• جموحُ المشَاعِر | THE END •
восемнадцать - Конец
Eighteen - The End
استنفذتُ نِصفَ عُمُري
أفهمُ مَا تَرمِي بهِ كَلِماتُك
وَنصفهُ الثّانِي ضَاع
بَعدما آمنتُ بِه ، أَذعنتُ لترَاتيل صَوتك
حِينما تلفظتِ بالجمُوحِ عَلَى شَاكلةِ مَشاعرَ فارّة
و هاربةً مِن حِصارِ فَاهِك
مُنقَلبةً عَلى حَاكمٍ يقبعُ خلفَ أَسّوَار أَضلُعِك
لَكن أينَ كنتُ أنا مِن بينَ هَذا كُلّه ڤَالِيري ؟
______________
.
.
هي كانت تلقي أغراضها من الخزانة بسخط ،
أساخطة من نفسها هي أم من تلكَ الفوضى التي حدثت سابقًا داخل القاعة ؟
لا تنكر بأنها سعيدة لأجل اجتماعِ اثنين تحتَ مسمى الحب لكنه بدا محرمًا جدًا عليها ، لماذا ؟
اللّه أعلم ..
بدلًا من ترتيب الملابس داخلَ الحقيبة هي قد صنعت إعصارًا ووزعتها على الأرجاء
جلست مرهقة من هذا المجهودِ البسيطِ لكن المستنزف لدواخلها ، ضمّت ساقيها إليها تحدّق بالفراغ مع أنفاسٍ فارّة بامتعاض شديد
تسلل لمسامعها صوتُ انفتاح الباب و لم يكن الوقتُ مناسبًا حتمًا لكي يدلفَ إلى هنا
أسينظر لوجهها الغاضب المحمر أم لدلائل الغضبِ التي لا يمكن أن تخفيها بهذه السّرعة ؟
زفرت براحة فلم يكن إلا كيونغسو
" أعتذر عن دخولي بهذه الطريقة إلى غرفتكِ لكني شعرتُ بالقلقِ عليك
ركضتِ بعيدًا بينما كنا جميعًا نتسامرُ في الممر "
" متى ستبرمج الباب على بصمة عيني ؟ ضجرتُ من اقتحام غرفتي المستمرّ هذا "
صاحت ثم ركلت أحدَ أقمصتها الساقطة على الأرض
هو حاول الاقتراب منها حذرًا
"آسف ، أنتِ لستِ بخير ؟"
" لا أستطيع الكذب وقول لا "
" إذًا اهدأي ودعيني أعلم ما بك "
قالَ يشير لها على السرير كي تجلسَ وتخمدَ القليل من أوارها
فعلت ثم زفرت للمرةِ الألف عسى أن تستريحَ قليلًا من الداخل
" ماذا هناك ؟"
سأل بنبرته الدافئة كي تشعر بالراحةِ تلقائيًا ملتفةً نحوه
" لأقول الصدق ..
أنا لا أشعر بالانتماء إليكم
مهما حاولت أنا لا أستطيع الانخراطَ في ما يخصكم
ربما بسبب فارق السن ، لا أعرف
أنا فقط وحيدة جدًا هنا "
قالت ثم جعلت تعبث بأصابعها مع عضّها لشفتها تتساءل إن نالت كذبتها على شرفِ تصديقه
" أتفهمك ، دومًا ما أشعر بكِ بعيدةً عنّا
لكن ما لحل برأيك ؟ أو ربما عليكِ الانتظار قليلًا فقط بعد "
قالَ ثم أخفضَ بصره ، شدت على طرفَ قميصه تستقطبُ انتباهه إليها
" قليلًا فقط بعد ؟"
" كما ترين أن الجوكر بيكهيون قد أعطانا فترة إجازة طويلة ، ابتداءً بحفل زفاف سولار وكاي حتى السفر جميعًا إلى هاواي ثم بضعة أسابيع أخرى فارغة من المهام "
رمشت بانتظار أن يكمل المزيد
" لا أعرف لمَ اقول لكِ هذا ولا أجدُ مبررًا لبوحي بشيء كهذا لكن ڤاليري ، مهمتنا التالية ستكون الأخيرة .."
تفرّقت شفتيها ولم تطرف عينيها لفترةٍ بعدمِ تصديق لما يقوله كيونغسو لها
" كيف ؟ .."
