13
Start
تشانيول pov
كنت غارقاً بالنوم حين دق الجرس لثلاث مراتٍ مُتتاليات لأستدير إلي الجهة الأخري ساحباً الوسادة أضعها فوق رأسي كي تمنع عني صوت الجرس
ليس لي طاقة لحضور أي اجتماع غبي الآن فأنا مُتعب بما يكفي و النبيذ قد خدر جسدي بالفعل
لكن بعد فترة عاد صوت الجرس و طرقات قوية علي باب الشقة لأقفز من مكاني بفزع و ركضت نحو الباب أفتحه سريعاً
"ما الأمر؟"
سألت بإستغراب حين رؤية هيبا تقف أمامي بوجه أصفر هلع لـ تُشير نحو الأسفل
"جدتك... إنها ،إنها تعاقب سيهون"
"إهدئي، هي دائماً تعاقبنا ، ما الجديد؟"
ضحكت بخفه و مسحت علي رأسها كي تهدأ قليلاً لكنها هزت رأسها إلي الجانبين
" هي تضغط علي وجهه بقدمها و هناك رجال حراسة، الأمر لا يشبه حينما عاقبتك"
عقدت حاجباي لأومئ إليها ثم خرجت من الشقة و أغلقتها لأنزل معها و حينها رأيت ما يفعلونه بـ سيهون
لولا هيبا لم أكن لألحق به و لو لم ألحق به لا أعلم إلي أي حالة كان سيصل سيهون
السيدة كيم تفقد عقلها كل يوم أكثر من السابق و تتمادي بأفعالها
لا أفهم إذا كانت تكرهنا فـ لم لا تتركنا و شأننا بدلاً من تدمير حياتنا كما فعلت مع جدي
هي غريبة أطوار و أنا بالكاد أتحملها، بتُ أكرهها و النظر بوجهها يجعلني أشمئز من حقيقة أنني حفيدها
ودّعت سيهون حين ذهابه لمقابلة لماريا و عدت بعدها إلي الأعلي حيث شقة بيكهيون كي أطمئن عليه
هذه المرة الأولى التي يحدث بها ذلك لكن بيكهيون أصابته نوبة هلع بسبب ما حدث مع سيهون
الطبيب البارحة أتي و وصف إليه دواءً أثناء نوم سيهون لكنني لم أرغب بإخباره كي لا يقلق
و مع كل ما حدث لم تُفكر السيدة كيم، والدتي أو حتي خالتي وايونغ في الإطمئنان علي بيكهيون
خالتي وايونغ؟ هي حتي لم تهتم لإبنها و لم تدافع عنه و هو يتعرض للضرب و الإذلال أمام عينيها
رفعت يدي كي أدق الجرس لكن باب شقة بيكهيون فُتح علي حين غفلة لأري خالتي سووك كانت علي وشك المغادره
مرت بجانبي و تخطتني دون نطق حرف واحد لأزفر
" فقط خذي بيكهيون و زوجته و لـتغادري القصر"
التفت إليها أنظر نحو ظهرها، يديها ضمتهما بقوة ثم رفعت يدها اليمني تمسح علي عينيها بخشونة فـ اقتربت منها أكثر حتي أصبحت المسافة بين صدري و ظهرها تكاد تنعدم
"لا تُدمري بيكهيون أكثر من ذلك"
"لن أترك القصر إذا لم يكن قرار بيكهيون، لا أريده أن يتخلى عني من أجل جدته"
أجابتني و من نبرتها أدركت أنها تبكي الآن... رغم أنني أُشفق عليها لكن لا يمكنني إنكار انها أحد الأسباب التي جعلت من بيكهيون يصل إلي هنا
إهتمامه الأول هو امرأة تتعامل معه و كأنه دُميتها الخاصه... امرأة لم يرى منها المحبة و الدفئ يوماً... امرأة قتلت مشاعره و جعلته ينسي كيف يبكي و كيف يبتسم... امرأة قد تقتله ببرود من أجل مصلحتها الخاصه
"يا إلهي إنه يتدلل ليحصل علي إهتمام زوجته"
تذمرت مُمازحاً حينما دلفت إلي غرفة بيكهيون حيث يجلس هو و يستند بجذعه ضد مسند السرير و بجانبه هيبا التي تُطعمه و الدموع عالقة بعينيها
اقتربت أجلس مُقابلاً لـ بيكهيون لينظر إلي قليلاً ثم أعاد نظره إلى الأرض و كما يبدو هو ليس بخير و لم يكن مجرد موقف و انتهى
"سيهون خرج منذ قليل و كان بخير"
أخبرته بذلك و هو أعاد نظره نحوي فـ ابتسمت و رفعت كتفاي بحركه سريعه
" لا تكن حساساً، ليس و كأنها المرة الأولى التي يُعاقب بها سيهون"
و مرة أخرى أعاد نظره إلي الأرض لأتنهد أنا
"سوف أتركك الآن،و حينما أعود لاحقاً أتمني أن تُجيبني و لا تتجاهلني، هذا إذا كنت تريد البقاء علي قيد الحياة"
هددته بمزاح ثم اقتربت أطبع قبله علي جبينه و مسحت بجانبها بخفه لأربت علي رأسه
" لا تُفكر كثيراً و لا تُقلقنا عليك، هممم؟"
تراجعت بخطواتي و أومأت إلي هيبا بإبتسامه ثم غادرت شقته كي أتجهز من أجل عملي أنا الآخر
انتهيت من ارتداء ثيابي ثم حملت أغراضي كي أغادر و حينها سمعت صوتاً مُزعجاً يصرخ بالمطبخ، و كالعاده إنها تشانسوك تتذمر
اقتربت من المطبخ بحذر كي لا أُصدر صوتاً فـ رأيتها تقف مع هيبا هذه المرة و هذا الصراخ كان من أجل بيكهيون و سيهون و ليس سيهون فقط
"لا أفهم كيف يتعايشون مع هذه المرأة، إنها..."
