محفور في القلب

---

في إنعكاس تلك الأعين العسلية التي تفتقر إلى حلاوة العسل في أيامها تجد كوبًا من القهوة الساخنة ينتظر من رفيقه أن يتناوله

تُناظِر ذلك الكوب الذي تعمدت أن لا تضع السكر به هي تقيم إضرابًا عن كل ما هو حلو في حياتها فلا حلاوة تضيفها إلى حياتها بدونه
هو السكر الوحيد الذي كان يتوسط أيامها و مع مغادرته لا يوجد للحلاوة طعم

ترى الأربع أشهر المريرة الفائتة في ذلك الكوب نقي اللَّون و لذيذ الرائحة،لم تتحدث معه طوال تلك الأيام السابقة و لم تعطيه جوابًا تعاتبه في عقلها بلا كللٍ أو ملل

لا تكُف مخيلتها الواسعة عن رسم الأحداث السيئة و المصباح الذي ينير حياتها نسيته مغلفًا على ظهره و إنطفأ نوره مع مغادرته

في الآونة الأخيرة بدأت تستشعر مدى الفراغ الذي في داخلها و كم أن سعادتها معلقة عليه هو الذي إعتقدت أن الذي يربط قلبها به مجرد مشاعر صغيرة سوف تغادرها مع الأيام

إلا أن الأيام غادرتها و مشاعرها غدرت بأوهامها تثبت وجودها و قلبها المشتاق له في كل ليلة جعل من عقلها مجبرًا على سلوك طريق آخر في التفكير

لما ليس هو من يعاتبها؟
يعاتبها هي التي وضعت حدودًا لمشاعرهما بفضل أوهام كاذبة بقيت تخنق عقلها لم تدرك سوى مؤخرًا ما يوجد خلف سراب تلك الأوهام؛وهي مشاعرها الحقيقية

ذلك الحب الذي تختزنه في داخلها لأجله هو
الذي تكفل في أن يكون شمس سعادتها في كل يومٍ ماطر و أن يكون نجمها الساطع في كل ليلة معتمة و أن يكون كوب قهوتها اللذيذ في كل يوم عصيب

لم يتراجع عن الإعتراف في حبه لها قبل مفارقته لها لم يتخوف من المستقبل و تعهد أن يتحدى الظروف كي يصل لها مجددًا بعد أن يغيب في سبيل حلمه

أخرجت هاتفها و دخلت إحدى مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن تنقر على حسابه ترسل له رسالة
« الجو ماطر اليوم »

أغلقت هاتفها و خرجت من المقهى بعد أن تركت كوب القهوة على حاله خلفها، يكفيها إضافة المر على حياتها و حان الوقت لأن تشعل قنديلها لوحدها كي تستطيع الوصول إلى هدفها

« أينَ كنتِ يا فتاة؟ »
تساءلت صاحبة الخصال القصيرة كحلية اللَّون نحو من جلست جوارها

« ذهبتُ خارجًا لإستنشاق بعض الهواء »
أنهت حديثها بإلتفاتها نحو صديقتها الوحيدة في هذه الجامعة و التي بدى على ملامحها الحماس

« لم تبدين متحمسة بهذا الشكل المفاجئ! »

صفقت الأخرى يديها بحماس قبل أن تبدأ بأرجحة قدميها في الهواء مردفة
« خمني من الذي قد طلب مني المواعدة! »

« بالطبع ليس مارك »
سخرت يونا قبل أن تنتفض يفزع من صراخ صديقتها

« بل هو من فعل! »

بقيت يونا تحت تأثير الصدمة قبل أن تبتسم بفرح من أجل صديقتها لتحتضنها الأخرى و هي تتذمر عن مدى إعجابها بذلك الوسيم

بالرغم من أن السعادة تملؤها من الخارج إلا أن الغيرة تمزق قلبها من الداخل تتمنى لو أن مارك كاي و لو أنها مكان صديقتها
لقد إشتاقت إليه و بشدة!

بعد أن خاضت كلتاهما العديد من الأحاديث بدأت محاضرتهم التالية و خلال تلك المحاضرة المملة شهدت صديقتها ريوجين تتلفت كثيرًا نحو النافذة و حين إلتفتت ترى ما يشغلها وجدته مارك

تذكرت أول موقف جمعها بكاي حين رشق الماء عن طريق الخطأ على وجهها و هي غضبت كثيرًا حينها
من الممتع أن تملك ذكريات مثل تلك

و قبل أن يغادروا المحاضرة أوقفها عميد الجامعة
« هل بإمكاني محادثتك قليلًا آنسة يونا؟ »

« بالطبع سيدي »
إنحنت له بأدب قبل أن تردف في هدوء

« قد لاحظ العديد من الأساتذة المختصين بالمواد إجتهادك الكبير في المواد و الذي يتفوق على بقيه الطلاب بشكلٍ ملحوظ لذا تود الجامعة أن تضمك إلى إمتحان ” تسريع المتفوقين “ في نهاية سنتك الأولى»

توسع جفنيها بصدمة واجهها العميد بإبتسامة لطيفة قبل أن يربت أعلى كتفها برقة
« أعلم أن الموضوع صادم قليلًا خاصة لطالبة لا تزال في سنتها الأولى إلا أن كل الفضل يعود إلى عقلك الذكي »

