12
ملحوظة /~حديث باللغة الاسبانيه ~
Start
أوقف السيارة بجانب الطريق ليستند برأسه فوق المقود و هو يزفر بضيق بين الحين و الآخر لا يعلم ما إجابة هذا السؤال... الإجابة الحقيقية
ذكريات مشوشه تمنحه الشعور بالسعادة و الراحة و لا يوجد بها أي زيف، لكن تلك الذكريات تتناقض تماماً مع ما يقوله الجميع
" هو كان يُحبني، أعلم أنني كنت صغير لدرجة لا يمكنني تذكر وجهه و يبدو مشوشاً و إذا قابلته صدفه لن أتعرف عليه لكن تلك المشاعر التي كان يمنحني إياها لم تكن مُزيفة أبداً"
رفع رأسه عن المقود و إستند به إلى الخلف يُناظر سقف السيارة بشرود
" أذكر حينما كان يأتي إلي غرفتي كي ينام بجانبي و يحتضن جسدي قائلاً أنني راحته، بأوقات ضعفه كان يأتي لي أنا طفله الوحيد حتي و إن كنت غير قادر على فهم معاناته لكنه يكتفي برؤية إبتسامتي... "
أمال قليلاً كي ينظر إليها ثم تنهد قائلاً
"كلما ذُكر والدي أشعر بالدفئ لذا لا يمكنني إستيعاب ما يقولونه بشأنه"
" و ماذا يقولون؟ "
التفتت نحوه بجذعها متسائلة بخفوت و فضول قد بدا بنبرتها
" أنه تزوج والدتي من أجل أموالها و حينما لم يحصل علي مُبتغاه تخلي عني و عنها و هرب من المدينة ليبدأ حياة جديدة بعيداً عنا "
" و أنت؟ هل تعتقد أن هذه حقيقة؟ "
و رغم أنه للتو منحها إجابة هذا السؤال إلا أنها ترغب بمعرفة الإجابة... ترغب بسماعها بصورة أوضح من السابقه و تحديد مشاعره بـ دقه
" والدتي تكرهه و كذلك جدتي لذا أعتقد... أعتقد أنهما لا يكذبان عليّ فـ لماذا قد يفعلان و لماذا يكرهانه إذا لم يكن سيئاً ؟ لكن بالوقت ذاته قد يكون مجرد سوء فهم لأن والدي... أشعر بأنه ليس شخص سيئ كما يعتقدون هم"
بسبابته مسح علي جسر أنفه و التفت ينظر خارج النافذة بجانبه كي لا تري عينيه الصارختين رغبة بالبكاء
" سيهون "
ماريا همست بإسمه و اقتربت قليلاً لتسحب رأسه نحوها و إحتضنت وجنتيه بـ رقة و إبتسامه خفيفه زينت محياها
" إقطع الشك باليقين... إبحث عن والدك و لتسأله بنفسك، اما أنت المحق أو والدتك و السيدة كيم، و الأهم من ذلك كي يرتاح قلبك"
نطقت كلماتها بحرص شديد كي لا تُخطئ بنطق كلمه فـ بدت كلماتها مُبعثرة لكن لم يصعب علي سيهون فهمها و ضم شفتيه بعبوس يُفكر بما قالته
"ماذا لو نسي أمري كما قالت أمي؟ "
" ثق بذاكرتك و مشاعرك أنت، ما جعل والدي يقبل بي و يتشبث بي بالرغم من الانتقادات التي تعرض لها بسببي، بلا شك سوف يجعل والدك أيضاً يتذكرك دائماً"
بإبهاميها مسحت علي وجنتيه تمحي أثر دموعه التي انزلقت بإستسلام
" ابحث عنه سيهون، و ان لم يقبل بك فلتفرض نفسك عليه حتي يتقبلك لأنه والدك و حتي و إن لم يُعجبه الأمر... لكنني واثقه أن من يمتلك إبناً مثلك لا يمكنه أن ينساه "
نظر نحو عينيها بشرود حتي إرتجفت مُقلتيه بتوتر، هو لن يفعلها... لا يمكنه ذلك هذا صعب
خوفه من أن يكون منسياً من طرف والده أكبر بمراحل من إشتياقه لوالده
سيهون لا يخشى بحياته أي شئ بقدر ما يخشى الرفض و الوحدة
و لن يجازف و يذهب إلي والده طالما لديه شك و لو بسيط في أن والدته قد تكون محقه
التزم كلاهما الصمت ليكمل سيهون القيادة إلي أن توقف أمام منزل عائلة يون، بعيد قليلاً عن البوابة كي يكون بعيداً عن مرئي السيدة يون
ماريا فتحت الباب و نزلت من السيارة بهدوء لتسير بعدها نحو البوابة بخطوات بطيئة حتي زفرت و عادت خطواتها نحو السيارة بتردد و حيث مقعد سيهون هي انحنت إلي مستوي النافذة و استندت بكفيها فوق فخذيها بينما تتحدث بصدق
" الفترة القصيرة التي تعرفت عليك بها كانت أفضل أيام بحياتي و أنا ممتنة لك لأنك سمحت لي بأن أكون جزءاً من حياتك... هذا أنت أوه سيهون، شخص حين رؤية حقيقتك يصعب علي الآخرين التخلي عنك و قد أكون تسرعت بالإبتعاد عنك لكن ذلك كان يؤرقني للساعات القليلة التي قطعت فيها علاقتي بك و لا أعتقد أنني كنت قادره علي فعل ذلك و الدليل أنني هنا معك الآن لأنني أردت كلمة واحده تُعيدني صديقة لك "
مدت يدها تُبعثر شعره كـ تخفيف للإحراج فهو لم يجيبها و اكتفي بتواصل بصري معها وترها أكثر مما كانت
و حينما سحبت يدها عن رأسه هو أمسك بها سريعاً يحتضنها بين كفيه بينما ينظر إلي يديهما بشرود
" والدك حتي و إن نسي أمرك فأنا متأكده انه حينما يراك الآن و يتعرف علي شخصيتك الحقيقيه بعيداً عن عائلة كيم فهو لن يتمكن من الإبتعاد عنك و لو أراد هو ذلك"
"لا أقولها كـ مجرد رد علي حديثك و لكن..."
