1

Start

قصر ضخم و كأنه لمدينة كامله و ليس بضعة أشخاص... يمتلك دور أرضي يجمع بين جميع أفراد العائلة و مطبخ كبير واسع و هو الوحيد المتواجد بذاك القصر

و بالأعلي طابقين كل طابق يمتلك شقتين منفصلتين... ليست بالشقه المتكامله، فقط ثلاثة غرف، حمام و غرفة معيشه

بينما بالحديقة الواسعه ثلاثة منازل أكبرهم يخص جراء السيد كيم الراحل

و المتوسط يعود لحراس القصر بينما أصغرهم يعود لكبيرة الخدم و إبنتها

علي طاولة الطعام الوحيده المتواجده بذاك القصر اجتمع سبعة أشخاص

أربعة رجال بجانب بعضهم جلسوا بترتيبهم من الأكبر إلي الأصغر، و أمامهم ثلاثة نساء تتشابهن قليلاً في الملامح

و من حولهم الخادمات تتحركن لوضع أطباق الطعام أمامهم دون أن تجرؤ إحداهن علي رفع عينيها نحو أسيادها

"السيدة كيم وصلت"

بـرسمية نطقت كبيرة الخدم لتركضن الخادمات بسرعه كي يقفن علي جانب واحد و انحنين إليها، تلاهن وقوف جميع من يجلس علي طاولة الطعام

"صباح الخير، أمي"

النساء الثلاثى الواحدة تلو الأخري قبّلت يد والدتها مُرددة تلك الجمله مع ملامح جامده و من ثَم تقدم الرجل الأكبر بالعائلة 'ميونغ داي'

"صباح الخير أمـ..."

تلك العجوز رمقته بحدة فـتحمحم و انحني بزاوية تسعون كـإعتذار ثم أمسك بيدها مُقبلاً إياها

" صباح الخير سيدة كيم"

صحح خطأه السابق و الثلاثه الآخرون اقتربوا منها الواحد تلو الآخر يُقبل يد جدته مُرَددين جملة الرجل الأكبر

"صباح الخير سيدة كيم"

مدت يدها نحو الكأس الفارغ فأسرعت إحدى الخادمات لتملأه من أجلها حتي المنتصف كما تُفضل السيده كيم الكبرى

بعدها كل منهم أمسك الكأس الفارغ لتهرع إليهم الخادمات كي يملأن الكؤوس إلي المنتصف

"كيم سيهون، من الغد سوف تبدأ العمل بالشركه و مكتبك أصبح جاهزاً بالفعل "

وضعت الكوب جانباً و أملت أول أوامرها علي أصغرهم دون أن ترفع رأسها نحوه، و المقصود حرك عينيه نحوهم جميعاً بصدمة

"لكن جدتي أنا لم أحصل علي تدريب و ..."

"السيدة كيم"

هسهست بحده مُقاطعة حديثه و رفعت رأسها تنظر تجاهه لـيتحدث من يجلس بجانبه

" كيم بيكهيون يمكنه مساعدتك"

"رجال عائلة كيم لا يطلبون المساعده من أحد"

و مرة أخري تلك الجدة قاطعت حديث أوسطهم و أطولهم بنبرة حادة

" كيم تشانيول لم يقصد هو فقط..."

هذه المره سيهون حاول الدفاع عن ابن خالته

"ما بالكم اليوم؟ هل فجأة أصبحتم تتمردون ضدي ؟"

صرخت عليهم بغضب و ضربت علي الطاولة بقوة لتنتفض أجسادهم جميعاً بخوف

" حينما أتحدث الجميع يُنصت لي و لا يجرؤ أحدكم علي الدفاع أو التبرير للآخرين"

بنهاية حديثها أشارت إلي الخادمات بالإقتراب، و بدون أن تتحدث، هن شرعن بحمل أطباق الطعام و إعادتها إلي المطبخ

"كوب الماء هذا سيساعدكم علي التحمل حتي العشاء الليله... و ليجرؤ أحدكم على إحراجي اليوم "

