•двенадцать•
_________
خفت ، بعدَما أضفتكِ لخزينة ثرواتي
أن تغلقي نور جفنيكِ فوقي ، أن تبيحي لي رؤية الظلال المتراكمة من الغلّ والحزن
كان خوفي ذلكَ غريبًا ، لأنني لم أعتد على الخوف
وما كان الخوف دخيلًا في مهجتي
عرفتُ الخوف فقط حينَما أوشكتُ على إسقاطكِ من يدي هذه ..
________________
ظلّت الدهشةُ ترسمُ مخطوطاتها على وجهها حتى انتبه هو على ذلكَ مما جعلها تجفل فجأة ، أكان منيرًا بحق أم أن النور قد تجلّى من الثرية التي تتمركز فوقهما ؟
" مرحبًا بكم جميعًا سيداتي وسادتي ، أعرف أنني تأخرت لكن ها أنا قد جئت لأكتسح الحفلة بحضوري البهي "
لماذا هي تنجذب دومًا للنرجسيين أصحاب الطلة البهية والفريدة من نوعها ؟
أدارت حينها عينيها غير مكترثة بما يتفوه به هذا الذي أمامها ، لكن همس كيونغسو قد استحضر أذنها
" إنه إبن السيد بارك
الضابط بارك تشانيول "
" ضـ...ضابط ؟"
كان قد انشغل من يقابلها بتحية هذا وذاك وصنع الجو الخاص به مع صوته الأجش والمنطلق لما خلفَ الأبعاد
بالرغم من انشغاله هو قد استرقَ نظرةً سريعة للاثنين من يتهامسان بصوتٍ مرتفع ثم ادعى أن أذنه لم تلتقط شيئًا مما يقولان
" اخفضي صوتك !"
هي وللحق كانت مصدومة وعينيها المتسعة خير دليل على ذلك ، كانت مستغربة من تنافر الشيئين داخل رأسها
أبوه رجلٌ يحتل قائمة رجال الأعمال الفاسدين وابنه ضابط وله الشارة اللامعة التي تثبت ذلك
" أوه بيون بيكهيون لم أقابلكَ منذ فترة
كيفَ حالك يا رجل ؟"
هو سأل بصوتٍ مرتفع ذاك الذي كان يوجه نظرات مستقيمة إليه مع ابتسامة هادئة
" بخير ..ماذا عنك ؟"
ردّ باقتضاب ليبدأ صاحبُ الغمازةِ بالتحدث
" أوه جيد جدًا قريبًا سأترقى في عملي وكما ترى نحنُ على وشكِ أن نتخلص من جميع الحثالة والمجرمين في المدينة "
أثارت جملته هذه الصمت مع تعابير متبددة على وجه كامل أفراد عصابة الجوكر
ماذا عن الجوكر بعد ذاته ؟ هو قد وسّع ابتسامته حتى اختفت عينيه ثم أردف مسايرًا ما يقول
" حظًا موفقًا في القضاء على الحثالة و تنظيف المدينة جيدًا من المنافقين فهم منتشرون في كلّ مكان !"
" ربما بيننا كذلك ؟"
ردّ الآخر بابتسامة حذقة
فانطلقت ضحكة من جوفِ الجوكر وهكذا راح الكلّ يضحكُ فجأة عدا ڤاليري من لم تستوعب هذا الوضع الغريب بعد
" هم أقربُ إلينا من حبل الوريد "
هكذا أنهى بيكهيون الضحكات بالجملة التي أثارت الصمت من جديد ، فانتشرت الابتسامة الصفراء بين الكلّ حينما شاهدوا الرئيس بارك بحدّ ذاته يأتي كي يحتفي بحضوره المكرمين
" كدتُ اختنق "
همس كيونغسو لتهمس هي كذلك
" ما هذا الذي رأيته قبل قليل ؟"
" حرب خاملة بين ألد الخصوم ، بارك وبيون !
كالماء والنار على كفتين متقابلتين "
هي وجهت بصرها تلقائيًا للذي يقابلها ، تفاقمت أوار احتدام عينيها المخترقة له مع شدّها على السكين المتواجد قربَ طبقها
هو عدو الجوكر ، إذا سيكون عدوًا لها كذلك
" من هذه الجميلة يا ترى ؟"
ربما كانت في حقدها المتشكّل عليه غارقة حتى انتشلها هو عبرَ جملته تلك ، متى يا ترى قد حوّل عينيه إليها ثم حدثها وهي لم تدرك ذلك بعد ؟
هذه الفتاة تسهو كثيرًا كما يبدو ..