" أجل لأن لكلّ شخصٍ منا أهدافه التي كان ينوي من البداية الوصول إليها ، حققنا الكثير وجازفنا وتعبنا كثيرًا لذا نحنُ استحققنا هذه الاجازة ، عليكِ الاستمتاع بها جيدًا وتجاهلي الأمور التي لا تروق لكِ فينا ، ما رأيكِ بشراء آلة تصوير والاحتفاظ بكل ما أعجبكِ هناك ثم تجميعه في ألبوم لطيف ؟"
هو أعطاها فكرة جميلة بحق لكنها مازالت عالقة في النقطة السابقة ، ما لذي يعنيه بأنها ستكون المهمة الأخيرة وأن لكل واحدٍ هدفه إذًا ألا يعني ذلكَ تفرقهم في النهاية ؟
" وأنا ...
أنا ليس لي هدف
ليس لي شيء واضح
أنا ضائعة معلمي هذا مخيف "
ارتعشت فأمسكَ بكفيها لعلها تهدأ قليلًا
هي حتمًا لا تعرف الجزء الحقيقي المخيف من انتهاء كلّ قصّة الجوكر الاسطورية هذه مع مهتمته الأخيرة
كما لو أن شعورَ النهاية القاتم قد تلبسَ جسدها بالفعل دون أي حولٍ أو قوة
" لا بأس ..
سنبحث عن هدفٍ ما معًا "
" كيف سأعيش بعدها ؟ أنا بالفعل فقدتُ بصيرتي ومشاعري ، لا أجدني في هذا الواقع أعيش إلا على كوني عضوةً في العصابة لكن وبعد انتهاء كل هذا أين سأكون يا ترى ؟"
ابتسم بحزن ، يتفهمها بصدق ويعلمُ سوء الفراغ الذي تشعر به لأنها بالفعل وحيدة
" هل هذا يعني بأنه ستنتهي مهمته بالاعتناء بي ؟"
سألت نفسها بخفوتٍ كان كصدى يصدح في مسامعه ، لم يستطع اجابتها بشيء فهو لا يجيدُ الكذب أبدًا
" ألستِ سعيدة لأجل كاي وسولار ؟"
قال بقصدِ تغيير الجو لكنه فقط زادها غمّا على غمّها ، تراكمَت الأمور مما أغبشَ رؤيتها
" لأقول الحق..
لا .."
وقد لاحظَ أن هناكَ دمعةٌ تستحي الهبوطَ من جفنها ..
" لماذا ؟"
" لأنني ...
لأنني أشعر بالغيرة "
استغربَ ردها حتى حلّقَ حاجبيه بعيدًا كما رمشَ لمراتٍ عديدة ، بحق الإله لمَ تغار من شيء كهذا ؟ هي ما زالت صغيرةً والحياةُ أمامها والزواجُ ما زال في طريقها
" لأنه لا وجودَ للحب في حياتي
لا يمكنني تخيل نفسي في هذا الموقف ولا بهذه السّعادةِ بقربِ من أحبه لأنه توعّد بالعيشِ معي مدى الحياة ، لم أكن أحلم بذلكَ يومًا لأنني لم أتعشم في الحب ، و أظنه أضحى أبعدَ فأبعدَ مؤخرًا.."
