10
Start
سيهون pov
بين كومة من الأوراق الخاصه بمعاملات الفنادق و الشركات كنت تائهاً
هناك الكثير من النقاط التي لا أفهمها و يجب أن أطلع علي جميع الملفات السابقه و الحاليه كي أفهم الطريقه التي يسير عليها كل مشروع، شراكة و تعاون
و بين كل ذلك عقلي كان يُحلق بين الحين و الآخر يُفكر بما تفعله ماريا الآن
غبيه، إذا كانوا يتنمرون عليها فلماذا توافق علي مقابلتهم
و أيضاً أنا متي قلت أنني منزعج من صداقتنا؟... قد لا نكون بذاك القرب و لم نكن أصدقاء منذ وقت طويل، جدتي ترفض اقترابي منها إلي جانب أنني حاولت في البداية دفعها بعيداً عني
لكن بـ بقعة ما بداخلي أنا أتراقص سعادة كلما تذكرت كيف لم تهتم لحديث جدتي
أعلم أنها فقط تتشبث بي لأنها ترغب بشخص ما يقبل بها... لكنني لست أقل منها
كلانا يبحث عن شخص معين و أعتقد أنها الشخص الصحيح
تشانسوك لطيفه و حتي انها تستمع لي لكن لا يمكنني أن أكون علي راحتي معها كونها مازالت إبنة سيدة الخدم و هذا يُقلقني أحياناً
لن أنكر أن كلاهما جيد بالنسبة لي و لا أريد أن تبتعد أي منهما عني
حتي هيبا زوجته لـ بيكهيون تبدو امرأة عاقله و مُتفهمه، هادئة و قوية
كونها تتناسب مع شخصية بيكهيون بطريقة غير مباشرة هذا أيضاً يجعلني أشعر بالراحه و لا أريد أن تبتعد عن عائلتنا
هل جميع النساء خارج نطاق عائلتنا ذوات قلب طيب و شخصيات لطيفه أم أنني المحظوظ أنني قابلت ثلاثتهن؟!
إبتسمت للتفكير في ذلك... أشعر بالراحة و هناك الكثير من الأشخاص المحيطين بي في الآونة الأخيره و جميعهم يتقبلونني كما أنا
تشانيول أتمني أحياناً لو أنه والدي... ذاك الشعور مازال يراودني حتي بعدما تغيرت شخصيته لهذه البارده
بارد لكن بإمكاني رؤية ملامحه الحنونه تسيطر علي وجهه كما السابق
بيكهيون يُخيفني معظم الوقت خاصة و أنه مقرب كثيراً من جدتي لكن حين رؤية ملامحه، سماع كلماته و كذلك رؤية عينيه الحزينه أرغب بمعانقته و إحتوائه كما تفعل الأم مع أطفالها
لن أتحدث عن جونغ إن الحقير
لم ألحظ كوني شردت بأفكاري أبتسم كـ الأبله تاركاً أعمالي المتراكمة حتي رن هاتفي لأجفل بتفاجؤ ثم التفت نحوه ألمح رقم هاتفه لـ بيكهيون
اعتدلت بجلستي سريعاً أضبط ثيابي و خصلات شعري المتناثرة بفوضويه ثم وضعت الهاتف علي أذني مُتحمحماً
"مرحباً!"
"مرحباً ، بعد نصف ساعه إذهب لمنزل عائلة يون، سوف تُعطيك السيده يون بعض الأغراض الخاصة بـ الـ... بـ هيبا"
إبتسمت حين سماعه يُنادي زوجته بإسمها و هذا يُرفرف قلبي كل مره و كأنها المرة الأولي التي أسمعه بها ينادي شخص ما بإسمه و خاصة زوجته
مهلاً لحظه
" لكن أنا مشغول و جدتي لن تقبل بأن أخرج قبل أن... "
" لقد حصلت علي إذن منها بالفعل، توجه إلي مساعدتي و اترك لها الملفات بعدما تُخبرها بما قمت به أنت و هي سوف تهتم بالبقية"
"حسناً"
رفعت حاجباي بتعجب مومئاً بالموافقه علي ما قال ثم أغلقت الهاتف لأقف من مكاني أنظر نحو الساعه... إنها التاسعة مساءً
إعتقدت أنني سوف أبقي هنا حتي الصباح... لكن أليس من المفترض أن مساعدة بيكهيون تنتهي مبكراً؟... هل سأجدها حتي ؟!