حذرتهم ببرود و وقفت من مكانها ليقفوا جميعاً حتي خرجت هي من غرفة الطعام

"كيم سيهون إلي غرفتي"

والدة سيهون تحدثت بملامح جامدة و اتجهت إلى غرفتها ليلحق بها

"توقفا عن الدفاع عن هذا المدلل كي لا تُثيرا غضب أمي "

تلك كانت والدة تشانيول التي تحدثت بحنق و كراهية نحو تصرفات الحفيد الأصغر للعائلة

" دخوله إلي الشركه سينتهي بكارثه لذا من الأفضل أن لا تحاولا مساعدته"

والدة بيكهيون كذلك تحدثت بهدوء تحاول تحذير الحفيدين أمامها من إثارة غضب الجدة، ليلتفت تشانيول إلي الآخر قائلاً بهدوء مُتجاهلاً حديث الوالدتين

"دعنا نتحدث بـشقتك"

" حسناً "

_____

" سيدة كيم، أنا لم أفعل شيئاً "

سيهون صاح بإنفعال بوجه والدته يحاول إقناعها أنه لم يفعل شيئاً خاطئاً كي تغضب منه الجدة و لكن ما تلقاه منها كان صفعة قوية و غاضبة

"أنت دائماً تفتعل المشاكل و تقل أنك لم تفعل شيئاً... إذا بقيت علي هذه الحال فـأمي سوف تمنع كلينا عن الميراث و... "

" عذراً سيدة كيم، لدينا أمراً هاماً لمناقشته"

تشانيول طرق الباب و فتحه دون إنتظار الإذن ليسحب سيهون من ذراعه مُتجهين حيث الدور الأول و تحديداً شقة بيكهيون الذي ترك لهم الباب مفتوحاً ليدخلا ثم أغلقا الباب

" أعتذر، كما تعلمون لا طعام هنا "

بيكهيون أخبرهم و أنزل قدميه عن الأريكة لينضم إليه الآخرين و يجلس كلاً منهم علي أريكه

"بشأن ما حدث.."

"سيهون إنسى الأمر فهذه ليست المرة الأولي التي تغضب فيها السيدة كيم دون سبب"

بيكهيون قاطعه بسرعه كي لا يشعر بتأنيب الضمير فهو يعلم أن الجميع سوف يُلقي اللوم علي سيهون

"صفعتك؟"

تشانيول همس مُتسائلاً و مسح علي وجه سيهون حيث وجنته التي اكتسبت بعض الحُمرة و أنامل والدته قد تركت أثراً علي وجنته كما قلبه

سيهون عض علي شفته السفلى مانعاً نفسه عن البكاء بعدما همس بسخرية

"كالعادة"

تنهد و رفع قدميه عن الأرض يضمهما إلي صدره ثم استند عليهما برأسه

"إنسيا أمري"

أمال برأسه حيث بيكهيون الذي تتلبس الجدية وجهه بصورة دائمة ثم حركها حيث تشانيول الذي لطالما طغت الحنية علي ملامح وجهه حتي في ظل غضبه و جديته ليزفر بأسى علي حاله فـهو مهما فعل يظل الأخرق بهذه العائلة و سبب المشاكل

"بيكهيون، هل تحدثت مع خطيبتك؟ "

تشانيول سأله بجدية و سيهون إلتفت إليه بفضول فـرفع بيكهيون كتفيه بلا مبالاة

"السيده كيم تمنع الإتصالات و المقابلات"

"إذاً، هل رأيتها من قبل؟"

سيهون ضيق عينيه مُتسائلاً ليومئ بيكهيون مما جعل من إبتسامة سيهون تتسع بصدمة و إبتسامة خفيفة تكاد تُلاحظ ظهرت علي شفتي تشانيول... إبتسامة حزينة

"رأيت إحدى حلقات برنامجها لكن لم أُكملها فكما تعرفان، أنا لست من محبي البرامج الترفيهيه"

