• пять | روبن هود العَصر •

~~~~~~~~~

قلّبت ورقة اللعب ( الجوكر ) في يدها بينما تجلسُ قربَ النافذة التي تتيح لنور القمر أن يتسلل متشعبًا ظلمة هذا البيت الصغير

أمالت رأسها متسائلة ، كيف قد جرّ لها القدر شخصًا عظيمًا كهذا كان أقربَ لشخصيةٍ خيالية لا يمكن حتى تخيّل رؤيتها على أرضِ الواقع ؟

ابتسمت بينما تسهبُ عينيها في الفراغ ، تذكرت كيف كانت تستهويها المقالات المجنونة التي يحاول الإعلام بشتى الطرق إخفاءها كي لا يتزعزع الأمن

تتذكر كيف كانت تترقبُ جديده فتدخل للشبكةِ العميقة ، كي تحاول الوصول إلى تفاصيله لكن دائمًا ما ينتهي بها الأمر خارجة ، لأن الولوج في كل هذا سيجرّ بها إلى السجن في النهاية

حينها أغلقت على الأمر تمامًا ، هو كان يبدو كروبن هود العصر ، كيف يفرغُ الخزائن العملاقة في المدينة ثم تجدُ المتوسلين سعيدين بأمطارٍ من الأوراق المالية المفاجئة

هو كان عدوًا لدودًا للشرطة ، وهي تكن لها حقدًا عميق ، فالشرطةُ هي من أوقعتها في غيهب الحياة تصارع هي وشقيقها

سُلب منها والدها بفضل أفعاله الغير شريفة وهي الآن تلقى حتفها بفضله وبفضل الماكرين الذين تعامل معهم ، ولم تكن الشرطة أبدًا في صفها

لذا هي كنّت لهم هذا الحقد الدفين ، ولو بثقت لها فرصةٌ من العدم هي ستغسلها للانتقام ممن جعلوا حياتها تصبح هكذا ، والأهم حياة أخوها التي انقلبت رأسًا على عقب

بسبب ذلكَ اليوم المشؤم ، ألقت نظرةً إليه هذا النائم بسلامٍ آخيرًا

المسكنات قد أدت دورها في خفضِ أوجاعه حتى يتمكن من الغرقِ في النوم ، عساه يرتاح

تلكَ المسكنات التي جلبها لها صاحبُ البطاقة في يدها ، لكن

هو تفوه بشيء غريب ، كله على بعضه غرابةٌ محاكة بغرابةٍ أخرى ، لكنه يبدو صادقًا !

ربما كلماته مشفرة إن حللتها ستجدُ ما تبحث عنه ، ربما بالفعل يوجدُ رقمه في البطاقة لكن ربما هو كتبه بقلمٍ يتوهج في الظلام الكامل

لم تكن الغرفة مظلمةً كفاية فنور القمر يستولى على جزءً منها كما ذُكر سلفًا ، لذا خرجت وأغلقت جميع منافذ النور لترى وهجًا حقيقيًا كما خُيّل لها

دققت بصرها ثم زفرت بعمق على ما قرأت ، هناك شيء من استنزاف الصبر والرصانة في أفعاله

- SMILE -

قطعت الورقة بسخط ، هو قال أنه لن يتركها فإن كان محقًا فسيعودُ لها

أليس كذلك ؟

____________

" Hello baby girl "

وجدت شخصًا أحمر الشعر يرتدي نظارة شمسية بانعكاس ذهبي فذ اللون ، ملابسه أقل ما يقال عنها أنها مبهرجة فهي مقلمة بالكامل وبلونٍ أخضر فاقع

هي فقط ظلت تنظر له تحاول فهم ما يرتديه أو ما يبدو عليه ، أشارَ لها بالتقدم فتلفتت حولها ثم حثت قدميها نحوه

" رقمك ؟ بجدية ؟ "

" أريد أن أرى ابتسامتك هل أخطأتُ بذلك ؟"

قلبت عينيها بضجر ليزمّ هو شفتيه يدّعي الحزن مع نبرته التي أثارت غيظها

" أوه صغيرتي غاضبة مني "

" توقف !"