قهقه و ضم شفتيه ليرفع رأسه نحوها و قد ظهر لمعان بعينيه يوحي بتأثره
" لكنني أيضاً ممتن لوجودك بحياتي"
إبتسم بخفه يصنع تواصلاً بصرياً معها جعل من نبضات قلبها تتسارع لتتراجع بفزع و سحبت يدها قائلة بتلعثم
~تصبح علي خير، سيهون ~
إبتسمت ببلاهه و ركضت نحو الداخل سريعاً فـ ضحك بخفه و هز رأسه بعدما فشل في فهم ما قالته
أدار محرك السيارة يقود نحو القصر و بمجرد وصوله هو اتجه حيث شقته يستحم و يُبدّل ثيابه ثم نزل حيث شقة تشانيول
طرق الباب عدة مرات ثم ضغط علي الجرس ليفتح له تشانيول بأعين ناعسة
"ماذا؟"
"هل يمكنني أن أبقي معك اليوم؟"
"هل اتفقتما ضدي؟"
تثاءب بملل و سار نحو الداخل ليلحق به سيهون بعدما أغلق الباب و بعلامات استفهام تطوف حول رأسه، لكنه وجد إجابته سريعاً حينما رأي بيكهيون يجلس علي الأريكة بغرفة المعيشه
" بيكهيون؟ ماذا تفعل هنا؟"
"أنت بخير؟"
بيكهيون سأله بتردد و سيهون أومأ إليه بإستغراب فهو بطريقة ما نسي حديث والدته بالأمس بعد ما قالته ماريا
"لم؟ ما الذي حدث لـ سيهون؟"
تشانيول تسائل بقلق و التفت نحو الأصغر فـ ابتسم سيهون ببلاهة
" لا شئ"
"تشانيول "
بتردد أكبرهم ترك مقعده و جلس بجانب تشانيول يلتصق به ثم أمسك بيديه مُتسائلاً بقلق
"ما كان مقصدك مما قلته البارحه؟ ما الذي تعرفه عن السيدة كيم و نحن لا نعرفه "
" لا شئ، قلت هذا فقط لأنني كنت غاضباً"
رفع كتفيه بلا مبالاة و القي برأسه إلي الخلف ليغلق عينيه بتعب
"توقعت ذلك، السيدة كيم لن تفعل شيئاً قد يضرنا و..."
تشانيول انفجر ضاحكاً علي حديث بيكهيون و انتفض من مكانه يسير ذهاباً و إياباً أمامهما فـ بقدر ما بدت ضحكته ساخره، كذلك هو بدا غاضباً من تبرير بيكهيون
" بيكهيون أفق، الا تري كيف تتعامل معنا؟ سيهون، ألا يمكنك رؤية كيف تتحكم بحياته و رغم أنها تعلم بمشاعره الحقيقية نحو سونغ لكنها تتجاهلها؟ "
"هي تريد مصلحتنا فقط، أنت رأيت هي اختارت هيبا من أجلي لأنها تعرف من المناسب لي و حتي سونغ قد تكون مناسبة لسيهون و الوقت سوف يثبت ذلك "
" اااه قلت الوقت إذاً؟!... للمرة الأخيرة سوف أقولها بيكهيون، لا تضع هيبا و سونغ بمقارنة لأن تلك تعد إهانة بحق زوجتك... في حين هيبا تبدو كـ امرأة ناضجة و قادره على تحملك، سونغ أنانية و دائماً ما تقلل من شأن سيهون، هل تعتقد أن كلاهما لديه وجه تشابه حتي؟!.... توقف عن هوسك بالدفاع عن السيدة كيم و عد إلي أرض الواقع لأن ما يعاني منه الجميع هى السبب به و علي رأسهم أنت، هي ليست ملاك بيكهيون ليست ملاك و أشك أنها قد فعلت شيئاً صحيحاً في حياتها "
اقترب منحنياً لمستوى بيكهيون حيث يجلس علي الأريكة و ضرب رأس الآخر عدة مرات بسبابته بينما يصرخ عليه بغضب فـ صرخ بيكهيون و هو يقف من مكانه كذلك يقاطع حديثه
" تشانيول أنت... "
" توقفا "
بنفاذ صبر سيهون فصل بينهما و زفر بحنق
" لا تتشاجرا، علي الأقل بوجودي"
دفع تشانيول ثم بيكهيون علي حدي كي يجلس كلاً منهما بعيداً عن الآخر ثم جلس علي الأرض حيث يكون بينهما
"تشانيول يجب أن تتمالك أعصابك، أنا لست غبي و أدرك جيداً أن ما قلته البارحه لم يكن فقط لأنك غاضب... أنا أعرفك جيداً فأنت لا تقول شيئاً لا تقصده لذا إذا لا ترغب بالإفصاح عما لديك فلا تضع اللوم علينا لأننا لا نعرف شئ"
بهدوء تحدث و هو ينظر نحو المقصود فـ تنهد تشانيول و همهم له ليلتفت بعدها نحو بيكهيون
" إذا هيبا ألغت شخصيتك تماماً و أصبحت هي المُتحكمة بك، تضغط علي مشاعرك بقدميها و لا تحترمك فيما بينكما و حتي أمام الجميع، هل يمكنك تحمل ذلك؟ "
