مُـصـافَـحـة الغُـيـوم

مصباح القراءة معطل لذا أنقر بأناملك السحرية على النجمة لتنير لك الصفحة シ︎

زينوا الفقرات بالتعليقات 💘
سامحوني على الأخطاء الإملائية 🌞

-🍿-
قراءة ممتعة 🍻

..Kai..

تعلمت السباحة لكي لا أغرق ، و لأساعد من قد يغرق أمامي يوماً ، و السباحة لا تقتصر بالماء فقط فهناك العديد منا الذي يعرف بتفكيره أو ألامه

لذا أنا لن أنظر إلى شخص ما يفرق نفسه بالهاوية و يدفع بروحه إلى الهلاك بصمت بل سأحاول مساعدته مهما كان الثمن

الحياة جميلة
و لكن البقعة التي تقف فيها تعطينا منظراً ليس بكافي لرؤية جمالها

هذا ما يحدث مع يونا هي تغرق نفسها بالخطأ و تدفع بروحها للهلاك ، لذا أنا حاولت بكل جهدي إنقاذها من ذلك الموقف

لم أقبلها لسبب خبيث كان مقصدي هو سد ثغرها لا أكثر ، و من ثم لطالما أخبروني الفتيات بأن قبلي إدمانية لذا لا بأس قد تتردد عن فكرة إدمان التشفير تلك

لحظة!!
سحقاً ما الذي أفكر فيه بالطبع لن اريدها أن تدمن ثغري العطر و ....

« ما الذي تفعلينه ؟»
أفلتت سؤالاً من ثغري عن مشيها جواري بالطريق المعاكس لمنزلها

« أمشي »

« أوه حقاً إعتقدت بأنكِ تزحفين للحظة »
سخرت منها لتنظر لي بملل مردفة بسخرية هي الأخرى

« لا تفكر أبداً كي لا تدمر العالم »
تجاهلت سخريتها لأسألها السؤال الأهم

« أليس هذا الطريق المعاكس لمنزلك؟ »

« أجل »
« أود مرافقتك اليوم لا أريد الذهاب لمنزلي »

نطقت بما أثار صدمتي ، أعني كيف لها أن تقرر هكذا من نفسها بمرافقتي

« يا كيف لكِ هذا غير أخلاقي، عليك ب...»

« ليس كما تظن فأنا لا أود أن أجبر نفسي على أحدهم، كل مافي الأمر بأن تسليم مشروع الفيزياء بعد غد و نحن لم نتفق على شيء بعد »

نطقت بهدوء شديد معاكس لما قابلته دوماً من كلام حاد و بارد منها في العادة ، لذا ألتحفت الهدوء أنا أيضاً، و كذلك الأجواء لا تزال متوترة بيننا بعد ما حدث في الصباح

لذا اختصرت كلامي بإجابة صغيرة

« أوه صحيح »

-

وصلنا لمنزلي المتواضع منزل صغير يقطن على جبل وسط العديد من المباني و الأسواق الشعبية

لاحظت إنزعاج يونا و هي تمشي معي بسبب إكتظاظ الشوارع و طريقة كلام الناس بصراخ وسط الشارع ، لن ألومها فشخص مثلها معتاد على الأحياء الهادئة و العائلات الثرية لن يلائمها وضع الحي الخاص بنا

بعد طول عناء من صعود الدرج المؤدي لمنزلنا ، المنزل الأعلى في الحي أعلى التل تماماً يكاد يلامس الغيوم قليلاً

« هل تسكن لوحدك هنا؟ »
تساءلت بإستغراب بعد ملاحظتها هدوء المنزل لأجيبها بنبرة هادئة

« لا جدي و جدتي يشاركانني »

« أين تفضلين الجلوس ؟ »

سألتها بعد إجابتي لها لتنظر إلي بهدوء عكس برودها أو حدة نظراتها المعتادة ، الفتاة تعاني من عطب ما هدوئها هذا غريب و مثير للشك

« أي مكان لا يكون خانق »

« رائع ، سأريكِ مكاني المفضل في هذا المنزل حتى إنني أحياناً أنام هناك من شدة محبتي للمكان »

أجبتها بحماس في حين سحبت يدها نحو وجهتي ، البعض يراه سطح منزل عادي و لكن بالنسبة لي هو أكثر من ذلك هو الشاهد على فرحتي و إنكساراتي هذا المكان هو الأفضل

تستطيع رؤية الغيوم الصافية منه و من شده علو المنزل تظن بأنك ستلمسها بأي لحظة ، عدا عن المنظر الساحر للنجوم و القمر ليلاً

هو سطح المنزل يحوي ثلاث غرف صغيرة الحجم كثيراً مختلفة الأطوال ، الأولى تحتوي مكتبة تحمل العديد من الكتب الخاصة بي و بجدي ، الغرفة الثانية تحتوي سريراً في حال قررت النوم هنا ، و الثالثة تحتوي بعض الأثاث القديم

« تادا »