تراجع للخلف يرفع طرف شفتيه مع حاجبين غير مستويين بارزين من النظارة

" شرسة !"

لم تجبه بل هزت قدمها تنفثُ الضجر لأنه يستمر بالمماطلة

" يبدو أن أعصابكِ تالفة
عليكِ تهدئتها قليلًا صغيرتي
أوه صحيح ، تفضلي إلى السيارة "

أشار خلفه فأغمضت عينيها دليلًا على نفاذ الصبر ، لكن وبما أنه توقف عن التفوه بالترهات حتى لو كان ذلك لثواني معدودة ، فسيكون ذلك جيدًا جدًا من أجلها

~

كانت المسافة طويلة بحق ، هو ظل يدندن على الأغاني التي يشغلها

وهي ظلّت تراقب المباني والأشجار في الشارع كيف تجري عكسهما ، أو هما من يجريان عكس كل تلكَ الأشياء

ظلت صامتة وهو لم يكن الهدوء في قاموسه يومًا ، ولكن مع هذا ، هو فضّل عدم التجادل معها في أي شيء

هي تبدو حادةً جدًا وهو من الأدوات الحادة حذرٌ للغاية

أصبح الطريقُ خاليًا من كل شيء ، تلفتت حولها بذعر ثم وجهت بصرها إليه من كان مشغولًا بالأغنية المشغلة

" إلى أين تأخذني ؟"

" ألا يمكنكِ الصبر ؟"

" قليلًا بعد وستخرج بي من المدينة ، تراكَ تفكر بارتكاب جريمة ما في ؟"

بما أن الطريق أمامه خالي من السيارات هو قد أزاح عينيه نحوها يرمقها مستخفًا بما تقول

" حقًا ؟ ظننتكِ تعلمين عني ولو حتى القليل "

إرتبكت والتزمت الصمت ، الجوكر لا يصنع الجرائم الدامية فقط يصنع الخراب ثم يغادر ، كما فعل في الملهى ذلك اليوم

وأخيرًا قد توقفت السيارة عن المضي في طريقٍ لا تعرف له هذه المراهقة أي نهاية ، هو وجه بصره للمبنى على جانبه الأيسر ، وهي أمالت رأسها لتراه

" هذا هو ما قصدت حينما قلت ' أين يفترض بكِ أن تكوني ' لننزل ؟"

سأل بلطف فعقدت حاجبيها متسائلة ، بما أنها لم تجب عليه هو قد ترجل قبلها ثم خطى نحو بابها كي يفتحه لها

" أوبس.."

ابتسمت بنصر لأنها سبقته بفتح الباب ، الضحكُ قد اختزن في وجهه لكنه لم يفرج عنه ، لم تغظه كما ظنت أنها ستفعل

" طفلة !"

هذا ما همس به لكنه كان حتمًا مسموعًا لأذنيها

___________

تنهيدة ~

كان يا مكانٍ في زمن ما قد مضى وتركَ ما تركَ فينا ، كان لنا منزلٌ لطيف يحتوي أربعتنا بدفء وحنان

لم نكن نعلم الكثير عن الكوارث التي يضع فيها الكبار أنفسهم ، ثم يورثون نتائجها لأطفالهم

لو كانوا حذرين فحسب ، لما جرى ما جرى
لما تورط في كل هذه الديون ثم أصبح بلا أي مفر

تورط مع من يستبيحون الدماء مقابلَ مالهم ، ربما أخذته الشرطةُ بعيدًا لتورطه مع أناس يمتلكون حقًا في القانون

لكن البعض لا يحب إتباع القانون وتوكيله بمهمة أخذ حقهم ، يفضلون أن يأخذوه بأيديهم

فوقع الاختيار علينا ، أمي لم تكن موجودة وقتها
فرّت هاربة بنفسها منذُ تمادي والدي معها

كان لابدّ لها أن تعلم القليل عنا ، هي لم تفعل
ونحنُ قد تحملنا عناء كل شيء

كنا الخيار الوحيد والباقي ، أنا
أو أخي

لا أعرف كيف لكنه تبرع بنفسه من وراء ظهري ، كنتُ سأكون بائعة هوى متمرسة

لكنه فضل أن يكون الضحية علي ، أن تؤخذ من أعضاءه ردًا للدين ..