اختفت إبتسامة سيهون و إلتفت إلي تشانيول الذي ضحك بخفه ليضرب الأصغر جبينه بيأس

"كما توقعت"

أصغرهم قلب عينيه بملل و ضحك بصخب مُتناسياً حزنه... جميعهم مُطيعون للسيدة كيم الكبرى لكن بيكهيون أكثرهم طواعية

هو النسخة المثالية للحفيد الذي تريده السيدة كيم، يشبه الإنسان الآلي، لا يضحك، لا يبكي، لا يتحدث كثيراً و دائماً مشغول بالشركه

لا مجال للحب و حتي خطيبته التي إرتبط بها قبل شهر تقريباً لم يرها لو لمرة واحدة على أرض الواقع

"تعلم؟ هذا يُعد تقدماً كونك شاهدت حلقة برنامج ترفيهي لترى خطيبتك دون أن تعلم السيدة كيم"

سيهون ربت علي كتف الأكبر بفخر، فـبعد تفكير هذا يُعد تقدماً حقاً

"لكن السيدة كيم هي من طلبت مني فعل ذلك كي أعرف خطيبتي قبل مقابلتها شخصياً"

بيكهيون برر بسرعه و كأن سيهون كان يتهمه بجريمة كبيرة و لم يكن يُثني عليه

" حسناً، بيكهيون إسمعني "

تشانيول جلس أرضاً على ركبتيه  أمام بيكهيون و إستند بيديه علي فخذي الآخر لينتفض جسد بيكهيون بفزع من فعلته

" أنت يجب أن تخرج قليلاً عن قوانين السيدة كيم، ليس كثيراً... فقط القليل"

سيهون ضم إبهامه و سبابته تاركاً بينهما مسافة يشير بها لمقصده بالقليل ليرفع بيكهيون حاجبيه بعدم فهم

"لدي رقم خطيبتك، كل ما عليك فعله هو التحدث معها قليلاً قبل ذهابنا للعشاء ليلاً"

تشانيول شرح بهدوء بينما يترقب ردة فعل بيكهيون كما يفعل سيهون

" ليس هناك داعٍ لذلك، بضعة ساعات تفصلنا عن العشاء و هذا لن يُفيد بشئ"

و كعادته هو كان بارداً في حديثه، هادئاً في نبرته و جامداً في ملامحه

" بل هناك داعٍ... تخيل كلاكما مخطوبان منذ شهر، لم يرى أي منكما الآخر و لم تتحدثا... السيدة كيم تولت أمر الخطبة و هي من أعطتها الخاتم، الزواج بعد أيام و بأمر من السيدة كيم كذلك... هل السيدة كيم أيضاً من سوف تُطارحها الحب بدلاً منك؟"

سيهون صاح بإنفعال و أغمض عينيه بنهاية حديثه، لم يقصد أن يكون صريحاً لكن لسانه قد خانه و بسبب ما قاله إتسعت أعين الأكبر منه

" آسف لم أقصد قولها بهذه الطريقة لكن هذه هي الحقيقه... السيدة كيم هي من اختارت العروس و هي من قامت بكل شئ و هي من إتخذت القرارات و كذلك رفضت أن تُقابلها بنفسك... لا تُفكر بنفسك فقط فكر في تلك الفتاة التي لم ترى زوجها المستقبلي حتى الآن، الحديث وجهاً لوجه قد يكون مُحرجاً بالنسبة إليها في المرة الأولي و هذا ربما يمنعها عن قول بعض الأشياء المهمه بالنسبة إليها لذا حديثك معها علي الهاتف مهم لكليكما خاصة هي "

سيهون بعقلانيه تحدث، و تشانيول أومأ موافقاً إياه ليحرك رأسه تجاه بيكهيون بعدما كان ينظر نحو سيهون

