14

Start

~ماذا تقصد.. أبي؟ ~

أمالت برأسها تسأل بتلعثم و ابتلعت ريقها بصعوبه حينما اقترب والدها خطوة حتي التصق أنفه بخاصتها

"رأيته قريباً لهذا الحد... لا بل أكثر من ذلك، لذا هلا أخبرتني ما الذي يدور بينك و بينه؟ منذ متى و أنتِ علي علاقة به؟!"

هسهس بحده يطرح السؤال تلو الآخر دون انتظار للإجابه، عينيه تكاد تحرقها بغضبه و يديه يضمهما بقبضة قويه يُحاول تمالك أعصابه كي لا تهتز علاقته بإبنته

~لا شئ بيننا... إنه مجرد صديق ~

رفعت طرف شفتيها بإبتسامة مُترددة و قدمها خطت إلي الخلف بخطوة واسعه تترك مسافة بينها و بين والدها في حين هو أغلق عينيه ليسحب نفس عميق ثم زفره و أعاد فتح عينيه

"ماريا، إبنتي، صغيرتي و مدللتي"

إبتسم بتصنع و اقترب يحتضن وجنتيها بـ قليل من القوة لـيُكمل

"كونّي صداقة مع أياً كان و لن أمانع أن تقعي بالحب، تواعدي و تُخبريني أنكِ ترغبين بالزواج بشخص ما لكن ليس عائلة كيم... لن أترك ابنتي الأخري تضيع مع تلك العائلة فـ مازلت نادم علي موافقة هيبا و تركها تذهب إليهم"

ضم شفتيه بـ ندم و تنهد بعدها

~سيهون ليس مثلهم... هو شخص جيد و... ~"

"لا أهتم كيف يكون سيهون و أنا أعرف جيداً أن شخصيته تختلف عن جدته لكن وجودك بذلك القصر خطر عليكِ هذا إذا سمحت لكِ السيدة كيم بدخول القصر كـ صديقة أو حتي زوجة لأحد أحفادها"

عقدت حاجبيها بإنزعاج من حديثه، عقدت ذراعيها إلي صدرها و من ثَم أدارت عينيها بعيداً عنه بعبوس

" لقد رأيتِ كيف تنظر نحوك بكل مرة نجتمع و لا أعتقد أنها ستتقبلك "

" هل لأنني إبنة غير شرعية؟ "

التفتت إليه تنطق بـ كوريتها الركيكه

" نعم ماريا لأنكِ كذلك"

صاح بضيقٍ و أمسك ذراعيها بقوة لتشهق بفزع

"لأنكِ غير شرعية... لدينا هنا لا يستخدمون عقلهم و أمر كهذا لن يقولوا أنكِ لستِ المُخطئة بل الذنب يقع علي عاتقنا جميعاً و إذا تقبلك شخص لن يتقبلك الآخر و خاصة السيدة كيم... إنها مغرورة و قاسية و أنا لا أريد رؤية سعادتك تتلاشى بسببها"

~لكن سيـ....~

"بدون لكن ماريا...علاقتك بـ كيم سيهون سواء كانت صداقة أو كما رأيت أنا فـ يجب أن تنتهي "

قاطعها بنفاذ صبر ليقترب منها بنهاية حديثه و رفع سبابته بوجهها مُحذراً إياها

" و إذا علمت أنكِ مازلتِ علي تواصل معه فـ حينها لا تلومي سوى نفسك "

--------

ماريا pov

رمقني بنظرة أخيره ثم استدار كي يعود إلى غرفته دون أن يُزيد حرفاً آخر و أنا فقدت السيطرة على أقدامي و بالكاد حتي وصلت إلى غُرفتي لأجلس علي طرف السرير بعقل شارد

لماذا الجميع يخشى تلك المرأة؟!

لن أنكر أنها مُخيفه لكن إلي أي حدٍ قد تصل؟... يُمكنني تحمل كلماتها اللاذعه و نظراتها و إلي اللحظة الأخيرة لن أتخلى عن سيهون لكن..

لكن ماذا عن أبي؟ هو يرفض سماعي و أنا لا أريد أن أخسره هو الآخر فـ ماذا لو كان ندمي هو أن يتخلى عني و يطلب مني العودة إلى أمي؟!

تحركت عيناي إلى الأسفل حيث يدي، أنظر إلى أناملي التي تشابكت مع خاصة سيهون لساعات و طوال الطريق حتي وصلنا أمام المنزل

هذه الأنامل تحركت تلمس شفتاي بخفه و مازلت أشعر بالتلامس القوي الذي حدث بين شفتينا

و مع تذكري لما فعله انزلقت بـ يدي لأضغط علي يسار صدري حيث قلبي الذي ينبض بـ عنف

مشاعري مُضطربة و لا أعرف حقيقتها... هل أنا أحب سيهون، مُعجبة به ربما؟

أو فقط لأنه يتقبلني فأنا أميل إليه؟

هل أفعل كما يُريد أبي و أبتعد عن سيهون أم أبقي صديقة له و أجازف بعلاقتي مع أبي؟!

زفرت بـ ضيق و سحبت هاتفي أتصل بـ أمي فـ هي الشخص الذي قد يُساعدني

لكن بعد مكالمة طويلة عريضه أخبرها فيها بكل التفاصيل هي ختمت المكالمة بـ كلمات لم أكن أرغب بأن تكون هي الحل

~ والدك مُحق، السيدة كيم ليست امرأة سهله و إذا كان حفيدها جيداً معكِ فهذا لا يعني أنها ستتقبل صداقتكما... من الأفضل أن تتوقفي عن رؤية سيهون، هذا أفضل لكليكما ~

~لكن ألا يوجد... ~

~صغيرتي... أعلم جيداً أنكِ تمرين بوقت عصيب بين أشخاص لا يتقبلونك و أنا أسفه أنني سبب ذلك...لكن ما جعلك تجدين سيهون فـ سوف تجدين غيره و ربما يكون شخص أقل خطراً عليكِ... أنتِ لستِ بشخص سيئ لذا ستجدين بالتأكيد أحداً يُقدّرك و يحبك لشخصيتك و ليس لأي سبب آخر "

همهمت بـ ضيق لننهي المكالمة بعدها و قد تمددت علي السرير أسحب الغطاء فوق رأسي و كأنني أختبئ من اتخاذ هذا القرار