بيكهيون رفع عينيه نحو سيهون بتفكير، و بالنظر لذلك فـ هيبا قد قامت بذلك عدة مرات، أهانته فيما بينهما و دعست علي مشاعره فهو يتذكر ذاك اليوم الذي انقبض فيه قلبه ألماً من حدة كلماتها
لكنها لم تقم بإهانته يوماً أمام شخص آخر، لقد اعتذرت للسيدة كيم حينما لم تكن مخطئة و لكنها فعلت ذلك إحتراماً لكلمة زوجها و كي لا تهتز صورته أمام العائلة
و بكل مرة تقوم بإهانته فيما بينهما يكون هو المخطئ و يستحق ذلك
" سونغ أهانتني أمام الجميع و ألغت شخصيتي، ليلة سفرها أخبرتها أنني لا أحبها و لا أريد هذا الإرتباط لكنها قالت أن ليس لي قرار... ليس لي قرار في حياتي الخاصة و ليس لي الحق بإختيار المرأة التي أريد أن أكمل معها حياتي... حاولت التعدي علي و كأن لها بجسدي أكثر مني "
تنهد حينما لم يتلقى رداً من بيكهيون ليمسح علي جسر أنفه بسبابته ثم صفق بيديه قائلاً
" دعونا لا نكذب علي بعضنا البعض... كل منا نحن الثلاثة يبحث عن الدفئ الذي لم يجده بوالدته، حنان والده الذي حُرم منه و ذاته التي يكاد لا يعرفها... هيبا لو ساعدت بيكهيون بإيجاد نفسه فأنا سوف أُمحي نهائياً إذا تزوجت بـ سونغ... سوف أبقي دائماً بنفس البقعة المُظلمه أبحث عن شخص يساعدني لكن لن أجد سوي كفي سونغ تلتفان حول عنقي و تخنقني حتي أموت بالبطيئ "
مد شفتيه إلي الأمام و هو يتبادل النظرات بينهما يلمح نظرات اللين المتبادله بينهما ليبتسم خفية
" دعونا نتقبل آراء بعضنا و لا نتشاجر مرة أخرى "
" هل واثق أن سونغ اختياراً سيئاً؟أعني ما الذي يجب أن يكون بها كي تكن مناسبة لك؟! "
بيكهيون سأل بتردد... مازال غير واثق في أن اختيار السيدة كيم خاطئ، و لسؤاله تشانيول قلب عينيه بملل في حين أن سيهون قهقه
سيهون تمدد علي الأرض و كلتا ذراعيه عُقدا أسفل رأسه لينظر نحو السقف بشرود
" لن أقول أنه يجب أن تفهمني دون حديث لكن أن تكون قادره علي فهمي و فهم مشاعري،أنا أريد امرأة لطيفة، ربما غبيه لكن طيبة القلب، تحاول تملقي كي أسامحها و أجدها أمامي بأي وقت و أي مكان لا أتوقعه، إبتسامتها تجعل قلبي يضطرب و كلماتها المُبعثرة تجعلني أبتسم كـ الأحمق كلما تذكرتها "
بيكهيون عقد حاجبيه بإستغراب في حين أن تشانيول قهقه بصوت مكتوم و اقترب يتمدد بجانب سيهون لينظر إليه ثم نحو السقف حيث ينظر الآخر
" يون ماريا "
همس بصوتٍ خشن و سيهون همهم بشرود إلي أن استوعب ما قاله الآخر ليلتفت نحوه بأعين مُتسعه
تشانيول إبتسم ببراءة حتي ظهرت غمازته اللطيفه و أغلق عينيه يومئ برأسه ليرتمي بيكهيون علي الأرض علي الجانب الآخر لـ سيهون
"لا تُفكر حتي في ذلك... السيدة كيم لن يعجبها الأمر"
"دعني أقتله"
تشانيول زفر بنفاذ صبر و اعتدل قاصداً ضرب بيكهيون ليعتدل المقصود و سيهون كان بالمنتصف يحاول الفصل بينهما
"لم أقل أنني أحبها"
هو برر و تنهد يعقد ذراعيه إلي صدره و قدميه أسفل فخذيه
" أعلم أن جدتي تكرهها لكن ماريا تمتلك شخصية جيده لم أقابل شخصاً مثلها من قبل"
التفت لـ بيكهيون و مسح علي رأسه بإبتسامه
" حاول رؤيتها بعينيك أنت و قلبك أنت و ليس بعقل جدتي و حينها سـ تجد أن ماريا ليست بالشخص الذي يمكن أن يتلقى الكراهية"
أعين بيكهيون تحركتا بعيداً عنهما يبتلع ريقه بإنزعاج، هو بطريقة ما يجد نفسه ذو قلب قاسي بينهما
لا يفهم مشاعر أي منهما و سريع الحكم علي الآخرين، هو يراهم كما تريد السيدة كيم أن يراهم
" بيكهيون "
تشانيول اقترب منه و عانقه من الجانب قائلاً بهدوء
" رجاءً... احصل علي حريتك و لترى كل ما حولك بوضوح و دون قيود، انظر أنت لما حولك و لا تترك الفرصة لغيرك بأن يرسم إطار لك لا يجب أن تخرج عن حدوده"
" لم الجميع يتعامل معي و كأنني غبي؟ أنا أيضاً بشري مثلكم و يمكنني.."