" سيهون محق... نحن لا نُخالف السيدة كيم بكل شئ لكن هي لا تضع نفسها بمكان أي منا و لا أعتقد أنها فكرت في مشاعر خطيبتك أو حتي وضعت نفسها بمكان تلك الفتاة... لقد فكرت عدة مرات، كيف لفتاه مثلها أن تتقبل عقد خطوبتها بتلك الطريقة بدون رؤية من يكون زوجها المستقبلي و جدته هي من أعطتها الخاتم بدلاً منه و كذلك زواج بدون حفل زفاف... لا تنسى أن تلك الخطبة كانت بمثابة تقوية العلاقات بيننا و بين السيد يون بمناسبة افتتاح الفندق الجديد "

بعدم فهم بيكهيون رفع حاجبيه فـسحبه سيهون من كتفيه بعدما اقترب منه كي يجعل منه مقابلاً له

" تشانيول يقصد أنه ربما كانت تمتلك شخصاً مميزاً في حياتها كـحبيب مثلاً، لكن بسبب تلك الخطبه تدمرت حياتها... ربما تكون مُجبرة علي هذا الزواج و لا تستطيع الرفض و قد تكرهك أيضاً بسبب ذلك مُعتقدة أنك سبب إفساد حياتها لذا يجب أن تتحدث معها عبر الهاتف و تعلم إذا كان هناك شيئاً تريد أن تقوله أو إذا كانت مُجبرة "

تنهد بيكهيون و مسح على جبينه بتفكير و بعقدة توسطت حاجبيه  فـتنهد تشانيول و عاد ليجلس علي الأريكه بينما إبتسامة جانبية ظهرت علي شفتيه

" السيدة كيم إذا... "

بيكهيون تحدث بتردد

" لن تعرف عن هذا الأمر صدقني... فقط لا تنسى أن تنبّه خطيبتك عن عدم ذكر أمر هذا الإتصال أمام الجـده "

قاطعه سيهون بسرعة مُحاولاً طمأنته، لكن بيكهيون شرد بالفراغ و عقله لا يرى هذا صواباً كونه سوف يُغضب جدته بلا شك

"رفاق، أنا آسـ... "

" أوووبس ،أعتقد أنني إتصلت بها عن طريق الخطأ "

تشانيول تصنع البراءة و رفع هاتف بيكهيون إلي الأعلى فـتوقف الآخر عن الحديث و التفت إليه بأعين مُتسعه كما فعل سيهون

"لقد أجابت"

سيهون همس بصدمة و توتر حينما رأى تلك الأرقام التي تدل علي بدء المكالمة

" هيا، تحدث معها "

تشانيول رفع حاجبيه بإستفزاز و ألقي بالهاتف على بيكهيون الذي التقطه واضعاً إياه على أذنه بتردد

"أغلق الهاتف بسرعة، بسرعة"

أصغرهم همس مُنفعلاً و علامات الذعر بدت علي وجهه فـاقترب تشانيول بسرعة من الهاتف قائلاً 'مرحباً' بصوت عالٍ ثم سحب سيهون من ياقة ملابسه كي يخرجا من شقة بيكهيون

"ماذا تفعل؟ دعنا نُنقذه"

مرة أخري سيهون همس بإنفعال و عينيه تكاد تخرجان من جحريهما بخوف فـزفر تشانيول و أغلق باب الشقه ليتوجه نحو شقته المقابلة لخاصة بيكهيون بينما يده مازالت تتشبث بياقة سيهون الذي يحاول الهروب منه حتى دخلا إلي شقة تشانيول

"ما مشكلتك سيهون؟"

تشانيول صاح بأعين متسعة و هو يدفع سيهون نحو غرفة المعيشه بينما الآخر اعتدل يضبط ملابسه بـثقة بعدما كان على وشك أن يقع أرضاً

"تخيلت أن جدتي علمت بالأمر... هي حتماً سوف تقتلنا"

"لن تقتلنا لهذا السبب، الأمر سوف يقتصر علي عقاب فقط... لكن ثق بي هي سوف تقتلك إذا سمعتك مرة أخرى تقول جدتي"

بنهاية حديثه ربت علي كتف سيهون ثم اتجه إلى الغرفه و أغلق الباب خلفه تاركاً سيهون مُتجمداً بمكانه

_______

"مرحباً "

صوتها الهادئ أتاه من الجهة الأخري فـمسح علي وجهه بتوتر

"مرحباً، هذا أنا كيم بيكهيون"

عرّف عن نفسه برسميه و نبرة جادة فـضحكت بخفة

" سيد بيون أنا خطيبتك و ليس أحد العملاء لديك"

"كيم"

صحح لها فـ عقدت حاجبيها بإستغراب

"عذراً؟!"