صرخت بحماس و أنا رافع يداي للأعلى و لكن هي كانت هادئة ، لم تعطي أي رد فعل سوى تلألأ أعينها الذي شع بقوة وسط عتمة ملامح وجهها

قليلاً قليلاً
لتبدأ بالتقدم لتفتح ثغرها ببسمة نقية و صافية تماماً كنقاء الغيوم في هذا اليوم

« أخيراً آتى اليوم الذي أصافح فيه الغيوم »
أردفت بهدوء يعتليه الدهشة تنظر نحو الأعلى للغيوم لأناظرها بإستغراب متسائلاً

« تصافحين الغيوم؟ »

« أجل ، لطالما حلمت أن أصافح الغيوم في مكان هادىء كهذا في يوم تكون السماء صافية فيه »

أجابت بإبتسامة لأصمت مفكراً بماذا لو حققت لها هذه الأمنية ؟

أعني أنظروا إلى شدة بساطة هذه الأمنية حتى أمنياتها نقية عكس ما يحيطها من جشع من الناس

كل ما تريده هو مصافحة الغيوم لذا لا بأس ، سأدعها تصافح الغيوم اليوم لعلها تغير زاوية منظورها للحياة ، لعلها تجعل من السعادة مسحوقاً سهل التفشي بداخلها

جثيت على ركبتي معطياً إياها ضهري
« إصعدي »

« ماذا »
أردفت بصدمة في حين أجبتها بهدوء ممثلاً دور الأمير النبيل

« سأجعلك تصافحين الغيوم أليست هذه أمنيتك؟ »

« أجل و لكن ألم تقل بأن وزني ثقيل يوم الحفل »
أجابتني بغضب طفولي لألتفت برأسي للخلف أناظرها و أبدأ بتصنع القوة أمامها

« يا لقد كنت امزح و إن كنتِ ثقيلة أنا قوي كفاية لأحملك و أحمل ضعف حجمك الصغير هذا »

تلك الإبتسامة الخبيثة مرعبة بحق!!
لم يمر دقائق على قولي بان ابتسامتها نقية

تقدمت لي بابتسامتها الخبيثة مديراً رأسي نحو الأمام في حين ثبتت يداها على كتفي تمسده لتفح كلماتها بخبث في أذني قبل أن تريح أقدامها على أكتافي

« لا تكن واثقاً فالعين تخدع فما سيحط على كتفيك أثقل مما تراه أعينك»

نعم يا عزيزتي العين تخدع
فأنتِ أثقل مما يظهره مظهرك الصغير ذلك
و أنا أضعف مما أظهره من قوة بوقوفي صامداً مثبتاً إياكي على كتفاي بإحكام

« كيف لحبة فستق مثلك بأن تحمل كل هذا الثقل »

تذمرت بصراخ مازح مغيظ الأخرى باللقب الجديد الذي كان أيضاً من نصيبها لتهاجمني بقبضتها التي حطت على رأسي تلكمه بتذمر

« لستُ حبة فستق يا رأس الفستق »

« أنظري هذا السطح يتكون من ثلاث بقع مختلفة الإرتفاع سأبدأ بالدوران هنا لأقفز على الأولى ثم الثانية و ثم الثالثة و أخر و جهة ستكون سطح مشتل الأزهار المجاور للمنزل في هذا الحين ستصافحين الغيوم و توصلين سلامي لهم و لا تنسي أخذ صورة و توقيع »

شرحت لها مبدأ رحلتنا لتسارع بإلتقاط هاتفي الذي مددته لها نهاية كلامي لأخذ صورة تذكارية ، فبالنسبة لي من المهم توثيق هذه اللحظات و لو بصورة عكس تلك الأخرى المهتمة بالغيوم فقط لا غير

« هل أنتِ جاهزة؟ »
سألتها بصراخ متحمس لتقابلني بالمثل

« أجل »

« هيا»

صرخ كلانا بحماس لأبدأ بالركض حول السطح بأكمله في حين رفعت يديها لتلامس الغيوم بها ، كانت ضحكاتها تعلو و سرعتي تزداد و كأني المحرك و ضحكاتها البنزين

كان صدى صرخاتها السعيدة ينتشر مع كل قفزة لي و كأن الطبيعة قررت مشاركتنا الفرحة حين ارتد صدى صراخها لأذناي

قمت بعمل ثلاث جولات بها من البقعة الأعلى إلى الأكثر علواً إلى الشاهق علوها ، تعبت من القفز بها و هي عليكى أكتافي لذا قررت إنهاء هذه الجولة بحط أقدامي على سطح مشتل الأزهار

« كاي إنتبه »

و لكن قُلبت الصرخات المرحة إلى أخرى خائفة ، في حين تمسكت بي بقوة

نصيحة لكل من يتابعنا
لا تقفزوا على السطوح المصنوعة من القش أبداً لكي لا تنتهي جولتكم كخاصتي ~

....

تادا

بارت طويل نوعاً ما يعوض عن التأخير

لطيف خفيف 💕

رأيكم ؟؟

أعجبتكم فكرة مصافحة الغيوم ؟؟ ✨

دمتم بخير 🖤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top