١٤

بوصول شيانغ جيان إلى تقاطع الطرق الأول قرب القرية حيث كان مسجوناً، كان قد تشكّل واحد بداخل رأسه أيضاً.

هو تحرر أخيراً، ولكن هل يمكنه التمتع بهذه الحرية فقط؟.
إلى مَن سيلجأ الآن؟

هل سيكون من الآمن التواصل مع السيد كو نان في هذه المرحلة؟. أم أنّه ليس بأفضل حال هو الآخر؟. هو حقاً لا يدري..

ما بال الطالع يداعبه هكذا؟ نجا بالفعل وبرغم ذلك لا يمكنه أن يمضي.

بالتفكير بالأمر، يسر هروبه يدعو للشك والظنون.

ثم مَن تلك التي احتجزها لوهان أيضاً؟.

ذكرياته عن الليلة السابقة مشوّشة، تناول طبقاً من الأرز المجمّد سيئ الطعم، هو يتذكّر ذلك بوضوح.
هل يعقل أن لوهان وضع شيئاً ما فيه؟.

«اشش ذلك المحقق الأحمق».

تمتم تحت أنفاسه بينما يشير إلى سيارة أجرة مارّة، كانت الثالثة، سائقها لم يتوقف، فقط كسابقَيه.

وبالنظر إلى ما تستدعيه هيئة الرجل الطالب من ريبة؛ فهم محقين بعض الشيئ في رفض طلبه.

هو لا يطيق صبراً بعد الآن. وقف بوسط الشارع ينتظر  سيارة أخرى.

وكانت واحدة عامة، تجلس في مقعد السائق امرأة في أواخر الأربعينات على أقصى تقدير.

حين رأته يقطع الطريق الضيق بذراعيه مفرودتَين على جانبيه ذُعرت، بتلقائية أوقفت مركبتها على بعد إنشات قليلة من موضع وقوفه.

بينما تنظّم السّيدة أنفاسها، طرق شيانغ جيان زجاج النّافذة المقابلة يكسب اهتمامها ثم دفع يديه عبر الجزء المفتوح يقول مهدّداً: «لديّ وجهتين. هل ستُلبّيني؟ أم سيتوجب عليّ دفنك هنا والآن؟».

وما تلا ذلك كان سريعاً على السيدة لمواكبته، استقرّ بجانبها، اختطف هاتفها من يدها التي كانت تتمسك به بإحكام شديد، صدمه عدة مرات بالإطار الصلب أمامه ثم رماه خارجاً.

وجّهها وأخذ يتفحّص محتويات حقيبتها اليدوية، وجد ما يفيده: مبراة تجميل.

كسرها يخرج النصل الحادّ يضمّه بكفّه جيداً.

وكل هذا حدث بمراقبة من المرأة الخائفة.

-


في البداية قصد مسكنه، يبدو فارغاً وهذا دفعه للاستغراب، من المفترض أنّ زوجته وطفليه يتواجدون في المنزل في مثل هذه السّاعة!.

بالمرأة على يمينه والنّصل الحادّ يلامس مرفقها قريباً جداً من شريان الحياة، طرق الباب يؤكد توقعه، هم ليسوا هنا!.

-

بحلول الآن، هو قرر ماذا سيفعل.

مجدداً، قادته المرأة مرغمة، وهذه المرة _ولدهشتها_ كانت الوجهة هي مركز نانجينع للتحقيق الجنائي!.

قبل أن يخرج من السّيارة، هو قبض على يد المرأة، بواسطة الشفرة صنع جرحاً على هيئة حرف 'X' ، ليرميه فوق البقعة المدماة قائلاً: «في المرة القادمة، توخّي الحذر».

-

مقابل البوابة حيث يقف شرطيان برداء رسمي مع سلاحين اعتياديين، بالصراخ ابتدأ مشهداً صاخباً لم ينهيه إلا حين خرج وورين إليه مع محققَين اثنين آخرين.