قضيت الكثير من الوقت فوق السرير أتقلب يميناً و يساراً و النوم غادرني بالفعل ، تنهدت أبحث عن هاتفي بيدي حينما سمعت صوته

عندما لامسته يدي سحبته و فتحت الشاشة ليقابلني إسمه و جزء صغير من رسالته و ببلاهة إبتسمت حينما قرأت ذاك الجزء

~دعينا نري ~

تمتمت أعض علي لساني بينما أفتح الهاتف حتي ظهرت المحادثه أمامي كامله

( أبتسم كـالأبله الآن و لا أعرف كيف أدخل القصر )

( هل آتي إلي منزلكم ؟)

ضحكت بخفوت أتخيل إبتسامته المتسعة و هو يتحدث بحماس ليجعل الجميع عاجزاً عن إيقافه

( قلبي ينبض لمجرد التفكير برؤيتك مرة أخري )

رمشت عدة مرات أرفع حاجباي و أنا أردد تلك الرساله كي أتأكد من مضمونها ...أعتقد أنني الشخص الذي ينبض قلبه بقوة الآن و الجميع سيعجز عن النوم بسببه

( لم لا تُجيبين ؟)

( يااا أجيبيني )

( أيتها الحمقاء هناك علامه تدل أنك رأيتي الرساله )

ضحكت بصخب لأضم شفتاي سريعاً كي لا يسمعني أحد فـ بدأ كتفاي بالإهتزاز بضحكة مكتومه بينما أتذكر رسالة مُشابهه قد أرسلتها له سابقاً حينما كان يتجاهلني بسبب عمله

( مهلاً مهلاً ، هل تشعرين بالخجل بسبب ما حدث؟ )

أرفق الرسالة برمز تعبيري لملاك بريئ و أنا عيناي قد اتسعتا أشعر بالحرارة تتصاعد إلي وجنتاي و رأسي

هل يقصد القُبلة ؟ لا لا رجاءً لا تقل أن هذا هو مقصدك ... يا إلهي كيف أنظر بوجهه مرة أخري

( أراك غداً يون ماريا )

إبتسمت بإتساع لكن تدريجياً هذه الإبتسامة تلاشت و عُدت إلي أرض الواقع ... غداً هي النهاية أوه سيهون

لا أملك خياراً آخر

End pov

_______

سيهون أغلق الهاتف بإبتسامة مُتسعة يحفظ بذاكرته هذا اليوم كـ أفضل أيام حياته

" يا إلهي ، ما الذي أفعله الآن ؟"

صاح بصدمه حينما إستوعب وضعية أنامله التي تلمس شفتيه بـ شرود

" ماذا فعلت أنا ؟"

ضرب علي شفتيه بإحراج ليختبئ بوجهه خلف أنامله يصيح بخجل و قدميه أخذتا تضربان أرضية السيارة

" لا بأس سيهوني ، لا بأس "

سحب نفس عميق و زفره بينما يُربت علي صدره و قد كرر الأمر عدة مرات حتي سيطر علي ذاته يتلبس وجه البرود لينزل بعدها من السيارة مُتوجهاً إلي الداخل و قلبه الذي صرخ بصخب من السعادة لساعات متواصله ها هو الخوف يطرد تلك السعادة و يحل محلها

دخل القصر بظهر مُنحني قليلاً يتأكد إذا كانت العائلة اجتمعت من أجله مرة أخري لكن لم يكن هناك أحد البته فـ تلفت حول نفسه بصدمة يتأكد من ذلك إلي أن لمح تشانيول يدخل من باب القصر بإبتسامة جانبيه يلمس جانب شفتيه

حالته تبدو مُشابهة لخاصة سيهون بعض الشيئ و هذا جعل من الأصغر يعقد حاجبيه بإستغراب

" سيهون "

انتفض بفزع حينما اعترض الآخر طريقه لتتسع أعين سيهون بخفه

" هل حقاً لم تراني سوي الآن ؟"

تشانيول حك مؤخرة رأسه بإحراج و هز رأسه

" أعتذر ، كنت شارداً "

سار نحو الأعلي حيث شقته و سيهون بجانبه

" جدتي لن تُعاقبني اليوم ؟"

" إنها مشغولة بحل المصيبة التي قمت بها بلا شك لذا لا أعتقد أنها مُتفرغة لك اليوم "

رفع كتفيه يضع تخميناً دون أن يُدرك أن هذه الحقيقة بالفعل و سيهون أومأ يبتسم بإتساع لـ يشرد مرة أخري بأحداث يومه

" تُصبح علي خير "

تشانيول ربت علي كتفه حينما وصلا أمام شقته فـ استدار إليه الآخر يُهمهم بتردد

" هل يُمكنني أن أبقي معك اليوم أيضاً ؟"

الأصغر أمسك يده سريعاً يمنعه عن الدخول فـ التفت اليه تشانيول و أومأ بإبتسامه ليعقد حاجبيه مُتسائلاً بـ قهقهات خفيفه

" لماذا أشعر بـ أنك مُزهر ...وجهك مُضيئ و عينيك تلمعان بسعادة عكس الصباح ...أنت تبدو مُشرقاً كما لم أرك يوماً "

نطق كلماته ببطئ و إستغراب يُحاول فهم ما يجري مع الآخر في حين أن سيهون ضم شفتيه يمنع إبتسامته المُتسعة من الظهور لكنه فشل في إخفاء لمعة عينيه

" لقد قابلته "

همس ليميل تشانيول برأسه بعدم فهم ليضحك الآخر بخفه

" لقد قابلت والدي اليوم ... تشانيول هو لم يتخلي عني ، قال أنه يُحبني ، لطالما فعل "

تحدث بخفوت و هو يلتقط أنفاسه بحماس و الأكبر إبتسم بتصنع يستمع إليه

" هناك غُرفة كبيره بمنزله الصغير ، إنها خاصة بي أنا فقط ...يضع بها الكثير من الصور لي و حتي هناك هدايا كثيرة من أجلي .. أليس رائعاً؟ "

تشانيول أومأ إليه بينما يرفع حاجبيه بتأكيد علي حديثه ثم مسح بقبضته علي طرف أنفه قائلاً بصوت مُنخفض

" سيهون ...هلا عُدت إلي شقتك ؟ ، أشعر بأنني مُتعب و أرغب بالبقاء وحدي "