"يمكنك ماذا؟"
تشانيول قاطعه رافعاً حاجبيه ليتنهد بيكهيون
" سوف أعود إلي شقتي "
وقف من مكانه بملامح مُمتعضه و سار نحو الباب قاصداً المغادره ليلحق به تشانيول و سحبه من ذراعه كي يلتفت نحوه
" أنت لست غبي و لست عديم المشاعر... أنت فقط لا تدع الفرصة لنفسك في التعبير عن ذاتك الحقيقيه... لست وحدك بل ثلاثتنا لدينا ذاك العيب و هو اننا نسمح للسيدة كيم بأن تتحكم بنا و تلغي شخصياتنا لكن أنت تتعدانا بمراحل، نحن نحبك بيكهيون لذا نتحدث معك بهذه الطريقة ليس أكثر "
" فهمت "
إبتسم بتصنع و ربت علي يد تشانيول يُبعدها عن خاصته كي يعود إلي شقته
" كيف علمت أنني أتحدث عن ماريا؟ "
تشانيول التفت نحو سيهون بإبتسامة خبيثه ليستقيم ظهر الآخر ينظر بعيداً عنه بإحراج
" أنت لا تعرف الكثير من النساء، غبيه و طيبة القلب، كلماتها مُبعثرة؟ هذه الصفات بطريقة أو بأخرى تنطبق علي يون ماريا و التي لاحظت وجود شئ غريب بينكما حينما كانت هنا مع عائلتها"
شرح الأمر ببساطه و هو يسير نحو الداخل حيث غرفته و سيهون لحق به ليتمدد كلاهما فوق السرير
" هل واقع بحبها؟ "
" مُبكر أن أقول ذلك، لكن يمكنك القول أنني أشعر بالراحة حين رؤيتها، إنها صديقه رائعه "
التفت ينام علي جانبه فـ أصبح وجهه مقابلاً لـ تشانيول
" تشانيول"
المقصود همهم و أغلق عينيه ثم سحب نفس عميق
"أتعتقد أن والدي قد نسي أمري؟"
تشانيول فتح عينيه ببطئ يُناظر السقف بشرود ليهمهم بالنفي ثم التفت ينام علي جانبه هو الآخر و عينيه التقيتا مع خاصتي سيهون
"لم تسأل فجأة؟!"
همس بخفوت ليتنهد سيهون بضيق ثم ضم شفتيه بعبوس
"أنا أشتاق إليه"
أغمض عينيه يبكي بصمت حتي وجد ذراعي تشانيول تُحيط بجسده فـ تشبث بخصره يدفن رأسه بعنق الأطول
"أحياناً كنت أراك أحمقاً لأنك مازلت مُتعلقاً بوالدك"
تشانيول همس بخفوت و هو يربت علي كتف الآخر ليغلق عينيه بعدها رغبةً بالنوم
بالشقة المقابله حيث بيكهيون الذي دخل بملامح غير مقروءة
توقف أمام باب الغرفة يسند ظهره ضد الحائط عاقداً ذراعيه إلي صدره بينما يُراقب هيبا النائمه
" هل ستبقى هناك؟ "
تحدثت فجأة بأعين مُغلقه لينتفض بفزع و حرك عينيه بالمكان بتوتر
هيبا تنهدت و زحفت بجسدها إلي الخلف تُتيح له المكان ثم فتحت عينيها ببطئ تنظر نحوه بهدوء، و دون أن ينبس بحرف آخر هو اقترب بأكتاف مُترهله و خلع خُفه بجانب السرير ليتمدد بجانبها و رأسه مُقابلاً لخاصتها
"أتشعر بالإختناق مرة أخرى؟"
سألته بهمس خافت
" هل من الصعب عليكِ تحملي؟"
همهمت بتفكير و من ثَم أومأت
"أنت مُزعج بعض الشئ خاصة حينما تقول السيدة كيم و تُدرج تلك الجمله بأحد أوامرها، تحرق أعصابي بتصرفاتك و تناقضك لذا تحملك يبدو صعباً"
رفعت كتفها ببساطة و معها بيكهيون أنزل عينيه عن خاصتها بخجل و قلبه قد انقبض بضيق
في حين هيبا ابتسمت و رفعت يدها تحتضن وجنته لينظر إليها سريعاً عندما تنهدت بصوت عالٍ تُكمل حديثها
" لكن بكل يوم أنا اكتشف بك جانباً جديداً... مثل أنه بداخلك طفل عصبي و لطيف، أنت حساس جداً و إذا اُتيحت لك الفرصه فـ سوف تُطلق مشاعرك... جوانبك الحقيقيه بدأت تظهر أسرع مما توقعت أنا، لذلك أعتقد أن تحملك ليس بتلك الصعوبة كما يبدو الأمر "
بيكهيون رمش عدة مرات و هو يشعر بإنقباضة قلبه تختفي و تتحول تدريجياً إلي دغدغات لطيفه أثر صوت هيبا العميق و همسها الدافئ
هو اقترب منها يحتضن خصرها دافناً رأسه بعنقها و تنهد براحه بعدما شعر بيديها تُحيطان به و أناملها تُداعب رأسه من الخلف
" يبدو أن الأمر أعجبك"
همست ساخره تقصد بذلك نومه بحضنها و هو أومأ سريعاً لـ يُجيبها بصوتٍ مكتوم
" مُريح و آمن"
_________
مرت بضعة أيام قضاها بيكهيون كـ شخصين أحدهما تحت سيطرة السيدة كيم تؤثر عليه بأوامرها و تصرفاتها و الأخري يكون طفلاً مُدللاً و لحوحاً مع زوجته
اليوم تلو الآخر هو أصبح يتحدث أكثر مع هيبا، بدلاً من أن تستدرجه هي بالحديث، يتحدث هو من تلقاء نفسه
سيهون كذلك يُصبح أكثر جدية و مع كل يوم يمر هو يصبح مشغولاً أكثر من السابق لكنه لم يُمرر يوماً دون التحدث مع ماريا، لربما مُعظم الأيام يغرق بالنوم أثناء الحديث معها
و تشانيول؟ هو أحياناً قد يُزعج تشانسوك و أحيان أخري ينشغل بالتفكير في أمر سيهون
لأنه و مع مرور تلك الفترة لم يتمكن من نسيان حالة الأصغر و هو يبكي شوقاً لوالده
"مرحباً... مرحباً ؟"