"توقفي"
تحدثت ببرود و أنا أدخل المطبخ لتنظر لي بأعين مُتسعه و توترت نظراتها و حتي تحركاتها
"ودعي البقاء هنا إذا سمعتك السيدة كيم و صدقيني سوف تتأكد من أن لا تجدي أنتِ و والدتك عمل أو أي مأوى آخر "
شرحت لها ببساطة ما قد يحدث لها مُستقبلاً لعلها تتوقف عن سب السيدة كيم بأي زمان و مكان لكنها كالحمقاء مازالت تتحداني بنظراتها و تدّعي القوة
"لا أهتم، هل يجب أن أكذب و أنافق كي ترضي عني؟!... أنا حقاً لا أهتم لها، لك أو لأي شخص آخر "
" و لا حتي سيهون؟ "
قاطعتها أرفع أحد حاجباي بسخريه فـ رمشت بتوتر و تراجعت خطوتين لأقترب منها أنا
"ألا تمل من إزعاجها؟! "
هيبا أمسكت بيدي توقفني عن الاقتراب من تشانسوك أكثر من ذلك لأفهم أن الأخري اشتكت مني
أخرجت لسانها لي و ركضت بعدها حينما اقتربت أنا منها لأضحك بخفه و هززت رأسي بيأس ثم التفت إلي هيبا
" هاااي لا تكوني هكذا أنتِ الأخري"
مسحت علي وجنتها كي تتوقف عن البكاء فـ هزت رأسها إلي الجانبين
"لا يُمكنني تحمل ذلك، أرغب بترك القصر"
"لقد تركت لكِ الفرصة سابقاً لكنكِ لم تُغادري لذا لا تفعلي الآن"
أشرت لها بسبابتي مُحذراً إياها فـ استنشقت ماء أنفها و أخفضت رأسها تنظر إلى يديها المُتشابكتين فـ انحنيت قليلاً كي أري وجهها
"توقفي قبل أن التقط صورك و أنتِ تبكين، سوف تنتشر بجميع مواقع التواصل و حينها سـ تكونين سخرية الجميع و علي رأسهم جونغ إن... ذاك المزعج يُحب هذه المواقف"
نقرت أنفها بنهاية حديثي فـ ضَحِكَت بخفه لأستقيم أنا ثم أكملت
" اصنعي كعكة لطيفه مثلك لأجل زوجك، أعتقد أن بيكهيون سوف يتأثر بشئ كهذا خاصة إذا أعددته بحب "
همهمت لي بعبوس ثم انفجرت باكية لأتنهد و احتضنتها من الجانب
" هيا هيبا لا تكوني طفلة بكائه "
" لست طفله"
ضربت كتفي و دفعتني بعيداً عنها ثم رفعت يدها مرة أخرى كي تضربني و استعددت لتصدي لكمتها تلك لكن نظراتها خلفي لفتت نظري فـ التفت لأرى تشانسوك عادت و هي ترمقني بنظرات غير مفهومه
ألن تتوقف هذه الصغيرة عن رمقي بهذه النظرة السخيفه؟!
" يااا لم تحدقين بي هكذا؟"
رفعت حاجباي أتحدث بنفاذ صبر و بكل وقاحه هي رفعت شفتيها ساخرة مني و سحبت هاتفها عن الطاولة لتغادر بعدها
"بالمناسبة، هل هذه الصغيرة وشت بي أو شئ من هذا القبيل؟!"
التفت إلي هيبا مُتسائلاً فـ أومأت لي و هي تضحك بخفه بينما تمسح علي عينيها
" قالت أنك مُتحرش، تحاول قتلها و لا تتوقف عن العبث"
" يا إلهي، إنها غبية"
ضيقت عيناي بغيظ ثم قهقهت أهز رأسي إلي الجانبين بعدما أتت فكرة غبية لعقلي... ربما أغبى من تشانسوك نفسها
End pov
________________
"سيـ سيهون، بُني"
أوه جونغ هون والده لـ سيهون نبس بصدمه و هو يرى ابنه الأكبر يقف أمامه و هو من أتى إليه بنفسه
سيهون تقدم خطوة إلي الأمام لكن رؤيته لـ طفلتين ركضتا من الداخل و تشبثتا بقدمي والده جعله يتراجع ببطئ حتي تحولت خطواته إلي ركض فـ ركض خلفه الآخر ينادي بإسمه لكن سيهون لم يلتفت نحوه
هو كان يهرب منه مُتذكراً كلمات والدته بشأن انشغال والده بأمر أطفاله الجدد و لم يعد يهتم له
رفع يديه يضغط علي أذنيه بقوة لعله يتخلص من صوتها لكنه كان يُصبح أعلي إلي أن تراخت قدميه إثر بكائه و إستند علي السيارة بجانبه بينما يحاول إخراج المفتاح من جيبه
فتح الباب بضعف فـ دفعه والده لينغلق و استند عليه يلتقط أنفاسه
" سيهون"
همس من بين أنفاسه فـ انفجر المقصود باكياً و صوت نحيبه كان عالياً كـ طفل مُزعج
"سيهون، لا.. لا تبكي"
جونغ هون نفي بيديه بنبرة مُهتزة لكن ذلك زاد من حدة بكاء ابنه الأكبر ليضم شفتيه بعبوس و اقترب بتردد يحتضن سيهون
"لا تبكي، بُني ... لا تبكي"
همس بخفوت و هو يضم سيهون بقوة بين ذراعيه ثم شهق باكياً هو الآخر
"اشتقت إليك كثيراً"
نطق بصعوبة من بين شهقاته فـ تمسك سيهون بثيابه بقوة و دفن رأسه بصدره
"اعتقدت أنني... أنني لن أراك مرة أخرى، صغيري"
دفع سيهون بخفه كي يبتعد عنه و مسح علي عينيه بخشونة
"لن أبكِ، و أنت أيضاً لا تفعل"
بنهاية حديثه مسح علي وجنتي سيهون فـ أومأ إليه الآخر بعبوس
"دعنا نعد إلي منزلي، فلتتعرف علي أخوتك و..."
"لا ،يجب أن... أعود إلى القصر "
رفض بتلعثم و تراجع قليلاً ليمسك جونغ هون بـ يده و سحبه خلفه
"إنهم مُتحمسين لرؤيتك، و أنا أيضاً اشتقت إليك و لن أتركك تُغادر بهذه السهولة"
التفت نحو سيهون يبتسم بحنان ليرمش الآخر و ابتعد بنظراته عنه بتوتر
-----
سيهون pov
قلبي يكاد يخرج من مكانه و لا أستوعب ما يحدث... أبي يجرني من يدي كما كان حينما كنت صغيراً
نفس المشاعر الصادقة و الدفئ الذي لطالما شعرت بهما بجانبه
حين رؤية ابنتيه كنت خائفاً أنه نسي أمري بالفعل لكن حينما لحق بي اكتشفت أنني لم أكن الوحيد المُتلهف لهذا اللقاء
مازلت أشعر بالتوتر و بداخلي بعض الخوف من أن يكون هذا مجرد حلم لكن أقسم أنه لو كان كذلك فلن أمانع بأن أبقي نائماً طوال حياتي
"هيا، ادخل"
نكزني بسبابته كي أستفيق من شرودي فـ نظرت إليه بتردد... لست مستعد للتعرف علي عائلته و أبنائه الآخرين
"ألا تشعر بالراحة معي؟"
"لا"
نفيت سريعاً ثم ابتلعت ريقي بتوتر
"أنا فقط خائف من أن لا تتقبلني عائلتك"
ضحك بصخب فـ رمقته بنظرات تعجب لأراه يهز رأسه و سحبني معه إلى الداخل حيث غرفة المعيشه
منزله أصغر من شقتي لكنه لطيف ذو أثاث بسيط و يحتوي على مطبخ عكس شقتي
" ميني، ساني"
هتف بإسمين غريبين فـ التفت نحوه ثم إلى الطفلتين اللتين ركضتا نحوه سريعاً ليستقبلهما بين ذراعيه فـ ضممت أنا قبضتي بضيق
لماذا حُرمت منه في حين هما بقيتا معه؟ لماذا قد يتخلى عني أنا و يبقي معهما بدلاً مني؟!