"إنه كيم بيكهيون و ليس ذاك الإسم"

أجابها بهدوء و إستقام ليتقدم حيث النافذة و وقف خلفها ينظر إلي السُحُب

"حسناً سيد كيم، كما تريد"

رفعت كتفيها بلا مبالاة ثم التزمت الصمت تستمع إلي أنفاسه المُضطربه علي الجهة الأخري من الهاتف

"ألن تسألي عن سبب إتصالي؟ "

" لا... رغم أن إتصالك بي الآن و تحدثك معي ببرود و صمتك أكثر من حديثك، يُعد أمراً غريباً و مزعجاً لكن هذا ليس بالأمر الوحيد الغريب في علاقتنا... سيد كيم"

إبتسمت بخفه نهاية حديثها محاولة تقليد نبرته الباردة بينما يصحح لها إسمه فـتنهد بيكهيون بصوت عالٍ و أغلق عينيه يتذكر حديث تشانيول منذ قليل

" آنسة يون، هل بالصدفة هناك شخص آخر في حياتك و بسبب السيدة كيم و إصرار والدك أنتِ اضطررتِ إلي الموافقة على الإرتباط بي؟"

"همممممم"

أصدرت صوت همهمة بتفكير في حديثه ثم أومأت قائلة

"هيبا"

"عذراً؟!"

عقد حاجبيه بعدم فهم و أمال برأسه مُتسائلاً فـضحكت بخفة

" أعتقد أنك لا تعرف إسمي... أنا يون هيبا لكن أتمنى أن تناديني هيبا فقط "

همهمت مرة أخرى ثم رفعت كتفيها بينما تتحدث موضحة

" ربما هذا بالنسبة إليك لا يُشكل فارقاً لكن بالنسبة لي، أن يتحدث معي زوجي المستقبلي برسمية لـهو أمر مزعج و لا أشعر بالراحة"

مساعدتها أشارت إليها من بعيد فأومأت إليها و وقفت من مكانها ثم اقتربت تقف أمام المرآه لتتأكد من مساحيق التجميل التي تزين وجهها بخفه تكاد تلاحظ

" عذراً سيد كيم لكن التصوير علي وشك أن يبدأ "

" ذهبتِ للعمل اليوم؟ "

سأل بإستغراب و حاجبيه عُقدا بتلقائية ثم تحرك نحو مكتبه المتواجد بـشقته

"سيد كيم أنا ألتزم بمواعيدي لذا لا تقلق سوف أعود للمنزل قبل وصولكم... لكن عملي مهم بالنسبة لي كما عملك كذلك و لست من تلك النوعية التي قد تتغيب لأي سبب كان "

أجابته بحدة حين التمست الإنزعاج و السخرية ممتزجين بنبرته و من ثم أغلقت الهاتف لتزفر بغضب

"و كأن العالم سوف ينهار إذا أخذت اليوم إجازة  "

رفع طرف شفتيه ساخراً ثم ألقي بالهاتف على الأريكه ليرتمي هو الآخر بجانبه

"هل هذا يعني أن هناك شخصاً آخر بحياتها؟"

تمتم بعدم فهم و ألقى برأسه إلي الخلف يزفر بإنزعاج

" هل ربما تكرهني كما قال تشانيول؟ "

جعد ملامحه بتفكير ثم سحب نفساً عميقاً لينسحب من شقته مُتجهاً حيث شقة تشانيول

طرق الباب بخفه و إنتظر قليلاً حتي فُتح الباب بواسطة سيهون

" ماذا تفعل هنا؟"