وقفت من مكاني أجمع الملفات فوق بعضها بالترتيب ثم إرتديت معطفي لأحمل الهاتف أنظر نحو الرساله التي وصلتني
(£#$&&¥£€#&$..... هذا العنوان حيث تتواجد ماريا.. لا تنسي ان تُحضر لي أغراضي هااا )
أرفقت الرساله برمز تعبيري يغمز فـ إبتسمت بإتساع
هل يعقل انها أقنعت بيكهيون أن يحصل لي علي إذن جدتي دون مشكلة أخري بينهما؟
حملت أغراضي و تلك الملفات لأتوجه حيث مكتب مساعدته و هذه المرة الأولي التي أراها بها هنا بهذا الوقت
تبدو مخيفة بتلك الهالات السوداء حول عينيها و الشعر الأشعث الذي يختلف تماماً عن حالته المُرتبه صباحاً
العمل يفعل أكثر من ذلك
وضعت أمامها الملفات و شرحت لها ما قمت به أنا لأخرج بعدها متوجهاً حيث سيارتي
قُدت السيارة أتتبع الموقع كونها المرة الأولي التي أذهب بها إلي هناك حتي لمحت تلك اللوحه المُضيئة تحمل إسم المطعم
دلفت إلي الداخل أبحث عنها بعيناي حتي لمحت طاولة كبيرة و مُستطيلة تضم مجموعة صاخبة و جسدها كان واضحاً بينهم... لم يكن من الصعب التعرف عليها رغم أنها تُعطيني ظهرها
" ماريا مهما حدث لن تتغير ، لطالما كانت مشاعرها واضحة نحو مينهو "
عقدت حاجباي ألتمس الإستهزاء و السخرية بتلك الكلمات و بينما اقترب منهم بخطواتي سمعت آخر يجلس بجانبها يتحدث بنبرة بدت مُصطنعه
" تعلمون لم أكن لأمانع مواعدة فتاة أجنبية متوسطة الجمال لكن والدي يرفض إرتباطي بفتاة غير شرعيه كي لا تتلوث سُمعتنا "
أتمزحون معي؟! هل أحضرتموها إلي هنا فقط كي تسخروا من كونها غير شرعية
و ما العيب بذلك؟ هل اختارت ان تولد بتلك الطريقه
ضحكوا بصخب و ماريا رأيتها تسحب كأساً و لم تبدو بوعيها و حينما رفعته ترتشف ما به، أسرعت بخطواتي نحوها و أمسكت بيدها كي تتوقف ولا تشربه
" و إن وافق والدك فقد فقدت فرصتك بالفعل لأنها أصبحت ملكي "
وجهت حديثي ببرود نحو ذاك الشاب الذي تحدث منذ قليل متصنعاً الحزن بينما أسند جسد ماريا من الجانب أحتضن كتفيها بخفه فقط كي لا تقع
و مُتجاهلاً أعينها التي ضيقتها ترمقني بها بـ تيهٍ و ثمالة سيطرت عليها
أملت بجذعي أسحب حقيبتها و هاتفها عن الطاولة و تحركت معها قاصداً الخروج و حريصاً علي مساعدتها لكنني توقفت عندما شعرت بها تُسحب بعيداً عني
" من تظن نفسك يا هذا؟"
إبتسمت ببرود دافعاً ذاك الشاب بعيداً و حاصرتها بكلا ذراعاي ثم دفنت رأسها بعنقي لأتحدث بـ ثقه و نظرة تحدي
" أوه سيهون ، حبيبها للفتاة الغير شرعية "
"واااه"
أصوات مصدومه صدرت عن جميع المُلتفين حول تلك الطاولة و إحدي الفتيات أخرجت هاتفها تلتقط فيديو لما يحدث بينما تتحدث بصوت عالي ساخرة من صديقهم أمامي
تجاهلتهم أشعر بثقل جسدها ضد خاصتي فـ خرجت من المكان و أنا أحتضنها حتي وصلت إلي السيارة لأفتح الباب و ساعدتها كي تجلس بالمقعد المجاور لخاصتي
" سيهون"
همهمت بينما أضع لها حزام الأمان ثم التفت إليها برأسي بينما يدي مازالت تُمسك بطرف الحزام و اليد الأخري تستند علي الطرف الخاص بباب السيارة مُحاصراً إياها بينهما
~شكراً لك ~
فتحت عينيها ببطئ تهمس بصوت مُتحشرج و لم أفهم ما قالت لأقلب عيناي بإنزعاج من تصرفها .. ماذا لو لم أتمكن من الحضور؟
" رائحة فمك كريهه لذا التزمي الصمت"
إبتعدت عنها و إعتدلت بوقفتي لأخلع المعطف ثم وضعته فوقها كي يدفأ جسدها فـ سمعت تنهيدتها الخافته قبل أن تُغلق عينيها مرة أخرى
"حينما تستيقظي ألغي حظري كي أوبخكِ علي ما فعلته"
همست بينما أمسح علي وجنتها بطرف إبهامي و قد إحتضنتها بكفي لتبتلع ريقها و همهمت تعتدل بوضعيتها
إبتسمت بخفه و تنهدت مُبتعداً عنها ثم أغلقت الباب من جانبها جيداً
" تعلمون لم أكن لأمانع مواعدة فتاة أجنبية متوسطة الجمال لكن والدي يرفض إرتباطي بفتاة غير شرعيه كي لا تتلوث سُمعتنا "
تلك الجمله ترددت بعقلي لأضم قبضتي بقوة حتي إرتجفت
متوسطة الجمال غير شرعيه؟!