"هذه مين هاي و هذه سان هاي...
يمكنك أن تناديهما بـ ساني و ميني"
أشار علي القصيرة ذات الفستان الوردي أولاً ثم نحو الأخري التي ترتدي فستاناً بنفسجي مع خط أبيض بالمنتصف و كانت أطول من الأولي بقليل
لوحت لهما أبتسم بتوتر فـ دفنت مين هاي رأسها بعنق والدي تبتسم بخجل بينما الأخري اقتربت مني تنظر لوجهي بتركيز و علي حين غُرة هي احتضنت وجنتاي تسأل بشك
"أنت تكون سيهون أخي؟"
التفت إلي والدي فـ أومأ إلي بإبتسامه لأهمهم إليها و أومأت
"نـ نعم"
" هل ستبقى معنا إلي الأبد؟"
ابتلعت ريقي و أبعدت عيناي عنها لا أعلم حتي بم أُجيب لأنني للحظة أردت قول نعم... لكنني لا أملك الجرأة لترك عائلتي هناك أيضاً
بعد كل شئ أنا أحبهم جميعاً
"هيا، أخبري والدتك أن سيهون سيتناول الغداء معنا و لتأتي بـ ريونجين كي يراه سيهون "
ريونجين؟!
نظرت إليه بـ تيهٍ لكنه كان ينظر إلي الصغيرة التي تلتصق به و يهمس لها بشئ ما
و نعم... للأسف أنا أشعر بالغيرة من هؤلاء الأطفال و خاصة هذه المدعوة مين هاي
"بالمناسبة "
تحدث و استدار نحوي بينما يحمل فتاته كي تجلس علي قدميه
" تلك الفتاة، هل هي حبيبتك؟"
"أي فتاة؟!"
عقدت حاجباي بعدم فهم إلي أن تذكرت أن ماريا هي السبب بمجيئي إلي هنا لتتسع عيناي بخفه
"هل قابلت ماريا؟"
هز رأسه و هو يرفع حاجبيه
"هي صديقتي لكن... لماذا قابلتك؟ أقصد..."
رفعت كتفاي بإستغراب فـ قلب شفتيه بتفكير و نظر نحو الصغيرة بين ذراعيه ثم أعاد عينيه نحوي بإبتسامه
"لقد أتت لزيارتي منذ يومين تقريباً، سألتني عن سبب تركي القصر و لماذا انفصلت عن والدتك حتي أنها بدأت بتهديدي كي أقبل بك كـ ابن لي... إنها لطيفة "
ضحك بخفه و مد إحدي يديه نحوي ليحتضن يدي
"حينما أخبرتني أنك ستأتي لزيارتي لم أصدقها و اعتقدت أن ربما جدتك هي من أرسلتها لي تخطط لأمر جديد و لكن ها أنت هنا... أنا مدين لها بحياتي "
أنا لا أفهم أي شئ... إذاً هل هو من تركني أم جدتي السبب؟ و إذا هي السبب فـ لماذا فعلت ذلك؟
يمكنني أن أتفهم صعوبة الأمر عليك أن تترك ذاك القصر و تأتي لتعيش معي... تخليك عني أيضاً لقد تفهمته و لم أتوقع أبداً أن أراك مرة أخرى لكن... ها أنت أمامي أخيراً و هذا يكفيني "
فرقت بين شفتاي بلهفة كي أسأله عن مقصده لكن زوجته خرجت من الداخل و هي تحمل طفلاً آخر و تتحدث بإبتسامة متسعه
" أعتذر، كنت أقوم بتغيير ثيابه "
اقتربت مني و وضعت الصغير بين ذراعاي فـ أصدر أصواتاً و كأنه يتحدث معي أو ربما يصرخ بوجهي
" إنه يوبخك لأنك تأخرت كثيراً"
زوجة أبي مازحتني و اقتربت لتجلس بجانب والدي قائلة
" و أخيراً يمكنني القول أن والدك سوف يتخلص من كوابيسه المُتعلقة بك و الآن يمكنني رؤيته سعيداً بحق"
أبي نكزها سريعاً فـ تحمحمت هي بإحراج في حين أنني كنت أتبادل النظرات بينهم بإستفهام
" أخي، هذا يكون أخي أنا و أنت الصغير إنه ريونجين"
سان هاي اقتربت مني مرة أخرى تتحدث براحة و كأنها تعرفني منذ زمن ثم رمقت والدي بحده و أمالت تهمس لي بصوت عالي
" لقد أخبرت أبي أن يسميه سيهون كي يكون وسيماً مثلك لكنه رفض"
زوجة أبي قهقهت و سحبت سان هاي نحوها فـ أجاب أبي علي نظراتي المُتسائلة
" لدي سيهون واحد يكفيني حتي و إن كان بعيداً عني فهو سيهون الوحيد بقلبي"
إبتسمت بخجل و أخفضت رأسي أبتعد عنه بعيناي، يكفي بكاء اليوم
"يوون عزيزتي، سوف أصطحب سيهون معي إلى غرفته كي نتحدث قليلاً"
أشار إليها بأن تُبعد عنه مين هاي و هي أومأت سريعاً و سحبت الفتاتين نحوها ليمسك أبي بيدي و جرني خلفه نحو إحدي الغرف
لكنني مازلت تائهاً هنا و أحاول إستيعاب كل شئ
" هل تعرضت لحادث ما؟"
سألني و هو يقترب من السرير ليجلس علي طرفه قاصداً بذلك حالة وجهي و من ثم ربت بجانبه كي أجلس هناك لكنني تصنمت بمكاني أنظر إلي تلك الصور و الألعاب بكل ركن من الغرفة
لا أرى طلاء للغرفة بل فقط صوري تملأ الحائط منذ أن كنت طفلاً رضيعاً و حتي عمري هذا