~

أغلقت جفنيها بعدَ قرارها أن تلكَ ستكون النهاية المحتومة لما سترويه ، إلا إن طرح هو أسئلة إضافية تتطلب منها المزيد من التفاصيل

ثم فتحته لترى تعابير وجهه المبهمة ، كان ساكتًا كما لو أن الأفكار تعصف بعقله

مع حزمه لحاجبيه ، عدل جلسته ثم تمثلت الجدية في محياه

" وإذًا...أعراض أخوكِ هي..
آه يا إلهي هذا فظيع "

لم تجبه ، وصفه أبسط بكثير من الحقيقة
كلمة فظيع لا تكفي حتى

" تساءلتُ عن المسكنات الكثيرة لكن ما كان ليروقكِ ذلك فاحتفظت بحيرتي لنفسي "

" من الجيد أنك لم تفعل "

" هذا الوجه الجاد يبدو حقودًا كفاية لينتقم من كل شيء "

ابتسمت ساخرة

" أصبت ، من كل شيء "

أرجع ظهره للوراء فأراح جسده على الكرسي ، لكن عينيه مازالت تحدّ النظر إليها

" ماذا عن السرقة ؟ كيف أصبحتِ بارعة بها هكذا ؟"

عبثت بأصابعها قليلًا

" كنتُ أسرق من صغري ..
لأنني تمنيت الكثير مما هو ليس لدي
لقد حُرمت من الكثير حتمًا !"

جعلَ يمشطُ خصله الحمراء للخلف صامتًا وهي لم تفهم صمته هذا الآن ، ربما يخوض جولة من الأفكار داخل عقله لذا لا يمكن له التفوه بحرف

" سولار ستكمل معك ، يجب علي الذهاب الآن "

نهضَ فجأة لتنهضَ هي مثله متفاجئة مما قال

" من سولار هذا ؟ ياه إلى أين ستذهب وتتركني هنا !"

ابتسم بخفوت

" سأترككِ في أكثر الأماكن آمانًا أؤكد لكِ على ذلك ، أما سولار فستكون تلك الإبرة المهدئة من أجلك "

لم تجبه بشيء بل تسمرت في مكانها على إثر ما رأته منه ، هو قد ولاها ظهره بكل بساطة مغادرًا

بعد كل هذه الجلبة التي افتعلها لإحضارها إلى هنا هو قد غادر بكل بساطةٍ بعد إنصاته لقصتها ؟

ما لذي جرى له حتى يكونَ بهذه الجدية يا ترى ؟

ثواني معدودة تفصل عن وجودِ سولار هنا ، هي رفعت صوتها ملوّحة مع ابتسامة جانبية وحاجبين غير مستويين

" مرحبًا أنا نجمة المجرة جيون سولار !"

قالت ثم نفضت شعرها بعدها مشت بتبخترٍ نحو فاغرة الفاه هناك ، هي توقفت قبالها مباشرةً تتأمل هذه المراهقة المذهولة

" أوه ، بيكهيون لم يستطع وصفك حتى
ماذا كان يقول ؟ جوهرة سوداء ؟ علي أن أرى الجوهرة السوداء التي رآها هو فيكِ يا جميلة "

نبهت بسبابتها

" لكنكِ لا تفوقينني جمالًا للأسف "

أطبقت الأخرى شفتيها ، لم تعرف ما عليها فعله فقط كانت متسمرة وسولار قد انشغلت بتجديد أحمر شفاهها والمرآة في يدها مفتوحة

كانت تدندن كالجوكر بالضبطِ مما جعلها تشعر أنها إصدار مختلف عنه ، فائق التوقعات مثله

أغلقت المرآة ثم تحدثت بصخب

" والآن يا جميلة أخبريني باسمك "

في الحقيقة ، الجوكر بحد ذاته لم يسألها عنه
هي استغربت أن مقابلتها الرسمية معه قد انتهت سريعًا

أو ربما ، لم تكن المقابلة الرسمية بعد !