إذا اعتقد انه رجلاً لمجرد قوله تلك الكلمات فهو مُخطئ
لا يمكنني التحمل... لو لم أفعلها فلن أتمكن من النوم اليوم
أغلقت السيارة بالمفتاح كي لا يُضايق أحدهم ماريا ثم عُدت إلي الداخل بشرار يتطاير من عيناي، رؤيتهم و هم يضحكون و كأن شيئاً لم يحدث قد أغضبني بحق
يمزحون و يلتقطون الصور و كأنهم لم يتنمروا علي فتاة مسكينه منذ قليل
وجهتي كانت مُحدده و جميعهم لاحظوا خطواتي المُسرعه نحو صديقهم لكنه التفت إلي باللحظة الأخيره و حينما وقف من مكانه يُقابلني بإبتسامة ساخرة، تلقي مني لكمه أوقعته فوق كرسيه لينقلب به و يقع أرضاً
" إن رغبت بالموت فلتتحدث مع ماريا مرة أخري"
هسهست بحده مشيراً إليه بسبابتي و لم أمنع نفسي عن ضربه بقدمي بقوة بين فخذيه كي يتباهي برجولته جيداً فيما بعد
"من منكم اتصل بها و طلب منها أن تأتي إلي هنا؟"
التفت نحو أصدقائها و بخوف جميعهم أشاروا نحو فتاة مُعينه فـ إبتسمت لي بتوتر
إبتسمت أنا الآخر بتصنع و إقتربت من الطاولة ثم أملت بجذعي كي أصل إليها حيث كانت علي الطرف الآخر من الطاولة
أمسكت بالهاتف المتواجد أمامها
"أهذا هاتفك؟ "
سألتها بهدوء أتلاعب به بين أناملي فـ همهمت إلي و وقفت من مكانها محاولة التبرير لكن هاتفها كان قد تفتت إلي قطع حينما ألقيت به علي الأرض بقوة
"انسوا ماريا و إياكم أن تتواصلوا معها بأي طريقة كانت لأن بالمرة القادمه لن أرأف بأي منكم فتاة كانت أو حتي شبيه رجل"
ضربت علي الطاولة لينتفضوا جميعاً بخوف و خرجت بعدها عائداً إلي السيارة
حفنة من الجرذان ... كيف سمحت لهؤلاء الحمقي بالتنمر عليها؟
التفت نحوها بينما أقود ثم أعدت نظري نحو الطريق بعدما تأكدت من كونها نائمه
يا إلهي، لقد نسيت أمر السيد يون تماماً... ماذا أخبره بشأن إبنته و لماذا هي ثمله؟!... قد يعتقد أنني فعلت بها شئ ما
زفرت بتوتر بعدما خرجت من السيارة متوجهاً حيث تجلس لأصفع وجهها بخفه
" ماريا، نحن أمام منزلك هيا إستيقظي"
همهمت تُحرك رأسها إلي الجانب الآخر بثقل و هي تُتمتم بكلمات غير مفهومه
" ماريا"
هزت كتفيها بإنزعاج مُتذمرة فـ أحكمت قبضتاي بعدم صبر
أنا بالكاد أتماسك كي لا أُفجر رأسها
أمر إيقاظها و هي بتلك الحاله يُعد أمراً صعباً لذا إنتهي بي المطاف أحملها فوق ظهري و السيد يون إذا قتلني بعد رؤيته لهذه الوضعيه فسيكون مُحقاً
إستدرت إلي الجرس أدقه بمرفقي ثم اعتدلت أسحب أنفاسي التي فقدتها
"سيد كيم... اااه تفضل"
إبتسمت السيده يون بداية حديثها حتي لمحت ماريا لتتلاشي إبتسامتها و ترددت كلماتها
أشارت إلي نحو الداخل حيث غرفة ماريا و سبقتني تفتح لي الباب بينما تتسائل
" ماذا حدث لها ؟"
" أفرطت بالشراب بعض الشيئ"
سحبت الغطاء فوقها لتحتضنه و إستدارت تعطيني ظهرها لأبتسم بخفه ثم التفت نحو السيدة يون و إنحنيت لها
" أعتذر أنها وصلت لهذه الحالة، لكن لا تقلقي أنا لم أفعل بها أي شئ"
" لا تكن رسمياً هكذا"
قهقهت بتوتر ثم أمسكت بكتفاي كي أستقيم بظهري
" هل السيد يون سيغضب؟"
"لقد سافر بالفعل من أجل العمل... و لا تقلق أنا لن أخبره طالما أنك لم تفعل شيئاً خاطئاً"
رفعت كتفيها تشرح الأمر بهدوء في حين أنني شردت بما قالته... أنا كنت مُدركاً لأمر سفر السيد يون لكن أكنت خائفاً منه لتلك الدرجه التي جعلتني أنسي؟
هذا مُضحك، كم أنا جبان!