" هل أنت بخير ؟ "

سأل بقلق و اقترب خطوة من تشانيول فـ تراجع الآخر يهز رأسه بإبتسامة مُصطنعه

" لا تقلق ، أرغب ببعض الراحة فقط ليس أكثر "

سيهون همهم إليه بإستغراب و ظل ببُقعته يُراقب ظهره حتي اختفي بداخل شقته ليُغلق الباب علي نفسه

هو لم يفهم ما أصاب الآخر ليرفع حاجبيه بعدم فهم وصعد حيث شقته يبتسم بسعادة كما كان طوال اليوم

بينما تشانيول دخل شقته و سار نحو غُرفته المُطله علي منزل كبيرة الخادم ، هو كان يسير بخطوات ثقيله يجر قدميه بصعوبة و يخلع ملابسه القطعة تلو الأخري يشعر بالإختناق و العبوس قد احتل شفتيه

دخل تلك الغُرفة ليُخرج زجاجة نبيذ و علبة سجائره ثم مد يده يسحب كاساً لكن يده ارتجفت ليقع الكأس أرضاً و ينقسم إلي قطع صغيرة

تشانيول زفر بضيق و إنحني علي رُكبتيه يجمع تلك القطع علي عجل فـ غُرزت إحداهم بـ يده ليصرخ بصوت مُتحشرج

" تباً ، تباً"

انفجر باكياً و سحب ثيابه التي خلعها للتو ليضعها علي جرحه يضغط عليه بقوة

" لم هذا مؤلم ؟"

تمتم بإختناق و وقف من مكانه ليذهب إلي الغرفة الأخري يبحث عن علبة الإسعافات ثم عاد إلي الغرفة و هو يحملها لـ يجلس علي طرف السرير

تأوه بألم و هو يُبعد ثيابه عن الجرح و بكائه لم يتوقف للحظه ...لم يكن يبكي بهدوء بل بصوت عالي كما الأطفال مُتخذاً من جرحه و ألمه حُجة كي يُخرج ما بداخله

" والدك أُلقي القبض عليه مُتلبساً و قد اعترف علي نفسه ... أعتذر لقول هذا لكن السيدة كيم هذه المرة ليس لها دخل بذلك "

تذكر تلك الكلمات ليصرخ مرة أخري و هو يضغط علي جرحه بقوة

" لماذا أنت من بينهم ؟ لم فعلت هذا بي ؟"

ألقي بـ العُلبة أرضاً يصرخ بقهر و زحف بجسده إلي جانب السرير يضم قدميه إلي صدره و رأسه قد دفنه بينهما يستكمل بكائه و نحيبه ، رفع يديه يضغط علي رأسه بقوة يمنع تلك الأصوات عنه و عينيه أغلقهما بقوة يحاول محو صورة والده حين التُقط يسرق من خزانة القصر لكن تلك الصور و الأصوات تأبي الإبتعاد عنه

ثقة سيهون بوالده حتي اللحظة الأخيرةة كان غباءً بالنسبة إلي تشانيول حتي بدأ يكشف حقيقة جدته و هو الآخر أراد أن يجد الحقيقة المُتعلقة بوالده لكنه ندم لاحقاً

سيهون كان مُحقاً بشأن والده ، والد بيكهيون ليس بـ رجل سيئ ... والده لص و جدته؟ ..إنها قاتلة


___________

هيبا pov

ضحكته خلابه ...صوتها رجولي يبدو كموسيقي تطرب الأذن و تجعلك تُدمنها منذ الوهلة الأولي ، شفتيه تتشكلان علي هيئة مُربع كبير و عينيه تكاد تغلقان

يبدو كـ جرو لطيف و تلك الصورة البارده تتدمر نهائياً

لم أشعر بنفسي حين تُهت بعالم آخر و كل ما أردته هو تقبيل شفتيه ...لمسها بدا كـ تذوق قطعة فراولة طرية لذيذة غرقت بحمام من الشيكولاتة الناعمة قبل تناولها

هربت منه حينما استفقت لأُدرك فعلتي لكن إلي متي سوف أهرب و كلانا يعيش بنفس الشقة ، نفس الغرفة و حتي نفس السرير

سوف أبكي من الإحراج

جعدت ملامحي ببكاء مُصطنع لأنتفض حينما شعرت بيدان تُحاصران خصري و شئ صلب ارتطم بظهري من الخلف فـ التفت سريعاً و كان هو من يقف هناك بإبتسامة مُتسعه

فجأة أصبح يبتسم كثيراً و هذا يُضعفني ... لو كنت أعلم أن هذا ما سيحدث لم أكن لأطلب منه أن يضحك أبداً

" هل تُريدين تقبيلها مرة أخري ؟"

ابتلعت ريقي و عيناي اتسعتا حينما تحولت إبتسامته تلك إلي أخري خبيثه يعتقد أنني أنظر إلي شفتيه لتقبيلها لكن إبتسامته هي من سرقت عيناي

" لا ، لا أنا فقط .."

صحت بفزع و دفعته عني أنفي ذلك فـ عاد يلتصق بي و رأسه انخفض قليلاً ليجعل من أنفه تلمس وجنتي ...إنه يتمادي و أنا قلبي يكاد يتوقف

" ما بكِ متوترة ؟"

همس بخفوت و نفخ علي وجنتي بنهاية حديثه لينتفض جسدي و عيناي تحركتا معه تراقبه و هو يبتعد عني كـ أنه لم يفعل شئ و وجهه عاد بارداً

هو اقترب من الفُرن و أمسك المقبض كي يفتحه فـ أسرعت نحوه و أبعدت يده قائلة بتلعثم

" لا ..تفتح عليها .. الآن "

رمش بعدم فهم ثم أومأ ليضع يديه خلف ظهره و أخذ يدور حولي بخطوات بطيئة و نظرات مُتفحصه

" ما رأيك أن نتبادل القُبلات حتي تنضج الكعكه ؟"

تحدث فجأة بصوتٍ عالٍ لأضع يدي  علي شفتيه كي يصمت و أخذت أتلفت حولي خشيةً أن يكون سمعنا شخص ما

هذا الرجل هل فقد عقله فجأة ؟

" بيكهيون ما خطبك ؟ قد يسمعك أحدهم "

" أنا زوجك لذا من الطبيعي أن يحدث أكثر من القُبلات و الجميع يعرف ذلك "