ما لذي عنته بنهاية جملتها هذه يا ترى ؟
________________________
عندما يشعر أحدهم بالضيق ، فمن الطبيعي أن يخرجَ لاستنشاق الهواء العليل
الذهابُ للنهر أو لحديقةٍ مشعةٍ بالأخضر
شيء شارح للصدور كهذا ، وليسَ مكانًا أكمدًا مغمورًا بالبرودةِ على طولِ السنة
السكونُ و الشحوبُ في أروقةِ أصحابِ المكان الراحلينَ لعالمٍ آخر لا علمَ لنا كافي به
زارت أخوها وتركت الزهورَ قربه مبتسمة ، لا تعرف إن كانت بحق تتمنى بقاءه على قيدِ هذه الحياة الفارهة الفانية بالنسبة لها
لربما هي تحسده بالأصح على لوذه بالفرار من وحشةٍ كالتي أُقحمت زيادةً فيها
نهضت بعدَ أن قضت وقتًا لا بأس به قربه من لم ينبس بحرفٍ واحدٍ حتى لها ، أخذت بأقدامها لتلكَ المنطقة التي شدّت فضولها من المرةِ السابقة
وقفت أمام سورِ الحجارةِ المشيدِ للأضرحة الشامخةِ خلفه ، لابد وأن عائلة مرموقةً كانت تحتوي من تحتَ الثرى الآن
فدققت ببصرها لتقرأ الإسمَ الذي أكسى جسدها قشعريرةٍ وزمهريرا
- بيون -
جميعهم يحملون هذا اللقب ، ليسَ وكأن أحدهم هو الوحيدُ الذي يحمل لقبَ بيون في هذه الأرض
لكن ولنقول الحق ، هو ليسَ من الألقابِ التي تتكرر كثيرًا لمسامعها
أثارت تلكَ القبور ذعرها فتراجعت للخلفِ مع مشاعرَ سيئة جدًا تدعوها للخروج من هنا بأسرع ما يمكن ~
_____________________
أمامَ المرآة هي كانت ماكثة تتجمّل فوقَ ماهي جميلة بالأساس ، أقل ما يقال عنها أنها حوراءُ تبرقُ كالحلي الذي يزينُ جيدها
ابتسمت برضى لاتساقِ الحجرِ الأسودِ مع لونِ فستانها الأرجواني المفصّل باحترافية على تضاريس جسدها
مع انسداله بطريقةٍ بالغة الانوثة ، قماش الشيفون كان له دورٌ كبير في تناسقِ طلتها البهية
هي زفرتْ بقلةِ حيلة ، حتى لو بدت جميلة في عيني نفسها لكن من ذا الذي قد ينبهر ويسقطُ عميقًا في محيطِ جمالها لا متناهي الأبعاد ؟
ويصبحُ مملوكًا لا تطرفُ عينيه عنها من شدّة انبهاره ووقوعه مستسلمًا لها
ليست باحثة عن لفتِ أنظار الكلّ ، فقط ستكتفي لو أجمعت كلّ أفكاره الحرّة والمنطلقة بلا قيود عليها
لكن ذلكَ حلمٌ لا تطوله يدها حتى ، ولا عينيها التي تنكسرُ خجلًا كلما استدركت عُمقَ عينيه
لا أحدَ يعلم عن أفكارها هذه شيئًا ، ولا هي حتى
لكنها متأكدة بأن كل شيء يسير بتلقائية دون تدخل منها
لأنها لو تدخلت فهي ستعكس سير كلّ شيء
ابتداءً من مشاعر المراهقة التي تطلبُ جل الاهتمام وانتهاءً بمشاعرِ أنثى راغبة بالاستحواذ
تأففت تلقي فرشاةَ أحمر الخدود ثم هزت رأسها يمينًا وشمالًا ببطءٍ عسى أن تغيبَ تلكَ الأفكارُ بعيدًا كغيابِ شمسِ هذا اليوم
~
بالطبع وكما هو متوقع ، لم يكن الجوكر - أكحل - الشّعر متفرغًا حتى ليرى كيف تبدو هي
مجهودها قد ضاعَ هباءً ، وحتى لو تسنّت له فرصةٌ لمقابلتها هو لن ينشغلَ بها وحدها
بشكلٍ ما يبدو كما لو أن اليومَ هو يومه ، كان مرتبكًا جدًا بينما يطلّ على كل شيء بعينيه ويتأكد من سيرانِ كل شيء حسبَ تخطيطَه
لكن لننظر للنواحي الإجابية من الأمر فهذه هي مرتها الأولى لحضورِ حفل زفاف بهذه الفخامة
كل شيء كان باهرًا جدًا ونقيًا بطريقةً تألفها القلب ، كان هناكَ الكثير من الورودِ البيضاء المزينة للسقف والمنسدلةِ بنعومةٍ على الجوانبِ ، إضافةً إلى فخامة الأقمشةَ المستخدمة في تزيين طاولات الحضور ، وتلكَ الثرياتُ الكرستالية الضخمة في الأعلى
تبرق وتبرق دون كلل أو ملل حتى لا تملّ عينيكَ منها ، هناكَ قدرٌ من الباقاتِ القرمزية المتوزعةِ كذلكَ هنا وهناك ، لم يخيّل لها يومًا أن للجوكر ذوق كهذا بعد كلّ الجنونِ الذي رأته في ملابسه وحاجياته
لم تمتلأ القاعةُ بالحضور بعد ، فشعرت بأحدهم ينكز كتفها فلتفّت إليه سريعًا وقد كان صاحبُ ابتسامةِ القلبِ اللطيفة كيونغسو
" كدتُ أن لا أتعرف عليكِ
حتمًا شككتُ في هويتك "
فقهقهت بخفةٍ " لا تبالغ أرجوك"
" حتمًا لا أبالغ ، أنا منبهر !"
