اقتربت منهم بتردد و تحمحمت أجذب انتباههم بينما اقترب من الطاولة لأسحب تفاحة و قضمت منها قطعة كبيرة و أنا أتبادل النظرات مع هانييل
"دقائق و أنتهي"
أمي تحدثت فـ همهمت إليها و أبعدت عيناي عن هانييل عندما ابتعدت عني هي بأنظارها أولاً
جلسنا حول طاولة الطعام هي و أمي تتحدثان بـ أمور عشوائية و تضحكان دون سبب يستحق في حين أجلس أنا أتناول طعامي بهدوء فـ لقد تم تجاهلي بالكامل حيث أترأس الطاولة و كلتيهما تجلسان علي جانبي لكن و لا أي منهما رمقتني بنظرة أو تحدثت معي بـ كلمة
و مع تجاهلهما لي شعرت بالضجر و بللت شفتاي أُلقي بسمعي معهما لعلي أتمكن من الدخول بنقاشاتهم تلك إلي أن شعرت بـ شئ لزج يلمس يدي
نظرت إلي يدي فـ تجعدت ملامحي بتقزز و أنا أري يد تلك الصغيرة فوق خاصتي و قد تبللت بـ لُعابها ...حاولت تمالك أعصابي لكنها كانت تُحرك يدها فوق خاصتي و اللعاب يصل بين يدينا بصورة مُقززة أفقدتني أعصابي
" سويون توقفي "
هانييل همست بطفولية تُبعد إبنتها عني و أنا سريعاً سحبت يدي أنظر إليها ببكاء مُصطنع ، هذا مُقزز بحق و أنا أكره ذلك
" دادا"
سويون رفعت حاجبيها تتحدث بكلمات غير مفهومه و والدتها كانت تهز رأسها و هي توبخها بلطافة و بالمنديل كانت تمسح علي يد الأصغر ...كلاهما كان يتناقش مع الآخر بـ لغته الخاصة ، بدا و كأنهما يفهمان بعضهما البعض و هذا جعلني أبتسم بخفة أُراقب هذا المشهد مُتناسياً أمر يدي المُتسخة
" أعطني إياها و إذهبي لعملك "
أمي اقتربت من مقعدها و حملت الصغيرة لأقف أنا بهدوء و اتجهت حيث الحمام كي أغسل يداي ثم خرجت لأحمل أغراضي
" سوف أغادر"
أخبرت أمي وأنا أسترق النظر لـ هانييل من الجانب فـ همهمت والدتي و اقتربت تطبع قُبلة علي وجنتي
" كن بخير صغيري "
همست و فهمت أنها تقصد ما حدث البارحة لأومئ إليها و خرجت بعدها من المنزل أسير بخطوات بطيئة في حركات دائرية حتي رأيت أقدام تتوقف أمامي فـ انتفضت بفزع و تراجعت بضعة خطوات
" لماذا تدور هكذا ؟"
هانييل سألتني بـإستغراب لأبتلع ريقي بتوتر ...لم أرغب بـأن يبدو الأمر و كأنني أنتظرها حتي و إن كانت تلك الحقيقة
" عملي سوف يبدأ مُتأخراً اليوم لذا فكرت في ..."