تحدث بصوت مكتوم بسبب كفي الذي يضغط علي شفتيه و بنهاية حديثه هو طبع قُبلة عليه لأبتعد عنه

" بيكهيون "

همست بصدمه و هو رفع حاجبيه ببراءة يُقلد نبرتي

" ماذا ؟"

التزمت الصمت و اكتفيت بالمسح علي شفتاي بطرف لساني لتتمركز عينيه عليهما

" هل يمكنني تقبيلك ؟لقد قلتي أنك سوف تسمحين لي بذلك إذا ساعدتك "

" لقد قبلتك بالفعل و الأمر انتهي ، هيا عُد إلي الغرفة "

دفعته من ظهره علي عجل أطرده من المطبخ و هو فقط يُصعّب عليّ الأمر و يتشبث بالأرض بقدميه

" لكن أنت قبلتني فجأة...لقد اعتليتني و قبّلتي شفتاي هكذا و أنا لم أكن مُستعداً لذلك، و لم أبادلك القبلة ، قد تعتقدي أنني لا أعرف كيف أُقبّل امرأة و أيضاً لقد انتظرت هذه القبلة كثيراً ألا تعتقدين أنه يجب أن نُعيدها "

التفت لي يتذمر بطفولية و أقسم أنني علي وشك أن أفقد أعصابي ... هل القُبلة أفقدته عقله ؟

فكي يكاد يلامس الأرض من الصدمة و وجهي يكاد يتبخر من الخجل و هو حتي لا يشعر بالقليل من التوتر

" بيكهيون ما خطبك تتحدث هكذا؟ ألم تكن مريض ؟هذا مُحرج "

وبخته أضرب كتفه بقبضتي و هو تلوي بألم يحاول أن يهرب مني ليركض بعدها خلف طاولة تجهيز الطعام و أخرج لي لسانه بطفولية و للحظه توقفت أنظر إليه بإبتسامة بلهاء

سعيدة لرؤيته بهذه الحاله ... و كأن ما حدث البارحه كان نُقطة تحول و إنطلاقه  لروح بيكهيون الطفوليه و أتمني أن لا يكون هذا مؤقتاً

" فقط قولي أنك ترغبين بتقبيلي بدلاً من النظر إلي شفتاي من بعيد هكذا "

تخصر يتحدث بـ ثقة و هز حاجبيه بنهاية حديثه لأضحك بعدم تصديق

" يااا ، سوف أقتلك "

هددته بقهقهات مصدومة تتخلل حديثي و ركضت مرة أخري خلفه ليفر هارباً مني و بصعوبة حتي حاصرته خلف الطاولة بعدما أوقعت بعض الكراسي علي الجانب الآخر منها كي لا يتمكن من الفرار

" أمسكت بك "

ضحكت بـ شر فـ قهقه بصوت مكتوم و صدره يعلو و يهبط كـ خاصتي نلتقط أنفاسنا بصعوبة

" إذاً هل ستقومين بـ تقبيلي ؟"

أدرت عيناي بينما أهز رأسي بضحكة خافته

" لا بأس بـ قُبلة واحده "

رفعت كتفاي أتحدث بلا مبالاه و هو همهم بجدية مُصطنعه و أغمض عينيه يمد شفتيه إلي الأمام يُصدر أصوت تحثني علي تقبيله فـ قهقهت بخفه و رفعت جسدي قليلاً أقف علي أطراف أقدامي كي أصل إلي مستواه

اقتربت منه بـ شفاهي حتي تخدر و تنهد ليتوقف عن إصدار تلك الأصوات لكن ما قابله مني كانت صفعه خفيفه من كفي ضربت شفتيه ليفتح عينيه سريعاً و هو يرمش بصدمه

" ها هي قُبلتك "

رقصّت حاجباي مُقلدة إياه سابقاً و ضحكت بصخب لأركض و هو أمسك بي قبل أن أبتعد ليرفع جسدي عن الأرض يضحك بصخب مثلي و يُلقي علي بتهديداته

" ياا ياا توقف "

من بين ضحكاتي نطقت بتقطع كي تتوقف أنامله عن دغدغتي لكنه كان مُستمتعاً بذلك

" بيكهيون "

ابتعدت عنه و التفت نحوه أرمقه بنظرات تحذيريه و أنا ألتقط أنفاسي

" لن تنام بجانبي اليوم "

تحدثت بـ ثقه ليقلب عينيه ساخراً و عقد ذراعيه إلي صدره ليعيد أنظاره نحوي و كان علي وشك الحديث لكن إبتسامته تلاشت و هو ينظر خلفي بنظرات حاده ...هذا كيم بيكهيون

التفت ببطئ كي أري من هناك و قد كانت والدته تنظر إلينا بصدمه

" بيكهيون "

التفت نحوه مرة أخري أُمسك بيده فـ دفع يدي بخفه قائلاً ببرود دون أن تبتعد عينيه عن والدته

" سوف أنتظرك بالأعلي "

خرج بعدها من المطبخ و اتجه إلي الأعلي بعدما تجاهلها فـ اقتربت منها أنا و أمسكت يدها كي تلتفت لي بعدما كانت تُراقبه

" هو فقط لا يعرف الحقيقة "

" معرفته الحقيقة لن يُغير كراهيته نحوي ، لقد اخترت الأموال و تخليت عنه هو و والده ...أنا أستحق ذلك "

ضمت شفتيها بعبوس و حركت عينيها بحركة دائرية كي لا تبكي ثم ابتسمت

" أتعلمين ؟ إنها المرة الأولي في حياتي التي أري بها ضحكة بيكهيون ...لقد ورث عني ملامحي لكنه ورث ضحكة والده "

رفعت يدها تحتضن وجنتي لـ تُكمل

"أنا ممتنة لك هيبا ... و لم أكن مُخطئة حينما رأيتك الشخص المُناسب لـ بيكهيون "

و أنا رغم ترددي كثيراً حتي بعد الزواج منه إلا أن رؤيته يضحك جعلتني مُمتنة لتلك اللحظه التي أعدت بها التفكير بالأمر

بعد شجاري معه بالشركة كنت قد اتخذت قراري أنني لن أتزوج به لكن والدته اتصلت بي ...ربما قضينا الليل بطوله نتحدث ، هي كانت تسرد لي حياة بيكهيون بتفاصيلها