قالها لتغطي وجهها خجلًا ثم هو فجأة قد سحبَ يدها ليجعلها تطوّق ذراعه بينما يقودها للبابِ المؤدي إلى القاعة المجاورة
هنا حيثُ تحصلُ الزّفة ، أما القاعةُ السابقة منذ قليل كانت لوقت احتفالِ ما بعدِ عقد القران
" ينبغي علينا ان نترأس المقدمة "
قال ثم أخذها معه لكنها لم تستجب له وتراجعت للخلفِ فجأة ، هي لم ترد ترأس المقدمة
لم يرقها ذلكَ كثيرًا لا تعرف كيف ستكونُ ردة فعلها على الأمر بعدَ انقباضِ قلبها في ذلكَ اليوم
" لا أريد ..لا بأس اجلس أنتَ هناك "
اخبرته بينما ترجع هي للصفِ الثالث ما بعد المقدمة لكن لم يكن كيونغسو ليتركها مع هذا بل إحتل المساحة قربها بكل بساطة
" حتمًا أنتَ لطيف "
علّقت على فعلته وهو قد راقه ذلكَ حتى لم يستطع كبتَ ابتسامته الشاسعة ، بدأ الحضور بملأ القاعة و جميع الأوجه كانت مبهمةً لها لربما هم أقرباءُ العروسين
ومجددًا بثقت لها فكرةٌ أغرقت فرحتها القليلة الذي تكونت تبعًا للأجواء الشارحة للصدر ، لو تزوجت هي من الذي سيحضر زفافها ؟ هي حتى ليسَ لديها أقرباء تفخر بهم وليس لديها أصدقاء
فكرت بحياتها البائسة وبأحلامها عديمة الوجود وهكذا قد أخذتها بعيدًا هذه الأفكار عن كل السعادةِ المحيطة هنا
حتى تفشي صوت موسيقى الأرغن العالية والتي تعلن عن اقترابِ زفّة العروس ، يا للأسف هي حتى لم تكن معها في الغرفة تمتدح جمالها أو تهدها عباراتٍ جميلة لها كعروس
شعرت بالخزي من نفسها فهكذا تراكمت المشاعر السيئة أكثر فأكثر فوقَ ترائبها ، زفرت عميقًا وقررت جلبَ الابتسامة لفاهها لأنها بالغت في توديعها لفترةٍ طويلة هكذا
كان كيم كاي مهندمًا جدًا في المقدمة وهو حتمًا مرتبك بجنون لكن الجوكر ورفيقيه الآخرين يقومون بدعمه من بعيد ، عسى أن يقف بثباتٍ كي لا يحرج عروسه منه لاحقًا
" ياه ..ألهذه الدرجة أنتَ سعيد ؟"
نطقت ساخرة بينما تخونها عينيها في رمقِ بيكهيونِ السعيدِ جدًا وهو يدعمُ صديقه من بعيد
" واه انظروا إليها
انها جميلة جدًا .."