" إنتظر قليلاً، سوف أحضر الحقيبة من أجلك "
همهمت حينما أشارت لي بالتوقف ثم خرجت من الغرفه لأبقي وحدي مع ماريا
عيناي تمركزتا نحو هاتفها و حقيبتها علي طرف السرير فـ سحبت الهاتف كي أفتحه لكنه يحتوي علي رمزاً سرياً
"مزعجه"
تمتمت و أنا أرمقها بحقد ثم ضربت رأسها بسبابتي فـ تجعدت ملامحها بإمتعاض
بحثت من حولي حتي أحضرت ورقة وقلم أضع لها ملاحظة ما إلي أن قاطعني دخول السيدة يون و هي تحمل حقيبة ضخمه
"إحذر كي لا ينكسر ما بها"
نبست بهدوء فوضعت الورقة و الهاتف فوق الطاولة بجانب ماريا ثم اقتربت أحمل تلك الحقيبه
لم تكن ثقيله كما يوحي منظرها
خرجت من ذاك المنزل و نظرات السيده يون كانت غريبة نحوي كما لو أنها لا تطيق رؤيتي
لكنني تجاهلت ذلك و إتجهت حيث سيارتي كي أعود إلي القصر
End pov
سيهون دلف إلي القصر يحمل الحقيبه الخاصه بـ هيبا حتي لمح السيدة كيم تجلس بغرفة المعيشه و عينيها ترمقانه ببرود فـ ابتلع ريقه بصعوبه و انحني بجذعه قليلاً ثم تحرك قاصداً الصعود إلي الأعلي حينما استوقفته هي
"افتح هذه الحقيبة"
توقف و التفت إليها سريعاً رافعاً حاجبيه بعدم فهم
"لنرى ما الشئ المهم الذي جعل بيكهيون يطلب الإذن لخروجك من العمل قبل انتهائك"
"هذه أغراض السيده كيم الخاصه و لا يجب أن..."
"هل تُعارضني الآن؟"
هسهست بحده مُقاطعة حديثه و إقتربت منه بخطواتها في حين تراجع هو بضعة خطوات بتردد و تلك الحقيبة حاول اخفائها خلف ظهره
" افتحها... الآن "
أمرته و أشارت بسبابتها كي يفتحها ليتبادل النظرات بتردد بين يدها و تلك الحقيبة
هو غير راضي عن التفتيش بأغراض هيبا الشخصيه فهذا غير لائق لكن معارضة السيده كيم سوف توقعه بالمشاكل و هيبا معه كون أن تلك الحقيبة تعود لها
جلس علي ركبتيه و الحقيبة أمامه ليبدأ بفتح السحاب ببطئ شديد حتي ركلت فخذه بقدمها
"لن نقضي الليل بأكمله هنا"
أومأ سريعاً و ضم شفتيه بعبوس لما يتلقاه منها من معاملة قاسيه و كأنه حُثالة
" أليست هذه حقيبتي ؟"
صوت هيبا قاطعهما ليتنهد هو براحه و أغلق السحاب ثم وقف من مكانه لترمقه جدته بحاجبين معقودين
" سيد كيم ألم يعلمك أحدهم من قبل أن التفتيش بأغراض الآخرين تُعد وقاحه؟!"