بيكهيون زفر بإنزعاج و أغلق الهاتف يُلقي به علي الأريكة بجانبه فـ عقدت هيبا حاجبيها و اقتربت تجلس بجانبه مُتسائلة
" رقم غريب مرة أخرى؟"
همهم و أمال برأسه علي كتفها
" هذا غريب كونه يحدث لسنوات طويلة... بكل فترة رقم غريب يتصل بي و لا يُجيبني لكنني بكل مرة أسمع صوت أنفاس الشخص المُتصل"
"ربما امرأة معجبة بك"
تحدثت بتفكير و عقب انتهائها عينيها اتسعتا و سحبت هاتفه تحظر ذاك الرقم
" لا تُجيب علي الأرقام الغريبة مرة أخرى "
" هل زوجتي تشعر بالغيرة عليّ؟ "
سأل بخبث فـ رفعت يدها تنقر أنفه بسبابتها ليغلق عينيه بألم
" توقعت هذا السؤال...لا أشعر بالغيرة زوجي لكن أنا زوجتك و لا يعجبني أن تتغزل بك امرأة غيري"
"إذاً تغزلي بي أنتِ فقط"
حرك رأسه كي يستند بذقنه علي كتفها و هو ينظر نحوها ببراءة لتنسحب بعيداً عنه و علي حين غفلة مما جعله يفقد توازنه للحظات
" بالمناسبة، لقد تحدثت مع السيدة كيم بشأن شهر العسل و هي وافقت... قالت أنه لا داعي لقضاء الإجازة بأكملها هنا بالشقة لذا... "
رفع كتفيه ببساطة نهاية حديثه لتتسع أعين الأخري و سحبت وجهه نحوها بعدم تصديق
"هل وافقت حقاً؟ إذاً سنذهب إلي مكان مختلف؟ كلينا فقط؟ حقاً؟! "
أومأ بصدمة من ردة فعلها و حرك عينيه من حوله مُعتقداً أنها سوف تحتضنه لكنها تركته و ركضت نحو الغرفة تتجهز من أجل السفر الذي لم يتم تحديد موعده أو وجهته بعد
________
"والدتك محقه، أنت لا تُعطي تلك المرأة أي فرصة "
الفتي متوسط الطول هنا تحدث بجديه و عدّل نظارته بينما ينظر نحو الأوراق بين يديه ليزفر ذو البشرة البرونزية
"لا يمكنني تصديقها، كلما فكرت في الأمر أجد شيئاً غريباً... أعني إذا كان الأمر خطراً فـ كيف مجرد ممرضة ضعيفة سوف تُضحي بنفسها و تُساعد شخص ليس لها علاقة به؟ أيضاً هي وافقت علي البقاء بمنزل أشخاص ليس لها علاقة بهم و حتي أنها وافقت أن تدّعي كونها زوجتي... لا يمكنني الوثوق بها، أحياناً أفكر أن أخيها ذاك يدّعي المرض هو الآخر "
جونغ إن تحدث بثقه مبالغه ليتلقي نظره فارغة من صديقه
" تفوز بجائزة المغفل الأول عن جدارة"
المدعو كيونغسو شخر ساخراً من صديقه المقرب و أغلق ملف المريض بين يديه ليقف من مكانه و أكمل
" ما قُلته للتو يُثير شكوكي بالفعل لكن ليس نحو هانييل و إنما نحو ما يحدث معها... إذا كان أخيها مريضاً بحق فهذا يعني أن ما فعلته هي طبيعي بقبولها البقاء معكم "
" إذاً تعال لـ فحصه، دعنا نتأكد من حالته و إذا كانت كما تقول هي، أعدك أنني حينها سوف أبحث بحقيقة الأمر "
جونغ إن رفع كتفيه يدّعي اللامبالاه فـ صفق كيونغسو بحماس.
" أقسم أنني كنت أعلم أن هذا ما تسعي إليه منذ أن بدأت تتردد إلي مكتبي كي تسرد لي نفس القصة يومياً "
" و ماذا في ذلك؟ أنا فقط أريد أن أطمئن علي والدتي، و لن أتردد لثانيةٍ واحده في أن أُلقي تلك المرأة و أخيها و حتي طفلتها خارج منزلي"
برر لنفسه و كيونغسو هز رأسه بيأس
" لدي عمل الآن"
خرج من المكتب و لحق به جونغ إن ليُكمل كلاً منهما عمله
بدايةً جونغ إن كان ما يزال يُفكر بالأمر حتي انشغل بعقله بعيداً عن أمر هانييل و أخيها
هو يرى حالة أخيها لكنه مازال يرى أن أمراً غريباً يحدث لذا استيعاب ما قالته هانييل يبدو صعباً و ربما مُستحيلاً بالنسبة إليه
حل الليل و تأخر الوقت ليصعد جونغ إن إلي سيارته يقود حيث منزله و خلفه سيارة صديقه المقرب و كلما اقتربا من منزله هو يشعر بالإضطراب و التوتر أكثر دون سبب مُعين
"مساء الخير، أمي"
لوح لوالدته بملل و جر خطواته إلي الداخل ليلحق به كيونغسو الذي انحني إلي والدة صديقه بإحترام
"كيونغسو لم أرك منذ مده"
بحماس اقتربت تحتضن ذو النظارات من الجانب و هي تحمل سويون بذراعها الأخري
"هذه ابنة جونغ إن المؤقته؟"
انتحب يحمل الصغيرة و يداعبها ليقلب جونغ إن عينيه من سخرية صديقه
"لطيفه"
قهقه بخفه حينما ضحكت الصغيرة فـ سحبها جونغ إن يُعيدها إلي والدته ثم أمسك بياقة صديقه يجره خلفه
"عن إذنك أمي لدينا عمل"
صاح و هو يبتعد عنها فـ لحقت به متسائلة بإستغراب
" ما العمل الذي لديك بغرفة جوهون؟"
"أريد فقط التأكد من حالته "
كيونغسو أجابها سريعاً قبل أن يتحدث جونغ إن بكلمات لن تخلو من السخرية
" و أنا سوف أستحم و أبدل ملابسي حتي تنتهي "
انسحب من بينهما يخطو نحو غرفته يرغب بتضييع الوقت حتي ينتهي كيونغسو و ربما ينشغل قليلاً فـ يخف توتره بعض الشئ
" مازال لا يصدقها ؟"