بللت شفتاي بتردد ثم أومأت لأكمل بصوت عالي
" فكرت أنه طالما أنني تجهزت بالفعل فـ لماذا لا أقوم بإيصالك حتي يحين موعد عملي ؟"
إبتسمت بإتساع نهاية حديثي و صدري أخذ يعلو و يهبط و كـ أنني انتهيت من الركض للتو رغم أنني لم أبذل مجهوداً أثناء حديثي ... أنا بالكاد تحركت من بُقعتي
" هل هذا سبب هدوئك البارحه و عدم محاولتك لمضايقتي ؟"
قهقهت ساخرة و هزت رأسها إلي الجانبين فـ أملت أنا برأسي بعدم فهم لتتنهد
" لا أفهم ما تسعي إليه سيد كيم ، لكن لا شكراً لك ... يُمكنني أن أذهب للعمل بسيارة أجرة "
التفتت تُغادر بعدها و لوهلة لمحت نظرة ساخطة رمقتني بها لألحق بها و أمسكت بيدها كي تستدير إلي
" ماذا تقصدين ؟ أسعي لـ ماذا ؟"
زفرت بحنق و سحبت يدها من خاصتي دون أن تلتفت نحوي و هذا ولّد بداخلي رغبة لتحطيم يدها التي دفعت يدي بخشونة كي أبتعد عنها
" هانييل توقفي "
إذا اعتقدت أنني أحمق كي أسمح لها بالمُغادرة هكذا فهي مُخطئة ...لقد أضعت يوماً كاملاً بدون عمل فقط من أجل هذا
سرت نحوها بخطوات واسعه كي ألحق بها فـ الشارع مُكتظ اليوم عن العادة ولا أرغب بأن تهتز صورتي أمام الجيران لكن تلك المرأة لم تهتم لكل ذلك و أسرعت بخطواتها تبتعد عني
" سيدة كيم هانييل "
إبتسمت بجانبية حينما استوقفها ندائي ذاك لـ أُخفف من سرعتي كي أستمتع برؤية غضبها المكبوت و الذي تشكل بـ قبضتي يديها حينما ضمتهما بغضب
" كيم هانييل "
همست بجانب أجانب أذنها فـ التفتت نحوي ترمقني بحده ثم هسهست من بين أسنانها
" لي ...أنا اسمي لي هانييل "
" و لمَ تقولين هذا بصوت مُنخفض ؟"
همست أرفع أحد حاجباي بتحدي لـ تلين ملامحها بـ تيه
" لأنني زوجك أمام الجميع و تخشين أن تنكشف الحقيقه "
دون أن تختلف نبرة صوتي أكملت حديثي و أملت نحوها برأسي لأستند بجبهتي ضد جبينها و أناملي إرتفعت تتلاعب بأطراف شعرها
" لا أفعل هذا من أجلك لكن الجميع بدأ يتحدث عنا لذا أنا أحاول إظهار أن علاقتنا لا يوجد بها خطأ و أننا علي ما يُرام "
ابتعدت عنها قليلاً كي أري ملامحها ، بدت و كأنها تقتنع بكلماتي التي لم أقتنع بها أنا نفسي ، لكن هذا رائع فـ بعد كل شئ سوف أصل إلي مُبتغاي و هو معرفة مقر عملها و سبب تلك الكدمات التي تملأ جسدها
" أنت كاذب ، كل ما تسعي إليه هو معرفة حقيقة طبيعة عملي "
أو ربما هي ذكية أكثر مما توقعت
" حسناً ، ربما ..."
مسحت طرف شفتاي بسبابتي متوتراً و لا أجد حجة أخري لإيصالها إلي العمل
" أعني هذا ..."
" يمكنك إيصالي لكنها المرة الأولي و الأخيرة و أتمني أن تتخلص من جميع أفكارك الغريبة نحوي "
قاطعتني تتحدث بجدية ثم زفرت بحنق قبل أن تعود بخطواتها و اتجهت حيث سيارتي
وقفت بجانب الباب تعقد ذراعيها نحو صدرها لأرفع حاجباي بعدم فهم فـ أشارت بعينيها نحو الباب
تشه ... تمزح
" هل تعتقدين أنني سوف أفتح الباب من أجلك ؟"
" هذا إذا أردت إيصالي إلي العمل "
إبتسمت بتصنع لها و اقتربت منها بخطوات رزينة حفاظاً علي كرامتي لأفتح لها الباب و بـ ثقة هي انحنت تدخل إلي السيارة ثم أغلقت الباب... تستفزني بتلك النظرة المغرورة التي رمقتني بها تواً
" تعلمين ؟..."
تحدثت فجأة و مازلت في خضم محاولاتي لحفظ كرامتي التي تهينها لأنحني بجذعي قليلاً حتي أصل إلي مستوي النافذة حيث استندت بمرفقاي
" أن أفتح الباب لزوجتي العزيزة هذا لا يقلل مني و سوف يقول كل من يراني من الجيران أن والدتي ربتني جيداً و كم هي محظوظة زوجتي ... سوف يحسدونك بلا شك "
مسحت دموعي الوهمية نهاية حديثي لتتوقف يداي حين رؤيتها تقلب عينيها بملل
" ما رأيك أن نختم مشهدنا بقبلة فرنسية حاره تجعلهم ..."