تساءل بإستغراب فـسحبه سيهون من ذراعه نحو الداخل و أغلق الباب خلفه ليسأله بتوتر بينما يتجه كلاهما إلي الداخل

"ماذا فعلت؟ هل تحدثت معها؟ هي لن تخبر الجـ.. السيدة كيم، أليس كذلك؟"

جلس سيهون على الأريكة بجانب بيكهيون و جسده يلتفت إلى الآخر بينما يثني قدميه أسفل جسده، و بأعين متسعة كان يناظره بينما بيكهيون مشغول بالتلفت من حوله

"أين تشانيول؟"

التفت كلاهما حيث باب الغرفة الذي فُتح تزامناً مع سؤال بيكهيون ليرفع تشانيول حاجبيه بتفاجؤ و اقترب ليجلس أمامهما

" متى أتيت؟"

"للتو"

رفع كتفيه مُجيباً بهدوء و تنهد بصوت عالٍ فـأمال تشانيول رأسه قليلاً لكن سرعان ما هز رأسه نافياً فلا دخل له بما حدث بين بيكهيون و خطيبته

"إلي أين؟"

بيكهيون رفع حاجبيه بحركة سريعة مُشيراً إلى ملابس تشانيول الرسمية ، و سيهون عقد حاجبيه كونه لم يلحظ ذلك

"بيك جوهو زميلي تعرض لحادث لذا سوف أذهب إلي المشفى كي أطمئن عليه"

وقف من مكانه و نفض ثيابه ببرود قائلاً

"لن أتأخر و حتي ذلك الوقت فلتتجهزا لأن ثلاثتنا سنذهب لإصطحاب جونغ إن كي لا يتغيب عن العشاء"

"ماذا؟ أنا لن أفعل ذلك"

سيهون صاح مُنفعلاً و عينيه اتسعتا بصدمة ليترك مكانه على الأريكة و تحرك قاصداً الخروج من الشقة

"سيهون هذه أوامر السيدة كيم..."

الأطول تحدث بصوت عالٍ جاذباً انتباه سيهون فـتوقف بمكانه مُغلقاً عينيه بغضب ثم زفر و التفت ليكمل تشانيول بتحذير

" دعنا لا نُثير غضبها منذ الآن فـجونغ إن سوف يفعل لاحقاً"

_________

"ذاك المسكين... السيده كيم تتعامل معه بـحِدة و حتى أكثر من البقية... كذلك والدته دائماً ما تغضب منه"

"أتعتقدون أنه ليس حفيدها؟ أو ربما السيدة كيم الصغيرة قامت بخيانة زوجها و سيهون طفلها غير الشرعي لذا هو مكروه "

" لا أعتقد ذلك، لكن لم لا يهرب؟ لماذا لا يعيش مع والده بدلاً من البقاء هنا؟ "

همس الخادمات حول طاولة المطبخ، لفت نظر تلك الفتاة التي أوشكت على دخول المطبخ للتحدث مع والدتها لكنها توقفت تستمع إليهم بينما تتنهد بحزن من حين لآخر، تعلم جيداً أن هذا الحديث يدور فقط حول الحفيد الأصغر لهذه العائلة

علاقته مع سيدة القصر تبدو معقدة، ليست كـعلاقة جدة و حفيدها

"صغيرتي! متى أتيتِ؟!"

إبتسمت بتصنع و اقتربت تطبع قبله علي جبين والدتها ثم إنضمت إليهم

"عن ماذا تتحدثون؟"

"لا شئ صغيرتي... اممم أخبريني ماذا حدث اليوم؟"

والدتها تحدثت بسرعه مقاطعة إحدى الخادمات قبل أن تخبرها عن محور حديثهم منذ قليل، و قد نجحت بجذب انتباه إبنتها التي سرعان ما التفتت إليها برأسها و صفقت بحماس تتحدث عن مقابلة عملها