اقتربت تقف بجانب سيهون متسائلة بينما تعقد ذراعيها نحو صدرها فـ انحني إليها مُعتذراً لتزفر هي
"هلا ساعدتني في حملها للأعلى؟"
همهم و انحني يحمل الحقيبة و سبقها حيث شقتها هي و بيكهيون لتلحق به بعدها
" ألا يمكنك رؤيتي؟ "
التفتت علي صوت السيده كيم الغاضب و شهقت تدّعي التفاجؤ
"سيده كيم؟ منذ متي تقفين هناك؟"
إقتربت بضعة خطوات من تلك العجوز و ضمت شفتيها تهز رأسها بأسف
"أعتذر لم أراكِ، ربما لأن تركيزي قد صُب علي ذلك الوقح الصغير الذي حاول التفتيش بأغراضي "
إبتسمت بتصنع و إنحنت إليها تستأذن ثم صعدت مُتجهه إلي شقتها، خلفها تلك الجده تقف بمكانها تحكم قبضتيها بغضب عارم حتي أتاها إتصال جعل من غضبها يتفاقم
"هيبا"
سيهون فك عقدة ذراعيه و ابتعد عن الحائط بعدما كان يستند بجذعه ضده
" أنا حقاً آسف لم أقصد أبداً التفتيش بأغراضك و لم أرغب بأن أفعل ذلك"
أعلم، أعتذر عن الطريقة التي تحدثت بها معك لكنك لم تكن المقصود "
أجابته بهدوء و إقتربت تفتح باب الشقة ليحمل الحقيبة و يضعها بالداخل
" أين بيكهيون؟ "
" نائم، إذا كان هناك أمراً هاماً يمكنني إيقاظه من أجلك"
هز رأسه نافياً و هي همهمت بتفهم
" ماريا، هل هي بخير؟ "
" حتي الآن، لكن غداً لن تكون كذلك بعدما أحطم رأسها"
ضحكت بخفه علي تذمره فـ ضحك هو الآخر ثم تراجع بخطواته
"سوف أصعد لشقتي كي أحظي ببعض الراحه "
" تصبح على خير "
إبتسمت و سارت خلفه كي تُغلق الباب ثم استندت عليه و سرعان ما انتفضت تشهق بفزع حينما رأت بيكهيون يخرج من الغرفة بأعين شبه مُغلقه و شعر مُبعثر
"من هناك؟"
قهقهت علي هيئته المُبعثرة و إقتربت تقف أمامه ليعقد حاجبيه في حين هي رفعت يديها تعدّل خصلات شعره
" سيهون، كان يُحضر أغراضي"
" و لماذا تضحكين الآن؟"
همس ببرود و أخفض عينيه حيث تعض علي شفتيها بإبتسامه مُتسعه تحاول السيطرة عليها
"تبدو كـ جرو لطيف "
عقدة حاجبيه ضاقتا و كفيها تحركا تتلمسان وجنتيه حتي احتضنتهما
"توقف عن ذلك"
همست بخفوت بينما تُحرك إبهاميها فوق حاجبيه كي يرتخيا
" و توقف عن هذا أيضاً"
انخفضت بكفها الأيمن قليلاً لتطرق بإبهامها فوق شفتيه كي يتوقف عن الضغط علي أسنانه بقوة
" لم أكن أُهينك لذا لا تغضب"
زفر لتبتعد عنه و معها عُقد حاجبيه مرة أخري يراقبها و هي تقترب من تلك الحقيبة و سحبتها معها إلي الغرفة لتجلس علي الأرض أمامها
" ما تلك الأغراض المهمه؟"
تسائل بفضول مُتذكراً أن مسامحتها له كانت مُقابل أن يذهب سيهون بنفسه لجلب هذه الأغراض المهمه
جلس أمامها و عينيه راقبتا كفيها و هما يتحركان يفتحان السحاب حتي فتحت الحقيبة علي وسعها
"ما هذا؟"
"لا يوجد تلفاز أو أي شئ للتسلية هنا لذا أحضرته "
أجابته بينما تُخرج حاسوب من حقيبتها و معه جهاز صغير و بضعة أذرع تحكم
"هذا الحاسوب الخاص بالألعاب و الأفلام و حتي الدراما و هذه الأذرع هناك هي التي أستخدمها للعب، فأنا لا أحب استخدام حاسوبي الآخر سوي للعمل كي لا أقع بورطه دون قصد "
أنهت حديثها بإبتسامه مُتسعه و بعدما انتهت من وضع تلك الأغراض أمامها رفعت رأسها نحو بيكهيون الذي يرمقها بنظرات فارغه