تحدثت بخبث قاصداً إحراجها إنتقاماً لسخريتها مني لكن لم أتوقع أن تُقابلني بـ لكمة ربما هشّمت وجهي ... لم أعد أري شئ و لا أتحمل الألم الذي سيطر علي وجهي
تباً .. لن أحاول إزعاجها مُجدداً
End pov
---------
جونغ إن إنتهي به الحال يقود السيارة بإحدي عينيه مُغمضة و أنفاسه يسحبها من شفتيه بدلاً من أنفه الذي يؤلمه حتي وصل إلي صيدلية لـ يُحضر دواءً قد يُخفف عنه الألم
اتجه إلي الداخل و عاد بعدها بـ أنفه مُضمداً بإحكام مما جعل من حجمه يتضاعف فـ انفجرت هانييل ضاحكة حين رؤيته بتلك الحاله
" لقد شوهتي وجهي الوسيم و كنتِ علي وشك كسر أنفي "
صاح بحنق فـ ضمت شفتيها تكتم ضحكتها لـ تلتفت إلي الجانب تنظر لما خلف النافذة مُتجاهلة إياه
" كنت أمزح "
أدار مُحرك السيارة بعدما همس بخفوت فـ تحركت أعين هانييل إلي ألأسفل تستمع إليه بـ ترقب
" قد أبدو وغد أحياناً لكنني لن أفعل شئ كهذا "
" أنت وغد دائماً "
صححت له و التفتت نحوه بإبتسامة مُصطنعه جعلت الآخر عاجزاً عن الرد يتبادل النظر بينها و بين الطريق مُفرّقاً بين شفتيه بصدمه و ما كان رده سوي أن أعاد إليها لكمتها بظاهر قبضته لكنها أخف من التي حصل عليها هو
" مُزعجة "
هسهس بحقد و رمقها بطرف عينيه لـ يلتفت إلي الطريق
" كيف تضرب أنثي بهذه الطريقة ؟"
" يمكنك إعتباره حادثاً "
تنهدت بضيق مُدركة لمقصده لكنها تجاهلت الرد عليه و أشارت إليه نحو الطريق ليقود في صمت إلي أن توقف أمام مطعم فاخر لتنزل هانييل من السيارة و التفتت حيث مقعده و وقفت بجانب الباب خاصته قائلة
" يُمكنك الدخول كي تتأكد أنني أعمل هُنا لكن لا تُخبر أحداً أنك تعرفني فـ لا أريد أي مشاكل "
" لن أدخل "
أجابها بهدوء غريب و بعدها أدار مُحرك السيارة مُغادراً المكان
___________
" شهيق ، زفير ...هيا أنا مُستعد "
بيكهيون تحدث وهو يتوسط جانبي رأسه بـ سبابتيه مُغلق العينين و كأنه يستدعي روحه القتالية و من ثم هو فتح عينيه ينظر نحو شاشة الحاسوب بـ ثقه
" هذه المرة سوف أفوز "
هيبا همهمت تقلب عينيها و تثاءبت بنعاس لتعتدل بـ جلستها بعدها كي تبدأ اللعبة
نظرت نحو الشاشة بملل و بتكاسل هي بدأت القتال جاعلة من بيكهيون يتغلب عليها لكن بلحظات هي قلبت النتيجة و جعلت من شخصيته داخل اللعبة تقع أرضاً غارقة بدمائها و بأقل من دقيقة
بيكهيون ألقي يديه أرضاً ينظر إلي الشاشة بصدمه و أعين ترغرغت بالدموع فـ ربتت هيبا علي كتفه
" استسلم فقط ،نحن نلعب منذ الصباح تقريباً و لم تفز و لو لمرة واحده حتي و أنا شبه نائمة يُمكنني التغلب عليك "