«أحتاج إلى مكان للحماية».
هو أجاب سؤال أحدهما.

كالعادة حين يكونان في الخارج، ادّعى وو رين جهله بهوية نسيبه، يقوده نحو زميل له، يخبره بضرورة الصمت والتزام الهدوء.

ثم تركه عائداً إلى مكتبه.

«أنا في خطر».
هذا فقط ما تفوّه به شيانغ جيان ردّاً على أي أسئلة يطرحها عنصر الشرطة الشاب.

أجلسه الشرطي على مقعد جلدي بجوار طاولته الخاصة، قدّم له المياه في كوب زجاجي أملس، ثم أعاد استجوابه من جديد.

«هربتُ من الموقع حيث بقيت لشهور مختطفاً».

«لا أحمل أي ذكريات عن الشهور السابقة. وأنا خائف فعلاً، لذا لجأتُ لكم.. هل بإمكانكم إبقائي هنا فقط؟».

«نأسف أنّ هذا غير ممكن. هناك بعض الإجراءات اللازمة وبعدها يمكنني إرسال عناصر معك لحمايتك».
بنبرة رسمية هادئة تكلم الشرطي.

«أقول إنّي في خطر! هذا المكان هو الوحيد الآمن لي الآن. أحقاً لا يمكنكم التحفّظ عليّ هنا؟».

«هل تظنّ أنكَ بداخل ملجأ للرّعاية؟.
تاو! خذ إفاداته إن رغب. واصرفه».

بلهجة ثابتة حازمة قال الضابط المدعو 'شين' ذلك وعاد لما يعمل عليه بالحاسوب أمامه.

«حاضر سيدي».
رد الشرطي الشاب تاو.

نفّذ تاو ما تم أمره به وصرف الرجل الذي لم يتفوّه بأي شيئ مفيد مصرّاً على موقفه.

تعذّر الشرطي بأمر ما، لحق بشيانغ جيان نحو الخارج يُجلسه في سيارته الخاصة ليقفلها تالياً، طالباً منه الانتظار قليلاً إلى حين انتهاء ورديّته الحالية.

وجد الأخير أنّه لن يخسر شيئاً إن انتظر، ربما يفيده هذا بطريقة ما..

-

مضت ساعة تقريباً، شغل الرّجل نفسه خلالها بتأمل الأشخاص الوافدين والمغادرين من المركز.

ثم عاد الشرطي، يرتدي الآن ملابس عادية، قميصاً أحمر اللون مع بنطال أسود، وقد استبدل سلسلة لوحته الاسمية بسلسلة ذهبية ناعمة.

«هل تأخرتُ؟».

«لا عليك. ولكني لم أفهم ما عنيتَه مسبقاً».
أجاب شيانغ جيان.

«لا شيئ مهم. كما ترى، لا يمكنني السماح لكَ بالبقاء هنا في المركز، ولكنك بالتأكيد تستطيع البقاء في منزلي إلى أن تستعيد ما فقدته من ذكرياتك فتبلّغ عن الخاطف وتصبح آمناً.. فهل يناسبك هذا؟».
قال ذلك بينما يدعك رأسه باعتيادية.

وعندما حصل على الموافقة من الآخر، هو شغّل المحرّك يقود بهما نحو منزله.

هذا ممتاز› فكر شيانغ جيان، ‹هل اتّسم الناس بهذه السّذاجة دائماً؟›.

بإمكانه الآن _بفضل سذاجة هذا الشاب_ أن يختبئ في مكان لن تطاله يديّ لوهان ولن يتوقعه حتى.

-

ضل بس النهاية، رح تكون بفصل واحد أو اتنين.
+ في 2 سبيشلز. بس طبعاً لازم انهيها قبل 7/7 وبعدين ببدأ فيهم.

أي أسئلة؟

أي توقعات؟

-

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top