" إنها الجوهرة السّوداء تشونغ ڤاليري
لؤلؤة جديدة انضمت إلى عقدي الأنيق "
هكذا عرّف بها صاحبُ اللسان السلس الجوكر الباهر
لا تعرف ، هل تبتسم على طريقته في التعريف بها أم تثبّت تعابير وجهها على ما كانت عليه ؟ ، فهي مازالت متحسسة من الموقف السابق
" آوه ..لي الشرف بمقابلتكِ آنستي "
قال بارك تشانيول يمدّ كفه لها وهي قد بادلته المصافحة بصعوبةٍ شديدة فقط تقليدًا للمجملات التي يبديها الجميع هنا
قبلته على كفّها كانت قد ارعشتها بحق
" هل لي برقصةٍ معك ؟"
هذا ولأن الحفلة الراقصة قد نشرت عبيرها في الأرجاء فراح الناس يسلبون اهتمام نسائهم عبرَ هذا الطلب الأنيق منهن
حولت عينيها للجوكر والذي كان يبدو عاديًا جدًا وهو يراقب توترها هذا ، رفع كتفيه فلم تفهم هل هو يخبرها أنه لا شأن له بذلك
أم أنه يعطها إذنًا للرقص مع الآخر ؟
هذا وقد زعمَ أنه لن يترك يدها اليوم ، عنادًا وتجبرًا فيه هي قد وافقت على طلبِ تشانيول هذا وفارقت كرسيها
لم يعر الجوكر سلوكها هذا أي اهتمام ، بل عاد للانخراط مع من يحفونه بالفعل
م الذي شعرت به يا ترى ؟ أطلت عليه وقد كرهت نفسها التي تنتقص منها
هل يا ترى هي قد أحبّت تدليله أم اعتادت على اهتمامه المصوب تجاهها ؟
تشانيول قد صفق الباب في وجه افكارها حينما أحاط خصرها النحيل جاذبًا هي لوسط القاعة حيث يرقص الناس
" صدقني لا أجيد الرقص "
تفوهت مرتبكة وابتسامته لم تقصّر في ذلك أبدًا معها
____________________
يتمايلان على أنغامٍ هادئة ، وسطَ الحشد المنمق حولهما ، هما كانا يرقصانِ بخفة
" قلتِ أنكِ لا تجيدين الرقص !"
تحدث الطويل قبالها ، نعم هي ليست جيدة به ولا تنوي أن تجيده حتى ، هي فقط تحذو حذوه وتقلّد من حولها
إضافةً إلى كونها لا تتواصل بصريًا معه ، لم تعترف بكيانه في الوجودِ حولها بعد
هو من يفرض نفسه سالبًا انتباهها عبرَ شدّه لخاصرتها
" أعريني بعضَ الانتباه آنستي !"
" أعتذر ..قد سلبت الموسيقى عقلي "
إجابتها المقتضبة قد أثارت ابتسامته المتهكمة وحفّزت أحد حاجبيه على الوثبِ عاليًا
" ترى ماذا كانت تتناول والدتكِ حتى أنجبت فتاة حلوى مثلك ؟"
رمشت ، لماذا هذا المعتوه قد ذكرَ والدتها ؟
هكذا شتمته داخل عقلها ثم أكملت سلسلة تجاهلها له
" تبدين صغيرة في السّن ، دعيني أخمن... "
" لا ، لا أحب الحديث عن سني "
" ومن الواضح أنكِ لا تحبين الحديث عن شخصكِ أبدًا ، أنتِ غامضة جدًا كقطة سوداء تثب فوقَ الحواجز في منتصف الليل "
لن تنكر أن وصفه ذاك قد راقَ لها ، يبدو أنها تميل لكل من يرنّم الكلمات مشكلًا أغنية تلج لأذنها
" ما بالك تحاول قطفَ انتباهي المعلّق عاليًا ، بالرغم من عداوتكَ لسيدي ؟ "
" وما شأنكِ أنتِ بذلك ؟ ومن قال أنني أعاديه يا ترى ؟ هل هكذا تصوغون أقوالنا المنمقة عادةً ؟"
الابتسامة التي طبعها في حافة جملته قد أكّدت لها أنه يعبث معها لا غير
تركت يده وابتعدت عنه خطوة " جد فتاةً أخرى تتغزل بها غيري ...."