" أنتِ قاسية "
همس بعبوس و ترك مكانه يسير نحو السرير بـ أكتاف مُترهلة ليستلقي فوقه و الغطاء سحبه يُغطي به جسده من رأسه و حتي أصابع قدميه
بينما هيبا هزت رأسها بإبتسامة خفيفه و أغلقت الحاسوب لتلحق بزوجها
" بيكهيون لا بأس بالخسارة أحيانا ً"
تحدثت بصوت مكتوم تضم شفتيها مُحاولة منع ضحكتها من الخروج فـ أبعد بيكهيون الغطاء عن رأسه ينظر نحوها بحاجبين معقودين بلطافة ثم أخرج يديه من أسفل الغطاء و مدهما نحوها يحثها علي إحتضانه
" هيا لقد خسرت و حان وقت عقابي "
" ايغو هذا الرجل يعشق التلامس "
ضيقت عينيها بإبتسامة ساخرة و بيكهيون رفع كتفه و رأسه بغرور يحاول تصنع اللامبالاة رغم أن خسارته أمام زوجته لعدة مرات أمر أزعجه بحق فهو لم يعتد الخسارة من قبل
" حينما تتصرف كـ طفل صغير تجعلني عاجزة عن كبت إبتسامتي لكن بالوقت ذاته أخشي تحولك بـ أي لحظة ... أنا أخشي شخصيتك الأخري فهي جارحة و نظراتها مؤلمة كما حديثها "
----------
هيبا pov
تحدثت بشرود فـ لم أنسي بعد تصرفه معي صباحاً ... كلما اعتدت علي هذا الجانب من بيكهيون يكون جانبه الآخر الذي برمجته السيدة كيم سابقاً مُخيفاً و موحشاً كونه قد يخلق مُشكلة بيننا يعجز بيكهيون الطفولي عن حلها و أعجز أنا عن تقبل إعتذاره حينها
بيكهيون لم يُجيبني ، بدا و كأنه فهم مقصدي لكنه فضّل الصمت و إحتضن خصري يختبئ برأسه بعنقي مُتنهداً بصوت عالي كـعادة يفعلها يومياً و كأنه يطرد الطاقة السلبية عنه كي ينام بـ راحة
أملت بجسدي نحوه أعتدل بوضعيتي و ذراعاي أحاطا جسده بينما أطراف أناملي تُداعب رأسه من الخلف بـ شرود
كلما نظرت إلي جانبي بيكهيون المُختلفين أُدرك أنه شخص طبيعي مثلنا تماماً
بداخله طاقة طفولية دُفنت منذ سنوات... كان لديه الرغبة في التعبير عنها و الإفصاح عن مشاعره و بسبب السيدة كيم هو عجز عن ذلك تماماً
كلٌ منا لديه شئ بداخله مُختلف عما يُظهره ...مشاعر قوية و تلك المشاعر تحتاج إلي طاقة خارجيه إما تسحبها للعلن أو تدفنها بأعماقنا حتي ننساها
بالنسبة إلى مشاعر بيكهيون المدفونة تلك فـهي وجدت طاقتيها الخارجيتين لكن للأسف إنهما مُتضادتين
الأولي السيدة كيم التي تحاول دفن مشاعر بيكهيون الحقيقيه و تسعي إلي إلغاء شخصيته و قراراته و هناك أنا التي تحاول تشجيعه علي التعبير عن نفسه و عن مشاعره
أرغب بأن يتخذ كل خطوة دون خوف و دون التفكير في ردود أفعال السيدة كيم
بيكهيون ربما أصبح يضحك، أحياناً يكون ثرثاراً و لا يمكنني إيقافه عن الحديث...طفولياً سريع الغضب و كذلك لطيفاً حين مُحاولة إرضائي لكن...