"اااه... هذه الألعاب كنت أشتريها لك كل عام بعيد مولدك... و هذه الصور كي تخفف شوقي لك، كدت أفقد الأمل بأن تعود لي"
نظرت نحوه أضيق عيناي بعدم فهم و اقتربت لأجلس بجانبه
"أ أعود إليك؟ أنت كنت الشخص الذي تخلي عني و ليس العكس"
جعدت ملامحي بإستغراب فـ هز رأسه بسرعه نافياً ذلك و سحب كتفاي كي أكون مُقابلاً له
" أنا لم أتخلى عنك بل جدتك من آذتني أنا و والداي و حتي أخي الأكبر"
"لا أفهم... لقد قالوا أنك تركتني لأنك كنت طامعاً بأموالهم و... "
توقفت عن الحديث حينما ارتجفت يداي ليحتضنهما و مسح علي كفاي برفق
" أبي... كان سائق عائلة كيم، لم يكن لي علاقة بهم لكن ذات مرة طلب مني تصليح السيارة و تولي توصيل ابنة السيد كيم إلي الجامعه لأنه سوف يسافر مع السيدة كيم خارج المدينة... ابنة السيد كيم كانت كيم وايونغ والدتك، لقد وقعت بحبي أصبحت تُطاردني و تلتصق بي، لن أنكر أنني أُعجبت بها و تدريجياً وقعت بحبها إلي أن قررنا الزواج سراً فالسيدة كيم رفضت أن أتزوج بإبنتها... حينما اكتشفت جدتك أمرنا أعادتنا إلي القصر لنعيش معهم و دون أن أشعر وجدت مشاعري نحو والدتك تتلاشى، هي لم تُحبني يوماً بل أرادت امتلاكِ و بعد الزواج شعرت بالملل مني و بدأت تُعايرني بأنني ميكانيكي ابن السائق و هي ابنة السيدة و مالكة القصر... تحملتهم من أجلك أنت فقط و حينما أفكر بترك القصر سوف أهرب إليك و أحتضن جسدك كي أتذكر أن لدي أنت بذاك المكان الموحش إلي أن... "
أملت برأسي إلي الجانب و ضغطت علي كفه كي يُكمل فـ ابتلع ريقه بصعوبة و تنهد بصوت عالي
" تدهورت صحة والدي و احتجنا أموالاً كثيرة لعلاجه و حينها السيدة كيم دفعت تلك الأموال دون أن أطلب منها... أخبرتني أن المقابل أن أطلق والدتك لكنني رفضت لأنني لم أرغب بتركك و حينما اعتقدت أن وايونغ سوف تقف بصفي كنت مُخطئاً فهي من ألقت بي خارج القصر... طردوا والدي من العمل و حتي أخي الأكبر طُرد من الشركه و لم يقبل بهما أي مكان للعمل لذا اضطررنا إلي مغادرة المدينة... يومياً كنت أحاول رؤيتك، أو حتي اختطافك لكن الحراسة كانت مشددة حول القصر و بعد مرور عامين كاملين ركعت أترجاهم لرؤيتك لكن جدتك عادت لترفض قائلة أن رؤيتي لك تعني أن تترك رفاهية كيم و تأتي لتعيش معي و تتحمل فقري و حينها قالت أن ندع لك فرصة الإختيار و حتي تكون ناضجاً بما فيه الكفايه كي تختر ما تريد لن تعود لي و لن أستطيع رؤيتك "
مسح علي عينيه بخشونة ثم عاد يُمسك يداي بقوة
" كنت ضعيفاً بذلك الوقت، لكنني كنت آملاً أن يأتي ذاك اليوم الذي تختارني به إلي أن رأيتك تكبر و تُعرّف نفسك بـ كيم و ليس أوه... رأيتك تختارهم هم و ليس أنا حتي أنك نسيت أمري، بحفل تخرجك رأيتك من بعيد لكن لم أرى سوي سعادتك بين أفراد عائلة كيم، لا تشتاق لي و لا أنت بحاجتي و بذلك الوقت طالبت للمرة الأخيرة بأن أقابلك لكن حراس كيم كما العادة أوسعوني ضرباً و أرسلوني إلي هنا "
" أنت... أنت لا تكذب، أليس كذلك؟ "
سألت بتلعثم و هو هز رأسه ينفي بسرعه
" أقسم أنني لا أكذب "
" أبي "
شهقت لأضم شفتاي بعبوس ثم انحنيت لأجلس علي ركبتاي أمامه و احتضنت يديه بقوة
بكائي و صوت شهقاتي امتزج مع قهقاتي السعيدة بهذه الحقيقة... أبي لم يتخلى عني يوماً
" أنا أحبك... أحبك كثيراً رغم أنني لا أذكر الكثير عن الماضي لكن أموال جدتي و ذاك القصر لم و لن يكونوا يوماً سبباً لكي أتخلى عنك، لطالما اشتقت إليك و أردت رؤيتك"
ضربت علي عيناي بخفه كي أخفي دموعه عنه ثم أكملت ضاحكاً بسعادة
"كنت أشعر بأنك لم تتخلي عني لأنني واثق أن تلك المشاعر التي أذكرها عنك هي الحقيقة و لم تكن أبداً مشاعر مُزيفة "
" جدتك منعتني عنك فلماذا لم تبحث عني أنت؟ "
سألني بتأنيب فـ صحت أُلقي برأسي فوق قدميه بينما أبكي
"كنت خائفاً... خشيت أن تكون جدتي مُحقه و أنك تكرهني... خشيت أن تكون أمي صادقة و أنك نسيت أمري و إنشغلت بأطفالك الآخرين "
" كيف أكرهك أو أنسى أمرك سيهون؟!"