" سأجد ، فالفتيات تملأن هذه القاعة
لكنّ الجواهر الخالصة نادرة جدًا هنا ، أنا فقط وجدتُ واحدة لذا لم أستطع أن أبعد عيناي عنها ..سأنتظركِ حتى تكبري ، لا بأس "
قال ثم أدخلَ كفه في جيبِ سترته يستلّ علبة السجائر ، يخرج منها واحدة فيحشرها بين شفتيه التي لم تتخلى عن الابتسامة بعد
" سررتُ بلقائكِ وشكرًا على مشاركتي هذه الرقصة ، أنا ذاهبٌ لأدخن سيجاري ..أنا حتمًا أحسدُ الجوكر عليكِ !"
أنهى جملته بتمرير ابهامه على وجنتها ثم غادر ، طوال الفترة الفائتة هي كانت صامتة ومذهولة مما تراه
كان رائعًا بحق بالرغم من هالة الدمامة التي تحوم حوله ، تنفست الصعداء عندما غادر و داخلها يتمنى بصدق أن لا يظهر ثانيةً
لكن ماذا عن الذي تجاهلها وتركها تذهب بعيدًا مع عدوه اللدود ، ألهذه الدرجة هي لا تشكّل أي فارقٍ له؟
إنتفخت من الداخل فراحت تطرق بالكعب عائدة للطاولة ووجها أكمدٌ بالكامل
لكنه لم يكن موجود
" أين ذهب الجوكر ؟"
سألت كيونغسو القابع في مكانه منذ أن تركته هنا
" أوه ...لا أعرف رأيته يهبّ واقفًا ثم اختفى بين الحشد ، الناس يملؤون الحفلة تدريجيًا شيئًا فشيئًا "
تنهدت بقلة حيلة ثم جلست على كرسيها بهدوء
~~
في وقت سابق ، رفعَ الجوكر الهاتف وقد برزت طلائع الاستغراب في وجهه لذا فضّل الذهاب كي ينزوي ويحادث المقصود
ما سمعه منه كان صادمًا حدّ انزلاق الهاتف من كفّه بعجز ، متى كانت آخر مرة قد اختلج الجوكر الخوف يا ترى ؟ حتى التواريخ لم تعد تذكر ذلك
أعاد لملمة أجزاء هاتفه التي انتشرت في الأرضِية الرخامية هذه
كانت يديه ترتعش ، شعوره هذا كان غريبًا بحق
غريبًا حتى عليه ..
"ڤاليري.."
نبسَ بينما ينظر لذاته على المرآة مثبتًا يديه على المغسلة
تخيّل كيف سيكسو الغسقُ وجهها بعدما تسمع منه هذا الكلام المسموم ، كيف عليه أن يغلفه يا ترى قبل أن يهديها إياه؟
عندما عادَ للطاولة ، لم يجلس قبالها تحديدًا
بل على مقربة منها هو يقف
عاقدًا حاجبيه ، شاخصًا بصره عن الكل فقط يتأمل ضحكتها مع كيونغسو
لم يكن فضوليًا بشأن ما يتحدثان به ، كان مستاءً أن تلكَ الضحكة ستغادر عمّا قريب وعودتها هو أجلٌ غير مسمى
لأنها كانت تبحث عنه بالأساس ، هي شعرت بوجوده كلقطة سنيمائية
حينما تلقطُ عينيكَ المبتغى فجأة ، ثم تذهل من كونه يحدق به هو ذاته
ما بال نظراته تلك ؟ تساءلت
لم يلبث حتى أسرع بخطاه إليها ثم سحبَ رغسها
" سنغادر وحدنا ، أنتَ وسولار توليا أمر الحقائب حسنًا ؟ أنا أثق بكما
لا يمكنني إجابتك الآن ، الحالة طارئة جدًا كيونغ "
حدّث صديقه بنبرةٍ أثارت فيه القلق ، لم يستطع حتى نطق السؤال فالآخر قد غطّى كل جوانب الإجابة ثم جرّ الأخرى معه
" دع يدي !!" تحدثت مستاءة من السرعة التي يأخذها بها ، ومن سلوكه الغريب هذا فجأة
والأكثر من ذلك ، الجدية التي امتزجت مع ملامحه
" مـ..ماذا هناك ؟"
سألت لأنها لم ترى أي خيرٍ في محياه
أخذها حيثُ اطّلعت السماء عليهما بأعين متتوقة ، والقمر الحزين يحاول أن يخفف ذلك بتتويجه لبدر هذا اليوم
جعل يجمع أنفاسه وهي عقدت حاجبيها تنتظر منه تبريرًا على كلّ هذا الركض للخارج
" ڤاليري..."