ترجتني أن أحاول تغييره و كانت خائفة من أن تختار السيدة كيم امرأة أخري من أجله قد تكون سيئة و تكون السبب في أن يبقي بيكهيون هكذا لبقية حياته ...مُجرد من إسمه و ملغي الشخصية

حديثها زاد من حيرتي حتي تحدث معي بيكهيون باليوم التالي

بيكهيون مُتناقض و لا يفهم نفسه لكن إبتعاد جدته عنه هو الحل الوحيد كي يتنفس بيكهيون و يكون طبيعياً

أخرجت الكعكة بعدما نضجت و تركتها كي تبرد بينما أقوم بتحضير الزينة الخاصه بها

زينتها ببعض الفراولة المُغمس أطرافها بالشيكولاته و بينما أفعل قهقهت ببلاهه ... ربما أرغب بأن تكون كعكتنا المُشتركه بطعم قُبلتنا الأولي

End pov

___________

فتحت باب الشقة بحذر كي لا تقع منها الكعكة و اتجهت إلي غرفة المعيشه حيث يجلس بيكهيون بحاجبين معقودين و ملامح مُمتعضه

" هيا لنتذوق الكعكة التي حضرناها سوياً سيد بيون "

رفع عينيه نحوها يرمقها بحده بسبب ذاك الإسم لترفع هي حاجبها بينما تضع الكعكة علي الطاولة و جلست علي الأرض فـ تنهد بضيق و وقف من مكانه

" ليس لي شهية "

أمسكت يده و هو يمر بجانبها لتزفر كي تتمالك أعصابها ثم ابتسمت بتصنع قائلة

" لقد حضرناها سوياً لذا دعنا نتناولها سوياً "

" لا أتناول الحلوي "

" أوووه هل لهذا ألقيت بـ كعكتي الأولي ؟"

تراجع بظهره قليلاً كي يري وجهها و عقدة حاجبيه ضاقت بإنزعاج

" لم تذكرين هذا الأمر الآن ؟"

" انسي الأمر ، لم أعد أرغب بتناولها أنا الأخري فقط ألقي بها "

وقفت من مكانها و اتجهت إلي الغرفة بخطوات أبدت غضبها و استلقت علي السرير تسحب الغطاء فوق رأسها بينما تُحرك عينيها بحركة دائرية تنتظره إلي أن سمعت خطواته لتغلق عينيها بقوة تدّعي النوم

" لم تُحضري أطباق ،سكين أو حتي أشواك ، كيف سنتناول كعكتنا الأولي الآن ؟"

تحدث بصوت عالي كي يجذب انتباهها و هي سريعاً اعتدلت ترمقه بطرف عينيها و مازالت تدّعي الإنزعاج

" لقد تركتني أحضرها وحدي هل تعتقد أنني الرجل الخارق كي أحملها و أحمل الأطباق ، السكين و الأشواك ؟"

ألقت باللوم عليه و التفتت إليه تُجعد أنفها بغضب فـ ابتلع ريقه

" لا بأس يمكننا تناولها هكذا "

سحب قطعة فراولة يُقربها من شفتيها لتسحبها بأسنانها دون أن تمحو نظراتها الغاضبة نحوه ليسحب هو واحدة كي يتناولها

" ما بك؟"

سأل بإبتسامة حينما قهقهت فجأة لتهز رأسها بالنفي

" أنت سريع الغضب لكن سهل الإرضاء ، تماماً كـ الأطفال "

" أطفال ؟ تشبيهاتك الغريبة مرة أخري "

همس يقلب عينيه بملل من تشبيهها له بالجراء تارة و بالأطفال تارة أخري

" تعال إلي هنا "

نبست تقترب منه قليلاً بينما تأخذ قطعة صغيرة من الكعكة بأناملها لـ تُطعمه إياها و هو فرق بين شفتيه بحماس ليستقبل تلك القطعه

" أصابعك إتسخت "

شهق بتصنع و أمسك بيدها يُقربها من شفتيه ببطئ لترفع هي حاجبيها و هزت رأسها بقلة حيله

" لا تلعقها أو صدقني سوف أصفعك "

هددته ببرود ليترك يدها بإبتسامة مُصطنعه

هيبا ضحكت بخفه و مدت يدها مرة أخري نحو الكعكة لتمرر سبابتها فوقها حتي امتلأت بـ الكريمة المخفوقه و اقتربت أكثر كي تُثبت وجه بيكهيون بيدها الأخري و سبابتها المُغطاة بالكريمة مررتها علي وجهه ترسم خطين متوازيان علي طول جبهته و حتي وجنتيه و خط عريض نحو أنفه يصل بين المتوازيان لـ تُخلّف حرف H علي وجهه

" ماذا فعلتي ؟"

همس بإبتسامه لـ تبتسم هي الأخري و أجابته بنفس النبرة

" ششش ، إنها علامة ملكيتي "

قهقهت بصوت مكتوم لتتسع إبتسامة بيكهيون ثم أمال برأسه

" هل حان وقت القُبلة ؟"

تلاشت إبتسامتها تدريجياً ترمقه بإشمئزاز لتهز رأسها بعدم تصديق

" هل تُعاني من جفاف عاطفي يا رجل ، ما خطبك ؟ جدياً ما خطبك ؟"

تركت السرير و ابتعدت عنه تسير نحو الحمام و هو سار خلفها يُنادي إسمها يسأل عن موعد القُبلة و هي فقط تُردد

" لا أصدق ..لا أصدقك ..لا يمكنني فهمك أنت غريب "

أغلقت باب الحمام بوجهه ليتراجع إلي الخلف عدة خطوات و هو يضحك بخفه ثم بلل شفتيه ليصيح ببلاهه

" لا بأس سوف أنتظرك حتي تخرجي "

" ياا أنت منحرف "

فتحت الباب تصنع شقاً تنظر منه إليه فـ اقترب هو منها ليرفع حاجبيه قاصداً إغاظتها

" بم تُفكرين ؟  قصدت سوف أنتظر خروجك كي أدخل أنا و أغسل وجهي "

________

جونغ إن POV

عدت إلي المنزل مُبكراً كوني شعرت بالتعب و لم أتمكن من التركيز بأي شئ ، كيونغسو منذ أن أخبرني بشأن هانييل و أخيها وقلبي قد ثقل و قُبض بضيق