حتي الآن بيكهيون مازال عاجزاً عن البُكاء
تأثير السيدة كيم عليه بتلك النقطة يظل مُستمراً حتي أثناء غيابها هي
قد لا يعلم البعض لكن الضحك أسهل بمراحل من البكاء
و هذا يعني أنني ربما قطعت شوطاً هائلاً مع بيكهيون لتغيير شخصيته لكن مازال هناك مهمة صعبه و تعد النجاح الحقيقي
"سوف أهزمك"
همس مكتوم صدر عن بيكهيون فـ عقدت حاجباي و ابتعدت عنه قليلاً كي أنظر إليه، كنت علي وشك السخرية منه لكنني إكتشفت انه يتحدث أثناء نومه
لم أكبح ضحكتي الخافته بعد رؤيته يُتمتم بكلمات غير مفهومه و عبوس يحتل شفتيه لكن بعد قضاء يوم كامل يُردد نفس الجمله فمن الطبيعي أن يتحدث بها أثناء نومه كذلك
هو لطيف... بل و يجعل من قلبي صاخباً
End pov
______________
صوت نُباح الجراء تعالي يلفت إنتباه تشانسوك فـ استقام ظهرها سريعاً و أبعدت عينيها عن الكتاب بين يديها لتنظر نحو باب غُرفتها المُغلق
" أليس مريضاً؟"
تمتمت بإستنكار ثم هزت رأسها إلي الجانبين كي تنتبه إلي دراستها
"ربما يكون سيهون"
رفعت كتفيها تتحدث بصوتٍ عالٍ تُقنع نفسها أنها ترغب برؤية سيهون و ليس بروفيسور بارك
و رغم أنها تعلم ما بداخلها إلا أنها غادرت غُرفتها و اتجهت حيث منزل الجراء لـ تُنادي بإسم سيهون
"هذا أنا"
نبس بصوت مُتحشرج لتعقد الأخري حاجبيها و سارت حيث مصدر الصوت إلي أن وجدته مُمدداً فوق الأريكة و إحدي ذراعيه متموضعة فوق عينيه تمنع عنه الضوء
" ماذا تفعل هنا؟"
"ليس لكِ دخل"
بـ برود أجابها دون أن يُزيح ذراعه عن عينيه و تشانسوك زفرت بحنق من أسلوبه
"أنا المُخطئة أنني أتيت إلي هنا"
سارت تعود من حيث أتت فـ أمسك بـ يدها حينما مرت بجانبه ثم أزاح ذراعه قائلاً بجدية و عينيه تنظر إلى الأمام بشرود
"لم أطلب منكِ أن تأتي "
عقد حاجبيه و أمال برأسه نحوها كي ينظر إليها ثم أكمل
"تتحدثين و كـأنكِ أتيتِ إلي هنا من أجلي و ليس من أجل شخص آخر"
رفع طرف شفتيه بسخرية مما جعل من نظراتها تتوتر بخجل
"أنـ أنا..."
تمتمت بصوت مُختنق و التزمت الصمت تنظر نحو يد تشانيول التي تُمسك بخاصتها ثم انحنت تجلس علي رُكبتيها بجانب الأريكة
" حرارتك عاليه "
" اغربي عن وجهي "
ترك يدها مُشيراً إليها بالمُغادره و إستدار بـ جسده يدفن رأسه بمسند الأريكة و انكمش علي نفسه
تشانسوك حركت عينيها بالمكان بتردد ثم بللت شفتيها لتقف من مكانها و اتجهت إلي الداخل كي تجلب بعض الماء و قطعة قماش ثم عادت تجلس بوضعيتها السابقة
" بروفيسور بارك دعـ..."
همست بخفوت و هي تسحب ذراعه كي يستدير إليها فـ التفت مُقاطعاً حديثها حينما دفعها بقوة كي تبتعد عنه مما جعل رأسها يرتطم بالطاولة خلفها و تتأوه بألم
"أنا لست بارك، أنا لا أنتمي إليه، أنا كيم، فقط كيم"
صرخ عليها بغضب حتي برزت عروقه و حديثه لم يكتمل بسبب السعال الذي أصابه
"سيهون ليس هنا لذا غادري"
دفع كتفها لتشهق بفزع عندما فقدت توازنها و كادت تقع مرة أخرى بينما تشانيول عاد إلى وضعيته الأولي حيث يضع ذراعه فوق عينيه و آخر بجانبه
" لـ لقد أتيت من أجلك... أنت"
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top