" هل هذه الأشياء مهمه بالنسبة لك لدرجة أن تسامحيني بمقابل إحضارها؟... تمزحين أليس كذلك؟ "
" إنها مهمه بالنسبة لي لكن هذا لم يكن المقابل لمسامحتي لك"
وقفت من مكانها و اقتربت لتجلس علي طرف السرير و هو رفع رأسه ينظر نحوها بعدم فهم
"لقد طلبت منك أن تحصل علي الإذن لخروج سيهون من العمل مُبكراً و حينها أنت فعلت فقط من أجلي رغم أنك لا تفعل شئ كهذا خاصة و أنه قد يُزعج السيدة كيم "
" هل كنتِ تتلاعبين بي؟ "
"لا... لكنني أردت التأكد من أنك صادق، هذا شئ بسيط جداً بيكهيون و لا يعد بالأمر الجلل لكن لو أنك رفضت القيام به فهذا يعني أنك غير قابل للتغير "
تثاءب و من ثم أومأ لها و ارتمي بجسده إلي الخلف يتمدد علي الأرض لتضحك هي بإستغراب
"ماذا تفعل؟ "
" أشعر بالملل و الخمول، لم أعتد علي البقاء في المنزل لوقت طويل "
استقام بظهره مرة أخري و نظر نحو الأرض بعبوس
" ما الفائدة من الحصول علي إجازة طويلة من العمل بعد الزواج؟"
"هذا لأن الأزواج يذهبون إلي شهر العسل و كذلك لأن ببداية الزواج كلاهما يحتاج إلى بعض الخصوصيه و الوقت ليتعرفا علي بعضهما أكثر "
همهم بشرود فـ ابتلعت هيبا ريقها و عقدت قدميها أسفلها هامسه
" أنت تقضي الوقت وحيداً تقرأ تلك الكتب الخاصه بالعمل فقط و لا نلتقي سوي مع اجتماع العائلة لتناول الطعام... بيكهيون نحن لماذا لم نذهب إلى شهر عسل؟ "
هز رأسه بالإيماء و هو يستمع إليها ثم رفع عينيه عن الأرض و نظر نحوها بصمت لبضعة ثواني
"أنا... أنا لا أعلم "
رمقها بـ تيهٍ و كأنه يبحث عن مخرج من متاهة و ليس إجابه بسيطة علي سؤال كهذا
و حينما هيبا لاحظت ذلك هي رسمت إبتسامه مُزيفة علي شفتيها و صفقت بحماسٍ مُصطنع
"هل سـ تعود للنوم؟"
"أعتقد لا"
نفي بإستغراب لتتسع إبتسامتها و علي حين غرة هي أصبحت أمامه تُمسك بيديه ليجفل
"ماذا تفعلين؟"
"دعنا نلعب"
"عُـ عذراً؟"
رفع حاجبيه بصدمه و كذلك طرف شفتيه إرتفعا بشئ من السخرية لتقف هيبا و سحبته من ذراعه كي يقف مُقابلاً لها
" دعنا نلعب و إذا فُزت يمكنك أن تطلب ما تشاء"
"لا أحتاج أي شئ منكِ فأنا أمتلك كل شئ بالفعل"
عقد ذراعيه إلي صدره بتحدي لتفعل المثل و رفعت أحد حاجبيها بـ ثقه
"إذاً ماذا عن قُبله؟ إذا فزت يمكنك تقبيلي و إذا أنا فُزت فـ ستكون أنت الشخص الذي ينام بين أحضاني "
ضيق عينيه بإستغراب ثم أمال برأسه مُتسائلاً
" ألم تقولي سابقاً أنكِ تخافين من ذلك ؟ لماذا ستقبلين الآن أن أقوم بتقبيلك؟"
"لا تكن واثقاً هكذا سيد بيون فأنا لا أخسر أبداً "
رفعت كتفيها بغرور ليقلب عينيه بملل فـ اقتربت منه سريعاً و سحبته من ياقته حتي أصبح رأسه بمستوى خاصتها
"لكن إذا وافقت لا تأتي فيما بعد و تخبرني ترهات كـ أنك رجل لا يصح أن تنام بحضن إمرأة لأن هذا يقلل منك هااا "
" إستفيقي سيدتي، كيم بيكهيون لا يخسر بأي شئ"
رمشت قليلاً و تركت ياقته ببطئ لينظر إلي يديها ثم عينيها حينما رمقته بنظرات باهته
" بـ بيون... بيون بيكهيون "
صحح بتردد حينما فهم مغزي تلك النظرات و نطق إسم بيون كان ثقيلاً علي لسانه إلا أنه يحاول تغيير نفسه لربما يتمكن من إيجاد ذاته الحقيقيه كما قالت هيبا بينما ابتسمت هي و ربتت علي صدره بفخر