داي هيون سألت و هي تراقب ظهر جونغ إن يبتعد عنهما فـ همهم الآخر و ربت علي كتفها
" جونغ إن لا يصدق الأمر و لا يرغب بتصديقه لكن بالوقت ذاته هو يتمني أن تكون هانييل محقه و ليست مجرد مخادعه "
التفتت حيث صديق ابنها المقرب الذي يتحدث بثقه فـ نظر نحوها هو الآخر بإبتسامة مُتسعه ثم أكمل
" يري شيئاً مُريباً بهذه القصة و لا يمكنه تصديقها و لا يريد تصديقها لأنه لا يرغب بأن يكون مُخطئاً فـ جونغ إن يري نفسه مُحقاً دائماً ...يريد أن تكون محقه لأنها لو ليست كذلك فهذا يعني أنك بخطر و فكرة فقدانك بالنسبة إليه أسوأ من الموت "
" يُخبرك الكثير من التفاصيل "
همست مُمازحة فـ ضحك بخفه و هز رأسه نافياً
" جونغ إن لم يُخبرني يوماً بأي تفاصيل خاصة فيما يتعلق بمشاعره ، لكن مع الوقت أصبح بإمكاني فهم ما يرمي إليه بحديثه "
_____________
خلف نافذة غرفته التي تطل على منزل كبيرة الخدم وابنتها
تشانيول كان يقف بـ يده كأس نبيذ و اليد الأخري تحتضن لفافة التبغ بين اصبعيه السبابة و الوسطى
سحب نفس من تلك اللفافة و زفره لتتشكل غيمة من حوله ثم رفع الكأس يرتشف منه القليل
عينيه كانتا شاردتين بـ بقعة مُعينه حيث باب منزل تشانسوك لكن عقله كان يُحلق بمكان آخر، ربما بين ثنايا الماضي يتذكر تلك الأسرار التي اكتشفها... السر تلو الآخر حتي وجد نفسه مُثقل بتلك الأعباء
لا يمكنه البوح بما لديه لأنه قد يخسر الكثير في المقابل
كـ أن تتفكك هذه العائلة و يتحقق كابوس سيهون الذي يُطارده
أو أن تنقطع علاقته مع بيكهيون حينما يُكذّبه الآخر و يأخذ صف جدته كالعاده
أفاق من شروده حين رؤية تشانسوك تعود من الخارج بخطوات مُثقله فـ ابتسم بخفه لكنه سرعان ما عقد حاجبيه حينما وقعت أرضاً أمام باب منزلها بتعب
انتفض من مكانه و بلحظة تهور كان على وشك أن ينزل لـ مساعدتها لكن والدتها فتحت لها الباب و ساعدتها بالدخول، و الهلع الذي أصابها حين رؤية ابنتها بتلك الحالة لم يخفي أبداً عن تشانيول
إبتسم بسخرية علي ما يفعله بنفسه و دفن السيجارة بالنافذة لتنطفئ ثم اتجه حيث السرير يُلقي بجسده عليه و يُكمل شروده بالنظر إلي السقف
شعر و كأنه يؤذي نفسه بتصرفاته فـ تلك الأسرار حين بحثه عنها و النبش بالماضي الخاص بالسيدة كيم هو كان يبحث عن شئ خاص بنفسه
شئ يجعله يترك هذا القصر سعيداً لكنه عاد مَخذولاً و كراهيته نحو والده زادت بعدما كان قد لان نحوه و أراد البحث عنه
و الآن ها هو يتلاعب بإبنة الخادمه كي تقع بحبه، يرغب بأن ينسي حبيبته السابقه و كذلك يُثير غضب السيدة كيم نحوه كي يرى كيف ستتخلص منها هذه المرة و قد اتخذ قراره منذ الآن أنه لن يسمح لها بذلك
ليس مرة أخرى
و ما يفعله الآن لن ينتهي لصالحه، فلا بد من بعض الخسائر لأن عدوه هنا ليس بالشخص السهل و إنما امرأة خربت حياة جميع من حولها و لم يسلم منها أبنائها
___________
جونغ إن فتح باب الغرفة المتواجد بها جوهون و أغلق الباب خلفه ليقترب من كيونغسو هامساً بخفوت
" هل انتهيت ؟"
همهم إليه الآخر بملامح غير مقروءة ثم أغلق حقيبته و عدل نظارته قائلاً
" لقد سحبت منه دماً لفحصه فقط للتأكد من ما يدور بعقلي "
" و ما الذي يدور بعقلك ؟"
" دعنا نناقش التفاصيل غداً بالمشفي أفضل لكن يجب أن تُخبر هانييل بأن تتوقف عن إعطائه هذا الدواء و لا تخبر أحداً بذلك في الوقت الحالي "
تحدث بهدوء و بين كل كلمة و أخري هو يتنهد و كأنه فقد القدرة علي التنفس و خطي نحو الباب فأمسك جونغ إن بيده و هو يمر بجانبه ثم قهقه بعدم فهم
" ما بك تتحدث هكذا فجأة ؟ هل حدث شئ ؟"
" فقط دعنا نتحدث غداً لأنني مُتعب الآن"
دفع يد جونغ إن بخفه و غادر المنزل دون النطق بكلمة أخري في حين ظل الآخر بمكانه ينظر نحو الباب بإستغراب حتي دخلت هانييل
" من هذا ؟ و ماذا تفعلان هنا ؟"
" أتيتِ متأخرة مرة أخري "
همس ساخراً و اقترب منها لتتراجع بخطواتها حتي حاصرها ضد الحائط و انحني إلي مستواها ليكمل همسه
" يوم بعد الآخر أصبح فضولياً نحو حقيقة عملك "
دفعته من صدره ليبتعد عنها لتنظر حيث أخيها و من ثم جونغ إن
" توقفي عن إعطائه ذاك الدواء "
" هل ذاك الرجل طبيب؟ هل فحص أخي ؟ ماذا قال ؟"
قلب عينيه بملل من أسئلتها المُتدافعه ثم ضرب علي شفتيها بخفه قائلاً
" أخبرتك للتو ،هو قال أن تتوقفي عن إعطائه ذاك الدواء في الوقت الحالي و حتي يُحلل دمائه "
دفعها بظاهر يده و تحرك نحو الخارج فـ استوقفته هي
" ألم يُخبرك متي سيستيقظ أو ...."