همساتُ الحضور قد ملأت المكان لتلتف ڤاليري فيفغر فاهها من الدهشةِ على جمالِ سولار تلك التي تخضب خصلها بلونِ بذور الكستناء مع زهور الزنبق البيضاء والمجوف قلبها بالزهري في باقةٍ تمسكها بإحكام
تجبركَ على التفوه بـ " أحسدُ كيم كاي عليكِ "
أجل ذلكَ ما قد صدرَ من ڤاليري سهوةً فقهقه كيونغسو من خلفها ، الآن فقط امتلأ ثغرها بالابتسامة حتى مرورِ العروس على طول الطريقِ الحافلِ بأمطار من الزهور
وصلت أخيرًا لزوجها من غطى وجهه يقفز في مكانه بطريقةٍ محرجة كما لو أن النصائح لم تفد فيه ابدًا
اعذروه فهو مدهوشٌ من جمالِ من سيشاركها العمر كلّه ، يحق له ذلكَ لكن لا يحق لبيكهيون أن يقاطع مدى بصره فجأة مع ڤاليري التي لم يسأل عنها منذ أن حضرت إلى هنا
ربما لأن الفرصةَ لم تسنح له برؤيتها حتى فقد بدا شاردًا قليلًا كما شردت هي للحظاتٍ مستغربةً حدثَ النظراتِ المتبادلة المفاجئ هذا
ارتبكت ولم تبادله حتى الابتسامة والتلويحة التي أشهرها لها بل أدارت وجهها لحيثُ يتحدث القس هناكَ بالمقدمة
~
بعدَ أن قبّل هو عروسه كان قد هاجَ الكل يصفق بشدة خصوصًا ذلكَ الذي يشعرُ بالأبوةِ نحو كيم كاي
هذا كان مثيرًا للسخرية جدًا بنظرها لكن لم يغير ذلكَ من الابتسامةِ التي ملأت وجهها إثر سعادةِ هذه اللحظة
~~~~~~
" ڤاليري "
نادا كيونغسو على من تجلس قربه بالأساس ، قبال طاولة تحتوي على أصنافٍ من المقبلات التي لم تضع حتى شيئًا واحدًا منها في فاهها
" هل أنتِ مرهقة أو شيء كهذا ؟ تبدين بلا أي حيوية "
قال لتبتسمَ له ثم تأخذ مما في الصّحن بهدوء
" لا أنا بخير.."
" حقًا ؟"
ابتسمت له من جديد مع إشارةِ رأسها بلا ، هذا كان غريبًا جدًا له حدّ تعاقدِ حاجبيه
" الفضول يتملّكني كلّي معلم كيونغ "
" ماذا ؟ إسألي ؟"
الكلّ كان يحتفل راقصًا على الأغاني كالعروسين اللذانِ فقدا صوابها على الألحانِ الصاخبةِ في الأرجاء
من الغريب أن لا تشارك واحدةٌ بعمرها في جنونٍ كهذا
وبالطبع كان عليهما أن يرفعا أصواتهما كي يسمعا بعضهما البعض
" لماذا السيد بيون لا يؤمن بالحب ؟"
" من قال ذلك ..هو بتأكيد يؤمن به ألا ترينَ تعابيره هذا اليوم ! "
" يؤمن به لكن لا يتمناه لنفسه أبدًا ؟"
" هو فقط لا يريدُ أن يكون في علاقةٍ مرةً أخرى .."
قال ثم أسكتَ نفسه مع عينين جاحظة جعلتها تدركُ أنه نطقَ شيئًا لم يفترض به قوله ، وهناكَ تتمه سرية له
" علاقةٌ مرة أخرى ؟ أسبقَ له أن كان في علاقةٍ مع إحداهن ؟"
لم يجبها ولم تتركه هو في شأنه بل كررت السّؤال مع هزها لكتفه
" لا أعرف اسأليه !"
" قد يسخط في وجهي كذلك اليوم الذي سألته فيه عن يده اليسرى "
" بجدية هل فعلتِ ذلك ؟"
سألها يرمش بذهول على خطأها الفادح هذا ، استغربت ردة فعله فاستطردت مباشرةً
" أجل ، لماذا لا يحق لي سؤاله عن أي شيء ؟
لماذا هو يعلم كل شيء عني ، كل سرٍ صغير كل تفصيله لكنه لا يحق لي معرفة حتى القليل عنه ! أليسَ من حقي أن أشعرَ بالنفور الذي أشعر به تجاهكم معلمي ؟"
سألت بنبرٍ مهزوز قد جعله يسكنُ تمامًا مع هبوطِ أنظاره للأسفل
أقل ما يمكنه قوله عنها أنها محقة..