" سوف أضطر أحياناً إلى العودة متأخرة للمنزل، لكن والدي الطفل جيدان و هو تقبّلني بسرعه و هذا جيد "

إبتسمت بإتساع نهاية حديثها و تلقت تربيتة خفيفة على وجنتها من قِبَل والدتها

"أحسنتِ صغيرتي "

_______________

~~~~جونغ إن ~~~~

" إبقى بجانبه حتى يستيقظ و بعدها بلغي الطبيبة مينا "

تحدثت بينما أمسح يداي بالمنديل بتعجل ثم ألقيت به بـسلة المهملات لأركض بعدها نحو مكتبي بسبب تأخري... بلا شك والدتي غاضبة و تعتقد أنني تأخرت متقصداً لكن هذه المرة أنا كنت مشغول بحق و المشفى بحالة من الفوضى و رغم ذلك أنا إستأذنت للخروج من أجل عشاء سخيف ليس له أي قيمة و لكن بالنهاية أنا مضطر للذهاب

ليس لأنني خائف من جدتي أو شئ من هذا القبيل، لكن لأن والدتي طلبت مني ذلك و أنا وعدتها بأن أحضر ذاك العشاء

وصلت حيث مكتبي و دلفت إلي الداخل بينما أخلع معطفي بتخبط

"من أنت؟"

عقدت حاجباي بإستغراب و هسهست بحدة بينما أقترب من ذاك الجسد الصغير الذي يعبث بأغراضي، و لم أتلقى رداً لكن و بكل وضوح رأيت يده تدس شيئاً ما بجيب معطفه الواسع ذاك و إرتجاف جسده لم يخفى عني

"إلتفت"

أمرت و الآخر امتثل لأمري و تحرك بجسده ببطئ حتى التفت و أصبح وجهه مُقابلاً لي

"فتاة؟... أنتِ ماذا تفعلين هنا؟ و كيف دخلتِ إلى مكتبي؟"

إقتربت منها بخطوات واسعة و لشدة غضبي شعرت بالحرارة ترتفع إلى رأسي بتدافع

أكره أن يعبث أحدهم بأغراضي

"أنا كـ كنت هنا لـ... لأن أنا..."

حركت رأسها بـتردد و كأنها تبحث عن كذبة لأرمق يدها حيث تُمسك بـجيب معطفها بقوة

" ما هذا؟ "

أشرت إلى جيبها بهدوء أحاول تمالك أعصابي و لا أريد أن أسيئ الظن بها لكن إتساع عينيها و خوفها الذي يتزايد لا يدفعني سوي للشك أكثر بما تُخفيه بهذه الطريقة و بوجودها هنا في مكتبي

دفعتني على حين غرة و حركت قدميها محاولة الهروب مني فـوضعت قدمي أمامها لتتعثر بها و وقعت أرضاً لأعتليها ثم قيدت يديها خلف ظهرها

"من تكونين؟ و ماذا تفعلين هنا؟"

هسهست بحدة و انحنيت بجذعي قليلاً لأُمسك بذقنها بقوة بينما يدي الأخرى مازالت تُقيد يديها خلف ظهرها

"إ. تـر... كني"

تأوهت بألم و حاولت التحرر من تحت قبضتي لأدفع ذقنها بعصبية و مددت يدي حيث تُخفي غرضاً ما

"لصة ؟"

شخرت ساخراً و إستقمت مُبتعداً عن جسدها بينما أقلب علبة الدواء بين أناملي بإستغراب

لا أذكر وجود هذا النوع من الأدوية بمكتبي

"أعطني هذه "

لم ألحظ وقوفها سوى حين إقتربت محاولة سحب تلك العلبة من يدي لأُخفيها بسرعة خلف ظهري

"قلت أعطني العُلبة "

صرخت لأرمش بصدمة حينما فعلت ذلك و كأنها تأمرني... و أكثر ما أكرهه أنا هو أن يأمرني أحدهم

تراجعت بظهري إلى الخلف حتى وصلت إلى جانب مكتبي لأرفع سماعة الهاتف أطلب الأمن، و عيناي لم تبتعدا عن خاصتها أنتظر أن تترجاني بأن لا أفعل و تعتذر لي ثم تهرب من المكتب لكنها خيبت ظنوني حينما إقتربت مني بعدما وضعت السماعة و حاولت سحب الدواء مني مرة أخري

"رجاءً، أنا أريده"

تمسكت بملابسي بينما تهمس بضعف، تعتقد بأنني قد أضعف لأعينها الدامعة لكن هذه ليست إلا دموع مزيفه لـسارقة تريد عطفي عليها

إقتحم رجال الأمن مكتبي على عجل و إنحنوا لي فـأشرت لهم بعيناي على تلك المُلتصقه بي

"قوموا بتسليمها للشرطة"

لصة مثلها لا تستحق سوى السجن... كي تتعلم أنه لا يجب أن تعبث بأغراض جونغ إن

و لتفكر مليون مرة قبل الإقدام على خطوة مثل سرقتي