" لا لم يقل شيئاً "
قاطعها بإبتسامة سخرية و عينيه تتلاقي مع خاصتها
شعر بالتوتر من الموقف ليتحمحم ثم استدار ليعود إلي غرفته كي يُرسل رسالة إلي كيونغسو لكن الآخر لم يجيبه رغم قرائتها
___________
بمكان آخر حيث سيهون الذي أوقف سيارته للتو أمام القصر، هو فتح باب السيارة وخرج ليتوجه إلي الداخل و مع رؤيته لتجمع العائلة و الخدم و بعض الحراس ابتلع ريقه بصعوبة و اقترب منهم ينظر إليهم بـ تيهٍ يبحث بعينيه عن تشانيول لكن الآخر كان غارقاً بالنوم و لم يهتم حينما سمع صوت الجرس
السيدة كيم أشارت بسبابتها نحوه كي يقترب فـ فعل لتهسهس بحده
"اركع علي ركبتيك"
همهم بعدم فهم و رفع حاجبيه بصدمة لما قالت فصرخت تُعيد أمرها علي مسامعه ليتلقي ضربة مؤلمه من أحد الحراس جعلته يركع أمامها
"أوه سيهون، أنت وغد كوالدك تماماً و لا يليق بك أن يقترن إسمك بإسم كيم العظيم"
تلفت حوله بعدم فهم فـ هو واثق أنه لم يفعل شئ يستحق ذلك، بل لم يفعل شيئاً البته
علي حين غُرة تلقي ضربة من قدمها نحو وجهه جعلته يقع أرضاً لتقف من مكانها و اقتربت منه لتضغط علي وجهه بقدمها
" ماذا تفعلين؟ "
هيبا صرخت بفزع و هي تري أقدام العجوز تهرس رأس سيهون و كأنه قمامه ، و الآخر تحت قدميها يبكي بصمت و لا يستوعب ما يحدث
اندفعت نحو السيدة كيم كي تُبعدها عن سيهون لكن بيكهيون أمسك بيدها و هز رأسه يرمقها بنظرة حاده جعلتها تزفر بضيق و صعدت إلي الأعلي و خلفها بيكهيون يقف بمكانه ينظر نحوها بضيق و بداخله مُدرك أن هيبا لن تمرر الأمر و لن تتحمله، فهو بنفسه لا يتحمل رؤية هذا المنظر أمامه
" البلطجة و العنف، هذه الأفعال المُشينة لا تليق بعائلة كيم بل بوالدك الميكانيكي، كلاكما متشابه... عديمي أخلاق"
"جدتي... اسمعيني"
نطق بصعوبة و هو ينكمش علي نفسه و اتخذ من ذراعيه حصناً يحمي به وجهه لكن الأخري كانت بحاله هيستيريه تضربه دون رحمة أو توقف
والدته كانت تقف خائفة أن تهتز مكانتها لدي والدتها، والدة تشانيول لم تكن مهتمه و والدة بيكهيون أدارت وجهها بعيداً عنهم كما فعل والد جونغ إن
" أتعلم بسببك ماذا فعلت؟ لقد ترجيت الحقير لي كي لا يرفع قضية ضدك و بسببك أنت لقد ركعت أمامه لأول مرة بحياتي كي لا أخسر كل شئ لكن بالنهاية هو لم يتنازل عن القضية و بحلول الصباح سوف ينتشر خبر تعديك علي ابنه الوحيد بالضرب "
تحدثت بهيستيرية تكاد تفقد عقلها مما حدث ثم سحبت نفس عميق لتصرخ بعدها
" أنت مُفتعل مشاكل و متمرد لذلك الجميع يكرهك، لذلك والدك تركك و انشغل بأطفاله الآخرين و لذلك ستبقى وحيداً إلي الأبد "
ضربته مرة أخيرة بتعب لترتمي بعدها علي الأريكة و أشارت نحو الحراس
" لا تتوقفوا حتي آمركم بذلك "
أعين سيهون اتسعت حين سماعه لذلك و قد فهم مقصدها ليزحف علي الأرض مُبتعداً عنهم لكن انتهي به الأمر يحمله اثنين من ذراعيه و الأخير يضربه حتي تورم وجهه و بصق الدماء من فمه
بيكهيون أفاق من شروده علي صوت صرخات سيهون العاليه و ضحكات السيدة كيم مع كلماتها الشامته بحفيدها الأصغر
أصواتهم تداخلت سوياً و أصبحت تخنقه هو الآخر ليتراجع بخطواته و هو يهز رأسه إلي الجانبين عاجز عن الدفاع عن الأصغر و عاجز عن تهدئة ذاته
"بيكهيون"
والدته صرخت بفزع حينما وقع جسده أرضاً ينتفض بمكانه و يسحب أنفاسه بصعوبه، و السيدة كيم فقط أشارت لإبنها الوحيد أن يتصل بالطبيب و لم يرمش لها جفن
عقلها بالفعل مشغول بأمور أهم بالنسبة إليها
"ما الذي يحدث هنا؟"
تشانيول صاح بصدمه و هو يقف بمقدمة السلالم و خلفه هيبا التي استنجدت به ليُخلص سيهون من أيدي السيدة كيم و حينها اتسعت أعين كليهما لرؤية الفوضي التي تعم القصر
كلاهما نزل سريعاً ليركض تشانيول حيث أولئك الحراس و دفعهم بعيداً عن سيهون و احتضنه هو بأيدٍ ترتجف
بينما هيبا ركضت حيث زوجها و والدته لتسحب رأسه تحتضنها نحو صدرها و شهقت باكية
"ماذا فعلتي به؟"
تشانيول صرخ بغضب فـ تجاهلته السيدة كيم و وقفت من مكانها تبتسم بجانبية
"هذا جزاء من يكسر قوانيني"
سارت نحو غرفتها و كأنها لم تكن سبب تلك الفوضي أو الحالة التي وصل إليها حفيديها ليصرخ تشانيول بتهديد