" تشونغ ڤاليري "

" ڤاليري ...واو
جذاب "

______________

كانت صامتة برفقة الشقراء على طول الممر الهادئ والذي يحتوي مصباحًا من النيون على طول الجدار بشكلٍ أفقي ، هكذا يبدو كما لو أنها داخل فلم خيال علمي

حتى وصولهم لغرفة معينة مؤصدة الباب ، نقرت سولار على الجدار قرب الباب لتظهر شاشة ثلاثية الأبعاد فتدخل رمزًا سريًا كي يُفتح الباب بنفسه فجأة

بالطبع كانت ڤاليري مدهوشةً بشدة حد رحيل صوتها لأي مكانٍ آخر غير هنا

" قريبًا ستفتح الغرفة لكِ بكل بساطة فقط بواسطة قزحة عينيك ، تفضلي "

لم تفهم حرفًا مما نطقت به لكنها تبعتها ثم تسمّرت في مكانها تحدق بكل أرجاء هذه الغرفة الرحبة والأنيقة بكل ما يحتويها

" كانت غرفة الرئيس الجوكر سابقًا لكنه استغنى عنها ، لو لم تأتِ في هذه الأيام لكنا ألقينا جميع الأثاث بعيدًا "

ربتت على كتف فاغرة الفاه هذه ، هي تتأمل مكانًا ما كان في أحلامها حتى ، جدران رمادية ونافذة زجاجية عملاقة مع سريرٍ واسع في المنتصف

أثاث أوربي حديث داكن الألوان متجانس مع مكنونات الأسود ، رائحة عبقة في الأرجاء مع إضاءة خافتة مرخيةٌ للأذهان

" حقيقة هذا لا يشبه ذوقه ، لكن هو يفضل أن يكون مكان نومه هادئًا هكذا ، لو رأيتِ غرفة عمله السرية فكلها ألوان ستصيبك بالعمى المؤقت !"

ضحكت ڤاليري بعفوية على طرافة سولار ، تبدو سهلة المعشار وبهية الطلة

هي مذهلة جدًا بالنسبة للمراهقة الصغيرة جنبها ، تراقبُ خطوات الكبرى المتهادية مع الثقة المتشكلة في كل تعابير من تعابيرها

هي ابتسمت للصغيرة تعلم ما يختبئ خلفَ نظراتها

" ڤاليري ..لن يكون أمامكِ وقتٌ طويل للراحة
قليلًا فقط ثم سآتي لأريك ما يعني أن تكوني ضمنَ عصابة الجوكر الأحمر "

" ضمن العصابة ؟!"

نطقت متفاجأة

" ماذا ظننت إذًا ؟ ياه لمَ قد يجلبك بيكي إلى هنا إن تكوني تمتلكين المهارة الكافية للانضمام إلى فريقنا ؟"

حسنًا ، السؤال الأول

من هو بيكي ؟ هل هذا هو إسمه ؟
عقلها قد توقف عندَ تلكَ النقطة
ثم عاد للعمل من جديد عندَ أمر الانضمام للفريق

" أنا ..سأصبح
ضمنكم ؟"

سألت تتمتم مما جعلَ سولار تقهقه على مظهرها اللطيف وهي فزعة

" إن كنتِ قدر المكان الذي ستحتويه لمَ لا ؟ سأعود بعدَ ساعتين حسنًا ؟"

أدبرت خارجة وقد ظلت ڤاليري في مكانها واقفة متجمدة ، مررت عينيها على أرجاء الغرفةِ مرةً أخرى

فاتسعت ابتسامتها شيئًا فشيئًا ثم تفجرت الطفلة بداخلها لتقفز هنا وهناك ، تراها تحلم أم أن أرض الواقع قد انشقت وأخذت بها إلى حبكة مثيرة جدًا كالتي تراها في الأفلام ؟؟

___________________________

واو وانا أعدل جاتني فكرة انو القصة تصير زي سلسلة أفلام

مثلا كل كم تشابتر يصير جزء معين بإسم معين !

احتاج افكر فيها زيادة ولو لقيتها مناسبة ممكن أطبقها وبكذا يكون ثاني اضخم عمل لي هنا

او أكمل على جزء واحد واللي هو ذا ✨

قود باي ❤

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top