لقد قالت أنه أخيها الوحيد و لا تمتلك عائلة سواه ...ماذا أُخبرها الآن ؟

يجب أن تعرف الحقيقة و بالوقت ذاته لا يمكنني إخبارها أن أخيها يُعتبر ميتاً و لا أمل لأن يبقي علي قيد الحياة

" جونغ إن هيا لتتناول العشاء "

"لا أريد ، أمي "

أجبتها دون أن أتحرك أو أخرج من أسفل الغطاء كي لا تراني أبكي

نعم أبكي من أجل تلك المرأة و أضع نفسي بموقفها ...هومصدر الأمان الوحيد لديها كما أمي أماني الوحيد لذا أُدرك هذا الألم و الشعور البغيض فهو يساورني لمجرد التفكير بفقدان أمي ، ما بالك بها ؟ إنها خسرته بالفعل

" ما بك عزيزي؟"

فتحت باب الغرفة و اقتربت تجلس بجانبي لتمسح علي رأسي من فوق الغطاء فـ لم أتمالك نفسي و خرجت من أسفله لأحتضن خصرها بقوة و دفنت رأسي بعنقها

" أحبك كثيراً ، أمي "

" ما بك تبكي ؟"

أبعدتني عنها كي تري وجهي لكنني تشبثت بها بقوة أكبر

" لا تتركيني أبداً "

" لن أفعل لكن أخبرني ما خطبك"

رفعت يديها تُربت علي ظهري بقلق حينما لم أُجيبها

" جونغ إن أنت تُقلقني "

" لا ، لا تقلقي ... أنا فقط مُتعب و هذا يجعلني حساس بعض الشئ "

ابتعدت عنها أمسح دموعي بـ ضيق لتدفع يداي بخفه كي تمسح هي دموعي

" إذا كان هناك شئ ما يُضايقك أخبرني و لا تحتفظ به لنفسك "

همهمت بعبوس لأقف من مكاني حينما فعلت هي و سحبتني معها إلي الخارج تجرني من يدي و أنا لحقت بها بطواعية

جلسنا حول طاولة الطعام لأتلفت حولي فلا أثر لـ هانييل أو حتي إبنتها

" أين تلك الطفله؟ "

" سويون ؟ إنها نائمه "

همهمت إليها بـ تفهم و تناولت الطعام بهدوء لكن عقلي كان صاخباً بما يدور به من أفكار

" تلك ..هانييل "

تحدثت فجأة لترفع رأسها نحوي بإستفهام

" هل تعرفين ما هي طبيعة عملها ؟"

" جونغ إن ، هل مازلت ترغب بمُضايقتها ؟"

رمقتني بتأنيب و أنا تنهدت بضيق

" أسأل بدافع الفضول فقط أمي "

" لا تقلق هي تعمل بـ مطعم لـ ذوي الطبقة الراقية لذا تتأخر كثيراً .. رأيت أوراق تعيينها و بعض الصور لها بذلك المطعم فهي بذلت ما بوسعها كي تُثبت لي ذلك كي لا أعتقد أنها تفعل شيئاً قد يُسيئ إلينا "

همهمت بـ راحة و عدت أتناول الطعام لتتوقف يدي فجأة

إذا كانت تعمل بـ مطعم فـ ما سر تلك الكدمات ؟ هل تتعرض للتعذيب هناك أم ربما هي لديها عمل آخر لم تُخبر والدتي عنه

ما بك جونغ إن ؟ ألا تمل من تفكيرك السلبي هذا ؟ ألا يكفيك موقفك الحالي ؟

انتهيت من تناول طعامي لأستأذن أمي كي أعود إلي غُرفتي لكن وجهتي تغيرت و أقدامي قادتني إلي الغرفة القابع بها أخيها لـ هانييل

سحبت كُرسياً أجلس بجانبه بعدما أغلقت الباب لأتفحصه بـ عيناي

الجهاز يوضح دقات قلبه المُنتظمة و فجأة صوت أمي تردد بعقلي حينما قالت أن جهاز القلب كان قد أصدر صوتاً غريباً سابقاً ... و أنا بكل برود تجاهلت حقيقة أن لربما قلبه كان علي وشك أن يتوقف

أري نفسي غبياً الآن ، خوفي علي والدتي و تفكيري المُستمر حول حقيقة هانييل كان قد جعلني معمياً عن الحقيقة و بكل غباء فكرت بأنها و أخيها هما المُذنبين لكنني لم أشك أبداً بالممرضة

زفرت بإنزعاج من نفسي لأنظر إلي يد هذا النائم هنا و احتضنتها بين كفاي ثم استندت برأسي عليهم أُغلق عيناي بتعب

" أنا آسف لما حدث "

همست مُعتذراً له و تنهدت بضيق

آسف لما فعله به زوج أخته السابق و آسف لأنني عاجز عن مُساعدته الآن

مسحت علي عيناي كي أمحو دموعي حينما سمعت صوت الباب يُفتح و يُغلق لتقترب مني بعدها خطوات هذا الدخيل فـ رفعت رأسي نحوه حينما سحب كُرسياً كي يجلس بجانبي و لم يكن هذا الدخيل سوي هانييل

" لماذا فجأة أصبحت تتردد علي غُرفة أخي ؟"

تسائلت بهدوء و عينيها تنظران حيث أعين جوهون المُغلقة ثم التفتت إلي حينما لم تجد إجابة

إجابة ؟ ماذا أُخبرها حتي؟

" هل كنت تبكي ؟"

مدت يدها نحوي فـ صفعتها بخفه و مسحت علي وجهي لأقف بإرتباك

"لـ لم تأخرتي مرة أخري ؟"

حككت مؤخرة رأسي حينما وقفت هي تنظر لي بإستفهام ثم قلبت عينيها بملل و عادت تجلس مرة أخري مُمسكة بـ يد أخيها

" كان لدي عمل ،سيد كيم "

تحمحمت بإحراج لأمسح يداي بثيابي بتوتر ...كلما تقدمت منها خطوة أتراجع خطوتين و لا أعلم بعد إذا كان يجب أن أخبرها بالأمر

" سيد كيم "

"هانييل "

نطقنا سوياً لتبتسم هي بخجل و أنا همهمت أُشير إليها بأن تتحدث أولاً

" ماذا قال الطبيب ؟ رجاءً أخبرني "