هو الآخر صاح بي و احتضن رأسي بقوة ليهز هو رأسه إلي الجانبين
"لم يحدث ذلك قط... بكل عيد مولد لك سوف أذهب لشراء هدية مُتخيلاً سعادتك بها، بكل مرة يوون تلد طفلاً أتذكرك أنت، بكائك حينما خرجت إلي هذا العالم، أول مرة وقفت بها على قدميك و أول كلمة نطقت بها... كل شئ بـ يومي يُذكرني بك، أراك بكل مكان و لطالما تمنيت رؤيتك و أنت اكبر أمامي لكن الفرصة لم تسنح لي... كنت علي وشك أن أموت حينما أخبرتني جدتك أنك اخترت أن تكون جزءاً منهم و ليس ابن ميكانيكي فقير "
" لا، لا "
رفعت رأسه نحوه أنفي ذلك بسرعة لأحتضن وجنتيه
End pov
" أنا لم أقل ذلك و لو أعلم بأنك لم تتخلي عني لم أكن لأتردد لحظة بالبحث عنك"
________________
"جونغ إن، تعال معي "
تحدث علي عجل و هو يسحب جونغ إن من ذراعه حتي دخل مكتبه الخاص و أغلق الباب ثم اقترب يجلس علي كُرسيه خلف طاولة المكتب
"ما الأمر كيونغ؟ تبدو غريباً منذ البارحة "
تسائل بحاجبين معقودين و اقترب يجلس علي الكرسي أمام طاولة المكتب فـ زفر كيونغسو
" أنت مُحق، هناك أمر مُريب حول قصة هانييل"
"لقد أخبرتك بذلك، أنا منذ البداية لم أثق بتلك المرأة"
صفق بحماس و قهقه بـ ثقه ليهز كيونغسو رأسه إلي الجانبين بأسي
" ليس هانييل... تلك المرأة إنها ضحية مؤامرة، أنت مُحق فـ كيف لممرضة أن تُضحي بحياتها و تُخبر هانييل بمحاولة قتل أخيها و كذلك تُساعدها هكذا و بدون مُقابل "
جونغ إن اعتدل بجلسته و اقترب بجذعه من الطاولة ثم أمال برأسه إلي الجانب بإستغراب
"ماذا تقصد؟"
الآخر تنهد و ألقي بأحد الملفات نحو جونغ إن ليفتحه
" هذه نتيجة التحاليل و التي أثبتت أنه يحصل علي الدواء الخاطئ منذ فترة طويلة... الممرضة لم تُبدل الدواء كما قالت بل أعطت هانييل الدواء الذي يقتل أخيها ببطئ"
جونغ إن جحظ بعينيه و الملف بين يديه وقع من الصدمة ليزفر كيونغسو
"بهذه الحالة هانييل تكون القاتلة و إذا حاولت إبلاغ الشرطة ستكون هي الجاني لأنها من أعطت الدواء لأخيها.... هذا هدفهم منذ البداية، قتل واحد و توريط الأخري "
" و.. و جوهون ؟"
سأل بتلعثم و التفت نحو صديقه فـ هز كيونغسو رأسه بالنفي
"جسده حصل علي الكمية الكافيه و قلبه بالفعل يكاد يتوقف... أيام معدودة فقط "
جونغ إن وقف من مكانه يتخصر بإحدى يديه و الأخري تُمسد جبينه بينما يسير ذهاباً و إياباً بمنتصف غرفة المكتب
" كيف يُعقل هذا؟... ألا توجد أي طريقة لإنقاذه؟ أي طريقة كيونغ، حاول التفكير "
اقترب بخطوات سريعة من صديقه و ضرب علي المكتب بتوتر لكن الآخر هز رأسه
"لم أنم منذ البارحة، أُفكر بحالته و أي طريقة لمساعدته لكن لا يوجد، الحل الوحيد هو إيقاف الأدوية لأنها تُزيد من سوء حالته و تقلص الفترة الباقية له... لكن غير ذلك لا يُمكننا تقديم أي مساعدة"
تراخت قدمي جونغ إن و بصعوبة هو عاد يجلس علي الكرسي ينظر نحو الأرض بـ تيهٍ
لقد شك منذ البداية بوجود خطب بهذا الأمر لكن لم يتوقع أن تكون هانييل الضحية و ربما هو الآخر السبب في سوء حالة أخيها كونه تأخر في تقديم المساعدة
_______________
" بيكهيون"
أطلّت برأسها تنظر نحو الداخل حيث زوجها ينام علي السرير و ينكمش علي نفسه كـ طفل رضيع
"بيكهيون"
مرة أخرى هي نادت ليسحب الغطاء فوق رأسه
"اتركيني و شأني"
همس بخفوت و هي لم تسمعه بوضوح لكنها كانت مُدركة لما يقول كونه لا يقول سوي تلك الجمله منذ أن استيقظ
سارت نحو الخارج بعبوس و جلست علي الأرض أمام الطاولة تنظر إلي الأغراض التي جهزتها هي
تنهدت عدة مرات لتتسع عينيها تدريجياً و تلاها ابتسامتها
صرخت بصوت عالي تدّعي الألم لينتفض بيكهيون من مكانه فـ تمايل رأسه و أتاه دوار خفيف لكنه هز رأسه سريعاً و ركض نحو الخارج
"ماذا، ماذا هناك؟"
سأل بفزع لتتوقف هي عن الصراخ و إبتسمت ببلاهة
"تركت السرير و أخيراً"
"هذا ليس وقتاً مُناسباً للمُزاح "
هسهس بحده و التفت كي يعود أدراجه فـ لحقت به و سحبته من ذراعه لينظر إليها بإمتعاض
"هيبا، أنا مُتعب لذا اتركيني"
"سوف تظل مريضاً إذا لازمت السرير طوال اليوم، تعال و ساعدني في تحضير الكعكة"
سحب يده من خاصتها و خطي نحو الغرفة فـ استوقفته قائلة
" إذا أتيت و ساعدتني سوف أسمح لك بتقبيلي"
"أنا مريض هيبا، مُتعب لا يمكنني مساعدتك"
التفت إليها مُتذمراً فـ ضمت شفتيها تمنع نفسها من الضحك، هو التفت إليها بالفعل و ملامحه لانت ضعفاً أمام صفقتها لكن كرامته لن تسمح له بأن يوافق دون مُماطلة
" حسناً إذا كنت لا ترغب بتقبيلي فلا بأس "
" لماذا فجأة تعرضين عليّ تقبيلك؟ ألم تقولي سابقاً أنكِ خائفة؟"
قلبت عينيها بملل و تنهدت بصوت عالي تهز رأسها بيأس
"هل أنت أحمق بيكهيون؟ إذا كنت أخاف فلم أكن لأسمح لك أن تقترب مني أو أن تنام بحضني و العكس... كنت أكذب فقط كي لا تقوم بلمسي، توقعت أنك اكتشفت الحقيقة منذ زمن "
قهقهت بعدم تصديق و عادت حيث الطاولة لتجلس أمامها و بيكهيون لحق بها فاغر الفاه