" ڤاليري لا تخبريه أبدًا بذلكَ حسنًا ولا تجلبي له سيرة هذا الأمر أبدًا "
أشهر سبابته ينبهها على أن لا ترتكب هذا الخطأ أبدًا مهما أجبرتها الظروفُ على ذلك
أومأت له وقد شدّته كلماته للاستماع إلى كل حرفٍ سيقوله ، أشارَ لها بالاقتراب كي يهمسَ قربَ أذنها
" في الماضي حدث شيء مؤسف جدًا لبيكهيون ، شيء قد غيره تمامًا وجعله بائسًا جدًا ومحتاجًا لمن يكون بقربه ، هي كانت حبيبته حتى قبلَ الكارثة التي هطلت عليه ، لكن وبمجرد أن أصبحَ مثيرًا للشفقةِ بنظرها هي قد تركته بالرغم من توعده لها بالزواج ، كسرت قلبه لأشلاء وألقته شظايا صعُبَ جدًا لملمتها ، كان ذلكَ آخر ما ينقصه كي ينهار تمامًا كما انهار الـ....الشخصيةُ التي ترينها حاليًا هي نتاج كل ما جرى له سابقًا ، لكن اليوم انظري له هو كيف يبتسم وأنا حتمًا لم أراه يبتسم هكذا من أعماقه منذ ذلك الوقت "
عرفت بأن كمّ المعلومات التي نطقَ بها جليل حيثُ لا تتواجد فرصة واحدة لإعطائها أي تفصيله صغيرة إضافية
بالرغم من أنه زادها فضولًا ليسَ إلا
بالطبع ، وراء كل شيء سبب معين
ترى ما لكارثة التي جرت في حياته والتي جعلته يفكّر بشيء مجنون كأن يتمثّل شخصية الجوكر التي هو عليها الآن ؟
لم تسأل كيونغسو مجددًا بل ظلت تنظر له وهو يرقص بجنون مع الآخرين ، هو توقف لكي يلفظَ أنفاسه وليته لم يفعل لأنه قد لاحظَ كليهما من يجلسانِ بهدوء وسطَ هذا الصخبِ هنا
هرولَ إليهم ليجرّهم من أياديهم
" لا مجال للتراجع سترقصانِ اليوم رقصة الغريق معي هيا !"
" لا..أرجوك بيكهيون لا يمكنني ذلك "
" تبدوان كالعجائز وأنتما تجلسان بهذه الطريقة ، هيا هيا "
اتبعته هي دون أن تحاول المقاومة حتى فهو كان مصرًا بشدة على أن يشاركاه تلكَ الرقصة
حيثُ يمسكُ بأنفه ثم يرفع يده بعدها يتمايل كأنه يغرق ، كان ذلكَ مضحكًا جدًا لها
أشارَ لها كي تقلّده فحاولت مع خجلٍ مفرط قد تملكها
ذلكَ قد أضحكه بشدة حتى صفًق كطفلٍ صغير ، لا تستطيع أبدًا انكار تأثير موجة بهجته تلكَ عليها
لقد أبدلَ كل ما تراكمَ في ثانية وأختها ، كيفَ قد جعلها تضحكُ معه وتقلّد رقصاته البلهاء هذه دون أي حيلةٍ منها
لا يمكن أن يمضي هذا اليوم ، دون أن تخبره بذلك
دون أن تخبره بكم هو مؤثرٌ جدًا بالنسبة لها
وبعد الذي رواه كيونغسو
هو قد جعلها تنظرُ له بشموخٍ أكثر من السابقِ حتى
تضاءلت سرعةُ الايقاع ، واكتسحَت الأرجاء أغنية هادئة تحرّكُ أجسادَ الكل بسلاسةٍ عليها
كانت ستعودُ بكرامتها إلى حيثُ كانت تجلس لولا يده التي ثبتتها ، مع إيماءة طفيفة لم تستطع أبدًا التصدي لها
كان قربًا غريبًا جدًا لم ترتح له كما لم ترد أبدًا منه أن ينتهي ، لماذا يبدو ملمس يده على خاصرتها شيئًا مميزًا لا تستطيع وصفه حتى ؟
أو يمناه المغلفةِ كأختها التي تمسكِ بيدها بشكل محكم وكأنها ستنزلقُ إن لم يمسكها بهذه الطريقة ؟