نطق ثم نسي حروفَ الأبجدية جميعها عندما مقلها
" ماذا هناك أخبرني ؟ ما مشكلتك ؟ لمَ أخذتني إلى هنا ؟"
" لأنكِ ستأخذينني إلى أبعد بكثير
حينما تعرفين أين أخذتكِ دون قصد
تعلمين ، مهما فقتُ توقعاتك وتوقعات نفسي حتى
ليست لي قدرات خارقة قادرة على حفظ ما أريد
أحيانًا ، تنهب الحياة منّي أمورًا حفظتها لسنين
فجأة هكذا أجدني خالي الوفاض
كما أنا الآن بالضبط .."
نبرته كانت حزينة بحق ، عيناه تلمعان
كالعادة
لكن لمعة عيناه سابقًا كانت تبدو أكثرَ بهاءً
اليوم ، يتردد الشجون فيها
بطريقةٍ مقلقة
" بيك..."
تسهو كثيرًا وقد سهت الآن كذلك تنسى كيف تناديه بلفظ الاحترام المفروض
قالت تشدّ على ياقته ، تستقطب عيناه التي فرّت فجأة هنا وهناك
" تعالي .. اتبعيني "
قال يخطو حثيثًا للسيارة ، سيارة الليموزين التي بدت رحبة حينما احتوت الاثنين وحدهما
مازالت تعقد حاجبيها تحاول جرّ الكلمات من جوفه
أبصرها ثم ابتسم
" أظن أن سفينتي قد وجدت مرساها والجوهرة لم تعد تخصني ، سأعيدها لحيث جاءت حرة "
" لـ.
لماذا تقول شيئًا كهذا ؟"
نبرتها ارتفعت ذعرًا حينما أظهر التخلي عنها في كلماته المشفرة كالعادة
" لأنها لو علمت ما فرطتُ بها لن تلبث في يدي بعدَ اليوم "
شردت تحاول تفسير ما يقول
" بيكهيون أخبرني بشكل مباشر كفّ عن ذرف صبري هكذا "
" أخوكِ راح من بين يدينا ، اتصل الطبيب وأخبرني بذلك ! هكذا أقولها لكِ مباشرةً "
كان واضحًا كفايةً بالنسبة له كيفَ قد جرّد الفارغ تعابيرها ، كانت صامتة وفاغرة الفاه
تتساءل ، هل يمكن أن يكونَ ما ينطق به هذا حقيقيًا ؟
كانت السيارة في طريقها بالفعل للمشفى
أغلق عينيه وازدردَ ريقه حينما شاهدَ شحوب وجهها هذا مع تلك الدمعة الفارة دون أي سوابق أو استعداد
هذه المرة لم يخشى من يديها أن تلمس القفاز خاصته ، بل حاوطَ يديها بكلتا يديه
الاثنتين معًا !
" اصمدي كي تريه
للمرة الأخيرة .."
__________________________
.
.
آه تحزن ، لكن كذا ما يكون فضلها احد في حياتها غيره ..
خلاص بسكت 😂
وقفت سالفة اخترع اسماء للبارتات لانو زي ما انتوا شايفين طول اسم البارت لحاله يكفي + رح اطول عشان اخترع اسم سوو مافي داعي
شايفين كيف قاعدة أبثركم بالتحديث ؟ احتاج تصفيق على ذا الشي 👏👏👏
رأيكم بالسيد بارك يول ؟
سلام ♥
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top