"مهلاً! هل هذا يعني أنكِ لا تخافين و لا تعانين من أي أمراض نفسيه؟ هل كنتِ تكذبين؟ "
" و أخيراً استفقت "
شخرت ساخرة و سحبت أحد الأطباق تضعه أمامها و بيكهيون جلس مُقابلاً لها
"لماذا كذبتِ عليّ؟"
سألها بأكتاف مترهله يشعر بالخذلان و قد ظهر الإحباط علي ملامحه
" لأنك كنت أعمى بتحقيق رغبة السيدة كيم، لم يكن هناك طريقة أخري لقول أن هذا جسدي و لا يحق لك لمسه سوي هذه الطريقة... أنت اعتقدت أنه بإمكانك فعل أي شئ و ما تأمرك به السيدة كيم يُنفذ لكنك لم تحترم حينها أن جسدي ملكي و حين تحصل عليه يجب يكون بـ رضي مني و ليس بأمر من السيدة كيم، السيدة كيم ليس لديها الحق بكل شئ "
" أبدو كـ شخص حقير "
همس بخجل و هي همهمت موافقة إياه فـ رفع عينيه نحوها بصدمه لتضحك بصخب
" هل أكذب؟ أنت كنت حقير بالسابق "
" و ماذا عن الآن؟ "
رفع حاجبيه مُتسائلاً فـ أمالت هي برأسها
" أصبحت أقل حقارة "
انكمشت ملامحه بضيق لتضحك هي ثم ضربت علي يده بخفه
" ساعدني بصنع الكعكة و ستكون أفضل زوج لي قابلته في حياتي"
"أنا زوجك الوحيد"
رفع طرف شفتيه سخريةً فـ قهقهت هيبا ببلاهه
" نعم أنت مُحق "
رمقها بنظرة فارغة ثم رفع أكمام ثيابه إلي مِرفقيه ليتحرك قليلاً حتي أصبح بجانب هيبا حيث مقدمة الطاولة
"ضع القليل حتي أُخبرك بأن تتوقف "
تحدثت ترفع كتفيها بـ ثقه ثم فتحت الجهاز الصغير بين يديها كي تدمج المحتويات سوياً لكن بسبب كمية الدقيق التي وضعها بيكهيون فقد طار نحو ثيابه لتتسع عينيه بصدمة و الأخري انفجرت ضاحكة و ارتمت إلي الخلف ليرمقها بسخط
"توقفي قبل أن أسكب الطبق فوق رأسك "
ضمت شفتيها و اعتدلت سريعاً لتنحني إليه برأسها ساخرة و قهقهات خفيفه مازالت تتسرب من شفتيها حتي انتهت و بيكهيون بين لحظة و أخري ينظر إليها بنظرة حاده إلي ان لانت ملامحه و هز رأسه بيأس
"اوووه مازال هناك دقيق"
رفع حاجبيه بتفاجؤ و هي أومأت له بإستغراب فـ أمسك وجهها بإحدى يديه و اليد الأخري وضعها بالدقيق يحمل القليل منه بين سبابته و إبهامه
"ماذا تفعل؟"
"هششش، إنها علامة ملكيتي"
همس بخفوت و كأنه يقوم بأمر مُهم ليعض علي لسانه بتركيز بينما يسير بأنامله المليئة بالدقيق علي جبينها و من خط أنفها رسم دائرتين حول عينيها مُتصلتان بالخط العريض علي جبينها
ابتعد قليلاً ينظر إلي حرف B المقلوب الذي رسمه علي نصف وجهها الأعلي ثم ضرب مقدمة أنفها بإصبعيه لتسعل هي
"يااا... ماذا.. تفعل؟"
صاحت و بين كلمة و أخري تسعل ليبتسم بيكهيون بخفه و عينيه مازالت مُعلقه علي ما فعله بوجهها
"أنا سوف.. ااه"
وقفت من مكانها قاصدة الإنتقام منه لكنها فقدت توازنها لتستند علي الطاولة حيث إحدي يديها وقعت بطبق البيض و الأخري بطبق الدقيق
هيبا صرخت بقهر علي الحالة الفوضويه التي أصبحت عليها يديها فـ قهقه بيكهيون بخفه و تدريجياً تحولت قهقهاته إلي ضحكة صاخبه
الأخري توقفت عن الصراخ تنظر نحوه بـ شرود حتي إبتسمت إثر ضحكاته
استقامت علي رُكبتيها و اقتربت منه ببطئ لتستند بيديها علي كتفيه تتبادل النظرات بين عينيه حتي هدأت ضحكات بيكهيون تدريجياً و اهتزت مُقلتيه تتردد بالنظر إلي عينيها و شفتيها
هيبا بتخدر أغلقت عينيها و اقتربت من بيكهيون ببطئ ليتراجع بظهره حتي تمدد علي الأرض و هي تعتليه تتشبث به بقوة ليُغلق عينيه حين شعوره بشفتيها تُلامس خاصته
تلامس طفيف أحدث إضطرابات بقلبه و معدته قد دغدتها فراشات بلطف كما حدث مع الأخري التي أمالت برأسها قليلاً تندمج بقُبلتها غائبة عما حولها
فتحت عينيها فجأة تستوعب ما فعلته و رفعت رأسها عنه لينظر إليها بـ تخدر فـ اعتدلت بسرعه تترك بينهما مسافة و تنظر إلي يديها المُتسختين
بينما بيكهيون اعتدل بإبتسامة بلهاء رُسمت علي شفتيه و رفع يده يتلمس حيث قبّلته الأخري لتنظر إليه هيبا و جعدت ملامحها ببكاء مصطنع حينما لمحت علامة يديها علي ثيابه
"أنت ضحكت فجأة و..."
ضمت شفتيها بقوة و استقامت سريعاً تحمل الكعكة و اتجهت إلي الأسفل كي تضعها بالفرن - كي تهرب من زوجها - فـ قهقه بيكهيون و مسح علي أنفه هامساً بتوتر
"هذا... غريب "
_______________
انتهي تشانيول من ارتداء ثياب المنزل و تمطي بجسده بينما يسير نحو الغرفة المطلّة علي منزل كبيرة الخدم
إبتسم بجانبية حين رؤية تشانسوك تسير نحو المطبخ بحذر كـ كل ليلة فـ حرك رأسه إلي جميع الإتجاهات و حرك كتفيه عدة مرات بحركة دائرية ليخرج بعدها من شقته و اتجه إلي الأسفل ينظر داخل المطبخ حيث تقف الأخري و تتناول الطعام بـ لهفه و كأن أحدهم يركض خلفه
تشانيول ضم شفتيه بضحكة مكتومة و هز رأسه ليخرج من باب القصر بخطوات بطيئة كي لا يُصدر صوتاً ثم اتجه إلي الخارج حيث منزل الجراء
دخل المنزل و أغلق الأضواء لتبدأ الجراء بإصدار أصوات عاليه فـ تركت تشانسوك الطعام بأعين مُتسعه و بحماس ركضت نحو منزل تلك الحيوانات الأليفة لتفتح الباب لكن المنزل كان مُظلماً عدا إضاءة خفيفه تأتي من الخارج
"سيد أوه؟!"