أو تناغمُ تمايله المثالي والحريصِ وكأنها طفلته التي يعلمها الرقص لأول مرة
يحق له ذلك ، لأنه يشعر بذلك
لم يسبق لها يومًا أن رقصت مع أحدهم بهذا الشكل
أخيالها هو الرّحب أم أن كل التفاصيل الصغيرةِ تلكَ كانت تتنافسُ على انتشالِ ثباتها و العبث بوجيبِ قلبها ؟
عفوًا ، من سمحَ له بالابتسامِ بوسامةٍ هكذا ؟ كيف يجرؤ على الاتشاحِ بلونِ الاسودِ الفخمِ هذا ؟
" أحب هذه الأغنية "
هو علّق بينما يمرر عينيه هنا وهناكَ ثم يعيدها إلى وجهها ، بُلع لسانها و تناوشت الحروف فيما بعضها البعض لذا لم يصرّح لها حتى بالنطق
" ما بك ؟ تبدين شاردة "
هزت رأسها بلا تعيد أبصارها لحيث قدميها ، لماذا صوته يزيدها هبوطًا هكذا من الداخل ؟ طرحت العديد من الأسئلة داخل جوفها هذا اليوم
وفي هذه السويعةِ تحديدًا
"أوه بالمناسبة لم أتعرف عليكِ في البداية
لذا أنا بالفعل لم ألاحظك "
رفعت رأسها مباشرةً وتراءى له لمعانُ داكنتيها المتأرجحتين
" لم تتعرف علي ؟ لماذا ؟ أما كان حضوري متوقعًا أم أن ذلكَ تبرير لتجاهلكَ إياي ؟"
فجأة هي بدأت ترصّ كلماتٍ كهذه قد أجدبت الأجواء بينهما ، ربما لأن كل هذا الغيث الغدق بالمشاعر لم يرقها ، فقررت تجسيدَ السدّ المنيع وإيقافِ السيلِ عن أخذ مجراه داخلها
عقدَ حاجبيه واحتدّ بصره
" لا ، ولماذا قد أتجاهلك ؟"
" إذًا أجبني لمَ لم تتعرف علي ؟"
بالرغم من أن كيونغسو قد قال لها الشيء ذاته سابقًا ، لم يتعرف عليها بفضلِ مظهرها المختلف والأنيق جدًا كفتاةٍ من طبقةٍ مخملية لا تمدّ لڤاليري الكادحة بصلة
لكنها تود سماعَ المدحِ المرهفِ الذي يمكن أن يملأها حتى تفيضَ اليوم
" لأنكِ.."
قال ثم سكتَ محتارًا أو فاقدًا للكلمات
لقد سرِحَ فيها كما سرحت هي فيه مع توقفهما عن الانصاتِ للموسيقى
كل واحدٍ فيهما يسمع صوتًا هو أعلم به ، إما صوت وجيبه الضاربِ أو أفكاره الصارخة
انتهت الاغنية على هذا الحال..
فتركَ هو يدها فجأة كما أنزلَ كفه الأخرى بسلاسةٍ عن خاصرتها ، لم يرقها جموده المفاجئ هذا
فتراجعت هي للخلفِ محبطة منه ، هو بالفعل ينظر لها دون أن ينبسَ بحرف وكأنه يحاول فكّ أحجية نظراتها منذ قليل وما كانت ترمي إليه
احتجّت دواخلها ولم تطيق حتى الوقوفَ أمامه لفترةٍ أطول فركضت مسرعةً للخارج
اختبأت جيدًا خلفَ الشجيراتِ المحيطة بالقاعة ، هبطت نحو العشبِ القصير تقتطع منه بقسوةٍ وغيظ مع قضمها لشفتها بعنف
لماذا تبكي يا ترى ؟
أجل هي تفسح دمعها الغالي على شيء لن تستطيع أبدًا الوصولَ إليه ، مع ضمها لساقيها كجنين صغير
هي كلما ترنو إليه تجده يرتفع شاهقًا جدًا ، بعيدًا عنها كفايةً
بعيدًا تمام البعدِ عن ما تشعر به لأنه مستحيل
فأخفضت رأسها زيادةً حتى لا يتسنى لها رؤية أي شيء ، سمعت خشخشة ولم تكترث لمسببها
كان من كان ..
هو ليسَ مهمًا بعدَ الآن..