" نعم، هذا أنت و لا تسمح لشخص آخر أن يمحو وجودك بـ خلق شخصية أخري خياليه "
همهم و هو ينظر نحو شفتيها ثم أعاد نظراته نحو عينيها هامساً
"ماذا سنلعب؟"
"تشه، متحمس للخسارة"
جعدت أنفها بإبتسامه ساخره و سبقته تحمل الحاسوب مُتقدمه من الطاولة بأحد جوانب الغرفة و هو لحق بها يتحدث بجديه بينما يحمل أجهزة التحكم
" أخبرتك، أنا لا أخسر أبداً لكن لا تبكي حينما أقوم بتقبيلك"
"نعم، نعم لن أبكِ سيد لا أخسر أبداً"
_________
تشانسوك أغلقت المكالمة مع أخيها الأكبر ثم اتجهت حيث مطبخ قصر كيم بخطوات حذرة كعادتها كي لا يراها أحد و حينما فتحت الباب هي شهقت بتفاجؤ و تراجعت خطوتين لترتطم بالباب بمجرد أن رأت تشانيول يجلس أمامها و يتناول الطعام بهدوء
" ليس و كأنكِ رأيتِ شبحاً "
شخر ساخراً و هو ينظر إلى الطعام فـ قلبت عينيها بملل و التفتت كي تعود أدراجها لـ يترك الطاولة و اقترب منها سريعاً مُحاصراً إياها ضد الباب بينما يُمسك المقبض بيده
"مـ ماذا تفـ ـعل؟"
عينيها اتسعتا بصدمه و استدارت كي تكون مقابلة له في حين أنه قابلها بإبتسامه خفيفه
"لماذا تهربين بكل مرة نلتقي بها و كأنني سـ أقتلك"
"لأنك تسعي لفعل ذلك"
أجابته ترفع كتفيها ببساطة ثم ضربت علي ذراعه بخفه كي يبتعد فـ ابتعد يترك بينهما مسافة تكاد تنعدم
" من قال أنني أرغب بقتلك؟ أنا فقط أسعى لإيقاعك بحبي"
رفعت عينيها نحو خاصته سريعاً لعلها تلمح بهما شئ من التلاعب و المزاح لكنه بدا جدياً بما قال
و إبتسامته التي تتسع تلك كانت تُزيد من الأمور سوءاً حيث قلبها أخذ يخفق بتوتر من ما نطق به هو
"إذاً توقف لأنني بالفعل أحب شخص آخر "
ألقت حديثها دفعة واحده و فتحت الباب تعود إلى منزلها و هو سار خلفها بخطوات سريعه يلحق بها و يديه قد دُفنتا بجيوب بنطاله
"من يكون؟"
"ليس لك دخل"
صاحت بذعر و هي تلتفت نحوه برأسها دون أن تتوقف قدميها عن السير
لماذا يسير خلفها؟ لم مُهتم؟ و لم يكسر قوانين السيدة كيم من أجل التلاعب بها؟
"لا بأس فـ أنتِ لن تكوني له"
توقف ضاحكاً ببرود بعدما قال ذلك لتتوقف هي الأخري عاقدة حاجبيها فـ تشانيول بدا واثقاً من نفسه
لكنها تجاهلت الرد عليه و ركضت ما تبقي من خطوات نحو منزلها ليعود هو أدراجه
" غبي"
تمتم و هز رأسه بيأس من لسانه الذي خذله و نطق بشئ لم يكن يقصده حتي
لكنه لم يرغب بالخسارة
في مكان آخر حيث جونغ إن ... جر خطواته بكسل خارج السيارة مُحاولاً التماسك حتي يصل إلى السرير لأنه و بأي لحظه قد يقع أرضاً مُستسلماً للنوم
مد يده بجيب سرواله باحثاً عن المفتاح ثم أخرجه ليفتح الباب و حينها رأي والدته و هي تحمل الصغيرة سويون و تربت علي كتفها بينما تسير ذهاباً و إياباً بغرفة المعيشه
الأخري التفتت سريعاً لتتنهد بضيق و اقتربت منه هامسة
"إعتقدت أنك هانييل"
"غير قادر علي النقاش الآن لولا ذلك لكنت افتعلت مشكله كونك تنتظرينها هي و ليس أنا"
نبس بتعب و عينيه تكاد تُغلقان بنعاس و حينما مر بجانبها يتفاداها، استدارت ممسكة بيده
"جوهون لا يبدو بخير، الأجهزة أخرجت عدة إنذارات اليوم مشيرة إلي حالة قلبه الغير مستقرة لذا رجاءً قم بفحصه "