~~~~~~~~~~

جونغ إن ألقى العُلبة بـدرج المكتب ثم علّق المعطف الأبيض ليسحب أغراضه و خرج من المشفي ليقود سيارته حتى وصل إلى منزله

إبتسم ببراءة مُزيفة حين لمح والدته تقف أمام باب المنزل بينما تتحدث مع إبن عمته الأكبر

"صدقيني أمي، العمل هو السبب"

إحتضنها من الجانب فـربتت علي ذراعه ليطبع قُبلة طويلة على وجنتها

"يمكنك الدخول حتى أستحم... لن أستغرق الكثير من الوقت"

وجّه حديثه إلى بيكهيون

" شكراً لك، لكن كيم سيهون و كيم تشانيول بالسيارة... سوف أنتظر معهما و أتمني أن لا تتأخر"

بيكهيون كـعادته تحدث برسمية ليقلب جونغ إن عينيه بملل و إتجه إلى الداخل حينما رأي بيكهيون ينحني إلى والدته كي يغادر

" أين السيد كيم جونغ إن ؟ "

سيهون هسهس بحقد بمجرد أن صعد بيكهيون إلى السيارة فـرمقه بيكهيون من المرآة الأمامية ببرود ثم نظر إلى الخارج مُتجاهلاً الرد

"سيهون، لا نريد مشاكل... على الأقل اليوم "

بعد مرور دقائق، تشانيول إلتفت بجذعه مُحذراً سيهون و قبل أن يتحدث الآخر فُتح باب السيارة و صعد جونغ إن ليجلس بجانب الأصغر الذي إلتفت ينظر إلى ما وراء النافذة

"عذراً على التأخير أبناء العم لكن لا تقلقوا جدتي لن تغضب بما أنني سبب التأخير "

" تشانيول"

سيهون نادى على من يجلس أمامه خلف المقود و خلف نداء إسمه جملة طويلة فهم الجميع مغزاها 'إنظر من يبدأ المشاكل'

بيكهيون تنهد و أغلق عينيه بينما تشانيول أدار مُحرك السيارة ليبتلع سيهون غصته و عاد ينظر إلى ما خلف النافذه بينما يمنع نفسه عن البكاء

يكره حينما يتلقي التجاهل منهم خاصة و إن كان جونغ إن السبب

"أوووه صحيح،  أنتم لستم أبناء العم و إنما أبناء العمات... أعتذر لكن بسبب لقب كيم الذي يحمله كلاً منكم أحياناً تختلط الأمور عليّ"

بعبوس مزيف إعتذر جونغ إن و إبتسم بإنتصار حينما رأى قبضة سيهون تُضَم بقوة حتى هربت الدماء منها

"يبدو أننا وصلنا بالموعد "

تحدث تشانيول براحه بينما ينظر من المرآة الجانبية حيث سيارات العائلة التي تأتي خلفهم

و إبتسامة جونغ إن الخبيثه أخذت تتسع بينما يُطرقع أصابعه إستعداداً للمرح

To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top