إلا لو كان هو ؟
رفعَ رأسها بيديه فسلبَ ذلك منها أنفاسها ، بجدية لم تتوقع منه أن يجدها وهو حتى لم يصدر أي صوت لخطوات تنبئ عن اتباعه لها
" ماذا هناك صغيرتي ؟ أنتِ لا تبدين على ما يرام مطلقًا ...هل ذلك بسبب آخر ما جرى لك ؟
أخبرني ؟ صدقيني سأفعل ما بوسعي لإراحتك
أي شيء تطلبينه مني ..لا يمكنني تحمل رؤية انكسار لمعانِ جوهرتي أبدًا "
" هل تراني هكذا ؟ مجرد جوهرة اقتنيتها ولا يحل لها أن تفسدَ جمالها يومًا أمام عينيك ؟ لذلك ستبذل كل ما في وسعك فقط للحفاظِ على شكلها من أجلك ؟ ألا تفكر حتى بكمّ هي متشوهة جدًا من الداخل ؟"
سألت والبريقُ يتراقص على سراطٍ أسفله هاوية قاتمة جدًا ، بريقُ عينيها على وشكِ السقوط من أرسخ نفسها
ندد صوته يهزها بشدة " ماذا ڤاليري أنا لا أفهمك ؟! ما لذي يجري معك ؟! لمَ تتحدثين بهذه الطريقة ؟"
تفشت ابتسامة متهكمةٌ على وجهها
" حقًا ؟"
أغلقَ عينيه يزفرُ بفتور
" أنا اقلق عليكِ أكثر حتى مما تظنين
كما لو أنكِ ابنتي الصغيرة ،هل تفهمين ؟"
" أنا لستُ طفلة
ولستُ ابنتكْ ، توقف !"
صدح صوتها مع دفعها إياه فخرّ للخلفِ مما تركَ لها فرصةً بالنهوض ثم الهرولة بعيدًا عنه
انفجاراتها لا حدود لها ، لكن من تظن نفسها حتى تستطيع الانفلات منه ؟
مدحها مدحًا جبارًا على مهاراتها في الرّكض والقتال قائلًا عنها أنها أنثى الفهد
لكنها لن تفوقه بكل تأكيد فهو في مستوى أعلى بكثير مما يظهره عادةً حتى
وجدت ذراعها معلقةً في الهواء بغتةً ، ثم جرّها إليه بسرعةٍ لم يستطع عقلها استيعابها
أولجها في واقع نظراته المحتدمة ، ونبره الممتعض من سلوكها المدلل والمبالغ فيه
" أخبريني الآن "
نطق من تحتِ طواحنه فشعرت به يهددها ، هي بالفعل خافت واقشعرت على إثر صوته المتغير هذا
أحقًا هو يريدُ أن يعرف ؟ يريدها أن تفرج عن ما تكبته بصعوبة جدًا هكذا ؟
ابتسمت له تدعمُ حاجبيه على الانعقادِ باستغرابٍ مجددًا
كما خطفها هو في ثانيةٍ لم تستدركها ستفعل الشّيء ذاته له
خطفت شفتيه في حينِ غفلةٍ منه بل إنها قضمت السفلى ثم ابتعدت كما أبعدت يديها عن وجهه تعود أدراجها للخلف
عيناه جاحظة جدًا والصمتُ قد كان دليلًا كافيًا على تلبسّ الصدمة وتمكنها منه كاملًا مكملًا
" أنا أعشقكَ بجنونٍ أيها الجوكر "
- The End -
.
.
.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
__________________________________
This is not the end ...
First of all ..
عليكم إبداء رأي صادق وعدم تجاهل سؤالي هذا عن رأيكم بالقصة مجملًا أو تفصيلًا
أي نقد..
أي أسلوب كتابة تفضلونه
النص في المنتصف أم على الجانب كما الآن ؟
القصة مستمرة بالمركز الأول حتى الآن أنا شاكرة بحق لذلك ♥ شاكرة لكل شخص قرأ وطبعا ما نسي يسوي ڤوت
أما اللي يعلقوا لهم مكانة خاصة 👑
الجزء الثاني رح يكون بكتاب منفصل
بنزل إشعار هنا أول ما أقرر تنزيله
طبعا هو ممكن يكون في نفس الكتاب بس لكنه مختلف نوعا ما ففضلت يكون في كتاب آخر ولا أيش رأيكم ؟
تشويقة..؟
- الموسم الثّاني بإسم -
KILL ME WITH KINDNESS |
Obsession
• استحوَاذ •
مَاذا لَو كُنتِ تحبّين رَجلًا هُو عِبارَة عَن قُنبلة مُتحرّكَة ؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top