« بالتأكيد يسرني الإنضمام إلى ذلك الإمتحان »

غادر المدير بعد ودعها و طلب منها عدم القلق من أي شيء في حين بدأت الأخرى بالتفكير في المدى البعيد

تخطيها إمتحان تسريع الموهوبين يعني أنها سوف تنجز سنواتها الدراسية بشكلٍ أسرع من المخطط له أي أنها سوف تنهي دراساتها الجامعية خلال سنتين و نصف عوضًا عن ثلاث سنوات و نصف

دخلت غرفتها المظلمة و قررت أن تبدأ من جديد هي سوق تضع جدولًا يقيم حياتها المبعثرة من جديد سوف تبذل كل ما في وسعها كي تتخطى ذلك الإمتحان و تتمكن من إجتياز مشاكلها العاطفية أيضًا

أخرجت أوراقًا صغيرة و قلم أزرق غامق لامع و بدأت تخط كلمات تحفيزية لنفسها على كل ورقة كانت تتذكر مع كل جملة إبتسامته المشرقة و تحاول أن تصب تلك الطاقة الإيجابية التي كانت تراها تلاحق ظله في أوراقها

بالرغم من صعوبة الأمر إلا أنها حاولت أن تصنع تحفيزًا بديل لها في هذه الفترة و قد تمكنت من ذلك فهي قد ملأت تسعة و تسعين ورقة صغيرة بالحبر اللامع و الكلمات المشرقة

ألصقت كل ورقة على زاوية من زوايا مكتبها إلا أن إمتلىء بالكامل و اضطرت إلى إلصاق بعضها على حائط الغرفة و الخزانة و أعلى السرير

كادت أن تكمل تنظيم أوراقها إلا أن سمعت إشعارًا قادم من هاتفها إنتفضت بشوق لأجله

Bright star :
هل غسل المطر ذاكرتك فأنزلقتُ عليها ؟

إرتجفت أناملها و سرت القشعريرة على طول جسدها قبل أن تبرر غيابها له

Ropanzel :
ألا يستطيع الإنسان أن يحظى بوقتٍ مع نفسه بعد أن يتلقى خبرًا صادم؟

Bright star :
نقطة لصالحك

ضحكت بخفة و هي تتخيل وجهه المنزعج منها و بدأت تنقر الأحرف بإندفاع تحاول أن توصل حقيقة مشاعرها إليه ببضع كلمات

Ropanzel :
هل بإمكانك أن تعطيني تذكرة حب!
أود أن أحلق بعيدًا معك في النفس السماء

Bright star :
هل تنسخين الكلام من الانترنت!
أعلم أنكِ سيئة في حياكة الغزل

قلبت أعينها بملل من تفكيره هو لا يعلم أن بفضله أصبحت تهوى الأشعار التي لم تكن تفهم حرفًا منها سابقًا، و بعد أن غرقت في بحر الشوق تعلمت كيفية خط الكلمات الشاعرية لأجله فقط

Ropanzel :
أخبرتك أن الجو ماطر لذا الكسل يكسوني بالكاد أُراسلك حتى

Bright star :
هل أنتِ بالمنزل؟
إن كُنتِ هُناك إحرصي على لف الغطاء حولك

إبتسمت بخبث قبل أن تدغدغ معدته ببعض الفراشات المنطلقة بفضل كلاماتها

Ropanzel :
تعلم أن أجود أنواع الأغطية في هذا العالم لن يعوضني عن دفىء يديك

Bright star :
لقد ربحتي تذكرة الحب معنا يا صاحبة الغزل الرخيص

شعرت بالسعادة تغزو قلبها هو وافق أن تشاركه الحب و الإعجاب عكس ما توقعته إعتقدت أنه سوف يتخلى عنها بعد ذلك الغياب إلا أنه وفي متفوق في الإخلاص

Ropanzel :
ألا تشتاق لصاحبة الغزل الرخيص؟

Bright star :
كلا!
أنا أحلق يوميًا حولك

توسعت أعينها بصدمة بعد أن أدركت معنى حديثه

Ropanzel :
هل قمتَ للتو بتشبيهي في الغيوم!

Bright star :
ما باليد حيلة كلاكما رقيقان ~

إجابته تلك جعلتها تعجز عن خط الحروف و تستشعر الحرارة أعلى وجنتيها المتوردان بخجل و قبل أن تتدارك الوضع أمسك بها الآخر

Bright star :
إني أرى تورد وجنتيك اللَّطيف و تلك الغمازة التي تجاور إبتسامتك الشاردة

من قال أن الحب يحفر في العيون!
فحبي لك موسوم في قلبي، مهما إبتعدت عني سوف أخلص لك بحبي ~

____

أعتذر جدا جدا عن الغياب ☹️

البارت كان من زمان زمان كثير جاهز بس ما بعرف ليه كنت مترددة اني انزله فجاه حسيت بشعور سيء وما قدرت انزله وهيك اتمنى أنه فصل اليوم عجبكم لأنه ما ضل غير بارت واحد وننتهي واحتمال صغير يكونوا بارتين

أعتذر مجددا عن التاخير 🖤🖤

رأيكم!

توقعاتكم!

دمتم بخير 🖤🖤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top