تشانيول رفع طرف شفتيه بسخرية حينما سمع صوتها الخائف تُنادي بإسم سيهون و تتقدم ببطئ ليغلق الباب فـ انتفضت من مكانها و استدارت سريعاً لترتطم بصدره
تشانسوك شهقت بخوف و فقدت توازنها، لولا ذراعيه اللتان طوقتا خصرها لـ كانت تحتضن الأرض الآن
"هذا أنا"
همس ببرود فـ ابتلعت ريقها و من ثَم رفعت يديها تدفع صدره كي يبتعد ليسحبها نحوه أكثر
"اتركني"
"كي تهربي مرة أخرى؟ "
قهقه ساخراً لتقلب عينيها بإنزعاج
"افتح الأضواء فـ أنا لا أرى شئ"
"لكنني أري جيداً"
أجابها سريعاً و أمسك بخصرها جيداً بأحد ذراعيه ليرفع الآخر نحو رأسها و لمس إحدي وجنتيها بظاهر كفه بـ رقة مبالغة
"هذه وجنتك "
أمالت برأسها تُجعد ملامحها بضيق و قد بدأ قلبها يضرب ضد صدرها بقوة حينما مسح علي جفنيها الواحد تلو الآخر
" و هذه عينيكِ "
همس بخفوت و اقترب منها بوجهه يهمس أمام شفتيها
"و هذه شفتيكِ"
" شكراً لـمعلوماتك العظيمة هذه ، لكنني أعرف معالم وجهي جيداً سيد بارك "
"أحب تأكيد المعلومات "
رفع كتفيه ساخراً و بحركة سريعه استدار بها ليحاصرها ضد الباب و يده الحره كانت تستند عليه في حين أن الأخري مازالت تُحيط بخصرها
" تهربين أحياناً حين رؤيتي وأحيان أخري ترمقينني بنظرات مُشمئزة ثم ماذا ؟"
قهقه بعدم تصديق ليكمل و هو ينحني برأسه نحوها
" قاتل ؟مُتحرش ؟لا أتوقف عن العبث ؟ "
صاح بهمس نهاية حديثه و قهقه بعدم إستيعاب
" هل شكوتني إلي هيبا ؟"
" نعم ، فعلت "
همهمت بلا مبالاه و حركت فمها بحركة دائرية ثم إبتسمت بجانبيه و إرتفعت علي أناملها قليلاً هامسة بقلق مُصطنع
" لماذا ؟ هل تعرض كيم المُزيف إلي التوبيخ ؟"
فغر فاهه بإبتسامه مصدومة و مرر لسانه علي شفتيه قائلاً
" و ما رأيك أن أفعل المثل أنا الآخر و أخبرها أن لدينا قرد صغير يأتي ركضاً إلي منزل الجراء كلما سمع صوتهم "
تحدث بحذر ثم ضم شفتيه بعبوس مُصطنع
" المسكين يأتي بحثاً عن شخص ربما هو ...اممم يحبه "
ادّعي التفكير نهاية حديثه و ختمه بـ قهقهه مكتومة لتضم الأخري قبضتها بإحراج
" أو ..."
همس بصوت أجش بينما يده ابتعدت عن الباب و اقتربت منها تُلامس أطراف شعرها
" نكتفي بـ مُعاقبة هذا الفم الثرثار "
همهمت بعدم فهم ليقترب أكثر حيث أصبح أنفه يلامس خاصتها و مائلاً قليلاً نحو وجنتها
" يبدو الحل الأمثل "
رفع رأسها قليلاً مُلامساً ذقنها بالسبابة و الوسطي بـ رقة فـ فرقت بين شفتيها تشهق بخفوت
" بروفيسور بـ ..."
سحب شفتها العلوية بـ قُبلة لطيفة ، رقيقة و رطبه جعلتها تبتلع أحرفها مرة أخري ليفصل بعدها القُبله ببطئ و دون أن يبتعد عنها ترك ذقنها ليضغط علي أزرار التحكم فـ عادت الإضاءة
تشانيول ضم شفتيه لتهتز كتفيه بفعل ضحكته المكتومه ساخراً من تشانسوك التي تصنمت بمكانها بأعين مُتسعه تنظر أمامها دون حراك
" آنسه تشوي "
من بين قهقهاته المكتومه نادي فـ رفعت عينيها تنظر إليه بـ صدمه حتي بدأت تستوعب الأمر لتضرب بكفيها فوق شفتيها تصرخ بصوت مكتوم و عينيها قد تقوستا ببكاء لينفجر الآخر ضاحكاً
" أنتِ بخير ؟"
تحدث بصعوبة و هو يحاول السيطرة علي ذاته لكنه وقع أرضاً من فرط الضحك حينما التفتت الأخري تفتح الباب بإحدي يديها بهيستيريه بينما اليد الأخري كانت تضغط علي شفتيها بقوة كي لا يخرج صوت صراخها و كـ شخص فقد عقله هي هرولت نحو منزلها بخطوات مُتسارعه و مُتساوية
__________
هاتف سيهون أصدر صوتاً عالياً ليفتح عينيه بإنزعاج و تحرك كي يُغلقه لكن ذراعي والده المُحيطتين به قد أعاقا حركته
إبتسم بإتساع حين رؤيته وجه والده قريب منه يتذكر قبل ساعات بعدما تناول كلاهما الغداء عادا تلك الغرفة يتحدثان بالعديد من الأمور العشوائية حتي تغلب عليهما النعاس
" يجب أن أغادر "
همس حينما فتح الآخر عينيه ينظر إليه بإبتسامة لا تقل سعادة عن خاصته فـ همهم والده بقلة حيله
" سان هاي سوف تغضب لأنني سرقتك منها طوال الوقت و لم تحظي بوقت خاص معك "
قهقه كلاهما بخفه ليستقيم سيهون مُبتعداً عن السرير و ضبط ثيابه فـ وقف جونغ هون كذلك و اقترب يحتضن الأصغر بقوة
" اليوم فقط عادت لي الحياة من جديد"
إبتسم سيهون بإتساع و ابتعد قليلاً ليهز رأسه إلي الجانبين
" لن تتخلص مني بسهوله لذا كن مُستعداً "
" لن أمانع رؤيتك كل لحظه"
ربت علي كتف سيهون ليخرج بعدها معه كي يودعه و حينما لمحته سان هاي يقترب من الباب ركضت نحوه بتفاجؤ
" هل ستغادر ؟"
أومأ إليها بإبتسامه فـ تنهدت بعبوس و عادت بضعة خطوات ثم استدرات تُعطيه ظهرها لتسير حيث غُرفتها
سيهون ضم شفتيه بإحراج فـ ربتت زوجة والده علي كتفه
" لا بأس ، بعد قليل ستعود إلي طبيعتها "
همهم إليها و أمال بجسده قليلاً يلوح إلي مين هاي بإبتسامة مُتسعه فـ إبتسمت بخجل و أخفضت رأسها لتختبئ خلف والدها
" إذاً ، أراكم لاحقاً "