ترجتني لتترك يد أخيها و أمسكت بخاصتي ثم وقفت لتقترب حتي أصبحت أمامي

" ماذا قال الطبيب ؟"

ضغطت علي يدي بإبهامها و رفعت حاجبيها تحثني علي الحديث لكن نظراتها تُضعفني ...لا أستطيع قولها

" رجاءً "

همست بخفوت و ضمت شفتيها بعبوس لأبتسم بتصنع فـ لا يوجد حل آخر ...علي الأقل لا تحزن مُبكراً علي فراقه

" فقط قال أن تتوقفي عن إعطائه تلك الأدوية فهذا القدر منها كافي لكن إستيقاظ أخيكي لا يُمكننا التنبؤ بموعده "

مسحت علي رأسها بينما أتحدث بهدوء مُحاولاً التحكم في نبرتي كي لا تشك بي و لكن نظرتها نحوي بدت أكثر قلقاً فـ انسحبت من هناك كي لا يطول الحديث

" لا تتوقفي عن إحضار الدواء كما تفعلين دائماً فـ ربما يشكون بالأمر و يحاولون إيجاد طريقة أخري لقتل جوهون "

حذرتها قبل أن أعود إلي غُرفتي فـ لو أخبرت المُمرضة بأن تتوقف عن إحضار الدواء قد يحاولوا الحاق الأذي بـ هانييل ، نحن لا نعلم ما الذي يدور بعقلهم

استلقيت علي سريري بتعب أتنهد بصوت عالي و قلبي ينبض بخوف

من جانب هناك جدتي الهادئة بطريقة مُخيفه و من جانب آخر هناك هانييل ...إنها بخطر و  جدتي بلا شك سوف تضعها بـ رأسها و قد تلحق بها الأذي

( هل يمكنك أن تحل مكاني غداً ؟ )

( لدي أمر مُهم يجب أن أقوم به )

أرسلت تلك الرسائل إلي أحد زُملائي بالمشفي و أغلقت الهاتف بعدها ، أعرف أنه سيتذمر طوال الليل لكن بالنهاية سوف يوافق و أنا غير مُستعد لتحمل تذمره المُزعج

End pov

____________

باليوم التالي ... عائلة كيم كانوا يجلسون حول طاولة الطعام يتبادلون نظرات تائهه فيما بينهم فـ السيدة كيم عادت إلي القصر بوقت مُتأخر و حتي الآن لم تستيقظ

تشانيول الوحيد الذي لم يكن مُتواجد حيث كان لايزال بـ شقته يقف بـ شرود أمام المرآة بأعين مُتورمة و جفنيه يحرقانه بالفعل لبكائه طوال الليل

شفتيه جافتين و لونهما قاتم و وجنتيه حمراوتين ...بحالة يُرثي لها لكنه لم يأبه لأن يُخفي تلك الآثار

سحب أغراضه و خرج من الشقة لـ ينزل بعدها متوجهاً إلي الخارج و قد تجاهل الجميع في حين أن سيهون و بيكهيون و حتي هيبا تبادلوا نظرات الإستغراب فيما بينهم لكن حضور السيدة كيم جعل منهم يلتفتون إليها و قبل أن يقترب أي منهم كي يُقبل يدها هي أشارت لهم بأن يبقوا بأماكنهم لتجلس هي بمقعدها

" أين كيم تشانيول ؟"

أبنائها تلفتوا إلي بعضهم البعض بخوف فـ تنهد بيكهيون قائلاً بهدوء

" لقد غادر للتو سيدة كيم "

همهمت ببرود إستغربه الجميع لترفع أحد حاجبيها و نظرت حيث تجلس هيبا

" سيدة كيم والديكي قادمين اليوم ، لا كعك و لا داعي لأن تدخلي المطبخ لأي سبب كان "

أمرتها بـ حده و هيبا تجاهلت الرد لـ تنظر إلي طبقها بهدوء واضح و غضب مختبئ بقبضتي يدها التي ضمتهما بقوة

" و أنت "

أشارت نحو سيهون لينتصب ظهره بفزع و ابتلع ريقه بصعوبه

" حتي تنتهي مُشكلتك هنا و ينسي جميع من بالشركة ذاك الفيديو المُنتشر عنك سوف تُسافر للإشراف علي فُندق جيجو و إياك أن تأتي لي بـ مُصيبة أخري  "

سيهون وقف من مكانه سريعاً ينحني إليها لترفع رأسها و إبتسمت بـ ثقه

" و أنتن "

أشارت علي بناتها الثلاث لينظرن إليها بإستغراب

" داك يونغ قادمه هي و سونغ بعد أسبوعين و حتي ذاك الوقت فـ لتجهزن لحفل زفاف ضخم "

" ز زفاف ... من ؟"

سيهون سأل بتلعثم و طرف شفتيه إرتفع بإبتسامة متوترة

" أنت و سونغ"

اكتفت بتلك الجُمله و سحبت كوب الماء كي تشرب منه ليفعل أبنائها المثل و كذلك بيكهيون في حين أن هيبا رفعت رأسها نحو سيهون تنظر إليه بعبوس

جميعهم بلا استثناء عاجزين عن رؤية مشاعره الحقيقيه و من يراها يتجاهلها بالفعل

سيهون أخفض رأسه ينظر إلي الطاولة بشرود و بين الحين و الآخر هو يزفر بإختناق إلي أن انتهوا من تناول الطعام و كل منهم عاد إلي غرفته ، بيكهيون و زوجته إلي شقتهما و سيهون صعد إلي شقته هو الآخر

تشانيول وقف أمام طلابه يخلع معطفه و بهدوء غير مُعتاد هو أمرهم بإخراج كُتبهم ليضغط علي الزر بجانب مكتبه كي تنغلق النوافذ و تلك الشاشة أعلي لوح الكتابة قام بإنزالها ثم سار بين طُلابه يشرح بصوت مُتحشرج حتي وقف أمامهم يلتقط أنفاسه بصعوبه و هو يضغط علي يسار صدره بقوة مما أفزع الطُلاب

" بروفيسور كيم"

أحد الطلاب صرخ بفزع حينما وقع أمامهم فاقداً الوعي ليهرع إليه هو و بعض زملائه بينما آخرين ركضوا لإخبار الممرضه