"أقسم أن نهايتك لن تكن سوي علي يدي أنا، انتظري فقط سيدة كيم"
______________
صباح اليوم التالي... صوت رنين هاتفه المُزعج أفاقه فـ رفع يده يبحث عنه علي الطاولة إلي أن أمسك به و أجاب بتعب
" ماذا ؟"
" سيهوني "
زفر بصوت عالي و اعتدل ليمسح علي وجهه بضيق ...تلك النبرة هو يعرفها جيداً ، إنها تتدلل كي تطلب منه أمر ما
"ماذا هناك ماريا؟"
الأخري قهقهت ببلاهة و حكت مؤخرة رأسها قائلة بإحراج
"هل يمكنك أن تأتي لإصطحابي؟ أنا بخارج المدينة و لا أعرف كيف أعود "
" ماذا تفعلين خارج المدينه؟"
سأل بإستغراب لترفع حاجبيها ببراءة و كأنه يراها
"كنت أزور شخص ما"
"استخدمي محدد المواقع أو جدي طريقة أخري... آسف ماريا لكنني متعب حقاً"
جعد ملامحه بألم و هو يميل بجسده كي يعود للنوم لكن صوت تنهيدتها المُختنقه جعلته يُغلق عينيه و زفر بضيق
" أرسلي الموقع برسالة"
صرخت بحماس ليبعد الهاتف عن وجهه ثم اغلقه بوجهها حينما بدأت بموجة شكر لا نهاية لها
" موقع ماذا؟ "
تشانيول وقف أمام الباب يعقد ذراعيه إلي صدره مُتسائلاً
"ماريا خارج المدينة و لا تعرف كيف تعود لذا سوف أذهب لإصطحابها"
"أُقدّر أنها شخص ذو قيمة بالنسبة إليك لكن أنت مُتعب و لا أعتقد أنك بحالة تسمح لك بالقيادة إلي أي مدينة أخري أو حتي بداخل المدينة"
اقترب ليجلس بجانبه فـ رفع سيهون رأسه نحوه ينظر إليه بهدوء
" لم تنظر إلى هكذا؟ "
" تشانيول هل تكرهني؟ هل تعتقد أن والدي تركني لأنه يكرهني؟ "
الأكبر هز رأسه ينفي ذلك بسرعه و احتضن وجنتي سيهون مُجيباً إياه بإبتسامه
" أكره هذا القصر بمن فيه عداك أنت و بيكهيون... لكنني لم أترك هذا القصر من أجلك أنت... أنت فقط سيهون "
تنهد بصوت عالي ثم ضحك بخفه
" سيهوني الصغير ماذا فعل لتفقد تلك العجوز عقلها؟"
"لا أعلم، هي ظلت تقول عنف و غيره و أنا لم أفهم مقصدها لأنني كنت مشغول بتلقي الضربات الموجعه "
رفع كتفيه بعدم معرفة و أبعد الغطاء عن جسده ليكمل
" يجب أن أذهب لـ ماريا "
تشانيول أومأ بإستسلام و وقف من مكانه ليلحق بـ سيهون إلي شقته
"سوف أساعدك بإرتداء ملابسك "
احتضن خصر سيهون من الخلف مُمازحاً إياه و الآخر همهم موافقاً و تماشي معه بأسلوبه الطفولي في الحديث مُدركاً محاولة تشانيول في تخفيف الأجواء
انتهي سيهون من ارتداء ثيابه بصعوبة بسبب تشانيول الذي لم يتوقف عن اللعب فهو لم يكن يساعده بل ظل مُتشبثاً به كـ طفلٍ مزعج و لم يتركه حتي وصل إلى سيارته
" تأخر كما تريد و لا تهتم لتلك العجوز"
"ليس و كأنها ستفعل بي أسوأ مما فعلته"
قهقه مُمازحاً و أدار مُحرك السيارة ليقود بعدها حيث الوجهة المقصوده و بمجرد اختفائه عن أعين تشانيول هو زفر بحزن و إبتسامته مُحيت
بعد دقائق طويلة التفت إلي الهاتف و أوصله بسماعة السيارة ليجيب علي إتصال ماريا بينما يركز بعينيه علي الطريق
" هل وصلت؟ "
" ليس بعد، ماريا... امنحيني نصف ساعه فالطريق مُزدحم"
همهمت بحماس ثم تحمحمت
"أسفه، أعلم أنني مُزعجة لكن..."
"لا يهم... بالنهاية سوف أراكِ و هذا أهم شئ بالنسبة لي "
رمشت عدة مرات تستوعب ما قاله ثم ضمت شفتيها و أغلقت الخط لترتمي علي السرير و دفنت رأسها بالوسادة لتصرخ بصوتٍ مكتوم لكنها سريعاً تمالكت نفسها و ركضت نحو خزانة الملابس كي تتجهز
بينما سيهون إبتسم بخفه و لم تُمحي إبتسامته حتي وصل العنوان الذي أرسلته إليه
" أهذا هو المكان؟ "
تمتم بتساؤل و هو ينظر إلى المنازل المُلتصقة ببعضها يبحث عن العمارة المقصوده ليومئ برأسه حين رؤيتها و نزل بعدها مُتجهاً إلي داخل تلك العمارة
وقف أمام رقم الشقة الذي بالرسالة ثم دق الجرس و عدل ثيابه ليتحمحم بعدها
"مرحباً"
نبست بها امرأة ببداية الأربعين بعدما فتحت الباب ليبتسم هو قائلاً بتردد حينما تصنمت الأخري بمكانها
"ا ا ماريا، لقد أتيت من أجل إصطحابها"
"سـ سيهون؟!"
قهقه بتوتر و أومأ برأسه لتُمسك بيده
"سيهون، تفضل بالدخول"
إثر صوتها العالي زوجها ركض من الداخل ليقف خلفها ينظر إلي سيهون بصدمه و عينيه قد لمعتا ليضم شفتيه ببكاء
"سيـ سيهون، بُني "
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top