" هذا ليس تخصصي، إلي جانب أن هذه مجرد مسرحية و كلاهما يتلاعب بكِ و حينما يسرقان أموالك لن تكوني سعيده لثقتك الزائده هذه"
أبعد يدها برفق عن خاصته و أكمل طريقه إلي الغرفة لتلحق به
" جونغ إن أفق، الرجل علي وشك أن يفقد حياته و أنت تقول انها مجرد مسرحية؟ أنت حتي لم تفكر بأن تدخل غرفته و ترى كيف هي حالته و لم تفكر لو للحظه بمساعدتهما لذا لا تحكم بدون أن تري "
ألقي بجسده فوق السرير مُتجاهلاً حديثها فـ اقتربت تسحب بنطاله بينما تحاول التمسك بالصغيرة باليد الأخري جيداً
" ياااا لا تنم و إستمع إلي "
" أمي، أنا مُتعب لذا توقفي رجاءً "
تذمر بعبوس و تشبث ببنطاله لكنها لم تتوقف عن سحبه حتي صرخ بقهر و إستقام بجذعه
"ماذا، ماذا، ماذا؟"
"هانييل تأخرت بالعمل و..."
"لا شأن لي بها، أمي تذكري ذلك... تلك المرأة ليست زوجتي بالحقيقه، نحن فقط ندّعي ذلك "
صدره أخذ يعلو و يهبط بعدما صرخ بوجه والدته بغضب لعلها تتذكر حقيقة الموقف و أنه ليس سوي تمثيليه يقومون بها و التي في الحقيقه جونغ إن غير راضٍ عنها
" أمي، هناك سيده عجوز بالخارج... تريد مقابلة جونغ إن "
صوت هانييل قاطع التواصل البصري بين الأم و إبنها الوحيد و كلاهما نظر نحوها ليعقد جونغ إن حاجبيه بعدم رضا لما نطقت به
و والدته عقدت حاجبيه لمنظر الأخري المُبعثر... بدت مُتعبه و بالكاد تقف علي قدميها أمامها و ربما حالتها أسوأ من جونغ إن
" ما هذا؟ "
اقتربت من هانييل تسأل بقلق و مدت يدها قاصده لمس وجنة الأخري حيث كدمه خفيفه قد ارتسمت عليه لتبتسم هانييل و إبتعدت برأسها
"حادث بسيط، لا تقلقي"
" سوف أصنع لكِ واحدة أخري إذا ناديتها بـ أمي مجدداً"
هسهس بحقد و وقف من مكانه مُتجهاً إلي غرفة المعيشة و بطريقه هو ضرب كتف هانييل بخاصته لتتأوه بألم
"أنتِ بخير؟"
"نعم، لا تقلقي"
"جونغ إن أحمق لا تستمعي له، يمكنك مناداتي بأمي ما دُمتُ أسمح لكِ بذلك"
همهمت إليها هانييل و بتعب حملت الصغيرة سويون التي بدأت بفتح عينيها عن كتف داي هيون ثم سارت خلف الأكبر سناً حينما أشارت لها بذلك
"سيده كيم"
نطقت داي هيون بإبتسامة مُصطنعه و هي تدخل غرفة المعيشه و خلفها هانييل التي لحقت بها إلى الداخل بتردد و جلست بجانبها
" جدتي أتت لتسأل عن سبب رحيلي دون سابق إنذار ، لذا أخبرتها أنني فقط اشتقت لوالدتي العزيزة"
جونغ إن تحدث بدلالٍ مبالغ و اقترب يحتضن والدته من الجانب بينما يتخذ من جانبها مجلساً و علي الجانب الآخر من والدته كانت تجلس هانييل التي ترمقه بإستغراب لهذا التغيير المفاجئ بالتصرفات
" من تكون؟ "
السيده كيم سألت و هي ترمق هانييل من الأسفل إلي الأعلي بتقزز فـ عقدت الأخري حاجبيها و جونغ إن التفت برأسه نحو هانييل
"من هذه جونغ إن؟"
سألته مرة أخرى و هذه المره عينيها تحركتا نحوه هو
"هذه تكون..."
تنهد و وقف من مكانه و اقترب من هانييل و جلس علي مسند الكرسي بجانبها ثم احتضن كتفيها إلي أن مالت بجسدها نحوه قليلاً
"كيم هانييل... إنها زوجتي"
End pov
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top