هم حملوه بصعوبة و اتجهو إلي غُرفة المُمرضة كي تفحصه و لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتي انتشر الخبر بأركان الجامعه

شيومين ركض نحو صديقته الشارده ليرتطم بها فـ انتفضت هي بفزع و دفعته قليلاً تنظر إليه بعدم فهم بينما هو يلتقط أنفاسه بصعوبه و كفيه يستند بهما علي رُكبتيه

"ما الأمر شيومين؟"

" كيم المُزيف"

نطق من بين أنفاسه و استقام بظهره لـ تمتعض ملامحها حين ذكر الآخر و ضمت شفتيها بعبوس

" لا أهتم لأمر ذاك الوغد"

هسهست بحقد فـ ابتلع ريقه و بلل شفتيه يهز رأسه إلي الجانبين

"لقد فقد وعيه أثناء إلقاء المُحاضرة و قاموا بـ نقله إلي المشفي بعدما أمرتهم المُمرضة بذلك"

انتفضت من مكانها بفزع و أعينها اتسعت بخفه لتتراجع سريعاً و عادت تجلس بمكانها تدّعي اللامبالاة

" يستحق ذلك"

"لا تكوني قاسية سوكي... إنه مريض و الجميع يقول أنه كان بحالة يُرثي لها منذ الصباح "

" لا أهتم، لا أهتم، لا أهتم "

تحدثت بصوت عالي و هي تضع يديها علي أُذنيها تمنع صوت شيومين من الوصول إليها لتتركه بعدها كي تسبقه إلي المُحاضرة التاليه

"لقد تلاعب بكِ و قام بتقبيلك لذا هو يستحق ما يحدث له "

تمتمت تُقنع نفسها بذلك و مسحت علي عُنقها بـ ضيق لتكمل طريقها

____________

بأحد المطاعم الفاخره ذو الطابع الكوري الراقي و غرف خاصة لكبار الشخصيات

سيهون كان يجلس بإحدى تلك الغُرف علي الأرضية أمام طاولة كبيرة و ينظر إلى هاتفه بـ شرود إلي أن فُتح باب تلك الغرفة ليعتدل بـ جلسته و رفع رأسه نحو ماريا التي وصلت لتوها و معها النادل الذي تولي أمر إيصالها إلي الغرفة

"مرحباً"

همست بخفوت فـ همهم يومئ بإبتسامه لطيفه و أشار إليها بالجلوس مقابلة له فـ فعلت

في هدوء تام كلاهما اختار ما يرغب بتناوله ليشير سيهون بعدها إلي النادل كي يُغادر و بصورة غريبة كلاهما كان متوتراً و كأنهما غريبين

سيهون كان يعقد ذراعيه إلي صدره و قدميه أسفله عُقدا كذلك بينما عينيه كانتا تتناوبان النظر بين ماريا و الطاولة و كأنه يتهرب منها

بينما ماريا كانت تجلس عاقدة قدميها أسفلها و كفيها يتشابكان بـ حجرها تنظر إليهما بعبوس

"ماريا"

بتردد نطق فـ رفعت رأسها نحوه سريعاً بأعين حمراء

"مـ ما هذا؟ ما بكِ؟"

زحف علي رُكبتيه حتي جلس بجانبها فـ التفتت إليه كي يكون وجهه مُقابلاً لها

رفع يديه و أخفضها عدة مرات بتردد و معهما رأسه كان يعلو و يهبط بقلق

"هل هذا لأنني قمت بتقبيلك؟ أنا آسف لكن لا تبكي هااا"

هزت رأسها تنفي حديثه و استقامت علي رُكبتيها تتعلق بـ عنقه مُحتضنة إياه بقوة ليندفع جسده إلي الخلف حتي كاد يقع ليستند علي الأرض بـ ذراع و الأخري أحاط بها ظهرها و كفه قد أمسك بكتفها من الخلف

"ماريا أخبريني ماذا حدث"

همس بـ رقه و ربت علي كتفها كي تُجيبه فـ شدت علي عنقه بقوة أكبر

" لا يجب أن نلتقي أو.. أو نتحدث مرة أخرى"

عقد حاجبيه يستوعب كلماتها المُبعثرة ثم دفعها بخفه و أمال برأسه قليلاً

"ماذا تقولين الآن؟"

تراجع بظهره قليلاً و ارتمي بجسده يعتدل بجلسته بأعين تائهة

"لا تقولي هذا... لا تقوليها"

"لا يُمكنني"

تمتمت ببكاء و سحبت قدميها إلي صدرها تدفن رأسها بينهما

"ماريا، ماذا حدث؟"

تسائل بعبوس و هو يميل برأسه كي يرى وجهها الذي تُخفيه ليبتلع ريقه

" أخبريني الحقيقة، هل لأنني قمت بتقبيلك؟ لن أفعلها مرة أخرى لكن لا تبتعدي هممم"

أشار بيديه بـ هيستيريه و هو يتحدث حتي بكي بضعف أمامها

"أبي طلب مني أن أبتعد عنك.. هو لا يريد أن يكون لي أي علاقة بك"

"لماذا؟"

من بين شهقاته هو همس و اقترب قليلاً ليمسك بيدها

" هل بسبب مشكلة الشركه؟ يمكنني أن أتحدث معه "

" ليس بسبب شئ من هذا سيهون"

صاحت بنفاذ صبر و ضربت علي يده بخفه كي يصمت

"جدتك سوف ترفض أن يكون لك أي صلة بفتاة غير شرعية سيهون، هذا هو السبب "

صرخت و هي تضرب علي يده بقوة و كأن الذنب يقع علي عاتقه هو ليضم سيهون شفتيه بغضب ثم انفجر يصرخ هو الآخر بنفاذ صبر 

" أنا لا أهتم لكل ذلك ، أنا فقط أريدك بحياتي و لا يهمني ابنة من تكونين و لا أهتم بتلك الأمور الغبيه التي يهتمون لها ... أنا فقط أريدك أنتِ ماريا "

مسح علي وجنتيه يمحي أثر دموعه ثم مسح علي أنفه بقبضته قائلاً بجديه 

" لا أهتم لجدتي أو لوالدك ...هذه حياتي أنا و لن أقبل أن يفعلوا هذا بي "

أومأ برأسه يؤكد حديثه ثم رفع رأسه نحوها 


" لـ نتزوج "

To Be Continued...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top