انحني بإحترام و غادر بعدها يضم شفتيه بإبتسامة ، يتحدث مع نفسه و بين فينة و أخري سوف يضحك بصوت مكتوم
رفع رأسه حيث سيارته ليتوقف بمكانه حين رؤية ماريا تجلس فوق السيارة بملل ، و بمجرد أن لمحته انتفضت سريعاً تنزل عن السيارة و صاحت بإحراج
"انتظرتك لساعة و نصف... أردت رؤيتك ، بعد مُقابلة والدك "
قهقهت ببلاهه و حكت مؤخرة رأسها فـ ضحك و تخصر ينظر إليها بعدم تصديق بينما لسانه قد ضرب جانب شفتيه
" أين سيارتك ؟"
سألها بينما يتلفت برأسه بالمكان ليقلب شفتيه بعدها و أعاد نظره نحوها حينما لم يجد سيارتها
" أتيت بسيارة أجرة كي تُعيدني أنت إلي المنزل "
عقدت يديها سوياً خلف ظهرها و تأرجحت بقدميها بتدلل فـ زفر و هز رأسه إلي الجانبين
" كيف كان اللقاء ؟"
سألته بفضول ليتقدم منها ببطئ حتي وقف أمامها ينظر إلي عينيها مُباشرة
" إنه وسيم للغاية ، يشبهني تماماً لكن بشعر قصير و ملامحه أكثر حدة و كذلك هو أطول مني ربما بنفس طول تشانيول أو أطول قليلاً"
وصف والده بحماس يُفرغ بعض الطاقة التي احتفظ بها طوال اليوم فـ ضحكت ماريا علي حماسه و أمسكت بوجنتيه كي يثبت بوجهه
" إذاً ، هل أنت سعيد ؟"
أومأ سريعاً يحتضن يديها فوق وجنتيه ليهمس بخفوت
" يكاد قلبي يتوقف من فرط السعادة "
أنزل إحدي يديها يضعها فوق صدره حيث يقبع قلبه و أكمل بنفس النبرة
" كان ينبض بقوة و أصبح أعلي صخباً حين رؤيتك "
رفعت حاجبيها بعدم إستيعاب لتبتسم بعدها بتوتر و سحبت يدها تستدير نحو باب السيارة قائلة بتلعثم و صوت عالي
~ افتح الباب ، سوف أتأخر و أبي قادم اليوم قد يغضب مني ~
قهقه بعدم فهم حينما خلطت بين لغتها الأم و اللغة الكورية لكن تشبثها بالباب كان كفيلاً بأن يفهم رغبتها بفتح الباب
صعد كلاهما إلي السيارة و سيهون أدار المُحرك ثم بدأ بالقيادة بصمت يتذكر تفاصيل اليوم و يبتسم وحده حتي تحدثت ماريا تُخرجه من شروده
" ماذا حدث لوجهك ؟"
همهم بإستفهام و التفت اليها فتوقفت يدها عن الإقتراب من وجهه
" ماذا حدث لك ؟"
حركت يدها مرة أخري و لمست حيث الكدمات التي خلّفتها ضربات الحراس و السيدة كيم من ليلة أمس ليمسك سيهون بيدها سريعاً حينما شعر بالألم
" مُجرد حادث ، انسي الأمر "
همهمت تومئ بتوتر و سحبت يدها من خاصته تبتسم بتصنع
سيهون نظر إلي يديها المُتشابكتين فوق فخذيها و مرر لسانه علي شفتيه يُعيد نظره نحو الطريق
تحكم بالمقود بإحدي يديه و الثانية تركها تتحرك ببطئ حيث يدي ماريا و فرق بين كفيها ليشابك أنامله مع خاصتها في حين أن الأخري انتفضت تنظر إليه بإستغراب ليتجاهل نظراتها نحوه
يُركز بعينيه علي الطريق و كأنه لم يفعل شئ ، و ماريا سارت علي خُطاه تلتزم الصمت و التفتت تنظر خارج النافذة بجانبها مُبتسمة بخجل
" دعينا نتقابل غداً ، لنقضي اليوم سوياً كي أخبرك بما حدث معي اليوم "
تحدث فجأة حينما اقترب من منزلها و هي التفتت إليه سريعاً تسأل بإستغراب
" ماذا عن العمل و السيدة كيم ؟"
" لا أعتقد أنها ستفعل بي شئ لم تفعله من قبل "
نبرته بدت ساخرة و ماريا لم تستوعب ما يرمي إليه بحديثه لكنها سرعان ما هزت رأسها إلي الجانبين تطرد تلك الأفكار الغريبة التي راودتها حينما أوقف هو السيارة قبل بوابة المنزل بخطوات
" تُصبح علي خير "
همهم لتنزل هي من السيارة و خطت نحو البوابة ليزفر بتوتر و هز قدميه يُراقبها بينما تقترب من البوابة
" ماريا "
نادي بإسمها لتستدير إليه تطوف علامات إستفهام حول رأسها و هي تراه يقترب منها بخُطي سريعه ، و قبل أن تستفهم منه عن سبب ندائه ، أحاط بوجنتيها و ضغط بشفتيه ضد خاصتها بقبلة سطحية و قوية
" تُصبحين علي خير "
فصل شفتيهما يهمس بخفوت و يديه تحتضنان وجنتيها فـ أومأت هي بأعين مُتسعه و رمشت عدة مرات ليتركها
"إذاً ... أراكِ لاحقاً "
همهمت و هي تهز رأسها و تتهرب بنظراتها عنه فـ بدأ يعود بخطواته إلي الخلف يبتسم ببلاهة حتي ارتطم بالسيارة لينتفض بفزع ثم لوح إليها مرة أخيرة قبل أن يُغادر
ماريا أمالت برأسها إلي الجانبين ثم جعدت أنفها بحركة سريعه ، تحمحمت و حكت جانب عُنقها بخجل لتلتفت بعدها كي تعود إلي الداخل و تدريجياً بدأت إبتسامة بلهاء تنمو علي شفتيها غافلة عن تلك الأعين التي تراقبها من الأعلي
سارت نحو الداخل بخطوات غير مُستوية ، عينيها تنظران إلي الأرض بشرود و أطراف أناملها تلامس شفتيها
رفعت عينيها عن الأرض حين سماع صوت خطوات تنزل السلالم لتبتسم بإتساع و ركضت نحو والدها تحتضنه بقوة
" اشتقت إليك "
همهم بملامح جدية و دفعها بخفه كي تبتعد عنه لتُختفي إبتسامتها بالتدريج
" ما خطبك ، أبي ؟"
أمالت برأسها بإستفهام ليزفر السيد يون بضيق و التفت برأسه إلي الجانب الآخر يسأل بحده
" للتو ، أمام المنزل ... ما الذي حدث مع ابن عائلة كيم ؟"
To Be Continued ........
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top